المزمور الرابع والسبعون

 

هو
صرخة المرنم يستنجد بالله من عدو دنس مقادس الله وهدم معابده. وهذا قد حدث حرفياً
حين دمرت بابل هيكل الرب في أورشليم، ومعنوياً حين دمَّر الشيطان جسد الإنسان.

عنوان
المزمور قصيدة لأساف، قد تعني [1] أن أساف كتبه أيام داود بروح النبوة عما سيحدث
في سبي بابل [2] أن أحد أولاد أساف من فرقته قد كتبه بعد سبي بابل. [3] أن أحد
الأنبياء مثل أرمياء قد كتبه وسلمه إلى فرقة أساف لإنشاده.

ونحن
نصلي بكلمات هذا المزمور نذكر كل كنيسة في محنة وكل نفس بشرية دمرها إبليس.

 

آية
(1): "لماذا رفضتنا يا الله إلى الأبد. لماذا يدخن غضبك على غنم مرعاك."

الله
لا يرفض إلا لو كانت هناك خطية، ولكن حين نرجع إليه يرجع إلينا بإحساناته. وقد
يظهر أن الله يرفض للأبد= ولكن الله يؤدب حتى نتوب فيعود لنا بمراحمه.

 

آية
(2): "اذكر جماعتك التي اقتنيتها منذ القدم وفديتها سبط ميراثك. جبل صهيون
هذا الذي سكنت فيه."

الله
بعد أن أخرج شعبه من مصر صاروا خاصته وشعبه الذي فداه وسكن وسطهم. سبط ميراثك=
يقصد يهوذا التي ميزها الله بوجود الهيكل وسط هذا السبط.

 

آية
(3): "ارفع خطواتك إلى الخرب الأبدية. الكل قد حطم العدو في المقدس."

ارفع
خطواتك= تعال سريعاً لترى كيف حول الأعداء هيكلك المقدس إلى خرب أبدية الكَّل قد
حطَّم= لقد حطَّم العدو كل شئ. ولقد دخل العدو للمقادس التي لا يدخلها سوى رئيس
الكهنة وهذا ينطبق كما قلنا على النفس البشرية التي بدلاً من أن يسكنها الله دخلها
إبليس وخربها.

 

آية
(4): "قد زمجر مقاوموك في وسط معهدك جعلوا آياتهم آيات."

قد
زمجر مقاوموك= دخل الأعداء مقادسك بصيحات الهتاف كأنهم قد انتصروا عليك ولم يعلموا
أن هذا راجع لأنك تخليت عن المكان، ولأنك قدوس لا تقبل الخطية خاصة لو صدرت هذه
الخطية من شعبك. في وسط معهدك= كلمة معهد هي مكان اجتماع شعبك في أصلها اللغوي أو
على الناس المجتمعين أنفسهم. جعلوا أياتهم= رموزهم وراياتهم ورموز ألهتهم في
المكان المقدس جعلوها آيات= علامات في وسط المكان المقدس (دا 31:11).

 

الآيات
(5،6): "يبان كأنه رافع فؤوس على الأشجار المشتبكة. والآن منقوشاته معا
بالفؤوس والمعاول يكسرون."

يبان=
لقد كان جنود بابل وهو يحطمون الهيكل يظهرون أنفسهم بكبرياء وفخر بما يعملونه. لقد
حطموا الخشب المنقوش والمطعم وكان آيةً في الجمال، كما يقطع قاطع الأشجار بفأسه
أشجار الغابة، لم يرحموا منقوشات الهيكل= الخشب المنقوش وهذا ما فعلته الخطية
بالإنسان الذي خلقه الله فكان حسن جداً، وعلى صورة الله.

 

الآيات
(7،8): "أطلقوا النار في مقدسك. دنسوا للأرض مسكن اسمك. قالوا في قلوبهم
لنفنيهم معا. احرقوا كل معاهد الله في الأرض."

أحرقوا
الهيكل بعد أن دمروه. وكان هدفهم الإفناء التام للبشر والهيكل.

 

آية
(9): "آياتنا لا نرى. لا نبي بعد. ولا بيننا من يعرف حتى متى."

كانوا
في ضيقاتهم في القديم يرسل الله لهم نبياً يعزيهم، أما الآن فبسبب خطاياهم تركهم
الله بلا نبي ولا رؤية ولا كلمة تعزية.

الآيات
السابقة أيضاً تشير لما فعله الرومان بالهيكل وبشعب اليهود، وهم الآن بلا رؤية ولا
نبي، أي هم لا يستطيعون فهم أن نبواتهم وكتابهم يشير للمسيح، هم في ظلمة.

 

الآيات
(10-23): "حتى متى يا الله يعير المقاوم ويهين العدو اسمك إلى الغاية. لماذا
ترد يدك ويمينك. أخرجها من وسط حضنك. افن. والله ملكي منذ القدم فاعل الخلاص في
وسط الأرض. أنت شققت البحر بقوتك. كسرت رؤوس التنانين على المياه. أنت رضضت رؤوس
لوياثان. جعلته طعاما للشعب لأهل البرية. أنت فجرت عينا وسيلا. أنت يبّست انهاراً
دائمة الجريان. لك النهار ولك أيضا الليل. أنت هيأت النور والشمس. أنت نصبت كل
تخوم الأرض الصيف والشتاء أنت خلقتهما. اذكر هذا أن العدو قد عيّر الرب وشعبا
جاهلا قد أهان اسمك. لا تسلم للوحش نفس يمامتك. قطيع بائسيك لا تنس إلى الأبد.
انظر إلى العهد. لأن مظلمات الأرض امتلأت من مساكن الظلم. لا يرجعن المنسحق خازيا.
الفقير والبائس ليسبحا اسمك. قم يا الله. أقم دعواك. اذكر تعيير الجاهل إياك اليوم
كله. لا تنس صوت اضدادك ضجيج مقاوميك الصاعد دائماً."

هي
صرخة المرنم حتى يقوم الله ويخلص شعبه. لماذا ترد يدك وعينك= لماذا لا تظهر قوتك
ضد أعدائك. اخرجها من وسط حضنك= هي صرخة العهد القديم لتجسد المسيح يد الله وقوته
ليفني أعداء الإنسان أي الشيطان. ولقد انفتحت عينا المرنم ليرى خلاص المسيح. فهو
الملك منذ القدم، ولكنه أتى ليفعل الخلاص في وسط الأرض شققت البحر= تشير لشق البحر
الأحمر. كسرت رؤوس التنانين على المياه= تشير لهلاك جيش فرعون. ولكن المسيح بتجسده
شق بحر الموت لنعبره آمنين وكسر رؤوس إبليس لوياثان= الحية المتحوية. جعلته طعاماً
للشعب= أي هزمته فصار طعاماً سهلاً فجرت عيناً وسيلاً= يمكن فهمها عن خروج الماء
من الصخرة، أو عن حلول الروح القدس يبست أنهاراً دائمة الجريان= إشارة لشق الأردن وإشارة
لانتهاء سطوة أعداء أولاد الله واصعب الاعداء هو الموت. لك النهار.. والليل..
الصيف والشتاء= فالله هو إله الطبيعة، الكون كله تحت أمره، هو خلقه وأعطاه دورته،
وهو يحكم تعاقب الليل والنهار والصيف والشتاء، والمقصود أنت يا رب قوتك ظاهرة
دائماً، كل شئ تحت سلطانك فإسمح وتدخل ولا تتركنا، وكما أنك أمين في وعودك في
تتالي الليل والنهار، وطلوع الشمس علينا كل يوم، فلا تتركنا في يد أعدائنا. إلا أن
هذه لها تفسير رمزي فما قبل المسيح كان ليلاً وشتاءً بارداً. وبعد المسيح أشرق نور
شمس البر= أنت هيأت النور والشمس، وتحولت البرودة الروحية إلى حرارة صيف روحي. وفي
(18) العدو= إبليس وهو نفسه الوحش في (19) نفس يمامتك= الكنيسة قطيع بائسيك= فهم
قطيع يساق للذبح دائماً، مساكين بالروح أنظر إلى العهد= الذي تعهدت به لأبائنا
وأنقذ شعبك لأن مظلمات الأرض= الأماكن المظلمة في الأرض، أماكن الشر وهي كثيرة قد
امتلأت من مساكن الظلم أي الظالمين المتوحشين إبليس ومن يتبعه والله لا يترك
المنسحق أبداً.

هل تبحث عن  م الكتاب المقدس وحى الكتاب المقدس 08

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي