تَفْسِير
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي

 

مقدمة
في سفر صموئيل الثاني

لما كان هذا
السفر
في الأصل العبري هو تكملة لسفر صموئيل الأول لذا نرجوا الرجوع إلى مقدمة السفر
السابق.

بحسب
التقليد اليهودي هذا السفر من وضع ناثان النبي وجاد النبي وبعض ممن تربوا في مدارس
الأنبياء التي أنشأها صموئيل النبي. دُعي في الترجمة السبعينية "سفر الممالك
الثاني".

تاريخ
كتابته

:

بعد انقسام
المملكة وقبل السبي، حيث يُذكر فيه مدة حكم داود الملك كاملة (٢ صم ٥:
٥)، ويذكر ملوك يهوذا تمييزًا لهم عن ملوك إسرائيل (١ صم ٢٧:
٦).

سماته :

١.
موضوعه هو عرض لحياة داود الملك بعد جهاده في السفر السابق مع شاول الملك وموت
الأخير على أيدي الأعداء في نهاية السفر السابق. عرض لتبوّء داود العرش وحروبه
وإصعاده التابوت إلى أورشليم، كما عرض لسقطات داود في بعض الخطايا وما سببته له من
متاعب وأحزان لم تنقطع. بمعنى آخر هذا السفر يمثل تاريخ الشعب في مدة حكم داود،
حوالي أربعين عامًا. وتعتبر دراسته ذات أهمية خاصة لكل من يريد أن يفهم مزامير
داود.

لا نعجب من
تخصيص جزء كبير من الكتاب المقدس لترجمة شخص واحد، فإن داود في الواقع هو المؤسس
الحقيقي للمملكة وليس شاول، أعد لإبنه المواد وهيأ الجو لبناء الهيكل، ورتب خدمة
العبادة، ووضع أكثر المزامير، وتنبأ عن السيد المسيح مشتهى الأمم الذي جاء من نسله
حسب الجسد.

٢.
شمل هذا السفر قصائد وأناشيد متعددة مثل رثاء داود لأبنير (٢ صم ٣: ٣٣-٣٤)،
ونشيد النصرة (٢ صم ٢٢)، وكلمات داود الأخيرة (٢ صم
٢٣).

٣.
يكشف هذا السفر عن سمو حياة داود العجيبة، كما عن ضعفاته وما قدمته الخطية من ثمار
قاتلة… وكأنه لا يوجد من يقدر أن يتبرر أمام الله حتى رجاله العظماء! يمثل هذا
السفر تحذيرًا لكل إنسان خاصة بالنسبة للمؤمنين، وكما يقول القديس بولس الرسول: "إذًا
من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (١ كو ١0: ١2). هذا ما
دفع القديس يوحنا الذهبي الفم أن يهتم بخلاص نفسه وسط خدمته لشعب
الله؛ إذ يقول: "إن كلامي أكثر فائدة لحياتي من الذين يسمعونني"
[1].

أقسامه:

أولاً: انتصارات داود
النبي

١.
نصرته على بيت شاول                    [١-٤].

٢.
نصرته على اليبوسيين والفلسطينيين      [٥].

٣.
إحضار تابوت العهد                       [٦-٧].

٤.
نصرته على الأمم المقاومة له             [٨-١٠].

ثانيًا: ضعفات داود
ومتاعبه

١.
داود وامرأة أوريا الحثي                  [١١-١٢].

٢.
متاعب خطية أمنون                       [١٣].

٣.
ثورة ابشالوم ضده                         [١٤-١٩].

٤.
ثورة شبع بن بِكْري                        [٢٠].

٥.
مجاعة بسبب الجبعونيين                  [٢١].

٦.
نشيد النصرة وكلماته الأخيرة             [٢٢-٢٣].

٧.
الإحصاء والوباء                          [٢٤].

ملاحظة: ما ورد
هنا عن إسرائيل في العهد القديم قد صار ميراثًا لإسرائيل أي كنيسة العهد الجديد و
ليس لدولة إسرائيل.

 

الباب
الأول

انتصارات داود النبي

١. نصرته على بيت شاول                   [١-٤].

٢. نصرته على اليبوسيين والفلسطينيين   [٥].

٣. إحضار تابوت العهد                      [٦-٧].

٤. نصرته على الأمم المقاومة له           [٨-١٠].

 

في السفر
السابق ظهر داود النبي كرجل الله الحق، الذي غلب وانتصر، لا على الآخرين، بل في
حياته الداخلية. لقد سقط شاول الملك مطارده بين يديه على الأقل مرتين ولم يقبل أن
يمد يده على مسيح الرب. وعندما ثار على نابل الأحمق وعزم أن ينتقم لنفسه سمع
لمشورة أبيجايل الحكيمة وباركها لأنها منعته عن الانتقام لنفسه. الآن، سقط شاول
وبنيه في الحرب، فانكشف بالأكثر اتساع قلب داود بالحب الخالص. لقد نسى إساءات شاول
واضطهاداته المستمر، كما لم ينشغل بنفسه بكونه نستحقًا أن يتولى عرش المملكة، إنما
رثى شاول ويوناثان، متذكرًا الجوانب الطيبة فيهما، فحسبهما حلوين. وكان يرثيهما
بقلبه ودموعه كما بلسانه وشفتيه.

استحق صاحب
هذا القلب الكبير أن يتمتع بنصرات مستمرة على الأمم المحيطة به والمقاولة حيث ثبتت
مملكته، لا ليتسلمها سليمان ابنه من بعده فحسب، إنما بالحري ليأتي من نسله المسيا
المخلص يملك إلى الأبد على قلوب مؤمنينه، مقيمًا ملكوت الله داخلهم.

 

الباب الثاني

متاعب داود وضعفاته

 

١. داود وامرأة أوريا الحثِّي       [١١-١٢].

٢. متاعب خطية آمنون            [١٣].

٣. ثورة أبشالوم                    [١٤-١٩].

٤. ثورة شَبَع                        [٢٠].

5. مجاعة بسبب الجبعونيين       [21]

6. قصيدة داود وكلماته الأخيرة    [٢٢-٢٣].

7. الإحصاء والوباء                [٢٤].

 

قدم لنا
الكتاب المقدس صورة واقعية لشخصية داود النبي والملك، الذي عاش بقلب منفتح نحو
الله والناس منذ صُبوَّته، في نقاوة وطهارة، مشتاقًا أن يخدم الله ويمجده في جدية
وبغيرة متقدة نارًا، وأن يبذل حياته من أجل الأمانة حتى في رعايته الخراف غير
الناطقة. كافأه الله على هذه الحياة الجادة المقدسة واهبًا له كل نجاح حتى تعظم
جدًا وكان رب الجنود معه.  

استطاع داود
أن يقتل أسدًا ودبًا لينقذ خروفًا أو أكثر وأن يقتل بحجر أملس جُليات الجبار الذي
يعير صفوف الشعب ويجدف على الله. واجه مقاومة شاول الملك المستمرة ومطاردته بقلب
مملوء سماحة وحكمة. قبل وعود الله بصبر واتزان دون تلهف على نوال مجد واستلام
المملكة. حين سقط مطارد له كشاول الملك أو منافس كمفيبوشث كان الرجلَ النبيلَ الذي
لا يعرف الشماتة بل من أعماق قلبه يرثيه كرجل محبوب لديه…

هذه السيرة
العطرة الفريدة من نوعها تكشفت بأعظم جلاء خلال المزامير التي أنشدها بروح الله لتبقى
ذخرًا للمؤمنين وعونًا لهم في الحياة المقدسة في الرب.

الآن بعد أن
صار ملكًا على كل الأسباط، واستقرت مملكته، وجاء بالتابوت إلى مدينته، في لحظة ضعف
تهاون فسقط لتظهر الطبيعة البشرية بأعماق ضعفها في حياة داود العظيم. انهار هذا
الجبار وانحدر بالتتالي من خطية إلى أخرى… وكان يظن أنه قادر على إخفاء هذا
الضعف فإذا بها تنفضح أمامنا جميعًا عبر الأجيال بعد أن نال تأديبات مُرَّة وحلت
به أحزان متوالية خلال كل بقية أيام حياته.

لم يخجل
الوحي الإلهي عن تسجيل هذه السقطات في شيء من التفصيل، دون إخفاء للضعف أو تستر
عليه حتى ندرك الحاجة إلى التجديد الكامل للطبيعة البشرية، بل الحاجة إلى تدخل
الخالق نفسه لتحقيق هذا التجديد.

سقطات داود
هي جرس تحذير يدوي عبر الأجيال لكي يتيقظ كل مؤمن وكل خادم – مهما بلغت قامته
الروحية أو خبراته عبر السنوات – لئلا يسقط.

سقطات داود
ملأته أحزانًا مُرّة لكن بالتوبة تحولت لمجده، فصارت سيرته ومزامير توبته سرّ قيام
لكثيرين حطمتهم الخطية وهوى بهم اليأس!

 

 

المحتويات

 

مقدمة في
سفر صموئيل الثاني

الباب الأول

الأصحاح
الأول – داود يرثي شعبه

الأصحاح
الثاني – داود يملك على يهوذا

الأصحاح
الثالث – أبنير ينضم إلى داود

الإصحاح
الرابع – نهاية مملكة شاول

الأصحاح
الخامس – مسح داود ملكاً

الأصحاح
السادس – إحضار تابوت العهد

الأصحاح
السابع – اشتياق داود لبناء بيت الرب

الأصحاح
الثامن – انتصارات داود المستمرة

الأصحاح
التاسع – داود و مفيبوشث

الإصحاح
العاشر – تآمر الرؤساء على داود

الباب
الثاني – متاعب داود وضعفاته

الأصحاح
الحادي عشر – سقوط داود مع ثشبع

الأصحاح
الثاني عشر – اعتراف داود النبي

الأصحاح
الثالث عشر – أمنون وثامار

الأصحاح
الرابع عشر – العفو عن أبشالوم

الأصحاح
الخامس عشر – عقوق أبشالوم

الأصحاح
السادس عشر – داود الهارب

الأصحاح
السابع عشر – إحباط مشورة أخيتوفل

الإصحاح
الثامن عشر – نهاية أبشالوم

الأصحاح
التاسع عشر – عودة داودللمُلك

الأصحاح
العشرون – ثورة شبع بن بكري

الأصحاح
الحادي والعشرون – مجاعة بسبب الجبعونيين

الأصحاح
الثاني والعشرون – نشيد النصرة

الأصحاح
الثالث والعشرون – كلمات داود الأخيرة

الأصحاح
الرابع والعشرون – الإحصاء والوباء



[1] In 2 Thes. Pg. 62:
498.

هل تبحث عن  م الأباء أغسطينوس أقوال أغسطينوس 20

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي