الإصحَاحُ
الثَّانِي
أسلوبه في تبشيرهم
لِهَذَا
يَا اِخْوَتِي, لَمَّا جِئْتُ لأُبَشِّرَكُمْ بِالسِّرِّ الَّذِي أَعْلَنَهُ اللهُ
لَنَا, لَمْ أَسْتَعْمِلْ تَعْبِيرَاتِ الْبَلاغَةِ أَوِ الْحِكْمَةِ.
Ž2بَلْ قَرَّرْتُ أَنْ أَنْسَى كُلَّ شَيْءٍ وَأَنَا عِنْدَكُمْ إِلا
عِيسَى الْمَسِيحَ وَمَوْتَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. Ž3فَلَمَّا حَضَرْتُ
عِنْدَكُمْ, كُنْتُ ضَعِيفًا وَخَائِفًا وَمُرْتَعِبًا جِدًّا.
Ž4وَلَمَّا كُنْتُ أُكَلِّمُكُمْ وَأُبَشِّرُكُمْ, لَمْ أَسْتَعْمِلْ
أُسْلُوبَ الْحِكْمَةِ وَالإِقْنَاعِ, بَلْ بُرْهَانَ قُوَّةِ رُوحِ اللهِ.
Ž5وَذَلِكَ لِكَيْ يَتَأَسَّسَ إِيمَانُكُمْ عَلَى قُوَّةِ اللهِ, لا
عَلَى حِكْمَةِ الْبَشَرِ.
Ž6وَمَعَ
ذَلِكَ, نَحْنُ نَسْتَعْمِلُ أُسْلُوبَ الْحِكْمَةِ مَعَ النَّاضِجِينَ رُوحِيًّا.
لَكِنَّهَا حِكْمَةٌ لَيْسَتْ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا, وَلا مِنْ قَادَةِ هَذِهِ
الدُّنْيَا الزَّائِلِينَ. Ž7بَلْ حِكْمَةُ اللهِ السِّرِّيَّةُ
الَّتِي كَانَتْ مَخْفِيَّةً عَنِ النَّاسِ, وَأَعَدَّهَا اللهُ مِنْ قَبْلِ
بَدْءِ الزَّمَانِ لإِكْرَامِنَا. Ž8وَلَمْ يَفْهَمْهَا أَحَدٌ مِنْ قَادَةِ
هَذِهِ الدُّنْيَا, لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا فَهِمُوهَا مَا كَانُوا صَلَبُوا
صَاحِبَ الْجَلالَةِ. Ž9فَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ أُمُورٍ يَقُولُ
عَنْهَا الْكِتَابُ: "أَشْيَاءُ لَمْ تُشَاهِدْهَا عَيْنٌ, وَلَمْ تَسْمَعْ
بِهَا أُذُنٌ, وَلا يَتَصَوَّرُهَا عَقْلُ إِنْسَانٍ, هِيَ الَّتِي أَعَدَّهَا
اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ." Ž10لَكِنَّهُ كَشَفَهَا لَنَا
نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ رُوحَ اللهِ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ
اللهِ.
Ž11فَإِنَّ
رُوحَ الإِنْسَانِ الَّذِي دَاخِلَهُ هُوَ وَحْدَهُ يَعْرِفُ فِكْرَ ذَلِكَ
الإِنْسَانِ. وَكَذَلِكَ رُوحُ اللهِ وَحْدَهُ هُوَ الَّذِي يَعْرِفُ فِكْرَ
اللهِ. Ž12وَنَحْنُ لَمْ نَحْصُلْ عَلَى رُوحِ هَذَا الْعَالَمِ, بَلِ
الرُّوحِ الَّذِي مِنَ اللهِ, لِكَيْ نَعْرِفَ الأُمُورَ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا
اللهُ عَلَيْنَا. Ž13فَنَتَحَدَّثُ عَنْهَا بِكَلامٍ نَتَعَلَّمُهُ
مِنَ الرُّوحِ الْقُدُّوسِ, وَلَيْسَ مِنْ حِكْمَةِ النَّاسِ. فَنَشْرَحُ
الأُمُورَ الرُّوحِيَّةَ لِلأَشْخَاصِ الرُّوحِيِّينَ. Ž14أَمَّا
الإِنْسَانُ الدُّنْيَوِيُّ, فَلا يَقْبَلُ الأُمُورَ الَّتِي مِنْ رُوحِ اللهِ,
لأَنَّهُ يَعْتَبِرُ أَنَّهَا غَبَاءٌ. وَهُوَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَفْهَمَهَا,
لأَنَّهُ لابُدَّ أَنْ يَكُونَ فِيهِ رُوحُ اللهِ لِكَيْ يُمْكِنَهُ أَنْ
يُمَيِّزَ قِيمَتَهَا. Ž15فَالإِنْسَانُ الرُّوحِيُّ يُمْكِنُهُ أَنْ
يُقَيِّمَ كُلَّ شَيْءٍ, أَمَّا هُوَ فَلا يَخْضَعُ لِتَقيِيمِ الآخَرِينَ لَهُ.
Ž16وَالْكِتَابُ يَقُولُ: "مَنْ عَرَفَ فِكْرَ اللهِ
لِيُرْشِدَهُ؟" أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.