الإصحاح الحادى عشر

 

الله يذكر الشعب هنا
بالعهد الذى قطعه مع أبائهم وعليهم أن يطيعوا شروط هذا العهد فيكون لهم بركة.

 

الأيات 1-10 :- الكلام
الذي صار الى ارميا من قبل الرب قائلا. اسمعوا كلام هذا العهد و كلموا رجال يهوذا
و سكان اورشليم. فتقول لهم هكذا قال الرب اله اسرائيل ملعون الانسان الذي لا يسمع
كلام هذا العهد. الذي امرت به اباءكم يوم اخرجتهم من ارض مصر من كور الحديد قائلا
اسمعوا صوتي و اعملوا به حسب كل ما امركم به فتكونوا لي شعبا و انا اكون لكم الها.
لاقيم الحلف الذي حلفت لابائكم ان اعطيهم ارضا تفيض لبنا و عسلا كهذا اليوم فاجبت
و قلت امين يا رب. فقال الرب لي ناد بكل هذا الكلام في مدن يهوذا و في شوارع
اورشليم قائلا اسمعوا كلام هذا العهد و اعملوا به. لاني اشهدت على ابائكم اشهادا
يوم اصعدتهم من ارض مصر الى هذا اليوم مبكرا و مشهدا قائلا اسمعوا صوتي. فلم
يسمعوا و لم يميلوا اذنهم بل سلكوا كل واحد في عناد قلبه الشرير فجلبت عليهم كل
كلام هذا العهد الذي امرتهم ان يصنعوه و لم يصنعوه. و قال الرب لي توجد فتنة بين
رجال يهوذا و سكان اورشليم. قد رجعوا الى اثام ابائهم الاولين الذين ابو ان يسمعوا
كلامي و قد ذهبوا وراء الهة اخرى ليعبدوها قد نقض بيت اسرائيل و بيت يهوذا عهدي
الذي قطعته مع ابائهم.

أن نتذكر أن هناك عهداً
بيننا وبين الله هذا يدعونا أن لا نستسهل صنع الخطية ثم نطلب حياة سهلة مملوءة
بركة لأنَ هنا شروطاً لهذا العهد ولهذه البركة، وهى طاعة الوصية. وملعون من لا
يسمع لكلام العهد (3) لأن من لا يطيع يفصل نفسه عن الله فيسقط مباشرة تحت سلطان
إبليس لذلك يصبح ملعوناً. وفى (4) الله حين حررهم من أرض العبودية أعطاهم هذه
الوصايا بنود العهد وطلب منهم الإلتزام بها. وهنا يجب أن نفهم أنَ الإلتزام بهذه
الوصايا ليست عبودية جديدة بل أن "نير المسيح هين وحمله خفيف" وليس كور
حديد (هو رمز للآلام الحادة والعبودية) والله يعلم أن الإنسان أصبح ضعيفاً بعد أن
سقط والشيطان يستغل ضعفه ويغريه على الخطية والخطية تسبب خراب الإنسان لأن الشيطان
سيعود ويتملكه لذلك فالله يطلب فى محبة من الإنسان أن يلتزم بهذا العهد. وهو إن لم
يلتزم سيعيد نفسه لكور الحديد ثانية أى عبودية الشيطان "إن حرركم الإبن
بالحقيقة تكونون أحراراً" ومن ثمار الطاعة لله ولوصاياه البركة (5). راجع (لا26)،
(تث28). قول النبى أمين يا رب هى شهوة قلبه أن يستمع الشعب لوصايا الله. ولإحساس
الله بغيرة النبى قال لهُ نادِ بهذا (6) ولكن للأسف فلم يسمع الشعب ولم يطيع بل
قاموا بفتنة أى مؤامرة ضد الله ورجالهُ.

أية 2 :- كلموا رجال
يهوذا = النبى يوجه كلامه هنا لرسل أتوه من قبل الملك.

 

الأيات 11-17 :- لذلك
هكذا قال الرب هانذا جالب عليهم شرا لا يستطيعون ان يخرجوا منه و يصرخون الي فلا
اسمع لهم. فينطلق مدن يهوذا و سكان اورشليم و يصرخون الى الالهة التي يبخرون لها
فلن تخلصهم في وقت بليتهم. لانه بعدد مدنك صارت الهتك يا يهوذا و بعدد شوارع
اورشليم وضعتم مذابح للخزي مذابح للتبخير للبعل. و انت فلا تصل لاجل هذا الشعب و
لا ترفع لاجلهم دعاء و لا صلاة لاني لا اسمع في وقت صراخهم الي من قبل بليتهم. ما
لحبيبتي في بيتي قد عملت فظائع كثيرة و اللحم المقدس قد عبر عنك اذا صنعت الشر
حينئذ تبتهجين. زيتونة خضراء ذات ثمر جميل الصورة دعا الرب اسمك بصوت ضجة عظيمة
اوقد نارا عليها فانكسرت اغصانها. و رب الجنود غارسك قد تكلم عليك شرا من اجل شر
بيت اسرائيل و بيت يهوذا الذي صنعوه ضد انفسهم ليغيظوني بتبخيرهم للبعل.

فى (11) الشر الذى
يجلبه الله عليهم هو نتيجة طبيعية لخطيتهم وحين يطلبون الله لن يستجيب لهم، فهم لا
يصرخون فى توبة، بل لمجرد الخروج من الضيقة فقط. فى (12) نعرف لماذا لم يستجيب لهم
الله فمازالت أوثانهم فى قلبهم وها هم يلجأون إليها. وأوثانهم متعددة (13) لذلك فى
(14) يحرمهم الله من صلوات النبى وشفاعته، وهذا تهديد مخيف لمن يفهم أن صلاة
القديسين أصبحت مرفوضة بالنسبة لهُ. وفى (15) فالله يرفضهم من بيته = ما لحبيبتى فى
بيتى فأورشليم التى أحبها الله وخطبها لنفسه بالعهد الذى أصبحوا به خاصته. وهم فى
وثنيتهم صاروا زناة. والزانية لو تكرر زناها وأصبحت وقحة يجب طردها خارج البيت.
والله يسأل لماذا هى الأن فى بيتى وأنا قد رفضتها. ولم تَعُدْ الذبائح تحميهم أو
تكفر عنهم. ولكنهم ما زالوا يذهبون للهيكل ويقدمون ذبائح سلامة ويأكلون منها بينما
هم يفرحون بخطاياهم. ولكن لا المذبح سيحميهم ولن تعطيهم هذه الذبائح أى بركة فهم
حُرِموا من كل البركات = اللحم المقدس عبر عنك ولاحظ أن الله مازال يسميهم حبيبتى
وكذلك يسميهم بولس (رو28:11) "هذا من أجل الأباء"  وفى (16) قارن بين
الحالة التى أوجدهم الله عليها زيتونة خضراء ذات ثمر جميل الصورة = فالله غرسهم
وجعل منهم شعباً وأعطاهم مميزات كثيرة وبركات عظيمة بل كان فى وسطهم. وكان لهم
ثمار صالحة للأكل وشكلها جميل أى صالحة لله وللإنسان. يراها الناس فى بركاتها
فيمجدوا أباها الذى فى السموات. ولكنهم بإصرارهم على الخطية تحول عنهم الله سر
خضرة وإثمار زيتونتهم فتحولوا لزيتونة برية جافة لم تعد تصلح لشىء سوى الحريق
والحريق أتٍ بواسطة جيش بابل الذى سيأتى بضجة عظيمة. والأغصان التى إنكسرت هى
ملكها وكهنتها ورؤسائها.

 

الأيات 18-23 :- و الرب
عرفني فعرفت حينئذ اريتني افعالهم. و انا كخروف داجن يساق الى الذبح و لم اعلم
انهم فكروا علي افكارا قائلين لنهلك الشجرة بثمرها و نقطعه من ارض الاحياء فلا
يذكر بعد اسمه. فيا رب الجنود القاضي العدل فاحص الكلى و القلب دعني ارى انتقامك
منهم لاني لك كشفت دعواي. لذلك هكذا قال الرب عن اهل عناثوث الذين يطلبون نفسك
قائلين لا تتنبا باسم الرب لئلا تموت بيدنا. لذلك هكذا قال رب الجنود هانذا
اعاقبهم بموت الشبان بالسيف و يموت بنوهم و بناتهم بالجوع. و لا تكون لهم بقية
لاني اجلب شرا على اهل عناثوث سنة عقابهم.

هنا يتأمر أهلهُ كهنة
عناثوث ضده ليقتلوه قائلين لنهلك الشجرة بثمرها = هو تعبير يعنى دعنا ننتهى منهُ
جذراً وفروعاً أى نقتل العائلة كلها (هكذا قام الكهنة ورؤسائهم على المسيح) وهم
تصوروا أنهم بقتله سينتهون من نبوته (21) فهم لا يحتملون إنذاراته ودعوته لهم بالتوبة
ولكن الله أبقاه وكشف لهُ مؤامرتهم (18) وفى (19) يصوَر حاله وهو سالك وسط هؤلاء
الوحوش فى سلام وإطمئنان بينما هم يضمرون لهُ الشر، ويصوَر نفسه كخروف مسالم ولكن
هذه الأية تتكلم بروح النبوة عن المسيح (اش7:53). الذى تآمر عليه الكهنة أيضاً
لأنهم لم يحتملوه. وفى (20) هذا بروح النبوة يتنبأ عن ما سيصيبهم. وما سيصيب صالبى
المسيح بيد الرومان.

هل تبحث عن  م المسيح المسيح حياتة ولادة المسيح ح

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي