الإصحاح الرابع

 

آيات 1 – 3 :- و لكن
الروح يقول صريحا أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحا مضلة
و تعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم. مانعين عن الزواج و آمرين
أن يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين و عارفي الحق.

ولكن الروح يقول = هذه
نبوءة من بولس بالروح القدوس أنه في المستقبل سيقوم هراطقة ومعلمين كذبة. وهو بهذا
ينبه تلميذه تيموثاوس أن يكون صاحياً مدافعاً عن الإيمان الصحيح الحق. تابعين
أرواحاً مضلة = إذاً الهرطقات هي من فعل الشيطان. في رياء = لهم شكل التقوى
ليخدعوا البسطاء. موسومة ضمائرهم = أصبحت ضمائرهم كالبشرة التي تكوي بالنار أي بلا
إحساس، ما عادوا يشعرون بالأثم، وتأتى سمة بمعني السمة التي يضعونها بالحرق علي
وجوه العبيد، وهؤلاء صاروا ملكاً للشيطان وصارت لهم سمة شيطانية. في الأزمنة
الأخيرة = هذا ما دعا إليه فعلاً ماني في القرن الثالث الذي قال أن اله الشر خلق
أنواع معينة من الطعام لذلك لا يأكلونها كاللحوم والبيض. وربما تتكرر هذه الدعوة
ثانية في نهاية الأيام. عموماً لقد نادي الغنوسيون بالامتناع عن الزواج وعدم أكل
اللحوم بكونهما أمرين محرمين يدنسان النفس، وقد التزمت الفئة التي كانوا يلقبونها
بالكاملين بهذا الامتناع، وربما كان بولس قد عرف بالروح بان هذا سيحدث واستعد للرد
علي هذه الهرطقات. أما سر تدنيسهم للزواج فعلته نظرتهم الخاطئة نحو الجسد كعنصر
ظلمة يجب معاداته، وبالتالي فالعلاقات الجسدية بين الرجل وإمرأته في نظرهم تأكيد
لمتطلبات الجسد الدنس، فهي دنسة إذاً، أما نظرتنا كمسيحيين فإن الزواج سر مقدس
ويرمز لرابطة المسيح والكنيسة (أف 5 : 32). والكاهن يستدعي الروح القدس ليحل علي
الزوجين ويربط بينهما (مت 19 : 5، 6)، والله هو الذي أسس الزواج من أيام آدم،
والمسيح حضر عرس قانا الجليل، فالزواج مكرم والمضجع غير دنس (عب 13 : 4) لكن
الانحراف بالشهوات خارج الزواج هو النجاسة والبتولية ليست إمتناعاً عن الزواج لأنه
نجاسة بل البتول لا يريد أن يشغله شئ عن عريس نفسه يسوع، هى نوع من الحياة
الملائكية. والكنيسة لا تعبتر أن هناك أطعمة نجسة بل هي تمنع بعض الأطعمة في فترات
الصوم كتدريب للنفس وتقوية للإرادة وضبط الجسد، والصوم هو انطلاقة روحية أكثر منه
نسكاً للجسد، لذا يسمح للمرضى بالإفطار حاسبين المرض نوعاً من الصوم يتقبلونه
بشكر. وحينما تنتهي فترة الصوم نأكل كل شئ.

 

آيات 4، 5 :- إن كل خليقة
الله جيدة و لا يرفض شيء إذا أخذ مع الشكر. لأنه يقدس بكلمة الله و الصلاة.

هذه هي نظرة الكنيسة
للمادة أياً كانت، فالله خلق كل شئ وإذا هو حسن، ولكن بالسقوط تدنست نظرة الإنسان
للأشياء، الذهب هو صالح وحسن، ولكن نظرة الإنسان وفساده جعلته يؤله الذهب ويعبده كصنم

يقدس بكلمة الله
والصلاة = التقديس هو التدشين، فالكنائس وهياكلها والمذابح والآنية تقدس بكلمة
الله، والصلاة. كذلك يكرس الأساقفة والكهنة والشمامسة بكلمة الله والصلاة. وكذلك
الخبز والخمر يقدسان بكلمة الله والصلاة، من هنا جاءت كلمة القداس الذي به يقدس
القربان. لذلك نصلي قبل الأكل شكراً لله وتبريكاً وتقديساً للطعام، فحتى لو كان
شيئاً دنساً لتقدس بالصلاة.

 

آية 6 :- إن فكرت
الإخوة بهذا تكون خادما صالحا ليسوع المسيح متربيا بكلام الإيمان و التعليم الحسن
الذي تتبعته.

لقد تربي تيموثاوس
تربية صحيحة وعليه أن ينقل الأفكار الصحيحة للناس متربياً بكلام الإيمان = لأنه
تربى يهودياً والتعليم الحسن = المسيحية التى آمن بها.

إن فكرت = ولم يقل إن
أمرت، لاحظ المعاملة الرقيقة التي يجب أن تسود.

 

آية 7 :- و أما
الخرافات الدنسة العجائزية فإرفضها و روض نفسك للتقوى.

يليق بالراعي ألا يفسد
وقته وفكره بالأمور المضللة كالتهود والغنوسية فالتهود من العودة لليهودية التي
شاخت بعد أن صرنا نعيش في العهد الجديد. وهي لا تحمل قوة الله فالشيخوخة رمز
لانحلال الجسد، ونحن صرنا نعيش في حياة جديدة صارت لنا في المسيح يسوع. وأفكار
الغنوسية ما هي إلا خرافات.

 

آية 8 :- إن الرياضة
الجسدية نافعة لقليل و لكن التقوى نافعة لكل شيء إذ لها موعد الحياة الحاضرة و
العتيدة.

كان اليونانيون يهتمون
بالرياضة الجسدية لتنمية أجسادهم وهذه نافعة لكن لقليل فالحياة مهما طالت فهي
قصيرة جداً. وكما هو الحال في رياضة الجسد إذ يقتضي الأمر تدريبات لصقل قوي الجسد،
كذلك لنمو الحياة التقوية يتطلب الأمر تدريبات لصقل طاقات النفس والروح، في الصلاة
والصوم والقراءات والتأمل والتسامي ليبلغ الإنسان الحياة السماوية فتسقط عنه كل
رغبة أرضية (1كو 9 : 27) + (عب 5 : 14) + (اع 24 : 16) + (في 4 : 12، 13).

التقوى = هى خوف الله
بمعرفة عظمة الله وأنه سيدين الأشرار، وهي الخضوع لله ولوصاياه، وطاعته والخوف من
الخطية ونتائجها. ومن أراد أن يكون قديساً عليه بأن يتدرب روحياً. وهذا واجب
الأسقف أن يضع رياضات روحية لشعبه، فتحدد الكنيسة أصواماً وقداسات ونهضات.

 

آيات 9 – 11 :- صادقة
هي الكلمة و مستحقة كل قبول. لأننا لهذا نتعب و نعير لأننا قد ألقينا رجاءنا على
الله الحي الذي هو مخلص جميع الناس و لا سيما المؤمنين. إوص بهذا و علم.

ما هي الكلمة الصادقة
والمستحقة كل قبول = أن الرياضة الروحية نافعة لكل شئ، ولها المواعيد الحاضرة
(نحيا هنا في فرح وبركة) والمواعيد المستقبلة (نحيا هناك فى مجد). أما الشرير
فيحيا هنا فى خوف وهم وحزن وقلق ويحيا في العذاب الأبدي منفصلاً عن الله. هذا هو
عمل الرياضة الروحية الحقة، إنها تبعث في النفس روح الرجاء المفرح، فتحيا في فرح
حتي في وسط آلام الجسد ولهذا وعدنا السيد المسيح بمئه ضعف في هذا العالم
(متى29:19).

لهذا نتعب ونعير = إذا
آمنا بهذا الحق (أن هناك حياة أبدية للمؤمن) نقبل أن نتعب في الرياضة الروحية، بل
ونقبل إضطهاد الهراطقة لنا وما يدفعنا لكل هذا رجاؤنا فى حياة أبدية، بل خبراتنا
التى نختبر فيها تعزيات الله لنا وسط آلام هذا العالم، فنحمل الصليب بلذة ورجاء =
القينا رجاءنا علي الله الحي الذي هو مخلص جميع الناس = وليس لفئة محدودة كما يقول
المتهودين أو الغنوسيين. ولكي لا يلمس خلاصه سوي المؤمنين = ولا سيما المؤمنين فمن
يؤمن يقبل الخلاص ويتمتع به (2 تس 1 : 8، 9) + (رؤ 21 : 8).

 

آية 12 :- لا يستهن أحد
بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان
في الطهارة.

حين يكون قدوة للمؤمنين
لن يستهين أحد بحداثته أي سنه الصغير في التصرف = فعليه أن يتصرف بحكمة ويكون
قدوة. في المحبة = أي اتساع قلبه للجميع ولا يضيق بالمقاومين. في الروح = روح
التقوي والإخلاص لا ينحرف عن الخط الروحي المتزن. في الإيمان = بلا خوف ولا تردد.

 

آية 13 :- إلى أن أجيء
اعكف على القراءة و الوعظ و التعليم.

يليق بالراعي أن يكون
دائم النمو في حياته الداخلية، لا سيما القراءة والتعليم لنفسه، فيكون له خبرات
جديدة فيتدرب ويتعلم ويدرب ويعلم الناس.

 

آية 14 :- لا تهمل
الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة.

إن كان الله قد وهبنا
مواهب فيلزم ألا نطمرها بل نعمل بها رابحين لتقديمها للرب مع ربحها. والموهبة التي
فيك = هي موهبة الوعظ مع درجة الأسقفية، الله يعطي للأسقف والكاهن والشماس مواهب
بوضع اليد لكن عليهم أن يضرموا هذه المواهب بالعمل والجهاد حتي لا تذبل الموهبة.
بالنبوة = غالباً تنبأ عنه أنبياء أنه سيكون له شأن كبير أو أنه سيكون أسقفاً.
وكان هذا بإرشاد إلهي مباشر. مع وضع أيدي المشيخة = يشير هذا لدرجة الأسقفية.
المشيخة المقصود بها الكهنوت بصفة عامة.

 

آيات 15، 16 :- إهتم
بهذا كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرا في كل شيء. لاحظ نفسك و التعليم و داوم على ذلك
لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك و الذين يسمعونك أيضا

أهتم بهذا = الدرجة
الكهنوتية ليست للكرامة وإنما لحمل المسئولية كن فيه = أي كرس كل حياتك وكل طاقاتك
وكل مواهبك لحساب هذه الموهبة المجانية. لكى يكون تقدمك ظاهراً فى كل شئ = كل
موهبة تنمو، والرسول يطالبه بالنمو في كل شئ في حياته الروحية وخبراته ودراسته
وإرشاداته الروحية وتعليمه وكرازته. وكل موهبة لا تصقل تضعف وتخمد ولكن بالتدريب
والتنمية تقوي وتمتد وتشتعل (2تى6:1) فبالخدمة والمضايقات تفرغ الشحنة الروحية،
فالخادم يصرف منها فتخمد وتضعف حرارتها فيبيت في حاجة لأعادة شحنها وتنمية رصيده
بمواصلة الصلوات والخلوات الروحية وسائر التدريبات فتتجدد قوته ويكون تقدمه ظاهراً
في كل شئ ينمو في حياته الروحية وينمو في بناء شعبه هذا هو جهاد الخادم.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر إشعياء 58

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي