بدعة برديصان
اشتهر في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث غنوسي آخر وهو برديصان الرهاوي. وبرديصان
Bardesenes
مشتقة من “بار” السريانية ومعناها ابن ومن ديصان وهو نهر فوق الرها. ولد برديصان على هذا النهر فسمي به. ثم نشأ في الرها في قصر أبجر التاسع واهتدى إلى المسيحية فانبرى ينتصر لها. ثم زاغ عندما تقبل الغنوسية على مذهب فالنتينوس، وانتمى إلى فرع هذه البدعة الشرقي فزامل أكسيونيكوس واشتغل بالتنجيم وأجاد السريانية ونظم الأناشيد وأحسن التلحين فافتتن بأناشيده شبان الرها وفتياتها ونقلوا أضاليله بها. وجاء في تاريخ افسابيوس أن برديصان كتب مقالات كثيرة في الفلك والقدر وغير ذلك، وأن بعضها نقل إلى اليونانية. وليس لدينا اليوم من مصنفاته هذه سوى كتابه في شرائع البلدان الذي أملاه على تلميذه فيليبوس. ويرجح العلامة الأستاذ بيفان أن برديصان هو صاحب “أنشودة النفس” ولكن أحداً من زملائه لا يشاركه هذا الرأي.
وحكى مار أفرام الملفان أنه قال بسبعة كائنات. ونقل ما ميخائيل الكبير وابن العبري أنه قال بثلاث طبائه كبار وأربعة كائنات صارت 366 عالماً وكائناً وأن الله لم يكلم موسى والأنبياء وإنما هو رئيس الملائكة وأن “السيدة مريم العذراء” لم تلد جسداً قابلاً للموت لكن نفساً نيرة اتخذت شكلاً جسدياً. وكذّب بالقيامة وخلط في أمر تكوين العالم.