تَفْسِير
سِفْرُ أَسْتِير

 

*المسرح
التي تجري عليه حوادث سفر إستير يقع في قصر شوشن أو سوسا في عيلام. وشوشن هي إحدي
العواصم الثلاثة للإمبراطورية الفارسية. وهو كأسفار دانيال وعزرا ونحميا يقدم لمحة
عن تاريخ اليهود في بابل وفارس من وجهة نظر شخص صاحب نفوذ في القصر الملكي وخبير
في تقاليده وممارساته.

*يُقال
أن اسم إستير من أصل هندي قديم معناه " سيدة صغيرة " وإنتقل إلي
الفارسية ليعني (كوكب) ويبدو أنها حملت هذا الإسم بعد أختيارها ملكة أما اسمها
العبري فهو هدسة ويطلق علي شجرة الآس الجميلة. وربما صارت عادة عند اليهود من أيام
السبي أن يتسمي الشخص بإسمين أحدهما يهودي والأخر أممي مثل يوحنا/مرقس، شاول/بولس،
يسوع/يسطس.

*إستير يرجح أنها من سبط
بنيامين وُلدت في أرض السبي وتبناها مردخاي ابن عمها ورباها في مدينة شوشن عاصمة
فارس.

*هناك رأيان في كاتب هذا
السفر. فقد جاء في التلمود أن كاتب هذا السفر هو المجمع العظيم الذي يرأسه عزرا.
والقديس أغسطينوس يري أنه من وضع عزرا الكاتب. بينما يرجح الكثير من الآباء ما
نادي به يوسيفوس المؤرخ اليهودي أنه من وضع مردخاي نفسه. ومن بين هؤلاء الأباء
القديس إكليمنضس الإسكندري. وما يؤكد وجهة النظر الأخيرة أن كاتب السفر هو مردخاي
نفسه الآية(20:9) وهي تنص علي أن مردخاي كتب هذه الأمور وأرسلها في رسائل إلي جميع
اليهود في كل بلدان الملك أحشويرش. وهناك إثبات آخر فهذا السفر لم يذكر فيه اسم
الله لأن كاتبه لم يفضل أن يتحدي مشاعر الملك وحاشيته، أو أن السفر كُتب في فترة
كان من الخطر فيها ذكر إسم الرب (دا 7:6-17). ومن 2:10 نجد أن الأخبار سجلت في
سجلات الحكومة وغالباً فكاتب السفر إستقي معلوماته من سجلات الحكومة أي من مستندات
القصر الفارسي. والكاتب واضح أنه يهودي عاش في بلاد فارس وله إلمام تام بأسماء
مستشاري الملك وتفاصيل القصر الملكي، كما إستخدم كلمات فارسية ويكتب بدقة عن
تفاصيل خاصة بأثاثات القصر بشوشن فهو رأي القصر بنفسه وسجل هذه الأمور الدقيقة
)وهذا القصر
دمرته النيران بعد إغتيال الملك بأربعين عاماً أي سنة 425 ق. م.
) كل هذه
الأمور تشير أن كاتب السفر هو مردخاي الذي عينه الملك أحشويرش كرئيس لوزرائه وهو
الذي كتب هذه الأمور ووزعها. وكمسؤل رسمي تحاشى أن يذكر اسم الله حتي لا يثير
أعداؤه حوله. ولو كان عزرا هو كاتب السفر لما تردد وهو يكتب في أورشليم أن يذكر
اسم الله في السفر. ولكن وإن لم يُذكر اسم الله في سفر إستير فإنه من الواضح أن
الكاتب يشرح والأحداث تنطق بأن إصبع الله كان يحرك الأحداث ليخلص شعبه.

*السفر ينطق بأن الله يحرك
الأمور ليخلص شعبه ويشهد لعناية الله بأولاده، بل أن الله يحول شرور أعدائهم ضدهم
إلي خلاص ومجد لهم ومن أمثلة رعاية الله لهم في الأحداث

1-اختيار فتاة مسكينة
لتصير ملكة ثم تنقذ هذه الملكة شعبها.

2-الملك
يقدم القضيب الذهب لإستير عند دخولها عليه ولا يؤذيها بل يقبل طلباتها.

3-إكتشاف مردخاي مؤامرة ضد
حياة الملك ويكشفها للملك وينقذ حياته.

4-قلق الملك وذهاب النوم
من عينه. . . . . . الخ كل هذا ليس مصادفة بل نري يد الله وراء الأحداث "فكل
الأمور تعمل معا للخير للذين يحبون الله".

5-تحول قلب الملك فبعد أن
كان صديقاً لهامان إنقلب ضده بل صار صديقاً لشعب الله.

 

*الملك الفارسي في
سفر إستير.

هو
أحشويرش (زركسيس) 486-465 ق. م. ويذكر التاريخ أن هذا الملك كان له زوجة اسمها
أمستريس أشار إليها هيرودوت كملكة سنة 479 ق. م. أي في السنة السابعة لملكة. وكان
معروفاً أن هذا الملك يتصف بحدة الطبع وهو متقلب في أهوائه يسلك في خلاعة مما
يتطابق مع الأوصاف المذكورة عنه في سفر إستير.

ولكن
كيف نوفق بين التاريخ الذي يذكر أن زوجة هذا الملك هي إمستريس وبين ما ذكره سفر
إستير أن زوجته اسمها وشتى وقد تركها ليتزوج بإستير؟ يري كثير من الدارسين أن كلمة
وشتي ليست اسم للملكة بل لقباً خاصاً بها بسبب جمالها الفائق وتعلق الملك بها.
ولعل اسم الملكة الحقيقي يظل هو أمستريس أما وشتي فهو مجرد لقب. أما خلع الملكة
وشتي فكان لفترة مؤقتة ملكت خلالها إستير (لتنفذ خطة الله لخلاص شعبه) ولعل إستير
ماتت بعد هذا وأعاد الملك زوجته أمستريس (وشتي) بعد ذلك لملكها خصوصاً أنه كان
يحبها بشدة، أي أن خلعها كان مؤقتاً. وملكت إستير أيضاً مؤقتاً لتنفيذ خطة إلهية.
وكون إن التاريخ يذكر أمستريس كملكة لا ينفي وجود ملكة أخري. خصوصاً أن وشتي تركت
الملك في السنة الثالثة للملك (3:1) وذلك قبيل ذهابه للحرب مع اليونان وملكت إستير
بعد عودته في السنة السابعة (16:2) ونفهم من الكتاب أنها ظلت ملكة حتي السنة12 من
ملكه (7:3+3:5). والكتاب لا يشير لما حدث خلال السنوات الثماني الأخيرة من ملك
أحشويرش فربما عادت وشتي للملك كما ذكرنا بعد أن حققت إستير رسالتها. وكون أن
المؤرخين يسجلون أن إمستريس كانت ملكة حتي السنة السابعة فلأن إستير لم تكن قد
ملكت حتي السنة السابعة. ووشتي (أمستريس) لم تطرد من القصر بل رفض الملك أن يجعلها
ملكة. وكان للملك بيت للنساء (نسائه وجواريه) تكون إحداهن ملكة ولا يعقل أن الملك
حين يرفض وشتي يطردها خارج القصر ليتزوجها غيره، بل هي ظلت في القصر.

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد قديم سفر إرميا هل الله مخادع ع

*المشكلة
التي يثيرها نقاد الكتاب المقدس عدم ذكر اسم الله في السفر نهائياً كما لم تذكر
فيه أي صلاة أو تطبيق لشريعة اليهود والرد علي ذلك كما قلنا أنه لا يمكن أن يكون
كاتب السفر غير مؤمن بالله، بل أن من يقرأ السفر يزداد إيماناً بالله وبرعايته
لشعبه حتي وهم في أرض السبي رافضين العودة إلي أورشليم. ولكن لأن الكاتب يأخذ من
أوراق رسمية ويوزع ما كتبه علي كل اليهود في أنحاء المملكة وهو نفسه أي الكاتب له
صفة رسمية فالكتابة أخذت الشكل الرسمي حتي لا تتعارض مع السياسة العامة للدولة
الفارسية في ذلك الوقت. ولكن هناك تفسير روحي لذلك، أن الله قصد أن لا يُذكر إسمه
في هذا السفر إعلاناً عن غضبه من مسلك شعبه الذي فضل البقاء في أرض السبي مفضلين
الإهتمام بمصالحهم الخاصة وتجارتهم عن ذهابهم لأورشليم وإلي الهيكل فهو كأنه يحجب
وجهه عنهم. ولكن هو ما زال يعتني بهم ويتدخل لخلاصهم حتي ولو كانوا في أرض السبي.
فسفرا عزرا ونحميا نري فيهما عناية الله بشعبه العائد لأورشليم وسفر أستير نري فيه
رعاية الله بشعبه في أرض السبي ولكن نلاحظ عدم رضا الله والكامل علي بقائهم في أرض
السبي. فهم في أرض السبي لا يستطيعون المجاهرة بأسم الله وتسبيح الله (مزمور5،
4:137) لذلك لم يذكر اسم الله هنا.

 

*إعتراضات
علي قانونية السفر

بالإضافة
لما سبق من إعتراضات أى عدم ذكر إسم الله فى السفر والإعتراض التاريخى بأن إسم
زوجة أحشويرش هو أمستريس هناك إعتراضات أخرى

1-     
كيف لم يعرف الملك جنس أستير ؟ والإجابة سهلة أن
مثل هذا الملك لا يهتم بجنسية المرأة بل بجمالها، وهى مولودة فى أرض السبى وتتكلم
لغة فارس بطلاقة.

2-     
كيف يصدر أمر بإبادة اليهود لينفذ بعد 11 شهراً
؟

كان قصد هامان أن تكون الضربة الموجهة لليهود فى كل المملكة وفى نفس الوقت ولأن
المملكة متسعة جداً ووسائل الإنتقال غير سريعة فهو سأل العرافين ليحددوا له موعد
يكون أمر الإبادة قد وصل لكل أنحاء المملكة ويكون أعداء اليهود قد إستعدوا فيه
لإبادتهم.

3-     
من أين يأتى هامان بمبلغ 10. 000 وزنة من الفضة
ليعطيها للملك؟ وهذا المبلغ يمثل حوالى ثلثى إيراد المملكة الفارسية فى عام !!
والإجابة أن هامان كان يأمل أن يغتصب ممتلكات اليهود ويجمع ثروتهم فيغتنى جداً
ويقدم هذا المبلغ للإمبراطور ليعوضه عن خسائره فى حربه ضد اليونان.

 

دلائل قانونية السفر

1-     
السفر يشير إلى تواريخ الأحداث ويؤيدها بتواريخ
واضحة حسب التقويم الفارسى (23:2 + 1:6 + 2:10) فهى أحداث حقيقية وليست قصة رمزية
كما يتخيل البعض.

2-     
يقدم لنا السفر وصفاً دقيقاً وحياً للعادات
الفارسية والأحوال السائدة فى شوشن (14، 10، 5:1 + 23، 21، 9:2 + 13، 12، 7:3 +
11، 6:4 + 4:5 + 8:8).

3-     
أوصاف الملك فى السفر تتطابق مع ما يعرف عن
اخلاق الملك أحشويرش. وجاءت وليمته فى السنة الثالثة من حكمهُ تطابق تاريخياً
إعداده للحرب ضد اليونان، إذ كان من عادة ملوك الفرس أن يأخذ
وا مثل هذه
القرارت فى وسط الولائم والخلاعة، كما جاء فى تاريخ هيرودوت. ثم إذ عاد فى ربيع
السنة السابعة من حكمه من حملته ضد اليونان أقام الوليمة الخاصة بأستير.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ استفانوس 1

4-     
يقدم لنا السفر تفسيراً مقبولاً لنشأة عيد
الفوريم الذى كان يمارس فى عصر يوسيفوس فى كل أنحاء العالم المعروف فى ذلك الحين،
وقد ع
ُرف هذا
العيد فى أيام المكابين عام 160 ق. م (2 مك 36:15) ودعى بعيد مردخاى. فإن كان عيد
الفوريم حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها فما هو سر نشأته؟.

5-     
يسرد السفر حوادث القصة بدقة فائقة مبيناً كل
الظروف المحيطة ذاكراً أسماء رجال البلاط الفارسى وأمرائه (14، 10:1) فهى إذاً قصة
حقيقية وليست رمزية.

6-              
إكتشفت حديثاً نقوش فارسية ذكر فيها إسم مردخاى
كأحد رجال البلاط الفارسى أثناء حكم زركيس مما يؤيد تاريخية السفر.

7-              
السفر مقبول عند كلا اليهود والمسيحيين كسفر
قانونى عبرالعصور.

8-              
السفر يشهد لعناية الله ويمجد الله الذى يعتنى
بشعبه فى كل مكان.

أقام
الملك أحشويرش وليمتان الأولى قبل حربه مع اليونان ليخطط للحرب ضد اليونان وفيها
طلب أن تأتى وشتى الملكة ورفضت وشتى الحضور فرفضها الملك من الملك. والوليمة
الثانية كانت للإحتفال بأستير وكانت بعد عودة الملك من حرب اليونان وهزيمته فيها
وعاد ليحيا فى الخلاعة وينسى أتعاب الحملة وخسائرها (راجع 3:1 + 18:2).

 

السفر
يمكن فهمه بطريقتين او تفسيره بطريقتين

أولاً
التفسير التاريخى

نرى
فيه الملك كملك مستهتر يعطى خاتمه لشخص فاسد مثل هامان وهامان يستغل هذا فى تنفيذ
مشوراته الشريرة، بينما الملك مستغرقاً فى خمره باحثاً عن ملذاته، غير مهتماً
بآلام شعبه، لا مانع لديه أن يوقع على قرار لإبادة شعب بأكمله، يعد أستير أن تطلب
أى شىء فيعطيها حتى
نصف المملكة لأنه فرح بها وبجمالها ومن جهة أخرى
نرى يد الله العجيبة التى ت
ُسيَر مجرى
الأحداث فهو هناك فى أورشليم مع عزرا ونحميا يساندهم فى رحلة سفر الشعب إلى
أورشليم يحميهم فى الطريق ويساند عزرا فى تجميع الكتاب المقدس ووضع تشريعات للشعب
وتعليم الشعب وإصلاح احواله الدينية ليصير شعباً مقدساً للرب ويساند نحميا فى بناء
الأسوار ليحمى شعبه ويسانده فى تعمير أورشليم ويساند زربابل ويشوع قبلهما فى بناء
الهيكل وقيادة المسيرة الأولى للعائدين من السبى و
نراه فى بابل أو
فى فارس مسانداً شعبه ويحميهم من مؤامرات أعدائهم مثل هامان حتى وإن كان غير راضٍ
عن بقائهم فى السبى.

 

ثانياً:-
التفسير الرمزي

تتكامل
اسفار عزرا ونحميا وإستير لتعرض سورة للخلاص الذي قدمه السيد المسيح
لكنيسته عروسه. ولنري
المعاني الرمزية للاشخاص.

1-              
عزرا يمثل المسيح الكاهن
الذي قدم نفسه ذبيحة ليعيدنا الي أورشليم السماوية.

2-     
نحميا يمثل المسيح الملك
الذي حكم وملك علي شعبه وهو يمثل المسيح الذي اخلي ذاته لي
نزل الي شعبه
في مذلته.
فقد ترك قصر
الملك ليذهب لاخوته في أورشليم الخربة مثل المسيح الذي اتي لنا في عالمنا الذي
خربته الخطية.

3-     
مردخاي يمثل المسيح الملك الذي
بعد ان انقذ شعبه وخلصه صعد ليجلس عن يمين الآب فمردخاي بعد أن خلص شعبه من مؤامرة
هامان رفعه الملك ليجلس في قصره بعد أن كان متضعاً جالساً علي باب الملك.

4-              
إستير تمثل الكنيسة عروسة
المسيح التي جعلها المسيح ملك
ة. بعد أن كانت بلا اب وبلا ام مولودة في
ارض السبي (حز 16).

5-              
وشتي تمثل شعب اليهود الذي
رفض من اجل ان تصير الكنيسة عروس المسيح

6-     
هامان بمؤامرته ضد شعب الله
صار مثلا للشيطان الذي كان قتالاً للناس منذ البدء. والشيطان بخداعه للانسان سبب
الموت للانسان لكن جاء المسيح ليخلصنا. وكل مؤامرات هامان ضد الشعب والعمونيين
والمؤابيين… الخ ضد نحميا وعزرا والشعب ما هي الا
صورة لمقاومة
الشيطان الدائمة للكنيسة ومقاومة اليهود للمسيح وكنيسته، بل هي صورة لمقاومة
الشيطان في كل زمان ومكان لكنيسة الله

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر المزامير 69

7-     
عزرا ونحميا +زربابل ويشوع:- يمثلان
المسيح الملك والمسيح الكاهن الذي يقيم ويؤسس كنيسته ويبني اسوارها ويعيدها من ارض
السبي بعد ان كانت خربة. ونلاحظ ان نبوة حجي وزكريا وهما من انبياء بعد السبي كانت
عن بناء هيكل الله والمسيح هو الذي اقام هيكل جسده أي كنيسته وطهره وقدسه كما طهر
نحميا الهيكل.

8-     
الولائم الثلاث:- وليمة
احشويرش الاولي تمثل فرح هذا العالم الزائل، ووليمة استير للملك تمثل وليمة الصليب
المحطمة لابليس (هامان) ووليمة الفوريم تمثل وليمة القيامة العامة المفرحة.

ان
مؤامرة هامان لابادة وقتل الشعب كله كانت رمزاً لمؤمرة وخطة ابليس لاهلاك آدم
ونسله. ولقد سقط الانسان فعلاًً تحت حكم الموت. وكما صارت هناك مناحة عظيمة ع
ند اليهود
بسبب قرار هامان لابادتهم صار الجنس البشري كله في حزن عظيم بسبب ما آلت اليه احواله
بسبب خطيته وبسبب انه أًسلم الي الباطل (رو12:5+20:8) وكانت آلام اليهود بسب
ب مؤامرة
هامان صورة خفيفة للموت الذي سقطنا فيه
بخداع الشيطان فصرنا
جميعاً دون استثناء تحت حكم الموت، حتي ان كل من ينظر الي نفسه والي طبيعته
الشريرة التي سقط فيها يصنع مناحة عظيمة ويبكي ليلاً ونهاراً. ولقد اعد هامان
صليباً ليصلب مردخاي حاسباً انه بذلك يشهره ويبيده، ولكن حكم الموت والعار عاد
اليه، وهكذا اعد الشيطان صليب ليصلب عليه رب المجد وفرح به. ولكن كما كان الصليب
الذي اعده هامان لمردخاي سبباً ليدخل مردخاي الي قصر الملك ويتمجد هكذا صار صليب
المسيح هزيمة لإبليس ومجداً للمسيح وكنيسته (كو 15، 14:2) كما تحول بكاء اليهود
لافراح هكذا بصليب رب المجد تحولت احزان العالم الي افراح وامجاد.

وتتمة السفر في الترجمة السبعينية

جاء
في الترجمة السبعينية تتمة للسفر لم ترد في النص العبري اغلبها نصوص صلوات ورسائل
واحلام، وقد جعلها القديس جيروم كملحق في نهاية السفر في ترجمته اللاتينية.

 

تتمة
سفر إستير

 

المقدمة

·       
يحوى الكتاب المقدس طبعة بيروت سفر إستير حتى
الإصحاح العاشر آية (4).

·       
وتبدأ الأسفار القانونية الثانية من الآية
(5:10) حتى نهاية الإصحاح السادس عشر.

·   
تتضمن هذه الأجزاء المحذوفة ذكر حلم مردخادي ونص
رسالة الملك التي أشار إليها سفر إستير في  (14:3) ولكنه لم يورد نصها. وفي هذه
الرسالة يعطي الملك لهامان عدو شعب الله السلطة كي يبيد الشعب. ونجد هنا نص صلاة
مردخاي الوارد ذكرها في (17:4) دون أن يرد النص. وفي الإصحاح (14) نص صلاة إستير
التي لم توردها نسخة بيروت. ويتضمن الإصحاح التالي كيف أنقذت الملكة شعبها. وفي
الإصحاح السادس عشر نص الرسالة المشار إليها في (إس13:8) وفيها يكشف الملك كذب
هامان وخديعته ومؤامرته وفشل دسائسه.

·   
الأجزاء المحذوفة من السفر والتي نحن بصددها هي
أصلاً كانت داخلة ضمن سفر إستير ولكنها لأسباب متعددة جمعت ووضعت في نهاية السفر.
وربما سبب وجود هذه الأجزاء منفصلة أن اليهود فصلوها عن السفر الأصلي، لأن الأجزاء
المفصولة أو ما تسمى تتمة السفر هي أجزاء يذكر فيها إسم الله كثيراً. وكان هذا
بسبب أن عيد الفوريم قد تحول لحفلات صاخبة لليهود والوثنيين معهم. ولذلك أسماه
العرب بعيد المساخر. وكان السفر يستخدم في هذا العيد ويقرأونه فيه، فلإحترامهم
لإسم الله فصلوا الأجزاء التي تحتوي على إسم الله. وهناك سبب آخر أوقع أن مردخاي
حين كتب السفر نشر الأجزاء التي لم تتضمن إسم الله حتى لا يثير الفرس وقتها. وكان
مردخاي ينقل عن أوراق رسمية في قصر الملك لا يذكر فيها إسم الله وأضاف الباقي بعد
ذلك.

إقتباسات إستخدمت في ليتورجية الكنيسة:

1.  (15:13-17)
"أيها الرب .. إرحم شعبك. .لا تهمل نصيبك.. إعطف على نصيبك وميراثك.."
هذه تستعملها الكنيسة في البركة التي يقولها الكاهن في نهاية الصلوات الجماعية في
العهدين القديم والجديد "خلص شعبك، بارك ميراثك، إرفعهم.."

2.  (19:14)
"فإستجب لأصوات الذين ليس لهم رجاء غيرك.." هذه تستعملها الكنيسة في
أوشية المرضى "يا رجاء من ليس له رجاء، معين من ليس له معين.."

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي