الإصحاح الثانى

 

الرسول يؤكد محبته
وأبوته وأنه يشعر بضيقتهم ويشتاق للحضور إليهم وأن محبته وكلماته لم تكن جوفاء
للتملق وإنما هو ينطلق من أتعاب إلي أتعاب جديدة من أجل المجاهرة بكلمة الإنجيل
وهو لم يكن يتملقهم فهو لم يكن يأخذ منهم شيئاً.

 

أيات 1، 2 : أنكم أنتم
أيها الأخوة تعلمون دخولنا إليكم أنه لم يكن باطلا. بل بعدما تألمنا قبلا و بُغيَ
علينا كما تعلمون في فيلبي جاهرنا في إلهنا أن نكلمكم بانجيل الله في جهاد كثير.

لم يكن باطلاً = THAT WAS NOT IN VAIN فحضوري إليكم لم يكن بلا جدوي بل كان عملي متأصلاً وثابتاً وناجحاً
وثماره ممتدة وتنمو وأنه أينما ذهب واجهته مصاعب شديدة، لذلك يذكرهم بما حدث له في
فيلبي (أع 16 : 24)،وأنه ترك فيلبى ولكنه لم يترك الكرازة والجهاد، فهم كانوا
يعانون من أجل إيمانهم، فهو رسولهم ومعلمهم قد عاني ويعاني مثلهم ولكن ألامهم ليست
بلا جدوي كما أن ألامه أتت بثمر إيمانهم. هو هنا يؤكد أن إحتمال الآلام والظلم هو
علامة رئيسية علي صدق الرسالة وفاعلية الكرازة.

 

آيات 3، 4 : إن وعظنا
ليس عن ضلال و لا عن دنس و لا بمكر. بل كما أستحسنا من الله أن نؤْتمن على الإنجيل
هكذا نتكلم لا كأننا نرضي الناس بل الله الذي يختبر قلوبنا.

الآلام ليست دليلاً علي
خطأ ما في الكرازة بل هي دليل علي صدقها. وصدق رسالته ينبعث عن إعلانه الحق ليس عن
ضلال = أى بغير ضلال وليس كالفلاسفة الغنوسيين الذين يمزجون فلسفتهم مع المسيحية
فيشوهونها وهو ليس مثل المتهودين ولا عن دنس = مثل كهنة الأوثان اللذين اختلطت
دياناتهم بالدنس ولا بمكر = فهو لا يريد سوى خلاصهم ولا يريد منهم شيئاً وهذه
الشروط التي وضعها بولس "الحق والقداسة والحب" شرط أن تكون الرسالة هي
رسالة حق، وهو بهذا يرضي الله الذي أرسله للكرازة.

 

آيات 5، 6 : فإننا لم
نكن قََطْ في كلام تَملقْ كما تعلمون و لا في علة طمع الله شاهد. و لا طلبنا مجداً
من الناس لا منكم و لا من غيركم مع أننا قادرون أن نكون في وقار كرسل المسيح.

مع أن المسيح قال أن
الفاعل مستحق أجرته فأنا تركت ما كان من حقي لأجل مجد المسيح ولأجلكم. فمن يطلب في
أنانية مجد من الناس لا يقدر أن يطلب مجد الله (يو 5 : 44) أمران يفسدان الخادم
وهما طلب مجد الذات والطمع، وهما متمركزان حول ألانا، أما الخادم الحقيقي فهو يطلب
ما لله وما لمجد الله. هو يطلب نفوس الناس وليس فلوس الناس.

 

آيات 7، 8 : بل كنا
مترفقين في وسطكم كما تُرَبي المرضعة أولادها. هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى
أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضا لأنكم صرتم محبوبين إلينا.

يشبه نفسه بأم مرضعة
تهتم برضيعها ولا تطلب منه شيئاً هي غير طامعة في أمواله أو أي مجد منه، وهذا فرق
مع الرسل الكذبة. هنا الخادم يتشبه بالمسيح الذي حل وسطنا لا يطلب شيئاً بل هو
أخلي ذاته حتي يخلص نفوسنا. تربي = جاءت الكلمة بمعني الطير الذي يحتضن صغاره
فيعطيهم دفئاً قيل هذا عن الروح القدس الذي يرف على المياه فتخرج حياة (تك1: 2)
خلال هذا الحب الأبوي من بولس يشعرون بحب الله. إنجيلنا لكم ليس وعظاً ولا فلسفة
بل هو حب إلهي تلمسونه في محبتي لكم.

 

آيات 9 – 12 : فإنكم
تذكرون أيها الإخوة تعبنا و كَدنا إذ كنا نكرز لكم بانجيل الله و نحن عاملون ليلاً
و نهاراً كي لا نثقل على أحد منكم. أنتم شهود و الله كيف بطهارة و ببر و بلا لوم
كنا بينكم أنتم المؤمنين. كما تعلمون كيف كنا نعظ كل واحد منكم كالآب
لأو؄اده و نشجعكم. و نشهدكم لكي تسلكوا كما يحق لله الذي دعاكم إلى ملكوته و
مجده.

بولس كان يعمل بيديه
حتى لا يثقل على أحد (1كو 9 : 13 – 15) بلا شك كان الرسول يقبل بعض العطايا (في 4
: 16) لكن كان لا يطلب، بل يرفض ما أمكنه حتي لا تتعثر الخدمة، فالإنجيل في عينيه
فوق كل إعتبار. بطهارة = حياته الداخلية المقدسة في علاقته بالله بر = حياته بعدل
مع الآخرين بلا لوم = تعني حياته الروحية كما تظهر أمام الناس فلا يلومه أحد
والثلاثة بلا إنفصال. فلا تقسيم في الحياة الروحية إلي حياة مع الله وحياة مع
الآخرين فالحياة هي حياة واحدة متكاملة من كل الجوانب. ولكن قصد الرسول أن ينبه
أهل تسالونيكي أن حياته الجديدة في المسيح تتضح في تعامله مع الله ومعهم، ويكون هو
قدوة لهم بحياته.

 

أيات 13 – 16 : من اجل
ذلك نحن أيضا نشكر الله بلا إنقطاع لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها
لا ككلمة اُناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضا فيكم أنتم المؤمنين.
فإنكم أيها الإخوة صرتم متمثلين بكنائس الله التي هي في اليهودية في المسيح يسوع
لانكم تالمتم انتم ايضا من اهل عشيرتكم تلك الآلام عينها كما هم أيضا من اليهود.
الذين قتلوا الرب يسوع و أنبياءهم و إضطهدونا نحن و هم غير مرضين لله و اضداد
لجميع الناس. يمنعوننا عن أن نكلم الأمم لكي يخلصوا حتى يتمموا خطاياهم كل حين و
لكن قد أدركهم الغضب الى النهاية.

حياة الألم جزء لا
يتجزأ من كلمة البشارة أو إنجيل المسيح فمع الفرح الداخلي هناك آلام في الخارج.
وهذه علامة فالألم الواقع علي كنيسة تسالونيكي واقع علي الكنيسة في أورشليم وكما
حرك الشيطان اليهود في أورشليم فصلبوا المسيح وإضطهدوا كنيسته، حركهم أيضاً في
تسالونيكي. ولقد اعطي الله اليهود بعد جريمتهم البشعة في صلب المسيح 40 سنة حتي
يؤمنوا فيخلصوا، لكنهم رفضوا وثاروا ضد المسيح فملأوا كأس الغضب. وعلي العكس فإن
الآلام التي تعاني منها كنيسة المسيح في كل مكان هي شركة حب وشركة صليب وشركة ألم
مع المسيح المتألم، وبهذه الشركة يتزكي المؤمنون، وبهذا الشر الذي يفعله اليهود
يستعدون لشرب كأس العقاب الزمني والأبدي. أضداد لجميع الناس = فهم يحتقرون جميع
الناس فكرههم جميع الناس. يمنعوننا أن نكلم الأمم = فهم لا يطيقون فكرة خلاص
الأمم. حتي يتمموا خطاياهم = يملأوا كأس خطاياهم في ترجمة أخري. حينما يمتلئ الكأس
ينصب غضب الله وهذا ما حدث سنة 70م حينما أحرقت أورشليم وتعتبر هذه نبوة لبولس
كتبها قبل خراب أورشليم بحوالي 18 سنة فعندما إمتلات الكأس أحترقت أورشليم. غير
مرضيين لله = هم يتظاهرون بأنهم يرضوا الله والحقيقة غير ذلك، لذلك هم غير مرضيين
عند الله قد أدركهم الغضب إلي النهاية = فهم مشتتين حتي الآن، وهذه نبوءة ثانية لبولس
الرسول وقد تحققت.

 

آيات 17 – 20 : و أما
نحن أيها الأخوة فإذ قد فقدناكم زمان ساعة بالوجه لا بالقلب إجتهدنا أكثر بإشتهاء
كثير أن نرى وجوهكم. لذلك أردنا أن نأتي إليكم انا بولس مرة و مرتين و انما عاقنا
الشيطان. لأن من هو رجاؤنا و فرحنا و إكليل إفتخارنا أم لستم أنتم أيضا أمام ربنا
يسوع المسيح في مجيئه. إنكم أنتم مجدنا و فرحنا

هنا يكشف الرسول عن
مشاعر الشوق الحقيقي التي تملا قلبه نحوهم. فهو يحبهم ويشتاق إليهم. هي مشاعر
إنسانية تقدست في المسيح يسوع. رجاؤنا وفرحنا وإكليل إفتخارنا = إنه يراهم في يوم
مجئ الرب أولاداً مقدسين يقدمهم كثمرة تعبه للمخلص، وكل تعب يعانيه من أجلهم وكل
ألم يقاسيه إنما يزيد بهاء مجده الأبدي، ووسط كل آلامه حاول أن يذهب لهم لكن
الشيطان عاقه، ربما عن طريق مؤامرات اليهود وإلتزامه لياسون أن يظل بعيداً
(أع1:17-9) فكلمة
شيطان تعني مقاوم.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بكينور ر

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي