داجون

 

كان
داجون كبير الآلهة عند الفلسطينيين (قض 23: 16)، كما أن هناك مكانين ينسبان اليه،
هما " بيت داجون" في يهوذا بالقرب من جديروت (يش 41: 15)، وتعرف حاليا
باسم "بيت داجان "، ومدينة أخرى في سبط أشير بالقرب من ساحل البحر (يش
27: 19)، والأرجح أنها حاليا هى "بيت داجان " أيضاً إلى الجنوب الشرقي
من يافا .يدل ذلك على أن عبادة داجون كانت واسعة الإنتشار في ذلك الوقت،وبخاصة في
زمن شاول الملك (2صم 1: 57
).

(1) الاسم والتاريخ: يظن البعض أن الاسم "داجون" مشتق كما يقول
جيروم من "داج" بمعنى "سمكة"، بينما يقول آخرون مثل فيلو إنه
مشتق من "داجان" بمعنى "حنطة" باعتباره إله "الجو"
الذي يعطي المطر لنمو الحنطة، ويرى البعض الآخر، أننا يجب أن نبحث عن معنى الاسم
في لغات الشعوب القديمة المجاورة حيث يرون أنها مشتقة من الكلمة العربية
"دجا" من "دجا الليل" بمعنى عمت ظلمته، ومنها
"الدجى" أي سواد الليل.

 وقد ورد اسم المعبود دجون في سجلات سرجون الأول (نحو 2360 ق.م.) عن
حملته على منطقة أعالي الفرات وكيليكية، وكذلك في سجلات ابنه "نارام سن
"(Naram – sin) مما يدل
على عبادته منذ العصور القديمة (في الألف الثالثة قبل الميلاد). وفي رسالة من
حمورابي (نحو 1530 ق.م.) إلى "زمرليم" حاكم دولة "ماري"، يسمى
"داجون" "إنليل
" (Enlil) له العواصف عند البابليين. ومن هنا
نفهم أن "داجون" كان يعتبر "إله الجو" أو "إله الغيوم
والعواصف" فجاء اسمه من "الدجى" عندما يتلبد الجو بالغيوم.

وقد
ورد اسم الإله "داجون" فى رسائل تل العمارنه (نحو 1375ق.م) .وعلى لوح فى
أوغاريت (نحو 1400ق.م) . وفى سجلات رأس شمرا نجد أن "داجون" هو أبو
"البعل"إله العواصف عند الكنعانيين، وكان له معبد فى اوغاريت لعله يرجع
إلى منتصف العصر البرونزى . كما ورد ذكره فى السجلات الأشورية والبابلية مما يدل
على أن عبادته استمرت نحو 1500 عام.

(2) داجون فى العهد القديم: ورد اسم داجون – كما سبق
القول – مرتبطا باسم مكانين فى سفر يشوع (يش 41: 15،27: 19) مما يدل على أن عبادة
داجون كانت فى أرض كنعان قبل دخول بنى إسرائيل، واشتهر بعد ذلك بانه "إله
الفلسطينيين" (قض 23: 16، 24) . وكان لداجون عدة معابد منها:

(أ) معبد فى غزة، اجتمع فيه الفلسطينيون ليحتفلوا بالقاء القبض على
شمشون عدوهم اللدود، وليذبحوا لداجون إلههم،واتوا بشمشون ليرقص لهم، فهدم المعبد
عليهم فقتل أقطاب الفلسطنيين نحو ثلاثة آلاف رجل (قض16: 23-31
).

(ب) معبد فى أشدود: فعندما أخذ
الفلسطينيون "تابوت الرب وضعوه فى بيت داجون "وأقاموه قرب داجون . وبكر
الأشدوديون فى الغد وإذا بداجون ساقط على وجهه إلى الأرض امام تابوت الرب …)
فأقاموه فى مكانه، وبكروا فى اليوم التالى و"إذا بداجون ساقط على وجهه على
الأرض أمام تابوت الرب ورأس داجون ويداه مقطوعه على العتبة"(1صم1: 5-4) .وقد
ظل هذا المعبد قائماً حتى عصر المكابيين إذ دخل يوناثان المكابى أشدود وأحرقها
وأحرق هيكل داجون (1مك83: 10و84، 4: 11
) .

(ج) معبد آخر فى بيت شان (يش27: 19) حيث وضع الفلسطينيون سلاح الملك
شاول بعد معركة جبل جلبوع و"سمروا رأسه فى بيت داجون" (1أخ 10: 10، انظر
1صم 10: 31-12
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي