إذ كان فى صورة الله
ما معنى: ” إذ كان فى صورة الله ” (فى 2: 6)؟
6
الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ.
7 لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ.
الجواب:
* قال معلمنا بولس الرسول: ” فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع أيضاً ” الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب مساواته لله اختلاساً. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس. وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ” (فى 5: 2 – 8).
*
كلمة (صورة) التى وردت فى النص السابق عن صورة الله وصورة العبد باللغة اليونانية هى (مورفى
ηфρμΟ
) بمعنى الصورة مع الطبيعة، وليس (إيكون
νωкιε
) اليونانية بمعنى الصورة الخارجية بدون الطبيعة، فالصورة الخارجية لا تحمل نفس الطبيعة، مثل واحد التقطت له صورة – هذه الصورة مادتها مجرد ورق وألوان – ولكن صاحب الصورة هو إنسان، ففى هذه الحالة الصورة طبيعتها غير طبيعة الأصل، وإن كانت تعلن عن الاصل إلا أنها مجرد صورة، وتسمى (إيكون
νωкιε
).
ومثال أخر: الإنسان، فهو على صورة الله ولكن طبيعته غير طبيعة الأصل أى الله فالإنسان مخلوق والله خالق.. هناك فرق واضح فى الطبيعة.
* أما كلمة (مورفى
ηфρμΟ
) التى قيلت عن الابن الوحيد فى علاقته مع الآب فهى تعنى الصورة التى تحمل الطبيعة نفسها فالابن الكلمة حمل صورة أبيه القدوس، وحمل نفس طبيعة وجوهره بغير انقسام. وفى تجسده أيضاً حمل نفس طبيعتها البشرية – بغير خطية – جاعلاً إياها واحداً مع لاهوته. ولهذا فقد استخدم أيضاً القديس بولس فى نفس النص السابق كلمة (مورفى
ηфρμΟ
) للإشارة إلى صورة العبد التى اتخذها كلمة الله، بمعنى أنه أخذ طبيعة بشرية حقيقة.