الإصحاح الثامن

 

الآيات (4-8، 11-15):  في كتاب إنجيل متى (مت1:13-9،18-23)

الآيات (9،10):            في كتاب إنجيل متى
(مت10:13-17)

الآيات (16-18):         في كتابنا هذا
(مر21:4-25)

الآيات (19-21):         في كتاب إنجيل متى
(مت46:12-50)

الآيات (22-25):         في كتاب إنجيل متى
(مت23:8-27)

الآيات (26-39):         في كتاب إنجيل متى
(مت28:8-34)

الآيات (40-56):         في كتاب إنجيل متى
(مت18:9-26)

 

الآيات (1-3):
"
وعلى
أثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الإثنا عشر. وبعض
النساء كن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها
سبعة شياطين. ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وآخر كثيرات كن يخدمنه من
أموالهن."

هنا نرى المسيح يوسع خدمته لكل مكان ممكن أن
يصل إليه، وقد إتخذ مدينة كفرناحوم مركزاً له يبدأ منها رحلاته للكرازة. يكرز
ويبشر بملكوت الله=
السيد بوجوده وسط الناس، كان هذا هو ملكوت الله، وبوجوده
في قلوبنا، يكون ملكوت الله في داخلنا (لو21:17) أما يوحنا المعمدان فكان يكرز أنه
قد إقترب ملكوت السموات (مت1:3) ولاحظ أن المسيح كان يتبعه بعض النساء، وبهذا
فالمسيح بدأ مفهوماً جديداً على اليهود، إذ كان اليهود يصلون يومياً "أشكرك
يا رب لأنك لم تخلقني عبداً ولا امرأة.."، فكانوا يحتقرون النساء والأطفال.
وهكذا كان الأمم يحتقرون النساء. ولكننا هنا نجد المسيح يُكِرم النساء، بل صرن
مسئولات عن الصرف، أي المصروفات المادية التي تحتاجها الكرازة. ولاحظ أن المسيح
وتلاميذه كانوا فقراء، بل لم يكن معه ما يدفعه للجزية (مت24:17)، ولكننا نرى أن
الله يدبر الأموال التي تحتاجها الخدمة. وعموماً فخادم الكلمة يجب أن من يسمعونه
يشتركون في سد إحتياجاته. المسيح قدَّم لهن الشفاء، أي هو قدم لهن الروحيات فليس
بكثير أن يقدمن الماديات (1كو11:9) العطاء المادي للخدمة يظهر المحبة، هو فرصة
لإظهار الحب لله. يكرز= تشير للتعليم. يبشر= تشير لإذاعة الأخبار
السارة بأن هناك أفراح سماوية بعد أحزان هذا العالم.. بينما الكرازة قد تشمل اللوم
والتوبيخ على الخطية. هنا نرى إتضاع المسيح فمن أشبع الجمع بخمس خبزات، تنفق عليه
بعض من النساء.

 

(لو
4:8
8):-

فلما
اجتمع جمع كثير أيضا من الذين جاءوا إليه من كل مدينة قال بمثل. خرج الزارع ليزرع
زرعه وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فانداس وأكلته طيور السماء. وسقط أخر على
الصخر فلما نبت جف لأنه لم تكن له رطوبة. وسقط أخر في وسط الشوك فنبت معه الشوك
وخنقه. وسقط أخر في الأرض الصالحة فلما نبت صنع ثمرا مئة ضعف قال هذا ونادى من له
أذنان للسمع فليسمع.

 

(لو
8
: 9-10
):-

فسأله
تلاميذه قائلين ما عسى أن يكون هذا المثل. فقال لكم قد أعطى أن تعرفوا أسرار ملكوت
الله وأما للباقين فبأمثال حتى انهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون.

 

1- 
إستخدام
السيد المسيح الأحداث التى يرونها تجرى أمامهم، مثل الزارع الذى خرج ليزرع أو الصياد
الذى يصطاد…. الخ فالصور التى تجرى أمام عيونهم تُثَبِّت المفهوم التعليمى الذى
يريده السيد. ولو كان السيد المسيح موجوداً اليوم لضرب أمثال من حياتنا اليومية.
وهذه طريقة لنتأمل أعمال الله، فلنتأمل فيما حولنا من أحداث لنرى حكمة الله ولنرى
يد الله. ولقد إتبعت الكنيسة المقدسة نفس أسلوب السيد المسيح فمثلاً تقرأ الكنيسة
هذا الفصل فى شهر هاتور شهر الزراعة، بنفس المفهوم الذى إستخدمه السيد المسيح. وفى
أعياد إستشهاد القديسين تقرأ فصولاً عن الإضطهادات والألام، ثم نسمع سيرة الشهيد
وتُرسم أمام عيوننا.

2- 
المثل
هو شرح لأمر يصعب فهمه وهذا يتضح من كلمة مثل، وهو قد يكون مجرد تشبيه أو قصة من
الواقع اليومى لتوضيح حقيقة روحية. فالقصص والأمثال التى من واقع الحياة تؤثر فى
الناس أكثر من الوعظ. أما التلاميذ فأعطاهم المسيح أكثر من القصص وعظاً فهو يعرف
أهتمامهم.

3- 
إستخدم
السيد المسيح أمثال للمشابهة كمثل رقعة الثوب الجديد على الثوب القديم…. وهناك
مثل للمناسبة كمثل الزارع.. وهناك مثل بالقصة لموضِّحةَ كمثل السامرى الصالح
والغنى الغبى وقاضى الظلم وهنا فى هذه القصص يوضح السيد حقائق روحية فى صورة قصة.

 إذاً
فى الأمثال عموماً يشرح الرب ويستخرج الحقائق الروحية من الأشياء والأحداث
المألوفة ليدربنا أن نأمل فيما حولنا وفى الطبيعة ونرى يد الله.

4-  السيد
المسيح يتكلم بأمثال لا ليخفى الحقائق الروحية عن بعض الناس فهو يريد أن الجميع
يخلصون، ولكن الكلام بأمثال هى طريقة تدعو السامع لأن يفكر ويستنتج وبهذا تثبت
المعلومة بالأكثر، ولكن من هو الذى سوف يفكر ويستنتج ؟ قطعاً هو المهتم بأن يفهم
أسرار الملكوت، هو من يأخذ الأمر بجدية، هو المشتاق لمعرفة الحق، أما قساة القلوب
والمهتمين بالماديات أو بأنفسهم فى كبرياء غير المهتمين بالبحث عن الحق فلن يهتموا
بالبحث ولا الفهم، وبهذا فإن السيد يطبق ما سبق أن قاله "لا تعطوا القدس
للكلاب". من هنا نفهم قول السيد من لهُ سيعطى ويزداد = أى من كان
أميناً وقد حرص أن يفتش على الحق، سيعطيه السيد أن يفهم، وينمو فهمه يوماً فيوماً
ويذوق حلاوة أسرار ملكوت الله.وبقدر ما يكون الإنسان أميناً ينمو فى إستيعاب أسرار
ملكوت الله، وكلما ينمو يرتفع مستوى التعليم ويرتفع مستوى كشف أمور ملكوت الله.
أماّ النفس الرافضة غير الأمينة بل المستهترة أو المعاندة فهذه لا يُعطى لها أى
فهم = أما من ليس له فالذى عنده سيؤخذ منه= ما الذى كان عند هذه النفس، كان
لها الذكاء العادى وكان لها بعض المفاهيم الروحية ولكن أمام عناد هذه النفس
واستهتارها تفقد حتى ذكاءها العادى، وفقد حتى مفاهيمها الروحية السابقة ويدخل الإنسان
فى ظلام روحى ويفقد حكمته. إذاً هناك من يكشف له السيد عن أسرار الملكوت فينطلق من
مجد إلى مجد، وهناك من يحرمه السيد حتى من حكمته العادية. وهذه الحالة الأخيرة
كانت هى حالة الشعب اليهودى والفريسيين والكتبة.. هؤلاء كان لهم الناموس والنبوات
تشهد للمسيح وأمام عنادهم فقدوا حتى تمييز النبوات، ولاحظ أنهم كانوا يفهمون هذه
النبوات إذ حين سأل المجوس عن المسيح كان هناك من يعلم أن المسيح يولد فى بيت لحم.
ولكن أمام عنادهم فهم فقدوا حتى فهم نبوات كتابهم. لقد صاروا مبصرين لا يبصرون
وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون
وهم رأوا السيد ولم يعرفوه وسمعوه ولم يميزوا
صوته الإلهى بينما أن تلاميذ السيد إنفتحت بصيرتهم الروحية فعرفوه وأحبوه طوبى
لعيونكم لأنها تبصر

 من
له أذنان للسمع فليسمع = (مت 9:13)
هنا السيد يقسم الناس قسمين من يريد أن
يسمع ويفهم، من لا يريد أن يفهم بل يريد أن يقاوم لذلك فالسيد ينبه (لو 18:8)
ويقول فانظروا كيف تسمعون. قول السيد فى (مت 11:13) قد أعطى لكم أن
تعرفوا أسرار ملكوت الله
هذا لسابق علمه عن إستعدادهم وإشتياقهم للسمع (رو
29:8،30) ونلاحظ أن متى إذ يكتب لليهود أورد لهم نبوة إشعياء لأنهم يعرفون النبوات
وأما مرقس ولوقا إذ يكتبون للأمم لم يوردوا النبوة.

قلب
هذا الشعب قد غلظ
ويرجعوا فأشفيهم= كم يود السيد أن هذا الشعب يسمع ويؤمن
ويرجع إليه فيشفيه، ولكن كبريائهم وعنادهم وارتباطهم بشهواتهم غَلّظَ قلوبهم وأغلق
عيونهم وأذانهم فلم يعرفوا المسيح بل صلبوه إن أنبياء.. اشتهوا أن يروا ما أنتم
ترون =
أى يروا المسيح حين يتجسد.

 

(لو
11:8-15):-

وهذا
هو المثل الزرع هو كلام الله. والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس
وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا. والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا
يقبلون الكلمة بفرح وهؤلاء ليس لهم اصل فيؤمنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدون.
والذي سقط بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون فيختنقون من هموم الحياة وغناها
ولذاتها ولا ينضجون ثمرا. والذي في الأرض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها
في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر.

مثل
الزارع هو إشارة لكلمة الله التى تبذر فى قلوب المؤمنين فيولدوا من جديد.
"مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مماّ لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى
الأبد (ابط 23:1) فنحن التربة لأننا مأخوذين من تراب الأرض، والروح القدس هو المطر
النازل من السماء (اش 3:44،4) والروح القدس يعلمنا ويذكرنا بكلام الله (يو 26:14).
ومن يسمع كلمة الله التى يعلمها له الروح القدس يتنقى (يو 3:15) ويولد من جديد، أى
بعد أن كان ميتا يحيا وكأنه وُلدَ من جديد ( يو 24:5،25). أما من يقاوم فكلمة الله
التى سمعها سوف تدينه (يو 48:12). فكلمة الله سيف ذى حدين (عب 12:4) الحد الأول
للسيف يقطع الشر من النفس وينقى الإنسان فيحيا ويولد من جديد، هو مشرط الجراح الذى
يقطع الداء من الجسم ليحيا.

والحد
الثانى هو حد الدينونة والعقاب، (رؤ 16:2+يو 48:12)

والكنيسة
المقدسة كما قلنا تقرأ فصل الزارع مرتين فى شهر هاتور المرة الأولى فى الأسبوع
الأول (الأحد الأول من الشهر ) وتقرأ معه فصل من رسالة بولس الرسول إلى أهل
كورنثوس الثانية "هذا وان من يزرع بالشح فبالشح أيضاً يحصد، ومن يزرع
بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد (2كو 6:9). وكأن الكنيسة تدعونا لقراءة الكتاب
المقدس كلمة الله لنتنقى، وأن نقراً كثيراً ونسمع كثيراً، نقرأ لا بالشح بل
كثيراً. هذا هو الحد الأول للسيف ذى الحدين أى كلمة الله. ثم نأتى للأحد الثانى من
الشهر لنجد الحد الثانى للسيف، فالكنيسة تقرأ نفس الفصل من الإنجيل أى فصل الزارع
ولكن تقرأ معه فصلاً أخر من البولس من "عب 7:6،8" لأن أرضاً قد شربت
المطر الآتى عليها.. وأنتجت عشباً صالحاً تنال بركة من الله، ولكن أن أخرجت
شوكاً.. فهى مرفوضة وقريبة من اللعنة التى نهايتها للحريق". وكلمة الله التى
تزرع فينا ليست فقط هى كلمات الكتاب المقدس بل هى حياة المسيح كلمة الله، فأقول
" لى الحياة هى المسيح " (فى 23:1) وأقول " مع المسيح صلبت فأحيا
لا أنا بل المسيح يحيا فىّ " (غل 20:2) ومن يحافظ على حياة المسيح فيه يخلص،
فنحن " نخلص بحياته " (رو 10:5). أى نصير بذرة حية فيها حياة هى حياة
المسيح، فحتى وإن متنا ودفننا نعود ونحيا فى مجد (1كو 35:15-45).

 

الآيات (لو16:8-18): "وليس أحد يوقد
سراجاً ويغطيه بإناء أو يضعه تحت سرير بل يضعه على منارة لينظر الداخلون النور.
لأنه ليس خفي لا يظهر ولا مكتوم لا يعلم ويعلن. فانظروا كيف تسمعون لأن من له
سيعطى ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه."

هل يؤتى بسراج ليوضع تحت مكيال= مجد المسيح لن يُخفى، بل سيُعرف في كل العالم، وتعاليمه
سيعرفها الجميع وستعلن للعالم عن طريق تلاميذه وعن طريقنا نحن إذ نطبق تعاليمه
ووصاياه فنكون نوراً للعالم، نكون نوراً إذ يحيا المسيح فينا، والمسيح هو الذي
سيظهر فينا، نوراً في أعمالنا وأحاديثنا. حقاً المسيح يطلب أن تكون حياتنا في
الخفاء، أي كل صلواتنا وأصوامنا في الخفاء، ولكن معنى هذا أن لا نبحث عن مجد شخصي
لنا، بل نبحث عن مجد المسيح في أي عمل نقوم به، ومن يبحث عن مجد المسيح سيجعله
المسيح نوراً للعالم لا يمكن أن يختفي. فالسراج هو كلمة الله (المسيح هو
كلمة الله) وهو تعاليم السيد المسيح التي علينا أن ننشرها ولا نخفيها. المكيال=
يستخدم للبيع والشراء (لكيل البذار ويسع كيلة قمح). فما يخفي نور المؤمن هموم
المكسب والخسارة وهموم لقمة العيش، والمقاييس البشرية التي تفقد الإنسان إيمانه
بالله العامل فوق كل الحدود البشرية (يو7:6). والمكيال هو حب المال ونسيان حقوق
الله (نش2:3). المكيال هو الإنشغال بالعالم وهو المقاييس المادية للعالم التي تخفي
كلمة الله. السرير= هو إشارة للكسل والنوم والتراخي، وهذا لا يليق بتلاميذ
المسيح (نش1:3) "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته"

ولاحظ
أن هذا المثل يأتي وراء مثل الزارع، فمن يتقبل كلمة الله في قلبه ويكون أرضاً جيدة
سيكون نوراً للعالم. ويكون سراجاً متقداً بزيت النعمة، أي مملوءاً من الروح القدس
الذي يلهب قلوب أولاد الله حباً وغيرة على مجد الله. وما يطفئ هذه النار هو
التراخي والكسل أو الإنشغال عن الله بسبب ماديات هذا العالم. والمنارة هي
إشارة للشهادة للحق والخدمة، هي الكنيسة. والنور الذي هو المسيح، الذي كان مكتوماً
فينا حينئذ سيظهر للعالم كله من خلال الشهادة للحق والأعمال الصالحة التي يراها
الناس فيمجدوا أبونا السماوي. كل هذا ليس منّا بل من المسيح الذي يحيا فينا، مجده
هو الذي سيظهر. والمنارة مرتفعة إشارة لحياة المؤمنين السماوية المرتفعة عن ملذات
وشهوات هذا العالم. فيكونوا نوراً للعالم. ليس ش خفي لا يُظهر= إذ أخفينا
كلمة الله بحياتنا الأرضية وخطايانا ستظهر في حياة آخرين، لكن نكون قد خسرنا فرصة
العمل في خدمة المسيح وهي أيضاً ملكوت المسيح الذي بدأ وسط الإثنى عشر ثم إنتشر في
العالم كله. ولا صار مكتوماً= بدأ الملكوت وتعاليم المسيح مكتومة بل وشخص
المسيح غير معروف من هو (حتى التلاميذ ما كانوا يعرفون حقيقة المسيح)، كان مخفياً
في البداية، ثم عُرِف كل شئ بعد ذلك. إن كان لأحد أذنان..= الملكوت سيعلن
وسيعرفه من له أذنان وليس كل العالم. وفي لوقا يقول أنظروا كيف تسمعون= فمن
يسمع ويريد أن يفهم، وليس له نية أن يعاند ويقاوم، بل له نية أن ينفذ مثل هذا يكون
له أذنان للسمع وسيسمع ويفهم ويؤمن، أمّا من يسمع وهو يريد أن يعاند ويقاوم، أو
يسمع دون نية على التنفيذ فهو لن يسمع ولن يفهم، بل الذي يظنه له من معرفة وحكمة
عالمية سوف يؤخذ منه. وهنا يضيف معلمنا مرقس= بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم
ويُزاد=
بحسب طريقتكم في السماع، لو بإستهتار أو بعناد ومقاومة، حينئذ ستكونون
كمن بلا أذان، ولن تفهموا شيئاً وستكونون بلا بصيرة. أو لو كان سماعكم بقلوب بسيطة
تريد أن تفهم سأعطيكم فهماً وإستنارة. المنارة هي الكنيسة والسرج هي
الخدام وهم كل مؤمن ينفذ وصايا المسيح. من له سيعطى= من كان أميناً سيزداد
دائماً، هذا للخدام في خدمتهم وللشعب في طريقة حياتهم. أنظروا ما تسمعون= أي
تأملوا هذه التعاليم أولاً وتشبعوا بها في نفوسكم قبل أن تعلموها للآخرين. نفذوا
أنتم أولاً هذه التعاليم ثم علموها. أما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه= من
يهمل في حياته الروحية يزداد فقراً، من هو ليس أميناً ويجحد الرب مثل اليهود فالذي
كان عندهم أخذ منهم فراحت منهم أورشليم وهيكلهم، وفقدوا حكمتهم وفهمهم للناموس
فبعد أن كانوا يفهمون النبوات وينتظرون المسيح، صاروا يجهلون كل شئ. وفي حياتنا
الروحية إن رفضنا عمل الله فحتى ما نلناه بالطبيعة من مواهب سيؤخذ منا. لذلك نجد
أن بعض البشر يسلكون كحيوانات، بل أقل من الحيوانات (فالشذوذ الجنسي غير معروف وسط
معظم الحيوانات)

حقاً..
نرى في هذا المثل.. إمّا أن يصير المؤمن نوراً لا يُخفى أو يصير ظلمة. فالله أعطى
لكل منا مواهب ووزنات لا ليستمتع بها في ملذاته بل ليشهد بها لله ويمجد إسمه
(1بط10:4). فإن لم يصنع ويمجد إسم الله فمن العدل أن يًحرم من هذه المواهب.

 

(لو 26:8-39):-

وساروا
إلى كوره الجدريين التي هي مقابل الجليل. ولما خرج إلى الأرض استقبله رجل من
المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل وكان لا يلبس ثوبا ولا يقيم في بيت بل في
القبور. فلما رأى يسوع صرخ وخر له وقال بصوت عظيم ما لي ولك يا يسوع ابن الله
العلي اطلب منك أن لا تعذبني. لأنه أمر الروح النجس أن يخرج من الإنسان لأنه منذ
زمان كثير كان يخطفه وقد ربط بسلاسل وقيود محروسا وكان يقطع الربط ويساق من
الشيطان إلى البراري. فسأله يسوع قائلا ما اسمك فقال لجئون لان شياطين كثيرة دخلت
فيه. وطلب إليه أن لا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية. وكان هناك قطيع خنازير كثيرة
ترعى في الجبل فطلبوا اله أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم. فخرجت الشياطين من الإنسان
ودخلت في الخنازير فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحيرة واختنق. فلما رأى
الرعاة ما كان هربوا وذهبوا واخبروا في المدينة وفي الضياع. فخرجوا ليروا ما جرى
وجاءوا إلى يسوع فوجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابسا وعاقلا
جالسا عند قدمي يسوع فخافوا. فاخبرهم أيضاً الذين رأوا كيف خلص المجنون. فطلب إليه
كل جمهور كوره الجدريين أن يذهب عنهم لأنه اعتراهم خوف عظيم فدخل السفينة ورجع.
أما الرجل الذي خرجت منه الشياطين فطلب إليه أن يكون معه ولكن يسوع صرفه قائلا.
ارجع إلى بيتك وحدث بكم صنع الله بك فمضى وهو ينادي في المدينة كلها بكم صنع به
يسوع.

ولما
جاء إلى العبر=
أى عبروا البحيرة

فى الآيات السابقة
رأينا عواصف تواجه السفينة، ظهرت الطبيعة ثائرة على الإنسان، وهنا نرى أن الشيطان
يواجه نفوس البشر ليحطمها ويذلها. والمسيح أتى ليخلصنا من سطوة هذا العدو المهول.

بمقارنة
الأناجيل الثلاثة نجد أن هناك فروق فى القصة:-

1. 
متى
يذكر أنها حدثت مع شخصين أما لوقا ومرقس فيقولان أنها حدثت مع شخص واحد. ويبدو
أنها فعلاً قد حدثت مع شخصين لكن كان أحدهما هو المشهور، أو أن أحدهما كان الأكثر
شراسة ووحشية. وكان أن إكتفى مرقس ولوقا بذكر الشخص الأكثر شهرة.

2. 
يقول
معلمنا متى أن الحادثة وقعت فى كورة الجرجسيين. ويقول مرقس ولوقا أنها فى كورة
الجدريين. وهذا لأن القصة حدثت فى مدينة جرجسة وهى إحدى المدن العشر، وهذه المدينة
تقع فى مقاطعة إسمها كورة الجدريين، ومتى إذ يكتب لليهود يذكر إسم البلدة فهم يعرفونها،
اما مرقس ولوقا إذ يكتبان للأمم يكتبان إسم المقاطعة ونلاحظ فى القصة.

1.    
عنف
وسطوة الشيطان على الإنسان روحاً وجسداً وكان هذا بسبب سقوط الإنسان فى الخطية.لا
يلبس ثوباً =
فالشيطان يفضح.

2. 
مجرد
عبور السيد فى الطريق فضح ضعف الشيطان وأذ له فصرخ الشيطان على لسان المجنون ما
لنا ولك.. أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا
فإذ رأت الشيطان المسيح على الأرض
ظنوا أنه جاء يحاكمهم، وجوده عذاب لهم.

3. 
الشياطين
دفعت المجنونين للقبور كما تدفعنا لقبور نجاسة الخطية فالموت والقبور إشارة
للنجاسة. ونلاحظ أنهما كانا يقطعان السلاسل التى يربطونهما بها. وكل خاطىء يتملكه
روح الشر يقطع كل القيود الدينية والاجتماعية ليجرى نحو قبور الخطية ونجاسة الشهوة
وهناك يؤذى نفسه ويجرحها، فالخطية نار من يحضنها يحترق وتؤذيه.

4. 
الشياطين
تجد راحتها فى دفع الإنسان للخطية لتتلذذ بإيذائه لنفسه. هم يجدون راحتهم فى مملكتهم
التى يقيمونها فى القلب الفاسد.ولكننا من قول الشياطين أجئت قبل الوقت لتعذبنا نفهم
أنهم واثقين من إنهيار مملكتهم. وقولهم قبل الوقت= أى وقت الدينونة.

5. 
طلبت
الشياطين أن تذهب لقطيع الخنازير لتسبب كراهية الناس فى هذه المنطقة للرب فيرفضه
الناس، وأيضاً فهى تفرح بأى أذى يصيب الناس.

6.    
سمح
السيد للشياطين أن تدخل فى الخنازير للأسباب الآتية:-

أ‌-   لم تحتمل
الخنازير دخول الشياطين بل سقط القطيع كله مندفعاً إلى البحر ومات فى الحال، ومن
هذا نعلم شر الشياطين. مما فعلوه بأجساد الحيوانات ونعرف ما يحدث لمن تمتلكهم
الشياطين. ولكن نرى أن ما حدث للمجنونين كان أقل بكثير مما حدث للخنازير،وهذا يوضح
أن الله لم يسمح للشياطين أن تؤذى المجنونين إلاّ فى حدود معنية.

ب-بهذا
يعلن السيد أنه يسمح بهلاك قطيع خنازير من أجل إنقاذ شخصين فنفهم أهمية النفس
البشرية عنده.

ج-
نفهم من القصة أن الشياطين لا تقدر أن تفعل شىء، حتى الدخول فى قطيع خنازير إلاّ
بسماح منه.

د-
كان هذا تأديباً لأصحاب الخنازير فتربيتها ممنوعة حسب الناموس.

هـ
لم تطلب الشياطين الدخول فى إنسان فهى تعرف أن المسيح الذى اتى ليشفى الإنسان
سيرفض هذا حتماً. وهى لم تطلب الدخول فى حيوانات طاهرة يقدم منها ذبائح فالمسيح
سيرفض، ولكنها تطلب الدخول فى حيوانات نجسة. ومن هذا نتعلم شىء عن عالم
الأرواح….فنحن معرفنا ناقصة جداً عن عالم الأرواح فنحن لا نعرف كيف تسكن روح
الإنسان فى الإنسان، ولا كيف تسكن روح شريرة فى الإنسان ولا كيف تدخل الأرواح
الشريرة فى الحيوانات، ولكن من هذه القصة نفهم أن المسيح يسمح بدخول الأرواح
الشريرة للحيوانات النجسة أو للإنسان الذى يحيا فى نجاسة، فمن يقبل أن يسلم حياته
للشيطان ويحيا فى النجاسة يكون معرضاً لأن تدخل فيه الأرواح الشريرة وتحطم حياته.
فالإنسان الذى يعيش عيشة الخنازير يتمرغ فى خطاياه يكون للشيطان سلطان عليه،
ويدفعه للهلاك كما دفع الخنازير للهلاك.

7. 
هذان
المجنونان يمثلان الإنسان أو البشرية التى بقيت زماناً طويلاً مستعبده لعدو الخير
بسلاسل الخطية وقيود الشر، لا تقوى على العمل لحساب مملكة الله، تعيش خارج المدينة
أى خارج الفردوس، لا تستطيع السكن مع الله فى مقدسه. وهى قد تعرت من ثوب النعمة
الإلهية تؤذى نفسها بنفسها، تعيش فى البرارى منعزلة عن شركة الحب مع الله والناس.يصيح
ويجرح فى نفسه
= حينما يستحوذ الروح الشرير على إنسان يورثه قلقه وبؤسه.

8.    
أصحاب
الخنازير رفضوا المسيح بسبب خسارتهم. وهذا هو منطق العالم للآن الذى يخاصم المسيح
بسبب أى خسارة مادية، بل قد يرفضه بسببها.

9.          
المسيح
عبر البحيرة وتعرضت السفينة للغرق لينقذ نفسا هذين المجنونين.

10.   لجيئون = هى كلمة لا
تينية تعنى لمن كان تحت حكم الرومان ويفهم لغتهم العدد الكثير والقوة والطغيان.
وقيل أنها إسم فرقة رومانية قوامها ستة ألاف جندى. والمسيح بسؤاله عن إسمه يكشف
قوته. ما إسمك والسؤال موجه للشيطان وليس للرجل، فالشيطان قد إمتلك الرجل
وسلبه عقله وشخصيته. وسؤال السيد لإبليس هنا ما إسمك، ليعلن شخصيته أمام الناس،
فالإسم هو الرمز الخارجى للشخصية. ونلاحظ أنه بعد هذا السؤال تكلم الشيطان بلغة
الجمع لأننا كثيرون.

11.   وطلب إليه (لو 31:8)
طلب الشيطان من المسيح أن لا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية= فالهاوية هى مكان
عذاب حقيقى لهم ينتظرهم حتماً. وهذا معنى قولهم أجئت إلى هنا لتعذبنا قبل الوقت (
مت 29:8). والمسيح لم يرسلهم إلى الهاوية، فهذا محدد له وقت هو يوم الدينونة.

12.      لاحظ
قول لوقا كيف خلص المجنون آية (36). فلهذا آتى المسيح المخلص لكى يخلصنا من
سطوة الشياطين ويشفينا روحياً.

13.   الرعاة
وجمهور الكورة الذين رفضوا المسيح مفضلين عليه أن يسكنوا مع خنازيرهم، هؤلاء
يشبهون من يفضل حياة الخطية والنجاسة عن التوبة (2 بط 21:2،22).

14.   علاقة خلاص
هذا المجنون قبوله للمسيح إذ هو أراد أن يتتلمذ للسيد المسيح، لكن المسيح فضل أن
يتحول هذا الشخص لكارز. وهذا هو الإنجيل أن مريم المجدلية التى كان بها سبعة
شياطين تتحول إلى كارزة بالقيامة ولمن؟ للتلاميذ. وهذا المجنون البائس يطلب من
الرب بعد أن شفاه أن يتحول إلى كارز بكم صنع به يسوع.

هناك
من يتصور أن الشيطان أو أى قوة شيطانية لها سلطان عليه (كالأعمال والسحر والحسد).
ومن هذه القصة نفهم عكس هذا. فلا سلطان للشيطان مطلق. بل المسيح له سلطان عليه.
وإن كان دخول الخنازير احتاج لسماح من المسيح فهل يكون للشيطان سلطان على الإنسان
الذى فداه المسيح وسكن فيه الروح القدس. أما من يفارقه الروح فللشيطان سلطان عليه
(شاول الملك) والشيطان يذل من هذا الإنسان ويعذبه ليلاً ونهاراً (مر5:5) أى
دائم العذاب.

 

(لو
40:8-56):-

ولما
رجع يسوع قبله الجمع لأنهم كانوا جميعهم ينتظرونه. وإذا رجل اسمه يايرس قد جاء
وكان رئيس المجمع فوقع عند قدمي يسوع وطلب إليه أن يدخل بيته. لأنه كان له بنت
وحيدة لها نحو اثنتي عشرة سنة وكانت في حال الموت ففيما هو منطلق زحمته الجموع.
وامرأة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة وقد أنفقت كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تشفى
من أحد. جاءت من ورائه ولمست هدب ثوبه ففي الحال وقف نزف دمها. فقال يسوع من الذي
لمسني وإذ كان الجميع ينكرون قال بطرس والذين معه يا معلم الجموع يضيقون عليك
ويزحمونك وتقول من الذي لمسني. فقال يسوع قد لمسني واحد لأني علمت أن قوة قد خرجت
مني. فلما رأت المرأة أنها لم تختف جاءت مرتعدة وخرت له وأخبرته قدام جميع الشعب
لأي سبب لمسته وكيف برئت في الحال. فقال لها ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاك اذهبي
بسلام. وبينما هو يتكلم جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلا له قد ماتت ابنتك لا تتعب
المعلم. فسمع يسوع وأجابه قائلا لا تخف أمن فقط فهي تشفى. فلما جاء إلى البيت لم
يدع أحدا يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها. وكان الجميع يبكون عليها
ويلطمون فقال لا تبكوا لم تمت لكنها نائمة. فضحكوا عليه عارفين أنها ماتت. فاخرج
الجميع خارجا وامسك بيدها ونادى قائلا يا صبية قومي. فرجعت روحها وقامت في الحال
فأمر أن تعطى لتأكل. فبهت والداها فأوصاهما أن لا يقولا لأحد عما كان.

من
وضع قصص الإنجيليين الثلاثة معاً، نفهم أن يايرس، رئيس المجمع كانت إبنته
مريضة، وقد إقتربت من الموت، فذهب للسيد المسيح يسأله أن يأتى ويشفيها، والسيد قبل
أن يذهب، لكن موضوع نازفة الدم فى الطريق وشفائها عطل السيد. وجاء خبر أن البنت قد
ماتت، لكن يايرس أصر على أن يذهب السيد ويقيمها = تعال وضع يدك عليها فتحيا
( مت 18:9 ) وواضح أن متى يختصر القصة ويقدم خلاصة الموضوع.

وهنا
نحن أمام معجزتين متداخلتين 1) شفاء نازفة الدم 2) إقامة إبنة يايرس

1)     شفاء
نازفة الدم :

 كثيرون
ساروا وراء المسيح وواحدة نالت الشفاء لأنها تقدمت 1) بإيمان 2) بنفس منكسرة تتقدم
فى الخفاء بإنسحاق لتتلامس مع الرب. وبحسب الناموس فنازفة الدم هى نجسة تنجس من
يتلامس معها، لكن السيد القدوس لا يتنجس منا بل بتلامسه معنا يشفينا ويقدسنا.
والسيد أعلن ما فعلته هذه المرأة ليعلن إيمانها فنتشبه بها وحتى لا ينخسها ضميرها
لأنها نالت العطية خلسة، ولأن المسيح أعجب بإنسحاقها. ونلاحظ قول مرقس عنها، وقد
تألمت كثيراً من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئناً بل صارت إلى
حال أردأ.
بينما أن لوقا كطبيب يحترم مهنة الطب لا يقول هذا بل يقول أنفقت
كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تشفى من أحد.
هذه المرأة تشير لأن العالم غير
قادر على شفاءنا من أمراضنا. فقط المسيح.

والسيد
بعد أن شفاها جسدياً منحها السلام لنفسها = إذهبى بسلام إن مسست ثَوْبَهُ فقط
من لمسنى = هناك من يلمس السيد بإيمان فيشفى وهناك كثيرين
يزحمونه ويلتقون حوله بلا إيمان فلا يأخذون شيئاً. وهو يشفى أمراض أجسادنا وأنفسنا
وأرواحنا. ولاحظ حال المرأة قبل شفاء المسيح لها 1) مريضة جسدياً
2) نجسة
طقسياً بسبب النزف 3) بلا مال (أنفقت كل أموالها).

قوة
قد خرجت منى=
هذه اللمسة بإيمان تخرج قوة شافية من السيد فكثيرون يملأون
الكنائس وقليون من يتلامسوا بإيمان مع يسوع فينالوا قوة. والقوة التى خرجت منه لا
تعنى أن قوته نقصت بسببها، فهذا كإشعال شمعة من نار شمعة أخرى دون أن تنقص شعلة
الثانية.والتحام قصتى نازفة الدم وإبنة يايرس يعنى أن المسيح هو قوة شفاء وحياة.

2)     إقامة
إبنة يايرس :

لاحظ أيضاً أن يايرس كان فى درجة إيمانية
أقل من قائد المئة. فيايرس قال للسيد تعال وضع يدك، أما قائد المئة فقال قل
كلمة فقط، لكن يايرس طلب بلجاجة = كثيراً. قام المسيح بعمل ثلاثة معجزات
إقامة من الأموات تمثل عمله الإلهى فى إقامتنا من موت الخطية. ونلاحظ أن السيد
قادر أن يقيمنا من أى درجة من درجات الموت.

1-   
بنت يايرس= كانت مازالت فى بيت
أبيها = تشير للخطية خلال الفكر الخفى فى الداخل. وهذه تحتاج إلى لمسة

2- 
إبن أرملة نايين = هذا حُمِلَِ فى نعش
إلى الطريق= وهذا يشير لأن الخطية خرجت من مجال الفكر إلى حيز التنفيذ. وهذه
إحتاجت أن يوقف السيد الجنازة ويأمر الشاب أن يقوم، رمز لتدخل الله ليوقف حركة
الخاطىء نحو قبر الخطايا، فلا يكمل الشرير طريق شره وتتحول الخطية إلى عادة ودفع
الشاب لأمه يشير لأن المسيح يعيد الخاطىء لحضن الكنيسة.

3- 
لعازر= هنا حدث عفونة للجسد = الخطية تحولت إلى
عادة إرتبطت بالشخص وإرتبط الشخص بها. وها نسمع أن السيد إنزعج وأمر برفع الحجر
ونادى لعازر ليخرج، وطلب حل رباطاته.

 ونلاحظ أن اليهود كانوا يستأجرون فى حالات
الموت ندابات ومزمرون وهذا لا يرضى المسيح فأخرجهم. ونجدهنا أن المسيح يعتبر أن
الموت هو حالة نوم كما قال فى حالة لعازر، وهذا يعطينا أن لا ننزعج من الموت فهو
حالة مؤقتة يعقبها قيامة بالتأكيد. ونلاحظ أن قليلين هم الذين رأوا معجزة قيامة البنت،
إشارة لأن قليلون هم من يتمتعوا بقوة القيامة. وقليلين (حوالى 500 أو اكثر قليلاً
) هم من رأوا المسيح بعد قيامته.وقال أن تعطى لتأكل = ليثبت أن قيامتها
ليست خيالاً أو وهماً. تأمل:- الكنيسة آمنت بقول السيد أن الموت ما هو إلاّ
نوم فعبرت عن هذا فى ليتورجيتها قائلة " ليس موت لعبيدك بل هو إنتقال"
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مُوصا ا

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي