المزمور الحادي والسبعون

 

كثيرين
ينسبون المزمور لداود ويقولون أنه قاله في أواخر أيامه في فترة آلام مثل فترة
ألامه بسبب إبشالوم (آية18). وفي هذا المزمور اقتباسات من مزامير كثيرة سابقة.

 

الآيات
(1-8): "بك يا رب احتميت فلا أخزى إلى الدهر. بعدلك نجني وأنقذني أمل إليّ
أذنك وخلّصني. كن لي صخرة ملجأ ادخله دائما. أمرت بخلاصي لأنك صخرتي وحصني. يا
الهي نجني من يد الشرير من كف فاعل الشر والظالم. لأنك أنت رجائي يا سيدي الرب
متكلي منذ صباي. عليك استندت من البطن وأنت مخرجي من أحشاء أمي بك تسبيحي دائما.
صرت كآية لكثيرين. أما أنت فملجأي القوي. يمتلئ فمي من تسبيحك اليوم كله من
مجدك."

هي
صرخة للرب لينقذه من أعدائه، فهو يتكل على الله، والكتاب يلعن من يتكل على ذراع
بشر (أر5:17-7). وعليك استندت من البطن= الطفل لا يعرف أن يلقي استناده على الله
وهو بعد في بطن أمه، إنما المعنى أن أنت يا رب حافظ الأطفال الصغار وأنت الذي
حفظتني حتى خرجت إلى هذه الدنيا. ثم حفظتني حتى الآن. وإكمالاً لهذا المعنى، أنني
منذ بدأت أفهم معنى الإتكال عليك يا رب فلم ألجأ لسواك. صوت كآية لكثيرين= كثيرين
صاروا ينظرون لي وينتظروا أن يروا ماذا سوف تكون نهاية هذه الآلام العجيبة التي
أصابت هذا الشخص، وما هي نهاية ثقته في الله، هل سينصره الله عليها أم يتخلى عنه
فيهلك. أو تعنى أنني صرت في نظر الكثيرين عجباً من شدة وهول ما حدث لي. وبهذا
المعنى قال بولس الرسول صرنا منظراً للناس والملائكة (1كو9:4-13). ومع كل آلامه
ففمه مملوء تسابيح لله عن احساناته القديمة وعما ينتظره من أحسانات جديدة.

 

الآيات
(9-16): "لا ترفضني في زمن الشيخوخة. لا تتركني عند فناء قوّتي. لأن أعدائي
تقاولوا عليّ والذين يرصدون نفسي تآمروا معا. قائلين أن الله قد تركه. ألحقوه
وامسكوه لأنه لا منقذ له. يا الله لا تبعد عني يا الهي إلى معونتي أسرع. ليخز ويفن
مخاصمو نفسي. ليلبس العار والخجل الملتمسون لي شراً. أما أنا فأرجو دائما وأزيد
على كل تسبيحك. فمي يحدث بعدلك اليوم كله بخلاصك لأني لا اعرف لها أعداداً. آتي
بجبروت السيد الرب. اذكر برك وحدك."

آية
(9) تشير أن المرنم كتب هذا المزمور وهو كبير سناً. ونلاحظ في (10،11) فيها نبوة
عما حدث للمسيح حين ظن صالبوه أن الله تخلى عنه. يا الله لا تبعد عني. ليخز ويفني
مخاصمو نفسي= إذا رأى أعدائي أنك لم تتركني وأنك كذبت قولهم حينئذ سيخجلون. وفي
تأمل روحي في هذه الآيات، نرى أن الشيخوخة تشير للشيخوخة الروحية والضعف= فناء
قوتي يشير لفترات الفتور الروحي. وعلينا فيهما أن نلجأ إلى الله فلا يتركنا، بل أن
الله يعيد مثل النسر شبابنا فيخزى أعدائنا الشياطين.

 

الآيات
(17-24): "اللهم قد علمتني منذ صباي والى الآن اخبر بعجائبك. وأيضاً إلى
الشيخوخة والشيب يا الله لا تتركني حتى اخبر بذراعك الجيل المقبل وبقوتك كل آت‏.
وبرك إلى العلياء يا الله الذي صنعت العظائم. يا الله من مثلك. أنت الذي أريتنا
ضيقات كثيرة ورديئة تعود فتحيينا ومن أعماق الأرض تعود فتصعدنا. تزيد عظمتي وترجع
فتعزيني. فأنا أيضاً أحمدك برباب حقك يا الهي. أرنم لك بالعود يا قدوس إسرائيل.
تبتهج شفتاي إذ أرنم لك ونفسي التي فديتها. ولساني أيضا اليوم كله يلهج ببرك. لأنه
قد خزي لأنه قد خجل الملتمسون لي شراً."

من
الذي علم داود الراعي الصغير كل هذه الحكمة والمزامير، ومن الذي علم يديه القتال=
اللهم قد علمتني منذ صباي.. وأيضاً إلى الشيخوخة. فالله يعلمنا ويفيض من أحساناته
علينا. وماذا يفعل داود إلى الآن أخبر بعجائبك..ويريد أن يستمر في شهادته لله=
حتىأخبر بذراعك الجيل المقبل= أي يخبر الكل بقوة الله الذي كان يخلصه في كل شدة.
والله له وسائله في التعليم والتهذيب= أنت الذي أريتنا ضيقات كثيرة. فالذي يحبه
الرب يؤدبه (عب6:12،7). بل بعد سقوط آدم تركه الله في يد إبليس يستعبده ويستعبد كل
بنيه ليعرفوا نتائج الخطية، ويكون هذا سبب تأديب لهم وبالتالي سبب خلاص. وقوله
تعود فتحيينا= يشير للمعمودية التي بها نقوم مع المسيح ونولد ولادة ثانية. وقوله
ومن أعماق الأرض تعود فتصعدنا= تشير للتوبة التي بها نترك الخطايا والشهوات
الأرضية لنحيا في السماويات. وكثير من الأحيان تكون الضيقات التي يسمح بها الله
سبب توبة لنا. ويشير هذا لعمل المسيح الذي أنقذ الجنس البشري من أعماق الجحيم=
تعود فتصعدنا (أف6:2). وبعد أن أنحط الجنس البشري بسبب الخطية، كان خلاص المسيح
سبباً أن يعود الإنسان لمركزه السابق كابن لله= تزيد عظمتي. وبعد أن كانت الخطية
سبب حزنه صار الفداء وحلول الروح القدس عليه سبباً في تعزيته= وترجع فتعزيني. وقد
تفهم الآيات بالنسبة لليهود عن خروجهم من أرض مصر ودخولهم إلى أرض الميعاد، أو
رجوعهم من السبي. ومن حل الروح القدس عليه يسبح= فأنا أيضاً أحمدك. ولاحظ سبب
التسبيح= ونفسي التي فديتها.

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد قديم سفر القضاة زرع الملح ح

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي