الإصحاح الثالث

 

ص 3، 4 هما مقارنة بين
خطة التدبير الإلهي التي نفذها الله على يد موسى ويشوع وبين خطة التدبير الإلهى
التى نفذها المسيح.

 

آية 1 :- من ثم أيها
الإخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية لاحظوا رسول إعترافنا و رئيس كهنته المسيح
يسوع.

ترجمة توضيحية للآية
"لاحظوا يسوع رسول ورئيس كهنة اعترافنا".

أيها الأخوة القديسون =
أليسوا هم أخوة للمسيح وأعضاء جسده وهو أشترك فى لحمنا ودمنا ولكن ليس معنى هذا أن
الكل صاروا قديسين، فالسيد المسيح قال لتلاميذه "والآن كلكم طاهرين ولكن ليس
كلكم" (فيهوذا كان فى وسطهم).

شركاء الدعوة السماوية
= هى دعوة سماوية نتمتع بها فيها بالمسيح السماوى ولتكون حياتنا الأبدية مع الله
ومع شركة القديسين فى تسبيح يدوم للأبد فى السماء. هى دعوة لنرث الخيرات السماوية.
ولكن هى دعوة وهناك من يرفضها.

رسول ورئيس كهنة = رسول
هذه تشير للتجسد ورئيس كهنة تشير لذبيحة الصليب هنا المسيح يجمع وظيفتين رسول "مثل
موسى" ورئيس كهنة (مثل هارون) (راجع مت 15 : 24) + (يو 17 : 3). هنا نرى
المسيح مرسلاً بالجسد.

رئيس كهنة اعترافنا =
اعترافنا أى إيماننا. فغاية رسالة المسيح هى إعلان إيماننا. وهو رئيس كهنة هذا
الإيمان الجديد. فإن كان العبرانيون قد حرموا من الكهنوت اللاوى ورئيس الكهنة
اليهذودى فهم يتمتعون الآن برئيس كهنة سماوى على مستوى إلهى يقدم حياته فدية عن
شعبه، وهو ليس ريس كهنة على ناموس موسى بل رئيس كهنة سماوى حسب الإيمان الجديد.
ويسمى الإيمان هنا اعتراف لأن الإيمان مرتبط جوهرياً بالاعتراف بالله وبابنه.

لاحظوا = أى انتبهوا
ذهنياً لتعرفوا المسيح رئيس الكهنة معرفة حسنة.

 

آية 2 :- حال كونه
أمينا للذي اقامه كما كان موسى أيضا في كل بيته.

بولس الرسول يتكلم عن
موسى بكل إحترام ولا يقلل من شأنه. ولقد ذكر فى (عد 12 : 7) أن موسى كان أميناً
على بيت الله أى وسط شعبه. وهكذا كان المسيح أميناً فى رسالتة.

للذى أقامه = الروح
القدس هيأ جسد المسيح فى بطن العذراء والآب أرسله للعذراء.

 

آية 3 :- فإن هذا قد
حسب أهلا لمجد اكثر من موسى بمقدار ما لباني البيت من كرامة اكثر من البيت.

المسيح كان أميناً وموسى
كان أميناً. ولكن عليكم أن تعرفوا أن المسيح إستحق مجداً أعظم من مجد موسى. فموسى
جزء من بيت الله الذى خلقه المسيح. فالمسيح هو الخالق لكل البيت الذى من ضمنه
موسى. هو خلقنا وجدد خلقتنا. فمجد الخالق بانى البيت أعظم من مجد البيت نفسه. بانى
البيت = الخالق وصانع التدبير بأكمله.

 

آية 4 :- لأن كل بيت
يبنيه إنسان ما و لكن باني الكل هو الله.

فالمسيح هو الذى أعطى
الناموس لموسى ليدبر به الشعب اليهودى. وصار موسى مدبراً لبيت إسرائيل ولكن مدبر
الكل (إسرائيل والشعب المسيحى وموسى نفسه) هو الله. وبهذه الآية يطمئن الرسول العبرانيين
أنهم ما زالوا فى بيت الله.

 

آية 5 :- و موسى كان
أمينا في كل بيته كخادم شهادة للعتيد ان يتكلم به.

موسى كان أميناً على
بيت الله لكى يخدمه ويشهد لهذا الذى سوف يتكلم به الله إلى الشعب الإسرائيلي أى
موسى كان يشهد للمسيح.

 

آية 6 :- و أما المسيح
فكابن على بيته و بيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء و إفتخاره ثابتة الى النهاية.

 الرسول يخرج بنتيجة روحية بعد المناقشة النظرية فى سمو المسيح عن
موسى فهو توصل أننا البيت الذى بناه المسيح ولكن حتى نبقى نحن كبيت الله الذى خدمه
موسى لفترة ويقيم فيه الآن الإبن كصاحب بيت يقدسنا كمسكن أبدى له، يجب أن نتمسك
بثقة بإيماننا به ونضع فيه رجاؤنا الذى نفتخر به. إفتخاره = الإفتخار بالرجاء
بالمسيح يشير للمجاهرة بإيماننا هذا بلا خوف. والثقة بالرجاء هى الإيمان (عب 11).

 

الآيات  7، 8 :- لذلك
كما يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته. فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط يوم
التجربة في القفر.

لكى نكون بيت الله
يتوقف هذا على أن نتمسك بالرجاء حتى النهاية. ثم إقتبس الرسول من مزمور 95 ونسب
هذا القول للروح القدس الذى كان يتكلم على لسان داود (2صم 23 : 2) + (أع 1 : 16).
ولنلاحظ أنه بالرغم من أمانة موسى هلك كثيرين من الشعب فى البرية بسبب عصيانهم ولم
يدخلوا أرض الراحة. والآن لو تقست قلوبنا وتذمرنا وأنكرنا الإيمان كما فعلوا لن
ندخل راحة المسيح وسنحرم من رعاية الله الفائقة. وكانت خطايا الشعب وقسوة قلبه قد
ظهرت فى المواقف التالية
:

1.عدم الثقة أن الله فى
وسطهم فتذمروا بسبب الماء وتذمروا على المن…

2.الإرتداد عن الله الحى
وعبادة الهة أخرى (كما حدث فى موضوع العجل)
.

3.إهانة الرب بعدم تصديق
وعوده (فى موضوع تجسس الأرض).

والآن إن كانت قلوبنا
قاسية لا تتقبل عمل الكلمة الإلهى فيها سنحرم من الراحة المنتظرة.

اليوم = أى الحياة
الحاضرة. ولنعلم أن حياتنا السابقة لا تشفع لنا والمستقبل ليس فى أيدينا.

صوته = من يسمع صوت إبن
الله يحيا (يو 5 : 25) فمن لا يسمع سيهلك كما هلك اليهود إذ رفضوه.

 

آية 9 :- حيث جربني
اباؤكم إختبروني و ابصروا أعمالي أربعين سنة.

بالرغم أنهم أبصروا
أعمالى العجيبة معهم إلا أن قلوبهم كانت قاسية.

 

آية 10 :- لذلك مقت ذلك
الجيل و قلت انهم دائما يضلون في قلوبهم و لكنهم لم يعرفوا سبلي.

يضلون فى قلوبهم = أى
يخدعون بإرادتهم بقلوبهم. فالشر والخير أمام الإنسان وهو بحريته ينحاز لأي منهم
وإذا أنحاز القلب لعمل الخير يرتاح الضمير وإن أختار الشر أشتكى الضمير وأحتج
وتألم فالضمير هو مرآة صوت الله فى قلب الإنسان ويظل الضمير معذباً إلى أن تسعفه
أعمال الإيمان وغسل وتطهير الضمير بروح الله ودم المسيح الذى يطهر الضمائر من
الأعمال الميتة (عب 9 : 14) ويعيد إليه فرحته وراحته. وعلامة رضى الله أن الإنسان
يطلب التوبة فى قلبه وعلامة غضب الله أن الإنسان يهرب من التوبة ولا يسعى للمغفرة
ويكره الاعتراف بالخطية.

لم يعرفوا سبلى = الله
عمل معهم أعمال خيره ومعجزات باهرة، وأنذرهم وأدبهم حين أخطأوا. ولكنهم لم يفهموا
ولم يروا يد الله لآن قلوبهم كانت منشغلة بشرورهم لذلك يقول لا تقسوا قلوبكم
" فالخطية تقسى القلب وتغلق الأذن والعين فلا نتعرف على أعمال الله. والله
يعطى الإنسان بحسب اشتياقه فمن يطلب الأذن المفتوحة يعطيه الله أذناً مفتوحة ويسكب
من روحه فى قلبه ويكشف له أسرار حكمته ونعمته.

 

آية 11 :- حتى اقسمت في
غضبي لن يدخلوا راحتي. 

وصلوا فى قساوة قلوبهم
إلى أن الله أقسم أن لا يدخلوا راحته. ولكن أية راحة التى يتكلم عنها المزمور.
فالمرنم يطلب من شعبه أن لا يقسوا قلوبهم مثل الشعب فى البرية فيخسروا الراحة.
ولاحظ أن المرنم وشعبه الآن فى أرض كنعان أرض الراحة. لذلك فالراحة التى ينتظرها
هى المكان الذى يهرب منه الحزن والكآبة والتنهد ويكون القلب فى فرح وسلام بلا تعب
حيث يمسح الله كل دمعة من العيون.

 

آية 12 :- انظروا ايها
الاخوة ان لا يكون في احدكم قلب شرير بعدم ايمان في الارتداد عن الله الحي.

التذمر على موسى حرمهم
من أرض الميعاد أما التذمر على المسيح سيحرمنا من السماء.

 

آية 13 :- بل عظوا
انفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم لكي لا يقسى احد منكم بغرور الخطية.

عظوا أنفسكم = الرسول
يدعو لنهضة روحية لا يكف فيها الوعظ والتوجيه حتى تنكشف القلوب أمام كلمات المسيح
فلا تهرب للضلال. فكلمة الرب تفضح الخطية.

كل يوم = باستمرار.
غرور = فالخطية تلبس ثوباً مخادعاً لتبدو جذابة وهى بشعة هكذا بدأ لآدم أن الشجرة
جيدة وهى قاتلة.

 

آية 14 :- لأننا قد
صرنا شركاء المسيح ان تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة الى النهاية.

صرنا شركاء المسيح = فى
الجسد والدم، فى حياته، فى عطاياه بل سنرث معه نرث الله. ولكن كيف تستمر هذه
الشركة ؟ إن تمسكنا ببداءة الثقة = أى نحتفظ بالإيمان الذى بدأنا به ثابت حتى
نهاية حياتنا. ونحن صرنا شركاء المسيح أولاً فى المعمودية ثم الإفخارستيا. على
أننا نلاحظ من آية 13 أن الخطية تسبب قساوة القلب ومن آية 14 نرى أن شرط الشركة مع
المسيح هو الإيمان. فالخطية تلد عدم الإيمان، وعدم الإيمان يجلب حياة شريرة.
الخطية تخدع النفس وتجلبها إلى عدم الإيمان وعدم الإيمان يدفع للخطية وهكذا تدور
الدائرة ليصل القلب إلى حالة قساوة.

 

آية 15 :- إذ قيل اليوم
إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الأسخاط.

نجد هذه الآية تكرار
للآية 7. وكأن الرسول فى الآيات 8 – 14 يعلق على آية 7 ثم يذكرها ثانية للتشديد فى
آية 15 ثم يعلق عليها ثانية فى الآيات 16 – 19.

 

آية 16 :- فمن هم الذين
إذ سمعوا إسخطوا اليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى.

فى الآيات 16 – 19
نستنتج أن عدم الإيمان وعدم الطاعة هو سر محنة الشعب الخارج من مصر. وبالتالى فنحن
المسيحيين الذين أخرجهم المسيح من عبودية إبليس معرضين لنفس المصير إن تركنا
الإيمان ولم نطيع الوصايا. والإرتداد عن المسيحية مثلما أراد اليهود المتذمرين أن
يرتدوا إلى مصر.

 

آية 17 :- و من مقت
أربعين سنة اليس الذين أخطاوا الذين جثثهم سقطت في القفر.   

راجع (عد 14 : 32 – 34)
ومنه نفهم أن سبب آلامنا هو إبتعاد الله. والله يبتعد عنا بسبب الخطية. ونلاحظ أن
مدة التجسس كانت 40 يوماً والله مقتهم 40 سنة أى أن كل يوم قابله سنة عقاب. ومن
هنا نرى حجم العقاب الزمنى.

 

آية 18 :- و لمن اقسم
لن يدخلوا راحته إلا للذين لم يطيعوا. 

الله أقسم أن من خالفه
ولم يطيعه لن يدخل راحته. وعند العبرانيين فإن الله لو أقسم فالأمر قد وصل للذروة
إما فى هبة ستعطى لهم أو حرمان سيقع حتماً لا محالة (راجع عب 6 : 13، 14). لاحظ أن
هذه الآيات موجهة للعبرانيين أى المؤمنين الذين يفكرون فى الارتداد بسبب قسوة
إضطهاد اليهود لهم.

 

آية 19:- فنرى أنه لم
يقدروا أن يدخلوا لعدم الإيمان

هل تبحث عن  هوت دستورى قوانين الكنيسة 20

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي