اَلْمَزْمُورُ
السَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ

في وسط
الأشبال

أو فرح المرتل
بالمسيا حصنه ومخلصه

مناسبته

أنشد داود
هذا المزمور حين كان مختفيًا في مغارة عدلام ووقع في يده شاول مطارده ولم يقتله.
كان داود يهرب من وجه شاول، وكأنه كان يتمم ما قاله رب المجد: "متى طردوكم في
هذه المدينة
، فاهربوا
إلى الأخرى" (مت 10: 41). كان داود يهرب من وجه شاول حتى لا يثير غضبه بحضوره
أمامه.

وضع
داود النبي هذا المزمور عندما هرب من شاول في كهف، كما جاء في العنوان، سواء عندما
اختفى في كهف عدلام (1
صم 22: 1-5) أو كهف عين جدي (1 صم24: 1-22)، أو يمثل
حياته بوجه عام حيث كان يلجأ إلى كهوف بلده.

          يكشف
المزمور عن الخطر الذي أحدق به، كما عبر عنه "إنه كخطوة بيني وبين
الموت" (1 صم 20: 4)؛ وعن مدى رعاية الله له وسط المخاطر.

مفتاح هذا
المزمور هو القرار: "ارتفع اللهم على السماوات، وعلى سائر الأرض مجدك"
[5 و11]. ففي وسط المتاعب يتمجد الله الساكن في السماوات العالي بظهوره وتجليه في
حياتنا وسط الآلام. وإن كنا على الأرض وسط الأسود أو الأشبال، لكن فرحنا لا ينقطع.
من أجل ذاك الذي يخلص نفوسنا من بين الأشبال، ويدفع بالعدو الشرير في ذات الحفرة
التي أقامها لنا.

ما يشغل قلب
داود المرتل وسط ضيقته هو علاقته بالله نفسه. فيبدأ بالصراخ إليه، طالبًا مراحمه
الإلهية مع شهادته بثقته العظيمة في الله السامع للصلوات ولصرخات القلب [1]. إن
كان يصف أعداءه كأسود [4] مفترسة، فإنه يقدم الشكر لله مقدمًا، وكأن خلاصه قد تحقق
فعلاً [5]. في نفس الوقت ما يشغله أن يأتي اليوم الذي فيه يسبح الله مع شعبه
[6-10].

مزمور مسياني

          إذ
أُقتبست الآية 9 في العهد الجديد يرى كثير من الدارسين أن المزمور مسياني. فإن كان
داود غالبًا ومنتصرًا، فبالأولى يكون ابن داود. وإن كان داود قد اخضع كل أعدائه،
فبالأكثر هكذا صنع السيد المسيح[1].

يرى كثير من
الآباء أن داود المختفي في المغارة، والغالب بتواضعه الملك شاول وكل جنوده امتلأ
فرحًا وتهليلاً، لا من أجل نصرته على شاول، وإنما لأنه شاهد بعين النبوة المسيّا
وقد جاء مختفيًا في الناسوت، ليعلن النصرة على إبليس وجنوده.

جاء هذا
المزمور يحمل النبوات عن ابن داود:

أ. عنوان
علة صلبه، أُعلن عنه في عنوان هذا المزمور.

ب. نصرة
المسيح المصلوب بتحطيم إبليس حتى النهاية، وردت أيضًا في عنوان المزمور.

ج. تجسد
الكلمة مع إخفاء لاهوته كما في مغارة، جاء في عنوان المزمور.

د. صلب
المسيح يعلن فيض الرحمة الإلهية [1].

هـ. تلاقي
الرحمة والحق الإلهي على الصليب [3].

و. مقاومة
الأشرار للمخلص [4].

ز. صعود
المسيح [5].

ح. بالصليب
تحطم الشيطان [6].

ط. بالصليب
نتمتع بروح الله واهب الثبات والتسبيح [7].

ي. بالصليب
آمن الأمم، وصاروا من طغمة المسبحين [9].

ك. بالصليب
صار المؤمنون سحابًا مرتفعًا نحو السماء [10].

1. الصليب
وفيض الرحمة الإلهية           1-2.

2. الرحمة
والحق تلاقيا                      3.

3. مقاومة
اليهود للمسيَّا                    4.

4. صعود
المسيح                             5.

5. هلاك
الشيطان بالصليب                   6.

6. الصليب
واهب القوة والفرح والمجد     7-8.

7. بالصليب
انفتح باب الإيمان للأمم        9.

8. بالصليب
صرنا سحابًا                     10-11.

 

العنوان

"لإِمَامِ
الْمُغَنِّينَ. عَلَى لاَ تُهْلِكْ.

مُذَهَّبَةٌ
لِدَاوُدَ عِنْدَمَا هَرَبَ مِنْ قُدَّامِ شَاوُلَ فِي الْمَغَارَةِ".

أو:

"إلى
التمام، لا تُهلك
Al.taschith،

كتابة على
العُمد
michtam لداود،

حين هرب من
وجه شاول إلى المغارة
".

          1.
سبق الحديث عن أغلب ما ورد في هذا العنوان أثناء الكتابة عن عناوين المزامير
السابقة، غير أن تعبير
Al.taschith لم نلتقٍ به قبلاً، وقد ورد في عناوين المزامير
الثلاثة 57 و59.
يوجد اتفاق عام على انه يعني "لا تُهلك" ، وقد فُسر
بطرق كثيرة:

          أ.
يظن البعض أنه يُعبر عن آلة موسيقية ذات تسعة أوتار.

          ب.
يرى البعض أنه يعبر عن النغمة أو الموسيقى التي تُستخدم في الترنم بالمزمور.

          ج.
آخرون يرون أن القول "لا تُهلك" تشير إلى شاول. وكأن القصد به أن
هذا النشيد المقدس قد وُضع في هذه المناسبة التذكارية، إما لأن الله وضع في قلب
داود ألا يمد يده على مسيح الرب، أو أن داود منع رجاله من قتل شاول الذي حمل
مقاومة عنيفة لهم.

          د.
يحمل هذا التعبير صلاة صغيرة تخرج من قلب المؤمن الحيّ الذي لا يطلب هلاك نفس
أعدائه بل خلاصهم. إنه يطلب هلاك عداوتهم وشرهم وإبادة أعمالهم ومؤامراتهم لا
نفوسهم!

          هـ.
يرى القديس أغسطينوس أن هذا العنوان نبوة قد تحققت بالتمام بالعنوان الذي
كُتب على الصليب كعلةٍ لموت السيد المسيح: "ملك اليهود"، فإنهم وإن
كانوا قد طلبوا هلاكه لكن على العكس تحقق ملكه على إسرائيل الجديد.

v  ما
قد كتبه بيلاطس قد كُتب، لم يغيره عندما اقترح ذلك غير المؤمنين (يو 19: 22) ، فقد
سبق بزمان التنبوء عن ذلك، إذ جاء في المزامير: "لا تهلك"
كعنوان. لقد آمن الأمم بالمسيح يسوع ملك اليهود، لقد ملك على الأمم[2].

القديس
أغسطينوس

          2.
جاء في العنوان: "إلى التمام" أو "إلى النهاية".

v  لما
كان هذا المزمور يُسبح آلام الرب، انظر ما هو عنوانه: "إلى النهاية".
النهاية هو المسيح. لماذا دُعي النهاية؟ ليس لأنه ينتهي ويُستهلك، بل هو الذي
يستهلك (الهلاك)…

القديس
أغسطينوس

3. "هَرَبَ
مِنْ قُدَّامِ شَاوُلَ فِي الْمَغَارَةِ":
يرى كثير من الآباء مثل العلامة
أوريجينوس والقديس أغسطينوس
أن اختفاء داود في مغارة يشير إلى اختفاء كلمة
الله في الناسوت، إذ أخلى ذاته، وأخفى مجده بتأنسه.

v    
ماذا يعني الاختفاء في مَغَارَةِ؟
اختفاء في الأرض.

من يهرب في مَغَارَةِ
إنما يتغطى (بالمَغَارَةِ) فلا يُرى. أما المسيح فحمل الأرض، أي الجسد الذي
قبله من الأرض، وفيه أخفى نفسه، حتى لا يكتشف اليهود انه هو الله. "لأن لو
عرفوا، لما صلبوا رب المجد" (1 كو 2:8). إذن لماذا لم يجدوا رب المجد؟ لأنه
أخفى نفسه في مَغَارَةِ، بمعنى انه أظهر لهم ضعف الجسد، أما جلال اللاهوت
فصار كمن قد اختفى في مكان خفي في مَغَارَةِ، مرتديًا الجسد… وقد أراد أن
يحتمل الموت بصبر…

          يمكن
أن يُفهم الكهف الأماكن السفلى في الأرض.

القديس
أغسطينوس

اِرْحَمْنِي
يَا اللهُ ارْحَمْنِي،

لأَنَّهُ
بِكَ احْتَمَتْ نَفْسِي،

وَبِظِلِّ
جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ الْمَصَائِبُ [1].

كان داود
المرتل في خطرٍ عظيمٍ، لكن مراحم الله أعظم وأقدر، لذا يكرر الطلب "ارحمني"
مرتين. فإنه لا خلاص له إلا بال
إختفاء تحت جناحي الله، أي بوضع حياته بين
يديه.

v      
تكرار القول: "ارحمني" يدل على
احتياجنا إلى رحمة الله في الدهرين، الدهر الحاضر، والدهر المقبل. وأيضًا على
غزارة الرحمة ووفرتها. وأما "ظل جناحي الله" فهو قوته التي تعتني
بالعالم، التي تحدث عنها في بشارة متى: "كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع
الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت 23: 37). في هذا العالم الحاضر
نتكل على ظل جناحي الله، وأما في العتيد فنلتجئ إلى ما هو أعظم من الظل. يُقال أن
جناحي الله هما إيماننا به وأفكارنا المرتفعة التي بواسطتها ترتفع عقولنا. الصديق
الذي يكون مؤيدًا بهذه الأفكار يتكل على الله، واثقًا في ظل جناحي الله إلى أن
يعبر الإثم، لأن الإثم لا يدوم بل يزول.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

إن كان داود
المرتل يصرخ طالبًا المراحم الإلهية، فإن العالم كله بكل شعوبه محتاج إلى هذه
المراحم. يتطلع مار يعقوب السروجي في يوم عيد ميلاد السيد المسيح ليرى
الأمم التي استُعبدت لإبليس زمانًا هذا مقدارها قد جاء زمن تحررها بالمخلص الإلهي.
فهو المحرر القدير، والفنان القادر على إصلاح الصورة البشرية، والمهندس الذي يُصلح
بناء البيت الساقط، والراعي الذي يرد الخروف الضال، والطبيب القادر إن يشفي النفوس
مع الأجساد ويضمد الجراحات ويعصب المنكسرين، ويهب قوة للضعفاء. يا لعظمة مراحم كلمة
الله القدير والعجيب في حبه!

v                
في هذا اليوم صدرت الحرية للمستعبدة، لأنها كانت
مربوطة لخدمة الوثنية،

في هذا
اليوم حُلت المربوطة منذ مدة طويلة، لأن الجبار قام وكسر قيود سجنها،

في هذا
اليوم أمة الأبالسة اقتنت الحرية، لأن الرب العظيم هزمهم، واسترجع خاصته،

في هذا
اليوم خرجت السجينة من الظلمة، لأن النور أشرق، وكسر باب بيت الظلام،

في هذا
اليوم نقى المصوّر صورة آدم، ولما فسدت خلط فيها الدواء الذي لا يفسد،

في هذا
اليوم شيد المهندس البيتَ المنهار، ولئلا يسقط دخل إليه سندُ اللاهوت،

في هذا
اليوم تصالح الرب مع آدم، لأن الابن الذي أشرق ألقى الأمان بين الجهتين،

في هذا
اليوم وجد الراعي الخروف الضال، وحمله على كتفيه، ودخل به إلى الفردوس،

في هذا
اليوم عاد قطيع الشعوب، لأن الذئب الخفي بدده من راعي الكل،

في هذا
اليوم دخل الذين في الخارج وصاروا في الداخل، وخرج أهل البيت من بيت الملك غاضبين…

في هذا
اليوم قام القوي على المتمرد، ومسكه وربطه، وخرّب داره المخصبة.

في هذا
اليوم أتى المحارب عند السبي، وربط السالب بقوة، واسترجع خاصته،

في هذا
اليوم أتى الطبيب عند المرضى، ليضمد ويشفي ويعطى الأجر للمرضى،

في هذا
اليوم أتى مضمد جميع المنكسرين، ليسند ويداوي ويشفي ويٌشبع بعنايته،

في هذا
اليوم أتى مقوي جميع الضعفاء، ليمسك ويقيم ويثبت ويٌشبع بعنايته
[3].

القديس مار يعقوب
السروجي

أَصْرُخُ
إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ،

إِلَى اللهِ
الْمُحَامِي عَنِّي [2].

شعر داود
المرتل بضعفه مع قوة العدو المقاوم له، لكن يبقى الله فوق الكل، لا يُشمخ عليه.
إنه قادر أن يحقق ما يبدو مستحيلاً ليحميني ويهبني من فيض سلامه وفرحه، فأحيا به
سعيدًا.

v      
صراخ الصديق إلى الله لا يكون بارتفاع الصوت، بل
بشدة عزم النفس ونشاطها، الأمر الذي من أجله يقول الرسول في رسالته إلى أهل رومية:
"الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها" (رو 8: 26). أما قوله: "الله
العلي"
فيدل على أن الإثم هو سفلي ودنيء، فالحاجة إلى من هو في العلو.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

يُرْسِلُ
مِنَ السَّمَاءِ وَيُخَلِّصُنِي.

عَيَّرَ
الَّذِي يَتَهَمَّمُنِي. سِلاَهْ.

يُرْسِلُ
اللهُ رَحْمَتَهُ وَحَقَّهُ [3].

جاء تعبيرا
"رحمته" و"حقه" مشخصنين، لأنهما يشيرا إلى شخص
المخلص القائل: "أنا هو الحق"، وهو أيضًا الرحمة والحب. فإن كان يرسل
ملائكته لتحوط بخائفي الرب (مز 34: 7)، فإنه ينزل كلمة الله نفسه، رب الملائكة،
لنتمتع بالحب الإلهي والحق الإنجيلي المفرح.

v      
هذا القول يخص الطبيعة البشرية التي بعد معصية
أبينا آدم استولى عليها الموت والخطية والشيطان. هؤلاء الأعداء الثلاثة قد وطأوها،
وكانت بينهم كأنها نائمة بين أشبال، أعنى غافلة وبطالة من الحركات، فأرسل الآب
ابنه الوحيد، أي أنه سُرّ وارتضى بحضور ابنه إلى العالم، الذي نزل من السماء، ولكن
ليس نزولاً مكانيًا ولا حدث تغير أو انتقال جوهري (للاهوت)، ولا من السماء الحسية
المنظورة، بل قولنا نزل من السماء معناه تنازل وقبل أن يصير إنسانًا تامًا، ويتردد
على الأرض متجسدًا. قبل التواضع والذل البشري وهو لم يزل إلهًا عاليًا ودائم شرف وجلال لاهوته. إنه الحق، لأنه الإله
الحق من الإله الحق. وهو الرحمة أيضًا، لأن رحمته شغفته على خليقته فخلصها
بآلامه من الأشبال المذكورة، وأفاقها من نوم الغفلة. نزع اضطرابها وحفظها من خوف
الهلاك، ورد العار والذل على أعدائها الذين كانوا يطأونها.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

نَفْسِي
بَيْنَ الأَشْبَالِ.

أَضْطَجِعُ
بَيْنَ الْمُتَّقِدِينَ بَنِي آدَمَ.

أَسْنَانُهُمْ
أَسِنَّةٌ وَسِهَامٌ،

وَلِسَانُهُمْ
سَيْفٌ مَاضٍ [4].

يتطلع داود
المرتل إلى أعدائه كوحوشٍ مفترسةٍ، أسود تحمل أفكار إبليس الذي يجول كأسد زائر
ليفترس من يجده (1 بط 5: 8). إنه عدو متقد نارًا ليحرق ويبدد!

كلمات
الأعداء تخرج من بين أسنانهم التي تصير بالغيظ والكراهية وكأنها سهام مميتة،
ولسانهم قاتل كالسيف.

إنه تصوير
خطير لموقف القادة الذين كانوا يصرون على صلب ربنا يسوع المسيح!

v      
يقول النبي "أسنانًهم" عن
الأقوال البارزة من الفم والأسنان، التي تحمل تجارب الأشرار (ضد الصديقين)، تخرج
وتطعن البعيدين بالاغتياب مثل نبل تُقذف إلى البعيد، وتذبح القريبين بالبهتان
والاتهامات، وكأنها سيف مرهف. وذلك كما كان اليهود يصوبون كلامهم ضد ربنا في حضوره
وفي غيابه.

الأب أنثيموس
الأورشليمي

v                
آل قيافا رفاق كل الكذب، وآل حنان حاملو السيف
على مخلصنا،

يهوذا في
المقدمة، مثل قائد المصيبة العظمى، ومعه حلقة متعطشة إلى الدم بغضبٍ عظيمٍ،

المرضى
الذين جنّوا حملوا السيوف والعصيّ على الطبيب ليضربوه، بعد أن ضمدهم وشفاهم،

تهديد وحقد
وصخب وكلمات زائدة وإهانة وسخرية، وصرير الأسنان على المنتصر،

جنّ
الترابيون وهددوا، وخرجوا ضد الموج، الأشواك والهباء لكي تصطاد اللهيب،

ركض القش
ليحارب مع اللهيب، والتراب والهباء ليصطادا الريح التي تستأصل الجبال،

الغيوم
والسحب خرجت مهددة النهار، والظلال كانت تجنّ لتربط الشمس،

 سألهم من
تطلبون؟ أما هم فسقطوا لأنه لا توجد قوة في الرمل ليلاقي الريح،

منظر الشمس
سقط على الظلال بخوف وبددتها، ولم تجد موضعا لتهرب إليه،

عندما قال:
أنا هو، سقط الأشقياء، لأن العالم كله لا يقدر أن يقف قدام قوته،

كان بحر
ناره يلتهب ليحرقهم، وبمراحمه كان يخمد ناره ليحفظهم،

قوته كانت
تخيف وتسقطهم عندما يرونه، وبما أنه كان صالحا فقد سندهم ليقيمهم
[4].

القديس مار يعقوب
السروجي

ارْتَفِعِ
اللهُمَّ عَلَى السَّمَاوَاتِ.

لِيَرْتَفِعْ
عَلَى كُلِّ الأَرْضِ مَجْدُكَ [5].

إن كان
العدو قد أراد أن يحدر داود المرتل في الهاوية، فإن الله يجمله في أحضانه ليدخل
به، لا إلى أمجاد أرضية، بل إلى السماء عينها.

لقد ظن
قاتلي السيد المسيح أنهم أغلقوا عليه في القبر المختوم، لكنه قام وصعد إلى
السماوات، لكي يقيمنا معه ويرفع قلوبنا إلى سماواته.

v                
يقول القديس أثناسيوس الرسولي الجليل إن
هذا القول يخص صعود ربنا إلى السماء، وامتلاء المسكونة من معرفته والإيمان به.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

v                
مكث في العالم أربعين يوما بعد الانبعاث، وبعدئذ
ارتفع عند أبيه،

الختن لم
يشأ أن يرتفع من القبر عند أبيه إلى أن أكد على انبعاثه.

الكنيسة
التي مات لأجلها، جمعها على جبل الزيتون، لتراه هناك وهو يصعد إلى موضع أبيه،

المخلص
العظيم سلك دربه، وكمّل عمله، وخرج ليذهب، ويرسل الغنى للعروس التي جلبها،

أخذ الفقيرة
والمعوزة والمعذبة، /817/ ووضع لها شرطا: أنه سيرسل لها كنوز أبيه،

سبى سبيا
وأخذه وأتى من العثرات، وأعطى المواهب للضعيفة التي كانت محتاجة،

عادت من
السبي وكانت عارية، فصعد وأرسل الروح القدس معطي الثياب لجميع العراة،

أتى السبي
العظيم الذي خلّصه وليس له شيء، فصعد ليجلب الكنوز والثروات ليرسلها إليه،

أتى ومات في
موضعنا، وصعد ليحيينا في موضع أبيه، ليُحيي بموته العالمَ الذي لم يكن حيًا
[5].

القديس مار يعقوب
السروجي

هَيَّأُوا
شَبَكَةً لِخَطَوَاتِي.

انْحَنَتْ
نَفْسِي.

حَفَرُوا
قُدَّامِي حُفْرَةً.

سَقَطُوا
فِي وَسَطِهَا. سِلاَهْ [6].

" بينما يهيئ
العدو الفخاخ ليحنوا نفس المؤمن إلى التراب، ويحفروا حفرة ليسقط فيها ولا يقوم،
ولا يرتفع قلبه إلى السماء، إذا بالعدو نفسه يسقط في الفخ الذي نصبه، والحفرة التي
حفرها. أما المؤمن، فيتمتع بعطية الروح القدس الذي يجدد الأعماق والفكر على
الدوام، فيرتفع قلبه وفكره إلى السماء، ويتحول إنسانه الداخلي إلى قيثارة يعزف
عليها روح الله سيمفونية الحب والتسبيح والشكر لله.

v      
هيأوا لرجلي فخًا، وأحنوا نفسي، حفروا قدام وجهي
حفرة، وسقطوا فيها" [6].
يكرر النبي رصد أعدائه
واغتيالهم له، مشبهًا ذلك بالفخ المنحني الذي لا يدع الساقط فيه يرفع رأسه إلى
السماء. وبالحفرة التي يتورط فيها. يقول بإنه قد ارتد الأذى عليهم، وذلك بمعونة
الله.

المولع
بالزمنيات تنحني نفسه إلى الأرض، كما كانت تلك المرأة المنحنية التي حلها ربنا من
رباطات الشيطان، وأبرأها من مرضها.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

v      
الجنس البشري كله مثل هذه
المرأة (لو 13: 11)، كانت منحنية حتى الأرض. يفهم أحدهم هؤلاء الأعداء، فيصرخ ضدهم
قائلاً: "احنوا نفسي إلى أسفل" (راجع مز 57: 6). إبليس
وملائكته يحنون نفوس الرجال والنساء إلى الأرض. يحنونها لكي تطلب الزمنيات
والأرضيات، وتمنعهم عن البحث في العلويات (كو 3: 1)[6].

القديس
أغسطينوس

v  وقف
حشد اليهود مع رئيسهم ضد المسيح، وناضلوا ضد رب الجميع، لكن الكل يدركون أنهم إنما
فعلوا ذلك ضد أنفسهم، ناصبين الشباك لأنفسهم، حفروا لأنفسهم حفرة لهلاكهم
(مز 9: 15)… لأن
المخلص رب الكل وإن كانت يمينه كلية القدرة وقوته تطرد الفساد والموت، لكنه خضع
بإرادته، إذ صار جسدًا ليذوق الموت من أجل حياة الكل، لكي يبطل الفساد وينزع
الخطية عن العالم، ويخلص الذين هم تحت يد العدو الطاغية غير المحتمل[7].

القديس
كيرلس الكبير

v    
"نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصياد.
الفخ اِنكسر ونحن نجونا" (مز 123: 3).

لم يقل
المرنم "إني كسرت الفخ"، فإنه لا يجسر داود أن ينطق بهذا، بل يقول
"معونتنا من عند الرب" (مز 123: 8)، مشيرًا إلى الكيفية التي بها تُحل
الفخاخ، متنبئًا عن مجيء ذاك الذي سيحطم الفخاخ التي أعدها إبليس.

غير أن أفضل
الطرق لتحطيم هذا الفخ هو عرض الطُعم لإبليس حتى إذا ما اِنقض على فريسته انطبقت
عليه الشباك، وعندئذ يمكنني أن أردد قائلاً: "نصبوا لرجليَّ فخاخًا فسقطوا
فيها
".

ترى ما هو
هذا الطعم؟

كان ينبغي
أن يأخذ جسد تواضعنا وضعفنا لكي يصلب هذا الضعف. لأنه لو أخذ (جسدًا) روحانيًا ما
كان له أن يقول: "وأما الروح فنشيط، وأما الجسد فضعيف" (مت 26: 41).

اسمعوا إذًا
كلا الصوتين:

صوت الجسد
الضعيف، وصوت الروح النشيط.

"يا
أبتاه إن أمكن فلتعبر عنيِّ هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد
أنت" (مت 26: 39).

هذا هو بذل
الروح وقوتها.

لقد تنازل
فأخذ جسدنا، تنازل وحمل بؤسنا وضعفاتنا، ومن المؤكد أن لاهوته لم يتأثر بهذا (لم
يتألم)، بل حتى ناسوته ذاته اِستهان بهذه الأعمال (الآلام)، لكنه احتملها وقاساها.

فلنتبع إذًا
المسيح، إذ كما جاء في الكتاب "وراء الرب إلهكم تسيرون، وإيَّاه تتَّقون"
(تث 13: 4).

وبمن اَلتصق
إلاَّ بالمسيح، كما يقول الرسول بولس: "وأما من اِلتصق بالرب فهو روح
واحد" (1 كو 6: 17).

فلنتبع
خطوات الرب، وبهذا نرجع من البرية إلى الفردوس.

القدِّيس
أمبروسيوس

v      
من هم الذين نفهم بأنهم صيادون أشرار يبيدهم
الله إن لم يكونوا القوات المضادة التي يقول عنها النبي: "هيأوا شبكة
لخطواتي" (مز 57: 6)، شباك بها يصطادون النفوس للخطية؟ هؤلاء يبيدهم الرب.
فإنه إذ يهلك مثل هؤلاء الصيادين حتى لا يبقى في النهاية من ينصب شباكً لنا
ليصطادوا كل شخصٍ تحت كرمته وتحت تينته (مي 4: 4) [8].

العلامة
أوريجينوس

ثَابِتٌ
قَلْبِي يَا اللهُ، ثَابِتٌ قَلْبِي.

أُغَنِّي
وَأُرَنِّمُ [7].

إذ يركز
المرتل أنظاره على مخلصه، ويضع ثقته فيه، هذا القادر أن يرفعه من الهاوية إلى
السماوات، لذا يصير قلبه ثابتًا، فلن يقدر العدو – مهما بلغت حيله وقدراته – أن
ينحرف به عن هدفه. كان المرتل مستعدًا أن يحتمل كل التجارب التي تحل به، مادام
الله مخلصه يسنده!

v      
يقول القديس أثناسيوس الرسولي بأن النبي
يقول: إني مستعد ومهيأ لقبول الروح القدس الموعود به من الابن الوحيد، الذي يلهم
بالتسبيح والترتيل لأجل عظائم الله.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

v  يلزم
للشخص ألا يفتخر بكراماته الزمنية، بل يعد قلبه لاحتمال كل الأشياء، حتى يستطيع أن
يرتل بفرحٍ مع النبي، قائلاً: "قلبي مستعد يا الله. قلبي مستعد"[9].

القديس
أغسطينوس

اسْتَيْقِظْ
يَا مَجْدِي.

اسْتَيْقِظِي
يَا رَبَابُ وَيَا عُودُ.

أَنَا
أَسْتَيْقِظُ سَحَرًا. [8].

v      
ليتحقق فينا القول: "أفغر فاك فأملأه"
(مز 81: 10)، "الرب يعطي كلمة، المبشرات…" (مز 68: 11). أنا متأكد
تمامًا أن صلواتكم مثل صلاتي تمامًا هي بخصوص صراعنا، ليتحقق النصرة للحق. فأنتم
تطلبون مجد المسيح لا مجدكم. إن كنتم منتصرين، فأنا أيضًا اقتني النصرة إن اكتشفت
خطأي[10].

القديس
أغسطينوس

جاءت الآيات
الخمس الأخيرة مطابقة للمزمور (108: 1-5)، مع أن المناسبتين في المزمورين مختلفتين.
فالمرتل كان يجد سلامه ونجدته في التسبيح لله. كثيرًا ما يبدأ المزمور بالصراخ
وطلب العون الإلهي، وينتهي بالتسبيح والشكر لله مخلصه.

جاءت كلمة
"مجدي" في الترجمة السريانية "قيثارتي".

جاء في
التقليد اليهودي أن داود المرتل اعتاد ألا تفارقه قيثارته أو مزماره، حتى أثناء
هروبه يحملها معه، فلا يقدر أن ينام دون عزف مزمور أو مزمورين، ولا يبدأ عمله في
الصباح المبكر دون ممارسة نفس الأمر. لقد عرف أن يسبح الله حتى في لحظات الشدة
والضيق.

v      
أعني أيها الإله أنت مجدي، لأنك تمجدني بمعونتك.
لتنهض الآن لمعونتي، فإني مستعد أن أسبحك وأشكرك بالمزمار والقيثارة حالاً.

يدعو النبي
اتفاق القوات الروحية مع الحواس الجسدية وانتظامها معًا مزمارًا وقيثارة. أما القديس
أثناسيوس
الجليل فيدعو نعمة النبوة مجدًا، ويدعو نفسه وجسده مزمارًا وقيثارة،
إذ ينهض لتسبحة الله (بروحه وبجسده). أما قوله "سأستيقظ سحرًا" فمعناه
إني بسبب استنارتي بروح النبوة أسبحك ليس الآن فقط، بل وعند إشراق الشمس الإيمان
بك في العالم، في النهار المنتظر الذي هو يوم تجسدك الإلهي.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

أَحْمَدُكَ
بَيْنَ الشُّعُوبِ يَا رَبُّ.

أُرَنِّمُ
لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ [9].

يرى الأب
أنثيموس الأورشليمي أن داود النبي قد رأى الأمم الوثنية تقبل الإيمان
بالسيد المسيح، فتسبح وترتل؛ ويضع نفسه شريكًا معهم في التسبيح والشكر لله. ما
أبهج قلب داود النبي إذ رأى قبل ألف سنة أن الأمم الوثنية أدركت مفاهيم المزامير،
وصارت تسبح بها.

v                
بيعة الشعوب خطيبة شمس البرّ لها ميمر مع بنت
الشعب (اليهود) بخصوص ربها،

يا مستقيمي
القلب هلموا واجلسوا واسمعوا كلتيهما، وفتشوا بعدل عن القضاء من كلماتهما،

لنرَ من هي
عروس البيت الإلهي؟ ومن تمسك بخاتم العريس وتحفظ كنوزه؟

لنفحص ولنرَ
أين يوجد الحق بينهما؟ وتلك التي تقول الحقائق تُمجد،

لقد حدث
الجدال بين البيعة لنسكتها ولتدخل أفعالها بدون ضجة…

أشرق لي نور،
واستنرت به، لأنني كنت مظلمة، يسوع الضوء فتح عينيّ، لأنني كنت عمياء،

صرخ النبي
(وقال) لي: انسي شعبك وبيت أبيك، فنسيتهم لأجل العريس الذي أحبه…

ما أجملك ما
أجملك يا بنت الآراميين، وكلماتك أحلى من شهد العسل،

منظركِ نور،
وكلمتك حياة ولذة، والعريس جمالكِ، ودمه في رقبتك كالقلادة،

صليبه
الغافر هو تاج مجيد موضوع على رأسك،ِ وجسده في فمكِ دواء الحياة بدون نهاية،

إنه مصور
على شفتيك كخيط القرمز، ومنظر لون دمه يطرد الشرير عنك.

عندك كل
كنوز بيت الله. مبارك المسيح الذي بواسطته أعطاك أبوه الغنى
[11].

القديس مار يعقوب
السروجي

لأَنَّ
رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى السَّمَاوَات،ِ

وَإِلَى
الْغَمَامِ حَقُّكَ [10].

أدرك المرتل
أن مراحم الله عظيمة وعالية، فكما تعلو السماوات عن الأرض، هكذا تعلو مراحم الله
عن أفكار البشر وتخطيطاتهم، ليس من يقدر أن يقاومها أو يصدها أو يمنعها عن رجال
الله.

إن الحق
الإنجيلي أشبه بالسحاب، من يقدر أن يحطمه أو ينزعه عن خائفي الرب؟!

v      
إن تحننك على البشر جعل الملائكة في السماوات
تعظمك، لأنك رفعت الإنسان الساقط إلى السماوات. لقد حققت ما قد أعلنته لأنبيائك،
فكما أن السحاب يصعد من الأرض مرتفعًا، ويأخذ قوة المطر ويروي الأرض، كذلك
الأنبياء والرسل ارتفعوا عن الأرضيات بفضائلهم، وأخذوا من الله نعمة بأن يرووا
نفوس الأرضيين مما نالوه من إعلانات من الله، لهذا يُدعون سحابًا.

الأب أنثيموس
الأورشليمي

ارْتَفِعِ
اللهُمَّ عَلَى السَّمَاوَاتِ.

لِيَرْتَفِعْ
عَلَى كُلِّ الأَرْضِ مَجْدُكَ [11].

يختم المرتل
المزمور بسؤال المخلص أن يأتي ليقيم كنيسته المتألمة ويرفعها كما إلى السماء، تحمل
شركة أمجاده الفائقة.

v                
لما ظهر الحق بكرازة الأنبياء والمرسلين، عرف
الناس أنك إله عالٍ، خالق السماء والأرض وكل المخلوقات.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

v    
ما هو مجدك فوق كل الأرض؟
كنيستك هي فوق كل الأرض، عروسك هي فوق كل الأرض![12]

القديس
أغسطينوس

من وحي مز
57

لأعبر مع
المرتل إلى صليبك

v                
لأدخل مع داود في المغارة.

فأنسى شاول
وكل مكائده.

إنما أنطلق
مع داود أبي إلى صليبك.

v                
أراك يا سيدي قد قبلت مغارة طبيعتنا.

وأنت مالئ
السماوات والأرض،

صرت
إنسانًا، تخفي جلال لاهوتك!

v                
من أجلي ارتفعت على الصليب.

يا للعجب!
كتب بيلاطس علة صلبك: ملك اليهود!

هل أدرك هذا
الأممي سرّ صليبك؟

هل أدرك أنك
ملك الملوك؟

هل علم أنك
بالصليب تحطم إبليس وجنوده حتى النهاية؟

v                
صليبك، فيض من المراحم لا ينقطع!

صليبك،
مغارة سماوية اختبئ فيها من الشرير!

صليبك، هو
جناحان سماويان استظل تحتهما.

هل لسهام
العدو أن تلحق بي، وأنا مختفي في صليب حبك الفائق؟

v                
على الصليب تلتقي رحمتك مع برَّك.

وببرّك
تمجدني فيك، يا أيها الحق الإلهي.

لا أخشى يوم
الدينونة العظيم.

فأنت الديان
الساتر كل كياني!

v                
ما لي أرى الكل ثائرًا ضدك؟

صاروا
كأشبالٍ يطلبون افتراسك!

تحولت
ألسنتهم الشريرة إلى سيفٍ ماضٍ!

صوبوا
سهامهم ضدك، يا واهب الحياة!

سقطوا في
الشبكة التي نصبوها،

وانحدروا في
الحفرة التي حفروها،

أما أنت
فحملت مؤمنيك فيك،

وصعدت بهم
إلى سماواتك،

لكي تهب
الجميع شركة أمجادك!

v                
صليبك، صار نبعًا فريدًا،

يبعث في
أعماقي قوة وثباتًا وفرحًا لا ينقطع!

صليبك،
حوَّل حياتي إلى قيثارة،

يعزف عليها
روحك القدوس،

تسابيح لا
يُمكن للغة بشرية أن تعبَّر عنها.

v                
صليبك، فتح أبواب الرجاء لكل الشعوب.

رفع البشرية
من الفساد،

وأقام منها
سحابة شهود سماوية!

لك المجد يا
من صُلبت من أجل البشرية!



[1]  W. Plumer: The Psalms, p. 598.

[2] Sermon 218: 7; see sermon 201: 2.

[3] Mamer 201 on Nativity of our Lord (see Dr .Behnam
Sony).

[4] Mamer 53 on Eve Holy Thursday (see Dr .Behnam Sony).

[5] Mamer 204 on Ascension of our Lord Jesus (see Dr .Behnam
Sony).

[6] Sermon 162B.

[7] In Luc. Sermon 1:40.

[8] On Joshua, homily 16: 4.

[9] Sermon on Mount, 1:19:58.

[10] Letter 75: 2.

[11] Mamer 212 Against the Jews 6 (see Dr .Behnam Sony).

[12] Sermon 147 A. 4.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر إرميا 52

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي