الإصحَاحُ
الْعِشْرُونَ

 

* يوم
ثلاثاء أسبوع الآلام:


سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع: لوقا 1:20-8


ثلاثة أمثال إنذار: لوقا 9:20-19


ثلاثة أسئلة يسألها رؤساء اليهود: لوقا 20:20-40


سؤال المسيح الذي لا يرد عليه: لوقا 41:20-44

– نطق
يسوع بالويلات للكتبة والفريسيين: لوقا 45:20-47


فلسا الأرملة الفقيرة: لوقا 1:21-4

 

سؤال
الرؤساء عن سلطان يسوع مت23:21-27 + مر27:11-33 + لو1:20-8

(لو1:20-8): "وفي إحدى تلك الأيام إذ كان
يعلم الشعب في الهيكل ويبشر وقف رؤساء الكهنة و الكتبة مع الشيوخ. وكلموه قائلين
قل لنا بأي سلطان تفعل هذا أو من هو الذي أعطاك هذا السلطان. فأجاب وقال لهم وأنا
أيضاً أسألكم كلمة واحدة فقولوا لي. معمودية يوحنا من السماء كانت أم من الناس.
فتآمروا فيما بينهم قائلين إن قلنا من السماء يقول فلماذا لم تؤمنوا به. وإن قلنا
من الناس فجميع الشعب يرجموننا لأنهم واثقون بان يوحنا نبي. فأجابوا انهم لا
يعلمون من أين. فقال لهم يسوع ولا أنا أقول لكم بأي سلطان افعل هذا."

هو
كملك دخل وطهر الهيكل وبهذا يعلن أنه إبن الله والسؤال بأي سلطان تفعل هذا. والرد
كان بسؤال عن يوحنا فلماذا؟ لأن يوحنا دعاهم للتوبة ولو فعلوا لإنفتحت بصيرتهم
وعرفوه من هو. ورؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ الذين يكونون مجمع السنهدريم، إذ
شعروا بأن السيد سلب سلطانهم بطرد الباعة وتطهير الهيكل، بل وأنه كان يجلس في
الهيكل يعلم سألوه بأي سلطان تفعل هذا (لو قال من الله وهو قالها مراراً ولم
يصدقوا، لقالوا إصنع معجزة، ولو صنع قالوا من إبليس) وأنت لست من سبط لاوي ولا أنت
مكلف من رؤساء الكهنة، لو أتوا ليتعلموا ويبحثوا عن الحق لأجابهم السيد، ولكنهم
أتوا يدافعون عن الظلمة ويقتنصوا منه كلمة. وهم في ظلمتهم لم يدركوا أنه هو واضع
الناموس نفسه. وهو طالما علَّم ولم يريدوا أن يفهموا فلماذا يجيب هذه المرة بوضوح
وقلبهم متحجر. وكان أن المسيح سألهم هل معمودية يوحنا من السماء أم من الأرض وهنا
نلاحظ عدة نقاط:

1.    
أن
يوحنا علَّم بدون سلطان منكم فلماذا تعترضون علىَّ بأنني لم أخذ منكم سلطاناً.
فالمسيح لا يتهرب من الإجابة بل يواجه ضمائرهم.

2. 
إن
يوحنا قد شهد للمسيح. فإن كانت رسالة يوحنا صحيحة من السماء فلماذا لم يؤمنوا،
بالمسيح. بل هم سبقوا وإتهموا السيد أنه يخرج الشياطين بسلطان بعلزبول فهم يريدون
التشكيك في المسيح أمام الجموع.

فهم
لو أجابوا أن معمودية يوحنا من السماء فيكون السؤال لهم فلماذا لم تؤمنوا بالمسيح
بل لماذا لم تعتمدوا من يوحنا، ولو أنكروا أن معمودية أي خدمة ورسالة يوحنا كانت
من السماء فهم يستعدون الناس عليهم وهم بهذا ينكرون الحق أيضاً. وبالتالي لا
يستحقون أن يجيبهم السيد. ولذلك تهربوا من الإجابة على سؤال المسيح وقالوا لا
نعلم فأثبتوا أنهم وهم معلمو إسرائيل أنهم غير مستحقين لهذا المنصب ولا يستطيعون
التمييز والحكم الصحيح وبالتالي لا يستحقون أن يجيبهم المسيح (فالحقيقة أنهم رفضوا
يوحنا خوفاً على مراكزهم). ولكنه أجابهم بعد ذلك بمثل الكرامين الأردياء.

ونلاحظ
أن مكر هؤلاء الرؤساء في سؤالهم أن المسيح لو قال أنا فعلت هذا بسلطان ذاتي
لإقتنصوه بتهمة التجديف، ولو قال أنا فعلت هذا بسلطان من آخر يتشكك الناس فيه إذ
هو يعمل أعمال إلهية وسطهم. لذلك لم يجيبهم السيد. ولنلاحظ أننا لو تقدمنا للمسيح
بقلب بسيط يدخلنا إلى أسراره إذ يفرح بنا ويقودنا بروحه القدوس إلى معرفة أسراره
غير المدركة، أمّا من يستخدم مكر العالم فلا يقدر أن يدخل إليه ويبقى خارجاً
محروماً من معرفته. وهذا حال كثيرين من دارسي الكتاب المقدس وناقدي الكتاب المقدس.
فبينما ينهل البسطاء من كنوز الكتاب المقدس ويشبعون يقف النقاد بكتبهم ومعارفهم
يحاولون إصطياد فرق بين كلمة وكلمة وبين فعل وفعل في الكتاب المقدس طالبين مجدهم
الذاتي، ولذلك ضاع منهم سر معرفة لذة الكتاب المقدس ولم يعرفوا المسيح بل وجدوا
أنفسهم. فالمسيح لا يعلن نفسه لمن يتشامخ عليه.

 

المثل
الثاني: الكرامين الأشرار مت33:21-46 + مر1:12-12 + لو9:20-19

(لو9:20-19):
"وأبتدأ يقول للشعب هذا المثل إنسان غرس كرماً وسلمه إلى كرامين وسافر زماناً
طويلاً. وفي الوقت أرسل إلى الكرامين عبداً لكي يعطوه من ثمر الكرم فجلده الكرامون
وأرسلوه فارغاً. فعاد و أرسل عبدا آخر فجلدوا ذلك أيضاً وأهانوه وأرسلوه فارغاً.
ثم عاد فأرسل ثالثاً فجرحوا هذا أيضا وأخرجوه. فقال صاحب الكرم ماذا افعل أرسل
ابني الحبيب لعلهم إذا رأوه يهابون. فلما رآه الكرامون تآمروا فيما بينهم قائلين
هذا هو الوارث هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث. فأخرجوه خارج الكرم وقتلوه فماذا
يفعل بهم صاحب الكرم. يأتي ويهلك هؤلاء الكرامين ويعطي الكرم لآخرين فلما سمعوا
قالوا حاشا. فنظر إليهم وقال إذا ما هو هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناؤون هو
قد صار رأس الزاوية. كل من يسقط على ذلك الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه. فطلب
رؤساء الكهنة والكتبة أن يلقوا الأيادي عليه في تلك الساعة ولكنهم خافوا الشعب
لأنهم عرفوا انه قال هذا المثل عليهم."

راجع (أش1:5-7) فالكرم يشير لإسرائيل. وبالتالي
فالكرامين هم رؤساء الكهنة والمعلمين ولكل صاحب سلطان. وصاحب الكرم هو الله الذي
أحاطه بسياج من حمايته ومن الشريعة والناموس وبنى برجاً من الأنبياء. أكون لها سور
من نار (زك5:2) في المثال السابق ظهر اليهود كأصحاب كلام بلا عمل، ففقدوا مركزهم
ليحل محلهم من بالعمل أعلنوا ندمهم على ماضيهم، أما هنا فالسيد يكشف لهم أنهم عبر
التاريخ كله لم يكونوا فقط غير عاملين وإنما مضطهدين لرجال الله في أعنف صورة حتى
متى جاء إبن الله نفسه الوارث يخرجونه خارج أورشليم ليقتلوه.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أسير ر

ولقد
أخذ السيد الحكم عليهم من أفواههم بأن على صاحب الكرم أن يهلكهم. ويسلم الكرم إلى
آخرين الذين هم كنيسة الأمم، أو الكنيسة المسيحية عموماً التي هي من الأمم واليهود
الذين آمنوا.

الحجر
المرفوض=
(مز22:118،23).
قيل أنه عند بناء هيكل سليمان أن البنائين وجدوا حجراً ضخماً فظنوا أنه لا يصلح
لشئ فإحتقروه، ولكن إذ إحتاجوا إلى حجر في رأس الزاوية (ليجمع حائطين كبيرين) لم
يجدوا حجراً يصلح إلاّ الحجر الذي سبق وإحتقروه. وكان ذلك رمزاً للسيد المسيح الذي
إحتقره رجال الدين اليهودي، ولم يعلموا أنه الحجر الذي سيربط بين اليهود والأمم في
الهيكل الجديد ليصير الكل أعضاء في الملكوت الجديد. وفي هذا القول إشارة لموته
وقيامته. وسلمه إلى كرامين وسافر= هو حاضر في كل مكان، وعينه على كرمه
يرعاه ويهتم بكل صغيرة وكبيرة، ولكن قوله سافر فيه إشارة لأنه ترك للكرامين حرية
العمل وأعطاهم المسئولية كاملة علامة حبه للنضوج وتقديره للحرية الإنسانية. وتشير
كلمة سافر إلى أنهم رأوا الله على جبل سيناء إذ أعطاهم الوصايا وما عادوا يرونه
بعد ذلك، وكأنه بعيداً عنهم وهل نخطئ نحن ونظن أن الله لأننا لا نراه الآن هو غائب،
ولن يعود ويظهر للدينونة. حفر معصرة= هو ينتظر الثمار من الكرم ليصنع
خمراً. والخمر رمز للفرح. فالله يريد أن يفرح بثمار أولاده. ولكن المعصرة تشير
لآلام المسيح (أش1:63-2) لأن أسرار آلام المسيح تبدو كالخمر الجديد، فهو الذي قدّم
لنا دمه من عصير الكرمة وينتظر منّا أن نقدم له حياتنا ذبائح حية، ونحتمل الصليب
فنملأ معصرته. أرسل عبيده ليأخذ أثماره= الله أرسل للشعب اليهودي أنبياء
فقتلوهم وعذبوهم ورفضوهم، ورفضوا تعاليمهم. قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث.
هلوا نقتله=
هم تشاوروا من قبل وسألوه بأي سلطان تفعل هذا وهو هنا يشير لأنه
الإبن، فهو صاحب السلطان. ولكنه يتنبأ هنا عن موته على أيديهم. ويتنبأ عن قيامته
في موضوع حجر الزاوية. هنا المسيح يظهر لهم أنه هو صاحب السلطان وأنهم هم
المقاومين لسلطانه لرفضهم الحق.

في
إنجيل (لو10:20-12) يحدد لوقا أن صاحب الكرم أرسل ثلاثة رسل قبل إبنه:-

الأول:
يمثل الناموس الطبيعي أي الضمير وكان قايين أول من كسره بقتله لأخيه.

الثاني:
يمثل ناموس موسى وموسى نفسه ممثل الناموس هاجوا عليه.

الثالث:
هم الأنبياء ونبواتهم وطالما قتل الشعب اليهودي هؤلاء الأنبياء.

والمسيح
يتهم اليهود الذين أمامه من القادة والرؤساء بأنهم مازالوا يعملون ضد الناموس
الطبيعي، وضد الناموس الموسوي وضد النبوات، في حياتهم وسلوكهم وفي رفضهم له وهو
المخلص الذي تكلم عنه الأنبياء.

وتسمية
المسيح نفسه بالوارث، فهذا يشير لناسوته، أمّا لاهوته فله كل المجد دائماً.
وبناسوته سيحصل على المجد بعد الصليب لحسابنا لنرث نحن فيه.

(لو10:20): وفي الوقت= وقت
الحصاد والإثمار= بعد أن أعطى الله كهنة اليهود فرصة لرعاية الشعب، أرسل ليطلب
النفوس التقية المؤمنة التي يفرح بها.

في
(لو16:20)

المسيح هنا هو الذي يقول "يأتي ويهلك" بينما في متى، فهو ينسب هذا القول
للكهنة والفريسيين والحل بسيط. أن الفريسيين هم الذين قالوا هذا، والسيد كرر ما
قالوه تأميناً على كلامهم أي هو يوافق على ما قالوه.

ونأخذ
ميراثه=
هنا
المسيح يشير لسبب أحقادهم عليه ألا وهو حسدهم له بسبب إلتفاف الشعب حوله وإعجابهم
به. وليس بسبب عدم المعرفة لشخصه.

فأخذوه
وأخرجوه خارج الكرم=
فهم
صلبوه خارج أورشليم (عب13:13) هذا المثل يقدم ملخصاً رمزياً لعمل الله الخلاصي
وتدبيره ورعايته للإنسان غير المنقطعة فتحدث عن عطية الناموس الطبيعي وناموس موسى
والأنبياء وعن تجسد الإبن وصلبه وطرده للكرامين القدامى وتأسيس الكنيسة بالروح
القدس ليكونوا كرامين جدد (التلاميذ ورسل المسيح والكهنوت المسيحي) ولكن لنلاحظ أن
كون الكنيسة هي الكرمة الجديدة فهذا لا يعطيها مبرر أن تتشبه باليهود فلا يكون لها
ثمر. ففي (رؤ5:2) نجد أن الله على إستعداد أن يزحزح منارة كنيسة أفسس لأن محبتها
نقصت. فإن كان الله لم يشفق على الكرمة أو الزيتونة الأصلية فهل يترك الكرمة أو
الزيتونة الجديدة إن كانت بلا ثمر. الله مازال يطلب الثمار في كنيسته وفي كل نفس
(رو17:11-24). ولنلاحظ أن الله أعطى الجنة لآدم ليعملها. وكانت الجنة في وسطها
شجرة الحياة. والله أعطى لنا الكنيسة وفي وسطها المسيح لنخدم، فكل منّا مطالب بأن
يعمل في هذه الجنة، فمنَّا من يزرع ومنّا من يسقي والله يطالب بالثمار أي المؤمنين
التائبين. ولكن هناك من يتضايق إذا طلب الله الثمار وهو لا يريد أن يقدم شئ.

والحجر
هو المسيح. الحجر الذي قطع بغير يدين (دا34:2) إذ وُلِدَ بدون زرع بشر وصار جبلاً
يملأ المسكونة. وهو حجر مرذول مرفوض، في تواضع ميلاده في مزود، وفي تواضع حياته
وفي عار صليبه وموته والإهانات التي وجهت إليه. لكنه صار رأس الزاوية من سقط
على الحجر يترضض=
هم من لم يؤمنوا بالمسيح ورفضوه كما رفضه البناؤون، فعدم
إيمانهم صار لهم صخرة عثرة. ومن يتعثر في المسيح يضر نفسه، ويكون كمن سقط على
الحجر، هذا يقال على كل من يسمع الإنجيل ولا يؤمن. فكل من يرفض المسيح ويقاومه
يتعب ويفقد سلامه ويعذب نفسه هنا على الأرض.

ومن
سقط هو عليه يسحقه=
هؤلاء
يمثلون من يقاوم المسيح وإنجيله والإيمان الحقيقي ويبذلون جهدهم لتعطيله، هؤلاء
يسحقهم المسيح إمّا هنا على الأرض (آريوس) أو يوم الدينونة. وكل من يظل رافضاً
المسيح ويقاومه فنهايته الهلاك حين يظهر المسيح في مجيئه الثاني ليدين العالم.

 

ثلاثة
أسئلة يسألها رؤساء اليهود

السؤال
الأول : بخصوص الجزية مت15:22-22 + مر13:12-17 + لو20:20-26

(لو20:20-26):
"فراقبوه وأرسلوا جواسيس يتراءون أنهم أبرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه إلى
حكم الوالي وسلطانه. فسألوه قائلين يا معلم نعلم انك بالاستقامة تتكلم وتعلم ولا
تقبل الوجوه بل بالحق تعلم طريق الله. أيجوز لنا أن نعطي جزية لقيصر أم لا. فشعر
بمكرهم وقال لهم لماذا تجربونني. أروني ديناراً لمن الصورة والكتابة فأجابوا
وقالوا لقيصر. فقال لهم أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. فلم يقدروا أن
يمسكوه بكلمة قدام الشعب وتعجبوا من جوابه وسكتوا."

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر المزامير بولس فغالى 30

الفريسيين=
حزب ديني أو
مدرسة يهودية كانت موجودة أيام المسيح. وأطلق عليهم هذا الإسم نسبة لكلمة عبرية
معناها منفصل. وكان المسيح يهاجمهم بسبب ريائهم. ويمكن تسمية الفريسيين بالمتزمتين
والصدوقيين بالعقلانيين.

الهيرودسيين=
هم طائفة
سياسية تتبع هيرودس الكبير وكان منهم من الفريسيين وأيضاً من الصدوقيين ويؤمنون أن
أمال الأمة اليهودية تتعلق بآل هيرودس كسد منيع في وجه سيطرة الرومان وهم من أطلق
علي خبثهم خمير هيرودس في مقابل خمير الفريسيين (مر15:8+ لو1:12) وكان القيصر في
ذلك الوقت هو طيباريوس الذي إشتهر بالقسوة. وكانت الجزية مفروضة على كل رأس علامة
للخضوع لقيصر. وكانت الجزية مكروهة عند الفريسيين الذين إعتقدوا أنها ضد شريعة
موسى، أما الهيرودوسيين الذين يتشيعون لهيرودس الأدومي راغبين أن يكون ملكاً على
اليهودية فكانوا يرحبون بالجزية تملقاً للرومان ولقيصر لينالوا مأربهم، لذلك كان
همهم الموالاة لروما وحفظ هدوء الشعب من أي مؤامرة ضد روما. وكان هناك تذمر بين
اليهود المتعصبين إذ يرفضون دفع الجزية، وبسبب هذا قامت ثورات مثل ثورة ثوداس
ويهوذا الجليلي وقد قتلهم الرومان في فترة قريبة وأنهوا ثورتهم (أع36:5،37).
والجليليين الذين تسموا بإسم يهوذا الجليلي قتلهم بيلاطس وخلط دمهم بذبائحهم
(لو1:13).

والغريب
هنا أن يجتمع الفريسيين والهيرودسيين على المسيح مع إختلافهم في المبادئ. فنحن
يمكننا أن نتوقع هذا السؤال من الهيرودسيين فهم كان يجمعون الجزية ويعطوا قيصر
نصيبه ويختلسون الباقي ولكن الفريسيين ممتنعون عن دفع الجزية متذمرين ضدها، بل
يعتبرون الهيرودسيين خونة ضد أمتهم وناموسهم. ولكن لأجل أن يتخلصوا من المسيح فلا
مانع أن يتحدوا.

ولو
أجاب المسيح بأن نعطي الجزية لقيصر تنفر منه الجموع وتنفض من حوله وتفقد ثقتها فيه
كمخلص من المستعمر ولو رفض لأعتُبِرَ مثير فتنة ضد قيصر. إعطوا إذاً ما لقيصر
لقيصر=
هي رد على الفريسيين الذين رفضوا طاعة السلطات الحكومية وقد أمر الكتاب
بطاعتها. ولنلاحظ أن قيصر أعطاهم حكومة مستقرة وحماية وأنشأ لهم طرق فيكون من حقه
الجزية. وهكذا فعلى المسيحي أن يطيع حكومته (رو1:13-7). وعلينا أن نخضع لحكومتنا
وقوانينها طالما أن ذلك لا يتعارض مع ما لله ووصاياه. والعجيب أنه قدَّم الطاعة
لقيصر عن الطاعة لله، ففي طاعة قيصر أي الرؤساء شهادة حق لله نفسه. فليس هناك
ثنائية بين عطاء قيصر حقه وعطاء الله حقه فكلاهما ينبعان عن قلب واحد يؤمن
بالشهادة لله من خلال الأمانة في التزامه نحو الآخرين ونحو الله والكلمة الأصلية
لإعطوا هي سددوا أو إدفعوا. فهذه الجزية واجبة فقيصر يدافع ويحمي ويمهد الطرق..
الخ. إعطوا ما لله لله= هذا رد على الهيرودسيين الذين ينسون واجباتهم نحو
الله بجريهم وراء قيصر. والله له القلب والنفس بل الحياة كلها. الإنسان هو العملة
المتداولة عند الله. أروني معاملة الجزية= هي الدينار وهو قطعة عملة
رومانية. وكانت عادة تدفع كجزية وعليها صورة قيصر. وكون أنهم يقدمون له الدينار
فهذا إعتراف منهم أنهم تحت حكم قيصر فالعملة الجارية تظهر نظام الحكم والسلطة
القائمة ويدفع منها الجزية. (عملة اليهود الشاقل بلا صورة تماماً فهم يرفضون التماثيل
والشعارت الوثنية ويُسَمّى عملة القدس ويستخدم للمعاملات الدينية. وللمعاملات
المدنية يستخدم معاملة الجزية).

يا
معلم نعلم أنك صادق..=
هذا
تملق ومديح للخديعة بعد ذلك. والمديح هدفه أن يفقد حذره منهم فيخطئ في كلامه.
والله خلقنا على صورته ولما فقدنا هذه الصورة أتى الروح القدس ليعيدنا إليها
(غل19:4) ومن لا توجد عليه وفيه هذه الصورة سيرُفض. فكما يحمل الدينار صورة قيصر
هكذا ينبغي أن نحمل صورة الله لنقدم للملك السماوي عملته الروحية تحمل صورته
وكلمته فنصير عملة متداولة في السماء يمكننا أن ندخلها ويجدوا علينا ثياب العرس،
وكما أن أي دولة لا يمكنك أن تتعامل فيها بعملة لا يكون عليها صورة ملك هذه
الدولة، فنحن لا يمكننا دخول السماء إلاّ كعملة عليها صورة الله ملك السماء
والأرض، ملك الملوك. فكما يطلب قيصر صورته على عملته هكذا يطلب المسيح صورته فينا.
ولكن إن وُجِدَ في إنسان صورة الشيطان يستعبده الشيطان (يو44:8+ 1يو7:3-10).

(لو21:20): لا تقبل الوجوه= لا تحابي وجوه العظماء فتغير
الحق إرضاء لهم. ومع كل الحكمة في إجابة المسيح هذه، وأنه لم يخطئ في حق قيصر
إتهموه بأنه يفسد الأمة ويمنع أن تعطي جزية لقيصر قائلاً أنه ملك (لو2:23). وفي
هذا لم يدافع المسيح عن نفسه. لقد قدَّم مبدأ الخضوع للسلطات ليس خوفاً ولا دفاعاً
عن نفسه بل كمبدأ على المسيحيين أن يمارسوه وإن إتهم بخلاف ما يمارس.

 

السؤال
الثاني : بخصوص القيامة من الأموات مت23:22-33 + مر18:12-27 + لو27:20-39

(لو27:20-39):
"وحضر قوم من الصدوقيين الذين يقاومون أمر القيامة وسألوه. قائلين يا معلم
كتب لنا موسى أن مات لأحد أخ وله امرأة ومات بغير ولد يأخذ أخوه المرأة ويقيم
نسلاً لأخيه. فكان سبعة اخوة واخذ الأول امرأة ومات بغير ولد. فاخذ الثاني المرأة
ومات بغير ولد. ثم أخذها الثالث وهكذا السبعة ولم يتركوا ولداً وماتوا. وآخر الكل
ماتت المرأة أيضاً. ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة لأنها كانت زوجة للسبعة. فأجاب
وقال لهم يسوع أبناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون. ولكن الذين حسبوا أهلاً للحصول على
ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون. إذ لا يستطيعون أن يموتوا
أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة. وأما أن الموتى
يقومون فقد دل عليه موسى أيضاً في أمر العليقة كما يقول الرب اله إبراهيم واله
اسحق واله يعقوب. وليس هو اله أموات بل اله أحياء لأن الجميع عنده أحياء. فأجاب
قوماً من الكتبة وقالوا يا معلم حسناً قلت."

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ى يضمحل – اضمحلال ل

الصدوقيون=
هم فرقة
يهودية دينية ينتسبون إلى مؤسس فرقتهم صادوق الذي ربما يكون هو صادوق الذي عاش
أيام داود وسليمان وفي عائلته حفظت رياسة الكهنوت حتى عصر المكابيين، أو هو صادوق
آخر عاش حوالي سنة 300ق.م. حسب رأي البعض وهذه الفرقة كما يقول يوسيفوس كانت
مناقضة للفريسيين، لكن مع قلة عددهم كانوا متعلمين وأغنياء وأصحاب مراكز وإحتلوا
مركز القيادة في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد في العصرين الفارسي
واليوناني. وأحبوا الثقافة اليونانية وإهتموا بالسياسة أكثر من الدين. فسيطر عليهم
الفكر المادي ولم يستطيعوا أن يقبلوا عودة الروح إلى الجسد بعد إنحلاله فأنكروا
القيامة، ولذلك إصطدموا بكلمات السيد المسيح في هذا الشأن إذ كان يتحدث عن الملكوت
السماوي وأنه ملكوت أبدي. وأنكروا قانونية أسفار العهد القديم ما عدا أسفار موسى
الخمسة (لذلك فإن المسيح حين جاوبهم أتى لهم بآية من أسفار موسى الخمسة التي
يعترفون بها) وإستخفوا بالتقليد على خلاف الفريسيين الذين حسبوا أنفسهم حراساً
لتقليد الشيوخ لذلك كرههم الفريسيين. ولكن كان الفريسيون على إستعداد لوضع يدهم في
يد خصومهم الصدوقيون لمقاومة المسيح. وظن الصدوقيون بأن أسفار موسى لا تذكر شيئاً
عن القيامة من الأموات. (أع8:23). بل هم ظنوا أنه بخصوص الزواج الناموسي، حينما
يموت زوج بدون أطفال فتلتزم زوجته بالزواج من أخيه أو أقرب ولي له (تث5:25،6)
ويكون الأطفال بإسم الميت. ظنوا في هذا تأكيداً لعدم القيامة من الأموات. ولأنهم
تعلقوا بالحياة السياسية والعالم فحسبوا القيامة حياة زمنية مادية. وهذه القصة
التي إستخدمها الصدوقيون هنا، كانت غالباً مستخدمة في الحوار بين الصدوقيين
والفريسيين الذين كانوا يعلمون بأن هناك زواج في السماء. وقدّم الصدوقيون القصة
للمسيح على أنها لغز يصعب حله. وإشتملت إجابة المسيح على:-

1- 
أظهر
لهم أنهم لا يعرفون حتى الكتب الخمسة التي لموسى والتي يؤمنون بها= تضلون إذ لا
تعرفون الكتب.
وإستخدم السيد المسيح قول الله لموسى (خر6:3،15) وأنه إله
إبراهيم وإسحق ويعقوب، والله لا يمكن أن يكون إله أموات بل إله أحياء. (هل نعرف
الكتاب المقدس وقوته على تغيير حياتنا بل ولادتنا ثانية (1بط23:1).

2- 
إن
الحياة في الأبدية ستكون كحياة الملائكة بلا شهوات ولا جنس، إذ لا موت ولا إنقراض
للجنس البشري، أجسادنا ستكون روحية لا مادية، ومن تذوق الفرح الروحي لا يعود يحتاج
بعد للفرح المادي. لذلك لن تناسبنا الشهوات بل سيكون المؤمنين في مجد نوراني. وهم
تعمدوا أن يقولوا أنها لم تنجب حتى لا يقول المسيح تكون زوجة لمن أنجبت منه.

(لو34:20):-
هذا الدهر= الأرض التي نحيا عليها الآن. (لو35:20):- ذلك الدهر= السماء.

 

سؤال
المسيح الذي لا يرد عليه مت41:22-46 + مر35:12-37 + لو41:20-44

(لو41:20-44):
"وقال لهم كيف يقولون إن المسيح ابن داود. وداود نفسه يقول في كتاب المزامير
قال الرب لربي اجلس عن يميني. حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فإذا داود يدعوه رباً
فكيف يكون ابنه."

السيد
هنا يفحم اليهود بسؤال تستدعى إجابته إعترافهم بلاهوته كما بناسوته، بهذا السؤال
يظهر السيد لاهوته مستخدماً المزمور (110) الذي يعتبره اليهود مزمور خاص بالمسيا.
وهم يفهمون أن المسيا لابد أن يكون إبن داود. ونلاحظ أن المسيح قبل هذا اللقب يوم
دخوله أورشليم فبالتالي هو يشير لنفسه، ويشير لنفسه أنه إبن داود ورب داود. السيد
يسأل ليُعلِّم. والمعنى أن الآب رب داود والإبن أيضاً رب داود وقد رفعه الله الآب
وأعطاه إسماً فوق كل إسم في الأعالي وأجلسه عن يمينه ووضع أعداؤه عند موطئ قدميه،
بعد أن أكمل الفداء. وكأن السيد يحذرهم من المقاومة، فهو جاء ليخلص لا ليدين، يفتح
الباب لقبولهم حتى لا يوجدوا في يوم الرب كأعداء مقاومين. المسيح بهذا السؤال يكشف
لهم طريق الخلاص. إجلس عن يميني= أي في ذات مجدي وهذا تم بعد الصعود. أضع
أعداءك..
هذا سيتم في المجئ الثاني. لقد إكتفى الفريسيين بأن يعلنوا أن المسيح
الآتي سيكون ملكاً يخلصهم من الإستعمار الروماني، أما المسيح هنا فيعلن أنه
المسيا، هو الرب السماوي الذي ملكه سماوي. هو أصل وذرية داود (رؤ16:22). ولقد أدرك
الكل أن المسيا سيكون إبن داود حتى الأعمى (لو39:18). أمّا ما يثيره المسيح هنا
جديداً أنه الرب. الرب= الله الآب. ربي= سيد وإله داود. إذ لا يمكن
أن يدعو إنسان إبنه أو حفيده "ربي". المسيح إبن داود بحسب النبوات= (إش6:9،7+
1:11،2،10+ أر5:23،6+ مز20:89-29).

 

نطق
المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين مت23 + مر38:12-40 + لو45:20-47

(لو45:20-47):
"وفيما كان جميع الشعب يسمعون قال لتلاميذه. أحذروا من الكتبة الذين يرغبون
المشي بالطيالسة ويحبون التحيات في الأسواق والمجالس الأولى في المجامع والمتكآت
الأولى في الولائم. الذين يأكلون بيوت الأرامل ولعلة يطيلون الصلوات هؤلاء يأخذون
دينونة اعظم."

رأينا
كيف قاوم الكتبة والفريسيين مع الهيرودسيين والصدوقيين المسيح. والمسيح سبق
وعلَّم، وإذ أصَّروا على مقاومتهم سقطوا تحت الويلات كنتيجة طبيعية لحياتهم
الشريرة التي قبلوها بإرادتهم، والسيد هنا يظهر ثمار تصرفاتهم ليعطيهم فرصة
يراجعون فيها أنفسهم لعلهم يتوبون، ويحذر تلاميذه من أن يصنعوا نفس الشئ. ونلاحظ
أن عدد الويلات (8) في مقابل (8) تطويبات بدأ بها المسيح خدمته (مت5) فمن إستمع
للسيد يناله التطويب ومن قاوم ورفض تنصب عليه الويلات. ونلاحظ أن هناك تقابل بين
كل تطويب وبين كل ويل من الثمانية.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي