اَلأَصْحَاحُ
الْعِشْرُونَ

فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا لِلْمَوْتِ.

فَجَاءَ
إِلَيْهِ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ وَقَالَ لَهُ:

هَكَذَا
قَالَ الرَّبُّ: أَوْصِ بَيْتَكَ لأَنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ. [1]

فَوَجَّهَ
وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ: [2]

آهِ يَا
رَبُّ، اذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِالأَمَانَةِ

وَبِقَلْبٍ
سَلِيمٍ وَفَعَلْتُ الْحَسَنَ فِي عَيْنَيْكَ.

وَبَكَى
حَزَقِيَّا بُكَاءً عَظِيماً. [3]

v  في
يونان تجد عمل رحمته الواضح الذي أظهره لأهل نينوى المصلين ( يون 3:8). كيف كان
مترفقا أمام دموع حزقيا (2 مل 20: 3، 5) . كيف أنه مستعد أن يغفر لآخاب، زوج
ايزابل، عن دم نابوت عندما هدأ من غضب الله (1 مل 21: 27، 29). كيف يهتم الله
بالمغفرة لداود عند اعترافه بخطيته (2 صم 12 : 13 )، مفضلا بالأحرى توبة الخاطئ عن
موته، وذلك من أجل اتسامه بالرحمة المملوءة حنوا
[1].

العلامة
ترتليان

وَلَمْ
يَخْرُجْ إِشَعْيَاءُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْوُسْطَى حَتَّى كَانَ كَلاَمُ
الرَّبِّ إِلَيْهِ: [4]

ارْجِعْ
وَقُلْ لِحَزَقِيَّا رَئِيسِ شَعْبِي:

هَكَذَا
قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ دَاوُدَ أَبِيكَ:

قَدْ سَمِعْتُ
صَلاَتَكَ.

قَدْ
رَأَيْتُ دُمُوعَكَ.

هَئَنَذَا
أَشْفِيكَ.

فِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ تَصْعَدُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. [5]

          على
مدى مائة عام من تاريخ يهوذا (732-640ق.م) كان حزقيا الملك الوحيد الأمين في
علاقته بالله. بسبب إيمانه وصلاته شفاه وأنقذ مدينته من الآشوريين وأطال عمره.

v   
توجد معمودية (خامسة) وهى عاملة بالأكثر،
معمودية الدموع حيث كان داود يعوم كل ليلة سريره ويغسل فراشه بدموعه[2].

القديس
غريغوريوس النزيزي

v   
من يقتني فرحًا عظيمًا إلا ذاك الذييبكى كثيرًا،
وكأنه ينال نعمة المجد العتيد بثمن دموعه؟![3]

القديس
أمبروسيوس

البكاء
وحده يقود للضحك المطوّب![4]

العلامة
أوريجينوس

v   
كثرة حزن الدموع هي موهبة من الله تُعطى باجتهاد
طلبات السائل[5].

القديس
يوحنا التبايسي

وَأَزِيدُ
عَلَى أَيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً،

وَأُنْقِذُكَ
مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ مَعَ هَذِهِ الْمَدِينَةِ،

وَأُحَامِي
عَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ نَفْسِي وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي. [6]

فَقَالَ
إِشَعْيَاءُ: خُذُوا قُرْصَ تِينٍ.

فَأَخَذُوهَا
وَوَضَعُوهَا عَلَى الدَّبْلِ فَبَرِئَ. [7]

v    
تشير الكرمة في مواضع ليست بقليلة إلى الرب
نفسه، وشجرة التين إلى الروح القدس ، اذ يبهج الرب قلوب البشر، والروح يشفيهم.
لهذا أمر حزقيا أولا أن يصنع عجينه طبيه بقرص تين، أى بثمر الروح يشفي، الذي هو
الحب كقول الرسول: " وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان
وداعة تعفف " ( غلا 22:5،23). من أجل عظم ما تهبه من مسرة يدعوها النبي
تينا(1).

الأب ميثوديوس

Methodius: The Banquet of the Ten Virgins, 10:5

v           
إذ ضرب حزقيا بالخوف الشديد المفاجئ عند اقتراب
الموت جلبت له دموعه وصلواته تأجيلا مؤقتا لمدة خمسة عشر عاما(1).

القديس
جيروم

St. Jerome: Letters, 38:1.

وَقَالَ
حَزَقِيَّا لإِشَعْيَاءَ:

مَا
الْعَلاَمَةُ أَنَّ الرَّبَّ يَشْفِينِي فَأَصْعَدَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ
إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ؟ [8]

فَقَالَ
إِشَعْيَاءُ: هَذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى أَنَّ الرَّبَّ
يَفْعَلُ الأَمْرَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ:

هَلْ
يَسِيرُ الظِّلُّ عَشَرَ دَرَجَاتٍ أَوْ يَرْجِعُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ؟ [9]

فَقَالَ
حَزَقِيَّا: إِنَّهُ يَسِيرٌ عَلَى الظِّلِّ أَنْ يَمْتَدَّ عَشَرَ دَرَجَاتٍ.

لاَ! بَلْ
يَرْجِعُ الظِّلُّ إِلَى الْوَرَاءِ عَشَرَ دَرَجَاتٍ! [10]

          تُسمى
مزولة آحاز "بدرجات آحاز" أو "سلم آحاز"، فقد كانت مزاولة
المصريين في ذلك العصر عبارة عن سلالم صغيرة يصعد عليها الظل وينزل.

فَدَعَا
إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ الرَّبَّ،

فَأَرْجَعَ
الظِّلَّ بِالدَّرَجَاتِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا بِدَرَجَاتِ آحَازَ

عَشْرَ
دَرَجَاتٍ إِلَى الْوَرَاءِ. [11]

يعلق القديس
يوحنا ذهبي الفم
عن العلامات العجيبة التي صنعها الرب، سواء في العهد القديم
أو في العهد الجديد، كيف يغير طبيعة الأشياء. فقد غير طبيعة البحر (يو 14: 12)،
وغير أشعة الشمس هنا، وأوقف الشمس والقمر (يش 10:13)، وطبيعة أتون النار (دا 3)، وطبيعة
الأسود الجائعة (دا6: 22). لكن ما هو أعظم من الكل ما يفعله في طبيعة الإنسان إذ
يقول لموسى النبي "أنا جعلتك إلهاً لفرعون" (خر 7: 1) [أنه يوجهنا لنبني
أنفسنا هيكلاً له. وإن كنت لم تخلق السماء لكنك تُوجد هيكل الله (1 كو 6: 19)، فإن
السماء معروفة أنها مسكنه حيث يسكن الله فيها. نحن أيضاً سماء بالمسيح، يقول
الكتاب: "أقامنا وأجلسنا معه على يمينه" (راجع أف 2: 6) ووهبنا أن نعمل
أعمالاً أعظم مما عمله[6].]

 

فِي ذَلِكَ
الزَّمَانِ أَرْسَلَ بَرُودَخُ بَلاَدَانُ بْنُ بَلاَدَانَ مَلِكُ بَابِلَ
رَسَائِلَ

وَهَدِيَّةً
إِلَى حَزَقِيَّا،

لأَنَّهُ
سَمِعَ أَنَّ حَزَقِيَّا قَدْ مَرِضَ [12]

فَسَمِعَ
لَهُمْ حَزَقِيَّا وَأَرَاهُمْ كُلَّ بَيْتِ ذَخَائِرِهِ،

وَالْفِضَّةَ
وَالذَّهَبَ وَالأَطْيَابَ وَالزَّيْتَ الطَّيِّبَ،

وَكُلَّ
بَيْتِ أَسْلِحَتِهِ وَكُلَّ مَا وُجِدَ فِي خَزَائِنِهِ.

لَمْ يَكُنْ
شَيْءٌ لَمْ يُرِهِمْ إِيَّاهُ حَزَقِيَّا فِي بَيْتِهِ وَفِي كُلِّ سَلْطَنَتِهِ.
[13]

فَجَاءَ
إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا وَقَالَ لَهُ:

مَاذَا
قَالَ هَؤُلاَءِ الرِّجَالُ، وَمِنْ أَيْنَ جَاءُوا إِلَيْكَ؟

فَقَالَ
حَزَقِيَّا: جَاءُوا مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، مِنْ بَابِلَ، [14]

فَقَالَ:
مَاذَا رَأُوا فِي بَيْتِكَ؟

فَقَالَ
حَزَقِيَّا: رَأُوا كُلَّ مَا فِي بَيْتِي. لَيْسَ فِي خَزَائِنِي شَيْءٌ لَمْ
أُرِهِمْ إِيَّاهُ. [15]

فَقَالَ
إِشَعْيَاءُ لِحَزَقِيَّا: اسْمَعْ قَوْلَ الرَّبِّ: [16]

هُوَذَا
تَأْتِي أَيَّامٌ يُحْمَلُ فِيهَا كُلُّ مَا فِي بَيْتِكَ وَمَا ذَخَرَهُ آبَاؤُكَ
إِلَى هَذَا الْيَوْمِ إِلَى بَابِلَ.

لاَ
يُتْرَكُ شَيْءٌ، يَقُولُ الرَّبُّ. [17]

          حدث
ذلك غلباً قبل تمرد بابل على الإمبراطورية الآشورية، وقام سنحاريب بتدميرها عام
689ق.م، أعاد أبنه آسرحدون بناء مدينة بابل ولم يدرك أنها ستغتنم الفرصة حين يضعف
ملوك أشور لتصبح أمة صغيرة وبعد سنوات تتمرد ثانية على أشور وتصير القوة العظمى في
العالم بعد أن قضت على أشور علم 612ق.م.

وَيُؤْخَذُ
مِنْ بَنِيكَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنْكَ الَّذِينَ تَلِدُهُمْ،

فَيَكُونُونَ
خِصْيَاناً فِي قَصْرِ مَلِكِ بَابِلَ. [18]

فَقَالَ
حَزَقِيَّا لإِشَعْيَاءَ:

جَيِّدٌ
هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ.

ثُمَّ
قَالَ: فَكَيْفَ لاَ، إِنْ يَكُنْ سَلاَمٌ وَأَمَانٌ فِي أَيَّامِي؟ [19]

          مع
قبول حزقيا تأديب الرب للأمة كلها بسبب خطاياه، لكنه لم يبال بذلك مادام التأديب
يحل بعد موته. نظرة مؤلمة قصيرة المدى، فالقائد الناجح هو الذي يتطلع إلى الأجيال
القادمة ويهتم بها.

وَبَقِيَّةُ
أُمُورِ حَزَقِيَّا وَكُلُّ جَبَرُوتِهِ،

وَكَيْفَ
عَمِلَ الْبِرْكَةَ وَالْقَنَاةَ

وَأَدْخَلَ
الْمَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ

مَكْتُوبَةٌ
فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. [20]

ثُمَّ
اضْطَجَعَ حَزَقِيَّا مَعَ آبَائِهِ،

وَمَلَكَ
مَنَسَّى ابْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. [21]



[1]
Tertullian: Agains Marcion,
5: 11.

[2] Oration, 39.

[3] Concerning Widows, 6.

[4] In Jeremiah, homily 3:49.

[5] الآباء الحاذقون في العبادة
ج 2، ص 186.

[6] On Ps. 12.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر اللاويين 19

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي