خِلٌّ
– خليل

 

الخل
أو الخليل هو الصديق الودود والحبيب والصاحب، وهناك أمثلة كثيرة للصداقة في الكتاب
المقدس. وقد دعي إبراهيم "خليل الله" (2أخ 7: 20، إش 8: 41، يع 23: 2)
لأنه كان وثيق الصلة بالله. كما أن الرب كان يكلم موسى "وجهاً لوجه كما يكلم
الرجل صاحبه" (خر 11: 33
).

وهناك
صورة شاعرية للصداقة بين راعوث ونعمى (راعوث 16: 1 18). كما كان حوشاي الأركي
صديقاً مخلصاً لداود ومثالاً للولاء في وقت الشدة (2صم 27: 15، 16: 16، 5: 17و6و7 و14
و 15). وكانت صداقة يوناثان لداود صداقة فريدة حيث نقرأ: "أن نفس يوناثان
تعلقت بنفس داود وأحبه كنفسه" (1 صم 1: 18)، ويقول داود في رثائه له: "كنت
حلوّا لي جدًّا. محبتك لي أعجب من محبة النساء" (2صم 26: 1). كما كان إيليا
وأليشع صديقين حميمين
(2مل 2: 2).

وفي
العهد الجديد، اتخذ الرب يسوع من التلاميذ أصدقاء له وقال لهم: "أنتم أحبائي …
قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 13: 15 15). كما كانت
هناك صداقة قوية بين الرسول بولس وتلميذه تيموثاوس إذ يقول الرسول عنه "الابن
الحبيب" (2 تي 2: 1) وكذلك يكتب إلى تيطس "إلى تيطس الابن الصريح حسب
الإيمان المشترك" (تي4: 1) و إلى فليمون: "المحبوب والعامل معنا و إلى
أبفية المحبوبة" (فليمون 1: 1و2). ويكتب الرسول يوحنا: "إلى كيرية
المختارة والى أولادها الذين أنا أحبهم بالحق" (2يو 1: 1)، كما يكتب
"إلى غايس الحبيب الذي أنا أحبه بالحق. أيها الحبيب.." (3يو 1: 1و2
).

وكثيرون
من مشاهير الكتَّاب في كل عصر، أشادوا بالصداقة المخلصة، وقد سجل بلوتارك قصة
الصداقة المتفانية التي كانت بين "دمون
" (Domon) و"بيثاس" (Pythias)، حين حكم على "بيثاس" في زمن ديونيسيوس بالإعدام. فطلب قبل إعدامه أن
يسمح له برؤية عائلته، فقدم "دمون" نفسه رهينة على أن يعدم عوضاً عن
بيثاس في حالة عدم رجوعه في نهاية المهلة المحددة. ولكن بيثاس عاد في آخر لحظة،
فاندهش ديونيسيوس من هذا الوفاء والإخلاص فأطلق سراح الاثنين.

وهناك
صداقة صادقة (مز11: 35، أم 17: 17،24: 18، يو 13: 15
)، كما توجد صداقة خادعة (أيوب 14: 6و27، مراثي 2: 1، زك 6: 13، مت
49: 26، مرقس 45: 14، لو 48: 22). وهناك أصدقاء أنانيون (أم 4: 19و6و7). وأصدقاء
يطلبون الخير للآخرين (أم 6: 27و10و17
).

وأعظم
صور الصداقة في الكتاب المقدس هي الصداقة لله لأنها نبع كل صداقة حقيقية، وكما سبق
القول عن إبراهيم إنه دعي "خليل الله" (يع 23: 2)، وعلى النقيض من ذلك
"محبة العالم" لأنها "عداوة لله" (يع 4: 4
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي