خيوس

 

(1) موقعها: خيوس جزيرة جبلية كبيرة تابعة لتركيا
تقع في بحر إيجه إلى الجنوب من لسبوس، ويبلغ طولها من الشمال الى الجنوب نحو
ثلاثين ميلاً، ويترواح عرضها بين ثمانية أميال وثمانية عشر ميلاً، ويفصلها عن ساحل
أسيا الصغرى مضيق يبلغ خمسة أميال في أدنى اتساع له، وتتناثر فيه بضع جزر صغيرة .
وقد مرت بخيوس السفينة التي سافر عليها الرسول بولس في رحلة العودة إلى أورشليم من
رحلته الثالثة (أع 15: 20) . ويرى البعض أن عبارة لوقا: "وأقبلنا في الغد إلى
مقابل خيوس" أنهم أرسوا هناك، ولكن الأرجح أنها تعني أنهم ألقوا مراسيهم على
الساحل الأسيوي المقابل لخيوس قبل أن يتجهوا إلى الجنوب الشرقي إلى ساموس. ويقول
يوسيفوس أن هيرودس وهو في طريقه إلى أغربيا عند البوسفور "مكث في خيوس أياماً
كثيرة " وأغدق علي أهل الجزيرة الكثير من العطايا الملكية
.

 

(2) وصفتها ومنتجاتها: ورغم أن التربة جبلية إلا أن
الأشجار تغطيها، وتكثر بها الزلازل، ويوجد بجبالها التي يبلغ ارتفاع أعلاها 4.000
قدم، مناجم للرخام الأسمانجوني الجميل الذي تتخلله عروق بيضاء، كما كان يوجد بها
نوع من الصلصال كانت تصنع منه أنواع فاخرة من الخزف . وتوجد بها حالياً كميات
كبيرة من المغرة (أكسيد الحديديك) . وأهم صناعتها هي تربية دود القز، وترسل
الشرانق إلى ليون في فرنسا لصناعة الحرير . كما تصدر الجزيرة البرتقال والليمون
واللوز والنبيذ والينسون والمصطكا والجلود . وكان سكان الجزيرة يشتهرون في القرن
الخامس الميلادي بأنهم أغنى أغنياء اليونان . وتوجد عاصمة الجزيرة "
كاسترو" أو"خيوس" على الشاطيء الشرقي للجزيرة بالقرب من الطرف
الجنوبي لها
.

ويفخر
سكان الجزيرة بأنها كانت مسقط رأس الشاعر الشهير " هوميروس " والشاعر
المأساوي "إيون " والفيلسوف " ثيوقريطس " والمؤرخ "
ثيوبومبوس " . وكان سكان الجزيرة يشتهرون قديما بمهارتهم في رواية الحكايات
والنكات والنزق حتي لكان يقال عنهم:
"أيسر
أن تجد حصانا أخضر من أن تجد خيوسياً رزيناً
".

(3) تاريخها: كان سكان المدينة قديماً من الليجيين
والكريتيين والكاريين، ثم غزاهم الأيونيون الذين جعلوا من خيوس واحدة من أشهر
المناطق ازدهاراً . وعندما اجتاح الفرس أسيا الصغرى وضيقوا الخناق على المستعمرات
اليونانية، أبدى الخيوسيون روح الولاء للوحدة اليونانية، ولكنهم اضطروا أخيراً
للخضوع لكورش في 546 ق.م. وفي 500 ق. م. انضموا الى ثورة "ارستاجوراس
" (Aristagoras) ضد الفرس .
وفي المعركة البحرية أظهروا بسالة عظيمة، ولكن بعد معركة "ميكال
" (Mycale)، انضموا إلى الاتحاد اليوناني . وفي 412 ق.م. انضموا إلى
البلونيزيين في السنة التاسعة عشرة من الحرب التي استمرت سجالاً بين أثينا وأسبرطة
وحلفائها، وعقاباً على هذه الخيانة اجتاح الأثينويون الجزيرة وخربوها . لكن في
نهاية الحرب عصا الخيوسيون على أسبرطة وانضموا بعد معركة "ناكسوس
" (Naxos) إلى أثينا
مرة أخرى، ولكن الأثينويون اضطهدوهم،كما اضطهدهم الأسبرطيون من قبل، فتحالفت خيوس
مع طيبة في 363 ق.م. واستطاعت أن تدافع عن نفسها بشجاعة ضد القائد الأثيني
"كارس
"
(Chares) .
وفي 355 ق.م. اضطرت أثينا إلى منح الجزيرة استقلالها . وبعد ذلك
تصادق الخيوسيون مع الرومان، واضطروا في الحرب مع "ميثريديتس
" (mithridates) إلى تسليم سفنهم للملك البنطي ودفع غرامة 2.000
وزنة.

وظلت
خيوس ميناء حرة في الولاية الرومانية في أسيا الصغرى الى أن أنكر عليها فسباسيان
الامبراطور هذا الحق فأصبحت خاضعة تماما للحكم الروماني
.

وفي
1307م غزاها القراصنة الأتراك وخربوها، ثم استولى الأتراك عليها في 1566م . وانضمت
خيوس الى الثورة اليونانية ضد الأتراك (فبراير 1821م) ولكنها أنهزمت أمام الأتراك
فأمر القائد التركي بتدمير الجزيرة تماماً، فقتل 23.000 من أهل خيوس، وباع 47.000
منهم في سوق الرقيق، ولم ينج سوى 5.000 . وفي 1827م حاولوا مرة أخرى أن يستردوا
حريتهم ولكنهم باءوا بالفشل . وعندما استقلت مملكة اليونان بعد ذلك بسنتين لم تضم
اليها خيوس فظلت خاضعة لتركيا
.

وفي
عام 1881م حدثت في الجزيرة زلزلة رهيبة كادت تأتي على الأخضر واليابس

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي