إشعياء52 - تفسير سفر أشعياء

شرح

الكتاب المقدس – العهد القديم – القمص أنطونيوس فكري

إشعياء52 – تفسير سفر أشعياء



محتويات
:


(إظهار/إخفاء)



* تأملات في كتاب

أشعيا
:


تفسير سفر إشعياء:

مقدمة سفر إشعياء
|
إشعياء 1 |

إشعياء 2

|

إشعياء 3

|

إشعياء 4

|

إشعياء 5

|

إشعياء 6

|

إشعياء 7

|

إشعياء 8

|

إشعياء 9

|

إشعياء 10

|

إشعياء 11

|

إشعياء 12

|

إشعياء 13

|

إشعياء 14

|

إشعياء 15

|

إشعياء 16

|

إشعياء 17

|

إشعياء 18

|

إشعياء 19

|

إشعياء 20

|

إشعياء 21

|

إشعياء 22

|

إشعياء 23

|

إشعياء 24

|

إشعياء 25

|

إشعياء 26

|

إشعياء 27

|

إشعياء 28

|

إشعياء 29

|

إشعياء 30

|

إشعياء 31

|

إشعياء 32

|

إشعياء 33

|

إشعياء 34

|

إشعياء 35

|

إشعياء 36

|

إشعياء 37

|

إشعياء 38

|

إشعياء 39

|

إشعياء 40

|

إشعياء 41

|

إشعياء 42

|

إشعياء 43

|

إشعياء 44

|

إشعياء 45

|

إشعياء 46

|

إشعياء 47

|

إشعياء 48

|

إشعياء 49

|

إشعياء 50

|

إشعياء 51

|

إشعياء 52

|

إشعياء 53

|

إشعياء 54

|

إشعياء 55

|

إشعياء 56

|

إشعياء 57

|

إشعياء 58

|

إشعياء 59

|

إشعياء 60

|

إشعياء 61

|

إشعياء 62

|

إشعياء 63

|

إشعياء 64

|

إشعياء 65

|

إشعياء 66

|

ملخص عام

نص سفر إشعياء:
إشعياء 1 |

إشعياء 2

|

إشعياء 3

|

إشعياء 4

|

إشعياء 5

|

إشعياء 6

|

إشعياء 7

|

إشعياء 8

|

إشعياء 9

|

إشعياء 10

|

إشعياء 11

|

إشعياء 12

|

إشعياء 13

|

إشعياء 14

|

إشعياء 15

|

إشعياء 16

|

إشعياء 17

|

إشعياء 18

|

إشعياء 19

|

إشعياء 20

|

إشعياء 21

|

إشعياء 22

|

إشعياء 23

|

إشعياء 24

|

إشعياء 25

|

إشعياء 26

|

إشعياء 27

|

إشعياء 28

|

إشعياء 29

|

إشعياء 30

|

إشعياء 31

|

إشعياء 32

|

إشعياء 33

|

إشعياء 34

|

إشعياء 35

|

إشعياء 36

|

إشعياء 37

|

إشعياء 38

|

إشعياء 39

|

إشعياء 40

|

إشعياء 41

|

إشعياء 42

|

إشعياء 43

|

إشعياء 44

|

إشعياء 45

|

إشعياء 46

|

إشعياء 47

|

إشعياء 48

|

إشعياء 49

|

إشعياء 50

|

إشعياء 51

|

إشعياء 52

|

إشعياء 53

|

إشعياء 54

|

إشعياء 55

|

إشعياء 56

|

إشعياء 57

|

إشعياء 58

|

إشعياء 59

|

إشعياء 60

|

إشعياء 61

|

إشعياء 62

|

إشعياء 63

|

إشعياء 64

|

إشعياء 65

|

إشعياء 66

|
إشعياء
كامل

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية:
1
234
5678
91011
121314
15



آية (1)
:-
“اِسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي! الْبَسِي عِزَّكِ يَا صِهْيَوْنُ! الْبَسِي
ثِيَابَ جَمَالِكِ يَا أُورُشَلِيمُ، الْمَدِينَةُ الْمُقَدَّسَةُ، لأَنَّهُ
لاَ يَعُودُ يَدْخُلُكِ فِي مَا بَعْدُ أَغْلَفُ وَلاَ نَجِسٌ.”


في الإصحاح السابق
رأينا أخبار خلاص المسيح، وهنا نرى واجبنا أن نقوم ونستيقظ.



استيقظي استيقظي

= سبق وكرر كلمة اسمعوا 3 مرات وهنا يكرر كلمة استيقظي. فهذا الكلام موجه
لأورشليم الثملة



من كأس غضب الرب، وهم كانوا في بابل كأموات يائسين من العودة (وهذا الكلام
ينطبق على كل خاطئ فهو موَّجه له هذا النداء إستيقظي). وكلمة
استيقظي هنا مثل “طابيثا قومي” لتستيقظ صهيون من سباتها، أو لتستيقظ الكنيسة من موتها، أو يستيقظ
كل خاطئ من موته، “لِذَلِكَ يَقُولُ: «ٱسْتَيْقِظْ أَيُّهَا
ٱلنَّائِمُ وَقُمْ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ ٱلْمَسِيحُ” ،
“وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ فِي
ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ” (أف 5: 14 + 2: 6) والكنيسة تموت مع المسيح في المعمودية
وتقوم معه في جد
ة
الحياة (رو 6) وهذا نداء يعني أن الكنيسة ستقوم من الموت مع المسيح مخلصها
وفاديها بعد أن كانت في حالة السبي للخطية. وفي
الإصحاح السابق تكررت كلمة استيقظي 3 مرات موجهة لذراع الرب. وهنا موجهة
مرتين للكنيسة (أمم ويهود)
فالله لا يعمل وحده
.
وبلا عمل منهم. الله لا يريد أن يعمل هو لأجلهم بدون عمل منهم.

الْبَسِي عِزَّكِ.. والْبَسِي ثِيَابَ جَمَالِكِ

= هنا نرى عودة البشرية إلى مكانها الأول لتعيش
حرة كما أراد لها الله. وهذه تناظر البسوا المسيح (رو14:13)، وأيضا “يا أولادي
الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم” (غل19:4). فالمسيح هو برنا هو
يغطينا بدمه فنتبرر ويكون هو لنا كل شيء، قوتنا وطريقنا لنسير في بر في هذه
الحياة أيضاً. أما في السماء فنكون على صورة المسيح “وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ
مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ،
لِأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ” (1يو2:3). فما نحصل عليه هنا على الأرض هو
مجرد العربون. لا.. يدخلك.. أغلف = واضح أن هذا لم يتحقق في رجوع
إسرائيل من السبي فقد دخلها بعد ذلك اليونانيين والرومان ولكن هذا تحقق في
إقامة الكنيسة السماوية على الأرض “طَأْطَأَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، وَضَبَابٌ
تَحْتَ رِجْلَيْهِ” (مز9:18). وتكتمل الصورة في السماء “”وَلَنْ يَدْخُلَهَا
شَيْءٌ دَنِسٌ وَلَا مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إِلَّا ٱلْمَكْتُوبِينَ
فِي سِفْرِ حَيَاةِ ٱلْخَرُوفِ” (رؤ27:21). وبالنسبة لليهود فقد نفهم الآية على
أنهم لم يعودوا للوثنية وأمرهم عزرا ونحميا بِتَرْك زوجاتهم الوثنيات.



آية (2)
:-
“اِنْتَفِضِي مِنَ التُّرَابِ. قُومِي اجْلِسِي يَا أُورُشَلِيمُ. انْحَلِّي
مِنْ رُبُطِ عُنُقِكِ أَيَّتُهَا الْمَسْبِيَّةُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ.”


هذا عكس ما قيل لبابل انزلي واجلسي في التراب، بابل السيدة
صارت أَمَة، والأَمَة أورشليم صارت سيدة.


“أنزل الأعزاء عن الكراسي
(الشيطان) ورفع
المتضعين
(البشر
الذين آمنوا وإستيقظوا)”
(لو1: 52). والمعنى أن الكنيسة لا يصح أن تكون مرتبطة بالتراب بعد أن حلها
المسيح من ربط الخطية. رُبُط
الخطية مثل محبة المال
والمجد العالمي والعادات الرديئة وبعد أن كانت مربوطة من عنقها بالخطية وتسحب
كالحيوانات عادت لها كرامة الحرية.



آية (3)
:-
“فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَجَّانًا بُعْتُمْ، وَبِلاَ فِضَّةٍ
تُفَكُّونَ».”

مَجَّانًا بُعْتُمْ = أنظر
تفسير (الآية5)
.

خلاص المسيح كان مجانًا وبلا فضة. والخاطئ
هو الذي يبيع
نفسه للخطية (فالله لم يبعهم بل هم باعوا أنفسهم بتركهم الله) إلى أن أتى
المسيح وحررهم = “إن حرركم الابن
فبالحقيقة تكونون أحرارا” (يو8: 36). من يبيع نفسه يبيع
ما لا يقدر بمال
مجانا فالنفس غالية جدًا، ألم يفدها المسيح

بدمه، لأن المتعة
التي
يجنيها من لذة الخطية تافهة ولا تساوي شيئًا، تافهة لدرجة أن
الخاطئ باع نفسه في مقابل لا شيء أي مجانًا. هي متعة لحظات في مقابل ضياع حياة
أبدية. ولاحظ فالشيطان لا
يعطي ملذات مجانا بل [خُرّ وإسجد لي]: “إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي” (مت 4:
9). أما الله فيعطي بسخاء ولا يعيِّر (يع1:
5).



آية (4)
:-
“لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «إِلَى مِصْرَ نَزَلَ شَعْبِي
أَوَّلًا لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ. ثُمَّ ظَلَمَهُ أَشُّورُ بِلاَ سَبَبٍ.”


الشعب استعبد 3 مرات لمصر ولأشور ولبابل فأذلهم هؤلاء
.
وكل أولاد الله قبل المسيح استعبدوا للشياطين فأذلوهم. بلا سبب = لم
يكن هناك داع سياسي أو عسكري لمصر أو بابل أن تذل الشعب وإنما كان هذا
لمحبتهم للخطية، وبلا سبب تكرهنا الشياطين، ولكن الله سلمنا لهم بسبب
خطايانا. ونفهم طبعاً أن حسد الشيطان لنا كان إذ صار نصيبنا المجد الذي حُرِم
هو منه.



آيات (5، 6)
:-
“فَالآنَ مَاذَا لِي هُنَا، يَقُولُ الرَّبُّ، حَتَّى أُخِذَ شَعْبِي
مَجَّانًا؟ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِ يَصِيحُونَ، يَقُولُ الرَّبُّ،
وَدَائِمًا كُلَّ يَوْمٍ اسْمِي يُهَانُ. لِذلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.
لِذلِكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ.
هأَنَذَا».”

مَاذَا لِي هُنَا =
تعبير يعني لماذا أَرْضَى بهذا الوضع، سأقوم لخلاص شعبي.

حَتَّى أُخِذَ شَعْبِي
مَجَّانًا
= حين كان الشعب والكهنة واللاويين في أورشليم، كانت
التسابيح والصلوات في الهيكل. والآن لا صلوات ولا تسابيح والهيكل
خراب. ولو كان الشعب لهم صلوات وتسابيح في بابل لكان الله قد فرح
بهذا، أو لو كان الشعب قد علَّم البابليين التسابيح لكان الرب قد
فرح بهذا. ولكن الوضع الآن اليهود يصرخون من العبودية، وكان هذا
يسبب حزنا لله. وكان البابليين يجدفون ويصيحون فهم يعتبرون أن
إنتصارهم على اليهود هو إنتصار على إله اليهود يهوه بحسب أفكار
الشعوب الوثنية أن الحروب هي حروب بين الآلهة =
الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِ يَصِيحُونَ
= هم يجدفون على الله،
وفي نفس الوقت يعاملون شعب الله معاملة مهينة ويفرحون بهذا كأنه
إنتصار على الله وعلى شعب الله. وتشير لشماتة الشيطان وفرحته إذ
هلك آدم وبنيه. الوضع الحالي يشير أنه لا فائدة من السبي، وكأن
الشعب ذهب للسبي مجاناً أي بلا عائد أو بلا مكسب. ولكن كانت خطة
الله تأديب الشعب بسبب وثنيته وخطاياه.

لِذلِكَ يَعْرِفُ
شَعْبِيَ اسْمِي
= الاسم يُعَبِّر عن قدرات وعن شخصية الشخص،
والمعنى أن الله حين يتدخل وينقذ شعبه من سبي بابل، سيعرفون قوته وكيف استطاع أن
يخلصهم. وسيدركون محبته لهم.

وهكذا ففي يوم الخلاص،
يوم الصليب الذي أُعلِنَ هنا، فيه يعرفون أن الله هو المتكلم.
فالذي تجسد هو كلمة الله “الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء…
كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في إبنه” (عب 1: 1-2). والمسيح يقول
“اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ” (يو9:14). المعنى أن يوم
الخلاص سنعرف أن ذاك الذي مات عنا هو الله الذي كان يكلمنا في
النبوات وفي الكتاب كله وأنه هو قام ليخلص شعبه من أعدائه (الشيطان
والخطية والموت).

كُلَّ يَوْمٍ
اسْمِي يُهَانُ
= الله يهوه إسمه. ومن يضطهد شعبه يهين إسمه.
والإسم يشير لقدرات صاحبه. فإذلال شعب الله قد يفهمه المضطهدون على
عجز الله عن حماية شعبه، وهكذا فهمها سنحاريب وربشاقَى (إش36:
15-21). بينما أن الله تركهم ليتأدبوا. ولاحظ أن يهوه تعني أنا هو.

فِي ذلِكَ الْيَوْمِ
يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ
= كم أهان البابليون إسم الله، وكم ظن اليهود أن الله غير قادر على إنقاذهم من يد
البابليين، بل لم يصدقوا نبوات الأنبياء الذين تنبأوا بنجاتهم من
بابل. ولكن في يوم يخلصهم الله من يد بابل سيعرفون أن الله القدير
الذي وعدهم بالخلاص في نبوات الأنبياء تمم وعده وخلصهم وتحقق كل ما
تكلم به. وهكذا في العهد الجديد – فيوم الخلاص، يوم الصليب فيه
سيعرف الجميع أن المسيح هو يهوه المتكلم في العهد القديم.
وقارن مع “لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم” (يو8
: 24) + “فقال لهم يسوع: متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ
تفهمون إني أنا هو” (يو8: 28). ومن هنا نفهم أن المسيح كان يقول
لليهود أنه يهوه وهو الْمُتَكَلِّمُ في العهد القديم، وقد تجسد
لفدائهم، وسيفهموا حين يصلبونه = متى رفعتم ابن الانسان أي
بعد أن يتم الفداء وينسكب الروح القدس ويعلمنا كل شيء، سنفهم أن من
تكلم في العهد القديم وقال فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ
أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ
هو نفسه الذي قال في العهد
الجديد متى رفعتم ابن الإنسان، فحينئذ تفهمون إني أنا هو.
فبالصليب أنقذنا المسيح يهوه من يد الشيطان حتى لا يهان اسمه.




آيات (712) يشير للخلاص من بابل كرمز لخلاص المسيح ثم في الآيات (1315) ينتقل
صراحة للخلاص بالمسيح.



آية (7)
:-
“مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ، الْمُخْبِرِ
بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ، الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ، الْقَائِلِ
لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلهُكِ!»”


الْمُبَشِّر


هو المسيح الذي كان يجلس على الجبال ليعلم تلاميذه.

قَدْ مَلَكَ
إِلهُكِ
= الله بخلاصه
الذي صنعه ملك على قلوبنا. ونحن نصلي ليأتي ملكوتك.

وما بدأه المسيح بهذه
البشارة أكمله رسله وتكمله الكنيسة حتى الآن. ونلاحظ أن كلمة إنجيل تعني بشارة
مفرحة.




آيات (9،8)
:-
“صَوْتُ مُرَاقِبِيكِ. يَرْفَعُونَ صَوْتَهُمْ. يَتَرَنَّمُونَ مَعًا،
لأَنَّهُمْ يُبْصِرُونَ عَيْنًا لِعَيْنٍ عِنْدَ رُجُوعِ الرَّبِّ إِلَى
صِهْيَوْنَ. أَشِيدِي تَرَنَّمِي مَعًا يَا خِرَبَ أُورُشَلِيمَ، لأَنَّ
الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ. فَدَى أُورُشَلِيمَ.”


مراقبيك = كما كان حبقوق يراقب وينتظر رد
الله من السماء (حب2: 1)، هكذا كان مُنْتَظِرُو الخلاص في العهد القديم ينتظرون
مخلصًا من السماء، ولما وجدوه كما قال فيلبس “وجدنا الذي كتب عنه موسى…” (يو1:
45) رفعوا أصواتهم بالفرح والترنيم وذهبوا يبشرون كل الأرض. وبالنسبة للعهد
القديم، نجد أن إشعياء الذي تنبأ كثيرًا عن خلاص المسيح، وكان يراقب السماء متى
يأتي هذا المخلص، نجده يصرخ في لهفة لينزل ويخلص “ليتك تشق السموات وتنزل”
(إش1:64).


مُرَاقِبِيكِ = المُرَاقِبِين


هم الرسل والتلاميذ الذين لهم أعين لتنظر وهؤلاء إكتشفوا عمل المسيح وخلاصه
فرفعوا أصواتهم بالبشارة بعد أن رأت عيونهم (1يو1: 1، 2).

وسبب الفرح ليس الرجوع لأورشليم بل


رُجُوعِ
الرَّبِّ إِلَى صِهْيَوْنَ

= هذه
تعني الصلح بين الله وصهيون، فلليهود تعني رضى الرب عليهم وإعادتهم إلى صهيون
، ولنا فهذا يذكرنا بقول المسيح للمجدلية “أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم”، وهذا
يعني رجوع الرب لنا بالفرح وعودتنا إلى حضن الآب كأبناء في المسيح.

(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلا
في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).

يُبْصِرُونَ عَيْنًا لِعَيْنٍ =

ينظرونَ عَيْنًا
لِعَيْنٍ
بالنسبة لليهود ينظرون تحقيق النبوات بالرجوع وأنها تحققت وعادوا. وبالنسبة
للكنيسة فهي بالروح القدس ترى أمجاد السماء الآن كما في لغز كما في مرآة وفي
السماء ترى الله وجهًا لوجه.



آية (10)
:-
“قَدْ شَمَّرَ الرَّبُّ عَنْ ذِرَاعِ قُدْسِهِ أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ الأُمَمِ،
فَتَرَى كُلُّ أَطْرَافِ الأَرْضِ خَلاَصَ إِلهِنَا.”



ذِرَاعِ قُدْسِهِ =
ذراع قدس الرب
= تعبير يعني قوة الرب وشَمَّرَ الرَّبُّ عَنْ ذِرَاعِ قُدْسِهِ (شمر
الرب عن ذراعه) تعني التجسد أو تعني أن
الله يظهر قوته لأعدائه.



آية (11)
:-
“اِعْتَزِلُوا، اعْتَزِلُوا. اخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. لاَ تَمَسُّوا نَجِسًا.
اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا. تَطَهَّرُوا يَا حَامِلِي آنِيَةِ الرَّبِّ.”


المنظر الذي نراه كرمز لفداء المسيح هو خروج اليهود من بابل ورجوعهم إلى
صهيون. وهم عادوا في
موكب حاشد يتحرك ببطء ولكن بلا خوف
.
وهو ليس مشهد جماعة من العبيد الهاربين الذين يخشون متابعة سادتهم، بل
يسيرون في ثقة وترنيم ويركض أمامهم من يبشر بالسلام. ومعهم كهنتهم حاملين
آنية
بيت الرب، ولقد إ
ستغرقت
الرحلة 4 شهور. وكانوا يرنمون، وحين يرنمون ترى الأرض كلها خلاص الله
لشعبه. والمعنى، أنه بعد

أن يقدم المسيح الخلاص لشعبه، على شعبه أن لا يخاف بطش عدو، سواء شياطين أو
من تحركهم الشياطين، فهو تحرر منهم. وعلى شعب الله


أن

يعتزل الشر ويحيا حياة التسبيح شاهدًا لخلاص إلهه. وكما اعتزل
اليهود الذين تعودوا الحياة في بابل حياتهم
،
على الكنيسة شعب الله أن تعتزل حياة الخطية = لا تمسوا نجسًا = علينا
أن لا نكون مثل اليهود الذين أخرجهم الرب من مصر فخرجوا ومحبة الأوثان، أي

العجل الذهبي

في قلوبهم فأهلكتهم، علينا أن نضحي باللذات الوقتية، ويجب أن
نطمإن من جهة الطريق، فالله هو الذي يقود ويحافظ على المسيرة. وعلينا أن نتبع
أثار من سبقونا من القديسين والشهداء، وعلى رجال الكهنوت حاملي


آ
نية
الرب أن يتطهروا (والآنية هي التي أخذها نبوخذ نصر فأعادها كورش، وراجع
الإصحاح الأول من سفر عزرا
).



آية (12)
:-
“لأَنَّكُمْ لاَ تَخْرُجُونَ بِالْعَجَلَةِ، وَلاَ تَذْهَبُونَ هَارِبِينَ.
لأَنَّ الرَّبَّ سَائِرٌ أَمَامَكُمْ، وَإِلهَ إِسْرَائِيلَ يَجْمَعُ
سَاقَتَكُمْ.”


لن يخرجوا بالعجلة = كما خرجوا من مصر وإله إسرائيل يجمع ساقتكم
= ساقة الجيش هي مؤخرته من الضعفاء والأطفال والشيوخ والنساء، حتى هؤلاء
الضعفاء فالله يجمعهم
.
وهذه مثل “قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَا
يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ ٱلْحَقَّ إِلَى ٱلنُّصْرَةِ” (مت20:12).
إذًا العدو لا يستطيع أن يبطش بهم من خلف فالله هو القائد.


الآيات (1315)
:-
“هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى
جِدًّا. كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ
كَذَا مُفْسَدًا أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ، وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ
مِنْ بَنِي آدَمَ. هكَذَا يَنْضِحُ أُمَمًا كَثِيرِينَ. مِنْ
أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ، لأَنَّهُمْ قَدْ
أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ، وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ
فَهِمُوهُ.”

تفسير هذه الآيات في
الإصحاح
التالي
.


← تفاسير أصحاحات إشعياء:

مقدمة |
1 |

2
|

3
|

4
|

5
|

6
|

7
|

8
|

9
|

10
|

11
|

12
|

13
|

14
|

15
|

16
|

17
|

18
|

19
|

20
|

21
|

22
|

23
|

24
|

25
|

26
|

27
|

28
|

29
|

30
|

31
|

32
|

33
|

34
|

35
|

36
|

37
|

38
|

39
|

40
|

41
|

42
|

43
|

44
|

45
|

46
|

47
|

48
|

49
|

50
|

51
|

52
|


53
|

54
|

55
|

56
|

57
|

58
|

59
|

60
|

61
|

62
|

63
|

64
|

65
|

66

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا


هل تبحث عن  فصل 12: تاريخ استخدام كلمة بارقليط ومعناها وترجماتها المختلفة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي