المزمور الثامن والخمسون

 

هناك
عدة أراء عن المناسبة التي قيل فيها هذا المزمور:-

1.           
قبل أن يبدأ شاول ملاحقته لداود مع جنوده
ليقتله، استخدم القضاة المرتشين ليصدروا حكماً ضد داود بأنه خارج عن القانون وعلى
من يجده أن يقتله.

2.                            
قيل بمناسبة الحكم الظالم الذي أصدره شاول ضد
كهنة نوب الأبرياء.

3.                            
عن طريقة قضاء إبشالوم وأتباعه، إذ عوجوا القضاء
ليجذبوا قلوب الشعب.

 

آية
(1): "أحقا بالحق الأخرس تتكلمون بالمستقيمات تقضون يا بني آدم."

هنا
نجد داود في مرارة يوبخ القضاة أو الحكام الذين يمزجون الكذب بالحق فيعوجوا القضاء
حسب أهوائهم. الحق الأخرس= من يعرف الحقيقة ولا يتكلم. ونجد في هذا نبوة عما فعله
اليهود بالمسيح، تلفيق تهم، وإخفاء حقائق وحكم ظالم ضده.

 

آية
(2): "بل بالقلب تعملون شروراً في الأرض ظلم أيديكم تزنون."

القلب=
أي أفكارهم وشهواتهم وإرادتهم خاطئة، والنتيجة ظلم أيديكم= أعمالكم. فهم في
كلماتهم تجدهم يتكلمون بالحق ولكن أفكارهم ونياتهم وأعمالهم كلها ظلم. ظلم أيديكم
تزنون= كأن القاضي له ميزان ليزن الحق والباطل، وميزان هؤلاء غش.

 

آية
(3): "زاغ الأشرار من الرحم ضلّوا من البطن متكلمين كذباً."

سبق
داود وقال" بالخطية حبلت بي أمي" وهذا عن أن كل مولود يرث خطية آدم ولكن
المقصود هنا بقوله زاغ الأشرار من الرحم= أن هؤلاء القضاة الظالمين ولدوا من أباء
على شكلهم، فالخطية تفشت وسط المجتمع. فالمبادئ الفاسدة التي سادت المجتمع الفاسد
هي الرحم الذي نشأوا فيه.

 

الآيات
(4،5): "لهم حمة مثل حمة الحيّة. مثل الصلّ الأصم يسد أذنه. الذي لا يستمع
إلى صوت الحواة الراقين رقى حكيم."

داود
هنا يشبه هؤلاء الأشرار بالحية التي تسد أذنيها حتى لا تسمع صوت المزمار الذي
يطلقه الراقي ليخرجها ويمنعها أن تطلق سمومها على الناس. (هذه قد تكون أسطورة أو
فكرة عند الناس أن الحيات تستجيب لمزمار الحواة الراقين) والمهم المعنى أن هؤلاء
الأشرار يطلقون سمومهم وكلامهم الردئ المسموم ضد الناس غير سامعين لمشورات الأبرار
بأن يكفوا عن هذا.

 

آية
(6): "اللهم كسّر أسنانهم في أفواههم. أهشم أضراس الأشبال يا رب."

طالما
لا أمل في إصلاحهم فالمرنم يطلب عقابهم حتى لا يستمروا في أذيتهم للأبرياء
وأسنانهم وأضراسهم إشارة لفمهم الذي يطلق الأكاذيب ويأكلوا بها سمعة الأبرياء
فيحطمونهم، فالأشبال تطحن الفريسة بأضراسها.

 

آية
(7): "ليذوبوا كالماء ليذهبوا. إذا فوّق سهامه فلتنب."

الماء
إذا انسكب على الأرض لا يمكن جمعه ثانية. والمرنم يطلب أن تذهب عنهم قوتهم حتى لا
يتسببوا في آذية أحد. وإذا فوق سهامه= فوَّق أي وضع السهم على وتر القوس، أي مستعد
لإطلاقه على الأبرياء. فلتنب= أي تتكسر ولا تصيب أحد.

 

آية
(8): "كما يذوب الحلزون ماشياً. مثل سقط المرأة لا يعاينوا الشمس."

كما
يذوب الحلزون ماشياً= الحلزون هو القوقع. وهذا يفرز مادة لزجة، وبينما هو يسير
تستهلك تلك المادة اللزجة ويتركها وراءه، وبالطبع مع الوقت ستستهلك تلك المادة
ويستهلك القوقع بالتالي (أصل كلمة القوقع المستخدمة هنا فقط في الكتاب المقدس تشير
لفتاة تجرجر ذيل فستانها وراءها. فهذا القوقع يترك على الأرض في سيره مادته اللزجة
حتى يجف وينتهي ويموت). وصلاة المرنم أن يضمحل هؤلاء الأشرار هكذا. بل ليتهم لا
يولدون ويكونون سقط المرأة الذي يموت قبل أن يولد. أو يا ليت خططهم ومؤامراتهم لا
تولد.

 

آية
(9): "قبل أن تشعر قدوركم بالشوك نيئاً أو محروقاً يجرفهم."

الشوك
سريع الاشتعال ولا يبقي كثيراً أمام النار. وهؤلاء الأشرار يا رب فلتجعلهم كالشوك،
ينتهون قبل أن تشعر القدر بنارهم. نيئاً أو محروقاً= الشوك أمام النار يشتعل سواء
كان جافاً أو مازال في خضرته. والمعنى فلتبيدهم يا رب سواء كانوا في بداية
مؤامراتهم أو إذا كانت مؤامراتهم وشرورهم قد نضجت.

 

آية
(10): "يفرح الصدّيق إذ رأى النقمة. يغسل خطواته بدم الشرير."

فرح
الصديق بهلاك الأشرار راجع لأنه رأى قداسة الله وعدم رضاه على الشر فيتشجع لأنه
يسير في طريق الله، ولأن الله يحب طريق الحق. فنجاح طريق الشرير يدفع البار للحزن
ويضعف قلبه، وحين يرى عدل لله يزداد ثقة في أن الله لا يرضى بالظلم. يغسل خطواته
بدم الشرير= الصديق حين يرى عقوبة الشرير أن الله انتقم منه يخاف بالأكثر فيطهر
أعماله خوفاً من أن تكون له نفس عقوبته.

 

آية
(11): "ويقول الإنسان أن للصديق ثمراً. انه يوجد اله قاض في الأرض."

من
ظن أنه ليس هناك مكافأة لمن يعمل أعمالاً صالحة، أو ظن أنه لا عقاب للشرير، الآن
بعد عقاب الشرير سيعرف أن الله يكافئ البار ويعاقب الشرير.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ر رسة ة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي