الإصحَاحُ
الثَّالِثُ
نحن أبناء الله
اُنْظُرُوا
مَا أَعْظَمَ الْمَحَبَّةَ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا الأَبُ حَتَّى نُدْعَى
أَبْنَاءَ اللهِ. وَنَحْنُ فِعْلا أَبْنَاؤُهُ. وَالسَّبَبُ فِي أَنَّ أَهْلَ
الدُّنْيَا لا يَعْرِفُونَنَا, هُوَ أَنَّهُمْ لا يَعْرِفُونَ اللهَ.
Ž2يَا أَحِبَّائِي, نَحْنُ فِعْلا أَبْنَاءُ اللهِ, لَكِنَّ حَالَتَنَا
الْقَادِمَةَ لَمْ تُكْشَفْ لَنَا بَعْدُ. إِنَّمَا نَعْلَمُ أَنَّهُ عِنْدَمَا
يَأْتِي الْمَسِيحُ سَنَكُونُ مِثْلَهُ, لأَنَّنَا سَنَرَاهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ.
Ž3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هَذَا الأَمَلُ فِي الْمَسِيحِ, يُطَهِّرُ
نَفْسَهُ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ طَاهِرٌ.
Ž4مَنْ
يُذْنِبُ, يَكْسِرُ شَرِيعَةَ اللهِ. لأَنَّ الذَّنْبَ فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ
كَسْرُ الشَّرِيعَةِ. Ž5وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْمَسِيحَ جَاءَ
لِكَيْ يَرْفَعَ ذُنُوبَنَا. وَهُوَ نَفْسُهُ بِلا ذَنْبٍ. Ž6كُلُّ
مَنْ يَنْتَمِي لَهُ لا يُذْنِبُ. كُلُّ مَنْ يُذْنِبُ, لَمْ يُشَاهِدْهُ وَلَمْ
يَعْرِفْهُ أَبَدًا.
Ž7يَا
أَوْلادِي الأَعِزَّاءَ, لا تَسْمَحُوا لأَحَدٍ أَنْ يَخْدَعَكُمْ. مَنْ يَعْمَلُ
الصَّلاحَ هُوَ صَالِحٌ, كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ صَالِحٌ. Ž8مَنْ
يَرْتَكِبُ الذَّنْبَ, يَنْتَمِي إِلَى إِبْلِيسَ, لأَنَّ إِبْلِيسَ يُذْنِبُ مِنَ
الْبِدَايَةِ. وَالسَّبَبُ فِي أَنَّ ابْنَ اللهِ جَاءَ, هُوَ لِكَيْ يَهْدِمَ
أَعْمَالَ إِبْلِيسَ.
Ž9أَبْنَاءُ
اللهِ لا يُمَارِسُونَ الْخَطِيئَةَ, لأَنَّ فِيهِمْ طَبِيعَةَ اللهِ. بَلْ
إِنَّهُمْ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يُذْنِبُوا, لأَنَّ اللهَ هُوَ أَبُوهُمْ.
Ž10بِهَذَا نُمَيِّزُ بَيْنَ أَبْنَاءِ اللهِ وَأَبْنَاءِ إِبْلِيسَ:
مَنْ لا يَعْمَلُ الصَّلاحَ, فَهُوَ لَيْسَ مِنَ اللهِ, وَكَذَلِكَ مَنْ لا
يُحِبُّ أَخَاهُ.
Ž11وَهَذِهِ
هِيَ الرِّسَالَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الأَوَّلِ: أَنْ نُحِبَّ بَعْضُنَا
بَعْضًا. Ž12وَلا نَكُونَ مِثْلَ قَابِيلَ الَّذِي كَانَ يَنْتَمِي
لإِبْلِيسَ الشِّرِّيرِ فَقَتَلَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا قَتَلَهُ؟ لأَنَّ
أَعْمَالَهُ هُوَ كَانَتْ شِرِّيرَةً وَأَعْمَالَ أَخِيهِ صَالِحَةً.
أوصانا أن نحب بعضنا بعضًا
Ž13يَا
اِخْوَتِي, لا تَسْتَغْرِبُوا إِنْ كَانَ أَهْلُ الدُّنْيَا يَكْرَهُونَكُمْ.
Ž14نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى
الْحَيَاةِ, لأَنَّنَا نُحِبُّ الاخْوَةَ. مَنْ لا يُحِبُّ فَهُوَ مَازَالَ
مَيِّتًا. Ž15مَنْ يَكْرَهُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلٌ. وَالْقَاتِلُ كَمَا
تَعْلَمُونَ, لَيْسَ لَهُ حَيَاةُ الْخُلُودِ.
Ž16بِهَذَا
نَعْرِفُ مَا هِيَ الْمَحَبَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ: إِنَّ عِيسَى الْمَسِيحَ ضَحَّى
بِنَفْسِهِ مِنْ أَجْلِنَا. فَنَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نُضَحِّيَ بِأَنْفُسِنَا
مِنْ أَجْلِ الاخْوَةِ. Ž17إِنْ كَانَ وَاحِدٌ عِنْدَهُ مِنْ خَيْرَاتِ
هَذِهِ الدُّنْيَا, وَيَرَى أَنَّ أَخَاهُ فِي احْتِيَاجٍ, وَمَعَ ذَلِكَ لا
يَشْفِقُ عَلَيْهِ, فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مَحَبَّةُ اللهِ فِي قَلْبِهِ؟
Ž18يَا
أَوْلادِي الأَعِزَّاءَ, يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً
بِالأَعْمَالِ, لا بِالْكَلامِ وَاللِّسَانِ. Ž19وَبِهَذَا يُمْكِنُنَا
أَنْ نَعْرِفَ أَنَّنَا نَسِيرُ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ, وَتَرْتَاحُ قُلُوبُنَا فِي
مَحْضَرِهِ, Ž20حَتَّى إِنْ كَانَتْ قُلُوبُنَا تَلُومُنَا عَلَى
شَيْءٍ مَا. لأَنَّ اللهَ أَعْظَمُ مِنْ قُلُوبِنَا وَيَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ.
Ž21يَا
أَحِبَّائِي, إِنْ كَانَتْ قُلُوبُنَا لا تَلُومُنَا, فَإِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ
نَتَقَرَّبَ إِلَى اللهِ بِثِقَةٍ, Ž22وَنَنَالَ كُلَّ مَا نَطْلُبُهُ
مِنْهُ, لأَنَّنَا نُطِيعُ وَصَايَاهُ وَنَعْمَلُ مَا يُرْضِيهِ.
Ž23وَوَصِيَّتُهُ هِيَ أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ عِيسَى
الْمَسِيحِ, وَأَنْ نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا كَمَا أَوْصَانَا.
Ž24فَعِنْدَمَا نَعْمَلُ بِوَصَايَاهُ, نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا.
وَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا بِالرُّوحِ الَّذِي أَعْطَاهُ لَنَا.