سِفْرُ مَرَاثِي
إِرْمِيَا

(5) إصحاح

 

كتاب مراثي إرميا هو نشيد رثائي جنائزي نظمه إرميا النبي بوحي من
الروح القدس في نحو القرن السادس ق.م. في أعقاب سقوط مدينة أُورشليم. كان إرميا
شاهد عيان لكل ما حل بالمدينة المقدسة من ويلات وخراب فوصفها وصفاً رائعاً مليئاً بالتفاصيل
الأليمة ليكون ذلك عبرة لمن اعتبر فلا يسأل من ثم أحد: لماذا لم يخبرنا أحد عن
الثمن الباهظ الذي يجب علينا دفعه نتيجة عصياننا لله. وتكاد هذه المرثاة أن تخلو
من كل عزاء لولا ما نراه في صلاة إرميا الواردة في الفصل الخامس التي يتخطى فيها
الظروف الراهنة إلى ما بعد الفاجعة، وركام الأتربة المتكومة على المدينة التي كانت
تدعى ذات يوم أُورشليم المجيدة، رافعاً عينيه إلى الله ذي العرش الخالد، فهناك فقط
يجد إرميا عزاءه
.

إن كتاب مراثي إرميا هو إعلان واضح عن غضب الله، فيصور لنا الحقيقة
الأليمة وهي: وعد الله بمعاقبة الخطيئة وإدانتها، وحماقة أهل يهوذا الذين وضعوا
الله على محك الاختبار. والأسوأُ من كل هذا أنه كان في الإمكان تفادي هذه الكارثة
ولكن الشعب مع زعمائه أصموا أذانهم عن كل تحذير. إن أمانة الله عظيمة تتجدد في كل
يوم ورحمته لا تبيد (3:22­23) ولو وعى أهل يهوذا هذه الحقيقة لتفادوا هذه
المأْساة. إن التحذير والوعد الواردين في هذا الكتاب يتحتم نقشهما بحروف بارزة في
كبد السماء ليراها جميع الناس
.

(بعد سبي يهوذا ودمار أُورشليم أخذ إرميا النبي
يندب أُورشليم ويرثيها بهذه القصيدة التي تبدأُ أبياتها بالحروف الأَبجدية العبرية
على الترتيب).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس د دمس ـ دامس س

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي