إرميا9 - تفسير سفر إرميا

شرح

الكتاب المقدس – العهد القديم – القمص أنطونيوس فكري

إرميا9 – تفسير سفر إرميا



محتويات
:


(إظهار/إخفاء)



* تأملات في كتاب

إرمياء
:


تفسير سفر إرميا:

مقدمة سفر إرميا
|
إرميا 1 |

إرميا 2

|

إرميا 3

|

إرميا 4

|

إرميا 5

|

إرميا 6

|

إرميا 7

|

إرميا 8

|

إرميا 9

|

إرميا 10

|

إرميا 11

|

إرميا 12

|

إرميا 13

|

إرميا 14

|

إرميا 15

|

إرميا 16

|

إرميا 17

|

إرميا 18

|

إرميا 19

|

إرميا 20

|

إرميا 21

|

إرميا 22

|

إرميا 23

|

إرميا 24

|

إرميا 25

|

إرميا 26

|

إرميا 27

|

إرميا 28

|

إرميا 29

|

إرميا 30

|

إرميا 31

|

إرميا 32

|

إرميا 33

|

إرميا 34

|

إرميا 35

|

إرميا 36

|

إرميا 37

|

إرميا 38

|

إرميا 39

|

إرميا 40

|

إرميا 41

|

إرميا 42

|

إرميا 43

|

إرميا 44

|

إرميا 45

|

إرميا 46

|

إرميا 47

|

إرميا 48

|

إرميا 49

|

إرميا 50

|

إرميا 51

|

إرميا 52

|


دراسة في إرميا
|
الخلاص بالخليقة الجديدة

|

ملخص عام

نص سفر إرميا:
إرميا 1 |

إرميا 2

|

إرميا 3

|

إرميا 4

|

إرميا 5

|

إرميا 6

|

إرميا 7

|

إرميا 8

|

إرميا 9

|

إرميا 10

|

إرميا 11

|

إرميا 12

|

إرميا 13

|

إرميا 14

|

إرميا 15

|

إرميا 16

|

إرميا 17

|

إرميا 18

|

إرميا 19

|

إرميا 20

|

إرميا 21

|

إرميا 22

|

إرميا 23

|

إرميا 24

|

إرميا 25

|

إرميا 26

|

إرميا 27

|

إرميا 28

|

إرميا 29

|

إرميا 30

|

إرميا 31

|

إرميا 32

|

إرميا 33

|

إرميا 34

|

إرميا 35

|

إرميا 36

|

إرميا 37

|

إرميا 38

|

إرميا 39

|

إرميا 40

|

إرميا 41

|

إرميا 42

|

إرميا 43

|

إرميا 44

|

إرميا 45

|

إرميا 46

|

إرميا 47

|

إرميا 48

|

إرميا 49

|

إرميا 50

|

إرميا 51

|

إرميا 52

|
إرميا
كامل

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية:
1
234
5678
91011
121314
151617
181920
212223
242526



الآيات 2،1:-

“يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ، وَعَيْنَيَّ
يَنْبُوعُ دُمُوعٍ، فَأَبْكِيَ نَهَارًا وَلَيْلًا قَتْلَى بِنْتِ
شَعْبِي. يَا لَيْتَ لِي فِي الْبَرِّيَّةِ مَبِيتَ مُسَافِرِينَ،
فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَنْطَلِقَ مِنْ عِنْدِهِمْ، لأَنَّهُمْ
جَمِيعًا زُنَاةٌ، جَمَاعَةُ خَائِنِينَ.”

يتضح فيهما حب النبي لأورشليم ولشعبه وكلامه الحزين هو من
قلبه.

يا
ليت رأسي ماء
= ذابت من
الحزن.

وعيني ينبوع
= وفي العبرية
كلمة عين وينبوع كلمة واحدة كما في العربية، كأنه يريد أن يقول
،
أنه في
أرض الحزن هذه فلتكن
عيوننا للدموع فقط وليس للنظر. وهو مستعد أن يبكي على شعبه حتى يتوبوا. وإن
كانت قلوبنا ينبوع خطايا فلتكن عيوننا ينبوع دموع. وطوبى للحزانَى الآن لأنهم
يتعزون. ولكن النبي هنا يشعر بثقل حمله ومسئوليته، ففي (2) يتمنى لو ترك هذا
الحمل الثقيل وهرب لفندق بعيد =

مبيت مسافرين
= يسكنه الناس ليلة واحدة، ويعظهم هذه الليلة ويسافرون غدًا فلا يصبح مسئولًا
عن أحد، وما أحلى الراحة بعيدًا عن مسئولية الخدمة ولكن رجل الله لا يستطيع هذا
الفرار، فإلى أين يهرب من أمام وجه الرب. والفرار من المواقف الصعبة هو فرار من
العظمة. وإذا كان لا بُد من وجود خادم فاشل (الفشل ليس راجعًا لعدم أمانته بل
لقساوة قلوبهم) فلماذا لا أكون أنا هذا الخادم الفاشل، ولماذا أترك الخدمة
لغيري لأنها صعبة. والصليب ما هو إلا رفض فلماذا لا أكون مرفوضًا. فالمسيح نفسه
قد رفضوه.

النبي كان يبكي ويصلي من أجل شعبه فلماذا يريد أن يهرب
ويتركهم إذ وجدهم زُنَاةٌ وَخَائِنِينَ؟ هذا لأنه وجد فيهم عنادا ورفضا للتوبة، وهو لا يطيق أن يراهم هكذا.


الآيات 3-11:-

“« يَمُدُّونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَقِسِيِّهِمْ لِلْكَذِبِ. لاَ
لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ. لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرّ إِلَى شَرّ،
وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. اِحْتَرِزُوا كُلُّ وَاحِدٍ
مِنْ صَاحِبِهِ، وَعَلَى كُلِّ أَخٍ لاَ تَتَّكِلُوا، لأَنَّ كُلَّ أَخٍ
يَعْقِبُ عَقِبًا، وَكُلَّ صَاحِبٍ يَسْعَى فِي الْوِشَايَةِ. وَيَخْتِلُ
الإِنْسَانُ صَاحِبَهُ وَلاَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْحَقِّ. عَلَّمُوا
أَلْسِنَتَهُمُ التَّكَلُّمَ بِالْكَذِبِ، وَتَعِبُوا فِي الافْتِرَاءِ.
مَسْكَنُكَ فِي وَسْطِ الْمَكْرِ. بِالْمَكْرِ أَبَوْا أَنْ يَعْرِفُونِي،
يَقُولُ الرَّبُّ. «لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هأَنَذَا
أُنَقِّيهِمْ وَأَمْتَحِنُهُمْ. لأَنِّي مَاذَا أَعْمَلُ مِنْ أَجْلِ بِنْتِ
شَعْبِي؟ لِسَانُهُمْ سَهْمٌ قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ. بِفَمِهِ
يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ بِسَلاَمٍ، وَفِي قَلْبِهِ يَضَعُ لَهُ كَمِينًا. أَفَمَا
أُعَاقِبُهُمْ عَلَى هذِهِ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمْ لاَ تَنْتَقِمُ نَفْسِي
مِنْ أُمَّةٍ كَهذِهِ؟». عَلَى الْجِبَالِ أَرْفَعُ بُكَاءً وَمَرْثَاةً،
وَعَلَى مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ نَدْبًا، لأَنَّهَا احْتَرَقَتْ، فَلاَ
إِنْسَانَ عَابِرٌ وَلاَ يُسْمَعُ صَوْتُ الْمَاشِيَةِ. مِنْ طَيْرِ
السَّمَاوَاتِ إِلَى الْبَهَائِمِ هَرَبَتْ مَضَتْ. « وَأَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ
رُجَمًا وَمَأْوَى بَنَاتِ آوَى، وَمُدُنَ يَهُوذَا أَجْعَلُهَا خَرَابًا بِلاَ
سَاكِنٍ».”


يمدون السنتهم كقسيهم

= يمد القوس أي يشد وتره استعدادًا لإطلاق السهم ليصيب آخر في مقتل. وهكذا هم
يعوِّجوا ألسنتهم بالكذب ليصطادوا آخرين ويؤذونهم حتى لو كانوا أقاربهم. لاَ
لِلْحَقِّ قَوُوا
= وهم قووا
لا للحق، أي تقووا في شرهم بل هم ينمون من شر إلى شر ومن سيء لأسوأ،
ينمون في الشر وفي السوء. وفي (5،4) يعقب عقبًا = يتعقبون بعضهم
للأذية والشر. وفي (6) الله يحذر النبي من هذا الشعب الماكر الساكن في وسطه =

مَسْكَنُكَ فِي وَسْطِ الْمَكْرِ.


وفي
(8) وصف لألسنتهم الغاشة. وفي (7) التجربة القادمة يسمح بها الله لينقيهم ويمتحنهم
(أُنَقِّيهِمْ وَأَمْتَحِنُهُمْ) =
ينقي المعدن الجيد من الشوائب التي علقت به. أما الذي تحول كله إلى


زغل

فسيحترق في نار التنقية، فالنار أي التجربة ستختبر أي تمتحن المعدن الجيد
من الصدأ. وفي (10) بكاء النبي على الجبال التي كانت خضراء حيَّة لكنها الآن
احترقت. وكانت هذه عادة جيوش ذلك الزمان أن يحرقوا كل شيء وراءهم. وتُأخَذْ
القطعان غنيمة فَـ:لاَ يُسْمَعُ صَوْتُ الْمَاشِيَةِ. وفي (11) وصف محزن للخراب
ولكن هذا نتيجة للخطية. ومن لم يعرف الله كواضع للناموس فيحترم ناموسه
سيعرفه كديان للأرض كلها. وفي مقارنة بين آية (8،3) نجدهم في (3) يستخدمون
لسانهم في الكذب. وفي (8) هم ينفذون الشر الذي قالوه = لِسَانُهُمْ سَهْمٌ
قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ
= كم من بنت شريفة يطلق عليها بعض الأشرار
شائعات كاذبة فيقتلها أهلها، ثم يتضح كذب هذه الإشاعات. وكم من رجل شريف يخرجون
عنه إشاعات تمس نزاهته فينتحر = لسانهم الغاش صار سبب قتل أي سهم قتال.


بنات آوى
= حيوانات أكبر من الثعلب
وأصغر من الذئب، تعوي دائمًا ومتوحشة ومخادعة، هي رمز لإبليس وجنوده.


الآيات 12-16:-

“مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الْحَكِيمُ الَّذِي يَفْهَمُ هذِهِ،
وَالَّذِي كَلَّمَهُ فَمُ الرَّبِّ، فَيُخْبِرَ بِهَا؟ لِمَاذَا بَادَتِ
الأَرْضُ وَاحْتَرَقَتْ كَبَرِّيَّةٍ بِلاَ عَابِرٍ؟ فَقَالَ الرَّبُّ: «عَلَى
تَرْكِهِمْ شَرِيعَتِي الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَهُمْ، وَلَمْ يَسْمَعُوا
لِصَوْتِي وَلَمْ يَسْلُكُوا بِهَا. بَلْ سَلَكُوا وَرَاءَ عِنَادِ قُلُوبِهِمْ
وَوَرَاءَ الْبَعْلِيمِ الَّتِي عَلَّمَهُمْ إِيَّاهَا آبَاؤُهُمْ. لِذلِكَ
هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أُطْعِمُ هذَا
الشَّعْبَ أَفْسَنْتِينًا وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ، وَأُبَدِّدُهُمْ
فِي أُمَمٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ آبَاؤُهُمْ، وَأُطْلِقُ وَرَاءَهُمُ
السَّيْفَ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ.”

كان العالم أيام إرمياء عالمًا مضطربًا بين مصر وأشور وبابل
وضاعت يهوذا المملكة الصغيرة في الوسط. وهنا يشرح الله أن السبب ليست هذه
الأسباب


السياسية، بل

عَلَى تَرْكِهِمْ
شَرِيعَتِي

. وفي
(12)
مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الْحَكِيمُ الَّذِي يَفْهَمُ
السبب
= ولكن كيف يكون الإنسان حكيمًا؟ هو
الذي كلمه
فم الرب
ولو وُجِدَ هذا
الإنسان فعليه أن

يخبر بها.
ولقد وُجِدَ مثل هذا الإنسان وهو إرمياء ولكن لم يستمع لهُ أحد

فـ:بادت الأرض
واحترقت
بسبب الخطية
وتركهم شريعة الله (13)، (14) وفي (15)

أَفْسَنْتِينًا
= الإفسنتين
: مر وسام أي أن الله سيلعن كل بركاتهم وفي (16) هذا ما سيصنعه جيش بابل.


الآيات 17-22:-

“« هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: تَأَمَّلُوا وَادْعُوا
النَّادِبَاتِ فَيَأْتِينَ، وَأَرْسِلُوا إِلَى الْحَكِيمَاتِ فَيُقْبِلْنَ
وَيُسْرِعْنَ وَيَرْفَعْنَ عَلَيْنَا مَرْثَاةً، فَتَذْرِفَ أَعْيُنُنَا
دُمُوعًا وَتَفِيضَ أَجْفَانُنَا مَاءً. لأَنَّ صَوْتَ رِثَايَةٍ سُمِعَ مِنْ
صِهْيَوْنَ: كَيْفَ أُهْلِكْنَا؟ خَزِينَا جِدًّا لأَنَّنَا تَرَكْنَا
الأَرْضَ، لأَنَّهُمْ هَدَمُوا مَسَاكِنَنَا». بَلِ اسْمَعْنَ أَيَّتُهَا
النِّسَاءُ كَلِمَةَ الرَّبِّ، وَلْتَقْبَلْ آذَانُكُنَّ كَلِمَةَ فَمِهِ،
وَعَلِّمْنَ بَنَاتِكُنَّ الرِّثَايَةَ، وَالْمَرْأَةُ صَاحِبَتَهَا النَّدْبَ!
لأَنَّ الْمَوْتَ طَلَعَ إِلَى كُوَانَا، دَخَلَ قُصُورَنَا لِيَقْطَعَ
الأَطْفَالَ مِنْ خَارِجٍ، وَالشُّبَّانَ مِنَ السَّاحَاتِ. تَكَلَّمَ: «هكَذَا
يَقُولُ الرَّبُّ: وَتَسْقُطُ جُثَّةُ الإِنْسَانِ كَدِمْنَةٍ عَلَى وَجْهِ
الْحَقْلِ، وَكَقَبْضَةٍ وَرَاءَ الْحَاصِدِ وَلَيْسَ مَنْ يَجْمَعُ!”


النادبات


هن النائحات المحترفات. فالغمة القادمة محزنة جدًا وتدعو للرثاء ولكن علينا في
كل حين أن نقدم توبة بدموع فدائمًا جزاء الخطية خراب.

وأرسِلوا إلى
الحكيمات
= أي الذين
يعلمونكم البكاء على الخطايا، فمن الحكمة أن نبكي على خطايانا ونقدم عنها توبة.
وفي (19) سبب البكاء

هو السبي أي
أنهم
تركوا
الأرض

= لأَنَّنَا
تَرَكْنَا الأَرْضَ
. وهم

تركوا الأرض لأنهم تركوا الله أولًا فلنحذر لئلا تضيع أرضنا السماوية. ولأنهم
هدموا
مساكنهم
(لأَنَّهُمْ هَدَمُوا
مَسَاكِنَنَا)
= ومسكننا المؤقت
الحالي هو جسدنا فلنحذر حتى لا يُهدَمْ بالخطايا. وفي (21) صورة للموت الجماعي
إن لم نبكي على خطايانا كما في (20). وفي (22) حتى الموت فيه رُعْب فالإنسان
يسقط كشيء نجس ولا يجد من يدفنه.


