الإصحاح العشرون

 

ص 20= 2 صم
1:11، 2 صم 26:12-31، 2 صم 18:21-22

 

آية
(1) :-

وكان عند تمام السنة في
وقت خروج الملوك أن داود أرسل يواب وعبيده معه و جميع إسرائيل فاخربوا بني عمون
وحاصروا ربة وأما داود فأقام في أورشليم.

عند
تمام السنة:
قيل فى (14:10) أن يوآب رجع عن بنى
عمون وأتى إلى أورشليم وفى الصيف التالى حارب داود الأراميين (10: 15-19) والحرب
المذكورة هنا فى هذه الأية كانت فى الصيف الذى يليه أى بعد (14:10) بسنتين.

ملحوظة
:-
أخبار هذه الحرب مع بنى عمون توقفت هنا لتدخل قصة سقوط
داود وأمّا بقية القصة فنجدها فى (2مل12: 26-31).

فى
وقت خروج الملوك:
أى فى فصل الصيف الذى يخرج فيه
الملوك للحرب فهذا هو الوقت المناسب. فأخربوا بنى عمون: أى البلد كلها
فالتجأوا إلى ربة مدينتهم المحصنة فحاصرها يوآب. فى الحرب الأولى أمام أبيشاى
حينما ذهب يوآب ليحارب الأراميين إلتجأ بنى عمون داخل ربة المحصنة ولم يكن عدد
رجال أبيشاى كافياً لحصار ربة. والآن هم مستعدون وطبعاً هدف الحرب منعهم من أن
يهاجموا إسرائيل ثانية فلا يمثلوا خطراً على المملكة طالما نواياهم سيئة.

 

الآيات (26-31) :-

وحارب يواب ربة بني
عمون واخذ مدينة المملكة. وأرسل يواب رسلا إلى داود يقول قد حاربت ربة وأخذت أيضا
مدينة المياه. فالان اجمع بقية الشعب وانزل على المدينة وخذها لئلا اخذ أنا
المدينة فيدعى باسمي. فجمع داود كل الشعب وذهب إلى ربة وحاربها وأخذها. واخذ تاج
ملكهم عن رأسه  وزنه وزنة من الذهب مع حجر كريم  كان على راس داود اخرج غنيمة
المدينة كثيرة جدا. واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس
حديد وأمرهم في أتون الأجر وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون ثم رجع داود وجميع الشعب
إلى أورشليم.

نعود
الآن إلى خبر الحرب مع بنى عمون الذى بدأه فى (2صم1:11) فنجد يوآب قد هزم بنى
عمون.

ويبدو
أن مدينة ربة كان لها سور يحيط بها ويحيط بمدينة صغيرة أى حى صغير ولهُ سور أيضاً
يشمل خزان الماء أو الآبار التى تمد المدينة بالماء. وعندما سقطت مدينة المياه فى
يد يوآب كان منطقياً أن تسقط مدينة ربة: مدينة المملكة(عاصمتها) بعد إنقطاع
المياه عنها. وعندئذ أرسل يوآب يستدعى داود ليأتى ويدخل هو المدينة لئلا يقال أن
يوآب هو فاتح المدينة وليس داود. وكل مسيحى عليه أن ينسب إنتصاره للمسيح. بل كل
نجاح ينسب للمسيح وليس لنا. وربما حملت كلمات يوآب نوع من التحذير لداود أى إن
أردت أن تكون ملكاً فإنزل وحارب. لقد تجرأ يوآب على داود جداً. وفى (30) تاج
ملكهم:
كان وزنهُ وزنة من الذهب فكيف يضع داود هذا الثقل على رأسه (حوالى 45
كجم).

1–  قيل أن إثنان من عظماء داود أمسكا التاج ورفعاه على رأسهِ
علامة تسلطه على بنى عمون وقد فعلا هذا لبعض الوقت ثم أنزلاه. وهذا رأى معظم
المفسرين.

2–  قد يكون التاج خفيفاً ولكنه مملوء جواهر وقيمة الجواهر به
تعادل وزنة ذهب.

3–  قيل أن كلمة تاج ملكهم هى تاج ملكومهم أى إلههم وهذا تمثال
وثن يمكن وضع هذا التاج عليه.

وفى
(31) وضعهم تحت مناشير ونوارج حديد: غالباً معنى هذا أنه إستخدمهم فى تقطيع
الأشجار بالمناشير والدراس بالنوارج أى إستخدمهم فى عبودية مرة. ولكن فى (1أى3:20)
الأية صريحة أن داود نشرهم بالمناشير وهذه بلا شك قسوة ولكنهم يستحقونها فهم كانوا
يقدمون أولادهم ضحايا حية لإلههم ملكوم. إذ كانوا يحرقونهم أمامه أحياء. ولكن على
كل الأحوال فهى قسوة مرفوضة من داود الذى يرمز للمسيح لكن عادة ما تقترن القسوة مع
خطية الزنا. وكان داود خارجاً من خطية الزنا وقتل أوريا ولم يرجع لسابق رحمته
بالتوبة بعد ولكن من المؤكد بعد أن عاد لحياة التوبة رجعت لهُ رحمته ومحبته ورقة
قلبه.

 

 

الآيات
(15-22) :-

وكانت أيضا حرب بين
الفلسطينيين وإسرائيل فانحدر داود وعبيده معه وحاربوا الفلسطينيين فاعيا داود.
ويشبي بنوب الذي من أولاد رافا ووزن رمحه ثلاث مئة شاقل نحاس وقد تقلد جديدا افتكر
أن يقتل داود. فانجده ابيشاي ابن صروية فضرب الفلسطيني وقتله حينئذ حلف رجال داود له
قائلين لا تخرج أيضا معنا إلى الحرب ولا تطفئ سراج إسرائيل. ثم بعد ذلك كانت أيضا
حرب في جوب مع الفلسطينيين حينئذ سبكاي الحوشي قتل ساف الذي هو من أولاد رافا. ثم
كانت أيضا حرب في جوب مع الفلسطينيين فالحانان بن يعري ارجيم البيتلحمي قتل جليات
الجتي وكانت قناة رمحه كنول النساجين. وكانت أيضا حرب في جت وكان رجل طويل القامة
أصابع كل من يديه ست وأصابع كل من رجليه ست عددها أربع وعشرون وهو أيضا ولد لرافا.
ولما عير إسرائيل ضربه يوناثان بن شمعي أخي داود. هؤلاء الأربعة ولدوا لرافا في جت
وسقطوا بيد داود وبيد عبيده.

غالباً
كانت هذه الحروب فى نهاية حكم داود. فداود أخضع الفلسطينيين ولكن غالباً كانوا إذا
وجدوا فى وسطهم جبار قادر على قيادتهم مثل جليات كانوا يتمردون. وهذه الحروب كانت
حروب تأديب وإخضاع غالباً ضد ثوراتهم وتمردهم. ولكننا نجد داود هنا قد شاخ: فأعيا
داود:
وكاد يشبى بنوب أن يقتله لولا أن أنجده قائده أبيشاى.
حينئذ حلف رجال داود ألا يخرج معهم إلى الحرب. حتى لايطفئ سراج إسرائيل فهو
بحكمته ونور قداسته ومحبته وعدالته هو نور وسراج إسرائيل. وقوله إنحدر داود من
جبال يهوذا إلى سهل الفلسطينيين:
يُظهر أنها حرب تأديب على تمرد. ويبدو أن
داود بعد أن سقط فى موضوع أوريا إذ زنا مع زوجته أثناء حرب الشعب مع بنى عمون
بينما هو لم ينزل إلى ساحة الجهاد وكان يتمشى على السطح قرر أن ينزل كل معارك شعبه
ويستمر فى جهاده حتى آخر عمره. ولذلك نجد داود هنا يحارب وهو فى شيخوخته وهكذا على
كل واحد منّا أن يستمر فى جهاده حتى آخر نسمة فى حياته فيقول مع بولس الرسول جاهدت
الجهاد الحسن، أكملت السعى، حفظت الإيمان. أخيراً وضع لى إكليل البر. أولاد
رافا:
رافا معناها الجبار لذلك يظن أنه جليات وكان أولادهُ الأربعة جبابرة
مثلهُ. تقلد جديداً: أى تقلد سيفاً جديداً. ويقال أن جديداً هى كلمة عبرية
تشير إلى سلاح كان وقتها جديداً. سراج إسرائيل: وجود سراج فى بيت يشير إلى
أن البيت به سكان وإنطفاء السراج يشير أن البيت بلا سكان أى لو مات داود تسقط
المملكة كلها وداود الآن مثل المصباح يهدى طريق إسرائيل. وفى (19) الحانان قتل
جليات
بالرجوع إلى (1أى5:20) نجد الأية بالتفصيل ونجد أن الحانان قتل أخو
جليات ويبدو أن أخيه كان مثله فى الطول وجباراً مثله فسمّى بالشهرة جليات. ؟ ففى
آية (19) حين يقول أن ألحانان قتل جليات يُفهم أنه قتل أخوه المشهور بأسم جليات
أيضاً ولأن قصة جليات مع داود هى المشهورة جداً والمعروفة جداً. يوناثان بن
شمعى أخى داود
آية (21) هو أخو يوناداب بن شمعى (2صم3:13) وبينما كان يوناثان
محارب شجاع وسَجّل الكتاب إسمه فى سجل الشرف نجد أن يوناداب لهُ مشورات ردية على
أمنون إذ علّمه كيف يزنى مع أخته ثامار. وقوله أخى داود فهو قريبه بالجسد لأن شمعى
(شمة) أخو داود فيكون داود هو عم يوناثان بن شمعى.

ملحوظة:-
فى (13) قوله عظام المصلوبين لا يعنى بقائهم على الصلبان
حتى يتحولوا إلى عظام فكلمة عظام تعنى جثث الموتى (1مل31:13). فليس معنى كلام
الرجل أن يدفنوه بعد أن يصير عظاماً.

 

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كوة كويى ى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي