الإصحاح التاسع

 

الآيات (1:9)                        في كتاب
إنجيل متى (مت28:16)

الآيات (2:9-8):                    في كتاب
إنجيل متى (مت1:17-8)

الآيات (9:9-13):                  في كتاب
إنجيل متى (مت9:17-13)

الآيات (14:9-29):                في كتاب إنجيل
متى (مت14:17-21)

الآيات (30:9-32):                في كتاب إنجيل
متى (مت22:17،23)

الآيات (33:9-37):                في كتاب إنجيل
متى (مت1:18-5)

الآيات (42:9)                      في كتاب
إنجيل متى (مت6:16،7)

الآيات (43:9-48):                في كتاب إنجيل
متى (مت8:18-10)

الآيات (2:10-12):                في كتاب إنجيل
متى (مت1:19-12)

الآيات (13:10-16):              في كتاب إنجيل
متى (مت13:19-15)

الآيات (17:10-27):              في كتاب إنجيل
متى (مت16:19-26)

الآيات (28:10-31):              في كتاب إنجيل
متى (مت27:19-30)

الآيات (32:10-34):              في كتاب إنجيل
متى (مت17:20-19)

الآيات (35:10-45):              في كتاب إنجيل
متى (مت20:20-28)

 

(مر 1:9):

وقال
لهم الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد
أتى بقوة.

بعد الآية السابقة والتى تحدث فيها السيد المسيح
عن المجد، أصبح إشتياق التلاميذ شديداً أن يروه أو حتى يعرفوا ما هو. والسيد فى
هذه الآية يطمئنهم بأن بعضاً منهم لن يذوقوا الموت قبل أن يروا ملكوت إبن الإنسان.
فما هو ملكوت إبن الإنسان؟

ملكوت
إبن الإنسان هو حين يجلس عن يمين أبيه، ويكون فى صورة مجد الآب. ويجلس ليدين.
ويملك على الأبرار وهم يخضعون لهُ، ويطأ إبليس وتابعيه ويحبسهم فى البحيرة المتقدة
بالنار فيكفوا عن مقاومتهم لملكه. كل هذا سيكون فى يوم الدينونة وما بعده.. ولكن
نلاحظ أن كل من أستمع للسيد المسيح وهو يقول هذا الكلام، الكل ما توا أو استشهدوا
قبل مجىء السيد المسيح فى مجده ليدين الجميع. فما معنى أن منهم من يموت قبل أن يرى
إبن الإنسان آتياً فى ملكوته ؟

نلاحظ
أن بعد هذه الآية مباشرة، وفى الأناجيل الثلاثة تأتى قصة تجلى المسيح على الجبل.
وفى التجلي رأى بعض التلاميذ بعضاً من مجد السيد المسيح بقدر ما كشفه لهم، وعلى
قدر ما إحتملوا، وهم تمتعوا بمجده، وكان هذا إعلاناً عن بهائه الإلهي، وهؤلاء لم
يموتوا حتى رأوا هذا المجد وآخرون ممن سمعوا كلمات المسيح هذه رأوا قيامته وصعوده
وحلول الروح القدس على الكنيسة وبدء ملكوت الله داخل قلوب المؤمنين، رأوا آلاف
تترك آلهتها الوثنية (بل وتبيع ممتلكاتها كما رأينا فى سفر أعمال الرسل) ويحرقوا
كتب السحر ويتبعوا المسيح ويملكوه على قلوبهم، ورأوا آلاف الشهداء يبيعون حياتهم
حباً فى المسيح، كل هؤلاء كان ملكوت الله فى داخلهم (لو 21:17). لقد رأوا ملكوت
الله معلناً فى حياة الناس ضد مجد العالم الزائل.

كل
هؤلاء الشهداء والذين باعوا العالم لأجل المسيح تذوقوا حلاوة ملك المسيح على
قلوبهم، وكان هذا عربون المجد الأبدي إلى أن يحصلوا على كمال مجد الملكوت المعد
لهم. وهناك ممن سمعوا قول المسيح هذا لم يموتوا حتى رأوا خراب أورشليم وحريقها
الهائل سنة 70م، لقد رأوا صورة للمسيح الديان، ورأوا عقوبة رافضى المسيح. ولاحظ أن
الله دبر هروب المسيحيين كلهم من أورشليم قبل حصارها النهائي.

لا يذوقون الموت =هذه لا تقال إلاّ على
الأبرار فهم لا يموتون بل ينتقلون، وكما قال المسيح عن الموت أنه نوم ( عن إبنة يا
يرس وعن لعازر). أماّ الأشرار فهم يموتون وهم مازالوا على الأرض "إبنى هذا
كان ميتاً فعاش + لك إسم أنك حى وأنت ميت ( لو 24:15+رؤ 1:3). وذاق الموت قيلت عن
المسيح (9:2) فتذوق الموت هو موت بالجسد أما الروح فتذهب إلى الله فى انتظار
القيامة. ومن يتذوق عربون المجد الأبدى هنا على الأرض لا يموت بل يتذوق الموت فقط.
ويكون معنى كلام السيد أن من الموجودين، من لن ينتقل قبل أن يتذوق حلاوة ملكوت
الله فى داخله، وهذا ما حدث بعد يوم الخمسين حينما حل الروح القدس فملأهم سلاماً
وفرحاً، وكان المسيح يحيا فيهم (غل 20:2).

 

(مر
2:9-8):-

وللوقت
اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب فكان يخاطبهم بالكلمة. وجاءوا إليه
مقدمين مفلوجا يحمله أربعة. وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من اجل الجمع كشفوا
السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه. فلما رأى
يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك
جالسين يفكرون في قلوبهم. لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلا
الله وحده. فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا
تفكرون بهذا في قلوبكم

1)  فى الآية
السابقة وعد السيد تلاميذه أن منهم من سوف يرون إبن الإنسان آتياً فى ملكوته، ها
هو هنا يريهم عربون المجد الأبدى فى الملكوت.

2)  أخذ السيد معه
3 تلاميذ ليشهدوا على ما حدث، ورقم 3 كافى جداً كشهود بحسب الناموس. وكان الثلاثة
دائماً يرافقونه فى الأحداث الهامة مثل إقامة إبنة يايرس وفى بستان جثسيمانى، وهم
بطرس ويعقوب ويوحنا. وبطرس لم ينسى ما رآه وسجله فى رسالته (2 بط 16:1-18) وهكذا
يوحنا (يو14:1).

3)     يقول تقليد
الكنيسة أن الجبل كان هو جبل تابور. وهو جبل عالٍ يشير للسمو، سمو قدر المسيح الذى
سيرونه الآن متجلياً

4)  التجلي هو
إعلان لمجد المسيح ولا هوته بخروجه عن مستوى الأرض والزمن. فيه أعطى السيد
لتلاميذه أن يتذوقوا الحياة الأخروية، معلناً أمجاده الإلهية بالقدر الذى يستطيع
التلاميذ أن يحتملوه وهم بعد فى الجسد.

5)  السيد حدث
تلاميذه عن آلامه وموته، فكان لابد له أن يظهر لهم ما سيكون عليه مجده عند ظهوره،
وإذ رأوا مارأوه كان هذا قوة لهم وسنداً على إحتمال الآلام والاضطهادات التى
سيواجهونها دون أن يتعثروا فيه. والله دائماً يعزى كل متألم ليحتمل ألمه.

6)  صعدوا أولاً
على جبل لكى يتجلى أمامهم. ولكى نعاين نحن مجد الرب يجب أن ندرب أنفسنا أن نحيا فى
السماويات، وتكون لنا خلوة هادئة باستمرار نتأمل فيها فى الكتاب المقدس، ونرتفع
فوق شهوات العالم ورغبات الذات لنحقق وصية بولس الرسول " فإن كنتم قد قمتم مع
المسيح فاطلبوا ما فوق.. إهتموا بما فوق لا بما على الأرض.. اميتوا أعضاءكم التى
على الأرض (كو1:3-5"). وتأملنا فى كلمة الله المكتوبة فى الكتاب المقدس تكشف
لنا عن كلمة الله أى المسيح، وكلما عاشرناه نحيا فى السماويات كمن يرتفع فوق جبل.

7)     التجلي محسوب
للإنسان، فنحن سنحصل على جسد ممجد (فى 21:3 + 1يو 2:3).

 

(مر 9 : 9-13):-

وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم أن لا يحدثوا
أحدا بما أبصروا إلا متى قام ابن الإنسان من الأموات. فحفظوا الكلمة لأنفسهم
يتساءلون: «ما هو القيام من الأموات؟» فسألوه: «لماذا يقول الكتبة إن إيليا ينبغي
أن يأتي أولا؟» فأجاب: «إن إيليا يأتي أولا ويرد كل شيء. وكيف هو مكتوب عن ابن
الإنسان أن يتألم كثيرا ويرذل. لكن أقول لكم: إن إيليا أيضا قد أتى وعملوا به كل
ما أرادوا كما هو مكتوب عنه».

 

آية (9):- السيد يوصيهم أن لا يعلموا أحد بما
رأوه على الجبل لماذا؟

وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلا لا
تعلموا أحدا بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات.

حتى لا يظن الناس أن التجلى مقدمة لملك عالمى
(وبعد القيامة لن يحدث هذا).

حتى لا يتشكك الناس إذ تأتى ألامه، لذلك
فليقولوا هذا بعد القيامة.

عليهم بالتأمل فيما رأوه، حتى يقوم المسيح
وويمتلئوا بالروح القدس، هنا سيروا أحداث التجلى فى قلوبهم وليس كمنظر خارجى فقط

حتى لا ينشغلوا بالمجد عن أحداث الصليب والآلام
القادمة.

الناس لن تصدق أن هذا الإنسان المتواضع له كل
هذا المجد وسيتهمهم الفريسيين بالكذب، أما بعد القيامة يمكن إثبات هذا المجد.وفيما
هم نازلون = بعد الخلوة التى نستمتع فيها مع المسيح ننزل لنخدم موضوع أن إيليا
ينبغى أن يأتى أولاً آيات (10:17-13).

تفسير هذه الآيات ورد تحت تفسير آيات
(14:11،15). ولاحظ أن الكتبة كان لهم معرفة نظرية بالكتاب ولكن دون روح، فيوحنا
أتى كسابق وبروح إيليا فى زهده وتقشفه وشهادته للحق أمام ملوك ولكنهم لم يعرفوه
فعيونهم مغلقة. فإيليا قد جاء ليس بحسب الفكر الحرفى، ولكن هناك إعداد تم بواسطة
المعمدان للناس فقداموا توبة إستعداداً لمجىء المسيح الأول، وسيأتى إيليا فعلاً
قبل المجىء الثانى لإعداد الناس برد قلوب الأباء على الأبناء (ملا 6:4)= قال لهم
أن أيليا يأتى أولاً ويرد كل شىء

 آية (11). وكلام السيد هنا يعنى أنه المعمدان
جاء بروح إيليا وقوته ليكون سابقاً للمسيح الذى هو إبن الإنسان الذى أتى هو أيضاً
ولم يعرفوه بل سيتألم منهم. وكما لم يميزوا أن المعمدان هو السابق، لن يميزوا
المسيح فهو ضد فكرهم الحرفى أن المسيح يأتى كملك زمنى. وكما قتل هيرودس يوحنا
المعمدان سيقتلون هم المسيح.

(مر 10:9) لاحظ أن التلاميذ ما كانوا فاهمين
معنى القيامة.

 

(مر
14:9-29):-

ولما
جاء إلى التلاميذ رأى جمعا كثيرا حولهم وكتبة يحاورونهم. وللوقت كل الجمع لما رأوه
تحيروا وركضوا وسلموا عليه. فسال الكتبة بماذا تحاورونهم. فأجاب واحد من الجمع
وقال يا معلم قد قدمت إليك ابني به روح اخرس. وحيثما أدركه يمزقه فيزبد ويصر
بأسنانه وييبس فقلت لتلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا. فأجاب وقال لهم أيها الجيل غير
المؤمن إلى متى أكون معكم إلى متى احتملكم قدموه إلى.فقدموه إليه فلما رآه للوقت
صرعه الروح فوقع على الأرض يتمرغ ويزبد. فسال أباه كم من الزمان منذ أصابه هذا
فقال منذ صباه. وكثيرا ما ألقاه في النار وفي الماء ليهلكه لكن أن كنت تستطيع شيئا
فتحنن علينا وأعنا. فقال له يسوع أن كنت تستطيع أن تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن.
فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال أؤمن يا سيد فاعن عدم أيماني. فلما رأى يسوع أن
الجمع يتراكضون انتهر الروح النجس قائلا له أيها الروح الأخرس الأصم أنا أمرك اخرج
منه ولا تدخله أيضا. فصرخ وصرعه شديدا وخرج فصار كميت حتى قال كثيرون انه مات. فامسكه
يسوع بيده وأقامه فقام. ولما دخل بيتا سأله تلاميذه على انفراد لماذا لم نقدر نحن
أن نخرجه. فقال لهم هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم.

1) 
هنا يشفى السيد ولداً يصرعه الشيطان، أن يخرج
منه هذا الشيطان وتأتى هذه المعجزة مباشرة وراء حادثة التجلى. فليس معنى أن يعطينا
الله ونحن مازلنا على الأرض بعض التعزيات السماوية أن نكف عن الجهاد ضد الشيطان.
ونلاحظ دعوة السيد لتلاميذه لأن يصوموا ويصلوا ليهزموا إبليس. إذاً الحياة الروحية
هى جهاد ضد مملكة إبليس بصوم وصلاة وخدمة النفوس التى يعذبها الشيطان بل يستعبدها،
وجَذْبَها للمسيح، وهى أيضاً تعزيات سماوية مفرحة. ولننظر لخادم مثالى هو بولس
الرسول، وقارن تعزياته (2كو3:1-7) (كم مرة يذكر كلمة تعزية) مع جهاده فى خدمته
(2كو 23:11-33). ولكن هناك من يخطىء ويظن أن الحياة الروحية هى خلوة مع الله فقط،
وأيضاً هناك من يخطىء ويظن أنه قادر على الخدمة المتواصلة بدون خلوة مع الله.

2) 
يُصرع ويتألم شديداً = أصل الآية يُصرع فى رؤوس
الأهلة وبعض الترجمات ترجمتها يُصرع بالقمر (رؤوس الشهور القمرية) وهذا خداع
شيطانى ليوحى للناس علاقة صرع الولد بالكواكب. عموماً فلنلاحظ أن كل من يُستعبد
لإبليس يفقد سلامه ويعيش فى ألام حقيقية.

3) 
يقع كثيراً فى النار وكثيراً فى الماء= وهذا ما
يفعله إبليس مع كل واحد منها فهو يحاول أن يدفعنا لنيران الشهوات أو نيران الغضب
أو يدفعنا لبرودة الفتور. إن يخضع للخطية يفقد سلامه ويتشتت فكره ويتألم جسده،
ويندفع فى خصام بل قتال عنيف مع من حوله، أماّ عن حياته الروحية فهى فتور كامل.

4) 
تلاميذك لم يقدروا أن يشفوه = المسيح منع عنهم
الموهبة حتى يفهموا أهمية الصلاة (الصراخ لله باستمرار) وأهمية الصوم (الزهد فى
ملذات الدنيا ) ويكون لديهم شعور مستمر بالإحتياج. فيبدو أنهم بعد التجلى وما رأوه
شعروا بنشوة وإكتفاء جعلهم ينسون الصلاة والصوم.

5) 
أيها الجيل غير المؤمن= 1) ضعف إيمان التلاميذ
2) ضعف إيمان الوالد وهو صرح بهذا أعن عدم إيماني (مر 24:9) 3) ضعف بل عدم إيمان
الجمع، جلسوا يحاورونهم فى إستخفاف وقساوة قلب وعدم إيمان. هنا نلمس فى كلمات الرب
رنة عدم الرضا ونفاد الصبر فالمسيح أراد أن يرى تلاميذه ولهم صلوات قوية وأصوام
يصرع أمامها الشيطان.ولنعلم أن الإيمان ينمو حتى ولو كان مثل حبة خردل، لذلك
فالتلاميذ طلبوا مرة من السيد قائلين زد إيماننا (لو 5:17) وبولس يمدح أهل
تسالونيكى أن إيمانهم ينمو (2تس 3:1). والله يعمل مع كل واحد من أولاده ليزيد
إيمانه، تارة بعطايا حلوة وتارة بتجارب نرى منها يد الله. ولكن من يأخذ عطايا حلوة
فليشكر ويسبح، ومن تأتى عليه تجارب فليسلم الأمر لله ويصلى فيرى يد الله. أماّ من
يأخذ عطايا فينشغل بها عن الله أو من تأتى لهُ تجارب فيتذمر ويترك صلواته، فمثل
هذا لن ير يد الله ولن ينمو إيمانه. ونرى هذا الأب أتى للمسيح وإعترف بأن إيمانه
ضعيف أو معدوم، لكن المسيح لم يرفضه إذ أتى إليه، بل شفى له إبنه وبهذا زاد
إيمانه. فلنصرخ لله بدون تذمر شاكرين على كل حال فينمو إيماننا وما يساعد على نمو
الإيمان. أيضاً الصلاة الكثيرة والأصوام المصاحبة لها.

6) 
تقولون لهذا الجبل إنتقل=الجبل هو أى خطية
محبوبة او شهوة نستعبد لها أو عقبة مستحيلة أو أى صعوبة بحسب الظاهر تواجه
المسيحى، كل هذا يمكن أن يتزحزح بالصلاة والصوم مع الإيمان. ولقد تم نقل جبل
المقطم فعلاً بحسب هذه الآية

7) 
جاء المسيح للتلاميذ فى الوقت المناسب، فهم
فشلوا فى إخراج الروح والكتبة والجمع يحاورونهم فى إستهزاء. ودائماً يأتى المسيح
لكنيسته فى الوقت المناسب ليرفع عنها الحرج ويبكم المقاومين "الله فى وسطها
فلا تتزعزع (مز 5:46). وهذا هو وعده (مت 19:10،20) فهو المسئول عن الكنيسة
والمدافع عنها، فهى عروسه.

8) 
مفهوم السيد المسيح هنا عن الصلاة والصوم
ولزومهم لطرد الأرواح الشريرة إلتقطته كنيستنا ووضعت أصواماً كثيرة مع صلوات
وتسبيحات عديدة، حتى تعطى شعبها قوة فى حربه ضد إبليس. والله يعطى مواهب ( كما
أعطى التلاميذ سلطان إخراج الشياطين ) لكن لنحافظ على هذه الموهبة لابد من الصلاة
والصوم.

9) 
(مر 15:9):- تحيروا= رما لأنه كان نازلاً من
الجبل مبكراً، أو لأنهم فوجئوا به، وهم أرادوا أن يستمر حديثهم السافر مع تلاميذه،
وهم يعلمون انهم لا يستطيعون شيئاً أمامه هو شخصياً، فإن حضر لن يستطيعوا السخرية
من عجز التلاميذ. أو هل كان وجهه مازال يشع نوراً من أثار التجلى !! عموماً فالسيد
لاحظ تكتل الكتبة ضد تلاميذه فسألهم بماذا تحاورنهم (مر 16:9) فلم يجيبوا. ثم صرخ
هذا الأب طالباً الشفاء.

10)
(مر 20:9) للوقت صرعهُ الروح= إن طرد روح الشر
من حياتنا يصحبه صراع شديد، ولكن بعد أن تتقابل النفس مع المسيح وتدخل فى عشرة معه
يمسك بيدها ويقيمها فتقوم مستندة على ذراعه.

11)
أومن يا سيد فأعن عدم إيماني= أعلن الوالد
إيمانه = أومن.. ولكن خشى أن لا يكون كافياً فصرخ متذللا= أعن عدم إيمانى
فهو إعتبر إيمانه كالعدم، وطلب من الرب أن يعينه فى حالته. فمهما
كان إيماننا فهو مازال ناقصاً، وإذا قيس بما يجب أن تكون عليه ثقتنا فى المسيح فهو
عدم. ولكى يقوى إيماننا يجب أن نصرخ أؤمن يا سيد فاعن عدم إيمانى. والله دائماً
يستجيب لهذه الصرخة وإستجابته تزيد إيماننا. ولاحظ أن السيد لم يرفضه إذ اعترف
بعدم إيمانه بل شفى له ابنه وبالتالى شفى له إيمانه.

12)
قول المسيح إلى متى أكون معكم= فيه إشارة
لصعوده، فإن كان تلاميذه ضعفاء وهو فى وسطهم يسندهم، يرونه ويسألونه ويكلمونه،
فماذا سيحدث لهم بعد الصعود إذ لا يجدوه.. هذا يحتاج لإيمان، لأننا بالإيمان نسلك
لا بالعيان.

13)
كم من الزمن منذ أصابه هذا(مر21:9) = هذا السؤال
يوجه لكل من طال زمانه فى الخطية (زمان بقائه مستعبداً لها ) وطال زمان بقائة فى
أسر إبليس. وسؤال المسيح معناه لماذا لم تأتى إلىّ لأشفيك منذ زمان. ويشير السؤال
لتأثر المسيح لاستعباد الشيطان للبشر كل هذا الزمان.

14)
(مر 26:9) فصار كميت = من يخرج منه روح شرير
يصير كميت عن العالم (مر27:9) فأمسكه يسوع وأقامه= هو ميت عن العالم حى مع المسيح
وهذين = مع المسيح صلبت فأحيا (غل 20:2).

15)
السيد أعطى تلاميذه الموهبة على الشفاء وإخراج
الشياطين ولكن يلزم إضرام أى موهبة بالصلاة والصوم (2تى 6:1).

16)
نفهم من (لو 37:9) أن هذه القصة كانت فى اليوم
التالى للتجلى.

17)
إلى متى أكون معكم وأحتملكم= واضح تكرار
الأناجيل الثلاثة لهذه الجملة. إن أكثر ما يحزن الرب يسوع هو أن يرى أولاده
مهزومين أمام الشياطين. لقد أعطانا سلطاناً أن ندوس الحيات والعقارب (لو 19:10)
فلماذا لا نستخدمه، لماذا نستسلم ونقول " الشيطان شاطر " هذه الجملة
تحزن رب المجد جداً.

 

(مر 30:9-32):-

وخرجوا من
هناك واجتازوا الجليل ولم يرد أن يعلم أحد. لأنه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم أن
ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث.
وأما هم فلم يفهموا القول وخافوا أن يسألوه

السيد يخبر
تلاميذه بالصليب وهذا ياتى بعد 1) التجلى 2) إخراج الروح الشرير. وهذا يعنى 1) مع
أهمية التجلى وأفراحه وتعزياته لكن حتى ننعم بهذا أبدياً لابد من الصليب.

2) حتى
يُهزم عدو الخير نهائياً فلابد من الصليب (كو 14:2،15).

3) ولاحظ أن أحداث الصليب كانت تقترب لذلك كان
السيد المسيح ينبه تلاميذه حتى لا يفاجئهم ما سوف يحدث. ولكن كون السيد يخبرهم بما
حدث إذاً هو يذهب للصليب بسلطانه إذ هو آتى لذلك.

4)
السيد لا يريد أن تلاميذه يذهب فكرهم إلى الأمجاد الزمنية خصوصاً بعد التجلى وبعد
معجزة إخراج الروح النجس، فيعود ويحدثهم عن أهمية الصليب فالعالم هنا طالما كنا فى
الجسد هو عالم ألم وصليب أماّ المجد فهناك.لم يفهموا = فهم فى ذهنهم
الأمجاد العالمية، فما علاقة هذا بالصليب. ولم يفهموا أن الصليب هو طريق المجد.

5) لاحظ
البعض أن السيد فى بعض الأحيان كان يطلب إخفاء أخبار مجده كما حدث فى موضوع
التجلى، وهنا فى ( لو 44:9) يطلب من تلاميذه كتمان موضوع ألامه. فضعوا أنتم هذا
الكلام فى أذانكم
= فكلا الأمرين غير منفصل فالمسيح تمجد بقيامته وبتجليه
وبصعوده.

(مت
24:17-27) إيفاء الدرهمين

الدرهمين=هى ضريبة تدفع لقيصر، وهذه هى
الجزية التى تدفعها الشعوب المستعمرة لقيصر. وكان رئيس الكهنة والكهنة معافين من
دفع هذه الجزية. وكان قد فات، أو قد حان ميعاد دفع الجزية فتساءل الناس هل يدفع
المعلم الجزية أم لا. وكان السؤال حرجاً للمسيح، فقد عُرِفَ أن المعلم هو المسيا
المنتظر، وكان بعض الناس يرددون هذا الكلام ولكن رسمياً فهو ليس بكاهن، والنظام
السائد يلزمه بالدفع، فهل يدفع وهو المسيا أم لا ؟ وبطرس لهذا تحرج أن يسأله، ولكن
العارف بما فى القلوب بادره بالسؤال، وسؤال المسيح يشير لأن النظام جائر فقيصر
لاحق له أن يطالب أصحاب الأرض بدفع جزية. ولكن المسيح أظهر طاعة للنظام مهما كان
جائراً.

وهذه
المعجزة لها معنى فللرب الأرض وملكها، والرب اراد أن يقول لبطرس إدفع الجزية مهما
كانت جائرة والله الذى له كل الأرض يعوضك من غناه. ولاحظ أن الرب لم يقل لبطرس
إذهب إصطاد سمكاً وبعه وأوفى الدرهمين. ولكن طلب منه أن يصطاد سمكة واحدة، وهنا
نرى مثالاً جديداً للجهاد والنعمة. فيا بطرس لأنك صياد إذهب وصِدْ (الصيد = جهاد)
ولأنك خادم الله فستجد أعوازك مسددة بطريقة معجزية (نقود فى بطن السمكة = نعمة).
وحين يرعانا الله فلا يعوزنا شىء.

ولاحظ
أن حرج موقف المسيح أيضاً فى ان الوطنيين كانوا يعارضون دفع الجزية للأجانب أى
الرومان. ولكن المسيح فضل أن يخضع للنظام الموجود ولا يعثر أحد. ولكن لاحظ فقر
المسيح وتلاميذه، إذ لا يمكلون مقدار هذه الجزية. فالدرهمين =
½ شاقل
يهودى = تقريباً 6 قروش، ولكن الرب إفتقر ليغنينا (2كو 9:8) والأستار= شاقل يهودى.
والسيد أعطى لبطرس من بطن السمكة ما يكفى تماماً لدفع الجزية عنه وعن بطرس، فقد
كان النظام الرومانى يقضى بأن يدفع كل يهودى
½ شاقل = ½ أستار
والأستار هو عملة.

 

(مر 33:9-37):-

وجاء إلى كفرناحوم وإذ
كان في البيت سألهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق. فسكتوا لأنهم
تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو اعظم. فجلس ونادى الاثني عشر وقال لهم إذا
أراد أحد أن يكون أولا فيكون أخر الكل وخادما للكل.فاخذ ولدا وأقامه في وسطهم ثم
احتضنه وقال لهم. من قبل واحدا من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني فليس
يقبلني أنا بل الذي أرسلني.

فكر التلميذ المتأثر بالفكر اليهودى، أن المسيا
حين يأتى، سيأتى لكى يملك على الأرض، جعلهم يشتهون أن يجلسوا واحداً عن يمينه
وواحداً عن يساره (مت 21:20،22)..هذا الفكر إستمر حتى ليلة العشاء السرى (لو
24:22-27) ولكن المسيح كان يتكلم عن ملكوت السموات أمامهم دائماً، فإختلط عليهم
الأمر، وظنوا أن ملكوت السموات هذا يمكن أن يكون على الأرض، وبنفس الفكر بدأوا
يحلمون بمراكز أرضية حين يملك المسيح فى ملكوت السموات هذا، ودخلهم تساؤل عمن يكون
الأعظم فى هذا الملكوت. وبمقارنة ما حدث فى إنجيلى متى ومرقس نجدهم وقد شغل هذا
الموضوع ذهنهم تماماً يتحاورون فى الطريق عمن هو الأعظم فيهم، بالتالى سيكون هو
مثلاً الوزير الأول فى ملك المسيح. ولما أتوا إلى البيت فى كفر ناحوم سألهم الذى
لا يُخفى عليه شئ عمّا كانوا يتكلمون فيه، فسكتوا (مر 34:9) ثم تساءلوا علناً ولم
يستطيعوا أن يستمروا ساكتين (مت 1:18)، فإذا دب فكر العظمة والكبرياء فى القلب فهو
لا يهدأ. وحتى يكسر السيد كبريائهم أتى بولد ودعاهم أن يتشبهوا بالأولاد ومن يفعل
فهو الأعظم.. قطعاً ليس فى السن بل :-

1.    فى حياتهم
المتواضعة الوديعة كالأطفال (1كو 20:14)

2.    فى الثقة فى
كلام أبيهم السماوى والإتكال عليه وطاعته.

3.    البساطة
وتقبل الحقائق الإيمانية والروحية، فالطفل يصدق ما يقال له.

4.    الأطفال لا
يشعرون أنهم أفضل من الأخرين فالغنى يلعب مع الفقير.

5.    لاحظ أن
الأطفال لا يشعرون بأنهم متواضعين، فمن يشعر أنه متواضع، أو أنه يتواضع حين يكلم
إنساناً فقيراً فهو ليس متواضع.

6.    التسامح
المطلق فالطفل لا يحتفظ فى قلبه بأى ضغينة.

7.    إذا أحزن إنسان
طفلاً فهو لا ينتقم لنفسه بذراعيه بل يلجأ لوالديه.

8.    الطفل بلا
شهوات، بلا طلب للمجد الباطل، بلا حسد للآخرين.

9.      إذا
تشاجر الأطفال فهم سريعاً ما يتصالحون ويعودون للعب معاً.

10.   ملكوت الله
الذى يؤسسه المسيح لا وجود فيه لمن يبحث أن يكون الأقوى والأعظم بل من يدخله هو من
يحس بضعفه وأنه لا شئ ولكن قوته وعظمته هى فى حماية الله له (2كو 9:12،10). وهذه
طبيعة الأطفال.

11.      بلغة
التعليم المعاصر، فهذا الولد فى حضن المسيح هو وسيلة إيضاح.

12.      الطفل
يطلب ما يريده واثقاً فى أخذه من أبيه، وهو لا يفكر فى أن أبوه يعطيه لأنه يستحق،
بل هو يطلب بدالة المحبة.

ولاحظ قول السيد المسيح من قبل ولداً واحداً
مثل هذا بإسمى فقد قبلنى
فالمسيح هنا وحَّد نفسه بالأطفال والبسطاء والضعفاء..
بإسمى = أى من أجل المسيح، فمن يقبل طفلاً يكون كمن قبل المسيح نفسه.
والحقيقة فإن المسيح حين يقول إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فهو يقصد
نفسه، أى إن لم ترجعوا وتستعيدوا صورتى التى حصلتم عليها فى المعمودية فلن
تدخلوا ملكوت السموات.
فنحن نولد بالمعمودية على صورة المسيح. نحن خلقنا أولاً
على صورة الله (تك 26:1،27) وفقد الإنسان الصورة الإلهية باختياره لطريق العصيان
والخطية. وأتى المسيح وفدانا وأعطانا سر المعمودية وفيها ندفن ونموت ونقوم مع
المسيح وبصورة المسيح. ولكننا مع إحتكاكنا بالعالم نفقد هذه الصورة الإلهية ثانية،
وكلام السيد المسيح هنا، أن هناك إمكانية لإستعادة هذه الصورة = إن لم ترجعوا =
إذاً هناك إمكانية للرجوع ولكن كيف؟ هذا هو عمل النعمة، التى تعيدنا للصورة
الإلهية، والنعمة تحتاج لجهاد، لذلك نسمع بولس الرسول يقول " يا أولادى الذين
أتمخض بهم (ألام الجهاد والخدمة) إلى أن يتصور المسيح فيكم(عمل النعمة) وعمل
النعمة يعطينا أن نصير خليقة جديدة على صورة المسيح (غل19:4 + 2كو 17:5) لذلك نحن
نخلص بالنعمة

(أف
8:2) التى بها نعود للصورة الإلهية. والأولاد هم المولودين من الماء والروح وقد
خرجوا بدون خطية، والمسيح هو الذى قال عن نفسه "من منكم يبكتنى على
خطية"، لذلك كان هذا الولد فى حضن المسيح إشارة للمسيح نفسه. ونحن إن لم نحصل
على صورة المسيح لن ندخل ملكوت السموات. هذه تشابه أن لكل بلد فى العالم عملة يتم
التعامل بها داخل حدود هذا البلد، لكن إن حاولت التعامل بعملة عليها صورة ملك آخر
لن يُسمح لك بأن تتعامل بها. فنحن نصبح عُملة قابلة للتداول فى السماء لو إنطبعت
علينا صورة الملك السماوى. فإن كان المسيح قد تواضع وترك مجده السمائى لأجلنا،
أفلا نتخلى نحن عن أفكار العظمة الأرضية مثل ما فعل هو ونتصاغر أمام الناس وأمام
أنفسنا، إذا كان المسيح قد صار عبداً أفلا نقبل أن نتصاغر مثله أمام إخوتنا.
خصوصاً أن النعمة تسندنا، وبالمسيح نستطيع كل شئ (يو 5:15 + فى 13:4) فهل نقبل؟
والسيد يشرح كيف تساندنا النعمة…. هذا يكون بالجهاد.. وكيف نجاهد ؟

إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون أخر الكل
وخادماً للكل
(مر 35:9) من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً (مر
43:10)

من أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً
(مر 44:10) والسيد ضرب بنفسه المثال فقال عن نفسه أنه أتى ليَخدم لا ليُخدم
(مر45:10).

وهو غسل أرجل تلاميذه وطلب أن نفعل ذلك (يو
12:13-17).

 ومن يفعل تسانده النعمة ليرجع ويكون كالأولاد
أى يستعيد صورة المسيح ولاحظ قول السيد من وضع نفسه مثل هذا الولد = كلمة
وضع نفسه تعنى أنه لا يدعى الإتضاع طلباً لمديح الناس، فما أخطر أن تدعى النفس
الإتضاع. بل هو عليه أن يفهم الحقيقة "اننا لا شئ.. تراب.. بخار يظهر قليلاً
ثم يضمحل. ولكن نحن بالمسيح، وليس من أنفسنا، قد أصبحنا أولاداً لله. فقيمتنا ترجع
لا لأنفسنا بل للمسيح الذى فينا. ولاحظ أن عمل المسيح فى أن يأتى بطفل ويعمل ما
عمله، بأن يحتضنه ويوحد نفسه به، ويقول ما قاله. هذا كان عجيباً فى أيامه، فقد
إحتقر الرومان الطفولة، ولم يكن للطفل أى حق من الحقوق، ويستطيع الوالدان أن يفعلا
بطفلهما ما يشاءا بلا رقيب، وتعرضت الطفولة فى اليونان لمتاعب كثيرة، فكانوا
يتركون الأطفال فى العراء أياماً حتى يموت الضعيف ويبقى القوى. واليهود فى أى حصر
أو تعداد ما كانوا يحصون النساء ولا الأطفال. ولكننا هنا نجد السيد يشير للطفل
بأنه مثال يجب أن نتشبه به. الرومان واليونان كانوا يفتخرون بالقوة والعظمة لذلك
إحتقروا الأطفال لضعفهم، أماّ المسيح فيطالبنا بالتشبه بهم فى ضعفهم وأن نعتبر أن
قوتنا هو الله نفسه.. هذا هو ملكوت الله.

·       
نستطيع أن نقول أن هذا الإصحاح وما يقابله فى
إنجيل القديس مرقس. يشتمل على قوانين الملكوت. أى كيف ندخل الملكوت.

القانون الأول:- نعود ونكون مثل
الأطفال.

 

(مر 38:9-41):-

فأجابه
يوحنا قائلا يا معلم رأينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لأنه
ليس يتبعنا. فقال يسوع لا تمنعوه لأنه ليس أحد يصنع قوة باسمي ويستطيع سريعا أن
يقول علي شرا. لان من ليس علينا فهو معنا. لان من سقاكم كاس ماء باسمي لأنكم
للمسيح فالحق أقول لكم انه لا يضيع اجره.

 

يا معلم رأينا واحداً يخرج شياطين بإسمك = طالما
يستخدم إسم المسيح فهو مؤمن وهو ليس يتبعنا= أى ليس من الإثنى عشر أو
السبعين. ولنلاحظ أنه ما كان ممكناً لهذا الإنسان أن يخرج شياطين إن لم يكن مؤمناً
بالمسيح. لكن يوحنا تعجب أنه ليس من تلاميذ المسيح إذ ظن يوحنا أن المعجزات هى
للتلاميذ فقط. لكن هذا الإنسان كان يعمل لحساب المسيح بإيمان صادق وإن لم تكن له
فرصة للتبعية الظاهرة ونفهم من درس المسيح أن الكنيسة كنيسة واحدة ولا معنى فيها
للتعصب لشخص ما أو جماعة ما، وهذا قطعاً لا يعنى قبول تعاليم مخالفة لتعاليم
وعقيدة الكنيسة. ولكن على الكنيسة أن تفهم أنها متسعة القلب للجميع، لها وحدة
ومحبة تجمع الكل خلال إيمان مستقيم. أماّ من يعمل قوات وأيات من خارج إطار الإيمان
المستقيم فهؤلاء ينطبق عليهم قول السيد إذهبوا عنى يا فاعلى الإثم (مت 22:7،23). من
ليس علينا=
الذى ليس مخالفاً لنا ولكنيستنا فى الإيمان = فهو معنا فى
وحدة ومحبة

وهذه الأيات أوردها القديس مرقس مباشرة بعد
مشاجرة التلاميذ فمن هو الأعظم فيهم. ومن هذا نفهم أن العثرة تأتى فى الكنيسة من
مفهوم من هو الأعظم. فيوحنا إعتبر أن هذا الشخص طالماليس من مجموعتهم فهو أقل منهم
وليس من حقه أن يحصل على نفس مواهبهم فى إخراج الشياطين. والسيد يعلمهم مفهوم آخر،
يُفهم أن من ليس ضدنا ( ضدنا = يعلم تعاليم مخالفة للإيمان) وهو يحب المسيح
ويستخدم إسمه فهو معنا، فالكل جسد واحد والكل فى مملكة المسيح لهم سلطان على
إبليس. ومن هذا نفهم أن

 

القانون الثالث:- الكنيسة أو ملكوت الله
هو ملكوت الوحدة والمحبة. كنيسة واحدة وحيدة مقدسة رسولية.

من سقاكم كأس ماء بإسمى.. لا يضيع أجره

كما يعاقب الله معثرى الكنيسة نجده هنا يكافئ من
يقدم لها الخدمات، ولكن على أن يكون بإسم المسيح. فمن يقدم لخدام المسيح لأجل إسم
المسيح فهذا ينال مكافأته من الله وبهذا نفهم أن

 

القانون الرابع:- الملك الذى يعاقب أعداء
كنيسته هو يجازى من يخدمها.

 

(مر 42:9):-

ومن
اعثر أحد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر.

نفهم من هذا أن العالم مملوء عثرات والكنيسة
ستواجه ضيقات، ألام جسدية وإضطهاد وإستشهاد وستواجه حروباً شيطانية وخداعات وتشكيك
من هراطقة أو إثارة حب العالم وشهواته فى قلوب أولاد الله (1يو 19:5)، لكن الله
يحفظ أولاده (يو 15:17). ولاحظ فالشيطان يعمل لحساب مملكته بأن يستخدم أولاده
وأتباعه ليعثروا أولاد الله، إماّ بأن يوقعوا بهم فى شباك الخطية أو يضطهدونهم
جسدياً. وهذا الأسلوب إستعمله إبليس مع يسوع نفسه فهو على الجبل حاول أن يعثر
المسيح ويجعله يسجد لهُ ولما فشل دبر مؤامرة الصليب. ولكن الله فى مملكته يحفظ
أولاده (يو 11:17،12) هؤلاء الذين دخلوا مملكته وذلك بتواضعهم وبساطتهم = الصغار
المؤمنين.
صغار تعنى ضعيف وبسيط ويمكن إسقاطه فى الخطية فربما يظن أحد أنه
بسبب بساطة ووداعة أولاد الله، فهو يستطيع أن يفعل بهم ما أراد.. ولكن لا فمملكة
الله لها ملك قوى يدافع عنهم (خر 14:14) ويا ويل من يقع فى يد الله الحى (عب
30:10،31). والوقوع فى يد الله ليس هيناً، بل خيرٌ لذلك الإنسان أن يُعلق
فى عنقه حجر الرحى ويغرق فى لجة البحر.
وكانت هذه عقوبة رومانية ويونانية. حجر
الرحى =
حجر ثقيل يستعمل فى طحن الحبوب.

ولاحظ أن الله قد يسمح ببعض الألام تقع على أولاده
من الشرير إبليس أو من أولاده الأشرار (كما حدث مع أيوب ومع بولس) ولكن يكون هذا
بسماح منه لإعدادهم للملكوت ولتأديبهم (عب 5:12-11).

وحجر الرحى هنا هو خطية هذا المعتدى على الكنيسة
التى تجعله يغوص فى بحر الدينونة الرهيبة.

ولاحظ أن الشرير قد يحاول إثارة إضطهاد ضد
الكنيسة أو ضد إنسان مؤمن، حتى يخيفه وينكر الإيمان فيهلك. من كل هذا نفهم أن

القانون الثانى:- الكنيسة موجودة فى
عالم ملئ بالعثرات

                   لكن ملك الكنيسة ورئيسها
يحميها وينتقم من أعدائها.

 

(مر 43:9-48):-

وأن اعثرتك يدك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة
اقطع من أن تكون لك يدان وتمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفا. حيث دودهم لا
يموت والنار لا تطفا. وأن اعثرتك رجلك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة اعرج من أن
تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفا. حيث دودهم لا يموت والنار لا
تطفا. وأن اعثرتك عينك فاقلعها خير لك أن تدخل ملكوت الله اعور من أن تكون لك
عينان وتطرح في جهنم النار. حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفا.

سبق السيد وتكلم عن العثرات الموجودة فى العالم،
فماذا يصنع الإنسان المسيحى أمام هذه العثرات والشهوات المحاربة فى أعضائه ؟ قطعاً
المسيح لا يقبل أن نقطع أيادينا وأرجلنا.. الخ. بل أن نحيا كأموات أمام الخطية.
فإن كانت أعيننا تعثرنا فلنمنع أعيننا من أن تنظر، فهناك من يسير فى طريقه وعيناه
للأرض ويمنع عن عينه كل الصور المعثرة.وقطعاً فى هذا تغصب، ولكن الملكوت يغصب (مت
12:11). ومن تعثره أماكن معينة فعليه أن لا يذهب فيكون كمن قطع رجله، وهناك من
يعثره صديق معين أو جماعة معينة، فعليه أن يمتنع عنهم ويكون كمن قد مات.. وهكذا.
وهذا ما يُسمى الجهاد، أن تغصب نفسك أن لا تفعل ما ترغب فيه إن كان فيه خطأ وتحيا
كميت أمامه. وتغصب نفسك أن تفعل ما لا ترغب فيه إن كان صحيحاً كالمثابرة فى الصلاة
والمواظبة على الذهاب مبكراً للكنيسة. والصيام بقدر الإمكان.. الخ. فهناك عثرات من
الآخرين وعثرات من أنفسنا عندما ننخدع من شهواتنا وهذه يجب أن نقطعها مهما كانت
عزيزة علينا، كما أن اليد والرجل والعين عزيزة علينا، أى نتخلص مما يسبب لنا العثرة
[ اليد (نبتعد عن أى عمل ردئ) والرجل (نمتنع عن الذهاب للأماكن المعثرة)..] أقمع
جسدى وأستعبده (1كو 27:9) ومن يجاهد ويغصب نفسه تملأه النعمة، فالنعمة لا تُعطى
إلاّ لمن يستحقها والنعمة تعطينا أن نكون خليقة جديدة، الشهوات فيها ميتة، خليقة
لا تفرح بالخطية ولا تسودها الخطية رو 14:6. ومن يصلب نفسه عن شهواته يقول مع بولس
"مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ غل 20:2 ويقول لى الحياة هى
المسيح (فى 21:1) من هذا نفهم أن

 

القانون الخامس:- أولاد الملكوت يحيون
كأموات عن العالم لكن أحياء بالمسيح الذى فيهم، المسيح سر حياتهم الجديدة.

أنظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار.. ملائكتهم
فى السموات.. ينظرون وجه أبى
الصغار هم الأطفال الأبرياء، أو هم الذين
بتواضعهم وقداستهم دخلوا من أبواب الملكوت وصاروا أو رجعوا وصاروا مثل الأطفال، هم
المؤمنين بالمسيح والمتواضعين الذين يبدو أنهم ضعفاء لا حيلة لهم. وهنا المسيح
يحذر العالم أن هناك ملاك حارس معين لمرافقة وحراسة كل منهم وهو غير مرئى، ولكنه
قادر أن ينصف هؤلاء الضعفاء، وأن هؤلاء الملائكة ينظرون وجه الآب أى قادرين على
حمل البركات منه لهؤلاء الصغار والآن نفهم أن

 

القانون السادس:- ملكوت السموات صار
مفتوحاً للأرضيين المجاهدين كما للسمائيين (يو 51:1) والملائكة تحرس أولاد الله.

 

(مر 9 : 49-50):-

لان
كل واحد يملح بنار وكل ذبيحة تملح بملح. الملح جيد ولكن إذا صار الملح بلا ملوحة
فبماذا تصلحونه ليكن لكم في أنفسكم ملح وسالموا بعضكم بعضا

لأن كل واحد= كل مؤمن إنتمى إلى
ملكوت السموات. يُملح بنار= النار هى الروح القدس، روح الإحراق (أع 3:2،4 +
إس 4:4). والملح يصون من الفساد والعفونة (كو 6:4). والروح القدس هو الذى يُعطى
نعمة لكل مؤمن، تعطيه أن يصير خليقة جديدة. ولاحظ أن هذه الأيات جاءت فى إنجيل
مرقس بعد حديث السيد المسيح عن أهمية قطع اليد والرجل وقلع العين التى تعثر، وكما
قلنا فإن هذا إشارة للجهاد، وأمام الجهاد يملأنا الروح القدس نعمة تغير من طبيعتنا
وتكتم وتميت الخطية التى فينا، أو الشهوة التى فينا (رو 3:8) (فقوله دان الخطية أى
حكم عليها بالموت). فنار الروح القدس أحرقت الشهوة أو الخطية فينا، وصارت الخطية
بلا سلطان علينا لأن النعمة تسود علينا (رو 14:6) وبهذا فنار الروح القدس تملح
المؤمن أى تحفظه من الفساد.

وكل ذبيحة تملح بملح= هذا إشارة
إلى (لا 13:2-15) لأن ذبائح العهد القديم تشير للمسيح الذى قَدَّمَ نفسه ذبيحة،
وإضافة الملح إلى ذبائح العهد القديم يشير لأن المسيح هو بلا خطية وأنه حين يموت
لن يطوله الفساد بل سيقوم ثانية (مز10:16) "لن تدع تقيك يرى فساداً" وكل
مؤمن عليه أن يقدم جسده ذبيحة حية، كيف؟ بقطع يده ورجله وقلع عينه (بالمفهوم
الروحى وليس الحرفى). ومن يعمل تحفظه النعمة = تملح بملح.

الملح جيد= سبق السيد وقال أنتم
ملح الأرض (مت 13:5) ومن الذى يكون ملح الأرض إلاّ كل من إمتلأ نعمة. مثل هذا
الملح يكون جيد.

ملح بلا ملوحة= أى ملح فاسد، أو هو لا
يعُطى طعماً للطعام، فالمؤمنين المملوئين نعمة، بذوبانهم وسط العالم، يتقبل الله
هذا العالم، قيل أن الله يفيض مياهاً فى نهر النيل بسبب وجود الأنبا بولا فى مصر. ليكن
لكم فى أنفسكم ملح=
أى لتمتلئوا نعمة لتكونوا ملحاً جيداً ويكون هذا بجهادكم
وبأن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية. ولكن ما يبطل مفعول النعمة فينا، نزاعاتنا
وصراعاتنا على الرئاسات والمجد الدنيوى، كما بدأ هذا الإصحاح بصراع التلاميذ عمن
هو الأعظم. والسيد يعطى نصيحته بأن نحيا فى سلام، وطوبى لصانعى السلام ومن هذا
نفهم أن

 

القانون الثامن:- النعمة تحفظ أولاد
الملكوت من الفساد

وشرط بقاء النعمة 1) نكون
ذبائح

(نصلب
شهواتنا)

2)
نحيا فى سلام

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كَرْمَل ل

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي