اَلْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالسَّادِسُ

هَلِّلُويَا.

احْمَدُوا
الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ

لأَنَّ
إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ [1].

مَنْ
يَتَكَلَّمُ بِجَبَرُوتِ الرَّبِّ؟

مَنْ
يُخْبِرُ بِكُلِّ تَسَابِيحِهِ؟ [2]

v  من
يخبر عن أعمال الرب القديرة؟ (مز 2:105) من الموت صرنا خالدين، هل فهمتم النصرة
والطريق التي بلغتها؟ تعلموا كيف اُقتنيت هذه الغلبة بدون تعب وعرق. لم تتلطخ
أسلحتنا بالدماء ولا وقفنا في خط المعركة، ولا جُرحنا، ولا رأينا المعركة لكننا
اقتنينا المعركة. الجهاد هو مسيحنا، وإكليل النصرة هو لنا.

ما دامت
النصرة هي لنا، إذن يليق بنا كجنود أن نرتل اليوم بأصوات مفرحة بتسابيح الغلبة.
لنسبح سيدنا قائلين: "قد أُبتلع الموت إلى غلبة. أين غلبتك يا موت أين شوكتك
يا هاوية؟" (1 كو 54:15-55)[1].

القديس
يوحنا الذهبي الفم

v  الابن
المساوي للآب في الجوهر صار مثلي! كان يسير على الأرض، ويختلط بالبشر،
ويصنع عجائبه بينهم، واهبًا خيرات هذا الدهر والدهر الآتي. وما قدمه على الأرض،
إنما كان لتأكيد ما سيهبه في الدهر الآتي. وهكذا حقق الابن ما سبق إعلانه: "من
يتكلم بجبروت الرب؟! من يخبر بكل تسابيحه؟!" (
مز 106: 2)[2]

القديس
يوحنا الذهبي الفم

طُوبَى لِلْحَافِظِينَ
الْحَقَّ،

وَلِلصَّانِعِ
الْبِرَّ فِي كُلِّ حِينٍ [3].

v  ليكن
لكل إنسان تابوت عهد يحتفظ فيه بلوحي الشريعة حتى "يلهج في ناموس الله نهارًا
وليلاً" (مز 2:1)، وليصبح فكره كتابوت العهد ومكتبة تضم كتب الله، لأن
الأنبياء طوّبوا الذين يحفظون وصاياه" في ذاكرتهم (مز 105 (106):3).

ليحفظ
الإنسان أيضًا في داخل قلبه قسط المن إشارة إلى جمال وعذوبة فهم كلمة الله، وليحفظ
أيضًا عصا هرون إشارة إلى التعليم الكهنوتي وقد أزهرت بتأديب مستقيم (العصا
للتأديب والتهذيب)[3].

العلامة أوريجينوس

اذْكُرْنِي
يَا رَبُّ بِرِضَا شَعْبِكَ.

تَعَهَّدْنِي
بِخَلاَصِك [4].

لأَرَى
خَيْرَ مُخْتَارِيكَ.

لأَفْرَحَ
بِفَرَحِ أُمَّتِكَ.

لأَفْتَخِرَ
مَعَ مِيرَاثِكَ [5].

أَخْطَأْنَا
مَعَ آبَائِنَا.

أَسَأْنَا
وَأَذْنَبْنَا [6].

v  "لأنه
أعطى صوته فتزلزلت الأرض"
(مز 46: 6) ومن يقدر أن
يتحمل النظر إلى وجهه. لا يستطيع أحد أن ينطق في حضرته. إنساننا الداخلي لا يقوى
على النظر إليه* (دا 10 :8)، من الخوف أفواهنا تصمت ولا تتكلم. وإذا
استعدنا القليل من القوة لنتحدث أمامه توبخنا ضمائرنا، عارفين أننا "أخطأنا
مع آبائنا وأسئنا وأذنبنا"
(مز 106: 6) في حضرته. وإذا تصورنا أننا صرنا
على حاله صالحه فكل صلاحنا "كنجس وكثوب عدة " (إش 64 : 6). لان
الانتصار هو له أما نحن فلنا اللوم وخزي الوجوه[4].

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر أخبار الأيام الأول 24

مارتيريوس –
Sahdona

آبَاؤُنَا
فِي مِصْرَ لَمْ يَفْهَمُوا عَجَائِبَكَ.

لَمْ
يَذْكُرُوا كَثْرَةَ مَرَاحِمِكَ

فَتَمَرَّدُوا
عِنْدَ الْبَحْرِ عِنْدَ بَحْرِ سُوفٍ [7].

فَخَلَّصَهُمْ
مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ لِيُعَرِّفَ بِجَبَرُوتِهِ [8].

وَانْتَهَرَ
بَحْرَ سُوفٍ فَيَبِسَ وَسَيَّرَهُمْ فِي اللُّجَجِ كَالْبَرِّيَّةِ [9].

وَخَلَّصَهُمْ
مِنْ يَدِ الْمُبْغِضِ وَفَدَاهُمْ مِنْ يَدِ الْعَدُوِّ [10].

وَغَطَّتِ
الْمِيَاهُ مُضَايِقِيهِمْ.

وَاحِدٌ
مِنْهُمْ لَمْ يَبْقَ [11].

فَآمَنُوا
بِكَلاَمِهِ.

غَنُّوا
بِتَسْبِيحِهِ [12].

أَسْرَعُوا
فَنَسُوا أَعْمَالَهُ.

لَمْ
يَنْتَظِرُوا مَشُورَتَهُ [13].

بَلِ
اشْتَهُوا شَهْوَةً فِي الْبَرِّيَّةِ

وَجَرَّبُوا
اللهَ فِي الْقَفْرِ [14].

فَأَعْطَاهُمْ
سُؤْلَهُمْ وَأَرْسَلَ هُزَالاً فِي أَنْفُسِهِمْ [15].

وَحَسَدُوا
مُوسَى فِي الْمَحَلَّةِ وَهَارُونَ قُدُّوسَ الرَّبِّ [16].

v      
كما يشهد سفر العدد (16: 1-3)، واضح أن هذا حلّ
بالرجال الذين تطلعوا بأسنان الحسد المسمومة إلى العطية السماوية المقدمة لهرون
وموسى. هكذا داثان وأبيرام (ومن معهم) في استهتار طلبوا لأنفسهم الامتياز الذي
قدمه حنو الرب لهرون وموسى… لقد ابتلعتهم الأرض لأنهم انشغلوا بالأرضيات، فجاءت
طبيعة العقوبة التي حلت بهم هي نفسها تشهد عن أعمالهم الإجرامية[5].

كاسيدروس

فَتَحَتِ
الأَرْضُ وَابْتَلَعَتْ دَاثَانَ وَطَبَقَتْ عَلَى جَمَاعَةِ أَبِيرَام [17].

َوَاشْتَعَلَتْ
نَارٌ فِي جَمَاعَتِهِمْ.

اللهِيبُ
أَحْرَقَ الأَشْرَارَ [18].

صَنَعُوا
عِجْلاً فِي حُورِيبَ وَسَجَدُوا لِتِمْثَالٍ مَسْبُوك [19].

وَأَبْدَلُوا
مَجْدَهُمْ بِمِثَالِ ثَوْرٍ آكِلِ عُشْبٍ [20].

نَسُوا
اللهَ مُخَلِّصَهُمُ الصَّانِعَ عَظَائِمَ فِي مِصْر [21].َ

وَعَجَائِبَ
فِي أَرْضِ حَامٍ

وَمَخَاوِفَ
عَلَى بَحْرِ سُوف [22].

فَقَالَ
بِإِهْلاَكِهِمْ. لَوْلاَ مُوسَى مُخْتَارُهُ وَقَفَ فِي الثَّغْرِ قُدَّامَهُ

لِيَصْرِفَ
غَضَبَهُ عَنْ إِتْلاَفِهِمْ [23].

وَرَذَلُوا
الأَرْضَ الشَّهِيَّةَ. لَمْ يُؤْمِنُوا بِكَلِمَتِهِ [24].

بَلْ
تَمَرْمَرُوا فِي خِيَامِهِمْ. لَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ [25].

فَرَفَعَ
يَدَهُ عَلَيْهِمْ لِيُسْقِطَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ [26].

وَلِيُسْقِطَ
نَسْلَهُمْ بَيْنَ الأُمَمِ وَلِيُبَدِّدَهُمْ فِي الأَرَاضِي [27].

 وَتَعَلَّقُوا
بِبَعْلِ فَغُورَ وَأَكَلُوا ذَبَائِحَ الْمَوْتَى [28].

وَأَغَاظُوهُ
بِأَعْمَالِهِمْ فَاقْتَحَمَهُمُ الْوَبَأُ [29].

فَوَقَفَ
فِينَحَاسُ وَدَانَ

فَامْتَنَعَ
الْوَبَأُ [30].

فَحُسِبَ
لَهُ ذَلِكَ بِرًّا

إِلَى
دَوْرٍ فَدَوْرٍ إِلَى الأَبَدِ [31].

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر الملوك الأول 07

v  الآن
يقول بالنبي: "هذه هي راحتي، أعطوا راحة المتعبين" (إش 28: 12
LXX). هذه راحة الرب.
آه أيها الإنسان سوف لا تحتاج إلى القول: "اِغفر لي"؛ أعطِ راحة
للمتعبين، آزر المرضى، وأعطِ الفقراء، فإن هذه الأعمال هي حقيقة صلاة.

كما سأشرح
لك يا عزيزي، أنه في كل مرَّة تمارس راحة الرب هي صلاة. لأنه مكتوب أنه عندما زنا
زمري مع المرأة المديانيَّة فلما رأى ذلك فينحاس بن ألعازار دخل وراء الرجل
الإسرائيلي إلى القبَّة وطعن كليهما، الرجل الإسرائيلي والمرأة (عد 25: 6-8). هذا
القتل اُعتبر كصلاة، لأن داود قال في المزمور: "فوقف فينحاس وصلى فامتنع
الوباء، فحسب له برًا إلى دورٍ فدورٍ إلى الآن" (مز 106: 30-31)، لأنه قتلهما
كان لأجل الرب اعتبر ذلك كصلاة له[6].

القديس أفراهاط الحكيم
الفارسي

وَأَسْخَطُوهُ
عَلَى مَاءِ مَرِيبَةَ حَتَّى تَأَذَّى مُوسَى بِسَبَبِهِمْ [32].

لأَنَّهُمْ
أَمَرُّوا رُوحَهُ حَتَّى فَرَطَ بِشَفَتَيْهِ [33].

لَمْ
يَسْتَأْصِلُوا الأُمَمَ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ الرَّبُّ عَنْهُمْ [34].

بَلِ
اخْتَلَطُوا بِالأُمَمِ وَتَعَلَّمُوا أَعْمَالَهُمْ [35].

وَعَبَدُوا
أَصْنَامَهُمْ فَصَارَتْ لَهُمْ شَرَكًا [36].

وَذَبَحُوا
بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ لِلأَوْثَانِ [37].

v  تحول
جنس البشر وصاروا يعبدون الشياطين، ويا للأسف فإن ثمار الأرض التي خلقها الله حسنة
صارت تُقدم للشياطين. فإنهم يضعون على مذابحهم خبزاً وخمراً وزيتاً، بل ويقدمون
ذبائح الحيوانات أيضاً، وليس ذلك فقط بل صاروا يقدمون بنيهم وبناتهم ذبائح
للشياطين (مز 106: 37)[7].

القديس
مقاريوس الكبير

وَأَهْرَقُوا
دَمًا زَكِيًّا دَمَ بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمِ الَّذِينَ ذَبَحُوهُمْ لأَصْنَامِ
كَنْعَانَ

وَتَدَنَّسَتِ
الأَرْضُ بِالدِّمَاء [38].

وَتَنَجَّسُوا
بِأَعْمَالِهِمْ وَزَنُوا بِأَفْعَالِهِمْ [39].

فَحَمِيَ
غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى شَعْبِهِ
،

وَكَرِهَ
مِيرَاثَهُ [40].

v      
اعتاد الكتاب المقدس أن ينسب إلى الله تعبيرات
تبدو كأنها تشبه التعبيرات الخاصة بنا. مثال ذلك: "فحمى غضب الرب…"
(مز 106: 40) وأيضًا: "والرب ندم لأنه ملَّك شاول" (1 صم 15: 35)…
بجانب هذا يشير إلى جلوسه وقيامه، وتحركه وما أشبه ذلك[8].

القديس
غريغوريوس النيسي

وَأَسْلَمَهُمْ
لِيَدِ الأُمَمِ

وَتَسَلَّطَ
عَلَيْهِمْ مُبْغِضُوهُمْ [41].

v  كما
أن الله لما غضب على اليهود مرة سلَّم أورشليم إلى أعدائها "وتسلط عليهم
مبغضيهم" (مز 106: 41)، ولم يعد فيها بعد ذلك عيد ولا تقدمة وهكذا أيضاً
النفس البشرية التي غضب الله عليها بسبب عصيانها لوصيته، فسلمها لأعدائها، أي
للشياطين والشهوات. وهكذا فحينما أغواها هؤلاء الأعداء أفسدوها تماماً وأهلكوها،
ولم يعد فيها أي عيد أو فرح، ولا يرتفع فيها بخور أو تقدمة لله. وعلاماتها وآثارها
ضاعت ونسيت في الشوارع بينما تسكن فيها الوحوش المرعبة وأرواح الشر الخبيثة[9].

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر أستير 16

القديس
مقاريوس الكبير

v      
عندما ضُرب جليات بحجر، ضُرب بقوة المسيح. وفي
أي جزءً من الجسم ضُرب؟ على الجبهة، فإنه عندما ضُرب إنسان مُدَّنس للمقدسات هناك
يكون المسيح غائبًا، وعندما تأتي عليه نهايته لا توجد علامة الخلاص. فمع كون جليات
محميًا بالأسلحة من كل جانبٍ، لا تزال جبهته معرضة للموت، لأنها لا تجمل عليها ختم
المخلص، ولذلك ذُبح في الموضع الذي وُجد خاليًا من نعمة الله[10].

مكسيموس
أسقف تورين

وَضَغَطَهُمْ
أَعْدَاؤُهُمْ

فَذَلُّوا
تَحْتَ يَدِهِمْ [42].

مَرَّاتٍ
كَثِيرَةً أَنْقَذَهُمْ.

أَمَّا هُمْ
فَعَصُوهُ بِمَشُورَتِهِمْ وَانْحَطُّوا بِإِثْمِهِمْ [43].

فَنَظَرَ
إِلَى ضِيقِهِمْ إِذْ سَمِعَ صُرَاخَهُمْ [44].

وَذَكَرَ
لَهُمْ عَهْدَهُ وَنَدِمَ حَسَبَ كَثْرَةِ رَحْمَتِهِ [45].

وَأَعْطَاهُمْ
نِعْمَةً قُدَّامَ كُلِّ الَّذِينَ سَبُوهُمْ [46].

خَلِّصْنَا
أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا

وَاجْمَعْنَا
مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ

لِنَحْمَدَ
اسْمَ قُدْسِكَ وَنَتَفَاخَرَ بِتَسْبِيحِكَ [47].

سرً قبول
اليهود لضد المسيح فهو تفكيرهم المادي وتفسيرهم الحرفي للنبوات. وكما يقول القديس
أغسطينوس
: [يبدو لي أن الشعب الإسرائيلي الجسداني سيظن أن النبوة تتحقق (في ضد
المسيح)، القائلة: "خلصنا أيها الرب إلهنا واجمعنا من بين الأمم"
(مز 106: 47). تتحقق تحت قيادته وأمام أعين أعدائهم المنظورين هؤلاء الذين سيأسرهم
بطريقة منظورة ويقدم المجد المنظور[11].]

مُبَارَكٌ
الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ.

وَيَقُولُ
كُلُّ الشَّعْبِ: آمِينَ. هَلِّلُويَا [48].



[1] De coem. et cruce. PG 49:396D-397A.

[2] The Divine Providence.

[3] Origen: In Exod. hom.9:4 (Ronald E. Heine).

[4] كتاب الكمال، 10.

[5] Cassiodorius: Exposition of the Psalms
105: 17

[6] Demonstrations, 4:14.

[7] عظة 11: 50.

[8] Answer to Eunonius’ second Book.

[9] عظة 28: 10.

[10] Sermon 85: 3.

[11] On Ps .107 :33.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي