الإمتلاء
و
فيض الروح القدس
ما معنى “الإمتلاء” بالروح القدس، و”فيض” الروح القدس؟
وعد الرب يسوع المسيح تلاميذه في الإنجيل كما كتبه يوحنا 16: 1417، “وسوف أطلب من الآب أن يعطيكم معيناً آخر يبقى معكم إلى الأبد، وهو روح الحق (أي الروح القدس)، الذي لا يقدر العالم أن يتقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه في وسطكم، وسيكون في داخلكم”. إذن، الروح القدس يسكن إلى الأبد في داخل كل مؤمن بالمسيح لأن الروح القدس هو روح المسيح أي روح الله. وفي الرسالة إلى مؤمني كورنثوس 19: 6 نقرأ، “أما تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الساكن فيكم والذي هو لكم من الله، وأنكم أنتم لستم ملكاً لأنفسكم؟ لأنكم قد اشتريتم بفدية (فدية الرب يسوع على الصليب). إذن مجدوا الله في أجسادكم”.
ويحثنا الكتاب المقدس على “الإمتلاء” بالروح القدس، أي أن نسمح للروح القدس، روح الله، أن يسيطر على كل جزء من حياتنا: الفكرية (العقل) والعاطفية (القلب)، والعملية (الإرادة). إذن، ليس معنى الإمتلاء أن ننال جزءً أكبر من الروح القدس، حيث أن الروح القدس كامل لا يتجزأ لأنه الله نفسه. بل بالحري، الإمتلاء بالروح القدس يعني أن نسلمه أكثر فأكثر كل نواحي حياتنا، ونسمح له بتشكيل خلقنا، وشخصيتنا، وسلوكنا بما يرضي الله القدوس، ولكي يفعل ذلك الروح القدس ينبغي ألا نهمل دراسة الكتاب المقدس، كلمة الله التي أوحي بها الروح القدس نفسه.
وعندما نسمح للروح القدس بملء حياتنا، ينعم علينا بفيض من مواهبه. (أنظر مثلاً الرسالة إلى مؤمني روما 6: 1213 بخصوص تعدد المواهب). ويستخدم الله مواهب الروح القدس لبنيان، وتشجيع، وتعزية المؤمنين بالرب يسوع المسيح، وأيضاً للتبشير إلى غير المؤمنين حتى يعرفوا هم أيضاً محبة الله الفريدة عندما أرسل الرب يسوع المسيح ليموت على الصليب لإفتداء جميع البشر. ويقول الكتاب المقدس إن الهدف الجوهري من بناء المؤمنين هو “حتى نصل جميعاً إلى وحدة الإيمان ووحدة المعرفة لإبن الله (الرب يسوع) إلى إنسان تام البلوغ، إلى مقدار قامة ملء المسيح” (الرسالة إلى مؤمني أفسس 13: 4).
إذن عندما يملأ الروح القدس حياتنا، ينعم علينا أيضاً بفيض من ثمره (الرسالة إلى مؤمني غلاطية 22: 523)، فنصبح أكثر فأكثر شبه الرب يسوع المسيح نفسه، إذ أن ثمر الروح القدس المذكور في غلاطية 5، هو نفسه صفات الرب يسوع المسيح المميزة!
فهل يا صديقي، ترغب في أن يكون الروح القدس ساكناً فيك؟ وهل ترغب في الإمتلاء بالروح القدس حتى يفيض عليك من ثمره ومواهبه؟
وتسأل: هل يحل الروح القدس على كل بشر مهما كانت أفعاله؟
الروح القدس يحل على أي إنسان في اللحظة التي يؤمن بالرب يسوع المسيح وفدائه كفّارة على الصليب من أجله، أي يؤمن أنه خاطيء ومذنب أمام الله وأنه محتاج لفادي ومخلص ليأخذ عقاب خطاياه بدلا عنه. ويخلصه من الجحيم الأبدي، ويمنحه الغفران والحياة الأبدية مع الله.
إذن الروح القدس يحلّ على كل مؤمن بالرب يسوع المسيح مهما كانت أفعاله لأن الرب يسوع يغسل ويطهر المؤمن من جميع خطاياه وأثامه في اللحظة التي يؤمن الشخص بها. وإذا أخطأ المؤمن (بعد إيمانه) بالرب يسوع المسيح فعليه أن يتوب ويعترف لله بخطيئته. ويقول الكتاب المقدس: “.. دم إبنه يسوع يطهرنا من كل خطيئة. إن كنا ندّعي أن لا خطيئة لنا، نخدع أنفسنا، ولا يكون الحق في داخلنا. ولكن إن إعترفنا لله بخطايانا، فهو جدير بالثقة وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم.. أكتب إليكم.. لكي لا تخطئوا، ولكن، إن أخطأ أحدكم، فلنا عند الآب شفيع هو يسوع المسيح البار. فهو كفّارة لخطايانا، لا لخطايانا فقط، بل لخطايا العالم كله” (رسالة يوحنا الأولى 7: 19، 1: 22).