الآيات 23-26:-

“« هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ
بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ
الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ
يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً
وَعَدْلًا فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ. « هَا
أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُعَاقِبُ كُلَّ مَخْتُونٍ وَأَغْلَفَ.
مِصْرَ وَيَهُوذَا وَأَدُومَ وَبَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ، وَكُلَّ مَقْصُوصِي
الشَّعْرِ مُسْتَدِيرًا السَّاكِنِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ، لأَنَّ كُلَّ
الأُمَمِ غُلْفٌ، وَكُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ غُلْفُ الْقُلُوبِ».”

يحاول النبي هنا أن يخيفهم ويخرجهم من الملجأ الذي
احتموا به وخدعوا
أنفسهم به. فهم احتموا بأنهم سياسيين قادرين على التحالف مع دولة ضد دولة،
وخداع دولة أخرى. وأنهم أقوياء ولهم ثروة بها يستطيعون تأمين مدينتهم. ولكن
النبي يشرح لهم غباء كل هذا. فبدون أن يكون الله في وسطهم فلا فائدة. فالله
أبطل حكمة ومشورة أخيتوفل. وداود الصغير قتل جليات الجبار. وثروتهم ستكون
سببًا في هلاكهم لطمع العدو فيهم. وهم اعتمدوا على أنهم مختونين، إذن هناك
عهد بينهم وبين الله بينما الكلدانيين فهم غير مختونين. وهنا الله يقول أن
الكلدانيين غير مختونين بالجسد أما اليهود فغير مختونين بالقلوب، فإذا كان
الختان يشير إلى استئصال الخطية فهم اكتفوا بالعلامة الخارجية دون توبة
ولذلك فالله سيضرب الجميع الكلدانيين والمصريين (إشارة لمملكة الشر أي
الشياطين) واليهود غلف القلوب الذين احتفظوا بالشر في قلوبهم علامة
الشيطان
.(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلا
في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).

ولنعلم أن المعمَّد المؤمن الخاطئ يتساوَى مع غير المعمد. فالختان
هو رمز المعمودية. ومن المحزن أن نرى في (26) يهوذا وقد أُحصيت مع الأمم
فمن يتبع إبليس يشابهه. وهذه الأمم لم يكن لها ميراث وسط إسرائيل (تث3:23)
ولكن الآن إسرائيل تشترك في ضرباتها. وكل مقصوصي الشعر = هم غالبًا
بني قيدار وحاصور (قارن مع إر 28:49-32) وهي عادة وثنية مَنَعَ الله شعبه من
تقليدهم فيها، فالوثنيون يعملون هذا إكرامًا لإلههم باخوس Bacchus.

لأَنَّ كُلَّ الأُمَمِ غُلْفٌ


= كثير من الأمم
كانوا يختتنوا، وكانوا يختتنوا عند زواجهم، لذلك يسمى العريس بالختن. ولكن
لم يكن الختان هنا كعلامة عهد مع الله. ويكون المقصود أن هذه الشعوب التي لم
تكن في عهد مع الله، الله سيدينها فهو إله كل الخليقة. أما شعب اليهود فهؤلاء
كانوا في عهد مع الله وعلامة هذا العهد هو الختان. لكن الله سيدينهم لأنهم لم
يقطعوا الخطية من قلوبهم =

وَكُلَّ بَيْتِ
إِسْرَائِيلَ غُلْفُ الْقُلُوبِ

.

“ويختن الرب الهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب الهك من كل
قلبك ومن كل نفسك لتحيا” (تث30: 6). وهذه الآية تشير أنهم من البدء فهموا أن
الختان هو ختان القلب.


← تفاسير أصحاحات
إرمياء:


مقدمة |
1 |

2
|

3
|

4
|

5
|

6
|

7
|

8
|

9
|

10
|

11
|

12
|

13
|

14
|

15
|

16
|

17
|

18
|

19
|

20
|

21
|

22
|

23
|

24
|

25
|

26
|

27
|

28
|

29
|

30
|

31
|

32
|

33
|

34
|

35
|

36
|

37
|

38
|

39
|

40
|

41
|

42
|

43
|

44
|

45
|

46
|

47
|

48
|

49
|

50
|

51
|

52

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا


هل تبحث عن  11-عدم الاقتناع بالخدمة ومشكلاتها

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي