الإصحَاحُ
الرَّابعُ وَالسِّتُّونَ

 

مذنب في حضرة الله

1 لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ فَتَتَزَلْزَلُ
الْجِبَالُ مِنْ حَضْرَتِكَ! 2فَتَكُونُ كَالنَّارِ الَّتِي تُضْرِمُ الْهَشِيمَ،
وَتَجْعَلُ الْمِيَاهَ تَغْلِي لِكَيْ تُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ،
فَتَرْتَعِبُ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ. 3عِنْدَمَا أَجْرَيْتَ أَعْمَالاً
مُخِيفَةً لَمْ نَتَوَقَّعْهَا، نَزَلْتَ فَتَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ
حَضْرَتِكَ. 4مُنْذُ الأَزَلِ لَمْ يَسْمَعْ أَحَدٌ وَلَمْ تُصْغِ أُذُنٌ وَلَمْ
تَرَ عَيْنٌ إِلَهاً سِوَاكَ يُجْرِي مَا تَصْنَعُهُ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَكَ.
5أَنْتَ تُلاَقِي مَنْ يَفْرَحُ بِعَمَلِ الْبِرِّ وَمَنْ يَسْلُكُ دَائِماً فِي
طُرُقِكَ. لَكَمْ سَخِطْتَ عَلَيْنَا لأَنَّنَا وَاظَبْنَا عَلَى ارْتِكَابِ
الآثَامِ زَمَاناً طَوِيلاً، فَكَيْفَ لِمِثْلِنَا أَنْ يَخْلُصَ؟ 6كُلُّنَا
أَصْبَحْنَا كَنَجِسٍ، وَأَضْحَتْ جَمِيعُ أَعْمَالِ بِرِّنَا كَثَوْبٍ قَذِرٍ،
فَذَبُلْنَا كَأَوْرَاقِ الشَّجَرِ وَعَبَثَتْ بِنَا آثَامُنَا كَالرِّيحِ.
7لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يُنَادِي بِاسْمِكَ، وَيَحْرِصُ عَلَى التَّمَسُّكِ بِكَ
لأَنَّكَ حَجَبْتَ وَجْهَكَ عَنَّا ولاَشَيْتَنَا بِسَبَبِ مَعَاصِينَا. 8وَمَعَ
ذَلِكَ فَأَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ أَبُونَا، نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ
الْخَزَّافُ، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ
.

9لاَ تُوْغِلْ فِي غَضَبِكَ عَلَيْنَا
يَارَبُّ، وَلاَ تَذْكُرِ الإِثْمَ إِلَى الأَبَدِ. إِنَّمَا انْظُرْ إِلَيْنَا،
فَكُلُّنَا شَعْبُكَ. 10قَدِ اسْتَحَالَتْ مَدِينَتُكَ الْمُقَدَّسَةُ إِلَى
قَفْرٍ، وَأَصْبَحَتْ صِهْيَوْنُ بَرِّيَّةً وَأُورُشَلِيمُ مُوحِشَةً،
11وَاحْتَرَقَ بِالنَّارِ هَيْكَلُنَا الْمُقَدَّسُ الْبَهِيُّ، الَّذِي شَدَا
آبَاؤُنَا فِيهِ بِتَسْبِيحِكَ، وَصَارَ كُلُّ مَا هُوَ أَثِيرٌ لَدَيْنَا
خَرَاباً. 12هَلْ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ تَسْكُتُ يَارَبُّ، وَتَعْتَصِمُ
بِالصَّمْتِ وَتُنْزِلُ بِنَا أَشَدَّ الْبَلاَءِ؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي