تَفْسِير
سِفْرُ اَلْمَزَامِيرُ

 

مقدمة في
سفر المزامير

كلمة "مزمور"
هي ببساطة ترجمة للكلمة اليونانية "
psalmoi"، وهي بدورها ترجمة للكمة العبرية "mizmor".
والكلمة في صيغة المفرد كانت تعني أساسًا صوت الأصابع وهي تضرب آلة موسيقية وترية،
صارت فيما بعد تعني صوت القيثارة، وأخيرًا اُستخدمت لتعني غناء نشيد على القيثارة[1].

الاسم
العبري لهذا الكتاب هو "سفر تهليم" أي "كتاب التهليلات أو
التسابيح". فسواء كان الإنسان فرحًا أو حزينًا، متحيرًا أو واثقًا، القصد من
هذه الأغاني هو النشيد والهتاف بمجد الله. إنها تقودنا إلى المقادس حيث يتربع الله
على تسبيحات شعبه كعرش له (مز 22: 3).

بينما
يعطينا سفر أيوب ردًا على السؤلين الآتيين: لماذا توجد الضيقات في حياتنا؟ وكيف
نعالج مشكلة الألم والمعاناة، يقدم لنا سفر المزامير بدوره ردًا على سؤالين آخرين:
كيف نعبد الله في عالم شرير؟ وكيف تبقى أنقياء ونحن نُضطهد. في أيوب يتعرف المرء
على نفسه، بينما يتعلم في سفر المزامير أن يعرف الله[2]
وأن يكون في التصاق وثيق به.

كلمة إسترشادية
(مفتاح السفر) :

الكلمات
التي تُعتبر مفتاحًا للسفر هي: "ثقة، تسبيح، فرح، رحمة"؛ تتكرر
هذه الكلمات مئات المرات في هذا السفر.

تعلمنا
المزامير كيف نفرح واثقين في الله، وكيف نسبحه بكلمات أوحى بها الروح القدس.

المزامير
والكنيسة المتهللة :

لكي نفهم
دور سفر المزامير في حياة الكنيسة نقتبس كلمات
Mircea
Eliade
: [يمكن أن يُقال بحق إن
العبرانيين هم أول من أكتشفوا مغزى التاريخ كظهور إلهي[3]].
فقد اكتشفوا أن الله ليس فقط مصدر وجود الإنسان بل هو أيضًا مصد وجود شعبه. ففي
مصر خلق شعبًا من عدم، وخلصهم من العبودية. ودخل معهم في ميثاق. كان لتاريخهم
كيانًا خلال شركته معه، إذ رافقهم في البرية، ودخل معهم أرض الموعد وأقام لهم
الملك التقي الأول (داود) كملكه هو. أمام هذا كله لم يقف الشعب صامتًا، بل رفعوا
أصوات الهتاف والتسبيح؛ وفي وقت الضيق في شجاعة أثاروا أسئلة وقدموا له شكواهم،
فقد اختارهم ليدخلوا معه في حوار أفضل أمثلة لهذه المعاملات (والحوار بين الله
والإنسان) نجدها في سفر المزامير
[4].

أما بالنسبة
للكنيسة المسيحية فهي في حقيقتها جماعة تسبيح وترتيل، وُلدت كما في أنشودة مفرحة.
إنجيلها (بشارة مفرحة) يأتي ومعه على مسرح التاريخ خورسًا من التسابيح والتماجيد
لله[5].
فالكرازة بالبشارة المفرحة (الإنجيل) في العصر الرسولي لم تقم على نظرة لاهوتية
جافة، مقدمة بطريقة باردة منعزلة عن الحياة الشخصية للمؤمن، إنما اُستقبلت بقلوب
ملتهبه تتحرك في خبرة الفرح الأخَّاذ الذي يسبي العقل (أع 2: 1-13، 47؛ 3: 8؛ 5:
41، 42؛ 8: 39؛ 13: 52). حقًا إن ملكوت الله هو فرح في الروح القدس (رو 4: 17)[6]!

في السيد
المسيح نكتشف الكنيسة بكونها أيقونة السماء وملكوت الله المملوء فرحًا. يريد الله
لشعبه أن يمارس حياة الفرح فيّه، كعلامة التمتع بالحياة الداخلية المقامة في
المكسيح وكعربون الشركة في السمويات عينها. تعكس المزامير هذا الجانب السماوي
لوجودنا.
يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [إن التسبيح بالمزامير
يجعلنا مساوين للملائكة في الكرامة]. ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
[إنها توحدنا بهم]. ويكتب القديس باسيليوس الكبير: [ماذا يمكن أن يكون أكثر
مسرة وغبطة للإنسان من أن يتشبه بالملائكة في ترنمه بالتسابيح، فيبتدئ يومه
بالصلاة والتسبيح وتمجيد الخالق بالترانيم والأغاني؟![7]].
وجاء في التقليد الحاخامي أنه قد عُلقت قيثارة على مضطع داود[8]  (أي ينهي يومه كما يبدأ بالعزف عليها مسبحًا
الله قبل نومه وعند استيقاضه).

يقول William Plumer:
[تُتلى (المزامير) وتتكرر تلاوتها وتُسبح ويُغنى بها وتدرس وتستخدم في سكب الدموع
وأثناء الفرح، وتُفسر كما تُحب ويُمجد بها (الله) وذلك بواسطة شعب الله عبر آلاف
السنوات].

وجد
المسيحيون واليهود على السواء – عبر القرون – في كلمات المزامير القوة الروحية
ولغة التسبيح في آلامهم كما في انتصارتهم. وُضع كثير من المزامير لاستخدامها في
العبادة في الهيكل (مز 24، 118، 134، 145). في الكنيسة الأولى كانت مزامير العهد
القديم تتلى بنظرة مسيحية بكونها تصويرًا مسبقًا ونبوات عن السيد المسيح، كما قامت
الصلوات الأولى التي رفعتها الكنيسة الأولى في سفر الأعمال على المزامير (أع 4:
24-30).

يسجل الكتاب
المقدس الكثير من التسابيح والأناشيد أو المزامير التي تغنى بها شعب الله أو ترنم
بها أشخاص؛ من أمثلة ذلك: تسبحة لامك (تك 4: 23-24)؛ تسبحة مريم أو موسى النبي (خر
15)؛ تسبحة البئر (عد 21: 17-18)؛ تسبحة دبورة (قض 5)؛ تسبحة حنة (1 صم 2)؛ تسبحة
يونان (يونان 2)؛ تسبحة حزقيال (إش 38: 10-20)؛ تسابيح إشعياء (25: 1-12؛ 26:
1-20)؛ تسبحة الثلاثة فتية (دا)؛ مزمور زكريا (لو 1: 68-79)؛ المجدلة
Magnificant للقديسة
مريم العذراء (لو 1: 55)؛ البركة
Benedictus لزكريا (لو 2: 67-79)؛ المجدلة العلوية Glorian
Excelsis
للملائكة (لو 2: 13-14)؛
تسبحة الانطلاق
Nune Dimittis لسمعان الشيخ (لو 3: 28: 32)؛ تسابيح القديس بولس (أف 5: 14؛ 1 تي
3: 16؛ في 2: 6-11؛ كو 1: 15-20؛ عب 1: 3)، تسابيح القديس بطرس (1 بط 1: 18-21؛ 2:
21-25؛ 3: 18-21)؛ تسبحة الأربعة مخلوقات الحية (رؤ 4: 8)، تسبحة الأربعة وعشرين
قسيسًا (رؤ 4: 11)، الترنيمة الجديدة (رؤ 5: 9-10) الخ… بجانب هذه التسابيح
وغيرها الواردة في الكتاب المقدس يوجد سفران مخصصان للتسابيح، هما المزامير ونشيد
الأناشيد.

v                
التسبيح بالمزامير لشفاء النفس[9].

القديس
أثناسيوس الإسكندري

v      
أي كائن له القوى الخمس يلحق به الخزي إن لم
يبدأ نهاره بمزمور، فإنه حتى أصغر الطيور تبدأ يومها وتنهيه بتراتيل عذبة في عبارة
مقدسة[10]!

القديس
أمبرسيوس

v      
معظم الناس لا يعرفون شيئًا عن الأسفار الأخرى،
أما المزامير فيكررون تلاوتها في المنازل والشوارع والأسواق، هؤلاء الذين يحفظونها
عن ظهر قلب، ويشعرون بالقوة المريحة التي تكمن في تسابيحها المقدسة[11].

الأب ثيؤدور
من الميصة (ما بين النهرين)

v                
المزامير هي قصائد شعرنا، أغاني حبنا، هي مرعانا
وتدبيرنا.

رسالة باولا
وايستوخيوم إلى مارسيلا

v                
يقول أحد القديسين: ليكن تسبيح المزامير
مستمرًا، فإننا إذ نذكر إسم الله تهرب الشياطين[12].

الأب
مارتيروس

وضعوا السفر
:

معظم
المزامير أُوحى بها إلى داود الراعي والجندي، الملك والنبي؛ فقد كان يلعب
بالقيثارة (1 صم 16: 18-23؛ 2 صم 6: 5). دُعى "مرنم إسرائيل الحلو" (2
صم 23: 1)؛ كانت له موهبة فائقة في وضع الشعر (2 صم 1: 19-27؛ 3: 33 الخ؛ 22:
1-51؛ 23: 1-7)، وكان عاشقًا للصلوات الليتورجية الجماعية (2 صم 6: 5، 15 الخ).
نظم داود خدمة التسبيح في المقدسة (الخيمة المقدسة) (1 أي 6: 31؛ 16: 7؛ 25: 1؛ غر
3: 10؛ نح 12: 24، 36، 45-46؛ عا 6: 5).

نُسب 24
مزمرًا إلى آساف ربما كان "آساف" لقبًا لقادة الموسيقيين أو لمنظمي
الخورس في أيام داود وسليمان (1 أي 16: 4-5؛ 2 أي 5: 12)، وإلى أبناء قورح (وهي
عائلة من حارسي الأبواب الرسميين ومن الموسيقيين، ربما كانوا تلاميذ قورح وليس
بالضرورة من عائلته)، وإلى هيمان وإيثان. هذه المزامير الأربعة وعشرون تُصنف معًا
كمجموعة واحدة بطريقة لائقة لأن واضعيها قد ارتبطوا معًا في خدمة التسبيح التي
أسسها داود.

ربما كتب
موسى المزمورين 90، 100؛ وربما كتب سليمان أيضًا مزمورًا أو إثنين.

أما بقية
المزامير فهي مجهولة المؤلف، تسمى بالمزامير "اليتيمة". يُعتقد أن داود
النبي كتب بعضها.

لماذا يُنسب
سفر المزامير إلى داود؟

بالرغم من
أن 73 مزمورًا فقط من 150 مزمورًا (+ المزمور 151 في الترجمة السبعينية
LXX) هي التي تنسب
صراحة إلى داود، لكن اتجهت النظرة العامة إلى إعتبار داود هو واضع كل سفر
المزامير؛ لماذا؟

1. يقول B. Anderson: [تعكس هذه النظرة بلا شك اقتناع الجماعة بإن داود هو المسيح
الممسوح، والملك المثالي الذي به يُعرف الشعر عندما يتقدمون للعبادة أمام الله،
ونموذج للملك الآتي الذي يحقق رجاء إسرائيل، وذلك كما جاء بوضوح في أخبار الأيام
الأول والثاني[13]].

2. في أثناء
حكم داود أصبحت أورشليم مركز العبادة للأمة الجديدة. وساهم سليمان من بعده بالأكثر
في مركزية صهيون ببناء الهيكل العظيم فيها. لقد شعر الناس بجاذبية شديدة نحو
أورشليم لعبادة الرب، ليس فقط بتقديم الذبائح وإنما أيضًا بتسبيح المزامير لله
كتقدمة محرقات روحية. وعندما عاد المسبيون من بابل بعد خراب أورشليم، كان فكرهم
الأول منصبًا على بناء الهيكل، وذلك لتحقيق وجودهم كجماعة عابدة مصلية في أورشليم.

يرى كثير من
العلماء أن سفر المزامير قد أخذ شكله النهائي على يد المسئولين عن الهيكل الثاني،
لكن معظمها تعكس العبادة الرسمية لعصر ما قبل السبي[14].

يقول L. Sabouirn:
[إن كانت المزامير متصلة أساسًا بالعبادة الذبائحية فإن سفر المزامير قديم قدم
العبادة الذبائحية نفسها[15]].

خصائص السفر
:

1. هذا الكتاب أصلاً هو سفر التسبيح لشعب الله. وضعت بعض المزامير
لاستخدامها الليتورجي في الهيكل، وبعضها من أجل الحياة الخاصة الشخصية وإن كانت
الأخيرة تُستخدم أيضًا في العبادة الجماعية. يقول
Brevard S. Chids: [تشكلت الحياة الدينية
اليهودية – الجماعية والخاصة – منذ البداية بواسطة مزامير الكتاب المقدس. فيظهر
سفر المزامير العبري بجلاء في كتاب الصلوات وفي المدراشيم وفي طقوس العبادة في
المجمع[16]].

يعتقد بعض
العلماء أنه لم يُقصد بسفر المزامير استخدامها في العبادة الهيكلية، وحجتهم في هذا
أن ما يحمله السفر من عمق في الروحانية يتنافى مع هذه النظرة؛ إذ يعتقدون أن
الروحانية مرتبطة بالعبادة الفردية وحدها. وقد سبق لي مناقشة هذا الموضوع (العبادة
الجماعية والروحانية) في كتاب: "المسيح في سفر الأفخارستيا"، حيث قلت إن
العبادة الجماعية الكنسية المبكرة لم تكن منفصلة عن العبادة الشخصية. فالمؤمن
يمارس نوعًا واحدًا من العبادة أينما وجد، سواء في الكنيسة أو في مخدعه! يمارس
الصلة الشخصية مع الله حتى أثناء العبادة الجماعية، ويصلي كعضو في الكنيسة المقدسة
حتى وهو في مخدعه. هذا الإتجاه الإنجيلي اختبره الناس قديمًا. وكما يقول
B. w. Anderson: [من أكبر
الصعوبات التي تعوق فهم المزامير هي الفردية الحديثة التي تفترض أن العبادة أمر
شخصي بين الفرد والله، وأنه يمكن الوصول إلى الله بعيدًا عن الوسائل المرسومة
للعبادة الجماعية. من هذا المنطلق كانت الخطوة الأولى هي تقسيم المزامير إلى
مزامير تعكس العبادة الجماعية وأخرى تعكس التقوى الشخصية. هذا التناقض بين الفرد
والجماعة غريب تمامًا عن الإيمان الإسرائيلي المرتبط بالميثاق، والذي بمقتضاه
يُنتسب الفرد إلى الله كعضو في الجماعة… وبحسب إيمان إسرائيل فإن يهوه – الجالس
على العرش من تسبيحات شعبه – يكون حاضرًا عندما تتعبد الجماعة معًا في الهيكل في
الأيام المقدسة أو الأعياد. يسبح الفرد الله مع الجماعة المتعبدة، قائلاً:
"عظموا يهوه معي… وانمجد اسمه معًا" (مز 34: 3). عندما تُستخدم
الضمائرنا "أنا" و "نحن" كما في مزمور الراعي المعروف (مز 23)
يلزمنا التفكير في الجماعة كلها مجتمعة معًا لتُعبر عن إيمانها[17]].

يُعتبر سفر
المزامير هو سفر الصلاة والتسبيح للكنيسة المسيحية حتى اليوم، لأنه يعبر عن
اختبارات شعب الله في كل العصور. كما يقول الأسقف
Weiser: [منذ بداية
المسيحية (1 كو 14: 15، 26؛ أف 5: 19) وحتى العصر الحاضر تخلق العبادة الجماعية
علاقة خاصة وقوية بين الجماعة المتعبدة والمزامير، هذه العلاقة مستمرة ونامية. لكن
هذا لا ينفي أهمية سفر المزامير للاستخدام المسيحي (الشخصي). فبجانب استخدامها في
العبادة الجماعية تستخدم أيضًا كوسيلة لبناء النفس الشخصي، وكأساس للعبادة
العائلية، وككتاب للعزاء وكتاب للصلاة وكدليل يرشد إلى الله في أوقات الفرح وأوقات
الضيق على السواء[18]].

2. سفر
المزامير هو كتاب لكل من هم في عوز: للمريض والمتألم، للفقير والمحتاج، للسجين
والمسبي، لمن هو في شدة أو تحت اضطهاد.

تعبِّر
المزامير عن حياة الصلاة المتوازنة بين رفع الشكر لله والتضرع إليه من أجل
المساعدة. جميعها تنطق بالمشاعر الداخلية النابعة عن القلب البشري في كل عصر. كل
مزمور هو تعبير مباشر عن إدراك النفس لله، ومرآة خلالها يُعاين كل إنسان مشاعر
نفسه، ويعتبرها قصته الشخصية، مشيرًا إلى أسئلة الخاصة به المحيرة وإجابات الله
عليها.

يقول Dermot Connolly: [مما يجدر
ملاحظته أن الصلاة أصيلة ودفينة في حياة شعب الله وخبراتهم: في أفراحهم وأحزانهم،
في تاريخهم وعبادتهم، في وقت الخطر أو الخلاص، في المرض، في الطفولة والشيخوخة، في
السبي وزيارة (أورشليم)، في العزلة والصداقة. لاحظ أيضًا الإشارات الجسدية (في
المزامير): الأيادي والأقدام والحناجر والجلد والعيون، كلها تتعرض للمعاناه والأم،
وتستخدم كأيماءات في الصلاة[19]].

3. تجري
موضوعات نبوة عظيمة في سفر المزامير، إقتبس منها العهد الجديد؛ بل وربنا نفسه
يقول: "لكي يتم ما هو مكتوب في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لو 24:
44).

تعطي
المزامير المسيانية تصويرًا كاملاً ودقيقًا عن ابن داود، ربنا يسوع المسيح. فهي
تتنبأ عن المجيء الأول للسيد المسيح متضمًا تجسده وآلامه وموته ودفنه وقيامته
وصعوده وجلوسه عن يمين الآب، ثم عن مجيئه الأخير، وأيضًا وظائفه النبوية
والكهنوتية.

تجد معظم
المزامير كمال تعبيرها ومعناها في حياة السيد المسيح وعلى شفتيه.

4. يبدو أن
الآلات الموسيقية مثل الدفوف والأبواق والمزمار والقيثارات والطبول كانت تستخدم في
العهد القديم؛ لكن كنيسة الإسكندرية تعتبر حنجرة الإنسان أجمل الآلات الموسيقية،
لذلك تستخدم أحيانًا الدفوف مع أصوات خورس الشمامسة والشعب.

يطلب الله
الآلات الموسيقية التي للقلب والعقل، التي يعزف عليها بروحه القدوس. يقول الأب
مارتيروس السرياني:
[يجب أن تفهم هذا عند الحديث عن القيثارة أو الدفوف عندما
تصدر نغمًا (1 كو 3: 1)؛ هل تصدر عذوبة الصوت والغناء عن القيثارة أم عن الشخص
الذي يلعب على الأوتار ويغني؟! وأنت يا من حباك الله بعطية العقل… يلزمك أن
تتحقق بأن روح الله يعزف على لسان ويغني أناشيده بفمك[20]].

5. يرى كثير
من الدارسين أن المزامير كانت تُنشد غالبًا بواسطة خورس محترف وجوقة موسيقية
(أوركسترا) حاشدة، بينما يُؤمِّن الشعب بترتيل "آمين"، ويرددون مستجيبين
بين الحين والآخر بعبارات خاصة بالمناسبات. أما في الكنيسة القبطية المبكرة (وحتى
الآن في بعض الأديرة) فإن الشعب كله ينقسم إلى خورسين شمالي (بحري) وجنوبي (قبلي)
ليشترك الكل في ترنيم استيخونات المزامير والتسابيح بالتتابع.

6. يرد في
سفر المزامير كثير من الكلمات الغامضة مثل "سلاه" التي تظهر 73 مرة، تدل
إما على توجيهات للموسيقيين أو على توقيت بداية ترتيل توقيت المزمور. ويرى بعض
الدارسين أن "سلاه" من المحتمل أن تكون مشتقة عن أصل عبري "
selah" معناه:
"الذي يرفع"، وذلك لكي يرتفع صوت الموسيقي أو الترنيم في توقيت محدد.
وربما كان الشعب ينهض برفع يديه أو رأسه أو عينيه كعمل تعبدّي.

7. المزامير
كقصائد شعرية مملؤة بالأسلوب الشعري، وتستخدم الآتي:

أ. التشبيه simile:
مقارنة أشياء مختلفة عن بعضها البعض باستخدام "مثل" أو "ك"
(مز 1؛ 3، 4؛ 11: 1؛ 19: 5).

ب.
الاستعارة
metaphor: استخدام كلمة لتدل على شيء ما أو فكرة ما بدلاً من كلمة أو فكرة أخرى،
وذلك لكي توحي بالتشابه بينهما، دون استخدام "مثل" أو "ك" (مز
27: 1؛ 18: 2).

ج. المبالغة
hyperbole: الغلو أو المبالغة في الوصف للحصول على تأثير معين (مز 6: 6).

د. التشخيص personification:
إضفاء بعض الملامح الشخصية على أشياء بلا حياة (مز 9: 1، 35: 10).

هـ. المناجاه apostropge: توجيه الحديث إلى كائنات غير حية
(مز 114: 5).

و. المجاز synecdoche:
صورة بلاغية يقوم فيها الجزء مقام الكل أو الكل مقام الجزء (مز 91: 5).

يقول وليم
بلامر
Plumer: [تتشكل أشعار المزامير لا كما يحدث في أشعار اللغات الحديثة
كاستجابة لمقاطع لغوية، وإنما كاستجابة للأفكار].

الأشكال
الأدبية :

يمكن تقسيم
المزامير حسب موضوعاتها أو رسالتها أو أسلوبها. ولكن الأنماظ الرئيسية للمزامير في
هذا السفر هي: مزامير المراثي أو التضرعات، ومزامير الشكر، ومزامير التسابيح.

v      
سأوضح لك المناسبات المختلفة للصلاة: فهناك
الابتهال، والشكر والتسبيح. فالابتهال هو إن سأل الإنسان الرحمة عن خطاياه، وفي
الشكر تقدم لأبيك الذي في السماء التشكرات، بينما في التسبيح تمجد الله على
أعماله. حين تكون في ضيق إرفع ابتهالاً، وحينما تكون متمتعًا بكل خيرات يلزمك أن
تقدم للواهب شكرًا، وعندما يبتهج عقلك إرفع تسبيحًا. قدم كل هذه الصلوات لله
بإفراز[21].

القديس
أفراهات

v      
يُقدم التضرع بواسطة إنسان في عوز إلى شيء
ما…؛ أما الصلاة مقترنة بالتسبيح فتُقدم بواسطة الإنسان الذي يطلب بطريقة أكثر
وقارًا أمورًا أعظم؛ والتشفع هو التماس إلى الله يقدمه شخص له ثقة أعظم… الشكر
هو صلاة تحمل اعترافًا لله من أجل أفضاله التي وهبنا إياها[22]

العلامة
أوريجانوس

يضع
الدارسون تصنيفات أخرى متنوعة، ويلاحظ أن كثيرًا من المزامير لها ملامح أكثر من
تصنيف من المجموعات التالية:

1. مزامير
تعليمية :

أ. أقصد
بالمزامير التعليمية "المزامير التهذيبية
didactic" البناءة واللاهوتية. من الصعب الفصل بين النوعين
الأخيرين (مامير للبناء العملي أو التهذيب والمزامير اللاهوتية)، فكلا النوعين يصوران
الحكمة السماوية واللاهوت
. يركز النوعان على "الحياة" الواحدة التي
يلزمنا أن نقتنيها كأبناء لله، لكي نصير على صورته وكمثاله.

كل المؤمنين،
خاصة القادة، يحتاجون إلى الحكمة، وكما يقول
Carroll Stuhlmueller:

[ارتبطت
الحكمة منذ وقت مبكر جدًا بالملوكية في إسرائيل، (فقد جاء في ختام (1 مل 4: 29-34)
"وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الذين
سمعوا بحكمته"). مثلها مثل البلدان الأخرى إذ كانت المدارس النهائية لأبناء
الأشراف الشباب تُقام في العاصمة الملوكية؛ وفي عصر ما بعد السبي التزمت المجامع
بالخدمة كأماكن للعبادة والتعليم معًا (تعليم الحكمة). وأوضح إشارة إلى مثل هذه
المدارس جاء في (سيراخ 51: 23) "اقترب مني يا من تتعلم وأدخل مدرستي"…

يبحث أدب
الحكمة
في نظام الحياة المستقرة المتناغم؛ إذ تقف الحكمة ضد الفوضى والعنف.
فبينما تصور مزامير التسابيح – خاصة تلك التي تستمد غايتها من عمل الله الإبداعي
في الكون – يهوه بكونه الغالب العظيم للبحر الغضوب ولعواصف الشتاء الثائرة (مز 29؛
89: 9-13)، تجد الحكمة نفسها في حضرة الخالق "كنت عنده صانعًا… كنت كل يوم
لذته، فرحه دائمًا قدامه" (أم 8: 30)!! بالرغم من هذا الاتجاه التأملي
العقلاني إلا أن الحكمة تحوي على الدوام سرًا نهائيًا، محفوظًا خفية في خطة (نظام)
الله. وفي أمثال (8: 22-31) نجد الحكمة مستقرة مع الرب قبل الخليقة. نفس الأمر
نجده في سيراخ أصحاح 24. هذه النظره السرية تظهر اتجاهات عقلانية في المزمور 139:
"لأنه قبل أن توجد كلمة في لساني ألا وأنت يارب عرفتها كلها… عجيبة هذه
المعرفة فوقي ارتفعت لا أستطيع أقتناءها"[23]].

يقول العلامة
أوريجاوس:
[بما أن (المزامير) هي صلوات وضعها الروح ونطق بها بالحقيقة، لذا
فهي ممتلئة بتعاليم حكمة الله، حتى يمكن القول عما احتوته من تعاليم: "من هو
حكيم حتى يفهم الأمور وفهيم حتى يعرفها؟!" (هوشع 14: 9)[24]].

يقول القديس
هيبوليتس الروماني
: [إن داود قدم لليهود طابعًا جديدًا من مزامير التسبيح،
خلالها أبرز تعاليم كثيرة تخطت ناموس موسى]. كما يقول: [يحوي كتاب المزامير تعاليم
جديدة تخطت ناموس موسى وكتاباته. إنها كتاب التعليم الثاني[25]].

أعلن القديس
باسيليوس الكبير
أثناء تعليقه على المزمور الأول: [كتاب المزمير حاوي كل اللاهوت].

ب. لم تكن
الحكمة واللاهوت والعبادة تنفصل عن بعضها البعض؛ لذلك كان المجمع اليهودي ملتزمًا
أن يعلم الشعب لا الحكمة وحدها وإنما يعلمها العبادة أيضًا.

ج. تسمى بعض
هذه المزامير "مزامير التوراة"، إذ تتأمل في التوراة وتظهر البهجة بها
(مز 1، 19، 119). ومن أهم ما تؤكده هذه المزامير هو أن دراسة التوراة تجعل من
الإنسان حكيمًا ومطوبًا. تجلت هذه الفكرة لتسيطر على المزمور الأول فوق كل فكرة،
هذا الذي يُعتبر مقدمة لسفر المزامير ككل.

د. يقدم سفر
المزامير إجابة صريحة للعديد من الأسئلة التي تثور في الذهن البشري.

هـ. التعاليم
الرئيسية الواردة في سفر المزامير هي:

* الله:
يتمركز إهتمام المرتلين في الله نفسه، خاصة بالنسبة لمزامير الشكر. ففي مركز كل
مزمور نرى حضرة الرب (إله الكنيسة)[26]
وسط شعبه المقدس كما في قلب المؤمن التقي. لقد اعتاد المرتلون أن يتحدثوا مع الله
أكثر من حديثهم عنه، فهم يكشفون عنه خلال حديثهم غير المنقطع معه. إنهم يسبحون
الله كخالق ومخلص معًا، ويطلبون منه أن يخلص شعبه ويدافع عنهم ويعينهم، صانعًا هذا
مع البرار أعضاء كنيسته. إنهم يمجدون الموضع الذي يتجلى الله فيه حيث يسكن وسط
شعبه (كما في مزامير صهيون)، ويمجدون الوسائل التي يعلن بها نفسه (كما في مزامير
التوراة).

خلال
الصلوات والترنيم بالتسابيح نتعرف على الله بكونه رب الكنيسة أو الجماعة المقدسة،
فندعوه: إله إسرائيل (الكنيسة هي إسرائيل الجديدة) (مز 68: 8)؛ قدوس إسرائيل (71:
2)، إله يعقوب (75: 9). في نفس الوقت يُنتسب الله إلى المؤمن على مستوى شخصي، إذ
يدعوه: "مجدي ورافع رأسي" (3: 3) مِجَنّي (3: 3؛ 59: 11)، "صخرتي،
حصني، خلاصي، غلهي، قوّتي، قرن خلاصي، برج خلاصي" (18: 2)،
"راعيَّ" (23: 1)؛ "نوري وخلاصي" (27: 10)، "صخرتي القوية"
(31: 20)، "معيني" (54: 4)، "ملجأي" (91: 2)؛
"برّي" (144: 2).

* الإنسان : يقدم سفر
المزامير النظرة إلى الإنسان من زاويتين متكاملتين:

أ. يصور
حياة الإنسان خلال استعارت كثيرة، فهي ليست إلا شبرًا (39: 6)، وعشبًا (103:
15-16)، وظلاً (144: 4؛ 109: 23)، وجرادًا (109: 23)، وحلمًا ونسمة ريح. الحياة
الإنسانية مملؤة شقاءً وحزنًا (90: 10)، والمستقبل على الأرض غامض (39: 7)؛ في نفس
الوقت في سفر المزامير نرى الإنسان قد خُلق لينعم بحياة مفرحة مطوّبة. حقًا في
مزامير التضرعات (المراثي) يُصور الإنسان ككائن شقي عاجز، لكنه ينال خلاصًا من
الشر باتكاله الكامل على الله. بهذا تخلق المزامير جوًا من الفرح والتعزية حتى وسط
المتاعب والضيقات.

ب. في سفر
المزامير يظهر الله كمن هو مهتم بالبشر وحدهم (مز 8)، خاصة بشعبه وبكل عضو منهم.
فقد خلق الإنسان كسيد للخليقة (8: 6)، وافتداه ليقدسه ويجعله إلهًا وابنًا للعلي
(82: 6). يتمجد الله بكرامة الإنسان ومجده.

إدراكنا
لحقيقة أنفسنا، وبطلان الحياة الإنسانية، وهبات الله لنا، كل هذا يدفعنا ألا
نستكبر بل نتضع فنصير قريبين من الله (138: 6)، حينئذ نقول: "المقيم المسكين
من التراب؛ الرافع البائس من المزبلة، ليجلسه مع أشراف، مع أشراف شعبه" (113:
7-8). "ليس لنا يارب ليس لنا لكن لاسمك إعطِ مجدًا" (115: 1).

تؤكد
المزامير وحدة الإنسان ككل، ففرح روحه يسند جسده ويقوبه.

* الأبرار
والأشرار:

(1، 5، 7، 9-12، 14، 15، 17، 24، 25، 32، 34، 36، 37، 50، 52، 53، 58، 73، 75، 84،
91، 92، 94، 112، 121، 125، 127، 128، 133): نجد في "مزامير التوراة"
التضاد القاطع بين الأبرار والأشرار؛ وبين الحكيم والجاهل، بطريقة واضحة وبسيطة.

* ناموس الله (19، 119):
تؤكد المزامير أهمية الحياة حسب مقاييس الناموس الإلهي وتبرز النتائج المباركة
للطاعة للناموس والنتائج السيئة للعصيان
[27].

يوجد
مزموران مخصصان لمدح الناموس الإلهي (19، 119)، يعلنان أن وصايا الله ليست عبئًا
ثقيلاً بل بالحري هي مصدر الحياة والعذوبة والشبع والغنى والاستنارة والفرح. (مز
119) يشبه أنشودة أو أغنية تناسب المؤمنين الروحيين في العهد الجديد كما في العهد
القديم.

* واجبات
الحكام
(82،
191).

2. مزامير
التكريس (التقوى)
Devotional Psalms.

* الندامة
التي تتنسم حزنًا عميقًا على خطية أُرتكبت. تعبّر بعض هذه المزامير "مراث
جماعية
" عن حزن جماعي شعبي بسبب الإحساس بخطية إرتكبتها الأمة ككل؛
وبعضها "مراثٍ شخصية".

مزامير التوبة
السبعة: (6، 32، 38، 51، 102، 130، 143). يحوي المزمور 51 تصويرًا نموذجيًا
للمراثي والتوبة.

يقول بوسيديوس
كاتب سيرة القديس أغسطينوس: [كُتبت مزامير التوبة السبعة كأمره، ووُضعت
بطريقة يمكنه أن يراها وهو على فراشه. كان ينظر إليها ويقرأها أيام مرضه باكيًا
ومتألمًا في أغلب الأحيان]. هكذا بعيون مثبته على المزامير انطلق القديس أغسطينوس
إلى راحته[28].

* الضيق
الشديد (4، 5، 11، 28، 41، 55، 59، 64، 70، 109، 120، 140، 141، 143).

* الرغبة في
العون (7، 17، 26، 35، 44، 60، 74، 79، 80، 83، 89، 94، 102، 129، 139).

3. مزامير
لتسبيح والشكر
Hymns of Praise and Psalms of
Thanksgiving

(الخاصة والجماعية) (33، 95، 100، 117، 145، 148، 149، 150).

يفصل بعض
الدارسين بين مزامير التسبيح ومزامير الشكر، متطلعين إلى الأولى بكونها بسيطة في
هيكلها، إذ هي دعوة إلى العبادة، وغالبًا ما يُستخدم إسم المخاطب: "سبحوا
الرب يا جميع الشعوب" (117: 1)؛ أما مزامير الشكر فترتبط ارتباطًا وثيقًا
بالمراثي، بمعنى أنها إعتراف بالخلاص من يد الأشرار.

يقول R. J. Clifford:
[تعبير
"الشكر" إلى حد ما يُضلل، ففي الكتاب المقدس إذ يقال "أشكروا"
لا يعني القول "نشكرك". وينتهي الأمر، إنما يعني أن تخبر علانية بأن
الخلاص يتحقق فعلاً، فيتعرف السامعون على يد يهوه ويقدمون له تسبيحًا[29]].

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سلكة سلخة ة

التسبحة هي
أغنية تمجد عظمة الله المعلنة في أعماله الخاصة بالخلق (مزامير الخليقة) وأيضًا
عبر التاريخ. المزامير التي من هذا النوع غالبًا ما تبدأ بأمر ودعوة نحو العبادة،
عندئذ توضح أسباب التسبيح؛ غالبًا ما يمهد لها بكلمة "لأنه"
KI، ويختتم المزمور
أحيانًا بتجديد الدعوة نحو التسبيح، مرددًا صدى ما بدأ به. يمكن رؤية هيكل مزامير
التسبيح هذا بوضوح في المزمور 117، أقصر مزمور في السفر
[30].

يلتزم الشعب
الواحد المقدس بالتسبيح ككل معًا، كما يلتزم كل عضو في الجماعة بذلك، سواء كان
كاهنًا أو لاويًا أو من عامة الشعب، حتى الأطفال منهم. الخليقة السماوية وأيضًا
الخليقة غير العاقلة تشترك في التسبيح. المسكونة كلها تنعم بالفرح خلال التسبيح
لله.

يركز هذا
الطابع من المزامير على الحياة والفرح (100: 2). فباسم الله ننال الفرح (10: 3)،
ونحصل على مصدر العذوبة في قلوبنا كما في شفاهنا (100: 5). الرب هو الله الحيّ،
يهب شعبه لا الحياة وحدها بل الحياة الجديدة المخلَّصة بما تحمله من كرامة وحنو
وتقدير، فيأتي المزمور كأعظم ردّ فعل طبيعي مقدم لله الخالق والمخلص.

 خلال الترنم
بالمزامير التسبيح يشتاق المؤمن أن يقدم نفسه بفرح ذبيحة حية لإلهه المحبوب لديه.
يقول القديس بولس: "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم
ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو 12: 1). ويحمل المرتل
ذات الفكر، إذ يقول: "فأذبح في خيمته ذبائح الهتاف" (27: 6)، وأيضًا:
"فلك أذبح ذبيحة حمد" (116: 17)، "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك،
ليكن رفع يديَّ كذبيحة مسائية" (141: 2).

v                
إنني أعتبر الصلوات والتسابيح لله هي الذبائح
الكاملة والمقبولة أمام الله، إن قدمها أناس ذو وقار
[31].

القديس
يوستين

أهم مزامير
الشكر الخاصة هي (مز 18، 30، 32، 34، 41، 66، 92، 116، 118، 138).

4. المزامير
المسيانية
Messianic Psalms :

بالنسبة
للمسيحيين الأوائل، كان السيد المسيح هو موضوع تمجيد كل مزمور. فقد صورت المزامير
المسيانية السيد المسيح أو تنبأت عنه. ويُعتبر سفر المزامير هو أكثر الأسفار
وضوحًا بعد إشعياء في التعبير عن النبوات الخاصة بالسيد المسيح ورسالته في كل
العهد القديم. وقد ظلت معاني الكثير من المزامير غامضة حتى قدمت حياة ربنا يسوع
المسيح المفتاح لمعانيها. نور العهد قد تحقق في المسيا، ليشرق هنا بنور أعظم
بهاءًا
[32]. يقول R. T. Boyd:
[نجد (السيد المسيح) في الأناجيل قد ذهب ليصلي، أما في المزامير فنجد الصلاة نفسها
التي قدمها؛ تخبرنا الأناجيل عن صلبه، بينما تعطينا المزامير استنارة وانفتاحًا
على قلبه أثناء صلبه؛ تُظهر لنا الأناجيل أنه عاد إلى السماء عند أبيه وترينا
المزامير إياه جالسًا مع الآب في السماء
[33]].

اعتبر كثير
من آباء الكنيسة الأولى غالبية المزامير مسيانية، أي تختص بالسيد المسيح. ويُعتبر
داود نبيًا لأنه كتب الكثير من المزامير وهي تحتوي نبوات عن السيد المسيح. حقًا
ينكر بعض اليهود لقب "نبي" بالنسبة لداود، لكن القديس بطرس دعاه هكذا
بكل صراحة في أعمال الرسل (2: 30).

تصور
المزامير المسيانية ربنا من زوايا أربعة:

أ. المسيح
المتألم؛

ب. المسيح
الملك؛

ج. ابن
الإنسان، أي ابن داود؛

د. وابن
الله، الله نفسه
[34].

نقدم هنا
المزامير المسيانية الهامة، هي:

مز 2: الملك
المرفوض يقيم مملكته ويملك.

مز 8:
الإنسان سيد الخليقة بالمسيح ابن الإنسان.

مز 16:
قيامة السيد المسيح من الأموات.

مز 22، 69:
آلام السيد المسيح وصلبه.

مز 23:
عناية الراعي الصالح بخرافه الناطقة.

مز 24: رئيس
الرعاة ملك المجد.

مز 40:
المسيح المطيع.

مز 45: عروس
المسيح الملكة، وعرشه الأبدي.

مز 68: 18
صعود السيد المسيح.

مز 72: مُلك
المسيح المجيد والأبدي.

مز 80:
الرجاء العظيم واشتهاء مجيء المسيا (80: 1-3؛ 89: 46، 49).

مز 89:
تأكيد لا نهائية أسرة داود الملكية.

مز 97:
الملك يملك!

مز 101:
المسيح يحكم بالبر.

مز 110:
لقبا المسيح الوظيفيين: الملك الأبدي والكاهن.

مز 118: تمجيد
الحجر المرذول.

مز 132:
الوارث الأبدي لعرش داود.

يرى القديس
أغسطينوس
أن السيد المسيح الذي يُحِّد الكنيسة بكونها جسده هو قلب المزامير،
كما يقول: [يتحدث ربنا يسوع المسيح أحيانًا عن نفسه في شخصه هو بكونه رأسنا،
وأحيانًا في شخص جسده أي عنا نحن كنيسته. لكنه يتكلم بصيغة المفرد لكي نفهم أن
الرأس والجسد متكاملان ولا يمكن فصلهما، وذلك مثل الاتحاد الزيجي الذي قيل عنه:
"ويكون الإثنان جسدًا واحدًا". فإن كنا نتعرف على شخصين في جسد واحد،
هكذا بالمثل نتعرف نحن على المسيح وكنيسته في صوت واحد
[35]].

يظهر Michael Gasnier
أن المسيحيين الأوائل لم يروا السيد المسيح ممجدًا فقط في المزامير، وإنما وضعوا
صلوات المزامير على شفتيه
، مخاطبًا أبيه: يسبحه ويتضرع إليه ويسأل العفو عن
خطايا البشرية؛ وبالتالي نحن نصلي معه ونوحّد أصواتنا مع صوته
[36]. هو
الذي يقدس شفاهنا، مستخدمًا إياها ليمتد بصلاته المقبولة في كل جسده، أي الكنيسة.

5. المزامير
التاريخية
Historical Psalms (78، 105، 106، 136).

تقص هذه المزامير
تاريخ البشرية المسجل بأكثر تفصيل في أسفار الكتاب المقدس الأخرى ابتداءً من
التكوين حتى يشوع، وذلك كأساس للتسبيح. ويروي تاريخ شعب الله كدافع ليعيننا
ويُصلحنا من جهة إخلاصنا لله وحفظ العهد معه.

تذكرنا
لتاريخ الكنيسة وتاريخ معاملات الله معنا على المستوى الشخصي يزودنا بالمادة التي
بها نسبح الله. فباستعراض التاريخ ننال فكرة أفضل عن حقيقة أنفسنا وعمل الله معنا:
من نحن؟ ما هي هوّيتنا؟ كيف يتعامل الله معنا؟ وما هي شخصية الله في تعاملنا؟
المغزى الحقيقي للتاريخ لا يمكن في سرد الوقائع التاريخية بدقة وفي تفصيل بقدر ما
هو تمتع رؤية صادقة لأنفسنا ولله.

6. المزامير
الليتورجية
Liturgical Psalms (15، 24، 50، 75، 118، 20، 21، 135).

استخدام Gunkel
هذا الاصطلاح ليشير إلى مجموعة من المزامير فيما بينها من جهة الطابع الأدبي،
جُمعت معًا ليترنم بها خورس المرنمين في الهيكل. يقول
Sabourin إن هناك مزامير واضح ضمنيًا أنها وُضعت لاستخدامها في العبادة
الليتورجية، حتى المزامير الأخرى التي وضعت لمناسبات خاصة يُظن أنها اُستخدمت
أيضًا بواسطة الجماعة. من أوضح الأمثلة على المزامير الليتورجية تلك الدعوة
"ليتورجيات المداخل أو الأبواب" (والتي يدعوها
Gunkel ليتروجيا التوراة) (مز 15، 24) (قارن إشعياء 33: 14-16).

وُضعت بعض
المزامير الليتورجية من أجل استخدمها في مواكب الأعياد مثل (مز 24، 68، 118، 132)،
هذه التي لا يمكن فهمها إلا على ضوء علاقتها بصورة الموكب نفسه وما يصحبه من أعمال
ومناظر.

توجد في
مزامير أخرى تلميحات إلى ما يمكن فهمه على أنها أعمال عبادة:

النية في
العبادة (5: 7).

إيفاء النذر
(7: 18؛ 22: 26، 50: 14؛ 56: 13؛ 61: 6-9؛ 65: 2؛ 66: 13؛ الخ، 76: 12؛ 116: 14،
18).

تقديم
الذبائح (27: 6؛ 54: 8؛ 66: 15، 96: 8، 116: 17).

إنشاد
تسابيح وسط الجماعة العظيمة (22: 23 الخ؛ 35: 18؛ 40: 11؛ 68: 27؛ 89: 6؛ 111: 1؛
150: 1).

الطواف حول
المذبح (26: 5؛ 43: 4).

الاشتراك في
موكب ديني (42: 5؛ 68: 25 الخ؛ 118: 19-27).

تقدم
الصلوات والذبائح المسائية (141: 2).

إتمام طقوس
التطهير (51: 9).

نوال البركات
أو النطق بها (في أغلب المزامير).

هذا بجانب
الإشارات المتكررة إلى أورشليم والهيكل والمذبح وجبل الله ومسكن الله وموطئ قدميه
والأعياد المقدسة، هكذا كله يدل على أنه بطريقة أو أخرى أن عددًا كبيرًا من
المزامير نشأ أصلاً لأجل الخدمة الليتورجية.

7. مزامير
التجليس
Enthronement Psalms (29، 47، 93، 95-99).

ترتبط هذه
المزامير بتلك المدعوة "مزامير صهيون"، والقائمة على الاعتقاد بأن صهيون
هذه المدينة التي تذخر بالهيكل، موضع حضور يهوه وسط الشعب.

في الاحتفال
ببدء العام الجديد يقترب الموكب الذي كان يحمل تابوت العهد إلى الهيكل وسط تسبيحات
الشعب لله الملك.

تُظهر
المزامير أن مركز التسبيح في العهد القديم هو إعلان الله عن نفسه وهو على عرشه.
يُظهر جلاله (ملوكيته) على التابوت المقدس بكونه عرشه الخاص (الشاروبيم). هو أيضًا
جالس على تسبيحات شعبه كعرش له. الله الذي يملأ مجده قدس الأقداس في الهيكل – إذا
ما تذكرنا رؤية إشعياء – جالس على عرشه مرتفعًا في الأعالي كملك وخالق للكل
وكمحارب عظيم يغلب من يقاوم سلطانه الجامع.

8. المزامير
الملوكية
Royal Psalms

يقوم هذا
التصنيف على أساس المحتوى وليس على أساس الخصائص الأدبية، ففي الواقع يمكن أن نجد
بعض المراثي أو التشكرات، ولكن كل هذه المزامير تخص الملك. فقد تحمل ذكرى لبعض
أحداث تمس خبرة الملك، مثل تتويجه وزواجه وانتصار جيشه وما إلى ذلك.

هذه
المزامير تتنبأ عن السيد المسيح كملك يملك على قلوب مُؤمنيه ويقبلهم كعروس سماوية
تشاركه أمجاده، ويمنحهم النصر على الشر مثل (مز 2، 18، 20، 21، 45، 72، 89، 101،
110، 132، 144). وعد الله عائلة داود بُملك أبدي، حيث يظهر الملك في هذه المزامير
أبديًا، ويتسع نطاق ملكه إلى العالم كله، وأما علامة ملكه فهو السلام مع العدل
الخ…

الملك الذي
من نسل داود هو الوكيل المختار من الرب، ويكون قصره الملوكي محصنًا ضد الأعداء
الذين يهددون (8: 2)، وقد وعد أن يدوم عرش داود أمام وجه كل الأعداء الواقفين ضد
مسيح الرب (مز 24-26).

من هو هذا
الملك الذي تشير إليه المزامير؟

أ. الله
الآب ملك المسكونة كلها كخالق لها (93: 1-2)، الذي يملك بالحب على شعبه. السماء
عينها هي قصره الملوكي ومسكنه في أورشليم كما في قلب المؤمن، ملكه يضم كل المسكونة
(مز 47، 67، 100، 117، 87).

ب. المسيا:
الملك المحارب واهب النصرة الروحية للمؤمنين به (مز 2، 18، 20، 21، 45، 72، 89،
101، 110، 132، 144). يملك بالصليب محطمًا مملكة الظلمة (كو 2: 14)، جاذبًا
البشرية إلى السماء. كملك الملوك يهب مؤمنيه نعمة الملوكية (رؤ 1: 6)، واهبًا
إياهم بره وقداسته وسماته وفرحه!

ج. داود الملك
وكل الملوك خلفائه الذين يمثلون الجماعة المقدسة كما يمثلون الله نفسه والسيد
المسيح.

د. المؤمنون
كأعضاء في جسد يسوع المسيح ملك الملوك. يتسلمون السلطان على حياتهم الداخلية ضد
الخطية وقوات الشر، فيعيشون كملوك أصحاب سلطان داخلي.

للتعرف على
المزامير الملوكية راجع أيضًا تفسيرنا للمزمور الثاني.

9. مزامير
المصاعد أو الدرجات
Psalms of Acents or Degrees

هي تجميع
صغير من المزامير (120-134)، كل مزمور منهم يُدعى "ترنيمة المصاعد".
يبدو أنها كتيبًا صغيرًا يستخدمه الزائرون القادمون إلى أورشليم في الأعياد
العظمى.

للتعرف على
هذه المزامير راجع تفسيرنا لمزمور 120.

10. مزامير
هاليل
The Hallel Psalms

كانت مزامير
هاليل (113-118) ترتيل أثناء أعياد الفصح والمظال والخمسين (البنطقستي) وتدشين
الهيكل ورأس الشهور.

11. مزامير
المناسبات
Occasional Psalms

في النص
العبري يخصص مز 92 ليوم خاص هو السبت؛ أما في النسخة السبعينية فتوجد مزامير مخصصة
لأيام أخرى من أيام السبوع:

مز 24:
اليوم الأول (الأحد).

مز 48:
اليوم الثاني (الاثنين).

مز 94:
اليوم الثالث (الثلاثاء).

مز 93:
اليوم السادس (الجمعة).

وفي ترجمة
الفولجاتا نجد مز 81 مخصصًا لليوم الخامس (الخميس).

وفي المشناه
نجد مز 82 مخصصًا لليوم الثالث (الثلاثاء)، ومز 30 لتكريس الهيكل، ومز 100 لتقدمة
الشكر.

12. مزامير
التضرعات أو المراثي
Supplication or Lament
Psalms

هذا النوع
من المزامير هو أكثر شيوعًا، إذ يصرخ المرتلون إلى الله بخصوص

احتياج شخصي
أو تشفعًا في آخرين معتازين (مز 86)، أو من أجل ضيقات وآلام شخصية أو جماعية.
ويلاحظ أنه بالرغم من الإلحاد النظري لم يكن معروفًا في العهد القديم لكن الشعب
كثيرًا ما يُصاب بشعور بأن الله قد تخلى عنه وسط الضيق (الإلحاد العملي).

* كانت
مزامير التضرعات الشخصية تثيرها ضيقات شخصية، مثل:

أ. الموت
المبكر: اعتبره اليهود عقابًا عن خطية ما (مز 54: 24). الهاوية
Shoal هي في نظرهم مكان
الأموات، توجد تحت الأرض (مز 21: 29؛ 68: 15 الخ). يُشار إليها أحيانًا بالحفرة
pit؛ ويُظن أنها موضع السكون
(مز 114: 17) أو موضع الظلمة والنسيان (مز 87: 12) حيث لا يوجد تسبيح لله (مز 6:
6؛ 87: 10-13)، هناك يُقطع الأموات من الشركة مع الله (مز 87: 5).

ب. المرض
(مز 37: 3، 4؛ 40: 5؛ 68: 27؛ 101: 11). كان الأهل والأصدقاء يتطلعون إلى المرض
بكونه تأديبًا عن خطأ خفي (مز 37: 12).

ج.
الاتهامات الكاذبة: غالبًا ما يُشار إليها مستخدمين المجاز: كالصيادين (مز 7: 16؛
34: 7؛ 56: 7، 63: 6؛ 139: 6)، واللصوص (16: 9-12؛ 55: 7)، والأسود (7: 3؛ 16: 12؛
56: 5)، والكلاب (58: 15) والحيَّات (57: 5، 6).

* التضرعات
الجماعية أو المراثي الجماعية: أفضل مثل لها هو (مز 44). هذه المزامير هي صلوات
تقدمها الجماعة ككل بسبب حدوث كارثة قومية مثل قيام حرب أو حلول هزيمة في معركة أو
مجاعة أو قحط أو وباء أو غزو جراد. في اليوم المحدد يجتمع الشعب في الهيكل ليقدموا
توبة وهم لابسين المسموح وواضعين رداءًا. يصف يوئيل النبي طقسًا من هذا النوع
(يوئيل 1: 13، 14؛ 2: 15-17).

لكل نوع من
المراثي – الشخصية والجماعية – هيكله الخاص به:

هيكل المرثاة
الشخصية هو: استرحام الرب والتضرع إليه من أجل المساعدة؛ وصف للحاجة إليه، التماس
للخلاص، الدافع للتمتع بالالتماس، اعتراف بالثقة في الله، نذر بتقديم الشكر.

أما هيكل
المرثاة الجماعية فهو: استرجاع مراحم الرب السابقة، الاعتراف بالثقة في الله
(بالرغم من وجود الكارثة إذ يحتفظ المرتل برجائه في الله أنه سيتدخل ويعمل)، وصف
للحاجة، التماس بالبراءة (أو اعتراف بالخطأ). تأكيد الثقة في الله (كان هذا يعتبر
عمل الكاهن لا مقدم التضرع أن يؤكد الثقة في الله)
[37].

تسجيل كل
مرثاة دراما من ثلاثة ممثلين: المرتل، الله، الأشار.

13.
المزامير الأبجدية
Alphabetic (Acrostic) Psalms

وهي من أكثر
المزامير قدرة على إثارة الاهتمام والانتباه، وذلك بسبب تركيبها الأدبي. تستخدم
هذه المزامير ترتيبًا يقوم على الحروف الأبجدية العبرية (مز 9، 10، 25، 34، 37،
111، 112، 119، 145).

14. مزامير
التهليل لله
Hallelujah Psalms

تستخدم هذه
المزامير اصطلاح "
Hallelujah" اختصارًا لـ "هللويا ليهوه"؛ ربما استخدم لكي
يوضح استخدامها في العبادة الجماعية (مز 105، 106، 111-113، 115، 117، 135،
146-150).

15. مزامير
إلوهيم
Elohistic Psalms

نقصد بها
تلك المزامير التي تستخدم اسم إلوهيم
Elohim عن الله مثل (مز 42-83). بعض المزامير الأخرى تستخدم اسم يهوه Jehovah
بينما تستخدم بعضها أكثر من اسم واحد لله كما في (مز 19).

قديمًا كان
الاعتقاد بأن كيان الإنسان يتمركز في اسمه أو اسمها ({اجع خر 3: 13، 14؛ قض 13:
17). فالاسم يعطي معنى ويضيفي وجودًا كاملاً على حامله (تك 2: 19، 23)؛ وكان المرء
يأخذ قوة من غيره عندما يعرف اسمه. في (مز 54: 1-3) يُقال: اللهمَّ بأسمك
خلصني، وبقوتك أحكم لي. اسمع يا الله صلاتي، اصغِ إلى كلام فمي، لأن الغرباء قد
قاموا عليّ وعتاةً طلبوا نفسي، لم يجعلوا الله أمامهم". فالإسم الإلهي يحمل
قوة معجزية خاصة؛ وتتكرر عبارة "اسم الرب" 100 مرة في 67 مزمورًا
مختلفًا.

يقول Irving L. Benson
في كتابه "المزمير"
[38]: [إنه لأمر
هام في دراستنا للمزامير أن نلاحظ دومًا كيف تعرَّف شخصية الله، سواء من جهة اسمه
أو ما يُنسب إليه من سمات أو أعمال. توجد أربعة أسماء سائدة في المزامير هي: إل
El (إلوهيم)، أودناي،
يهوه، شاداي. وجاءت عدد مرات تكرار كل اسم في كل قسم من أقسام المزامير الخمسة
كالآتي:

 

الاسم
الإلهي العبري

قسم 1

قسم 2

قسم 3

قسم 4

قسم 5

إل
(إلوهيم)

67

207

85

32

41

أدوناي

13

19

15

2

12

يهوه

277

31

43

101

226

شادي

 

1

1

1

 

 

يحوي العهد
القديم عددًا من الأسماء لله والأسماء المركبة تكشف عن جوانب من شخصيته ومعاملاته
مع البشر.

* إل أو
إلوهيم: معناها قادر، قوي، سائد فوق الكل. في (عد 23: 32) يتحدث عن الله بكونه
"إل" الذي أخرج شعبه من مصر (تك 17: 1؛ 35: 11). يقول
Nathan J. Stone:
[يحوي اسم إلوهيم فكرة الخلق والقوة السائدة، أو القوة اللانهائية والسيادة. هذا
يظهر بوضوح من الحقيقة بأن كلمة "إلوهيم" وحدها دون غيرها اُستخدمت في
(تك 1: 1) إلى (تك 2: 4)، وقد تكررت 35 مرة
[39]].

* يهوه: هذه
الكلمة مشتقة من الفعل العبري الذي يعني "يكون
Hava"، فتعني "الكائن". هذه الكلمة تشبه تمامًا الفعل
العبري
chavah ومعناه "يعيش to live" أو "حياة". بهذا يلزمنا أن نفكر في أن
"يهوه" هو "الكائن القائم بنفسه"، الواحد الذي له الحياة في
ذاته بالضرورة، له الوجود الدائم، أي واجب الوجود، الأبدي غير المتغير (مز 102:
27).

يقول Stone:
[يمكن لليهودي أن يقول "الألوهيم" (أي يضع الـ للتعريف، الإله الحق،
مقابل كل الآلهة الكاذبة؛ لكنه يقول "ال" يهوه عن الله، لأن اسم
"يهوه" هو اسم الله الحقيقي وحده (لا يحتاج إلى تعريف)، إذ لا يوجد يهوه
آخر. إنه يتحدث عن "الله الحيّ"، لكن ليس عن " يهوه الحي"، لأنه
لا يفهم من "يهوه" إلا أنه هو "الحيّ" (لا يمكن نسبه حيّ
ليهوه لأن الكلمة نفسها تحمل ذات المعنى)… بكونه يهوه هو إله الإعلان عن نفسه
للخليقة القادرة أن تفهم اللانهائي وتدركه – الواحد اللائق… لإسم يهوه أهمية
أبعد من ذلك بالنسبة لنا، وهي أنه يعلن عن ذاته بكونه الله إله السلوكيات
والروحيات… فبينما اصطلاح إلوهيم يفترض حبه نحو كل الخليقة والمخلوقات كعمل يديه
فإنه اصطلاح يهوه يعلن عن هذا الحب كأمر متوقف على تمتعنا بسمات سلوكية ورحية.
بهذا المعنى فإن لقب يهوه كما لاحظنا قبلاً لم يظهر حتى التكوين (2: 4) (لأنه يمس
معاملات الله مع الإنسان الروحي فيما يمس خلاصه الأمر الذي لم يكن بعد قد ظهر)].

الله هو
يهوه الخاص بشعبه، وذلك من أجل خلاصه العظيم لهم؛ يُظهر لهم ذاته بكونهم قديسيه،
وبكونه إله البر والقداسة.

بمعنى آخر
إن كان إلوهيم يعني القدرة مع اهتمام الله بكل الخليقة فإن يهوه يعني وجود الله
وسط شعبه يخلصهم ويقدسهم بكونه الشعب المقدس وبكونه القدوس وحده!

* إل شاداي El Shaddai:
يظهر هذا الاسم أولاً مرتبطًا بإبراهيم في (تك 17: 1-2). وهو مشتق من كلمتين:
"إل" وتعني قدرة وقوة وكلية القدرة والتسامي المطلق، فهو اسم مرتبط
بالخلق كما رأينا. و"شاداي" ترتبط بكلمة "صدر
breast
إشارة إلى من يغذي ويعول ويشبع ويموّن. لهذا فإن اللقب يعني "القادر أن يشبع
ويقوت ويغذي" أو "القادر الذي فيه الكفاية في ذاته، جزيل العطاء، مصدر
كل بركة وامتلاء وإثمار".

* أدوناي Adonai:
تعني "المالك"، الله الذي له السيادة والربوبية.

بمعنى آخر
يمكننا القول بأن "اسم إلوهيم" يُنسب إل الله القدير؛ و
"يهوه" إله البر والقداسة والحب والخلاص؛ و"الشاداي" القدير
واهب العطايا والقوات والبركات والإثمار بفيض؛ و"أدوناي" تخص الله بكونه
سيد كل الشعوب أرادوا أو لم يريدوا.

16. مزامير
اللعنة
The Imprecatory Psalms

يوجد أكثر
من عشرين مزمورًا تستنزل اللعنات على الأشرار؛ لماذا؟

أ. يقول J. H. Raven:
[بإن تعبيرات اللعنة ليس فردية (خاصة) إنما هي جماعية رسمية، فالمرتل يطلب عقاب
أولئك الذين حطموا شعب الله، ملكوت الله المنظور، وهم بذلك أعداء الله (مز 139:
21-22). لم يدافع داود عن نفسه أمام أعدائه الذين يقاومونه شخصيًا، بل بالعكس كان
يُظهر روحًا متسامحة بشكل واضح كما يظهر من تعامله مع شاول الملك وأهل بيته (1 صم
24؛ 26: 5-12؛ 2 صم 1: 17؛ 2: 5، 9). أما في
هذه المزامير فهو يصلي إلى الله كي يعاقب أعداء الله ولا يقوم هو بهذا الدور.

ب. طلب
المرتلون العدالة الإلهية وليس انتقامًا بشريًا ضد الظالمين والمستهترين بالحب
الإلهي.

ج. يكره
الله الخطية لكنه يحب الخاطئ. لم يكن في الفكر العبراني فصل قاطع بين الخاطي
وخطيته. (فبابل ترمز إلى الكبرياء؛ وفرعون إلى الظلم، وأدوم إلى سفك الدماء
الخ…).

د. يشعر
المرتل كنبي أن أعداءه هم أعداء الله؛ فبروح النبوة تنبأ أنهم لا يستحقون
الحياة، فما نطق به هو نبوة.

17. مزامير
صهيون (الكنيسة)
Psalms of Zion (the Church

دخولهم
أورشليم – كما جاء في سفر المزامير – يشير إلى عناية الله نحو شعبه، إذ حقق لهم
وعده. وقد جعل داود أورشليم عاصمته، ونقل إليها تابوت العهد؛ بعد ذلك بنى سليمان
الهيكل هناك. لذلك توجد مزامير كثيرة مخصصة لصهيون مدينة الله والعاصمة الروحية
للجنس البشري؛ ومزامير خاصة بالهيكل بكونه مسكن الله، وأخرى خاصة بتابوت العهد
كممثل لله.

إعتاد
الكثيرون أن يحجوا إلى المدينة المقدسة في الأعياد الكبرى، وكان عليهم أن يتلو
مزامير معينة كجزء من طقس مقدس.

كانت كل
الأحداث التي تمس المدينة والهيكل وتابوت العهد (مثل خلاص أورشليم من يد سنحاريب)
لها معانيها الخاصة في حياة الشعب.

18. مزامير
الخليقة
Psalms of Creation

توجد بعض
المزامير تسبح الله كخالق المسكونة. هذه التسابيح تمجد عظمة الرب وصلاحه وجلاله
الملوكي. إذ يدهش المرتلون أمام قدرة الله المهوبة، مقدمين له الشكر من أجل ما
قدمه للإنسان من منزلة وفي تدبيره الإلهي (مز 8، 19، 33، 104)
[40].

أرقام
المزامير
Psalms Numbering

تحتوي بعض
المزامير أنشودتين أو أكثر بينما تنقسم أنشودة ما إلى مزمورين أو أكثر. هذا هو
السبب في اختلاف الترقيم بين النص العبري والترجمة السبعينية، ففي النص الأخير
إنظم المزموران 9 و 10 في مزمور واحد، وهكذا أيضًا المزموران 114 و 115، بينما
انقسم المزموران 116 و 147 كل منهما إلى مزمورين منفصلين.

 

النص
العبري

الترجمة
السبعينية

1-8

1-8

9-10

9

11-113

10-112

114-115

113

116

114-115

117-146

116-145

147

146-147

148-150

148-150

151

 

سفر
المزامير والكتاب المقدس
[41]

يدعو
القديس أثناسيوس
سفر المزامير: [خلاصة الكتب المقدسة كلها]؛ ويدعوه القديس
جيروم
: [الكتاب المقدس داخل الكتاب المقدس]. ويقول القديس أغسطينوس:
[أي شيء لا تتعلمه من المزامير؟]. ويقول القديس باسيليوس الكبير: [إن سفر
المزامير هو الكنز العام لكل وصايا صالحة… صوت الكنيسة… الحاوي لكل اللاهوت].
أيضًا يقول القديس أمبروسيوس: [الشريعة تعلم، والتاريخ يروي أخبارًا،
والنبوة تتنبأ، الإصلاح يلوم والسلوكيات تحث، أما كتاب المزامير فنجد فيه ثمار كل
هذه، كما تجد فيه علاجًا لخلاص النفس. يستحق سفر المزامير أن يُدعى: تسبيحًا لله،
مجدًا للإنسان، صوت الكنيسة، اعترافًا للإيمان في غاية النفع!]. هذا ما دعى البعض
إلى تسميته: "الكتاب المقدس مصغرًا"، بينما يسمونه آخرون "العالم
الصغير لكل العهد القديم".

بالحقيقة
قُدمت مواضيع العهد القديم في المزامير تحت شكل صلاة. هذا أيضًا حقيقي فيما يتعلق
بالحوادث الهامة الخاصة بتاريخ الخلاص من الخليقة إلى الخروج، من دخول كنعان إلى
إعادة تجديد أورشليم، عندما نضج الرجاء في مجيء المسيا لتأسيس مملكة الله.

أفضل تعليق
على المزامير أنها الكتاب المقدس نفسه دون أن يُستثنى منه العهد الجديد، فما هو
غامض في المزامير ينظر إليه بمنظار جديد خلال الإنجيل.

سفر
المزامير وأسفار موسى الخمسة
The Psalms and the
Pentateuch

يقول William Plumer:
[أول ملاحظة لهيلاري (أسقف بواتيه) في مقدمته عن المزامير هي أن "سفر
المزامير كتاب واحد وليس خمسة كتب". يشير هنا إلى أن بعض اليهود يقسمون
المزامير إلى خمسة كتب، تطابق أسفر موسى الخمسة… مثل هذا التقسيم هو مجرد اختراع
بشري، لا يقوم على أساس إلهي، ولا يقوم حتى على مجرد محتويات هذه الأغاني العجيبة.
ففي (لو 20: 42) وفي (أع 1: 2) نقرأ عن كتاب المزامير، ولا نقرأ في أي موضع عن
"أسفار المزامير"].

يرى كثير من
الدارسين أن سفر المزامير نفسه يقدم في النص العبري دليلاً على تقسيمه إلى خمسة
أقسام تبدأ على التوالي بالمزامير (1، 42، 73، 90، 107)، متمثلاً في ذلك ربما
بأسفار موسى الخمسة، ينتهي كل قسم منها بذكصولوجية (تمجيد ختامي) (41: 14؛ 72: 19؛
89: 52، 106: 48؛ 150: 6).

القسم الأول
– يشبه سفر التكوين – معلنًا علاقة الله بالإنسان بصورة شخصية. الثاني – يشبه سفر
الخروج – يعلن عن غيرة الله نحو فداء المؤمنين بكونهم شعبه الخاص. القسم الثالث –
يشبه سفر اللاويين – يُظهر سكنى الروح القدس وسط شعبه لتقديسهم بكونه كنيسة مقدسة.
القسم الرابع – يشبه سفر العدد – يعلن اهتمام الله بهم في برية هذا العالم ليقودهم
إلى أرض الموعد وسط الآلام والضيقات. القسم الخامس – يشبه سفر التثنية – يكشف لنا
عن الناموس أو كلمة الله كمنبع أو مصدر شفائنا الروحي وقداستنا وكفايتنا ومجدنا.

هل تبحث عن  م الأباء ترتليان الدفاع عن الإيمان 14

 



 

القسم

1

2

3

4

5

السفر
المشابه له

تكوين

خروج

لاويين

عدد

تثنية

الموضوع

الإنسان
والخلاص

الكنيسة
والخلاص

الهيكل
الجديد

الأرض
الجديدة

كلمة الله

العلاقة
مع الله

شخصية

جماعية

يحل الله
فينا

يبارك
أرضنا

عطاء
الذات

واضع
المزامير

داود

داود
وقروح

آساف
أساسًا

مجهول

داود
أساسًا

زمن جمعها

داود

أثناء حكم
حزقيال ويوشيا

عزرا
ونحميا

 

يرى كثير من
الباحثين أن العلاقة وثيقة بين كتب موسى الخمس وأقسام المزامير الخمسة، وذلك خلال
دراستهم لنظام العبادة اليهودي القديم. فكمثال يقول
A.
Guilding
: [إن اسم "الدورة
الثلاثية
" أُعطى للنظام الفلسطيني المبكر لقراءة كل أسفار موسى الخمسة
أيام السبوت بالتوالي لمدة 3 سنوات قمرية. وقد قُسمت أسفار موسى الخمسة لهذا الغرض
إلى أكثر من 150 قسمًا عرفت بالسيداريم
Sedarim. على مرّ الأيام نمت عادة إضافة درس ثانٍ من الأنبياء عرف باسم
الهافتارا
haphtarah أو "العبارة الختامية". يبدو أيضًا أن المزامير كانت تُتلى
على فترات ثلاث سنوات، خاصة وأن عدد المزامير يتناسب مع عدد السبوت خلال 3 سنوات
قمرية، ويبدو أن ترتيب المزامير كان متأثرًا باعتبارات ليتورجية
[42]].

القسم
الأول: الإنسان والخلاص

1. تطويب
الإنسان                                      [1].

2. سقوط
الإنسان                                       [2-8].

3. عداوة
الإنسان تصل إلى ذروتها في ضد المسيح  [9-15].

4. إصلاح
الإنسان بالمسيا                             [16-41].

القسم
الثاني: الكنيسة والخلاص

1. خراب
إسرائيل         [42-49].

2. مخلص
إسرائيل        [50-60].

3. خلاص
إسرائيل        [61-72].

القسم
الثالث: الهيكل الجديد

هنا يشار
إلى الهيكل تقريبًا في كل مزمور: إبتداء من خرابه إلى إقامته وتكميل بنائه وبركته.

1. المقدس
في علاقته بالإنسان     [73-83].

2. المقدس
في علاقته بالرب        [84-89].

القسم
الرابع: الأرض الجديدة

1. الأمم:
ضياعهم وطلبهم          [90].

2. طلب
الأمم للأرض الجديدة     [91-104].

3. توقع
الأمم للأرض الجديدة      [100-105].

4. احتفال
الأمم بالأرض الجديدة   [100-105].

* ختام:
الأرض الجديدة والراحة   [106].

القسم
الخامس: كلمة الله

1. خبرة
الكلمة            [107-118].

2. عرض للكلمة
         [119].

3. توقع
لعمل الكلمة      [120-150]
[43].

إصطلاحات
تشير إلى طبيعة المزامير :

"شير"
Shir
أو "سير"
Sir (= أغية، تكررت 30 مرة)، عادة تصحبها موسيقى، يرى البعض أنها
اغنية تعتمد على الصوت أكثر من الموسيقى.

"مزمور"
mizmor (57 مرة)، يحتمل أنها تعني نشيدًا يصطحبه العزف على آلة وترية.

"ماسكيل" maskil
(تكررت 13 مرة)، ربما تعني شعرًا تعليميًا (راجع مز 32، 47، 78)، لكنها وُجدت
أيضًا في أشعار غير تعليمية. لذا يحتمل أنها تعني "شعر فني
artistic Poem"
أي شعر مرتبط بالفن (مز 47: 8، 2 أي 30: 21).

"مختام" mikhtam
(تكررت 6 مرات) في المزامير (16، 56-60)؛ ربما تشير إلى معنى خفي (
katam)، كما تترجم أيضًا
"شعر ذهبي
ketem" أو "جوهرة مذهّبة". وقد بذل البعض جهدًا لتفسيرها
كمزمور ندامة[44].

"سيجايون"
siggayon (مز 7: 1). يبدو الإسم متشابهًا للشيجو الآشوري Assyrian Shegu،
وهي مزامير شكوى أو ندامة.

"تهليل"
tehillah، وهي أنشودة تسبيح ذكرت مرة واحدة (مز 145). لكن نفس الاصطلاح ورد
في صيغة المذكر الجمع لوصف كل مجموعة المزامير.

عناوين
(طقوس) ليتورجية
Liturgical Rubrucs

عنوان
"للتذكير" (مز 38، 70- راجع ابن سيراخ 50: 16)، يشير عادة إلى
azkarah
وهو جزء من تقدمة القربان الذي يمسح بالزيت ويحرق (لا 2: 2 الخ).

"للشكر" (مز 100):
ربما تشير إلى ذبيحة الشكر (لا 7: 12؛ 22: 29)[45].

الإشارات
الموسيقية :

تفسيرها غير
سهل، لأننا لا نعرف إلا النذر القليل عن الموسيقى الإسرائيلية القديمة، لكن بصفة
عامة تنتمي هذه الحواشي إلى مجموعتين:

المجموعة
الأولى من الإشارات الموسيقية تشير إلى الآلات التي تصاحب الأصوات مثل "ضرب
الأوتار" (مز 4، 6، 54، 61، 67، 76)، "مع آلات النفخ" (مز 5). كذلك
"على الجتية" (مز 8، 81، 84) التي تشير إلى نوع من القيثارات (من جت؟)
أو إلى نغمة صوت (امرأة ذات صوت الجت). "الهاسمينيت
al
hassminit
" (مز 6، 12)
أي "على الثمانية"، و "
al alamot" (أي "حسب العذارى") وتعني مع أصوات سبرانو وأصوات
منخفضة بالتتالي (1 أي 15: 20-21)، لكنها ربما تعني "مع قيثارة ذات ثمانية
أوتار".

المجموعة
الثانية من الإشارات الموسيقية ربما تشير إلى أناشيد مشهورة يُرتل على وزنها
المزمور، مثل "لا تهلك" (مز 57، 58، 59، 75؛ أنظر إش 75: 8)؛ "على
أيلة الصبح" (مز 22)، "على الحمامة البكماء بين الغرباء" (مز 56)؛
"على موت الابن" (مز 9)؛ "على السوسن" (مز 45، 69)، ربما تشير
إلى أغنية شائعة تمجد الناموس بكونه كالسوسن.

أما اصطلاح
"سلاه" الغامض، والذي يتكرر ظهوره في صلب المزمور في نهاية آية،
فإنه تكرر 71 مرة في 39 مزمورًا، جاءت كلها في الأقسام الثلاثة الأولى للسفر ماعدا
مرتين في (مز 140، 143). وتقال أثناء التسبيح إذ يسجد العابدون حتى الأرض مصلين،
ويرى آخرون أن الاصطلاح يعني "ارتفاع" أصوات المرتلين أو يعني فاصلاً
صامتًا للموسيقى[46].

سنعود إلى
هذه الإشارة بأكثر توسع أثناء دراستنا للمزامير إن أذن الرب وعشنا.

ملاحظات :

1. إن أردنا
أن نتفهم مزمورًا ما يلزمنا أن نحاول اكتشاف الظروف الخلفية أو الأحداث التي وراء
المزمور.

2. يليق بنا
أن ندرك أن المزامير هي تعبيرات عن مشاعر مقدسة، لا يفهمها إلا الذين يمارسون
الحياة المقدسة.

افضل مؤهل
لدراسة أي جزء من كلمة الله هو قبول عمل الروح القدس الساكن فينا، هذا الذي يلهب
قلوبنا الباردة، واهبًا إيانا الفكر ومشاعر صادقة
[47].

v                
شكّل روحك بمشاعر
المزمور…

إن كان
المزمور ينفث روح صلاة صلِّ؛

إن كان
مملوء تنهدًا تنهد أنت أيضًا؛

إن كان
مفرحًا فأفرح أنت أيضًا؛

إن كان يشجع
واهبًا رجاء، ترجى الله؛

إن كان يدعو
إلى الخوف التَّقَوى، ارتعب أمام العظمة الإلهية؛ فإن كل الأشياء هنا تحمل مرآة
تعكس سماتنا الحقيقية… دع قلبك يعمل ما تعنيه كلمات المزمور
[48].

القديس
أغسطينوس

v      
لكي ننعم بهذا الكنز يلزمنا أن نتلو المزامير
بذات الروح الذي به وُضعت، نتبناها في انفسنا بذات الطريقة كما لو أن كل واحد منها
قد وضعها بنفسه، أو كما لو أن المرتل قد وجهها إلينا لاستعمالنا نحن، غير مكتفين
بأنها قد تمت بواسطة النبي أو فيه، وإنما يكتشف كل منا دوره الذي يلزم أن يحققه
خلال كلمات المرتل، بأن نثير في داخلنا ذات المشاعر التي نراها في داود أو غيره من
المرتلين في ذاك الحين، فنحب حين نراه يحب، ونخاف إذ هو يخاف، ونرجو حين يرجو هو،
ونسبح الله عندما يسبح هو، ونبكي على خطايانا وخطايا الآخرين حينما يبكي هو… نسر
ونفرح بجمال المسيا والكنيسة عروسه… وأخيرًا إذ هو معلم يعلم وينصح ويمنع وبوجه
البار يليق بكل أحد منا أن يفترضه متحدثًا إليه فيجيبه بطريقة لائقة تناسب تعليمات
صادرة عن معلم كهذا
[49].

القديس
يوحنا كاسيان

عناوين
المزامير قديمة قدم المزامير نفسها، تدخل بنا إلى فهم المزامير نفسها. يقول القديس
جيروم
: [عناوين المزامير هي المفتاح التي تفتح أبواب الفهم السليم لها].

2. في بعض
الأحيان يوجه المرتل في مزمور واحد استيخون (مقطعًا) لله وآخر للجماعة أو
لأصدقائه. أحيانًا يوجه للخليقة السمائية أو حتى الخليقة غير العاقلة، وإلى
الأشرار أو إلى الشيطان كما إلى نفسه.

تحوي بعض
المزامير حوارًا بين المرتل والجماعة، بقصد اظهار تعليم أو شهادة أو تقديم دعوة
للجميع لمشاركته في الشكر والتسبيح لله.

3. المرتل
أمين، صادق مع نفسه ومنفتح. متى كان سعيدًا عبّر عن سعادته؛ ومتى كان غاصبًا أو
خائفًا أظهر ذلك. حتى إن شعر بغضب (عتاب) من جهة الله أعلن ذلك (مز 44: 47)،؛ لا
يتظاهر بغير ما هو عليه!

4. يظن بعض
الدارسين أن هناك تأثيرات أجنبية على سفر المزامير، خاصة من مصر القديمة وما بين
النهرين، وذلك بسبب بعض التعبيرات المشتركة بين المزامير والأدب الديني القديم.

يقول R. E. Murphy:
[كما هو الحال في كل أسئلة الأدب المقارن، يجب ألا يُضِلل الدارس لمجرد وجود
تشابهات. فاستخدام نفس الكلمات لا يعني دائمًا ذات الأشياء (نفس المعنى) لأنها تتلون حسب الحضارة الخاصة بها أو
بالوسط الديني الذي تُستخدم فيه، وعلى ذلك فإن الاختلافات الواضحة بين الديانات
الإسرائيلية والمصرية والتي لمن هم بين النهرين يجب ألا نتجاهلها بسبب الرصيد
المشترك لمفردات اللغة وأنماط التفكير… هذا ولابد من وجود مشابهات أساسية في
خبرات البشر عند ملاقاتهم مع اللاهوت
[50]].

يقول Sabourin
بخصوص مصر: [عرف المصريون الحقيقيون إلهًا واحدًا قديرًا ديانًا ومدبرًا بعنايته.
وفي مصر أيضًا كان الكتبة يُحثّون تلاميذهم على استقامة القلب (مز 7: 11) من أجل
الله، الخفي والقريب. ويبدو إنه كانت لهم معرفة معينة بقيم خاصة بالحياة الداخلية:
حلول الروح الإلهي في قلب البار، الشوق نحو الله، التسليم لإرادته، معنى الصمت.
هذا وقد عايشت عقيدة الوحدانية المنتشرة في مصر جنبًا إلى جنب مع تعدد الآلهة،
بينما في إسرائيل فكانت معارضة الوثنية أمر لا يتوقف. في الوثنية الشرقية كانت
النظرة إلى الخطية تقوم أساسًا على أنها دنس جسدي يمكن التطهر منها بطقوس سحرية،
ويمكن طرد الأرواح الشريرة بالرقي والتعاويذ، كانوا أيضًا يعتقدون في الفال الذي
يكشف عن المستقبل. هذا بالإضافة إلى الأساطير المعقدة التي تفسر أصل نظام العالم
المادي أو تشويشه، كما يوجد نظام خاص بطقوس تمس الطبيعة لأجل بلوغ رفاهية الأمة.
بعكس هذا كله تصور المزامير الخطية على أنها اعتداد على النظام السلوكي، وأن
التوبة هي الطريق الوحيد لإزالتها، هذا وقد أدانت المزامير الوثنية وعبادة
الأصنام، أما السحر فلم يُشر إليه قط
[51]].

تستحق كلمات
W. Von Soden, A., Falkenstein عن بابل أن نقتبسها: [المزامير أكثر تحررًا في شكلها (عن الأدب
البابلي) وأكثر تنوعًا في مبناها. هناك اختلاف حاسم نابع عن ارتباط البابليين
بتقاليدهم من ناحية وعن إيمان إسرائيل المشروط بالله الواحد… والخلاصة يمكننا أن
نقول بأن أجمل الصلوات البابليين – بالرغم مما حملته من أفكار كثيرة – لا تصل قط
إلى مستوى المزامير، إذ لم يُعط لشعرائهم أن يكرسوا أنفسهم لله تمامًا بلا تحفظ،
هؤلاء الذين ظنوا أنهم يعرفون مشيئته. لذلك كان في قدرتهم في معظم الأحيان أن
يعلنوا عن حقائق هامة، لكن ليس عن الحق ذاته
[52]].

 

المزامير
والليتورجيات القبطية

صلوات
السواعي "الأجبية"

يقول القديس بولس: "متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور…" (1
كو 14: 26).

استخدم
المسيحيون المزامير في الكنيسة الأولى للصلاة أو بالحري للتسبيح، ليس فقط في
العبادة الجماعية في الكنيسة وإنما أيضًا في العبادة الشخصية داخل المخدع، وأثناء
السير في الطريق، وخلال ممارستها أعمالهم الخاصة وأثناء الاستحمام. لقد أدركوا أن
المزامير هي من وحي الروح القدس قادرة أن ترفع القلب وتحفظ العقل محلقًا في السماء
بفرح!

يقول دارس
أمريكي: "الصلاة بمزمور كل يوم يطرد القلق خارجًا
Praying
a psalm a day keeps worry away
".

ممارسة
صلوات أو تسابيح السواعي "الأجبية" أو على الأقل أجزاء منها يساعدنا على
التمتع بالشركة مع مسيحنا:

صلاة باكر  =
قيامة السيد المسيح.

الثالثـــة
= حلول الروح القدس.

السادســة =
الصلب.

التاسعــة  =
موت السيد المسيح.

الغــروب =
دفن السيد المسيح.

النـــوم  =
نهاية حياتنا.

نصف الليل =
ترقب مجيء المسيح الأخير.

القراءات في
القداس الإلهي
(الليتروجيات الأفخارستيا) :

دراسة
المزامير التي تُتلى أو يُسبح بها قبل قراءة الإنجيل في رفع بخور عشية وبخور باكر
والقداس الإلهي تكشف عن خطة الكنيسة واتجاهاتها وفكرها في كل قداس كما تكشف عن
الخطوط العريضة لفكر الكنيسة عبر العام كله.

أقدم مثالاً
لذلك تاركًا هذه الدراسة لبحث مستقل:

قراءات عن
النيروز (عيد رأس السنة القبطية) تبدأ بالعبارة التالية من سفر المزامير
"سبحوا الرب تسبحة جديدة"، وذلك قبل إنجيل رفع بخور عشية. هذه هي نصيحة
الكنيسة في بدء السنة الجديدة، إذ تسأل أبناءها أن ينشغلوا كل السنة الجديدة في
التسبيح لله من أجل عجائبه، مشتركين في عمل الملائكة. الترنم بتسبحة جديدة لا تعني
وضع تسبحة جديدة وإنما ممارسة التجديد المستمر في حياتنا الداخلية، لكي ننعم
بالتجديد حتى في التسبيح.

المزمور
وتدشين المذبح :

الترنم
بالمزامير بواسطة الأسقف نفسه يحتل مركز الصدارة في طقس تدشين المذبح. ففي هذه
المناسبة المفرحة يكشف نظام وترتيب هذه المزامير عن مفهومنا للحياة الكنسية التي
تناسب خلال المذبح الإلهي، أي خلال ذبيحة ربنا يسوع المسيح.

1. مز 23
(22) (المزمور السرائري): يبدأ الأسقف بتلاوته بصوت عالٍ ليعلن أن المذبح هو
المرعى السرائري خلاله نلتقي براعينا الصالح، الذي فيه نثبت بتناولنا جسده الذبيحي
ودمه الكريم. يتحدث هذا المزمور عن المعمودية ومسحة الميرون والافخارستيا كعطايا
إلهية يقدمها الراعي لخرافه الناطقة.

2. مز 24 (23): فيه تُدعى كل البشرية لكي تتقدس خلال كنيسة المسيح، حيث
تنفتح أبواب السماء للكل للتمتع بالشركة في أمجاد عريسها خلال مذبح العهد الجديد.

3. مز 26
(25): القداسة هي جمال مذبح البر.

4. مز 27
(26): المذبح هو مصدر القوة الروحية.

5. مز 84
(83): المذبح منبع السعادة.

6. مز 93
(92): المذبح هو عرش الله وجمال مجده.

يعلن
المزمور السابق للإنجيل أن ذبيحة البر هي ذبيحة محرقة تعبر عن حبنا لله (مز 51 "50").

بعد مسح
المذبح بالميرون يترنم الأسقف بثلاثة مزامير معلنًا أن مسكن الله محبوب، وأن نفسه
تشتاق إلى الله الحييّ بكونه ملجأنا.

بعد الطواف
حول المذبح يترنم الأسقف كممثل جميع المؤمنين، قائلاًً:

"يارب،
أحببت جمال بيتك وموضع مسكن مجدك،

لأسمع بصوت
الحمد،

وأحداث
بجميع عجائبك".

 



الباب الأول

الإنسان والخلاص

[مز 1 – مز
41]

الله في حبه للإنسان يبدأ كتابه المقدس بالحديث عن خلقة العالم من أجل
محبوبه الإنسان، ليقيمه سيدًا على الأرض، أو قل ملكًا صاحب سلطان، وكيل الله يحمل
صورته وعلى مثاله، يمارس الحياة الفردوسية المطوّبة والمملؤة فرحًا، يجد شعبه في
الله الذي لم يعوزه شيئًا. وينتهي الكتاب المقدس بسفر الرؤيا حيث نرى الإنسان
ساكنًا في أورشليم العليا، مسكن الله مع الناس (رؤ 21: 3)، ينعم بشركة المجد
الإلهي، ويشترك مع الملائكة في تسابيحهم. بنفس الروح يبدأ سفر المزامير – الكتاب
المقدس مصغرًا – بالإنسان في حياة مطوّبة بكلمة الله العاملة فيه (مز 1: 2)، ليصعد
به في نهاية السفر فيجد الإنسان نفسه يمارس الحياة الملائكية المتهللة خلال عمل
الله الخلاصي.

هذا القسم (مز 1 – مز 41) هو تجميع لمزامير تتحدث عن حالة الإنسان: حياته
المطوّبة وسقوطة ثم تجديده. وهو في هذا يماثل سفر التكوين:

1. تطويب الإنسان         [مز 1].

2. سقوطه من سموه       [مز 2-8].

3. عداوته لله               [مز 9-15].

4. تجديده بالله مخلصه     [مز 16-41].

في هذا القسم يظهر ربنا كراعٍ صالح يبذل نفسه من أجل خرافه مقدمًا صورة
للكفارة (مز 22)؛ حافظًا إياها خلال رعايته السرائرية (مز 23 كمزمور الأسرار
الإلهية خاصة المعمودية والميرون والأفخارستيا)، مكافئًا إياهم في مجده (مز 24).

ومما يلفت النظر أن أغلب مزامير هذا القسم تبدأ بالعنوان "Le David"، التي تعني "لداود" أو "الخاصة
بداود".

بلا شك هذا التجميع هو أقدم مجموعة من المزامير، ربما ترجع إلى استخدامها
الليتروجي (العبادة الجماعية) في الهيكل قبل السبي
[53].

 



 

الباب
الثاني

 

 

 

 

الكنيسة والخلاص

[مز 42 – مز
72]

 



الكنيسة والخلاص

[مز 42 – مز
72]

القسم الأول (مز 1 – مز 41) هو تجميع لمزامير
تتحدث عن حالة الإنسان: حياته المطوّبة وسقوطه ثم تجديده بعمل الله مخلصه
الذي يرد إليه الحياة الفردوسية المتهللة المفقودة. وهو في هذا يماثل سفر التكوين
[54]. أما القسم
الثاني (مز 42- مز 50) فيماثل سفر الخروج حيث ظهر شعب الله الذي يدخل في
ميثاق معه خلال دم الحمل (خر 12)، لهذا جاءت مزامير هذا القسم تتحدث عن "الكنيسة
والخلاص"
.

في الأصحاح الأول من سفر الخروج نرى الشعب
مُستعبدًا في أرض غريبة، بعيدًا عن أرض الموعد. كان شعبًا متألمًا، يئن وينوح كلما
هوى عليه سوط مُسخِره ومضطهِده. وكانت الضيقة تتزايد مع الزمن وتقسوا جدًا، وصارت
الأبواب كأنها قد أُغلقت تمامًا، ولا يوجد منفذ للخلاص. لكن في الوقت المناسب سمع
الله أنينهم وصراخهم، وقام يدافع عنهم بيده القوية، مخلصًا إياهم من بيت العبودية،
بينما هلك أعداؤهم في البحر الأحمر.

يبدأ هذا القسم بصرخة مُرّة تصدر عن أعماق
الضغطة (مز 42 – 49)، لينتهي بإعلان مُلك الله على شعبه المتعبد له حيث يُقال:
"ويسود من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي المسكونة… ويسجد له جميع
ملوك الأرض، وكل الأمم تتعبد له" (مز 72). يملك ملك الملوك على شعبه الذين
صاروا ملوك الأرض، أي أصحاب سلطان على أجسادهم التي تتقدس فتُحسب أرض الرب. أما
طريق المجد الملوكي فهو التوبة، لهذا يُقدم لنا هذا القسم الكثير من
المزامير التي تتحدث عن التوبة والاعتراف، أبرزها مزمور التوبة الأمثل 51 (50
LXX) الذي نترنم به في مقدمة كل صلاة او تسبحة من صلوات السواعي
(الأجبية)؛ كما يصلي به الكاهن مع الشعب في أغلب الصلوات الليتورجية (الجماعية).

يكشف هذا القسم عن جمال الكنيسة المتمتعة
بالخلاص كعروس مزينة لعريسها الأبرع جمالاً من بني البشر (مز 45 "44").

وقد تجمعت مزامير هذا القسم من مصادر متنوعة:

1. أبناء قورح (مز 42، 44-49)، وهم عائلة من
حارسي الأبواب الرسميين ومن الموسيقيين (1 أي 9: 17-19، 26: 19)، ربما كانوا
تلاميذ قورح وليس بالضرورة من عائلته
[55]. يرى البعض
أن كلمة "قورح
Core"
ربما تعني "أقرع" أو "أصلع"
[56]. ويرى القديسان
أغسطينوس وجيروم
إنها تعادل كلمة "
Calvaria"[57] أي
"الجمجمة" أو الموضع الذي صُلب فيه السيد المسيح. فأبناء قورح هم أبناء
العريس المصلوب، القادرون أن يسحقوا رأس الحية القديمة بالصليب. ويحطمون الموت،
وينعموا ببهجة القيامة. بمعنى آخر المسيحيون كأبناء قورح الحقيقي يمارسون الحياة
المُقامة التي لا تعرف إلا الشكر والتسبيح لله مخلصهم.

2. آساف (مز 50) الذي أسس فرقة موسيقية أخرى
للهيكل. ربما كان لقبًا لقادة الموسيقيين أو لمنظمي الخورس في أيام داود وسليمان
(1 أي 16: 4، 5؛ 2 أي 5: 21)
[58]. وكلمة
"آساف" تعني "محصَّل" أو "يهوه يجمع"، ويرى القديس
أغسطينوس
أنها تعني "المجمع". فإن كان المجمع اليهودي هو المسئول عن
صلب السيد المسيح، لكنه حفظ لنا النبوات التي تشهد للسيد المسيح الذي هو تسبيحنا
وفرحنا.

3. داود النبي والملك (مز 51-65، 68-10)، رجل
الصلاة والتسبيح؛ يمثل الكنيسة الملكة التي تجد كل لذتها في عريسها الملك، تلتصق
به، وتسبحه بلا انقطاع.

4. سليمان (مز 72) يشير إلى الكنيسة الحاملة
سلام الله الفائق.

5. توجد ثلاثة مزامير بدون أسماء (مز 66، 67،
71)، تمثل دعوة موجهة نحو كل نفس للتمتع بالعضوية الكنيسة المتهللة، حتى وإن لم
يعرفها أحد من البشر بالاسم.



 

مقدمة في
مزامير المصاعد

مزمور
120- مزمور 134

أصل
مزامير المصاعد

قيل أن
حزقيا الملك الذي ش
ُفي في بهجته بعمل الله العجيب معه نظَّم عشرة
مزامير ليقارنها بعشر درجات دوران الشمس، العلامة التي قدمها إشعياء النبي إليه
بأن الرب يشفيه (2 مل 20: 8-10). أضيف إليها أربعة مزامير كتبها داود النبي ومزمور
كتبه سليمان الحكيم، ليصير المجموع خمسة عشر مزموراً تقابل الخمس سنة التي أصنافها
الرب لحياة حزقيا
[59].

استخدامها

سُميت
مزامير المصاعد أو المزامير الدرجية، لأنها كانت تنُشد بواسطة الكهنة عند صعودهم
درجات الهيكل الخمس عشرة كل عام أثناء عيد المظال. وكان القادمون إلى أورشليم
للاحتفال بالأعياد السنوية ينشدونها وهم في طريقهم صاعدين إلى الهيكل في أورشليم،
خصوصًا القادمون من الشتات البعيدة.

المعنى
الروحي

لهذه
المزامير معنى عميق روحيًا، فهي تعني صعود قلب المؤمن في الإلهيات، حيث يقدم
المؤمن تسبيحًا لله م
ُوحى به ويمارس حياة تعبدية. هذا ويرى كثير من
الآباء أن هذه المزامير تشير إلى صعود القلب من مرحلة إلى أخرى، حتى يبلغ بيته
الأبدي، الأحضان الإلهية، ليحيا في تسبيح دائم.

v    
تُعلمنا المزامير التي تُدعى "مزامير
الصعود" كيف نصعد ونتقدم في سيرنا مع الله.

يدعونا
المرتل بالروح القدس أن نصعد بالقلب، أي أن نزداد في الرغبة المقدسة الحقيقية،
الأمر الذي هو أعظم من البحث عن "المشاعر الروحية".

نبدأ
بالإيمان. ونؤمن في حقيقة عالم الله غير المنظور، وأسس ملكوته الثابت. هذا يلهب
فينا رجاءً حيًا بأننا أبناء الملكوت. هذا بدوره يجعلنا نسكب حب الله على الغير.
هذا يُزيد رغبتنا لخبرة حضور الله الأبدي الآن، كما في الحياة العتيدة، التي بلا
نهاية. هذا هو ما يعنيه أننا نصعد.

أتحدث إليكم
من هذا الكتاب (المزامير) لأنكم تفزعون عندما يُقرأ عليكم تحذير ورد في الإنجيل…
إنكم تقرأون أن الرب يأتي مثل لصٍ في الليل. كما يقول يسوع في مثال: "إن كان
رب البيت يعرف في أيَّة ساعة بالليل يأتي اللص، لسهر ولا يدع بيته يُنقب، هكذا
أنتم أيضًا كونوا مستعدين" (مت ٢٤: ٤٣–٤٤).

في فزعكم
وخوفكم تفكرون: "كيف يهيئ الإنسان نفسه إن كانت الساعة تأتي كلصٍ؟ هل هذا
عدل؟

أبدأ فأقول
لكم، هذا لأنكم لا تعرفون ساعة مجيئه، لذا تسعون في الإيمان على الدوام. ربما يخطط
الله بهذه الطريقة، جاعلاً إيَّانا نجهل ساعة مجيئه حتى نتهيأ في كل لحظة
لاستقباله. الطريقة التي بها يتطلع العبد إلى يد سيِّده.

ستكون هذه
الساعة موضع دهشة للذين يحسبون أنفسهم "أرباب بيوتهم"، الأمر الذي به
يعني الذين هم في كبرياء يدبرون أمورهم دون اختبار لإرادة سيِّدهم الحقيقي. لذلك
لا تكن سيِّدًا بهذه الطريقة الباطلة، فلا تدهش ولا تفزع.

تسألني:
فبماذا أتشبَّه إذن؟

أقول:
تشبَّه بذاك الذي سمعت عنه من المرتل الصارخ: "فقير أنا وحزين" (مز
٦٣: ٣٠
Douay).

إن رأيت أنك
دومًا فقير وحزين في الروح (مت ٥: ٣)، فإن عينيك تكون دومًا على الرب،
وتنال رحمة من تعبك وراحة وقوة مستمرة
[60].

v  لا
سبيل للنجاة بالرجوع إلى الوراء إلاَّ بالاجتهاد الدائم في الارتقاء والتقدم إلى
الأمام. لأنه حينما نقف في جرينا نرتد إلى الوراء. فعدم التقدم يعن
ي التقهقر.
فإن أردنا ألاَّ نرجع إلى الوراء يلزمنا أن نسرع راكضين على الدوام بلا راحة.

 القديس
أغسطينوس

v    
"مغبوط هو الإنسان الذي أعد ّمطالع في
قلبه".

البار لا
يوجد في قلبه إلاَّ مطالع ومصاعد. وأما الخاط
ئ فلا يوجد
في قلبه إلاَّ انحدار وانخفاض.

فالبار يتجه
نظره دائمًا إلى الأمور الأسمى
ارتفاعًأ في الفضيلة. ولا يرغب
سوى أن ينمو في الكمال غير مفتكر في شيءٍ آخر. وكما قال الحكيم: "أفكار
المجتهد إنما هي للخصب" (أم
5:21).

إن الابتداء لا
يعتبر في المسيحيَّة بل الانتهاء فقط. فقد ابتدأ بولس الرسول بداية رديئة وانتهى
نهاية محمودة. ويهوذا بعكس ذلك ابتدأ حسنًا وانتهى بالشر، فما الذي ربحه من تلمذته
للسيِّد المسيح والعجائب التي اِجترعها؟! ومَّا الذي تربحه أنت من ابتدائك بالصلاح
إذا انتهيْت انتهاءً شقيًا. إن الأكاليل تعطى بحسب النهاية لا البداية كقوله:
"من يصبر إلى المنتهى يخلُص" (مت ٢٤: ١٢).

فإن تلك السُلَّم
التي رآها يعقوب لم يكن الرب جالسًا في أوِّلها أو في وسطها، بل كان واقفًا في
آخرها (تك 28).

v    
"طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ، لأنهم
يشبعون" (مت
6:5).

الطوبى هي للذين
لم يحسبوا أنفسهم كاملين بما فيه الكفاية، إنما لا يزالون مجتهدين في
اكتساب كمال
الفضيلة.

 القديس إيرونيموس

v  كما
أن الجنين في الرحم لا يبلغ إلى الرجولة في لحظة
، بل تبدأ
فيه الصورة والميلاد رويدًا رويدًا… وكما أن حبوب القمح والشعير لا تثمر حالما
تُبذر في
الأرض…

وكما أن
الذي يزرع الشجرة لا يجن
ي الثمرة في الحال، كذلك الأمور الروحية
فيها حكمة ودقة عظيمة، فإن الإنسان ينمو درجة فدرجة ويعلو إلى قامة تامة (أف
13:4).

 القديس
مقاريوس الكبير

طبيعتها

 يرى Stuhlmueller
أنه لا يمكن تصنيف هذه المزامير حسب محتوياها وأسلوبها، إذ تحوى صلوات شكر (مز
120،124)، وتسابيح اتكال على الله (مز 121، 125، 129، 131)، ومراثٍ (123، 126،
130)، ومزمور ملكي (132)، وترنيمة صهيون (122)، وتسابيح (مز 133، 134)، ومزامير
حكمة (127، 128)، لهذا فإن أهم ما يميزها هي استخدامها الليتورجي عند مجيء الحجاج
إلى ومن أورشليم للاحتفالات بالأعياد السيدية
[61].

مزامير
المصاعد وأسفار موسى الخمسة

يرى بعض الدارسين
أن هذه المزامير قد صيغت في خمس مجاميع، كل مجموعة تضم ثلاثة مزامير:

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد جديد سفر أعمال الرسل 25

1. مزامير
120-122 تمثل فترة التكوين: فالإنسان الصالح يعاني من الضيق بسبب لسان
الأشرار المخادع (120)،
وهو في حاجة إلي اللوغوس، كلمة الله (121) ليعيده إلى الفرح
السماوي (122). وفي سفر التكوين خُلق الإنسان على صورة الله، لكنه سقط بخداع
الشيطان المخادع. فوهبه الله الوعد الأول بإصلاحه وتمتعه بالنصرة خلال نسل المرأة
(تك3: 15)، وهو كلمة الله المتجسد الذي يجدد طبيعتنا ويرفعنا إلى السماء فنسترد
حياة الفرح الحقيقي.

2. مزامير
123-125 تمثل فترة الخروج. فالله هو الملك الحقيقي الجالس على العرش في
السماوات، له القدرة وحده على خلاص عبيده (123). يريد العدو أن يبتلع عبيد الرب
وهم أحياء

(124)، لكن الله يخلص
المؤمنين به (125). وفي سفر الخروج يخلص الملك الحقيقي خاصته من فرعون الذي كان
جيشه أشبه بسيل
ٍ جارفٍ
لكنهم هم أُبتلعوا في البحر الأحمر، أما المؤمنون فخلصوا.

3. تمثل
المزامير 126- 128 فترة اللاوين، إذ تكشف هذه المزامير عن عمل الله في
المتعبدين الحقيقيين، حيث يتمتعون بالفرح العظيم (126)، وسكناه في وسطهم بكونهم
مقدسه الخاص (127)، وتتحقق الوحدة القائمة على الإيمان (128). إنها تحقق ما ورد في
سفر اللاويين كسفر العبادة والقداسة بالله القدوس.

4. تمثل
المزامير 129-131 فترة العدد. فالكنيسة مُضطهدة منذ بدء نشأتها (129). ولا
سبيل لخلاصها بطريق آخر غير التوبة (130)، والاتكال على الله باعتبارها ابنته
الخاصة. وفي سفر العدد كان شعب الله يتألم منذ صباه، وفي حاجة إلى الإيمان
والاتكال على الله وممارسة حياة التوبة.

5. تمثل
المزامير 132-134 فترة التثنية. فهي تعلن عن نصرتنا بكلمة الله، وكأننا في
موكب النصرة، نحمل تابوت العهد (132)، نتمتع بالوحدة الأخوية (133)، نسبح على
الدوام بغير توقف (134). وهذه هي غاية سفر التثنية، لأن موسى قدم لهم ثلاث عظات
يذكرهم بكلمة الله وعمل الله معهم عبر السنوات السابقة، ليعدهم كموكب منتصر، له
القدرة بالله على دخول أرض الموعد تحت قيادة يشوع (رمز المسيح)، كمن يدخلون السماء
عينها، غير أنه يلزمهم أن يتقدسوا بالرب ويسلكوا بروح الوحدة معًا في المسيح يسوع
قائدهم السماوي، وقد تحرروا من العبودية لإبليس (فرعون).

ترتيب
مزامير المصاعد عند القديس جيروم

يقدم لنا
القديس جيروم ترتيبًا روحيًا لهذه المزامير:

1. يستهل المزامير الأول من مزامير المصاعد
(120) بالكلمات "إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي". وكان بدء الطريق
نحو الأحضان الإلهية إدراك موقف الإنسان وشعوره بالحاجة إلى المخلص الإلهي.

2. وفي
المزمور التالي يبدأ المرتل صعوده برفع عينيه إلى الجبال المقدسة، أي إلى كلمة
الله التي ترافقه في الصعود.

3. وفي المزمور الثالث يفرح المؤمن بالوعود
الإلهية المقدمة إليه، فيكون الفرح رفيقه كل الطريق.

4. وفي
المزمور الرابع يرفع عينيه نحو الرب الساكن في السماوات، فيطلب ما هو فوق ويستخف
بالزمنيات.

5. يتطلع
القديس جيروم إلى هذه المسيرة المفرحة أو الصعود الدائم بروح القداسة، سائلاً
الاحتفاظ بالتواضع حتى لا يسقط من الدرجات فينهار. يقول: [تأملوا كيف صعد تدريجيًا
درجة فأخرى في صعودٍ دائمٍ إلى ما هو أسمى… ويبلغ النبي المزمور الثالث عشر، بعد
أن بلغ كل الفضائل في المزمور الثاني عشر، فيضع أمامه التواضع إذ تكون كل الفضائل
باطلة ما لم تتوج بتواضع الرب. لأنه ماذا أعلنه المرتل: "يارب لم يرتفع قلبي،
ولم تستعلِ عيناي" (مز 131: 1)
[62].]

6. إذ يبلغ
بالتواضع الشركة في سمات المسيح لعله يبلغ قياس قامة المسيح، وبعد أن قبل الإيمان
بالسيد يجمع الكنيسة معاً (مز 133:1).

7. إذ تجتمع
الكنيسة معًا كوا
حدٍ، وقد التأمت كنيسة المسيح ، فما هي مشورة
المزمور الأخير؟ "ها باركوا الرب يا عبيد الرب". إنها دعوة للتسبيح
الدائم للرب، مقدمة لعبيد الرب الذين هم ليسوا عبيدًا للخطية.

من
أقوال الآباء عن مزامير المصاعد

v   
دعُيت هذه المزامير بأنأشيد المصاعد، لأننا فيها
نرتفع صاعدين درجة فدرجة إلى الارتفاعات العلوية…

من كان في
أدنى درجة يلزمه أن يثًّبت نظره إلى أعلى درجة، الخامسة عشر، ومن بلغ الدرجة
الخامسة عشر فهو في ردهة الهيكل…

 اعتبروا
لوهلةٍ أن هذا الهيكل الأرضي رمز للهيكل السماوي. "لأن نجمًا يمتاز عن نجم في
المجد، هكذا أيضًا في قيامة الأموات" (1 كو 15: 41-42). طوبى لذاك الذي تأهل
أن يبلغ الدرجة الخامسة في أورشليم السماوية، وفي الهيكل! لأن هذا الموضع غاية في
السمو، كما اعتقد. وهو موضع الرسل والشهداء القديسين. فلنصلِ أن نؤهل لنكون على
الأقل عند أدنى درجة من درجات الهيكل، هيكل الرب. جميعهم يقفون على درجات مختلفة،
لكنهم في المنزلة ينشدون مزمورًا واحدًا للحمد والشكر للرب. تختلف الأماكن لكن
تسبيح الرب واحد…

 يليق
بالإنسان في أدنى درجة ألا يفقد الشجاعة لبلوغ القمة، ولا الذي في أعلى القمة أن
يشعر بالأمان والاكتفاء، لأنه يحتمل سقوطه فيهوى إلى القاع. أعتقد أن هذا هو معنى
سُلم يعقوب حينما هرب من أمام عيسو أخيه
[63].

القديس
جيروم

v  لا
يتحقق هذا الصعود بقدمي الجسد بل بأحاسيس القلب. الدرجات كما هي مستخدمة في هذا
المزمور هي درجات صعود… يوجد الذين يصعدون السلم ومن يهبطون منه (تك 28: 12).
فمن هم الصاعدون؟ الذين يتقدمون نحو فهم الأمور الروحية. ومن هم الهابطون؟ الذين
بالرغم من إدراكهم الروحانيات قدر استطاعتهم كبشرٍ، مع هذا يهبطون إلى مستوى
الأطفال عند إخبارهم بمثل هذه الأمور قدر استيعابهم، حتى إذ يقتاتون باللبن قد
يتهيأون ويصيرون أقوياء بقدر يسمح لهم بالتناول من الغذاء الروحي القوي.

القديس
أغسطينوس

 

المحتويات

 

مقدمة في
سفر المزمير  

كلمات
استرشادية
،
المزامير والكنيسة المتهللة، واضعوا السفر، لماذا ينسب سفر المزامير إلى داود؟،
خصائص السفر، الأشكال الأدبية، 1. مزامير تعليمية، 2. مزامير التكريس (التقوى)، 3.
مزامير التسبيح والشكر، 4. المزامير المسيانية، 5. المزامير التاريخية، 6.
المزامير الليتروجية، 7. مزامير التجليس، 8.
المزامير الملوكية، 9. مزامير المصاعد
أو الدرجات، 10. مزامير هاليل، 11.
مزامير المناسبات، 12. مزامير التضرعات أو المراثي، 13. المزامير الأبجدية، 14.
مزامير التهليل لله، 15. مزامير الوهيم، 16. مزامير اللعنة، 17. مزامير صهيون
(الكنيسة)، 18. مزامير الخليقة، أرقام المزامير، سفر المزامير والكتاب المقدس، سفر
المزامير وأسفار موسى الخمسة، اصطلاحات تشير إلى طبيعة المزامير، عناوين ليتورجية،
الإشارات الموسيقية، ملاحظات.

المزامير
والليتورجيات القبطية

الباب
الأول: الإنسان والخلاص (مز 1- مز 41)   

المزمور
الأول:   الإنسان المطوّب

مزمور
افتتاحي، المزامير الحكمية، الكلمة الاسترشادية (مفتاح المزمور)، الهيكل العام، 1.
طريق الإنسان الورع، الشجرة المثمرة والعصافة، آدم الإنسان الطوباوي.

المزمور
الثاني: عش ملكًا

عش ملكًا، المزامير
الملوكية، الملك المسياني، مزمور تتويج، من هو هذا الملك؟، 1. مسيح الرب، 2.
السماوي المتوّج، 3. الملك، 4. الابن الوحيد الجنس، 5. رئيس الكهنة الأعظم، 6.
مخلص العالم، ثورة الشعب والملوك، الحاجة إلى التأديب، المسيح القائم من الأموات.

المزمور
الثالث: الله مخلصي      

مركز
المزمور في السفر
، مرثاة شخصية،أقسامه، المسيح المُضطهد، الرب مخلصي، صوت
القلب، المسيح القائم من الأموات، أسنان الخطاة، للرب الخلاص.

المزمور
الرابع: الله بري 

العلاقة بين
المزمورين الثالث والرابع، عنوان المزمور، الإطار العام، 1. الحياة البارة، 2.
الحياة المتسعة، 3. الحياة المقدسة، 4. الحياة المضحيّة (ذبيحة)، 5. الحياة
المفرحة في المسيح، 6. الحياة المستنيرة، 7. في وحدانية الفكر.

المزمور
الخامس: ضد المسيح (المجدَّف ورجل الدماء)       

الإطار
العام، عنوان المزمور، داود رمز الكنيسة الوارثة، اخيتوفل رمز لضد المسيح محطم
الميراث.

المزمور
السادس: أول مزامير التوبة       

إطاره
العام، العنوان، صرخة إلى الطبيب الحقيقي، وادي ظل الموت، رفض شركة الأشرار،
استجابة الصلاة.

المزمور
السابع: انشودة القديس المُفترى عليه     

الإطار
العام، عنوان المزمور، 1. اتكال وصلاة، 2. داود البريء، 3. قم يارب، 4. الحكم
الانقضائي، نهاية الشر.

المزمور
الثامن: سلطان ابن الإنسان        

مزمور مسياني،
الإطار العام، العنوان، ما أعجب اسمك، كرامة الإنسان، وضعته قليلاً عن الملائكة،
تمجيد اسم الرب.

المزمور التاسع:
تسبحة الغلبة    

المزموران
9، 10، مناسبة المزمور، الشكل الأدبي، الكلمات والأفكار المحورية، الإطار العام
للمزمور، العنوان، 1. تسبيح العلي، 2. الرب الدّيان، 3. الرب الملجأ، الرب المخلص.

المزمور
العاشر: لا تنس المساكين يارب!  

إطاره
العام، 1. يارب لا تقف بعيدًا، 2. الشرير وسماته، 3. لا تنس المساكين يارب.

المزمور
الحادي عشر: الإيمان أعظم من الهروب   

تسبحة
الواثق، الإطار العام، مشورة زائفة، العدو مستعد للعمل، نصيب الأشرار.

المزمور
الثاني عشر: كلام الأشرار وكلام الأبرار وكلام الله   

بنية
المزمور، العنوان، الحاجة إلى القديسين، أمان وسط الضيق.

المزمور
الثالث عشر: إلى متى يارب…؟   

الإطار
العام، 1. إلى متى يارب؟، 2. توسل، 3. أغنية.

المزمور
الرابع عشر: الجاهل!     

كلمات
ركيزية، الإطار العام، 1. فساد الأشرار، فساد جامع، الحاجة إلى تجديد طبيعتنا
الفاسدة، 2. عداوة الأشرار ضد الأبرار، 3. المخلص والمحرر والمفرح.

المزمور
الخامس عشر: الحياة على القمم الجبال    

المزمور
الرابع عشر، الإطار العام، 1. ضيف الله، سمات ضيف الله.

المزمور
السادس عشر:   الله كفايتي وفرحي

أقسامه،
مزمور مسياني، قيامة المسيح، بركات الله.

المزمور
السابع عشر: التأديب يقود إلى رؤية الله   

مزمور مسياني،
العنوان، الإطار العام، 1. اللجوء إلى الله لتأكيد براءته، 2. طلبة من أجل الرحمة،
3. توسل ضد الأشرار، 4. تمجيد الله.

المزمور
الثامن عشر: نعمة الملوكية       

مزمور مسياني ملوكي، عنوان المزمور، الإطار العام، الكلمة الاسترشادية، الجزء
الأول: الخلاص، 1. خلاص من براثن الموت. 2. قوة القيامة، 3. عطية المجد، الجزء
الثاني: نعمة الملوكية، 1. الاعداد لنعمة الملوكية، 2. استسلام الأعداء، رئاسة على
الأمم، 4. حمد وشكر.

المزمور
التاسع عشر: الله يعلن عن ذاته

مناسبة
كتابته، الإطار العام، 1. اعلان الله في الخليقة، 2. شهادة الكتاب المقدس، المسيح
كلمة الله، 3. اعلان الله في خبرتنا اليومية.

المزمور
العشرون: الله يخلص الملك        

مناسبة
المزمور، هيكل المزمور، الإطار العام، 1. صلاة نبوية عن المسيح، 2. اشتياق قلب
المسيح، 3. نمو ملكوت المسيح.

المزمور
الحادي والعشرون: نشيد نصرة الملك      

مزمور
ملوكي، مزمور مسياني، الكلمة الاسترشادية، الإطار العام، 1. نصرات المسيح الملك
الماضية، 2. نصرات المسيح المقبلة، تسبيح وحمد الشعب.

المزمور
الثاني والعشرون: آلام المسيح المجيدة    

من الآلام
إلى الأمجاد، مزمور مسياني، العنوان، أقسام المزمور، 1. المسيح المتألم، 2. المسيح
الممجد.

المزمور
الثالث والعشرون: مزمور الراعي أو البارقليط      

تسبحة ثقة،
مزمور ملوكي ليتروجي، ارتباط بالمزمور السابق، مزمور سرائري، الخطوط العريضة
للمزمور، 1. راعي. 2. قائدي في سبل البر. 3. صديقي ومضيفي، ماذا يُقدم لنا الراعي؟

المزمور
الرابع والعشرون: ملك المجد يدخل مقدسه

مناسبة
المزمور، علاقته بالمزمورين السابقين، التفسير المسياني، الهيكل العام للمزمور، 1.
في الموكب، 2. حوار بين قائد المجموعة وحارس الباب، 3. تسبيح الجوقات قبل دخولهم
في الهيكل، عنوان المزمور، أقسامه، 1. خالق الكل، 2. الكلي القداسة، 3. كلي
النصرة، من هو هذا ملك المجد.

المزمور
الخامس والعشرون: الرب معلمنا  

المسيح
المعلم، الكلمات الاسترشادية، أقسامه، 1. الصلاة والاتكال على الله، 2. الرب مخلصي
ومعلمي.

المزمور
السادس والعشرون: السلوك بالاستقامة    

مناسبة المزمور،
مزمور مسياني، أقسام المزمور، 1. دفاعه عن كماله، 2. دفاعه عن تركه الشعب وبيت
الرب، 3. طلب الخلاص والرحمة.

المزمور
السابع والعشرون: الثقة في الرب 

وحدة
المزمور، مناسبته، العنوان، أقسامه، 1. ثقة في الرب، 2. حصانة في كنيسة المسيح، 3.
صلاة برجاء، 4. نصح وإرشاد.

المزمور
الثامن والعشرون: مسيحنا قي الجب       

مزمور
مسياني، الإطار العام، 1. ابتهال. 2. تضرع وثقة، 3. شكر وتسبيح. 4. تشفع وحب.

المزمور
التاسع والعشرون: عاصفة رعدية أو صوت الرب   

المناسبة،
صوت الرب فعال، علاقته بالمزمور السابق، الإطار العام، 1. دعوة إلى العبادة، 2.
العاصفة وصلاح الله، 3. سيادة الله على العالم، 4. نعم الله على كنيسته.

المزمور
الثلاثون: شكر للخلاص من الموت ولتدشين بيت داود       

العنوان،
الإطار العام، 1. التسبيح لأجل الخفاء، 2. دعوة للتذكر، 3. تطلع إلى الخبرة
الماضية، 4. تجديد التسبيح.

المزمور الحادي
والثلاثون: في يدك استودع روحي 

مناسبته،
العنوان، الإطار العام، الله ملجأي، طلب الخلاص، الحياة الغالبة الآلام، تسبحة
ليتروجية تعليمية.

المزمور
الثاني والثلاثون: الفرح بالغفران 

مزمور
الصراحة والاعتراف بالخطية، هيكل المزمور، العنوان، الإطار العام، الغفران الإلهي،
الحماية الإلهية، الارشاد الإلهي، الفرح الإلهي.

المزمور
الثالث والثلاثون: ترنيمة نصرة وفرح

ارتباطه
بالمزمور السابق، مزمور تسبيحي حكمي ليتروجي، كلمة الله في العهد القديم، البنية
الليتورجية، الإطار العام، دعوة للتسبيح أمام الله، معاملات الله مع الأمم، صلاح
الله.

المزمور
الرابع والثلاثون: شكر من أجل النجاة      

الإطار
العام، تسبيح الله، أسباب التسبيح، هُلم أيها الأبناء واسمعوني، الأمان الإلهي.

المزمور
الخامس والثلاثون: صرخة طلبًا للعون     

الإطار
العام، توسل لله البار، وصف الآلام، تدخل الله.

المزمور
السادس والثلاثون: شر الإنسان وصلاح الله         

العنوان،
الإطار العام، سمات الشرير، ميثاق الله، سقوط الشرير تحت العنة.

المزمور
السابع والثلاثون: الودعاء يرثون أرض السلام     

الإطار
العام، بركة الإيمان، مقارنة بين الأبرار والأشرار، نهاية الأبرار والأشرار.

المزمور
الثامن والثلاثون: مزمور التوبة الثالث

العنوان،
الإطار العام، التوب والاعتراف، مرض خطير، الرجوع إلى الله، الثقة في مواجهة
الأعداء.

المزمور
التاسع والثلاثون: تخطي الأحداث والزمن  

العنوان،
الإطار العام، ضعف الإنسان وزواله، أولاً: الصمت الحكيم، ثانيًا: زوال البشرية؛ الصلاة
ومحاسبة النفس، أولاً: صلاة من أجل النجاة، ثانيًا توسل لأجل استجابة الصلاة.

المزمور
الأربعون: جئت لأتمم مشيئتك     

الإطار
العام،

1.
تسبحة نصرة المسيح، 2. العبد المطيع وذبيحته. 3. أعداؤه وقديسوه.

المزمور
الحادي والأربعون: الإنسان المطوّب        

بين
المزمورين الأول والحادي والأربعين، العنوان، الإطار العام، 1. بخصوص المسكين، 2.
المسكين المرفوض، 3. نصرة قيامته.

الباب
الثاني: الكنيسة والخلاص (مز 42- مز 72)

(مز 42- مز 72) الكنيسة والخلاص

المزمور
الثاني والأربعون: عطشى إلى المسيح      

المزموران
42، 43، العنوان، الإطار العام،
صرخة واشتياق إلى الله، ضيقة وحيرة،
دموعي صارت لي خبزًا!

المزمور
الثالث والأربعون: أحكم لي يارب  

العنوان،
الإطار العام، أحكم لي يارب، التمتع ببيت الخلاص، الله مخلص وجهي، في بيت الخلاص!

المزمور
الرابع والأربعون: حُسبنا مثل غنم للذبح   

المناسبة،
الإطار العام، معاملات الله في الماضي، قرن خلاص دائم، امتحان الإيمان الحاضر،
كلمات عتاب، صرخة من أجل الخلاص، من أجلك نُمات كل النهار.

المزمور
الخامس والأربعون: تسبحة العروس للمسيا الملك المحارب  

مزمور ملكيي
مسياني، المسيا الملك، المزمور 45 في الطقس القبطي، الإطار العام، العنوان، فاض
قلبي…، قلم كاتب ماهر، مجد الملك، ملك محارب، اعلان ملكوته، الملك العروس، مجد
العروس، لتسبحك نفسي أيها العريس الأبدي.

المزمور
السادس والأربعون: رب القوات معنا       

الإطار
العام، القرار، العنوان، رب القوات واهب القوة، رب القوات واهب البهجة، رب القوات
واهب النصرة، رب الجنود ناصرنا!

المزمور
السابع والأربعون: مَلِكْ الجميع    

مزمور
مسياني ملوكي، مناهج تفسير المزمور، الإطار العام، العنوان، التنبوء بمُلك الجامع،
العبادة العامة لله الملك، مجد الله الملك، لتملك… ولتتمجد!

المزمور
الثامن والأربعون: مدينة الملك العظيم      

مزمور صهيون
(الكنيسة)، مناسبته، الهيكل العام، العنوان، مدينة الملك العظيم، المدينة التى لا
تُقهر، مدينة متعبدة متهللة، مدينة شاهدة لإلهها، مدينة رب القوات.

المزمور
التاسع والأربعون: قصور الغني   

مزمور حكمي،
مناسبته، الإطار العام، العنوان، دعوة للاستماع، قصور الغنى والكرامة، بركات
البرّ، نصيحة وتحذير، أنت غناي!

المزمور
الخمسون: ذبيحة التسبيح

آساف، مزمور
نبوي ليتروجي، الإطار العام، ثيؤفانيا (الإطار العام)، إدانة الشكليين في العبادة،
إدانة الأشرار المرائين، تحذير، العبادة بالروح والحق.

 

اَلْمَزْمُورُ
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: التوبة الحقيقية

سماته، العنوان، 1. دعوة استهلالية للتطهير، 2.
اعتراف بالإثم، 3. بهجة بالغفران، 4. تجديد مستمر، 5. شهادة أمام الخطاة، 6. تقديم
ذبيحة تسبيح وشكر، 7. تمتع بحياة كنيسة روحية.

اَلْمَزْمُورُ
الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: مصير الكَذَبة وعابدي الوحش

مناسبته، العنوان،
1. الإنسان الشرير، 2. مصير الكذبة الأشرار، 3. خلاص الله، 4. التسبيح لله.

اَلْمَزْمُورُ
الثَّالِثُ وَالْخَمْسُونَ: عدم الإيمان يقود إلى اللاأخلاقيات

بين
المزمورين 14 و53، لماذا التكرار؟، العنوان، 1. بين عدم الإيمان واللاأخلاقيات، 2.
فساد جماعي، 3. يأكلون شعب الله كالخبز، 4. تهليل الكنيسة بالحرية الروحية.

المزمور
الرابع والخمسون: الخلاص الأكيد

مرثاة شخصية،
العنوان، 1. الخلاص في اسم الله، 2. الله معين لي، 3. ذبيحة الشكر.

اَلْمَزْمُورُ
الْخَامِسُ وَالْخَمْسُونَ: يا ليت لي جناحي حمامة!

مرثاة أم
تسبحة؟!، داود أم إرميا؟!، العنوان، 1. صرخة من أجل الضيق، 2. يا ليت لي جناحي
حمامة، 3. فرق ألسنتهم، 4. أعداء الإنسان أهل بيته، 5. استجابة الله وصوت المخادع،
6. الاتكال على الله.

اَلْمَزْمُورُ
السَّادِسُ وَالْخَمْسُونَ: تسبحة شكر شعبيه

مناسبته،
العنوان، 1. التسبيح لله في بيت الرب، 2. التسبيح لله وسط الكون، 3. التسبيح لله
على عطاياه.

اَلْمَزْمُورُ
السَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ: في وسط الأشبال أو فرح المرتل بالمسيا حصنه ومخلصه

مناسبته،
مزمور مسياني، العنوان



119

 

* غنى كلمة الله ولذتها

مزمور كلمة الله، تسبحة
التسابيح!، سمات هذا المزمور، واضع المزمور، الكلمات الإرشادية (مفتاح السفر)،
المزمور 119(118) وبلوغ الكمال، مركز التوراة عند اليهود، سمات كلمة
الله، الإطار
العام.

1. أ: تطويب
الطاعة بقلبٍ غير منقسمٍ

الطاعة
بالمسيح طريقنا الملوكي، طاعة سلوك عملي، طاعة بالدراسة والفحص، طاعة بكل القلب، 
طاعة المثابرة، طاعة لكل الوصايا، طاعة بفرح، طاعة وسط الآلام.

2. ب:
الوصية كنز مخفي

 بماذا يقوم
الشاب طريقه؟، الوصية تقدس قلب الشاب، الوصية وحياة التسبيح، الوصية وشهادة الشاب
لها، الوصية غنى الشاب، الوصية وحياة الهذيذ.

3. ج:
الوصية … عزاء في الغربة

الوصية
حياة، الوصية استنارة، الوصية رفيق في الغربة، الوصية والغلبة على الأشرار، الوصية
ترفع عنا العار، الوصية ومؤامرات الأشرار، الوصية واللذة الروحية.

4. د: أحيني
ككلمتك

الوصية
والحياة المُقامة، الوصية والاعتراف المفرح، الوصية والتحرر من الحزن القاتل،
الوصية والتحرر من روح الكذب، الوصية والقلب المتسع.

5. هـ:
اهدني في سبيل وصاياك

الرب واضع
الناموس، الرب واهب الفهم، الرب هادي النفس، يخرجها من طريق الظلم، ينير العينين
بالأبديات، يهبها المخافة الإلهية، ينزع عنها عار الخطية، يهبها عذوبة الروح.

6. و:
الشهادة لكلمة
الله

الخلاص
والشهادة، الشهادة والمعيّرون، الشهادة والثبات في الحق، الشهادة وحفظ الوصية،
الشهادة والحب، الشهادة والشجاعة، الشهادة والصداقة مع الوصية.

7. ز: كلامك
عزَّاني في مذلتي

عزاء
وسط الموت، عزاء وسط الشدائد، عزاء في الخدمة، عزاء في العبادة الخاصة.

8. ح: نصيبي
أنت يا رب

بالوصية
نتقبل
الله نصيبنا،
بالوصية نعاين عريسنا السماوي، بالوصية نسلك طريق العريس، بالوصية نتهيأ للعُرس،
بالوصية تُمارس حياة العُرس المفرحة، بالوصية نمارس حياة العرس الجماعية، بالوصية
ننتظر يوم العريس الديان.

9. ط: خير
لي أنك أذللتني

غاية لطف الله، التأديب
الإلهي وحفظ الوصية، التأديب والشكر، بين تأديبات
الله وظلم
المتكبرين.

10. ي:
أحكامك عادلة

إني
خليقتك موضع حبك، إني مثال عملي يجيب على التساؤلات، لقد وهبتني عدالة أحكامك،
برحمتك تعزيني، برأفتك تهبني الحياة، حطمت افتراءات المتكبرين، ليجتمع بي خائفوك.    

11. ك: رجاء
وسط الظلمة

صرت كزقٍ في
جليد، هذيان الأشرار وحق الوصية، كرحمتك أحيني.

12. ل:
كلمتك دائمة في السموات

كلمة
الرب ثابتة سماوية، كلمة الرب تناسب كل الأجيال، كلمة الرب تناسب كل بشرٍ، كلمة
الرب تناسبني شخصيًا.

13. م:
كلماتك حلوة في حلقـــي

الوصية
العذبة وأيضًا تلاوة اسم
الله، الوصية العذبة والحكمة الأبدية، الوصية
العذبة والجهاد، يا لعذوبة الوصيــة!، عذوبة الوصية وكراهية الظلم.

14. ن:
مصباح لرجلي كلامك

الوصية نور
حقيقي، الوصية دخول في عهد، الوصية واهبة الحياة، الوصية واهبة القوة، الوصية
والتسليم، الوصية تكشف الفخاخ، الوصية واهبة البهجة، الوصية والتمتع بالإكليل
الأبدي.

15. س:
عضِّدني حسب قولك

عون
ضد مقاومي الوصية، عون لحياته الداخلية، عون لاحتمال الظلم، حاجته إلى مخافة الرب.

16. ع: لا
تسلمني إلى الذين يظلمونني

استنجاده من
الظالمين، استنجاده من المتكبرين، استنجاده بخلاص
الله، استنجاده
بالوصية الإلهية.

17. ف:عجيبة
هي شهاداتــك

عجيبة
هي شهاداتك!، استنارة وبساطة!، عطية الروح!، شهادات الرب تشعل الحب لله!، تقوّم
الخطوات!، تحفظ من الافتراءات!، تهبني معاينة وجهك!   

 18. ص:
عادلة هي شهاداتك إلى الأبد

          عادل
أنت يا رب.، غيرة المرتل على عدالة
الله.

19. ق: قريب
أنت يا رب

صرخات
قلبيــة، صرخات عاجـــلة، اقتراب الأشرار واقتراب الرب.

20. ر: بعيد
هو الخلاص عن الخطاة

بالاتضاع
ننعم بخلاصه، بعيد الخلاص عن الخطاة، قبولي رأفاتك ورفضهم لها.

21. ش: سلام
عظيم للذين يحبون اسمك

اضطهاده بلا
سبب، بهجته بالغنائم، حالة فرح وتسبيح دائم، تمتعه بالسلام.       

22. ت:
علمني، أعني، ابحث عني!

الدنو
من الرب معلمه، فرح المرتل بمعلمه الإلهي، الرب هو المخلص، الرب هو المعين، الرب
المبادر بالحب.



[1] J.H. Raven: Old Testament Introduction,
1910, p. 256.   

[2] Robert T. Boyd: Boyd’s Bible Handbook,
1983, 232.

[3] Cosmos and History: The Myth of the
Eternal Return. N.Y., 1954, p. 104.

[4] B. W. Anderson: Understanding the Old
Testament, 1986, p. 541.

[5] Ralph P. Martin: Worship in the Early
Church, 1976, ch. 4.

[6] Ibid.

[7] Ep. 3 to Gregory.

[8] R. E.Prothero: The Psalms in Human Life,
1904, p. 1.

[9] St. Bisa (the disciple of St. She-noute):
An Ascetic Treatise. (British Museum Or. 6007).

[10] R. E. Prothero, p. 14.

[11] Ibid, p. 14.

[12] Book of Perfection, 59; See St. Nilus, Ep.
1: 239 (PG 79: 169D); and E.Budge, The Wit and Wisdom of the Christian Fathers
of Egypt, London 1934, p. 31 (nos. 106, 107).

[13] P. 545-546.

[14] Anderson, p. 546.

[15] Leopold Sabourin: The Psalms, their origin
and meaning, 1969, v. 1, p. 18.

[16] B. Chids: Introduction to the Old
Testament as Scripture, 1986, p. 508.

[17] P. 544, 543.

[18] Artur Weiser: The Psalms, 1962, p. 19.

[19] Book of Praises, p. 19.

[20] Book of Perfection, 79.

[21] Demonstration 4, On Prayer, 17. See The
Syriac Fathers on Prayer and the Spiritual Life, Cistercian Publications Inc, Michigan,
1987, p. 22.

[22] On Prayer, chapter 14: 2.

[23] Old Testament Message: Psalms 1, Delaware
1985, P. 40-41.

[24] On Prayer 2: 5.

[25] St. Hipp.: On the Psalms.

[26] See The Collegeville Bible Commentary,
Liturgical Press, 1989, p. 754.

[27] Edward p. Blair: The Illustrated Bible
Handbook, 1975, p. 150.

[28] R. E. Prothero, p. 18.

[29] The Collegeville Bible Commentary, p. 755.

[30] See Anderson, p.

[31] Dial., 117 (cf. Apology 1: 13).

[32] W. S. Deal: Baker’s Pictorial Introduction
to the Bible, 1967, 147.

[33] Boyd’s Bible Handbook, p. 230-231.

[34] Ibid 231.

[35] Enarrat. In Psalm 40.

[36] The Psalms, School of Spirituality,
Challoner Publishing, London. 1962, p. 119.

[37] J. Mckenzie: Dictonary of the bible, p.
705; Collegeville Bible Commentary, p. 755.

[38] 1987,
p. 48.

[39] Names of God, Moody Press, 1944, p. 9.

[40] Reader’ Digest: Mysteries of the Bible, p.
20).

[41] William S. Plumer: psalms, A critical and
Expositary Commentary with Doctrinal and PracticalRemarks, 1978, p. 7; L.
Sabourin: The Psalms, v. 1, p. 2.

[42] The Fourth Gospel and Jewish Worship, Oxford,
1960, p. 6.

[43] Boyd’s Bible Handbook, p. 231-232.

[44]
The Jerome Biblical Commentary, 1970, p. 570.

[45]
Sabourin, p. 11.

[46]
L. Sabourin p. 12.

[47]
William S. Plumer: Psalms, Pennsylvania, 1987, p. 5, 6.

[48]
Ibid. 6.

[49]
Ibid.

[50]
The Jerome biblical comm.. p. 571.

[51]
P. 50-51.

[52]
Summerische und akkadische Hymnen und Gebete, Zurich, 1953, p. 56; Jerome Bin.
Comm. P. 571-2.

* قام بترجمة المقدمة الأب الراهب برنابا.

[53] B. Anderson: Understanding the Old
Testament, 1986, p. 545.

[54] راجع ص     .

[55] راجع ص     .

[56] John L.
Mckenzie: Dictionary of the Bible, 1972, p. 488.

[57] On Ps. 42

[58] راجع ص     .

[59] J.R. Church: Hidden
Prophecies in the Psalms, p. 337.

[60] Homilies
on the Psalm: 3.

[61] Stuhlmueller, p. 156.

[62] Homily 46 on Psalms.

[63] Homily 41 on Psalms.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي