الإصحاح
الثاني

 

الآيات
(1-5): "ويل للمفتكرين بالبطل والصانعين الشر على مضاجعهم في نور الصباح
يفعلونه لأنه في قدرة يدهم. فانهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها
ويظلمون الرجل وبيته والإنسان وميراثه. لذلك هكذا قال الرب هانذا افتكر على هذه
العشيرة بشر لا تزيلون منه أعناقكم ولا تسلكون بالتشامخ لأنه زمان رديء. في ذلك
اليوم ينطق عليكم بهجو ويرثى بمرثاة ويقال خربنا خرابا بدل نصيب شعبي كيف ينزعه
عني يقسم للمرتد حقولنا. لذلك لا يكون لك من يلقي حبلا في نصيب بين جماعة
الرب."

آية
(1) هم ينامون على مضاجعهم وبدلاً أن يفكروا أفكاراً طاهرة قبل النوم يفكرون
بالباطل ويشتهون أملاك غيرهم فهم يصنعون شراً على مضاجعهم. وحينما يطلع الصبح
ينفذون ما خططوا له، لأنهم أقوياء أو بالرشوة = لأنه في قدرة يدهم = وهذا ما صنعه
آخاب وإيزابل زوجته مع نابوت اليزرعيلي. هذا شر مع سبق الإصرار. وفي آية (2) الرجل
وبيته = يسلبون الرجل أملاكه التي يعول بها بيته. وميراثه = والميراث معطى من الرب
ولكنهم لا يحترمون الوصية. وفي (3) هذه العشيرة = أي إسرائيل. لا تزيلون منه
أعناقكم = هم لم يحتملوا نير الله الهين أي لم يحتملوا تنفيذ الوصية (الوصية التاسعة
أي لا تشته) فها هو الله يضعهم تحت نير من لا يرحم أي ملك أشور ثم ملك بابل. وكل
من يخالف الوصية يتركه الله لنير إبليس. فالله حررنا واشترانا، وبكسرنا للوصية
نعود لعبودية إبليس ثانية. وفيما يقعون في هذا النير، نير ملك أشور سيكون هذا زمان
ردئ. ولن يسلكوا بالتشامخ، فهو سوف يذلهم. وفي (4) بعد أن يخربوا هكذا سينطق عليهم
أعداؤهم بهجو = أي بسخرية وشماته. وأصدقائهم يرثونهم بمرثاة قائلين خربنا خراباً.
ولأن أملاكهم كانت نتيجة ظلمهم فسينزعها الله منهم ويقولون بدل نصيب شعبي = أي غير
نصيب شعبي، فلم يصبح بعد ملكاً لهم، بل صار ملكاً لأعدائهم. وسيندهشون قائلين كيف
ينزعه مني = ينزعه فجأة وبعنف ويعطيه لأعدائنا = يقسم للمرتد حقولنا = فبالرغم من
أن أعدائنا مرتدين عن الله فهم وثنيين إلا أن الله أعطى لهم أرض شعبه لأن شعبه صار
ظالماً. وفي (5) الحبل = يستخدم في تقسيم الميراث وحيث أنهم نزعوا من أرضهم فلن
يكون لهم ميراث.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر عزرا القس يعقوب حنا ا

 

الآيات
(6-11): "يتنبأون قائلين لا تتنبأوا لا يتنبأون عن هذه الأمور لا يزول العار.
أيها المسمى بيت يعقوب هل قصرت روح الرب أهذه أفعاله أليست أقوالي صالحة نحو من
يسلك بالاستقامة. ولكن بالأمس قام شعبي كعدو تنزعون الرداء عن الثوب من المجتازين
بالطمأنينة ومن الراجعين من القتال. تطردون نساء شعبي من بيت تنعمهن تأخذون عن
أطفالهن زينتي إلى الأبد. قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة من اجل نجاسة
تهلك والهلاك شديد. لو كان أحد وهو سالك بالريح والكذب يكذب قائلا أتنبأ لك عن
الخمر والمسكر لكان هو نبي هذا الشعب."

يتنبأون
قائلين لا تتنبأوا = الأنبياء الكذبة يتنبأوا ضد أنبياء الرب قائلين لا تتنبأوا.
والشعب المحب للخطية يقول للأنبياء لا تتنبأوا. هكذا أوصى المجمع بطرس ويوحنا أن
لا ينطقا البتة ولا يعلما باسم يسوع. لا يتنبأون عن هذه الأمور = أي لا تتنبأوا
بأمور الخراب بل تنبأوا بأخبار مفرحة. لاحظ أن من يرفض التوبة يبغض التوبيخ
(عا10:7 + رؤ10:11) وما نتيجة منعهم من التنبؤ بكلام الرب = لا يزول العار. وفي
(7) أيها المسمى بيت يعقوب = هذا شرف لكم أن يدعى اسم يعقوب عليكم. ولكن تصرفاتكم
لا تتفق مع الاسم المطلق عليكم. هل قصرت روح الرب = أنتم تحاولون أن تسكتوا
الأنبياء فهل تقصر روح الرب عن أن تستخدم كل طريق لتصل كلمات الرب الحقيقية لكم.
أن أسكتم الأنبياء فلن تستطيعوا إسكات روح الرب. والرب لا يريد الخراب فهذه ليست
أفعاله = أهذه أفعاله. هو يريد لكم الخير ولكن إذا سلكتم بالاستقامة ولكنه بسبب
شروره إنقلب عليكم. ولكن آية (7) يمكن فهمها بطريقة أخرى: أيها المسمى بيت يعقوب =
أي أنتم تسمون أنفسكم بيت يعقوب، فهل تسلكون مثله باستقامة= أهذه أفعاله = أهذه
أفعال أبيكم يعقوب. لو سلكتم كأبيكم يعقوب باستقامة سيعينكم روح الرب. هل قصرت روح
الرب. عن أن تعينكم، لكن الروح لا يعين إلا من يحاول أن يسلك باستقامة، لن يظهر
عمل الروح في حياتهم إلا لو سلكوا باستقامة. وفي (8،9) يواجههم الله ببعض أفعالهم
وشرورهم = قام شعبي كعدو = هم قاموا كأعداء ضد الفقير تنزعون الرداء عن الثوب
يأخذون العباءة ويتركون القميص الداخلي من المجتازين بالطمأنينة= أي السالكين
بالسلام ومن الراجعين من القتال = أي غير المحاربين. فهم يتعاملون مع الأبرياء
بوحشية كأنهم أعداء. وفي (9) يعاملون النسوة كما لو كانوا نساء الأعداء. فيطردنهن
ويأخذونهن جواري وعبيد. فهم لم يتركوا الفقراء يتنعمون بالقليل الذي عندهم.
ويأخذون أطفالهن = كعبيد يبيعونهم. والأطفال هم زينة هذا الشعب ببراءتهم وقداستهم
= زينتي إلى الأبد. وفي (10) قوموا وإذهبوا = استعدوا لترك بلادكم ولتذهبوا إلى
السبي. ستخرجون من بلادكم بالقوة كما أبعدتم النساء والأطفال بالقوة. لأنه ليست
هذه هي الراحة = لقد أدخلهم الله لهذه البلاد لتكون لهم راحة (مز11:95) ولكنهم
دنسوها بشرهم، لم تكن هذه هي الراحة التي قصدها الله. من أجل نجاسة تهلك = فالخطية
تنجس الأرض. والخطاة يجب أن لا ينتظروا راحة في الأرض التي نجسوها بل هلاكاً. وهذه
الأرض ستقذفهم كما قذفت من قبلهم الكنعانيين الأشرار (لا27:18،28). وعلينا أن نعرف
أن الأرض ليست مكان راحتنا فهي مكان غربة، وليست لنا هنا مدينة باقية (عب14:13).
إذاً لنقم ونذهب ونتحرر من كل الربط التي تربطنا بها ونعيش كسماويين. وفي (11)
صفات الأنبياء الذين يحبون أن يستمعوا إليهم. سالك بالريح = أي يتكلم كلام فارغ
بالكذب ويحلل لهم الخمر والمسكر ويتنبأ بزيادتهم ويبارك ملذاتهم الشهوانية
(2تي3:4).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ح حور ر

 

الآيات
(13،12): "أني اجمع جميعك يا يعقوب أضم بقية إسرائيل أضعهم معا كغنم الحظيرة
كقطيع في وسط مرعاه يضج من الناس. قد صعد الفاتك أمامهم يقتحمون ويعبرون من الباب
ويخرجون منه ويجتاز ملكهم أمامهم والرب في رأسهم."

يختم
الإصحاح بوعود بمراحم الله. فبعد أن يذهبوا للسبي سيجمعهم الله ثانية. وهذه الآيات
تمت جزئياً في عودة اليهود من سبي بابل وتمت كاملة في المسيح، أي في ملكوت المسيا.
هنا ميخا كعادة الأنبياء بعد أن يشرحوا فساد حال الشعب يعطون وعداً بمجيء المخلص
المسيح. أني أجمع جميعك يا يعقوب = هي الكنيسة يعقوب الحقيقي. كل من ينتمي لإيمان
يعقوب، أولاد يعقوب بالإيمان. أضعهم معاً كغنم الحظيرة = هو الراعي وسط خرافه وهو
الراعي الصالح. والحظيرة هي الكنيسة المملوءة من كل العالم. ومن كثرة من فيها يضج
من الناس. وفي المسيح اجتمع اليهود والأمم تحت قيادة راعٍ واحد، وهم يسبحون الله
(إش19:49،20). وفي (13) الفاتك الذي صعد= هو السيد المسيح الذي حَطَّمَ كل مقاومة
إبليس وطهر الطريق أمام الكنيسة فيقتحمون ويعبرون من الباب = ربما هو باب السبي
يقتحمونه ويخرجون للحرية، هو باب النجاة، وربما هو المسيح الذي قال عن نفسه أنه هو
الباب. يدخلون منه للكنيسة جسده. وملكهم أمامهم والرب في رأسهم فالمسيح هو رأس
الكنيسة. وهو الذي يملك على قلوب من فيها. هو الفاتك الذي اقتحم أبواب الجحيم
والموت وداس إبليس القوي.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي