الإصحاح الثانى والعشرون

 

الأيات 1-9 :- هكذا قال
الرب انزل الى بيت ملك يهوذا و تكلم هناك بهذه الكلمة. و قل اسمع كلمة الرب يا ملك
يهوذا الجالس على كرسي داود انت و عبيدك و شعبك الداخلين في هذه الابواب. هكذا قال
الرب اجروا حقا و عدلا و انقذوا المغصوب من يد الظالم و الغريب و اليتيم و الارملة
لا تضطهدوا و لا تظلموا و لا تسفكوا دما زكيا في هذا الموضع. لانكم ان فعلتم هذا
الامر يدخل في ابواب هذا البيت ملوك جالسون لداود على كرسيه راكبين في مركبات و
على خيل هو و عبيده و شعبه. و ان لم تسمعوا لهذه الكلمات فقد اقسمت بنفسي يقول
الرب ان هذا البيت يكون خرابا. لانه هكذا قال الرب عن بيت ملك يهوذا جلعاد انت لي
راس من لبنان اني اجعلك برية مدنا غير مسكونة. و اقدس عليك مهلكين كل واحد و الاته
فيقطعون خيار ارزك و يلقونه في النار. و يعبر امم كثيرة في هذه المدينة و يقولون
الواحد لصاحبه لماذا فعل الرب مثل هذا لهذه المدينة العظيمة. فيقولون من اجل انهم
تركوا عهد الرب الههم و سجدوا لالهة اخرى و عبدوها.

رسالة للعائلة المالكة
(إنزل إلى بيت ملك يهوذا = فهو بخطيته صار فى أسفل موضع) غالباً أيام يهوياقيم
تشير ليهوأحاز الأسير فى مصر.

أية (2) أنت وعبيدك
وشعبك = إذا فخطية الظلم والإغتصاب كانت عامة. ولو تاب الملك وحكم بالعدل لخاف
الجميع وتابوا. وفى (4) العدل يعطى للمملكة إزدهاراً عكس (5) الخطية سبب الخراب.
وفى (6) جلعاد أنت لى. رأس من لبنان = يشبه الملك بجلعاد أى الجبل العالى. ورأس من
لبنان فجبال لبنان عالية. هكذا كرم الله ملوك إسرائيل شعبه. فهم ثابتين كالجبل
رؤوسهم مرتفعة (داود وسليمان) ثم أنظر عمل الخطية. إنى أجعلك برية = أى خراباً
وهذا الخراب سيتم عن طريق أدوات أعدها وأفرزها وأخصصها لذلك = أقدسها (7) فأنا
الذين حددتهم لهذه الخدمة فيقطعون خيار أرزك = أليس الملك رأس من لبنان وجبال
لبنان تتميز بشجر الأرز الذى هو بهاء لبنان. فهذا العدو سيقطع أرزك أى رؤسائك
وملوكك الشامخين كالأرز الذى بعد أن يقطع سيلقى أيضاً فى النار. وسبب كل هذا خيانة
العهد (9،8).

 

الأيات 10-19:- لا
تبكوا ميتا و لا تندبوه ابكوا ابكوا من يمضي لانه لا يرجع بعد فيرى ارض ميلاده.
لانه هكذا قال الرب عن شلوم بن يوشيا ملك يهوذا المالك عوضا عن يوشيا ابيه الذي
خرج من هذا الموضع لا يرجع اليه بعد. بل في الموضع الذي سبوه اليه يموت و هذه
الارض لا يراها بعد. ويل لمن يبني بيته بغير عدل و علاليه بغير حق الذي يستخدم
صاحبه مجانا و لا يعطيه اجرته. القائل ابني لنفسي بيتا وسيعا و علالي فسيحة و يشق
لنفسه كوى و يسقف بارز و يدهن بمغرة. هل تملك لانك انت تحاذي الارز اما اكل ابوك و
شرب و اجرى حقا و عدلا حينئذ كان له خير. قضى قضاء الفقير و المسكين حينئذ كان خير
اليس ذلك معرفتي يقول الرب. لان عينيك و قلبك ليست الا على خطفك و على الدم الزكي
لتسفكه و على الاغتصاب و الظلم لتعملهما. لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم بن يوشيا
ملك يهوذا لا يندبونه قائلين اه يا اخي او اه يا اخت لا يندبونه قائلين اه يا سيد
او اه يا جلاله. يدفن دفن حمار مسحوبا و مطروحا بعيدا عن ابواب اورشليم.

فى هذه الأيات قضاء
بالموت على ملكين، والإثنين إخوة وكانوا أشراراً لكنهم أولاد ملك قديس وهو يوشيا.
وشلوم (11) هو يهو أحاز وقد ملكه الناس بعد يوشيا  (2مل30:23) وراجع (1أى15:3) تجد
إسم شلوم من أبناء يوشيا. ولم يكن هو البكر، لكن ملَكه الشعب على أمل أنه الأقوى
لكن خاب ظنهم وعزله نخو فرعون مصر أيضاً وأسره إلى مصر وفى (10) يطلب النبى من
الشعب ان لا يبكوا ميتاً = أى لا يبكوا على يوشيا. وهذا بالرغم أن النبى نفسه بكى
عليه وحرك الناس لتبكى عليه (2أى25:35). بل أن يبكوا على يهوأحاز لما سيحدث لهُ
فهو لن يرجع من سبيه فى مصر. إذاً هو الجدير بالرثاء وليس يوشيا فيوشيا ذهب لقبره
فى كرامة وسلام ولم يرى الشر الذى أتى على شعبه وأما يهوأحاز إبنه فهو حقاً الجدير
بالرثاء فهو أسير بائس. فموت القديسين نحسدهم عليه ولكن حياة الأشرار تستحق الشفقة،
ثم إبتداء من (13) يتحول الكلام إلى يهوياقيم الذى خلف يهوأحاز وهو أيضاً ليس
البكر لكنه أكبر من يهوأحاز. وكان هذا أسوأ من سلفه وكانت خطاياه الكبرياء
والخيلاء كأن كل واجب الملوك أن يظهروا عظماء. وليس الخطأ فى العظمة فى حد ذاتها
بل فى مشاعر الكبرياء التى تفسِد الإنسان، أضف إلى ذلك طريقة الحصول عليها فيبدو
أن يهوياقيم بنى لنفسه قصراً فخماً إستخدم فيه خشب الأرز كبيت الله وإستخدم عمالاً
بالسخرة لم يدفع لهم شىء فهو الملك وظلمهم. ولا ندرى كيف حصل على الأموال هل
بالسرقة او الظلم أو فرض ضرائب جديدة على الشعب. فهى مصيبة أن يشتهى الإنسان ويسير
وراء شهوته بل تحركه شهوته فيظلم ليحققها وفى (13) ويل لهذا الملك الذى بنى قصره
بالظلم. وفى (14) المغرة = هى نوع من الألوان المستخدمة للدهانات وفى (15) هل تملك
لأنك تحاذى الأرز = أى هل تملك وتحس بالأمان لأنك أحطت نفسك بالأرز مثل بيت الله،
أو هل تملك لأنك أرتفعت فى قلبك وتشامخت فشابهت الأرز الشجر العالى؟ هل كبريائك هى
ضرورية حتى تملك؟ أما أكل أبوك وشرب =  ما ضاعف من خطيته أنه إبن رجل قديس. والله
يسألهُ أن يقارن نفسه به. ألم يكن لأبوك كل الخير وأكل وشرب فى فرح بالرغم من أنه
لم يكن لهُ بيتاً فخماً مثل بيتك ولكن سر فرح أبوك تواضعه وقداسته وهو لم يظلم
أحداً. فكان الله راضياً عليه. حينئذ كان لهُ خير. وفى (16) من يقضى قضاء الفقير
والمسكين يكون فى هذا معرفة الرب فمن يعرف الرب يحكم بالحق والعدل. ثم لاحظ طريقة
أرمياء وكلامه الصعب على يهوياقيم الملك ولكن كلام الله لا يستطيع أن يغير فيه حتى
لو كان هذا سيعرضه لخطورة من هذا الملك الشرير. وهذا الملك لن يبكيه أحد فى موته
ولن يرثيه أحد لظلمه ولوحشيته بل سيفرحون بموته عكس ما حدث مع أبيه الصالح يوشيا.
بل يدفن دفن حمار وبلا مقبرة بل تجر جثته إلى أى جب ويطوحونها هناك. وهناك 3 نصوص
مختلفة عن موت يهوياقيم أحدها هو هذا النص والنص الثانى :- (2مل6:24) ثم إضطجع
يهوياقيم مع أبائه. والثالث:- (2أى6:36) قيده نبوخذ ناصر بسلاسل نحاس ليذهب بهِ
إلى بابل. ويبدو للوهلة الأولى أن النصوص مختلفة لكن يوسيفوس المؤرخ اليهودى يذكر
أن نبوخذ نصر قتله فى أورشليم ورمى جثته بعيداً عن أسوار أورشليم. وخلاصة القول أن
نصوص الكتاب المقدس الثلاثة مع قول يوسيفوس يمكن ضمهم معاً لنأخذ صورة كاملة عن ما
حدث. فنبوخذ نصر قيده بسلاسل وكان مزمعاً أن يقوده لبابل رمزاً لإنتصاره ولكن يبدو
أنه مات فجأة أو هو قتلهُ ورمى جثته فى مهانة فأتى بعض من الشعب وأخذوا جثته
ودفنوها سراً حتى لا يثيروا نبوخذ نصر، دون أن يندبه أحد كما قال إرمياء تماماً.

 

الأيات 20-30 :- اصعدي
على لبنان و اصرخي و في باشان اطلقي صوتك و اصرخي من عباريم لانه قد سحق كل محبيك.
تكلمت اليك في راحتك قلت لا اسمع هذا طريقك منذ صباك انك لا تسمعين لصوتي. كل
رعاتك ترعاهم الريح و محبوك يذهبون الى السبي فحينئذ تخزين و تخجلين لاجل كل شرك.
ايتها الساكنة في لبنان المعششة في الارز كم يشفق عليك عند اتيان المخاض عليك
الوجع كوالدة. حي انا يقول الرب و لو كان كنياهو بن يهوياقيم ملك يهوذا خاتما على
يدي اليمنى فاني من هناك انزعك. و اسلمك ليد طالبي نفسك و ليد الذين تخاف منهم و
ليد نبوخذراصر ملك بابل و ليد الكلدانيين. و اطرحك و امك التي ولدتك الى ارض اخرى
لم تولدا فيها و هناك تموتان. اما الارض التي يشتاقان الى الرجوع اليها فلا يرجعان
اليها. هل هذا الرجل كنياهو وعاء خزف مهان مكسور او اناء ليست فيه مسرة لماذا طرح
هو و نسله و القوا الى ارض لم يعرفوها. يا ارض يا ارض يا ارض اسمعي كلمة الرب.
هكذا قال الرب اكتبوا هذا الرجل عقيما رجلا لا ينجح في ايامه لانه لا ينجح من نسله
احد جالسا على كرسي داود و حاكما بعد في يهوذا.

هذه النبوة عن يهوياكين
إبن يهوياقيم وهذا خلفه كملك لمدة ثلاثة شهور وفى (21) تكلمت إليكِ فى راحتك =
فالله يحذر مبكراً، بينما الإنسان فى راحته، قبل أن تأتى المشاكل. ولكنهم كانوا من
يومهم غلاظ الرقبة. لذلك سيأتى عليهم رعب يجعلهم يستغيثون من فوق اعلى الأماكن =
إصعدى على الجبال وأصرخى (20) حتى يسمع أحد صوتهم ولبنان وباشان جبال عالية وجبال
عباريم على حدود موأب. ولكن هذه الصرخات ستكون فى فراغ فكل رعاتك ذهبوا مع الريح
(22) ترعاهم الريح فهم ذهبوا للسبى والرعاة هم الحكام " وإضرب الراعى تتبدد
الرعية " = فحينئذ تخزين. ومحبوكِ يذهبون إلى السبى = كل من إعتمدت عليهم
ووثقت فيهم وتركتينى فهم لن يستطيعوا حتى أن ينقذوا أنفسهم لذلك تخزين وفى (23)
الساكنة لبنان = لبنان مشهور بجباله العالية وأرزه الشامخ وهذا يشير لكبريائهم
وإطمئنانهم الزائف وثقتهم فى أنفسهم وثرواتهم وحكمتهم ولكن حين يتخلى الله عنهم
سيتألمون كوجع الوالدة. مهما كان إرتفاع قلبهم حتى لو كانت معششة فى الأرز.
وكنياهو (24) هو يكنيا ولكنها صيغة تصغير إشارة ونبوة لصغر مدة حكمه. فالرب لا
يبارك الأشرار. عكس قول الكتاب عن زربابل "أخذك يا زربابل وأجعلك كخاتم"
(حج23:2). وزربابل هو الذى قاد الشعب فى العودة من السبى والخاتم على يده اليمنى
=  هو الختم الذى يمهر به الملوك القدماء معاملاتهم الرسمية لتكتسب السلطة وتصبح
صالحة للتنفيذ فهو يحمل إمضاء الملك الرسمى وكان يختم به على الشمع فهو أعز ما
يمتلكه الملك أو هو رمز سلطته وقوته. ولكن يهوياكين كرئيس لشعب الرب ورمزاً لقوة
الرب فى حكم شعبه أو وكيلاً للرب قد رُفِضَ لشره. وأتى الله بوكيل أخر هو زربابل.
وهكذا فطاعة زربابل أعادت البركة التى فقدَتْ بسبب خطية يكنيا وغيره. وفى (25-27)
وقوع يكنيا وأمه فى يد نبوخذ نصر(الخطية حولته من خاتم فى يد الله (24:22) إلى عبد
فى السبى. وموتهم فى بابل وليس فى أرضهم أورشليم. وفى (28) صار يكنيا كإناء مكسور
فمهما كانت قيمة هذا الإناء فهو حين يكسر يُرمى فلم يصبح لهُ قيمة. ولماذا طُرِحَ
= (الأنبياء الكذبة قالوا أنه سيعود) بسبب خطيته وشهوته الأرضية لذلك فى (29) يا
أرض يا أرض يا أرض = فهذا موجه لكل إنسان دنيوى أرضى متعلق بالأرضيات. فهذا عليه
أن يسمع أن هذه الأرض زائلة ومكانهُ هو السماويات وأن تعلقه بالأرضيات يجعله يفقد
السماويات. فيدفن فى أرض لم يعرفوها. من إرتبط بالأرضيات سيعيش ويموت فيها ويدفن
فيها "ومات الغنى ودُفِنَ هذا نهايته ونهاية مسراته… ومات لعازر وحملته
الملائكة" فلنترك الأرضيات فهى زائلة. وفى (30) لن يكون من نسلِهِ من يجلس
على كرسى يهوذا = كرسى داود فالذى أتى بعده كان عمه صدقيا وبموت صدقيا هذا إنتهى
كرسى داود الزمنى. وإنتظر العالم المسيح إبن داود الذى يجلس على عرش داود، على
العرش الروحى، الذى يملك على قلوب المؤمنين بالحب وبصليبه. وقد حصل المسيح على
عرشه هذا بطاعته التى هى مثال نموذجى سار عَليه زربابل من قبل فباركه الله. وخالف
هذه الطاعة يكنيا فإنتهت مملكته. فيكنيا هو رمز آدم الذى خسر الجنة بسبب عدم
الطاعة. وزربابل رمز للمسيح الذى حصل على لقب خاتم فى يد الله. والمسيح هو ذراع
الله وقوته. ونقرأ فى (1أى17:3) أن يكنيا لهُ أولاد ويبدو أنهم ولدوا فى السبى
ولكن لم يجلس منهم أحد على العرش " وإبناً يكنيا أسير أى المسبى " وقد
يكون إبنا يكنيا بالبتنى فشألتئيل إبن منسوب لنا ثان بدل سليمان ولنيرى بدل يكنيا.
وبذلك يستمر عقيماً روحياً وجسدياً حسب الأية.

هل تبحث عن  م الأباء أثناسيوس الرسولى أثناسيوس الرسولى 1

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي