الإصحاح
الثامن

 

الايات
(1-2): "في ذلك اليوم اعطى الملك احشويروش لاستير الملكة بيت هامان عدو
اليهود، واتى مردخاي الى امام الملك لان استير اخبرته بما هو لها. ونزع الملك
خاتمه الذي اخذه من هامان واعطاه لمردخاي واقامت استير مردخاي على بيت
هامان".

هامان ثبت
أنه يخطط ضد سلام المملكة. ومردخاى ثبت أنه أنقذ حياة الملك ورمزيًا: إن كان إبليس
هامان الحقيقى، قد وضع فى قلبه أن يغتصب قلب الإنسان ويرثه بعد أن يحطمه ويهلكه،
فخلال وليمة الصليب إستولى الإنسان على مركز الشيطان قبل السقوط وصار كمن قد دخل
إلى الطغمات السماوية كواحد منها. ولقد سقط العدو إلى الهاوية ليقوم الإنسان
ويرتفع إلى السماء ويملك عوض العدو الساقط. إن كان الشيطان قد أقام نفسه رئيسًا
لهذا العالم بإغراءات الخطية (يو 31:12 ) مغتصبًا بيت الإنسان الذى وهبه لنا الله
لنسكن فيه بسلطان، فخلال وليمة الصليب لم يسترد الإنسان بيته فحسب إنما إرتفع إلى
السماء.

 

الايات
(3-8): "ثم عادت استير وتكلمت امام الملك وسقطت عند رجليه وبكت وتضرعت اليه
ان يزيل شر هامان الاجاجي و تدبيره الذي دبره على اليهود. فمد الملك لاستير قضيب
الذهب فقامت استير ووقفت امام الملك. وقالت اذا حسن عند الملك وان كنت قد وجدت
نعمة امامه واستقام الامر امام الملك وحسنت انا لديه فليكتب لكي ترد كتابات تدبير
هامان بن همداثا الاجاجي التي كتبها لابادة اليهود الذين في كل بلاد  الملك. لانني
كيف استطيع ان ارى الشر الذي يصيب شعبي وكيف استطيع ان ارى هلاك جنسي. فقال الملك
احشويروش لاستير الملكة ومردخاي اليهودي هوذا قد اعطيت بيت هامان لاستير اما هو
فقد صلبوه على خشبة من اجل انه مد يده الى اليهود. فاكتبا انتما الى اليهود ما
يحسن في اعينكما باسم الملك واختماه بخاتم الملك لان الكتابة التي تكتب باسم الملك
وتختم بخاتمه لا ترد".

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ى يوحنا المعمدان ن

لقد مات
هامان ولكن المشكلة باقية فالقرار الذى وقعه الملك بإبادة اليهود مازال سارى
المفعول لأن الكتابة التى تكتب بإسم الملك وتختم بخاتمه لا ترد. لذلك جاءت إستير
للملك باكية لينقذ شعبها وبحكمتها لم تثير الملك قائلة "إنقذ شعبى من قرارك
الظالم. بل أن يزيل شر هامان وتدبيره، فهى نسبت الشر لهامان وليس للملك وهنا هى
ترجو الملك أن يجد طريقة يرفع بها الشر عن اليهود وكان رد الملك عليها "هوذا
قد أعطيت بيت هامان لإستير، ليثبت حسن نيته ومحبته لكن واضح أن الملك لم يكن يعلم
كيف يحل هذه المشكلة التى وضع نفسه فيها. فهو وقع قرار بإبادة اليهود والآن هو لا
يريد إبادتهم وإلا قتل زوجته المحبوبة ضمنًا وقرارات الملوك لا ترد. ولقد وجد
الملك أسهل حل أن يترك حل المشكلة لمردخاى وأستير = فأكتبا أنتما إلى اليهود ما
يحسن فى أعينكما.

 

الايات
(9-14): "فدعي كتاب الملك في ذلك الوقت في الشهر الثالث اي شهر سيوان في
الثالث والعشرين منه وكتب حسب كل ما امر به مردخاي الى اليهود والى المرازبة
والولاة ورؤساء البلدان التي من الهند الى كوش مئة وسبع وعشرين كورة الى كل كورة
بكتابتها وكل شعب بلسانه والى اليهود بكتابتهم ولسانهم. فكتب باسم الملك احشويروش
وختم بخاتم الملك وارسل رسائل بايدي بريد الخيل ركاب الجياد والبغال بني الرمك.
التي بها اعطى الملك اليهود في مدينة فمدينة ان يجتمعوا ويقفوا لاجل انفسهم و
يهلكوا ويقتلوا و يبيدوا قوة كل شعب وكورة تضادهم حتى الاطفال والنساء وان يسلبوا
غنيمتهم. في يوم واحد في كل كور الملك احشويروش في الثالث عشر من الشهر الثاني عشر
اي شهر اذار. صورة الكتابة المعطاة سنة في كل البلدان اشهرت على جميع الشعوب ان
يكون اليهود مستعدين لهذا اليوم لينتقموا من اعدائهم. فخرج البريد ركاب الجياد
والبغال وامر الملك يحثهم و يعجلهم واعطي الامر في شوشن القصر".

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سلَّ استل ل

كان الحل أن
يصدر الملك مرسومًا جديدًا يعطى لليهود الحق أن يحاربوا أعدائهم لذلك قامت حرب بين
اليهود وأعدائهم بسبب أن هناك أمرين متعارضين وما حدث ما هو إلا بربرية ووحشية
ولكن هذه هى عادات العصور القديمة وإن أثبتت شىء ستثبت فساد القوانين التى كانت
تحكم هذه البلاد. فما معنى أنه لا تغيير لقانون أصدره الملك، فهذا القانون ضد
المنطق الإنسانى فمن هو الإنسان الذى لا يخطىء؟ وهنا ثبت أن الملك كان قراره خاطىء
وندم هو نفسه على قراره. وكان نتيجة القراران المتعارضان حرب أهلية بأمر الملك
ولقد إستعد الطرفان جيدًا لهذه المعركة. فكان متبقيًا على ميعاد المعركة أكثر من
ثمانية أشهر فالقرار الثانى صدر بعد الأول بحوالى شهرين ونصف الشهر. حقًا ما حدث
هو وحشية وبربرية أثبتت كبرياء الإنسان الفارغ الذى به تصور ملوك فارس أنهم لا
يخطئون ولكن ما حدث هو صورة رائعة يكمل بها الرمز فى قصة إستير.

فمعركة
الصليب هُزم فيها الشيطان وُقيد بسلاسل (رؤ 2 1-20) لكن كان لابد وأن تجاهد
الكنيسة، وتحارب ضد هذا العدو المهزوم اليائس حروبًا روحية (أف 10:6-18). وليكمل
الرمز أكثر راجع الآية 3:9 وكل رؤساء البلدان والمرازبة والولاة وعمال الملك
ساعدوا اليه. ودعى = هذه ترمز لأننا فى معركتنا مع إبليس يساندنا الملائكة
والقديسين وكل جنود

الملك
السماوى وهذا ما قصده بولس الرسول بقوله " لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من
الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر
بالصبر فى الجهاد الموضوع امامنا (عب 1:12).

وفى آية 10:
الرمك = جمع رمكة أى الفرس التى تتخذ للنسل وفى آية (11) حتى الأطفال والنساء وأن
يسلبوا غنيمتهم = القرار صدر بنفس كلمات قرار هامان الأول ليكون للقرار قوة معادلة
للقرار الأول (راجع 13:3) ويكون فى يد اليهود قرار بنفس القوة التى للقرار الذى فى
يد أعدائهم. ولكن اليهود لم يفعلوا هذا بأعدائهم.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر العدد 10

 

الايات
(15-17): "وخرج مردخاي من امام الملك بلباس ملكي اسمانجوني وابيض وتاج عظيم
من ذهب وحلة من بز وارجوان وكانت مدينة شوشن متهللة وفرحة. وكان لليهود نور وفرح
وبهجة وكرامة. وفي كل بلاد ومدينة كل مكان وصل اليه كلام الملك وامره كان فرح
وبهجة عند اليهود وولائم ويوم طيب وكثيرون من شعوب الارض تهودوا لان رعب اليهود
وقع عليهم".

فرحت شوشن
بمردخاى بدلا من هامان فغالبًا إشتهر هامان بشره وجشعه والشعب فرح بخلاصه من هذا الشرير
الذى كان قد إستولى على عقل الملك. ورمزيًا: لم يكن ممكنًا لمدينة شوشن أن ينزع
عنها ثياب الحداد وتدخل إلى حياة التهليل والفرح ما لم يتمجد مردخاى أولا أمام
الملك ويرتدى اللباس الملوكى والتاج الذهبى والحلة التى من البز والأرجوان. وهكذا
ما كان للكنيسة أن تتمتع بالتهليل السماوى والفرح الروحى ما لم يتمجد عريسها
المسيح يسوع ويرتفع لأبيه، فهو كما انه من أجلنا أخلى ذاته فمن أجلنا أيضًا تمجد
لكى يمجدنا معه. الإسمانجونى = لون سماوى إشارة للمسيح الذى نزل من السماء وصعد
إلى السماء. والأبيض = رمز البر والقداسة والبز والأرجوان = لباس الملوك والمسيح
أعطى هذه الصفات لكنيسته فبه نصير ملوكًا (رؤ 6:1 ) ونلبس طبيعة سماوية نقية.

كثيرون
تهددوا = إذ رأى الأمم ما صنعه الرب مع اليهود آمنوا به. وهكذا إذ تمجد المسيح
وصارت للكنيسة الطبيعة السماوية إجتذبت لها الأمم وآمن العالم كله بالمسيح

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي