الإصحَاحُ
الْخَامِسُ

 

الفرح الصلاح وضيقاته

وَبِمَا
أَنَّ اللهَ اعْتَبَرَنَا صَالِحِينَ بِوَاسِطَةِ الإِيمَانِ,€ فَنَحْنُ فِي
سَلامٍ مَعَهُ بِمَوْلانَا عِيسَى الْمَسِيحِ. Ž2وَبِوَاسِطَةِ
الإِيمَانِ أَيْضًا, أَدْخَلَنَا إِلَى دَائِرَةِ نِعْمَتِهِ الَّتِي نُقِيمُ
فِيهَا الآنَ, وَنَفْرَحُ بِالأَمَلِ الَّذِي عِنْدَنَا أَنَّنَا سَنَتَمَتَّعُ
بِجَلالِ اللهِ. Ž3بَلْ نَفْرَحُ حَتَّى فِي الضِّيقَاتِ, لأَنَّنَا
نَعْلَمُ أَنَّ الضِّيقَ يُعَلِّمُنَا الصَّبْرَ, Ž4وَالصَّبْرُ
يُؤَهِّلُنَا لِلانْتِصَارِ فِي الْمِحَنِ, وَالانْتِصَارُ يَبْعَثُ فِينَا
الأَمَلَ, Ž5وَالأَمَلُ لا يَخِيبُ, لأَنَّ اللهَ أَفَاضَ مَحَبَّتَهُ
فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُّوسِ الَّذِي أَعْطَاهُ لَنَا.

 

بركات الصلاح

Ž6وَنَحْنُ
لَمَّا كُنَّا عَاجِزِينَ, مَاتَ الْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِ الأَشْرَارِ فِي
الْوَقْتِ الَّذِي اخْتَارَهُ اللهُ. Ž7لَيْسَ مِنَ السَّهْلِ أَنْ
يُضَحِّيَ أَحَدٌ بِنَفْسِهِ وَيَمُوتَ مِنْ أَجْلِ شَخْصٍ صَالِحٍ, رُبَّمَا
يَتَجَرَّأُ وَاحِدٌ أَنْ يَمُوتَ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ طَيِّبٍ جِدًّا.
Ž8لَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا, لأَنَّهُ وَنَحْنُ
مَازِلْنَا مُذْنِبِينَ, مَاتَ الْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِنَا. Ž9وَبِمَا
أَنَّ اللهَ اعْتَبَرَنَا صَالِحِينَ بِوَاسِطَةِ دَمِ الْمَسِيحِ الَّذِي ضَحَّى
بِهِ مِنْ أَجْلِنَا, إِذَنْ نَحْنُ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ نَنْجُو مِنْ غَضَبِ اللهِ
بِوَاسِطَةِ الْمَسِيحِ.

 

Ž10فَقَدْ
كُنَّا أَعْدَاءَ اللهِ, لَكِنَّهُ صَالَحَنَا بِوَاسِطَةِ مَوْتِ ابْنِهِ. إِذَنْ
بِكُلِّ تَأْكِيدٍ أَنَّنَا الآنَ وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ, نَنْجُو بِوَاسِطَةِ
حَيَاتِهِ. Ž11بَلْ وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ, نَفْرَحُ بِاللهِ
بِوَاسِطَةِ مَوْلانَا عِيسَى الْمَسِيحِ الَّذِي صَالَحَنَا مَعَهُ.

 

دخول الخطيئة للعالم

Ž12إِنَّ
الْخَطِيئَةَ جَاءَتْ إِلَى الْعَالَمِ عَنْ طَرِيقِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ,
وَجَلَبَتِ الْخَطِيئَةُ مَعَهَا الْمَوْتَ. لِهَذَا يَمُوتُ كُلُّ النَّاسِ,
لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا كُلُّهُمْ. Ž13فَالخَطِيئَةُ مَوْجُودَةٌ فِي
الْعَالَمِ حَتَّى مِنْ قَبْلِ شَرِيعَةِ مُوسَى, لَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ تُحْسَبُ
ضِدَّ النَّاسِ كَخَطِيئَةٍ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ شَرِيعَةٌ.
Ž14وَمَعَ ذَلِكَ فَمِنْ زَمَنِ آدَمَ إِلَى زَمَنِ مُوسَى, سَيْطَرَ
الْمَوْتُ عَلَى النَّاسِ, حَتَّى عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا بِمُخَالَفَةِ
وَصِيَّةٍ مَا كَمَا أَخْطَأَ آدَمُ. وَآدَمُ كَانَ يَرْمُزُ إِلَى شَخْصٍ
سَيَأْتِي بَعْدَهُ.

 

الفرق بين آدم والمسيح

Ž15لَكِنَّ
هَدِيَّةَ اللهِ تَخْتَلِفُ عَنْ خَطِيئَةِ آدَمَ. فَإِنْ كَانَ الْجِنْسُ
الْبَشَرِيُّ يَمُوْتُ نَتِيجَةً لِخَطِيئَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ, فَإِنَّ نِعْمَةَ
اللهِ أَعْظَمُ بِكَثِيرٍ لأَنَّهَا تُعْطَى لِلْجِنْسِ الْبَشَرِيِّ بِوَفْرَةٍ
كَهَدِيَّةٍ مَجَّانِيَّةٍ بِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ هُوَ عِيسَى الْمَسِيحُ.

Ž16وَهَدِيَّةُ
اللهِ تَخْتَلِفُ عَنِ خَطِيئَةِ ذَلِكَ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ أَيْضًا فِي
النَّتَائِجِ. لأَنَّ تِلْكَ الْخَطِيئَةَ الْوَاحِدَةَ جَلَبَتِ الْهَلاكَ عَلَى
النَّاسِ, أَمَّا النِّعْمَةُ فَتَجْلِبُ لَهُمُ الصَّلاحَ حَتَّى بَعْدَ
ارْتِكَابِ ذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ. Ž17فَخَطِيئَةُ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ
جَعَلَتِ الْمَوْتَ يُسَيْطِرُ عَلَى الْبَشَرِ بِسَبَبِ ذَلِكَ الإِنْسَانِ
الْوَاحِدِ. أَمَّا الآنَ فَالَّذِينَ يَنَالُونَ نِعْمَةَ اللهِ الْوَفِيرَةَ
وَعَطِيَّةَ الصَّلاحِ, بِلا شَكٍّ يَحْيَوْنَ وَيَمْلِكُونَ بِوَاسِطَةِ
إِنْسَانٍ وَاحِدٍ هُوَ عِيسَى الْمَسِيحُ.

 

دخول الصلاح للعالم

Ž18فَكَمَا
أَنَّ خَطِيئَةً وَاحِدَةً جَلَبَتِ الْهَلاكَ عَلَى جَمِيعِ النَّاسِ, فَإِنَّ
صَلاحًا وَاحِدًا يَجْلِبُ الصَّلاحَ وَالْحَيَاةَ لِجَمِيعِ النَّاسِ.
Ž19وَكَمَا أَنَّهُ بِمَعْصِيَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ صَارَ كُلُّ
الْبَشَرِ مُذْنِبِينَ, كَذَلِكَ بِطَاعَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ يُمْكِنُ لِكُلِّ
الْبَشَرِ أَنْ يُعْتَبَرُوَا صَالِحِينَ عِنْدَ اللهِ.

 

لماذا جائت الشريعة

Ž20وَالشَّرِيعَةُ
جَاءَتْ لِتُبَيِّنَ فَظَاعَةَ الْمَعْصِيَةِ. لَكِنْ كُلَّمَا كَثُرَتِ خَطِيئَةُ
النَّاسِ, تَزِيدُ نِعْمَةُ اللهِ أَكْثَرَ مِنْهَا. Ž21وَالنَّتِيجَةُ
هِيَ: كَمَا أَنَّ الْخَطِيئَةَ سَيْطَرَتْ فَجَلَبَتِ الْمَوْتَ, كَذَلِكَ
تُسَيْطِرُ النِّعْمَةُ عَنْ طَرِيقِ الصَّلاحِ فَتَجْلِبُ حَيَاةَ الْخُلُودِ
بِوَاسِطَةِ عِيسَى الْمَسِيحِ مَوْلانَا.