اَلْمَزْمُورُ
التَّاسِعُ وَالسِّتُّونَ

لإِمَامِ
الْمُغَنِّينَ. عَلَى السَّوْسَنِّ. لِدَاوُدَ

خَلِّصْنِي
يَا اللهُ لأَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ دَخَلَتْ إِلَى نَفْسِي [1].

غَرِقْتُ
فِي حَمْأَةٍ عَمِيقَةٍ وَلَيْسَ مَقَرٌّ.

دَخَلْتُ
إِلَى أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ وَالسَّيْلُ غَمَرَنِي [2].

تَعِبْتُ
مِنْ صُرَاخِي.

يَبِسَ
حَلْقِي.

كَلَّتْ
عَيْنَايَ مِنِ انْتِظَارِ إِلَهِي [3].

v  إن
لم تصر عبدًا فالزم النوح على نفسك وأنت تقول: "تعبتُ من صراخي، يبس حلقي"
(مز 69: 3). لكي لا يُقال لك كما قيل إن "العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا
يستعد ولا يفعل بحسب إرادته يُضرب كثيرًا… ومَنْ يودعونه كثيرًا يُطالبونه بأكثر"
(لو 47:12-48). لأنه كما أخذنا معرفة عظيمة فإننا بالمثل نصير في خطر عظيم.

القديس
إسطفانوس الطيبي

أَكْثَرُ
مِنْ شَعْرِ رَأْسِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي بِلاَ سَبَبٍ.

اعْتَزَّ مُسْتَهْلِكِيَّ
أَعْدَائِي ظُلْمًا.

حِينَئِذٍ
رَدَدْتُ الَّذِي لَمْ أَخْطَفْهُ [4].

v    
المجد لذاك العالي الذي مزج عقولنا بملحه (مت
49:9)، ونفوسنا بخميرته.

جسده صار
خبزًا ليحي موتنا!

السبح للغني
الذي دفع عنا ما لم يقترضه (مز 4:69 ، لو6:16)،

وكتب على
نفسه صكًا وصار مدينًا!

بحمله نيره
كسر عنا قيود ذاك الذي أسرنا!

المجد
للديان الذي دين، وجعل تلاميذه الإثنى عشر يدينون الأسباط،

والجهلة
يلومون كتبة الأمم!
[1]

القديس مار
افرآم السرياني

v    
اجتمعت الأمم وجاءت لتسمع ضيقاته!

المجد لابن
الصالح الوحيد، الذي رذله أبناء الطالح!

المجد لابن
البار وحده، الذي صلبه أبناء الشرير!

المجد للذي
حلّ رباطاتنا، وربُط من أجل جميعنا!

المجد لذاك
الجميل الذي أعادنا إلى صورته!

المجد لذاك
الحسن الذي لم ينظر إلي قُبحنا!

المجد لذاك
الذي زرع نوره (مز11:97) في الظلمة،

فصار
باختفائه موضع تعبير، فكشف أسراره،

ونزع عنا
ثوب قذارتنا (زك 3:3)!

المجد لذاك
العالي الذي مزج عقولنا بملحه (مت 49:9)، ونفوسنا بخميرته.

جسده صار
خبزًا ليحي موتنا!

السبح للغني
الذي دفع عنا ما لم يقترضه (مز 4:69 ، لو 6:16)،

وكتب على
نفسه صكًا وصار مدينًا!
[2]

القديس مار افرام
السرياني

v    
المجد للذي حل رباطتنا، ورُبط من أجل جميعنا!

السبح للغني
الذي دفع عنا ما لم يقترضه (مز 69: 4)، وكتب على نفسه صكًا وصار مدينًا!

بحمله نيره
كسر عنا قيود ذاك الذي أسرنا!

 المجد لكرَّام
عقولنا الخفي! بذاره سقطت على أرضنا فأغنت عقولنا! ثمرِه جاء بمئة ضعف في كنز
نفوسنا!

مبارك هو
"الراعي" الذي صار حملاً لأجل مصالحتنا!

مبارك هو
"الغصن" الذي صار كأسًا لأجل خلاصنا!

مبارك هو
"العنقود" الذي هو دواء الحياة!

مبارك هو
"الفلاح" الذي صار "قمحًا" لكي يزرع، و"حِزْمة" لكي
تقطع!

لنسبحه، فهو
الذي أحيانا بتقليمه!

لنسبحه، فهو
الذي حمل اللعنة عنا بإكليل شوكه!

لنسبحه، فهو
الذي أمات الموت بموته!

لنسبحه، فهو
الذي زجر الموت الذي تغلب علينا!

القدِّيس
مار افرآم السرياني

v 
من جانب آخر، فإن السيد
المسيح لم ينطق بغش من فمه (1 بط 2: 22، إش 53: 9).
فالذي
أظهر كل برّ وتواضع ليس فقط لم يتعرض لهذا النوع من الألم عن استحقاقه، بل وفُرض
عليه لتتحقق فيه نبوات الأنبياء، التي أعلنت أنها ستتم فيه، كما جاء في المزامير
إذ سبق روح المسيح فتغنَّى قائلاً:

"يجازونني
عن الخير شرًا" (مز 35: 12).

"حينئذ
رددت الذي لم أخطفه" (مز 69: 4).

"ثقبوا
يديَّ ورجليَّ، احصوا كل عظامي، وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ" (مز 22: 16-17).

"ويجعلون
في طعامي علقمًا وفي عطشي يسقونني ماء" (مز 69: 21).

"يقسمون
ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون" (مز 22: 17).

لقد احتمل
هذا كله لا عن شر ارتكبه، لكن لكي يتم فيه كلام الأنبياء…

العلامة
ترتليان

يَا اللهُ
أَنْتَ عَرَفْتَ حَمَاقَتِي،

وَذُنُوبِي
عَنْكَ لَمْ تَخْفَ [5].

لاَ يَخْزَ
بِي مُنْتَظِرُوكَ يَا سَيِّدُ رَبَّ الْجُنُودِ.

لاَ
يَخْجَلْ بِي مُلْتَمِسُوكَ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ [6].

v  لاحظوا
أن يُوجد نوعان من الغيرة، نوع مملوء حبًا والآخر مملوء بغضة. أشير إلى الأول في
الكلمات: "غيرة بيتك أكلتني" (مز 69: 9)، والآخر في الكلمات:
"أمسكت الغيرة بالشعب الجامد، والآن تلتهم النار أعدائك" (راجع إش 26:
11)[3].

القديس
أغسطينوس

لأَنِّي
مِنْ أَجْلِكَ احْتَمَلْتُ الْعَارَ.

َطَّى
الْخَجَلُ وَجْهِي [7].

صِرْتُ
أَجْنَبِيًّا عِنْدَ إِخْوَتِي

وَغَرِيبًا
عِنْدَ بَنِي أُمِّي [8].

لأَنَّ
غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي

وَتَعْيِيرَاتِ
مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ [9].

v      
إن السيد له المجد قد طرد الباعة من الهيكل
مرتين. الأولى في بدء كرازته (يو 2: 12-17)، والثانية قبل آلامه (مت 21: 12). وقد
تم المكتوب في سفر المزامير: "غيرة بيتك أكلتني" (مز 69: 9) بغيرة السيد
وغزالته ما يهين الله اسم الله ويضر بكرامته في بيته.

القديس
يوحنا الذهبي الفم

وَأَبْكَيْتُ
بِصَوْمٍ نَفْسِي

فَصَارَ
ذَلِكَ عَارًا عَلَيَّ [10].

v      
من لا يصوم
ينفضح ويتعرى ويتعرض للجراحات. لو أن آدم فضح نفسه بالصوم لما صار عريانا (تك 3:
7). تحررت نينوى من الموت بالصوم. والرب نفسه قال: "هذا الجنس من الشيطان لا
يخرج إلا بالصلاة والصوم" (راجع مت 17: 21؛ مر 9: 29)[4].

القديس
أمبروسيوس

جَعَلْتُ
لِبَاسِي مِسْحًا وَصِرْتُ لَهُمْ مَثَلاً [11].

يَتَكَلَّمُ
فِيَّ الْجَالِسُونَ فِي الْبَابِ

وَأَغَانِيُّ
شَرَّابِي الْمُسْكِرِ [12].

v  إخوتي،
من يخاف الله يذكر كلمات الرسول بطرس "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من
يبتلعه هو" (١
بط ٥: ٨). فإن لم يستطع أن
يبتلعه عن طريق الانحراف به نحو الشر، يحاول أن يفسد حياته – إن كان ممكنًا – عن
طريق انتهاره للناس وقبوله وشايات الألسنة المفترسة، وبهذا يسقط في فخ إبليس.

فمتى عجز
الشيطان عن إفساد حياة شخص بريء، حا
ول إهلاكه بإسقاطه في
الشك القاسي من جهة أخيه، والحكم عليه بتسرُّع، ممَّا يسقطه في فخاخه وب
هذا يسهل
افتراسه.

ومن يستطيع
أن يعرف أو يتكلَّم عن كل حيل إبليس وشباكه؟! ومع هذا أشير إلى ثلاث طرق من حيله حذَّرنا
الله ضدَّها على فم الرسول.

أولاً: "لا تكونوا
تحت نير مع غير المؤمنين، لأنَّه أية خُلطة للبرّ والإثم، وأية شركة للنور مع
الظلمة؟!
"
(2 كو  6: 14)

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد جديد إنجيل يوحنا John 18

ثانيًا: أن لا نقبل
وشاية الألسن المفتريَّة

ثالثًا: ألاَّ
نكون في أدنى شك مضر، لا أساس له، من جهة أي خادم من خدَّام الله، متذكرين كلمات
الرسول: "لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام، ويظهر آراء القلوب. وحينئذ يكون
المدح لكل واحدٍ من الله" (١
كو ٤: ٥). كما قيل أيضًا أن الأمور التي من الخارج تخصُّكم
أمَّا خفايا الأمور فتخص الرب إلهكم.

إنه من
الواضح أن مثل هذه الأمور لا تحدث في الكنيسة دون أن يحزن القدِّيسون والمؤمنون
بسببها. ليت الله ذاته يكون عزاءنا هذا الذي أمرنا بأن نحزن وأوصانا ألاَّ نكون فاترين
في الحب بسبب هذه الشرور، إنَّما نصبر إلى النهاية حتى نخلص.

فلا تضيفوا
إلى آلامي شيئًا بشكوككم التي لا أساس لها، من جهة أي إنسان.

أتوسَّل
إليكم ألاَّ تفعلوا هذا، حتى لا أقول لكم أنكم قد زدتم آلام جروحي. لأنَّه من
السهل علي
َّ احتمال
تعييرات من هم يتلذَّذون بشرورهم، هؤلاء الذين قيل عنهم بخصوص المسيح نفسه
"صرت لهم مثلاً. يتكلَّمون في
ّ. الجالسون في الباب. (وصرت) أغاني شرابي
الم
سكر"
(مز ٦٩: ١٢).

هذه
التعييرات منهم أسهل عليَّ من أن تصدر من أولئك الذين تعلَّموا الصلاة وطلبوا
السعادة. لأنَّه لماذا يجلس مثل هؤلاء عن الباب ويراقبون الساقطين ولو كان الساقط
أسقفًا أو كاهنًا أو راهبًا أو راهبة. هؤلاء الذين لهم رجاء للإيمان والقيام؟!

القدِّيس
أغسطينوس

أَمَّا
أَنَا فَلَكَ صَلاَتِي يَا رَبُّ فِي وَقْتِ رِضًى.

يَا اللهُ
بِكَِثْرَةِ رَحْمَتِكَ اسْتَجِبْ لِي بِحَقِّ خَلاَصِكَ [13].

نَجِّنِي
مِنَ الطِّينِ فَلاَ أَغْرَقَ.

نَجِّنِي
مِنْ مُبْغِضِيَّ،

وَمِنْ
أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ [14].

v   
"ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكًا كثيرًا جدًا
فصارت شباكهم تتخرَّق" (لو 5: 7).

شباكهم امتلأت
سمكًا عن طريق المعجزة، لكي يثق التلاميذ بأن عملهم التبشيري لا يضيع سُدى، وهم
يلقون شباكهم على جمهور الوثنيِّين والضالِّين.

لكن لاحظوا
عجز سمعان ورفاقه عن جذب الشبكة، فقد وقفوا مبهورين صامتين، وأشاروا بأيديهم إلى
اخوانهم على الشاطئ
ليمدُّوا إليهم يد المساعدة.

معنى ذلك أن
كثيرين ساعدوا الرسل القدِّيسين في ميدان عملهم التبشيري، ولا زالوا يعملون بجد
ونشاط…

لازالت
الشبكة مطروحة، والمسيح يملؤها بمن يخدمونه من أولئك الناس الغارقين في بحار
العالم العاصفة والثائرة، كما ورد في المزامير: "نجِّني من الطين فلا أغرق.
نجِّني من مبغضيَّ، ومن أعماق نفسي" (مز
69: 14).

البابا
كيرلس الكبير

لاَ
يَغْمُرَنِّي سَيْلُ الْمِيَاهِ

وَلاَ
يَبْتَلِعَنِّي الْعُمْقُ

وَلاَ
تُطْبِقِ الْهَاوِيَةُ عَلَيَّ فَاهَا [15].

v 
دعونا نفحص خدود العريس
ونستمع للعروس التي تتكلم عنها "خداه كخميلة الطيب وأتلام رياحين ذكية"
يعني النص أن خديه يشبهان كوبًا للشرب أو آنية ليست عميقة ولا عالية ويعتبر هذا
التشبيه مدحًا. فإذا مدح أى شخص نوع من التعليم المفتوح البسيط النقي مثل هذه الآنية
فإن عمقه لا يمكن أن نخطئه. كما يقول النبي: "لا يغمرني سيل المياه ولا
يبتلعني العمق ولا تطبق الهاوية عليَّ فاها" (مز 15:69). لذلك نقول أن الحق
في بساطتها ليس له دخل في أي خداع داخل التجويف كما هو مشار إليه بالقصعة التي
تستعمل في حفظ الأعشاب والتوابل ذات الرائحة الزكية لأنها ليست مصنوعة من فضة أو
ذهب أو كريستال أو أي مادة مثل هذه
[5].

القديس
غريغوريوس أسقف نيصص

v  "إذًا،
مَنْ يظن أنه قائمٌ فلينظر أن لا يسقط"، لأنّ الذي سقط له فكرٌ واحدٌ فقط، هو
أن يقوم مرةً ثانيةً، أمّا الذي هو قائمٌ ثابتٌ فعليه أن يكون متيقِّظًا حتى لا
يسقط. والسقطات لها أنواعٌ مختلفة. والذين سقطوا فقدوا بلا شكٍّ رسوخ أقدامهم. أما
الذي احتفظ برسوخ قدميه فينبغي ألاّ يحكم على الذي سقط بأنه أدنى منه، بل عليه أن
يخاف على نفسه لئلاّ يسقط ويهلك ويذهب إلى هوّةٍ أعمق. لأنه حيث إنّ صراخه لأجل
النجدة يكون مكتومًا بسبب عمق الهوّة، فربما لا يستطيع أن يطلب معونةً، لأنّ
الإنسان البار يقول: "(لعل) العمق لا
يبتلعني ولا تُطبِق الهاوية عليَّ فاها" (مز 69: 15).

القديسة الأم
سنكليتيكي

اسْتَجِبْ
لِي يَا رَبُّ لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ.

كَكَِثْرَةِ
مَرَاحِمِكَ الْتَفِتْ إِلَيَّ [16].

وَلاَ
تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنْ عَبْدِكَ لأَنَّ لِي ضِيقًا.

اسْتَجِبْ
لِي سَرِيعًا [17].

اقْتَرِبْ
إِلَى نَفْسِي.

فُكَّهَا.

بِسَبَبِ
أَعْدَائِي افْدِنِي [18].

أَنْتَ
عَرَفْتَ عَارِي وَخِزْيِي وَخَجَلِي.

قُدَّامَكَ
جَمِيعُ مُضَايِقِيَّ [19].

الْعَارُ
قَدْ كَسَرَ قَلْبِي فَمَرِضْتُ.

انْتَظَرْتُ
رِقَّةً فَلَمْ تَكُنْ وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَجِدْ [20].

v 
تطلع النبي بعينيّ النبوة إلى يسوع المتألم فرآه
آتيًا من آدوم بثياب حُمر فسأله: "ما بال لباسك مُحمرّ وثيابك كدائس
معصرة" (إش 63: 2).

رأى لباسه قد أغرق
بالدماء، وثيابه كمن قد اِجتاز معصرة، فانسكبت دماءه كلها. وقد صور يسوع نفسه حاله
على لسان أنبيائه فقال: "قد دستُ المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي
أحد" (إش 63: 3).

"اِنتظرتُ رقَّة
فلم تكن، ومعزِّين فلم أجد" (مز 69: 20).

"أحاطت بي ثيران
كثيرة. أقوياء باشان اِكتنفتني. فغروا علي أفواههم كأسد مفترس مزمجر. لقد أحاطت بي
كلاب جماعة من الأشرار اِكتنفتني" (مز 22: 12، 13، 16).

"فنظرت ولم يكن
معين وتحيرت إذ لم يكن عاضد" (إش 63: 5).

ربي… لقد اِجتزت
المعصرة وحدك… أُهرق دمك الزكي وليس من يدافع ولا من يترفق!

القدِّيس
مار يعقوب السروجي

v  الذين
يقابلوننا في الطريق – الآتون إلينا من الشرق أو من أرمينيا أو من أية بقعة في
الأرض – تنساب دموعهم كالنهر كلما رأوننا، كانوا ينوحون وهم يرافقوننا في الطريق
في أنين!

أقول هذا
لكي تعرفي أن لي أحباء كثيرين، يشاركوننا عذابنا، وهذه تعزية كبيرة لنا. فلو أن
الأمر على خلاف ذلك لكان الوضع ثقيلاً يصعب احتماله، وهذا ما يشتكي منه النبي قائلاً:
"انتظرت إنسانًا يشاركني آلامي فلم يكن، ومعزِّين فلم أجد" (مز 69: 20).

يا لها من
تعزية عظيمة أن يجد الإنسان العالم كله يشاركه أحزانه!…

إننا نجد
أيضًا في ذكرى الآلام مصدرًا للفرح المستمر.

إذ تفكرين
في هذا انزعي عنكِ غيم الحزن، واكتبي لي باستمرار عن صحتك.

تأملي هذا
أن الأمور المفرحة والمحزنة في الحياة الحاضرة تعبر جميعها. فإن كان الباب ضيقًا
والطريق كربًا،  فإنه مهما يكن الأمر فهو طريق! اذكري هذه العبارة التي كررتها لك
كثيرًا: "إن كان الباب واسعًا والطريق رحبًا فإنه هو أيضًا مجرد طريق"
(مت 7: 13).

عندما
تتركين الأرض وتنحلين عن الجسد، ابسطي جناح الحكمة، حتى لا يهلكك سواد الدخان.
إنها أمور أرضية، لا تنسحبي إلى الأرض!

إن رأيتي
ظلمًا كثيرًا صنعوه بنا، وقد سيطروا على العاصمة، وتمتعوا بكرامات، وساروا في
مواكب الحرس، رددي هذه العبارة "واسع هو الباب ورحب هو الطريق الذي يؤدى إلى
الهلاك".

بالأحرى
أبكي عليهم. ونوحي من أجلهم!

إنهم يصنعون
آثام في العالم، وعوض تفكيرهم في خطاياهم يتمتعون باحترامات الناس. سيذهبون ومعهم
احترامات الناس بكونها جزاءًا قد نالوه! [6]

القديس
يوحنا الذهبي الفم

v  إذا
أذابت الحرارة الشمع فإنّ البرودة تكون سببًا في صلابته. فإذا جعل المديح النفس
تفقد عافيتها، إذًا فمن المؤكَّد أنّ التوبيخ والإهانة يقودان النفس بكل تأكيد إلى
قمم الفضيلة. يقول الكتاب: "اِفرحوا وتهللوا … إذا قالوا عليكم كل كلمةٍ
شريرةٍ من أجلي كاذبين" (مت 5: 12-11)، وفي مكانٍ آخر: "في الشدّة
فرّجتَ عني" (مز4: 1 حسب السبعينية)، وأيضًا: "انتظرَت نفسي انتهارًا
وإذلالاً" (مز 68: 20 حسب النص). وتوجد
أيضًا آيات لا حصر لها مثل هذه في الكتاب المقدس نافعة للنفس.

القديسة الأم
سنكليتيكي

وَيَجْعَلُونَ
فِي طَعَامِي عَلْقَمًا

وَفِي
عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاً [21].

v    
هكذا تكلم أيضًا داود النبي مشيرًا إلى الصليب
قائلاً: "ثقبوا يديَّ ورجليَّ" (مز22).

لم يقل
"سيثقبون"، بل "ثقبوا"، و"أُحصي كل عظامي" (مز 22:
17).

ويصف أيضًا ما يحدث بين
الجنود قائلاً: "مقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون" (مز 22: 18).

وأشار أيضًا إلى
تقديمهم المر إليه ليأكل، وخلاً ليشرب فقال: "ويجعلون في طعامي علقمًا، وفي
عطشي يسقونني خلاً" (مز 69: 21).

القدِّيس
يوحنا الذهبي الفم

v  بالرغم
من احتمال كل هذه الآلام إذ جاء لخلاص الجميع إلاّ أن الشعب (اليهودي) جاز
اه مجازاة
شريرة.
قال يسوع "أنا
عطشان". هذا الذي أخرج لهم الماء من الصخرة الصماء، يطلب ثمر كرمته التي
زرعها، فماذا فعلت كرمته؟ هذه الكرمة التي بحسب الطبيعة هي من الآباء القديسين،
لكنها بحسب قلبها مثل سدوم. "لأن جفنة سدوم جفنتهم، ومن كروم عمورة" (تث
32:

32).
قدمت هذه الكرمة لسيدها إسفنجًا مغموسًا خل فوق قصبة. "ويجعلون في طعامي
علقمًا، وفي عطشي يسقونني خلاً" (مز 69:
21).

ها أنت ترى
وضوح النبوة وصفاءها! لكن أي نوع
من العلقم وضعوا في فمه؟ "أعطوه
خمرًا ممز
وجًا بمرّ"
هذا المر طعمه كالعلقم شديد المرارة.

أبهذا تجازي
الرب أيتها الكرمة؟! أهذه تقدمتك له؟! بالحقيقة قال إشعياء في القديم مولولا
ً عليك: "كان
لحبيبي كرم على أكمة خصبة. فنقب
ّه ونقّىّ حجارته
وغرسه كرم سورق… فانتظر أن يصنع عنبًا (إذ عطش طالبًا عنبًا) فصنع شوكًا" (راجع
إش 5:

1-2).

هل رأيت
الإكليل التي تزينت به؟! لكن ماذا أفعل؟ "سأوصي السحب أن لا تمطر عليه مطرًا"
(راجع إش 50:

6).
لأن السحب هي الأنبياء الذين نُزعوا من بينهم وصاروا للكنيسة…[7]

القديس كيرلس الأورشليمي

v      
لقد قبَّل يهوذا ليس لأن المسيح يعلمنا أن
نتظاهر، وإنما يعلمنا أنه لم يرد أن يهرب من الخائن. لهذا لم يحرم يهوذا من تقديم
التزام الحب له. مكتوب: "كنت رجل سلام مع الذين يبغضون السلام" (مز 69:
21
LXX)
[8]
.

القديس
أمبروسيوس

v      
من بين الأمور الأخرى التي تنبأوا بها عنه،
مكتوب: "يجعلون في طعامي علقمًا (سمًا)، وفي عطشي يسقونني خلاً" (مز 69:
21). نحن نعرف في الإنجيل كيف حدثت هذه الأمور. أولاً قدموا علقمًا. أخذه وذاقه
وتفله. فيما بعد وهو على الصليب معلقًا فلكي تتحقق هذه النبوات قال: "أنا
عطشان" (يو 19: 28). أخذوا إسفنجة مملوءة خلاً ووضعوها على قصبة، وقدموها له
حيث كان معلقًا. أخذها وقال: "قد أكمل" (يو 19: 30). ماذا يعني:
"قد أكمل"؟ كل ما قد تنبئ له قبل آلامي قد تحقق[9].

القديس
أغسطينوس

لِتَصِرْ
مَائِدَتُهُمْ قُدَّامَهُمْ فَخًّا

وَلِلآمِنِينَ
شَرَكًا [22].

v  قد
يبدو لقليلي الفهم أن بعض النصوص الكتابية مناقضة لشريعة السيد المسيح الآمر بمحبة
الأعداء. فلقد جاء في العهد القديم كثير من الأدعية ضد الأعداء، مثال ذلك
"لتَصِر مائدتهم… فخًّا" (مز 22:69)، "ليكن بنوهُ أيتامًا وامرأته
أرملة" (مز 9:109) وغيرها من تلك العبارات التي جاءت في نفس المزمور متنبئة
عن يهوذا.

أما في
العهد الجديد فلقد جاءت بعض النصوص التي يبدو فيها شيء من التعارض مع وصية الرب
ووصية الرسول "باركوا لاعنيكم" (رو 14:12). مثال ذلك ما قاله رب
المجد عندما لعن المدن التي لم تقبل كلمته (مت 20:11-25)، وما جاء على لسان الرسول
عن شخص معين ليجازه الرب حسب أعماله" (2  تي 14:4)[10].

القديس
أغسطينوس

لِتُظْلِمْ
عُيُونُهُمْ عَنِ الْبَصَرِ

وَقَلْقِلْ
مُتُونَهُمْ دَائِمًا [23].

“الذين فيهم
إله هذا
الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو
صورة الله" (2 كو 4: 4).

v  كانت
هذه (الظلمة أثناء الصلب) علامة واضحة لليهود أن أذهان صالبيه قد التحفت بالظلمة
الروحيَّة، إذ حدث عَمَى جزئي لإسرائيل (رو ١١: ٢٥)، وقد
لعنهم داود في محبَّته لله، قائلاً: "لتَظلمّ عيونهم فلا ينظروا" (مز
69: ٢٣).

انتحبت
الخليقة ذاتها ربَّها، إذ أظلمت الشمس، وتشقَّقت الصخور، وبدا الهيكل نفسه كمن
اكتسى بالحزن، إذ انشقَّ الحجاب من أعلى إلى أسفل. وهذا ما عناه الله على لسان
إشعياء: "أَُلبس السماوات ظلامًا، وأَجعل المُسح غطاءها" (إش
٥٠: ٣)[11].

القدِّيس
كيرلس الكبير

v  عدم
استحقاق الراعي غالبًا ما يكون متلازمًا مع عدم استحقاق الرعية، فإذا كان الرعاة
لا يملكون نور المعرفة نتيجة لخطيئتهم الشخصية فإنه تبعا لذلك تعثر الرعية بسبب
جهلها حسب قصاص القضاء. من أجل ذلك قال رب المجد يسوع: "إن كان أعمى يقود
أعمي يسقطان كلاهما في حفرة."
(مت 15: 14؛ لو 6: 39) وفي هذا قال صاحب
المزامير متنبئًا: "لتظلم عيونهم عن البصر وقلقل متونهم دائمًا."
(مز 69: 23). إن القادة هم بالحقيقة عيون، إذ أنهم في واجهة أعلى الرتب وقد أخذوا
على عاتقهم توضيح الطريق، أما الذين يتبعونهم فقد ارتبطوا بهم وعليه فهم يدعون
"بالمتون". وهكذا عندما تظلم العيون، تنحني المتون أيضًا، لأنه عندما
يفقد القادة نور المعرفة، ينوء الذين يتبعونهم تحت نير خطاياهم[12].

الأب
غريغوريوس (الكبير)

v  لأننا
حين نكد في عملٍ ما، وننحني بانشغال به والميل إليه، فإننا نستلقي عادة ونستريح. لكن
الخطاة الذين اقترفوا آثامًا شنعاء، خاصة الأشرار منهم لا يمكن أن يستلقوا
ويستريحوا. إذ قيل عنهم: "إحنِ ظهورهم دائمًا" (مز 23:69). لأن الذين لا
يلتصقون بالمسيح، لا يرتفعون بأنفسهم إلى السماويات،  من ثم لا يرتفع معه الذين
موتهم شرير جدًا، كما هو مكتوب  "موت الأشرار شرير للغاية" (مز 21:34)،
لكن الإنسان الذي يموت مع المسيح، ويدفن مع المسيح، لا يجد راحةً فقط بل وقيامة
أيضًا (راجع رو 4:6). وعن هذا الإنسان قيل بحق "شفيتَ كلَ ضعفاته في
مرضه" (مز3:41)، خاصة إذا كان شهيدًا، تنكشف ضعفاته في الآلام، وموته
بالقيامة[13].

القديس
أمبروسيوس

صُبَّ
عَلَيْهِمْ سَخَطَكَ،

وَلْيُدْرِكْهُمْ
حُمُوُّ غَضَبِكَ [24].

لِتَصِرْ
دَارُهُمْ خَرَابًا

وَفِي
خِيَامِهِمْ لاَ يَكُنْ سَاكِنٌ [25].

لأَنَّ
الَّذِي ضَرَبْتَهُ أَنْتَ هُمْ طَرَدُوهُ،

وَبِوَجَعِ
الَّذِينَ جَرَحْتَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ [26].

v      
التلاميذ لم يرتبكوا فقط، بل بالحري الأمر كان
أقلقهم جدًا، وكان من الصعب عليهم إدراك هذا السرّ. كيف يمكن أن يقوم من الأموات،
أو كيف من يصنع آيات لا حصر لحساب الشعب يُسلم لموت والعار؟ لكن هذا يتفق مع ما
قاله النبي: "اضرب الراعي" (زك 13: 7). يقول أيضًا داود للآب: "لأن
الذي ضربته أنت هم اضطهدوه" (مز 69: 29
LXX). على أي الأحوال لم يحدث هذا كله بإرادة الآب، فإنه ما كان يرغب
له (للابن) ان يتألم لو لم يقبل اليهود هذا. فلا يقل أحد أنه أراد الجريمة. لقد
قبل الآب باختيار الابن أن يتألم هكذا. لقد سمح له أن يتألم مع أنه كان له السلطان
أن يمنع الألم. هذا الأمر واضح من العبارة الخاصة بسلطان بيلاطس على المسيح.
"لم يكن لك سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق" (يو 19: 11)، أي
"لو لم يسمح لي الآب أن أتألم"[14].

القديس
كيرلس الكبير

اِجْعَلْ
إِثْمًا عَلَى إِثْمِهِمْ

وَلاَ
يَدْخُلُوا فِي بِرِّكَ [27].

لِيُمْحَوْا
مِنْ سِفْرِ الأَحْيَاءِ

وَمَعَ
الصِّدِّيقِينَ لاَ يُكْتَبُوا [28].

v      
بينما كان لا يزال يصلي ظهر له ملاك الرب مرعب
للغاية، وقد أمسك بيده سيفًا ناريًا استله. قال لأبينا باخوميوس: "كما أن
الله محا اسمه من سفر الحياة (خر 32: 32-33؛ مز 69: 28) هكذا فلتسحبه من وسط
الإخوة، فإنهم ليسو جاهلين. فإنه بالحقيقة حتى
بالنسبة للجاهلين فان النجاسات التي من هذا النوع تظهر كرجاسات أمام

الرب"[15].

سيرة القديس
باخوميوس

أَمَّا
أَنَا فَمِسْكِينٌ وَكَئِيبٌ.

خَلاَصُكَ
يَا اللهُ فَلْيُرَفِّعْنِي [29].

أُسَبِّحُ
اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ [30].

فَيُسْتَطَابُ
عِنْدَ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وَأَظْلاَفٍ [31].

يَرَى
ذَلِكَ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ

وَتَحْيَا
قُلُوبُكُمْ يَا طَالِبِي اللهِ [32].

يرى القديس
أغسطينوس
أن المؤمن وهو يوجه بصيرته الداخلية لتتفرس في اله إنما تطلبه لكي
تجده فتحيا نفسه. وإذ تجده تشتاق إليه لتبلغ إلى أعماق جديدة فتطلبه، وتبقى في هذا
الطلب في نمو دائم لا ينقطع!

v      
لنوجه نظرات عقولنا بمعونة الرب، فتطلب الله.
كلمة النشيد الإلهي هي: "أطلبوا الله، فتحيا نفوسكم" (راجع مز 69: 33).
لنطلب ذاك الذي يُجد، بهذا نطلب الموجود. إنه يختفي لكي نبحث عنه ونجده. إنه فوق
كل قياس حتى عندما يوجد؛ وعندما يوجد يمكن أن يُبحث عنه… لهذا لم يُقل:
"أطلبوا وجهه دائمًا" كما يحدث بالنسبة لبعض البشر: "دائمًا
تتعلمون ولن تبلغوا معرفة الحق"، بل بالحري يُقال عنه: "عندما يبلغ
الإنسان إلى النهاية عندئذ تكون البداية"[16].

القديس
أغسطينوس

لأَنَّ
الرَّبَّ سَامِعٌ لِلْمَسَاكِينِ

وَلاَ
يَحْتَقِرُ أَسْرَاهُ [33].

تُسَبِّحُهُ
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْبِحَارُ

وَكُلُّ مَا
يَدِبُّ فِيهَا [34].

لأَنَّ
اللهَ يُخَلِّصُ صِهْيَوْنَ

وَيَبْنِي
مُدُنَ يَهُوذَا

فَيَسْكُنُونَ
هُنَاكَ وَيَرِثُونَهَا [35].

وَنَسْلُ
عَبِيدِهِ يَمْلِكُونَهَا

وَمُحِبُّو
اسْمِهِ يَسْكُنُونَ فِيهَا [36].

٦٩:
٢٣

v  كانت
هذه (الظلمة أثناء الصلب) علامة واضحة لليهود أن أذهان صالبيه قد التحفت بالظلمة
الروحية، إذ حدث عمى جزئي لإسرائيل (رو ١١: ٢٥)، وقد
لعنهم داود في محبته لله، قائلاً: "لتظلم عيونهم فلا ينظروا" (مز 69:
٢٣). انتحبت الخليقة ذاتها ربها، إذ أظلمت الشمس، وتشققت الصخور، وبدا
الهيكل نفسه كمن اكتسى بالحزن، إذ انشق الحجاب من أعلى إلى أسفل. وهذا ما عناه
الله على لسان إشعياء: "أُلبس السماوات ظلامًا، وأجعل المسح غطاءها" (إش
٥٠: ٣)[17].

القديس
كيرلس الكبير

مز 69: 9

v  في
المزمور الثامن والستين (
LXX) يقول المخلص أنه لم يأتِ لأجل مسرته بل لأجل مسرة الله الآب. إذ
يقول: "لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي
أرسلني". (يو 6: 38) اعترض اليهود وحكموا عليه بالموت كخاطئ. لذا يضع المرتل
نفسه في موضع المسيح ويقول: "تعييرات معيريك وقعت عليَّ" (مز 69:9)[18]

الأب
أمبروسياستر



[1] مقتطف عن
التسبحة الثانية من تسابيح الميلاد بتصرف.

[2] التسبحة
الثانية
.

[3] City of God 20: 12.

[4] Letter 44.

[5] عظة 14 على نشيد الأناشيد ترجمة الدكتور جورج نوّار.

[6] Epistle 8 ad  Olympias PG 25: 607 – 608.

[7] مقال 13: 29.

[8] Exposition of Luke 10: 63: 64.

[9] Tractates on John, 37: 9.

[10] Sermon on Mount, 1:21:71.

[11] In Luc. Ser. 153.

[12] Pastoral Care, 1:1.

[13] Prayer of David 3:3: 7.

[14] Fragment (on Matt.) 292.

[15] Life of Pachomius (Bohairic), 108.

[16] Tractates ob John, 63: 1.

[17] In Luc. Ser. 153.

[18] Commentary on Paul’s
Epistles Rom (15:3).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي