المزمور
المئة والتاسع عشر

(118)

 

غنى كلمة اللَّه ولذتها

 

مزمور كلمة اللَّه

هذا المزمور
هو أطول أصحاح في الكتاب المقدس، يبدو أن لا علاقة له بأية مناسبة خاصة بالكنيسة
اليهودية أو الأمة اليهودية[1]،
إنما يمجّد وصية
اللَّه، ويكشف عن كرامتها وسموها ونفعها؛ كما يعلن عن
التلذذ بناموس الرب، ويشهد عن سمات الكتاب المقدس من جوانب متعددة، وذلك في شكل
صلاة. قراءة هذا المزمور تكشف عن مفهوم داود النبي لكلمة اللَّه، التي كانت مركز
تفكيره واهتمامه وحبه، ولهجه ليلاً ونهارًا.

في كل
المزمور يوجد فقط عددان (122، 132) لا يتحدثان عن كلمة اللَّه.

يقسم البعض
سفر المزامير إلى خمسة أقسام تقابل أسفار موسى الخمسة، وقد جاء هذا المزمور في
القسم الخامس الذى يقابل سفر التثنية وهو سفر الوصايا أو سفر "الكلمة
الإلهية".

يقول J. R. Church[2]: [يقع هذا
المزمور في الكتاب (القسم) الخامس من سفر المزامير، وهو يطابق الكتاب الخامس
لأسفار موسى، أي "التثنية". لعلك تتذكر العنوان العبرى للتثنية وهو
"دابار
Dabar" (يعني "كلمة") "مأخوذ عن تث 1:1 "هذا
هو الكلام".]

يقسم المرتل
البشرية إلى صنفين:

          أ
–  الأتقياء، وهم الذين يرتبطون بكلمة اللَّه، ليدركوا إرادة اللَّه
ويتمموها. إنهم يصلون بغيرة طالبين النمو في الحكمة الإلهية والتمتع بالفهم كعطية
إلهية، كما يثابرون على طلب نعمة اللَّه لكي تسندهم على ممارسة الوصية لعلهم
يبلغون حياة الكمال. هؤلاء يختبرون الحياة المطوَّبة بالرغم من مقاومة الأشرار
لهم، وتتحول كلمة اللَّه بالنسبة لهم إلى تسبحة مفرحة تحمل عذوبة خاصة.

          حياة
هؤلاء الأتقياء بما تحمله من قدسية ونقاوة مع استنارة وحكمة تكشف عن صدق كلمة
اللَّه وقوتها. إنها شهادة حية وكتاب مقروء من الجميع، يترجم كلمة اللَّه في حياة
المؤمن التي ترفعه من مجدٍ إلى مجدٍ حتى تدخل به إلى كمال المستقبل المجيد.

ب –  الأشرار، 
وهم الذين يرفضون كلمة اللَّه ويقاومونها، كما يقاومون من يتمسك بها، لكن خططهم
تنتهي حتمًا بالفشل وينهزمون.

تسبحة
التسابيح!

يتطلع آباء
الكنيسة إلى سفر المزامير بكونه قلب الكتاب المقدس، يقدم لنا كلمة
اللَّه بلغة
التسبيح والفرح حتى في أحلك اللحظات! ويترجم لنا السفر الشركة الحقيقية مع
اللَّه بلغة
السمائيين وسط الواقع المرّ الذي يعيشه المؤمن.

هذا المزمور
هو أنشودة النفس التى تتمتع بكلمة
اللَّه وتختبر فاعليتها في
حياتها اليومية، وبه تستعد لملاقاة العريس السماوي. لهذا يحتل المزمور مركز
الصدارة في صلاة نصف الليل حيث تتجه الصلوات نحو مجيء العريس… وكأن الكنيسة تجد
في هذا المزمور عزاءها بعد إجهاد اليوم كله وتعب الليل، فتتغنى للعريس "كلمة
اللَّه" الذى
يأتي إليها ليحملها معه إلى شركة أمجاده.

يقول القديس
أغسطينوس
: [هذا المزمور عميق جدًا، لا أستطيع الوصول إلى عمقه. ومع هذا فهو لا
يحتاج إلى مفسرٍ، لكنه يحتاج إلى من يقرأه ومن يسمعه.]

يقول Venn: [هذا هو المزمور الذى
غالبًا ما كنت ألجأ إليه حين كنت لا أجد في قلبي روحًا للصلاة، بعد مدة تلتهب
النار فيّ وأستطيع أن أصلي[3].]

يتحدث هذا
المزمور عن الشريعة الإلهية كسندٍ للمؤمن في غربته، فيرى فيها:

1. سرّ
تعزيته وسط آلام البرية [16، 47، 103].

2. سرّ
تسبيحه وتهليل نفسه [54].

3. سرّ غناه
الداخلي [72].

4. قائدة
النفس ومرشدة لها وسط مضايقات الأعداء [16، 61، 62].

5. سرّ
حياته [25].

6. سرّ
الاستنارة [105، 135].

7. أخيرًا
تقدم له الوصية في روحها وأعماقها شخص المخلص، كلمة
اللَّه المتجسد،
لذا يقول المرتل: "لكل كمال رأيت حدًا، أما وصاياك فواسعة جدًا" [96].

V تحمل الوصية في داخلها السيد المسيح؛ من يدخل إلى أعماقها ويعيشها
بالروح يلتقي بالكلمة الإلهي نفسه.

القديس مرقس
الناسك

سمات هذا
المزمور

1 – مدرسة
صلاة
: يعتبر هذا المزمور مدرسة صلاة نموذجية، تكشف عن حياة الصلاة من خلال
الواقع الحيّ الذى عاشه المرتل، القائل: "أما أنا فصلاة" مز4:109.
يمكننا من خلال هذا المزمور أن نكتشف كيف مارس المرتل الصلاة.

أ – لا يفصل
المرتل بين ناموس الرب الروحي أو وصيته أو كلمته وبين عبادته، خاصة الصلاة. فإن
كان المزمور في جوهره هو تمجيد للوصية الإلهية إلا أنه قطعة صلاة رائعة. وكأن غاية
الوصية هو دخولنا إلى الاتحاد مع
اللَّه القريب منا، بل
والساكن فينا، نحاوره ويحاورنا، نناجيه ويناجينا، كما أن غاية الصلاة هو التمتع
بطوباوية الطاعة الكاملة للوصية، حيث بالصلاة نطلب أن ينعم
اللَّه علينا
بمشيئته عاملة فينا.

ب – في هذا
المزمور نكتشف "وحدة الإنسان"، فلا يعرف المرتل ثنائية في حياته، إنما
يشترك الجسد مع النفس، ويتناغم القلب مع الفم واللسان. فمن جهة يحرص المرتل على
صلاة القلب الكاملة، إذ يقول:

"من
كل قلبي
طلبتك، فلا تبعدني عن وصاياك" 10.

"أخفيت
أقوالك في قلبي" 11.

"فهمني
فأبحث عن ناموسك، واحفظه بكل قلبي…"

"أمل
قلبي
إلى شهاداتك" 34،36.

"ترضيت
وجهك بكل قلبي" 58.

"ليصر
قلبي
بلا عيب في عدلك، لكي لا أخزى" 80.

"صرخت
من كل قلبي
فاستجب لي" 145.

ومن جهة
أخرى لا يتجاهل المرتل صلاة الفم واللسان ليشترك الجسد مع القلب:

 "تفيض
شفتاي السبح إذا ما علمتنى حقوقك،

ينطق لساني
بأقوالك… " 171.

          هكذا
يرى المرتل في كل كيانه قيثارة متنوعة الأوتار تقدم سيمفونية حب عملية خلال حياة
الصلاة والطاعة يشترك فيها الجسد مع النفس!

جـ – مع كل
نسمة من نسمات حياته يرفع المرتل قلبه للصلاة، فيتقدس كل زمان عمره بعمل
اللَّه فيه، لذا
نراه يصلي كل حين [20]، طول النهار [97]، سبع مرات في النهار [164]، وفي الليل
[55]، كما في نصف الليل [62]، وفي السحر [148]، وفي الصباح [147].

د – يناجى
المرتل الثالوث القدوس، فيتحدث عن الآب [90،73] والابن [176] والروح القدس [131].

يمكننا
تلخيص موضوع صلاة المرتل هنا في الآتي:

*  لكي يكشف
له اللَّه عن وصاياه.  

*  لكي
يعطيه فهمًا لإدراك أعماق الوصية.

*  لكي
يتمتع بالنعمة الإلهية فيجد عذوبة في الوصية الصعبة فيشتاق إليها.

*  لكي
يمارس الوصية الإلهية وينمو فيها.

 2 – هذا
المزمور أساسًا هو مزمور تعليمي أو إرشادي، وفي نفس الوقت هو تسبحة وصلاة، إذ يصعب
فصل التعليم الروحي عن العبادة. ويعلق القديس يوحنا الذهبى الفم على هذا
المزمور، قائلاً: [دعْ الفم يرنم والعقل يتهذب، فإن هذا ليس بالأمر القليل. فإننا
ما أن نعلم اللسان التسبيح حتى تخجل النفس من أن تسلك طريقًا مضادًا لما تسَّبح به[4].]

يقول
القديس جيروم
: [المزمور 118 (119) أبجدي في تكوينه، أخلاقي في سماته، ويحوي
إرشادات لحياتنا[5].]

3 – يتطلع
البعض إليه كمزمورٍ ليتورجي، يخص العبادة العامة.

4 – يرى
العلامة أوري
جينوس أن استخدام المزمور للحروف الأبجدية
كلها في بداية المقاطع بالترتيب يشير إلى احتوائه "اللاهوت الأدبي كله"،
كما يقول: [على حسب معرفتي لا يوجد أي موضع آخر تناول موضوع "اللاهوت
الأدبي" بإسهاب كما تناوله هذا المزمور.]

          ويرى
القديس أثناسيوس الرسولي أن هذا المزمور يكشف لنا عن منهج حياة القديسين في
جوانبها الثلاثة: الحرب الروحية، النعمة الإلهية، التمتع بالأمجاد الأبدية، إذ
يقول:

[يصف المرتل
في هذا المزمور منهج حياة القديسين:

* المحاربات
والآلام والتجارب والهجمات الشيطانية وتسلل آلاف الأفكار والشِباك والفخاخ.

* لكنه
أيضًا يصف كل ما يسمح بالنصرة والغلبة: الناموس والتعليم والصبر والعون القادم من
العلي.

* وأخيرًا
يصف ما يحل بعد المتاعب من المكافآت والأكاليل.]

5 – السمة
المميزة لهذا المزمور هي الاقتناع العميق بأن حفظ وصايا
اللَّه لا يقوم
على الجهد البشرى، إنما يحتاج إلى نعمة
اللَّه التى تهب الإرادة
المقدسة والقدرة على تنفيذها كما تعطى لأولاد
اللَّه عذوبة لا
يُنطق بها في التمتع بكلمته، لهذا تحقق هذا المزمور بطريقة عجيبة خلال نعمة
اللَّه التى وُهبت
لنا في العهد الجديد لكي تنقش الوصية في قلوبنا (إر 31:31 -33).

الوصية ليست
مجرد إرشادات مسجلة في كتاب أو نسمعها خلال كلمة وعظ، وإنما هى عطية الروح القدس
القادر وحده أن يسجلها في أعماقنا، فنختبرها كروحٍ وحياةٍ، ونتلمس فاعليتها في
أعماقنا.

الوصية في
حقيقتها هى خبرة "الحياة المقامة"، لذلك كثيرًا ما يردد المرتل
العبارة: "حسب قولك فأحيا"… هذه هبة روح
اللَّه الذى
يعطينا شركة مع المسيح القائم من الأموات، لنقول: "أقامنا معه" أف 6:2،
أي يهبنا الحياة المقامة الجديدة.

6 – يناسب
هذا المزمور جميع المؤمنين في كل العصور، فهو يمثل صرخة النفس المتعطشه للَّه كي
تعمل كلمته فيها، وتحميها من تجارب العدو الذى يحاربها من الداخل كما من الخارج.
غير أن كثيرين يرون أنه مزمور يلائم بالأكثر الشباب الذين يسألون الرب الاستنارة
الداخلية والقوة للعمل والجهاد بنعمته الغنية تحت قيادة كلمته العذبة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بث ث

7 – يرى
البعض أن الناموس أو كلمة
اللَّه هنا تحتل مكانة اللَّه نفسه، وفي
الحقيقة ابتداء من الآية 4 فصاعدًا ماعدا الآية 115 فإن كل آية هى مناجاة أو صلاة
مقدمة للَّه[6]،
باستخدام أنواع عديدة من التوسل. إننا نمجد الناموس الإلهى، لأنه يعبر عن
اللَّه نفسه ويعلن
عن إرادته للإنسان، هذا ولا يمكن فصل "كلمة
اللَّه" عنه
بكونه أقنوم إلهي وهو واحد مع الآب والروح القدس في ذات جوهر الطبيعة الإلهية.

          ما
يؤكده المرتل هنا هو أنه بقدر ما نقترب من الكلمة الإلهية نقترب من اللَّه نفسه،
وبقدر ما نحيا فيها نحيا مع اللَّه.

8 – يحمل
المزمور طابعًا تأمليًا، حيث تظهر مشاعر المرتل وظروفه في شكل صلوات وتعجبات!

9 – يقول
كلارك: [كثير من القدامى، خاصة الآباء اليونان، يعتبرونه ملخصًا لحياة داود، حيث
يعبَّر فيه عن كل الحالات التى مرّ بها، بما تشمله من محاكمات واضطهادات ومساعدات
وتشجيعات تلقاها. ويرى الآباء اللاتين في المزمور أنه يشمل كل مبادئ السلوك الخاصة
بالإنجيل، وأنه يحكم سلوك الإنسان في كل موقف من مواقف الحياة[7].]

يرى البعض
أن داود لم يكتب هذا المزمور في ظرف معين واحدٍ، وإنما كان أشبه بمذكرات يومية[8]، بدأها في
شبابه واستمر فيها حتى شيخوخته. كل المؤمنين مدعوون للتأمل فيه لكي يجد كل واحدٍ
نفسه فيه مرة ومرات، متأملاً في قيمة كلمة
اللَّه الثمينة
وعذوبتها ومجدها.

احتفظ داود
بمذكراته هذه مبرزًا أن كلمة
اللَّه هي موضوع سنده ولهجه
وعذوبته منذ شبابه حتى شيخوخته، وها هو يقدمها لنا كي نقبل كلمة
اللَّه بكونه
"الأول والآخر، البداية والنهاية" في كل حياتنا (رؤ 8:1).

10 – يرى
البعض أن السيد المسيح هو المتحدث في هذا المزمور. يقول
J. R.Church: [يشير هذا المزمور بروح النبوة إلى ربنا يسوع المسيح الذى قُدم
في إنجيل يوحنا انه "كلمة
اللَّه"]. كما يقول
أيضًا: [يوجد سبب آخر يجعلني أحسب المزمور 119 يشير بروح النبوة إلى يسوع المسيح.
فهناك ثمان آيات لكل من الإثنين والعشرين مقطعًا (استيخون
 Stanza) التي لهذا المزمور، وأن رقم 8 هو الرقم الأوحد "للبداية
الجديدة" (اليوم الأول من الأسبوع)، مشيرًا إلى أنه لا يوجد آخر سوى يسوع
المسيح، فإن اسم "يسوع" في اليونانية يعادل رقم 888 وذلك مقابل رقم ضد
المسيح 666 المذكور في رؤيا 18:13.[9]]
ويقول
Arno C. Gaebelein [إن رقم 8 هنا يشير إلى "الحياة من الموت"، فإن السيد
المسيح لم يقم في اليوم السابع بل في الثامن، هذا يقدم لنا مفتاح السفر.[10]]

ويرى العلامة
أوري
جينوس أن استخدام
رقم 8 هنا له معناه الخاص، فإنه إذ يحوى المزمور 22 مقطعًا، وكل مقطع يبدأ بحرف من
الأبجدية العبرية بالترتيب لكونه يضم كل اللاهوت الأدبي، فإن استخدام الحرف ثمان
مرات يعني الدخول إلى كمال النقاوة والمعرفة، لأن النجاسة استمرت لمدة سبعة أيام
حيث حُسب العالم أغلفًا، إلى أن جاء السيد المسيح وأختتن في اليوم الثامن فتمتعنا
فيه بالطهارة والنقاوة .هذه الطهارة تحققت بعمل قيامة السيد المسيح، إذ قام في
اليوم الثامن أو الأول من الأسبوع الجديد. يقول العلامة أوري
جينوس [لقد
تطهرنا جميعًا دون استثناء في ختان السيد المسيح، نحن الذين دُفنا وقُمنا معه كقول
الرسول بولس (رو 4:6).]

          يلاحظ
أن هذا المزمور أبجدي يضم 22 استيخونًا  (مقطعًا) حسب  عدد حروف الأبجدية العبرية،
كل استيخون يحوي 8 عبارات تبدأ كلها بحرفٍ واحدٍ، وقد جاءت الحروف مرتبة ترتيبًا
هجائيًا بالعبرية.

واضع
المزمور

يرى بعض
الدارسين الحديثين أن هذا المزمور من وضع عزرا الكاتب الذي اهتم بتجميع أسفار
العهد القديم بعد السبي، فسجل هذا المزمور ليعبر عن فاعلية كلمة
اللَّه في حياة
المؤمنين. غير أن التقليد اليهودى وأيضًا المسيحي ينسب المزمور لداود النبي، وقد
نادى كثير من المفسرين المحدثين بذات الرأي.

الكلمات
الإرشادية (مفتاح السفر)
[11]

يستخدم هذا
المزمور مرادفات متعددة "للإعلان الإلهي" تصف كلمة الرب؛ يرى
البعض أنها ثمانية، بينما يضيف إليها البعض المرادفين "طريق الرب، وحق
الرب
". وهي ليست مرادفات حرفية لغوية مجردة، إنما تشير إلى خصائص معينة
لكلمة
اللَّه، توضح
سموها وكمالاتها المتعددة.

1. الشريعة
(الناموس أو التوراة
torah): الكلمة العبرية (توراة) تعنى بالأكثر أسفار موسى الخمسة؛
وقد تكررت هذه الكلمة 25 مرة، وردت في كل استيخون (قطعة) فيما عدا الاستيخون
"ب". المعنى الحرفي لكلمة "التوراة" هو
"التعليم"، أي التعليم الذي استلمه موسى على جبل سيناء. وقد ترجمها
اليهود الهيلينيون "أصحاب الفكر اليوناني، "نوموس"، أي
"الناموس"[12].

جاءت الكلمة
مشتقة من فعل معناه "يوجه"، "يقود"، "يهدف"،
"يصَّوب إلى قدام". هكذا تُدعى كلمة
اللَّه
"شريعة الرب" أو "ناموسه"، لأنها توجهنا أو تقودنا إلى التعرف
على إرادة
اللَّه المقدسة،
لكي تربطنا بالحياة المطوّبة (مز 1:1) وتهبنا سلام
اللَّه وحقه
الإلهي خلال الطاعة له.

يلزمنا
الخضوع لناموسه بكونه ملكنا الذى يقود حياتنا بقانون مملكته؛ لكنه في هذا لا يطلب
لنفسه سلطانًا علينا بل يعلن إرادته لكي نحملها فينا لبنياننا وتقديسنا.

يحدثنا هذا
المزمور عن حالة التطويب التى يعيش فيها الساكنون في شريعة الرب، فمن هم هؤلاء
السالكون في ناموس الرب إلا الذين يتَّحدون بالسيد المسيح الرأس، الذى وحده بلا
عيب، وقادر أن يهب جسده الطاعة لناموسه، لا على مستوى الحرف القاتل بل الروح الذى
يبني؟! والطاعة لشريعة الرب هنا لا تعني التنفيذ الحرفي لطقوسها، إنما تتميمها في
المسيح يسوع بعمل الروح القدس فينا، الذى هو روح المسيح. فلا يستطيع إنسان بذاته
أن يتمم شريعة الرب أو ناموسه، لذلك صار الكل في حاجة إلى عمل السيد المسيح الذي
تممه من أجل الذين هم تحت اللعنة، لأنه مكتوب: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو
مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به" غلا 10:3.

V ها أنتم ترون كيف يبرهن أن الذين يلتصقون بالناموس هم تحت اللعنة،
إذ يستحيل عليهم أن يتمموه (غلا 10:3، 11)، ثم كيف جاء الإيمان يحمل قوة التبرير
هذه… استبدل المسيح هذه اللعنة بلعنة أخرى: "ملعون كل من عُلق على
خشبة"… لم يأخذ المسيح لعنة عدم التقوى بل اللعنة الأخرى، لكي ينتزع اللعنة
عن الآخرين. "على أنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" إش 9:53. إذ
بموته خلص الأموات من الموت، هكذا بحمله اللعنة في نفسه خلصهم منها[13].

القديس
يوحنا الذهبي الفم

V لم يُعطَ الناموس لشفاء الضعفاء، وإنما للكشف عن ضعفهم وإظهاره
(غلا 19:3)… لقد تسلموا الناموس الذى لم يستطيعوا أن يتمموه. لقد عرفوا داءهم،
والتمسوا عون الطبيب، مشتاقين أن يبرأوا إذ عرفوا أنهم في كربٍ، الأمر الذى ما
كانوا يعرفونه لولا عدم قدرتهم على تتميم الناموس الذى تسلموه.[14]

القديس
أغسطينوس

          2.
الشهادات
(إيدوث
edoth): وتعنى شهادة اللَّه عن إرادته أو الكشف
عنها لكي يسلك المؤمن حسبها. ويرى بعض الآباء أنها تعني الشهادة الإلهية عن الحب
الحقيقي نحو الإنسان والذى تحقق في كماله عندما شهد السيد المسيح الشهادة الحسنة
أمام بيلاطس بنطس، مسلمًا حياته مبذولة من أجل الإنسان. وتتحقق الشهادات بقبولنا
هذا الحب وتجاوبنا معه بالحب، فنشهد عنه بتقديم حياتنا ذبيحة حية مقدسة مرضية عند
اللَّه (رو 1:12).

يُدعى
الكتاب المقدس "شهادة (عهد)
اللَّه"، إذ يحوى شهادة
عن فكر
اللَّه وإرادته،
كما يحوى شهادة عن وعود
اللَّه لشعبه وتحقيقها خلال
الصليب. هنا أيضًا إشارة إلى تابوت الشهادة أو تابوت العهد.  فمن لا يحفظ وصايا
اللَّه لا يُحسب حافظًا لعهده معه بل كاسرًا له.

          3.
الفرائض أو الأوامر
(
Piqqudim): وردت 21 مرة في هذا المزمور، في كل الاستيخونات ماعدا ثلاث
منها، كما وردت ثلاث مرات في أماكن أخرى في الكتاب المقدس، وهى تفيد الالتزام
بواجب معين.

يرى البعض
أن الكلمة العبرية مشتقة من كلمة معناها "تعهد أمر ما في يدٍ أمينة موضع
ثقة"، أي أن يعهد إلى الإنسان بأمورٍ إلهية تخصه، كي يمارسها كمسئولٍ
ومُلتزمٍ، وذلك بدافع من ضميره الداخلي وأمانته.

يرى آخرون
أن الكلمة مشتقة من كلمة معناها "يلاحظ"، "يهتم بشئ ما"،
"يصغي"، "يُقدِّر الأمر"، لأن غاية الفرائض الإلهية هي رعاية
طريق الإنسان بواسطة
اللَّه الذي يهتم به ويصغي إليه بكونه موضع تقديره.
وفي نفس الوقت تعلن الوصايا عن واجبنا وتوجهنا لنحيا ونسلك كما يليق بتقدير
اللَّه لنا.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر يشوع بن سيراخ 16

          4.
الحِكَمْ
(
chuqqim): تكررت في كل الاستخونات ما عدا أربع. جاءت في المؤنث في آية 16،
19 مرة في الآيات 5 – 171.

الكلمة
مشتقة من فعل معناه "ينحت" أو "ينقش" بكونها حِكَمْ لها
أهميتها الكُبرى، تُنحت كعلامات في الطريق نتبعها، وأي انحراف عنها يؤدي بحياتنا
إلى الضلال والتيه والهلاك.

السيد
المسيح هو الحكمة الحقيقية الذى ينقش صليبه في قلوبنا كعلامة للطريق الملوكي، وهو
يهبنا روحه القدوس الذي لا ينقش وصايا أو حِكَمْ على ألواح حجرية بل ينحتها في
قلوبنا، قادرة أن ترفعنا إلى الحياة السماوية كما بجناحي حمامة.

          5.
الوصايا
mitsvot: وردت 22 مرة في هذا المزمور، ذُكرت في جميع الاستيخونات ماعدا
ثلاث. والكلمة تحمل معنى السلطان، فقد عهد
اللَّه بها إلينا
بكونه صاحب سلطان لنطيعها، نعرف ما نقبله وما نرفضه.

يقدمها اللَّه لنا
كوديعة، علامة تقديره لنا، فنرد حبه لنا بطاعتنا له، أي نرد الحب بالحب.

6. الأحكام misphatim:
وردت هنا 23 مرة، في كل الاستيخونات ماعدا في اثنين. تعنى واجبًا يُوضع على عاتق
الإنسان بحكم إلهي أو بقرار من
اللَّه.

جاءت الكلمة
عن فعل معناه "يحكم" أو "يدين" أو "يقرر"؛ فالأحكام
تعنى قرارات إلهية شرعية يلزم الكل بالخضوع لها، وهى تحكم كل تصرفات الإنسان من
جهة أفكاره وأحاسيسه ومشاعره وعواطفه وعلاقاته بجسده وبإخوته وبالخليقة كما ب
اللَّه، إنها تنظم
حياته لا خلال شرائع حرفية وإنما خلال الفكر الروحي الإلهي.

دُعيت
أحكام، لأنه يجب أن تكون دستورنا في الحكم على كل الأمور الخفية والظاهرة،
وبموجبها أيضًا يديننا
اللَّه.

7، 8. الكلمة
والأقوال
: في العبرية يوجد تمييز واضح بين الاصطلاحين (
dabar و imrah). جاءت "الكلمة"
24 مرة في المزمور، في كل الاستيخونات ماعدا ثلاث؛ و"الأقوال" 19
مرة، في كل الاستيخونات ماعدا أربع.

          يدعى
الكتاب المقدس كلمة
اللَّه أو أقواله، تصدر عن فمه، ويعلنها لنا. والكلمة تعنى
إعلان
اللَّه عن فكره؛
والسيد المسيح هو الكلمة السرمدي الواحد مع
اللَّه في جوهره
ومساوٍ له، هو عقله الناطق أو نطقه العاقل. شتان ما بين كلمة اللَّه وكلمة
الإنسان، فاللَّه كلمته ليست خارجة ومنفصلة عنه، أما كلمة الإنسان وأقواله فتخرج
عنه وتتلاشى.

يقول القديس
اكليمنضس الإسكندري
: [يقول كلمة
اللَّه: "أنا هو
الحق" يو 6:14. إذن الكلمة يتأملها العقل[15].]

V الابن، بكونه الكلمة، يعلن عن إرادة أبيه…

                   الكلمات
المنطوق بها (كحرفٍ) ليس لها فاعلية مباشرة في ذاتها، إنما كلمة
اللَّه وحدها التي
ليست بمنطوق بها ولها مفهوم داخلي، كما يدعونها، تعمل بفاعلية، وهى حيّة ولها قوة
الإبراء. "لأن كلمة
اللَّه حية وفعّالة وأمضى من
كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمِخاخ" عب 12:4…

          لا
تطلب إذن مقارنته بالكلمة الخارجة من الفم.

V يا للغباء، يتكلمون كمن لا يعرفون الفرق بين الكلمة المنطوق بها
والكلمة الإلهي، السرمدي، المولود من الآب، أقول إنه مولود وليس فقط منطوقًا به،
الذى ليس فيه ربط لمقاطع بل كمال اللاهوت الأزلي والحياة التي بلا نهاية.

V نعم، من ينظر إلى الابن يرى الآب في الصورة (يو9:14 -10). لاحظ
أية صورة يُقال عنها. إنها الحق والبرّ وقوة
اللَّه؛ ليست
خرساء، لأنه الكلمة ليست جامدة لأنه الحكمة، ليست باطلة، لأنه القوة…، ليست ميتة
لأنه القيامة[16].

القديس
أمبروسيوس

9. الطريق dereh: وردت هذه الكلمة
13 مرة في هذا المزمور، وهي تعني القاعدة التي تقوم عليها عناية
اللَّه وأيضًا
طاعتنا.

كلمة اللَّه تُدعى
"الطريق"، إذ يقدمها لنا كي نسلك فيها كما بسلّمٍ ملوكي، فنبلغ ملكوت
السموات. هذا الطريق هو كلمة
اللَّه المتجسد نفسه الذي
يعلمنا ويدربنا ويحملنا بروحه القدوس إلى حضن الآب، واهبًا إيانا برَّه لكي نشاركه
مجد ميراثه.

V "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا
بي" يو 6:14…

          إن
كنت أنا الطريق، فإنكم لا تحتاجون إلى أحد يمسك بأيديكم…

          إنه
يقول: "إن كنت أنا هو السلطة الوحيدة التى تُحضر إلى الآب، أنتم بالتأكيد
تأتون إليه، فإنكم لا تستطيعون أن تأتوا بطريق آخر[17].

القديس
يوحنا ذهبي الفم

10. الحق أو الأمانة Orach: وردت الكلمة
العبرية خمس مرات [30،75،86،90،138]. يُدعى كلمة
اللَّه المتجسد
"الحق"، هذا الذي له وحده القوة والسلطة أن يحطم أباطيل الشيطان
والجهالة، ويملك على حياتنا الداخلية، معلنًا عن ذاته وعن أسراره بكونه الحق
السرمدي، واهبًا إيانا المعرفة كعطية إلهية.

V هذا الحق أظهره المسيح لنا في إنجيله، قائلاً: "أنا هو
الحق" يو 6:14. لذلك إن كنا في المسيح، ولنا المسيح فينا، إن كنا نسكن في
الحق ويسكن الحق فينا، لنتمسك بهذه الأمور التي هي حق[18].

الشهيد
كبريانوس

ويمكننا أن
نلخص الكلمات الإرشادية للإعلان الإلهي في الاتي:

1. الشريعة: التى
تقودنا وتوجهنا للتعرف على الإرادة الإلهية، لكننا سقطنا تحت لعنة العصيان حتى جاء
من يحررنا من اللعنة.

2. الشهادات: التى تشهد
عن إرادة
اللَّه وتكشف عن
حبه الباذل المُعلن خلال الصليب.

3. الفرائض:
حيث يتعهد المؤمن بالسلوك بأمانة فيما عُهد به إليه.

4. الحِكَمْ:
وهى علامات إلهية على أرض القلب، يثبتها
اللَّه.

5. الوصايا: حيث
يأمرنا
اللَّه صاحب
السلطان فنطيع.

6. الأحكام:
فإن كلمة
اللَّه تحكم كل تصرفات الإنسان في داخله وفي سلوكه مع
إخوته ومع الخليقة كلها كما مع
اللَّه.

7. الكلمة:
حيث نتمتع بالأقنوم الإلهي، الكلمة الإلهي.

8. الأقوال:
تدخل بنا إلى القول الإلهي الذي يفوق الفاظ بشرية.

9. الطريق:
كلمة
اللَّه هو طريق
ملوكي يدخل بنا إلى حضن الآب.

10. الحق أو
الأمانة
: نتمتع بالحق الإلهي، فلا نعيش في جهالة.

المزمور
119(118) وبلوغ الكمال

          يرى
القديس جيروم أنه بعد المزمور 119 يأتي في الترتيب مباشرة مزامير الصعود
الخمسة عشرة (120-134)، حيث يصعد المؤمن السبع درجات التي للدار الخارجية والثمان
درجات التي للهيكل، وكأنه بترنم هذا المزمور يدخل الإنسان إلى المقادس الإلهية[19].

          يمكننا
القول أن كلمة اللَّه التي هي موضوع تسبحة هذا المزمور تهيئ النفس البشرية هكذا:

*     تصعد
بعمل الروح القدس لتنعم بالارتفاع فوق كل ضيق زمني وكل مقاومة للحق (مز 120).

*     ترفع
العينين الداخليتين إلى الجبال المقدسة لتجد الرب حافظها (مز121).

*     تسكن
مع الرب في بيته السماوي (122) حيث تنعم بأورشليم العليا وقد فُتحت أبوابها
أمامها…

          عندئذ
بحق تترنم بتسبحة النصرة الأبدية: "لولا أن الرب كان معنا لابتلعونا ونحن
أحياء… عبرت نفوسنا السيل… "الفخ انكسر ونحن نجونا" (مز122).
"إن الرب قد عظم الصنيع معهم، عظم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين"
(مز124).

          هذا
هو عمل الكلمة الإلهية في حياتنا التي تهبنا عربون الكمال السماوي والمجد الأبدي.

مركز
التوراة عند اليهود

          1.
التوراة  في عرف الربيين موجودة قبل خلقة العالم. أصل الأسفار الخمسة مثل كل ما هو
سماوي تتكون من نارٍ كُتبت بحروف سوداء نارية على أرض نارية بيضاء[20].

          2.
التوراة في حضن اللَّه: [عندما يكون اللَّه جالسًا على عرش مجده تكون التوراة في
حضنه].

          3.
التوراة هي ابنة اللَّه.

          4.التوراة
هي حياة العالم، من يفصل نفسه عن التوراة يموت فورًا[21]،
إذ تفنيه النار ويسقط في الجحيم[22].

          5.
جاء في المدراش في التعليق على سفر المزامير: [الحق هو التوراة].

          6.
ترفع التوراةالإنسان إلى ما فوق الزمنيات: [اعتاد هلليل أن يقول: "يجب أن
تتعلم أن من ينتفع بكلمات الناموس يسحب حياته من العالم[23]].

          7.
التوراة هي حكمة اللَّه نفسها، كان لها مشورة مع اللَّه في أمر الخلقة. وهي أول
إعلان إلهي كشف عن اللَّه نفسه[24].

          8.
تضيء التوراة إلى الأبد[25].

          9.
تعطي التوراة مجدًا لدارسها: "الأممي الذي يدرس التوراة يصير عظيمًا كرئيس
الكهنة"[26].

سمات كلمة اللَّه

1. لذيذة
[14،16]: لا تعطى مجرد لذة فكرية، إنما لذة الفرح بالحياة المطوّبة، والتعرف على
إرادة
اللَّه والتمتع
بها.

2. غنية:
هي ميراث المؤمن [111]؛ أثمن من الذهب والحجارة الكريمة [127] والغنائم الوافرة
[162].

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ش شَباريم م

3. محبوبة،
تدخل في ودٍّ معنا [48].

4. مهوبة
[161].

5. ثابتة
في السموات إلى الأبد
[89].

6. تهب
الطوباوية
[1]، والرحابة أو اتساع القلب [45]، والتحرر من الآلام [133]،
والاستنارة [130]، والحياة [93]، والسلام [165]، والفرح العظيم [162]، وتستدرّ
مراحم
اللَّه وخلاصه
[41]… لذا فهي أساس الرجاء [43].

الإطار
العام

1. تطويب
الطاعة بقلبٍ غير منقسمٍ
        [1 -8].        

2. الوصية…
كنز خفي
                     [9 -16].

3. الوصية…
عزاء في الغربة
              [17 -24].

4. إحيني
ككلمتك
                            [25 -32].

5. اهدني في
سبيل وصاياك
                [33 -40].

6. الشهادة
لكلمة
اللَّه                        [41 -48].

7. كلامك
عزّاني في مذلتي
                 [49 -56].

8. ترضيت وجهك
بكل قلبي
                [57 -64].

9. خير لي أنك
أذللتني حتى أتعلم حقوقك
  [65 -72].

10. أحكامك
عادلة
                          [73 -80].

11. رجاء وسط
الظلمة
                     [81 -88].

12. كلمتك
دائمة في السموات
             [89 -96].

13. كلماتك
حلوة في حلقي
                 [97 -104].

14. مصباح
لرجلي كلامك
                  [105 -112].

15. اعضدني حسب
قولك
                  [113 -120].

16. لا تسلمني
إلى الذين يظلمونني
        [121 -128].

17. عجيبة هي شهاداتك
                   [129 -136].

18. عادلة هى
شهادتك إلى الأبد
           [137 -144].

19. قريب أنت
يارب
                        [145 -152].

20. بعيد هو
الخلاص عن الخطاة
           [153 -160].

21. سلام عظيم
للذين يحبون اسمك
       [161 -168].

22. علمني،
أعني، ابحث عني!
            [169 -176].

V
 V  V

 

من وحي
المزمور 119

لأقترب إلى كلمتك
فأقترب إليك!

V كلمتك الإلهية تعلن لي عن عظمة حبك.

   تكشف لي
عن إرادتك الإلهية،

   وتسندني
لأتممها،فأصير أيقونة حية لك.

   تدفعني
مع كل نسمة من نسمات حياتي نحو الكمال،

   فتصير
حياتي بكل جهادها تسبحة نصرة عذبة!

   تحولني
إلى إنجيلٍ مقروء من الجميع،

   يشهد
لصدق كلمتك، ويُعلن عن قوتها.

V من هم الأشرار إلا رافضوا كلمتك؟!

  
ليقاوموها في شخصي المسكين والضعيف،

   فإنهم
حتمًا يفشلون،

   أما أنا
فأنعم بقوة كلمتك!

V في نصف الليل أسبح بهذا المزمور(119)،

   فهو
أغنية الكنيسة المترقبة مجيء عريسها، الساهرة بروح الفرح والتهليل.

   أسبح
كلمة اللَّه التي تملأ نفسي بتعزيات الروح في رحلة غربتي!

   تحول
هموم العالم ومتاعبه إلى تسبحة مفرحة!

   تطرد
محبة العالم عن أعماقي ليصير كلمة اللَّه ذهبي وكنزي!

   تقود
فكري وعواطفي وأحاسيسي كعمود نورٍ وسط البرية.

   تهب
الحياة لقلبي الذي صار قبرًا قائمًا.

   تنير
ذهني بالأسرار الإلهية، وتبدد ظلمة الجهالة التي حاصرتني.

   تقدم لي
فوق الكل كلمة اللًّه المتجسد مخلصًا وصديقًا شخصيًا!

V يبقى هذا المزمور مدرسة للصلاة خلالها أناجيك يا إلهي.

   أتتلمذ
فيها كل أيام حياتي،

   أتعلم
الصلاة الداخلية من كل قلبي،

   ويشترك
فمي ولساني وكل كياني معًا،

   كقيثارة
يضرب عليها روحك القدوس سيمفونية حب رائعة!

   أطلب منك
أن تكشف لي عن وصيتك الإلهية،

   تعطيني
فهمًا فأدخل أعماق جديدة لكلمتك،

   نعمتك
تهبني الإرادة الصالحة والقدرة فأتمم وصيتك وأنمو فيها.

V لأقترب يا إلهي إلى كلمتك، فأقترب إليك!

   ولأحيا
في وصيتك، فأحيا فيك وبك!

   أراك 
أيها المسيح كلمة اللَّه مختفيًا وراء حروف المزمور!

   أريد أن
أتعرف عليك، وألتقي بك، وأراك يا سرّ حبي كله!

V ماذا أرى في كلمتك يا إلهي؟

   إنها ناموسك
الذي كسرته فسقطت تحت لعنته،

   وجاء
مسيحك يحمل اللعنة عني!

   دخل
دائرة اللعنة لا بكسر ناموسك بل برفعه على خشبة.

   حملني من
دائرة اللعنة ودخل بي إلى أحضانك الإلهية!

   إنها
شهاداتك
، التي تشهد عن حبك الباذل،

   هب لي أن
أشهد ببذل دمي، فأرد الحب بالحب!

   إنها الفرائض
التي تُسلم إليّ كما إلى أيدٍ أمينة.

   إنها الحكم
أو الحكمة، تشبه علامات تضعها في الطريق،

 فلا انحرف
يمينًا ولا يسارًا عن الطريق الملوكي،

 حتى أدخل
إلى السموات عينها!

   إنها 
الوصايا التي التزم بها كابنٍ يخضع لوصايا أبيه.

   إنها الأحكام
التي تحكم حركات نفسي الخفية وسلوكي الظاهر،

   تقدم لي
دستورًا ينظم علاقتي بك يا إلهي، كما بالسمائيين والأرضيين.

   إنها الكلمة
الإلهية
ليست الفاظاً وحروفاً، بل هي روح وحياة لي!

   إنها أقوالك،
لا كأقوالي التي تخرج من فمي فتتضمحل،

   لكنها هي
واحد معك،

   أقتنيها
فأقتنيك!

   إنها الطريق
الملوكي
، الذي يدخل بي إلي أحضانك.

   إنها
الحق الذي يبدد جهالاتي وينزع عني أباطيل إبليس.

V بماذا أمدح كلمتك يا سيدي؟!

   هي حلوة،
أشهى من العسل والشهد،

   كنز يفوق
الذهب وكل اللآلئ الثمينة،

   مهوبة،
تسمر خوفك المقدس في لحمي،

   مُحًبة،
تدخل بي إلى أحشائك الملتهبة حباً لي.

   ثابتة
إلى الأبد، تنقلني إلى سمواتك.

   مطوَّبة،
تقدم لي رحابة قلب واتساع الذهن،

   وتحررني
من كل هوى.

   نور
لرجلي، تقودني إليك أيها الساكن في نور لا يُدنى منه.

   مشبعة
لنفسي، تهبني الحياة الجديدة مع الفرح العظيم والسلام الفائق.

   نعم!
كلمتك تفتح لي أبواب الرجاء،

   وتدخل بي
إلى شركة أمجادك السماوية!

 

من وحي
المزمور 119

* لأقترب
إلي كلمتك فأقترب إليك! 

(أ) هب لي
الحياة المطوبة أيها الابن المطيع!

(ب) وصيتك
هي غناي!  

(ج) وصيتك
هي سندي في غربتي 

(د) وصيتك
هي حياتي!   

(هـ) من
مثلك معلماً يا كلمة الله ؟!

(و) بوصيتك
أشهد لرحمتك وخلاصك!

(ز) لتعزيني
مواعيدك في كربتي!  

(ح) نصيبي
أنت يا عريس نفسي، ومعك لا أطلب شيئًا!

(ط) يدك
تترفق بي حتى في تأديبي!

(ي) أنت
خالقي فهِّمني عدلك!

(ك) وعودك
تملأ نفسي بالرجاء المفرح

(ل) كلمتك
تبدد هذيان العدو!

(م) كلمتك
عذبة ومشبعة لنفسي!

(ن) كلمتك
تنير لي طريق الفرح

(س) اسندني
كمواعيدك الإلهية

(ع) كن لي
كفيلاً!

(ف) شهاداتك
عجيبة تهواها نفسي!

(ص) عادل
أنت يا رب  حتى إن ساد الظلم العالم   

(ق) اقترب
إليّ يا رب، فقد اقترب الأشرار لهلاكي!

(ر) نظراتك
الإلهية تملأني سلامًا!

(ش) الرؤساء
اضطهدوني بلا سبب!

(ت) أتهلل
بك يا مهذب نفسي!



[1]  Jamieson, Fousset, Brown (The Bethany
Parallel Commentary on the O.T.,
Minnesota, 1985,
p. 1155.

[2] 
J. R. Church, p. 329

[3] Plumer,
p. 1018.

[4] 
The Epistle to the Romans, hom., 28.

[5]  St. Jerome: hom. 41.

[6] 
Scripture
Union: Bible Study Books, Psalms, p. 98.

[7]  Plumer,
p. 1018.

[8]  Erlig
C. Olsen: Mediations in the Book of Psalms, N.J, 1985, p. 835.

[9]  J.R. Church, p. 330.

[10]  Arno C. Gaebelein,
p. 439.

[11]  Plumer,
p. 1019 – 1022; Nelson: A New Catholic Commentary on Holy Scripture, p. 487 –
8; Scripture Union: Bible Study Books, Psalms, p, 98, 99; Henry and Scott: A
Commentary upon the Holy Bible – Job to Solomon’s Song, p. 339.

[12]   The Jewish Encyclopedia,
vol. 12, p. 196.

[13]  In
Gal., ch. 3.

[14] 
Sermons on N.T. Lessons, 94:5.

[15]   Stromata
5:3.

[16]   Of
the Christian Faith 4:7 (73 -75), 4:9 (102); 1:7 (50).

[17]   In
Joan. hom 73:2.

[18]   Ep.
73 (
Oxford 74):9.

[19]   Against
Jovinianus, Book 2,34.

[20]   Yer.
Shek. 49a.

[21]   Ab.
Zarah 3b.

[22]   B.B.
799 (Jewish Encyclopedia, vol. 12, p. 197.

[23]   Mishnah:
Abot 4:5.

[24] Jewish Encyclopedia, vol. 12, p.197.

[25]   Ibid.

[26]   B.K.
38a (Jewish Encyclopedia, p.197.)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي