يعترض البعض علي بنوة المسيح لله، وكأنها ولادة جسدية!!
مثل ولادة حورس من أيزيس وأوزوريس!
فهل هناك أنواع أخري من البنوة تكون بغير التناسل الجسدانى؟
الرد:
توجد أنواع كثيرة من البنوة غير الجسدية نذكر منها:
1- بنوة روحية:
مثل البنوة للآباء الرسل أو الكهنة أو بنوة التلمذة.
وفي ذلك نري القديس يوحنا الرسول يقول ” يا أولادي، اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا ” (1 يو 2: 1). والمعروف أن يوحنا كان بتولاً. ومن يسميهم أولاده من المؤمنين بنوتهم له بنوة روحية. وبالمثل فإن القديس بولس البتول يقول عن تيموثاوس” الابن الحبيب ” (2 تي 1: 2) وعن تيطس ” الابن الصريح حسب الإيمان المشترك ” (تي 1: 3). ويقول لفليمون ” أكتب إليك لأجل إبني أنسيموس الذي ولدته في قيودي ” (فل 10).
و بالمثل نقول عن آباء الرهبنة: أبونا الأنبا أنطونيوس، وأبونا الأنبا باخوميوس، وآبا مقار.. إلخ.و نقول كتب أقوال الآباء
Patrology
. فهم آباء مع أن غالبيتهم كانوا بطاركة وأساقفة غير متزوجين.
2- بنوة حسب السن:
مثلما قال القديس بطرس الرسول عن القديس مرقس الرسول ” مرقس إبني ” (1 بط 5: 13).و مثلما قال بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس ” لا تزجر شيخاً بل عظه كأب والعجائز كأمهات ” (1 تي 5: 1).
3- بنوة في الإيمان:
مثلما قال عن أبينا ابراهيم إنه ” أب لجميعنا ” (رو 4: 16) ليس فقط لليهود، وإنما ليكون أبا للذين يؤمنون وهم في الغرلة ” (رو 4: 11) ” للذين ليسوا في الختان فقط، بل أيضاً يسلكون في خطوات إيمان أبينا ابراهيم ” (رو 4: 12).
4- بنوة من جهة المركز:
مثلما قال داود لشاول الملك ” أنظروا يا أبي، طرف جبتك في يدي ” (1 صم 24: 11). قال له هذا بحكم المركز والسن، ولأنه مسيح الرب.
5- بنوة تشريفية، أو بنوة محبة:
حسبما قال الرسول ” أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعي أولاد الله ” (1 يو 3: 1). وكما ورد في الإنجيل ” أما الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه ” (يو 1: 12).
6- بنوة التبني (بنوة شرعية):
كان قديماً إن مات لأحد أخ دون أن ينجب نسلاً، يأخذ أخوه إمراته ليقيم نسلاً لأخيه. والابن البكر الذي يولد منها يدعي باسم أخيه الميت (تث 25: 5 – 7).و تصبح بنوة شرعية تنسب إلي المتوفى.
7- بنوة سلالة من الجدود:
كما قيل ” كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم ” (مت 1: 1) ليس من نسلها مباشرة، وإنما كجدود.
8- بنوة للزمان والمكان:
كما نتكلم عن أبناء وطن واحد. فنقول أبناء النيل، ابن البلد… ومن جهة الزمان نقول أبناء هذا الجيل. أو نقول فلان لما كان ابن سنتين.. أو أبناء القرن العشرين.
9- بنوة وصفية أو نسبية:
كما قال المسيح للآب ” الذين أعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ” (يو 17: 11). وكما قال يوحنا المعمدان عن الأشرار ” أولاد الأفاعي ” (مت 3: 7). وكما قال السيد المسيح لليهود المعاندين ” أنتم من أب هو إبليس،و شهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ” (يو 8: 44). وكما نقول في التسبحة ” قوموا يا بني النور، لنسبح رب القوات “. وقال السيد المسيح ” لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم ” (لو 16: 8).
10- بنوة عقلية:
مثلما نقول إن العقل يلد فكراً. أو تقول إن هذه القصة من بنات أفكاري، أو تقول: فلان لم ينطق ببنت شفه (أي لفظة).
11- بنوة سببية:
مثلما قيل: الشهوة إذا حبلت تلد خطية (يع 1: 14). والخطية تلد موتاً. وبالمثل تقول: الحسد يلد كراهية. أو التوبة تلد إنسحاقاً في القلب.. إلخ. أما ولادة المسيح من الآب فهي ولادة طبيعية مثل الحرارة من النار وهي فوق الوصف – كولادة العقل من الذات. والله روح (يو 4: 24) منزه عن التولد الجسداني