الأصحاح
السادس

الآن وقت
للعمل لا للحوار!

 

حياة الإنسان مقصرة
وأيامه قليلة، فلا يليق به أن يفسدها بالخوف من الفشل أو من فقدان أمورٍ زمنية أو
من ظلم الغير له الخ، بل يحمل روح القوة والحب والاتزان.

للتغلب على
الخوف يليق بنا الآتي:

1.                
ندرس
حيل العدو لبث روح الخوف والقلق والشعور بالفشل واليأس.

2.                
أن
الخوف الحقيقي صادر من ضعفنا البشري، فإنه ليس حتى لإبليس سلطان علينا أن يرعبنا.

3.                
ليس
من غلبة على الخوف إلى بالالتجاء إلى الله، الذي يشجعنا على العمل ويهبنا القوة
للتنفيذ.

لحقت الهزيمة
بالمقاومة، فليس الاستخفاف بالعمل ولا التهديد ولا المشاكل الداخلية أوقفت العمل.
لم يعد أمام العدو إلا وضع خطة لقتل نحميا بمكيدة مدبرة. دُعي نحميا إلى مؤتمر
لمناقشة الأمور، وكان القصد من الدعوة هو محاولة اغتياله. رفض نحميا أربع مرات
ليلتقي بهم في إحدى القرى على بعد 20 ميلاً شمال أورشليم على أساس أنه لا يود أن
يتوقف عن العمل الذي بين يديه [1-4]. فإنه يوجد وقت للعمل ووقت للمؤامرات.

حاول سنبلط
أن يضغط عليه فأرسل إليه قطعة من ورق البردي أو الجلد لكي يقرأها [5]، جاء فيها إن
نحميا يود أن يقيم نفسه ملكًا وأن يتمرد على فارس [6]. لم يكن ممكنًا لمثل هذه
الرسالة أن تهز قلب شخصٍ جاد كنحميا.

أتهم أيضًا
نحميا بأنه يرشي الأنبياء ليتكلموا حسبما يريد ناسبًا ذلك للرب [7].

لم يكن
أمامه إلا أن ينكر هذه الاتهامات ويعرض الأمر على الله [8-9].

كلما فشل
العدو في مؤامرة أو تهديد فكرّ في وسيلة أخرى. فقد أرادوا في هذه المرة نعت نحميا
بالجُبن . فإن شخصًا يُدعى شمعي أظهر أنه عاجز عن ترك بيته… وحث نحميا أن يلجأ
معه في الليل إلى الهيكل ليهربا من محاولة اغتيالهما. مرة أخرى أدرك نحميا الخدعة
ورفض أن يذهب إلى الهيكل، بكونه ليس كاهنًا.

دفع طوبيا
وسنبلط رشوة لشمعي وربما أيضًا لبعض الأنبياء والنبيات ليتنبأوا لنحميا عن قرب
مصيره [10-14].

هل تبحث عن  هوت دستورى نعم أم لا لكهنوت المرأة 08

إتمام بناء
السور في وقت مثالين 52 يومًا [15-16]. ومع هذا فلم يكف عن المقاومة، إذ بدأوا
يبحثون عن خونة من الداخل، فاستخدم طوبيا زوجته وابنتها لعلها تقومان بدورٍ بين
العائلات في أورشليم. والعجيب أنه كلما قدمت خدمات لطوبيا وأصدقائه كان بالأكثر
يتجاهل الكهنة والهيكل [13: 7، 10].

وَلَمَّا
سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَجَشَمٌ الْعَرَبِيُّ وَبَقِيَّةُ أَعْدَائِنَا

أَنِّي قَدْ
بَنَيْتُ السُّورَ وَلَمْ تَبْقَ فِيهِ ثُغْرَةٌ

(عَلَى
أَنِّي لَمْ أَكُنْ إِلَى ذَلِكَ الْوَقْتِ قَدْ أَقَمْتُ مَصَارِيعَ
لِلأَبْوَابِ) [1]

أَرْسَلَ
سَنْبَلَّطُ وَجَشَمٌ إِلَيَّ قَائِلَيْنِ:

هَلُمَّ
نَجْتَمِعُ مَعاً فِي الْقُرَى فِي بُقْعَةِ أُونُو.

وَكَانَا
يُفَكِّرَانِ أَنْ يَعْمَلاَ بِي شَرّاً. [2]

طلب سنبلط
وجسم التفاوض مع نحميا. هذا إحدى طرق العدو في مقاومة علم الله، أنه يطلب التفاوض،
الأمر الذي يبدو للبعض أنه ليش في هذا الاقتراح أي ضرر، بل من الحكمة الدخول مع
العدو في مفاوضات. لكن العدو بمكره يهدف إلى انشغالنا بعيدًا عن العمل.

فَأَرْسَلْتُ
إِلَيْهِمَا رُسُلاً قَائِلاً:

إِنِّي أَنَا
عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيماً

فَلاَ
أَقْدُِرُ أَنْ أَنْزِلَ.

لِمَاذَا
يَبْطُلُ الْعَمَلُ بَيْنَمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمَا؟ [3]

رفض نحميا
الدخول مع العدو في تفاوض، فقد أعلن أنه للعمل وقت وللكلام وقت، فلا يريد أن يفسد
وقت العمل بالتوقف عنه والانشغال بالحوار

مع ما
للحوار في الكنيسة من أهمية بين الخدام، كما بين الخدام والشعب، إلا أنه يلزم أن
يكون لنا روح التمييز لنعرف وقت العمل ووقت الكلام،لأن الكلام أسهل وأكثر جاذبية
من العمل. 

يوجد وقت
يلزمنا فيه أن نتوقف عن الكلام ونبدأ بالعمل.

وَأَرْسَلاَ
إِلَيَّ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلاَمِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ

وَجَاوَبْتُهُمَا
بِمِثْلِ هَذَا الْجَوَابِ. [4]

 فَأَرْسَلَ
إِلَيَّ سَنْبَلَّطُ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلاَمِ مَرَّةً خَامِسَةً

مَعَ
غُلاَمِهِ بِرِسَالَةٍ مَنْشُورَةٍ بِيَدِهِ مَكْتُوبٌ فِيهَا: [5]

قَدْ سُمِعَ
بَيْنَ الأُمَمِ وَجَشَمٌ يَقُولُ إِنَّكَ أَنْتَ وَالْيَهُودُ تُفَكِّرُونَ أَنْ
تَتَمَرَّدُوا

لِذَلِكَ
أَنْتَ تَبْنِي السُّورَ لِتَكُونَ لَهُمْ مَلِكاً حَسَبَ هَذِهِ الأُمُورِ. [6]

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر إرميا القمص تادرس يعقوب 50

وَقَدْ
أَقَمْتَ أَيْضاً أَنْبِيَاءَ لِيُنَادُوا بِكَ فِي أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ:

فِي
يَهُوذَا مَلِكٌ.

وَالآنَ
يُخْبَرُ الْمَلِكُ بِهَذَا الْكَلاَمِ.

فَهَلُمَّ
الآنَ نَتَشَاوَرُ مَعاً. [7]

يبدأ
الرسالة بتشويه نية نحميا ومن معه، فهو يريد أن يقيم من نفسه ملكًا يواجه ملك فارس
ويعصى عليه، وأن الشعب يسانده في ذلك. فالاتهام خطير، ألا وهو عصيان ملك فارس
والتمرد عليه، أما نتائجه فلا تقف عند إدانة نحميا وإنما كل الشعب بتهمة التمرد
ومن جانب آخر، فإن هذا الاتهام ليس موجهًا من سنبلط، إنما الأمم المحيطة وجشم
يعملون ذلك. فالاتهام خطير، ودائرته تضم كل الشعب، والشهود كل الأمم المحيطة بهم.

يدعى سنبلط
أنه هو والأمم المحيطة عالمون بنية نحميا ومن معه، ما يعمله- في ذهنهم- ليس لخدمة
الله، بل للتمرد على فارس.

إذ يدعى
العدو أنه يعلم نيتك الشريرة، إنما يود أن يفقدك سلامك الداخلي، ويدفعك نحو الثورة
والسخط على الآخرين.

فَأَرْسَلْتُ
إِلَيْهِ قَائِلاً:

لاَ يَكُونُ
مِثْلُ هَذَا الْكَلاَمِ الَّذِي تَقُولُهُ

بَلْ
إِنَّمَا أَنْتَ مُخْتَلِقُهُ مِنْ قَلْبِكَ. [8]

لأَنَّهُمْ
كَانُوا جَمِيعاً يُخِيفُونَنَا قَائِلِينَ:

قَدِ
ارْتَخَتْ أَيْدِيهِمْ عَنِ الْعَمَلِ فَلاَ يُعْمَلُ.

فَالآنَ يَا
إِلَهِي شَدِّدْ يَدَيَّ. [9]

لم تهز
الاتهامات قلب نحميا، ولا حطمت نفسيته، فهو يعلم في نيته، وما هو الدافع الداخلي
لتصرفاته، ألا وهو الطاعة للوصية الإلهية لهذا استمر في العمل طالبًا العون الإلهي
ليشدد يديه.

وَدَخَلْتُ
بَيْتَ شَمَعْيَا بْنِ دَلاَيَا بْنِ مَهِيطَبْئِيلَ وَهُوَ مُغْلَقٌ فَقَالَ:

لِنَجْتَمِعْ
إِلَى بَيْتِ اللَّهِ إِلَى وَسَطِ الْهَيْكَلِ

وَنُقْفِلْ
أَبْوَابَ الْهَيْكَلِ لأَنَّهُمْ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ.

فِي
اللَّيْلِ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. [10]

أخطر وسيلة
يستخدمها العدو في مقاومتنا هو حث الأصدقاء للتثبيط همنا عن العمل لحساب مملكة
الله.

الخطورة أن
الأصدقاء غالبًا ما يكون دافعهم الحب والحنو، ولا يدركوا أن الذي يوجههم هو
الشيطان. كثيرًا ما يحزن الأصدقاء لعدم قبول مشورتهم من رجال الله المصممين على
تنفيذ مشيئة الله.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس زكريا إستاورو و

طلب صديقه
منه سرًا أن يجتمعنا في بيت الله في وسط الهيكل، في الليل حيث غالبًا ما تساعد
ظلمة على تنفيذ عمليات الاغتيال. لم يكن نحميا كاهنًا، ولم يكن من حقه أن يدخل إلى
وسط الهيكل. لكن صديقه حسب أنه من حقه من أجل الصالح العام وحماية هذا القائد أن
يهرب في وسط الهيكل.

فَقُلْتُ:
أَرَجُلٌ مِثْلِي يَهْرُبُ؟

وَمَنْ
مِثْلِي يَدْخُلُ الْهَيْكَلَ فَيَحْيَا!

لاَ
أَدْخُلُ. [11]

جاءت إجابة
نحميا هي الرفض لهذه المشورة، أولاً لأنه لا تنقصه الشجاعة فيهرب، ويبث روح الخوف
عند القادة والشعب، إذ يصير مثلاً سيئًا لهم… ثانيًا ليس لدى نحميا الاستعداد
لكسر الناموس واقتحام وسط الهيكل الذي لا يجوز أن يبيت فيه.

فَتَحَقَّقْتُ
وَهُوَذَا لَمْ يُرْسِلْهُ اللَّهُ

لأَنَّهُ
تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ عَلَيَّ وَطُوبِيَّا وَسَنْبَلَّطُ قَدِ اسْتَأْجَرَاهُ.
[12]

تحقق نحميا أن
شمعيا لم يُرسل من قبل الله، لأنه قدم مشورة تضاد كلمة الله، ولأنها تدفعه إلى التخلي
عن الشجاعة.

لأَجْلِ
هَذَا قَدِ اسْتُؤْجِرَ لأَخَافَ وَأَفْعَلَ هَكَذَا وَأُخْطِئَ

فَيَكُونَ
لَهُمَا خَبَرٌ رَدِيءٌ لِيُعَيِّرَانِي. [13]

اذْكُرْ يَا
إِلَهِي طُوبِيَّا وَسَنْبَلَّطَ حَسَبَ أَعْمَالِهِمَا هَذِهِ

وَنُوعَدْيَةَ
النَّبِيَّةَ وَبَاقِيَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يُخِيفُونَنِي. [14]

وَكَمِلَ
السُّورُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ

فِي
اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْماً. [15]

وَلَمَّا
سَمِعَ كُلُّ أَعْدَائِنَا

وَرَأَى
جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوَالَيْنَا

سَقَطُوا
كَثِيراً فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ

وَعَلِمُوا
أَنَّهُ مِنْ قِبَلِ إِلَهِنَا عُمِلَ هَذَا الْعَمَلُ. [16]

وَأَيْضاً
فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَكْثَرَ عُظَمَاءُ يَهُوذَا

تَوَارُدَ
رَسَائِلِهِمْ عَلَى طُوبِيَّا

وَمِنْ
عِنْدِ طُوبِيَّا أَتَتِ الرَّسَائِلُ إِلَيْهِمْ. [17]

لأَنَّ
كَثِيرِينَ فِي يَهُوذَا كَانُوا أَصْحَابَ حِلْفٍ لَهُ

لأَنَّهُ
صِهْرُ شَكَنْيَا بْنِ آرَحَ وَيَهُوحَانَانُ ابْنُهُ أَخَذَ بِنْتَ مَشُلاَّمَ
بْنِ بَرَخْيَا. [18]

وَكَانُوا
أَيْضاً يُخْبِرُونَ أَمَامِي بِحَسَنَاتِهِ

وَكَانُوا
يُبَلِّغُونَ كَلاَمِي إِلَيْهِ.

وَأَرْسَلَ
طُوبِيَّا رَسَائِلَ لِيُخَوِّفَنِي. [19]

يستخدم
العدو احيانًا العاملين معنا، وأصحاب المراكز لتقديم صورة طيبة عن العدو الخبيث
واظهار أننا نخطيء في حكمنا على تصرفات العدو.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي