اَلْمَزْمُورُ
الثَّامِنُ وَالثَّمَانُونَ

تَسْبِيحَةٌ.
مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ.

لإِمَامِ
الْمُغَنِّينَ عَلَى الْعُودِ لِلْغِنَاءِ.

قَصِيدَةٌ
لِهَيْمَانَ الأَزْرَاحِيِّ

يَا رَبُّ
إِلَهَ خَلاَصِي بِالنَّهَارِ وَاللَّيْلِ صَرَخْتُ أَمَامَكَ [1].

فَلْتَأْتِ قُدَّامَكَ
صَلاَتِي.

أَمِلْ
أُذْنَكَ إِلَى صُرَاخِي [2].

v  هكذا
يسوع أيضًا في الحقيقة، حينما تعب من رحلته جلس إلى بئر (قابل يو 6:4) – تعب لأنه
لم يجد شعب الله الذي كان يبحث عنه، لقد خرجوا من أمام وجه الرب (قابل تك 16:4)، فالإنسان
الذي يتبع الخطية يبتعد عن المسيح، فالخاطئ يخرج، أما البار فيدخل. لقد اختبأ
آدم حقًا
كخاطئ" (قابل تك 16:4). لكن البار يقول: "فلتأتِ قدامك صلاتي" (مز 2:88)[1].

القديس
أمبروسيوس

لأَنَّهُ
قَدْ شَبِعَتْ مِنَ الْمَصَائِبِ نَفْسِي

وَحَيَاتِي
إِلَى الْهَاوِيَةِ دَنَتْ [3].

حُسِبْتُ
مِثْلَ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى الْجُبِّ.

صِرْتُ
كَرَجُلٍ لاَ قُوَّةَ لَهُ [4].

يوسف في
الجب الذي بلا ماء

v  أما
عن البئر الجافة (قابل تك
24:37)،
فما العجيب في أن بئر اليهود لم يكن بها ماء؟ لأنهم تركوا ينبوعَ الماءِ الحي،
وحفروا لأنفسهم آبارًا مشققة (لا تضبط ماءً) (قابل إر 13:2). ولتعرفوا أن هذا السرّ
حقيقي، يقول الرب ذاته عن نفسه: "وضعوني في الجب (البئر) إلي أسفل، في ظلماتٍ
في ظلِ الموت" (مز6:87- سبعينية)[2].

القديس
أمبروسيوس

بَيْنَ
الأَمْوَاتِ فِرَاشِي مِثْلُ الْقَتْلَى الْمُضْطَجِعِينَ فِي الْقَبْرِ

الَّذِينَ
لاَ تَذْكُرُهُمْ بَعْدُ

وَهُمْ مِنْ
يَدِكَ انْقَطَعُوا [5].

v    
دُعي "ميتًا"، لا كمن هو بين
الأموات الذين في الجحيم جميعهم، بل وحده الحر بين الأموات (مز 88:
5)[3].

v  لقد
أظلمت الشمس (لو 23: 45) من أجل "شمس البرّ" (مل 4:
22). والصخور
تشققت

من أجل الصخرة الروحية (1 كو 10: 4). القبور تفتحت والموتى قاموا بسبب هذا
الذي هو "حر بين الأموات" (مز 88:
5). إذ حرر أسراه
من الحفرة التي بلا ماء (زك 9:
11)[4].

القديس كيرلس الأورشليمي

v  يحرر
من الموت ومن العبودية إلاَّ ذاك الذي هو "حرّ من بين الأموات" (مز
٨٨: ٥)؟ من هو "الحرّ من بين الأموات" إلاَّ ذاك الذي
بلا خطية وسط الخطاة؟ يقول مخلصنا نفسه، منقذنا: "رئيس هذا العالم يأتي وليس
له فيّ شيء" (يو ١٤: ٣٠). (رئيس هذا العالم) يمسك
بمن يخدعهم ومن يغويهم، ومن يحثهم على الخطية والموت، هذا "ليس له فيّ شيء".

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م ماء ء

تعال أيها
الرب، تعال أيها المخلص. ليتعرف عليك الأسير.

دع من اقتيد
إلى السبي أن يهرب إليك. كن فاديًا له!

إذ كنت
مفقودًا وجدني ذاك الذي لم يجد الشيطان له فيه شيئًا آتيا من الجسد. لقد وجد في
رئيس هذا العالم جسدًا، لقد وجده لكنه أي نوع من الجسد؟

هل يمكن
لجسدٍ مائتٍ أن يمسكه ويقدر أن يصلبه وأن يقتله!

لقد أخطأت
يا أيها المخادع فإن المخلص لا يُخدع… إنك ترى فيه جسدًا قابلاً للموت لكنه ليس
جسد الخطية، بل على شبه جسد الخطية. "الله أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل
الخطية دان الخطية في الجسد" (رو ٨: ٣). في جسد، لكن ليس في جسد
الخطية بل "في شبه جسد الخطية". لأي هدف؟ "لكي بالخطية التي
بالتأكيد لم يكن منها شيء فيه، يدين الخطية في الجسد، فيتحقق برّ الناموس فينا،
نحن الذين لا نسلك حسب الجسد بل حسب الروح (رو ٨: ٤).

لا يدع أحد
نفسه حرًا لئلا يبقى عبدًا. لا تبقى نفوسنا في عبودية، لأنه يُعفى عن ديوننا يومًا
فيومًا[5].

v  باستحقاق
فعّال يخلص من عبودية الخطية هذه، هذا الذي يقول في المزامير: "صرت إنسانًا
بلا سند، حرًا بين الأموات" (مز ٨٨: ٤-٥). فإنه وحده
كان حرًا إذ لم يكن فيه خطية. إذ هو نفسه يقول في الإنجيل: "رئيس هذا العالم
يأتي" يقصد الشيطان الذي يأتي في أشخاص اليهود المضطهدين له، "وليس له
فيّ شيء" (يو ١٤: ٣٠ – ٣١). فلا يجد
فيَّ نسبة ما من الخطية كما في أولئك الذين يُقتلون كأبرارٍ، لا يجد قط شيئًا ما
فيّ… إنني لست أدفع عقوبة الموت كضرورة بسبب خطاياي، لكنني أموت متممًا إرادة
أبي. في هذا أنا أفعل إذ أحتمل الموت، فلو كنت لا أريد الألم ما كنت أتألم. يقول
بنفسه في موضع آخر: "لي سلطان أن أضع حياتي، ولي سلطان أن آخذها أيضًا"
(يو ١٠: ١٨). بالتأكيد هنا ذاك الذي هو حر بين الأموات[6].

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى تيطس 02

v    
جزئيّا نحن في حرية، وجزئيًا
في عبودية.

ليست
الحرّية كاملة بعد ولا نقيّة بالتمام، لأننا لم ندخل بعد الأبدية.

نحن لا نزال
في الضعف جزئيًا، لكنّنا نلنا الحرّية جزئيًا. ما قد ارتكبناه من خطايا قد غُسل في
المعموديّة سابقًا، لكن هل قد محيّ كل الشرّ وبقينا بلا ضعف؟[7]

القدّيس
أغسطينوس

وَضَعْتَنِي
فِي الْجُبِّ الأَسْفَلِ

فِي
ظُلُمَاتٍ فِي أَعْمَاقٍ [6].

عَلَيَّ
اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ

وَبِكُلِّ
تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي. سِلاَهْ [7].

أَبْعَدْتَ
عَنِّي مَعَارِفِي.

جَعَلْتَنِي
رِجْسًا لَهُمْ.

أُغْلِقَ
عَلَيَّ فَمَا أَخْرُجُ [8].

v      
"أبعدت عني معارفي" (مز 88: 8، 18).
في الآم الصليب هرب حتى رُسلي مني. نأي الكل مني تمامًا، حتى بطرس نفسه قال:
"لست أعرف هذا الرجل" (مت 26: 72؛ لو 22: 75)[8].

القديس
جيروم

عَيْنِي
ذَابَتْ مِنَ الذُّلِّ.

دَعَوْتُكَ
يَا رَبُّ كُلَّ يَوْمٍ.

بَسَطْتُ
إِلَيْكَ يَدَيَّ [9].

أَفَلَعَلَّكَ
لِلأَمْوَاتِ تَصْنَعُ عَجَائِبَ

أَمِ
الأَخِيلَةُ تَقُومُ تُمَجِّدُكَ؟ سِلاَهْ [10].

هَلْ
يُحَدَّثُ فِي الْقَبْرِ بِرَحْمَتِكَ

أَوْ
بِحَقِّكَ فِي الْهَلاَكِ؟ [11]

أبدون، أو أبوليون (رؤ 11:9)

كلمة
"أبدون" مشتقة من الفعل العبري "أباد"، وهو يُطابق الفعل
العربي، الذي يعني "أباد" أو "أهلك"، وكأن أبدون تعني
"إبادة" أو "المبيد" أو "المهلك". يقابلها في
اليونانية "أبوليون". وقد وردت مرة واحدة في العهد الجديد (رؤ 9: 11)
كاسم لملاك الهاوية أو الشيطان المُهلك.

استخدم هذا
الاسم في العهد القديم تارة لعالم الموتى في جانبه المرعب والمُدمر كما جاء
في المزمور: "هل يُحدث في القبر برحمتك، أو بحقك في الهلاك (أبدون)؟"
(مز 88: 11). وقد جاءت كلمة أبدون موازية للهاوية في أيوب 26: 6؛ أمثال 15: 11؛
27: 20. كما جاءت موازية للموت وأحيانًا مع القبر[9].

هَلْ
تُعْرَفُ فِي الظُّلْمَةِ عَجَائِبُكَ

وَبِرُّكَ
فِي أَرْضِ النِّسْيَانِ؟ [12]

أَمَّا
أَنَا فَإِلَيْكَ يَا رَبُّ صَرَخْتُ

وَفِي
الْغَدَاةِ صَلاَتِي تَتَقَدَّمُكَ [13].

لِمَاذَا
يَا رَبُّ تَرْفُضُ نَفْسِي؟

لِمَاذَا
تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟ [14]

أَنَا
مَِسْكِينٌ وَمُسَلِّمُ الرُّوحِ مُنْذُ صِبَايَ.

احْتَمَلْتُ
أَهْوَالَكَ. تَحَيَّرْتُ [15].

عَلَيَّ
عَبَرَ سَخَطُكَ.

أَهْوَالُكَ
أَهْلَكَتْنِي [16].

أَحَاطَتْ
بِي كَالْمِيَاهِ الْيَوْمَ كُلَّهُ.

اكْتَنَفَتْنِي
مَعًا [17].

أَبْعَدْتَ
عَنِّي مُحِبًّا وَصَاحِبًا.

مَعَارِفِي
فِي الظُّلْمَةِ [18].

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ث ثواب ب

٨٨:
٥

v 
لقد بذل
حياته لأجلنا، وكان من بين الأموات كمن هو حرّ (٥). فإن الموت لم يهاجمه
بسبب الخطية مثلنا، إذ كان ولا يزال بلا خطية، غير قادر على صنع شرّ ما، إنما
أحتمل الآلام بإرادته لأجلنا من أجل محبته لنا غير المحدودة
[10].

القديس كيرلس الكبير

v  تتقدم
النعمة إرادة الإنسان،
إذ قيل: "إلهي رحمتهُ تتقدمني" (مز 10:59). وأيضًا يتأخر الله لأجل صالحنا حتى يختبر رغباتنا، عندئذ
إرادتنا هي التي تتقدم،
إذ قيل: "في الغداة (الصباح) صلاتي تتقدمك"
(مز
13:88)…

وهو يدعونا عندما
يقول: "طول النهار بسطت يدَيَّ إلى شعبٍ معاندٍ ومقاوم" (رو21:10). ونحن
ندعوه
إلينا عندما نقول: "كلَّ يوم بسطت إليك يدَيَّ" (مز
9:88 ).

وهو ينتظرنا كقول
النبي: "ولذلك ينتظر الرب ليتراءَف عليكم" (إش
18:30). ونحن ننتظره عندما نقول له: "انتظارًا انتظرت
الرب فمال إليَّ" (مز
1:40)، و"رجوت
خلاصك يا رب ووصاياك عملت" (مز
166:119).

هو يقوينا عندما يقول:
"وأنا أنذرتهم وشدَّدت أذرعهم وهم يفكرون عليَّ بالشر" (هو
15:7). ويحثنا أن نقوي أنفسنا بقوله: "شدّدوا الأيادي
المسترخية والركب المرتعشة ثبّتوها" (إش
3:35). ويصرخ الرب يسوع: "إن عطش أحد فليُقبِل
إليَّ ويشرب" (يو37:7). كما يصرخ النبي إليه: "تعبتُ من صراخي،
يبس حلقي. كلَّت عينايَ من انتظار إلهي" (مز
3:69).

الرب يطلبنا
عندما
يقول: "طلبتهُ فما وجدتهُ دعوتهُ فما أجابني" (نش
6:5). والعروس أيضًا تطلبه، إذ تبكي بدموع قائلة: "في
الليل على فراشي طلبت من تحبهُ نفسي، طلبتهُ" (نش
1:3)[11].

الأب شيريمون



[1] Joseph 3:8.

[2] Joseph 3:16.

[3] مقال 10: 4.

[4] مقال 13: 34.

[5] Sermon on N.T. Lessons, 84:6.

[6] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate 41:
7.

[7] In Ioan. Tr., 41: 10.

[8] The Homilies of St.
Jerome
, Hom. 65..

[9] International Standard Bible Encyclopedia, Abaddon.

[10] In Luc. Ser. 87.

[11] Cassian, Conferences 13:12

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي