الإصحاح التاسع

 

آية
1 : –
فانه من جهة الخدمة للقديسين هو فضول مني ان اكتب اليكم.

عبارة
رقيقة من الرسول، أي أنتم لستم في إحتياج أن أذكركم بالجمع لفقراء أورشليم، فأنتم
لكم غيرتكم ونشاطكم وإجتهادكم.

 

آية
2 : –
لاني اعلم نشاطكم الذي افتخر به من جهتكم لدى المكدونيين ان اخائية مستعدة
منذ العام الماضي وغيرتكم قد حرضت الاكثرين.

إخائية
=

مقاطعة عاصمتها كورنثوس. والمعني أن لكم محبتكم ونشاطكم الذي حرض الكثيرين علي
الدفع. ولقد إفتخرت بكم في مكدونية (فيها تسالونيكي وفيلبي) قارن مع (8 : 2 – 5)
ولاحظ أسلوب بولس، فهو يمدح كنيسة كورنثوس أمام مكدونية ويمدح كنيسة مكدونية أمام
كورنثوس. هو يذكر النقاط المضيئة دائماً في كل واحد.

 

آيات
3، 4 : – و
لكن ارسلت الاخوة لئلا يتعطل افتخارنا من جهتكم
من هذا القبيل كي تكونوا مستعدين كما قلت. حتى اذا جاء معي مكدونيون ووجدوكم غير
مستعدين لا نخجل نحن حتى لا اقول انتم في جسارة الافتخار هذه.

إذاً
بولس سيصل إلي كورنثوس ومعه إخوة مقدونيون لحمل تقدمة أهل كورنثوس لفقراء أورشليم،
وهو لا يريد أن يفاجئهم لذلك يرسل لهم لكي يستعدوا، فهو لا يريد بعد أن إفتخر بأهل
كورنثوس أمامهم، يجد ان أهل كورنثوس لم يجمعوا شيئاً، لذلك هو يحثهم علي الجمع،
فإذا جاء مع المكدونيين لا يخجل هو أمامهم = ولا أقول أنتم = كأنهم هم
المفروض أن يخجلوا من بخلهم ولكن بولس هو الذى سيخجل بسبب إفتخاره السابق بهم أمام
المقدونيون.

 

آية
5 : –
فرايت لازما ان اطلب الى الاخوة ان يسبقوا اليكم ويهيئوا قبلا بركتكم
التي سبق التخبير بها لتكون هي معدة هكذا كانها بركة لا كانها بخل

بركتكم
=

أى عطيتكم ويسميها بركة فالعطية تكون سبب بركة لمن يعطي. وأرسلت الإخوة لينظموا
عملية الجمع حتي لا تكون علي سبيل بخل (لو دفعوا قليل) بل على سبيل بركة إذا دفعوا
بسخاء، بدافع حبكم للخير وليس عن إضطرار وبكرم وليس ببخل، فالبخل معناه شدة المحبة
للمال، وعدم الرغبة ان يهب شيئاً للآخرين.

 

آية
6 : –
هذا وان من يزرع بالشح فبالشح ايضا يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات
ايضا يحصد.

هنا
يشبه العطاء بالزرع. ولاحظ أن من يزرع كيلة يحصد أردب، وهذا ما قاله السيد المسيح
" من يترك شيء يأخذ 100 ضعف ". وأنظر ما تركه بطرس وما أخذه. والحصاد هو
من نفس جنس البذار التي ألقيت في الحقل. وهذا ما يريد الرسول أن يقوله.. أن عليكم
أن تعلموا أن الجزاء من جنس العمل، فمن يعطي كثيراً يعوضه الله كثيراً، ومن يعطي
قليلاً يكون جزاؤه قليل. ولذلك أطلق إسم بركة علي العطية، فمن يعطي سيباركه الله،
أى لن يشعر بنقص ما عنده بل سيشعر بالبركة فيما عنده. وهذه الآية تطبق روحياً، فمن
يعطي الله وقتاً كبيراً (صلاة وتسبيح ودراسة كتاب) يبارك له الرب ويعطيه بركات
روحية كثيرة، ومن يعطي الله ببخل لن يجني بركات كثيرة. وهنا نفهم أن من يزرع =
يجاهد روحياً.. هذا يحصد نعمة وبركة روحية (راجع غل 6 : 7 – 10 + أم 11 :
18 + 11 : 24). ولاحظ قوله بالبركة وليس بالسخاء. فالعطاء يسبب بركة.

 

آية
7 : –
كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار لان المعطي المسرور
يحبه الله.

العطاء
يجب أن يكون خالياً من الشعور بالإلزام. ولكن الدافع يجب أن يكون الحرية الشخصية
والإستعداد الذاتي وحباً في العطاء. فالله يحب الذي يعطي من قلبه بسرور. وهذا الذى
يعطي بسخاء يكون له إيمان أن الله سيعوضه عن الفانيات بالأبديات، بل لن يتركه
يحتاج شيء علي الأرض، لذلك فالله يحب من له هذا الإيمان. ولاحظ أن العطاء هو منفعة
للطرفين، المحتاج يأخذ أموالاً والعاطي يأخذ فرح وسرور. إذاً الله جعل العطاء
لمصلحة الجميع.

 

آية
8 : – و
الله قادر ان يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل
شيء تزدادون في كل عمل صالح.

الله
قادر أن يجعل كل عطية وكل هبة مقدمة لكم من مراحمه تزداد لكم، وحينما تزداد
خيراتكم، تزداد عطاياكم، وحينما تزداد عطاياكم تزداد بركاتكم، فتفيضوا على الآخرين
وهكذا. ولكم كل إكتفاء = أى قناعة أى يكتفي المرء بما عنده ويرى أن أي
زيادات عنده يمكن إعطاءها للآخرين. ولاحظ تكرار كلمة كل = فالله يبارك في
كل شيء وليست البركة بركة جزئية بل لكل شيء ولكل حين، وأهم بركة هي الشعور
بالإكتفاء والرضا والقناعة أي عدم الإحتياج.

 

آية
9 : –
كما هو مكتوب فرق اعطى المساكين بره يبقى الى الابد.

الإقتباس
من (مز 112 : 9). والمعني أن الإنسان البار الذي يعطي للمساكين، فإن عمله الصالح
هذا = بره يبقي له إلى الأبد. الله سيعوضه عن بره هنا وفى الأبدية.

 

آية
10 : –
والذي يقدم بذارا للزارع وخبزا للاكل سيقدم ويكثر بذاركم وينمي غلات
بركم.

الله
هو أصل النعم والبركات، مادية وروحية. يكثر بذاركم. وخبزاً = الله يهب لكم
الخيرات المادية. غلات بركم = يزيد من ثمار أعمالكم الصالحة = ثمار بركم.
وهذه عطايا روحية.

 

آية
11 :-
مستغنين في كل شيء لكل سخاء ينشئ بنا شكرا لله.

مستتغنين
فى كل شئ =

تزداد عطايا الله لكم بغنى فتكونوا أغنياء. وحينما يغنيكم الله تكونون أسخياء فى
كل شئ = لكل سخاء. وهذا السخاء المقدم للمحتاجين ينشئ مجالاً وفرصة لأن
يقدم شكر لله = ينشئ بنا شكراً لله. وهذه صلاة بركة ليبارك الله فيما بين
أيديهم إذا أعطوا للمحتاجين.

 

آية
12 :-
لان افتعال هذه الخدمة ليس يسد اعواز القديسين فقط بل يزيد بشكر كثير
لله.

إفتعال
=

من فعل أى تدبير وفعل هذه الخدمة لا يعود فقط بالخير على المحتاجين، ولكنه
يؤدى من ناحية أخرى إلى تقديم الشكر لله. ويزيد إيمان كثير من الناس ومحبتهم
للكنيسة ولله ولإرتباطهم بالكنيسة.

 

آية
13 :-
اذ هم باختبار هذه الخدمة يمجدون الله على طاعة اعترافكم لانجيل المسيح
وسخاء التوزيع لهم وللجميع.

ذلك لأنهم يلمسون من عطاياكم، ويكون سخاؤكم دليلاً على إيمانكم
بالإنجيل، وحفظكم لوصاياه فيمجدون الله من أجل هذا. طاعة إعترافكم لإنجيل
المسيح =
أى طاعة الإنجيل الذى يأمر بالحب العملى والعطاء لإخوة الرب.

 

آية 14 :- وبدعائهم لاجلكم مشتاقين اليكم من اجل نعمة الله الفائقة
لديكم.

هم سيُصَّلون لكم، ويتولد عندهم الحب لكم = مشتاقين إليكم. من
أجل محبتكم التى ظهرت فى عطاياكم = نعمة الله الفائقة لديكم. لاحظ أنه يسمى
العطية نعمة من الله وهبهم الله إياها

 

آية 15 :- فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها

بولس يختم كلامه عن العطاء بأن يشكر الله على عطيته التى لا يعبر
عنها =
هذه ليست أموال ولا صحة، فهذه يعبر عنها، أمّا العطية التى لا يعبر
عنها فهى ليست سوى المسيح يسوع، فليس عطية أعظم منه، أعطاه الله للبشرية كفادى لها
وليتحد بها. هذه العطية أى المحبة التى لا يعبر عنها التى ظهرت فى التجسد وفى
الصليب، ونحن حتى الآن لا نعرف حدودها، هى إلهام لأى عطية نعطيها لله أو للفقراء،
بل إن أعطينا كل أموالنا وأنفسنا وحياتنا وأرواحنا فهى لا شئ أمام العطية التى لا يعبر
عنها.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فربار ر

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي