دار
المسكن

 

ويقصد
بدار المسكن مساحة خالية أو فناء تحيط به الستائر أو الأسوار أو الجدران، أو تحيط
به المباني . وكانت دار المسكن دائماً مكاناً مكشوفاً غير مسقوف، قد يضم داخله
مبنى أو أكثر
.

(1) خيمة الاجتماع: ورد أول ذكر "لدار
المسكن" في سفر الخروج حيث نقرأ: "وتصنع دار المسكن" (خر 9: 27)
وأعطاه مقاسات وأبعاد دار المسكن وأبعاد أستاره (خر 9: 27 19) . ومنها نعرف أن
محيط دار المسكن كان ثلاثمائة ذراع . وكانت دار المسكن مكونة من مربعين طول ضلع كل
منهما خمسون ذراعاً (أي خمس وسبعون قدماً) في الجهتين الشرقية والغربية وكانت توجد
في المربع الغربي خيمة الاجتماع، وفي المربع الشرقي مذبح المحرقة حيث يقدم الشعب
تقدماتهم . وكل من اجتاز من العبرانيين بوابة المدخل، يجد أمامه المذبح، وكان
الدخول إليه من البوابة العظمى التي كانت توجد في الجانب الشرقي (خر 13: 27 16،
الرجاء الرجوع إلى خيمة الاجتماع

(2) هيكل سليمان: كان التصور الأساسي الذي بنى عليه
تصميم الهيكل، هو أن يكون بناء حجرياً ضخماً متشابهاً لخيمة الاجتماع، وقد استتبع
مضاعفة حجم الحجرات المقدسة في الهيكل أن ضوعفت المساحة التي أقيم عليها، فحتى ذلك
الوقت كانت المساحة المستطيلة التي طولها مائة ذراع وعرضها خمسون ذراعا (أى 150×75
قدماً مربعاً)، تكفي لحاجة الشعب في العبادة . أماالآن فقد أصبحت المساحة ثلثمائة
قدم طولاً، ومائة وخمسين قدماً عرضاً، تحيط بها أسوار حجرية ضخمة تضم كما كان في
خيمة الاجتماع مربعين ضلع كل منهما مائة وخمسون قدماً، وكانت هذه هي "دار
الكهنة" (2أخ 9: 4) التي كان يطلق عليها أيضاً "الدار الداخلية"
(1مل 36: 6) و"الدار العليا" (إرميا 10: 36) . وكانت جدرانها من ثلاثة
صفوف من حجارة منحوتة، وصف واحد من ألواح خشب الأرز (1مل 37: 6) . وقد يفُهم من
هذا أنها كانت بهواً من الأعمدة . ولعله كان يفصل بين قسمي الهيكل نوع من السياج .
وكان القسم الداخلي منه وكان دخوله مقصوراً على الكهنة فقط هو موقع الهيكل الجديد .
أما القسم الشرقي فكان يوجد فيه مذبح المحرقة، وكان مسموحاً لعامة الشعب العبري،
الدخول إلى هذا القسم للعبادة عند المذبح . وقد تضمنت الإشارات اللاحقة، وجود
مخادع أو حجرات في الدار، وإمكانية دخول الشعب إليها (انظر إرميا 2: 35، 10: 36،
حز 16: 8
) .

(3) الدار العظيمة: وقد بني سليمان داراً خارجية
تمييزاً لها عن الدار الداخلية، دعيت باسم "الدار العظيمة" (2أخ 9: 4)
أو "الدار الكبيرة" (1مل 9: 7)، وقد غشيت مصاريعها بنحاس . وهناك اختلاف
كبير في الرأس حول علاقة هذه الدار الخارجية بالدار الداخلية السابق وصفها وببقية
أبنية هيكل سليمان، وبخاصة "الدار الكبيرة " المذكورة في (1مل 9: 7و10)،
فالبعض يطابق ما بين الاثنتين، بينما يفصل بينهما البعض الآخر . فهل امتدت هذه
الدار بمصاريعها المغشاة بالنحاس شرقاً إلى ما وراء الدار الداخلية للهيكل، وبنفس
عرضها؟ أو هل كان هناك كما يظن البعض فناء أكبر يحيط بكل مساحة الهيكل ويمتد
شرقاًنحو مائة وخمسين ذراعاً في مواجهة دار الكهنة؟ إلا أن هناك رأيًا أكثر تطرفًا،
وهو رأي يتبناه كثيرون من المفكرين المحدثين، حيث يعتبرون أن "الدار
الكبيرة" كانت سياجاً ضخماً يحيط بالهيكل وبكل أبنيته كما جاء في الملوك
الأول (1: 7 12)، إلا أنه في غياب المعلومات الكاملة، لايمكن القطع برأى في الأمر
.

(4)هيكل حزقيال: في نبوة حزقيال عن هيكل المستقبل،نجد
نفس رسم الهيكل الذي عرفه من قبل في أورشليم،ففيه داران مربعان،طول ضلع كل منهما
مائة وخمسون قدماً، يحيط بها جدار حجري واحد. أحد المربعين في الشمال، والآخر في
الجنوب، ويحملان اسمي الدار الداخلية والدار الخارجية (حز 8: 16، 10: 5
).

(5)هيكل هيرودس: في هيكل هيرودس، حلت أسماء جديدة محل
التسميات القديمة، فإن الدار الفسيحة التي عرفت فيما بعد باسم "فناء
الأمم" لم تعرف بهذا الاسم في أسفار العهد الجديد، أو في كتابات يوسيفوس.
فليس في المشنا، وفي كتابات يوسيفوس، سوى دارين هما "دار الكهنة ودار
إسرائيل" . أما البيانات الخاصة بتلك الدارين فغامضة ومتضاربة، فتصف المشنا
الدارين كمساحتين ضيقتين عرض كل منهما إحدى عشر ذراعاً، وتمتدان عمودياً على
الهيكل والمذبح، فتنفصل دار إسرائيل بسياج عن دار الكهنة في الشرق، بينما تمتد دار
الكهنة إلى الخلف حتى المذبح . وكان الرسم موضوعاً بحيث يمنع عامة الشعب من بني
إسرائيل من الإقتراب الشديد إلى المذبح . أما يوسيفوس فيقول إن دار إسرائيل
الممتدة إحدى عشرة ذراعاً، كانت تدور حول دار الكهنة بما في ذلك المذبح والهيكل.

(6) في المزامير: وهناك العديد من التعبيرات في سفر
المزامير تبدي عظمة التصاق اليهودي التقي في كل العصور بديار بيت الرب: "طوبى
للذي تختاره وتقربه ليسكن في ديارك …" (مز 65: 4)، "تشتاق بل تتوق
نفسي إلى ديار الرب" (مز84: 2) . "مغروسين في بيت الرب في ديار إلهنا
يزهرون" (مز 92: 13، انظر أيضاً مز 96: 8، 100: 4، 116: 19
) .

وكانت
هذه الديار مسرحاً للعديد من الأحداث التاريخية في العهدين القديم والجديد،
وللكثير من أحداث خدمة الرب يسوع المسيح على الأرض. وهناك أيضاً جرت أحداث مثلما
في قصة الفريسي والعشار (لو18: 10 14
).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي