اَلْمَزْمُورُ
السَّبْعُونَ

لإِمَامِ
الْمُغَنِّينَ. لِدَاوُدَ لِلتَّذْكِيرِ

اَللهُمَّ
إِلَى تَنْجِيَتِي يَا رَبُّ إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ [1].

v  بخصوص
هذا التدبير (نظام
الصلاة الدائمة)، إذا قارنته بتعليم
الأطفال (الذين ليس لهم القدرة أن يتلقنوا الدروس الأولية الخاصة بالحروف
الهجائية، لكنهم يتعرفون على شكلها، ويتدربون على رسمها قدر ما يستطيعون، حيث تقدم
لهم نماذج منها على الشمع…) هكذا يلزمني أن أقدم لك شكل التأمل الروحي لتضعه نصب
عينيك على الدوام… وتتدرب على التأمل فيه باستمرار لأجل نفعك… حتى تصعد إلى نظرة
أعلى.

سنعرض عليك
طريقة خاصة لبلوغ هذا التدبير الذي ترغب فيه، وتلك الصلاة التي يجدر بكل أحد أن
ينفذها لأجل تقدمه الروحي في تذكر الله، متذكرًا هذا التدبير في قلبه بغير انقطاع،
طاردًا كل أنواع الأفكار الأخرى. لأنه لا يقدر القلب أن يتمسك به ما لم يتحرر من كل
اهتمامٍ خاص بالجسد.

لقد سُلمت
إلينا هذه الطريقة بواسطة قليلين تسلّموها عن آباء شيوخ حاذقين… فلكي تحتفظ
بتذكر الله الدائم ضع قدام عينيك هذه الصلاة الورعة: "يا الله التفت إلى
معونتي، يا رب أسرع وأعني" (مز
1:70).

اُختيرت هذه
الآية من الكتاب المقدس كله ليس جزافًا، إنما تحمل كل المشاعر التي يمكن أن توجد
في الطبيعة البشرية، وتتفق مع كل الظروف والأخطار التي تحلّ بنا. فهي تحمل تضرعًا
إلى الله من أجل كل الأخطار، وتحمل اعترافًا ورعًا مملوء انسحاقًا واهتمامًا يقظًا
ومخافة دائمة.

إنها تحمل
إحساس الإنسان بضعفه، مع ثقة في الاستجابة، وتؤكد بأن المعونة حاضرة وسريعة، لأن
الإنسان إنما يدعو الله الحاضر معنا على الدوام لكي يعينه.

إنها تحمل
تأجج حب ومحبة، وتحمل فهمًا بخصوص مؤامرات الأعداء (الشياطين) ومهالكهم. فمن يرى
نفسه محوطًا بهم ليلاً ونهارًا يعترف بعجزه عن التحرر منهم بغير مساعدة معينة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مجمع كبير ر

هذه الآية
حصن منيع للذين يتعبون من هجمات الشياطين، ودرع حصين، فهي لا تسمح للذين يسقطون في
اكتئاب وقلق فكري أو المتضايقين بالحزن أو المهمومين بالقنوط وكل أنواع الأفكار
المشابهة، أن ييأسوا من وجود علاجٍ شافٍ، إذ تُعلن أن الله الذي نتضرع إليه ناظر
إلى صراعنا على الدوام، وليس ببعيد عن سائليه.

إنها تنذرنا
نحن الذين نصيبنا هو النجاح الروحي وبهجة القلب، فلا ننتفخ قط لسعادتنا، إذ تؤكد
لنا أنه لا يمكننا أن نعيش بدون الله حافظنا…

هذه الآية
هي معين، ونافعة لكل واحد منا مهما كانت أحواله، لأن الإنسان يحتاج في كل أموره
إلى معونة. محتاج إلى مساعدة الله، ليس فقط في الأحزان والضيقات، بل وأيضًا في
النجاح والأفراح، حتى يُنقذْ من الأولى ويستمر في الثانية. لأن الضعف البشري يعجز
عن أن يحتمل كليهما بغير معونة الله
[1].

الأب إسحق

v  سنعرض
عليك هذه الطريقة لبلوغ ذلك التدبير الروحاني الذي تهواه كل نفس تسعي لتذكر الله
علي الدوام مع ضبط العقل. أول كل شيء إنسَ نفسك واترك أفكارك وهيا تقدم معي نحو
الله عاريًا من كل اهتمامات الجسد، وثق أن الطريق الذي ستسير فيه جازه آباؤنا
الشيوخ الذين تمكنوا من معرفة أسرار الروح.  عليك بهذه الصلاة: "يا الله
التفت إلي معونتي. يا رب أسرع وأعني".

أما هذه
الآية فلم تنتخب جزافا" بل بعد خبرة لأنها تتوافق مع كل ظروف الحياة البشرية.
فهي تحمل تضرعًا إلي الله مقابل كل الأخطار والضيقات وتحمل أيضًا اعترافًا منسحقاً
بالعجز واهتماماً متيقظاً ومخافة دائمة فهي تشير إلى إحساس الفرد بضعفه مع ثقة في
الاستجابة وتأكيد بأن المعونة حاضرة سريعة، وهي تشير خفياً إلى قرب الله منا وأنه
كل حين حاضر معنا يستمع إلينا.

هل تبحث عن  م المسيح المسيح وأمثالة 29

الأب اسحق
تلميذ أبا أنطونيوس الكبير

لِيَخْزَ
وَيَخْجَلْ طَالِبُو نَفْسِي.

لِيَرْتَدَّ
إِلَى خَلْفٍ وَيَخْجَلِ الْمُشْتَهُونَ لِي شَرًّا [2].

لِيَرْجِعْ
مِنْ أَجْلِ خِزْيِهِمُ الْقَائِلُونَ: هَهْ هَهْ! [3].

وَلْيَبْتَهِجْ
وَيَفْرَحْ بِكَ كُلُّ طَالِبِيكَ

وَلْيَقُلْ
دَائِمًا مُحِبُّو خَلاَصِكَ:

لِيَتَعَظَّمِ
الرَّبُّ! [4].

أَمَّا
أَنَا فَمِسْكِينٌ وَفَقِيرٌ.

اللهُمَّ
أَسْرِعْ إِلَيَّ.

مُعِينِي
وَمُنْقِذِي أَنْتَ.

يَا رَبُّ
لاَ تَبْطُؤْ [5].



[1] Cassian, Conferences 10:10.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي