اَلْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالثَّالِثُ وَالثَّلاَثُونَ

تَرْنِيمَةُ
الْمَصَاعِدِ. لِدَاوُدَ

هُوَذَا مَا
أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! [1]

v  إن
اتحاد الصداقة الأكيد الذي لا ينحل هو الذي يكمن بين المتشابهين في الصلاح وحده…
بهذا يكون الحب غير مغشوش بين من لهم هدف واحد وفكر واحد ليشاءوا أو يرفضوا نفس
الأمور معًا.

 إن أردتم أن
تحفظوا هذا الحب غير المنكسر يجدر بكم أن تكونوا حريصين أولاً أن تتخلصوا من
أخطائكم وتميتوا شهواتكم بغيرة مشتركة وهدف متحد، مجاهدين في تحقيق ما يُبهج النبي
على وجه الخصوص القائل: "هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الأخوة معًا"
(مز 1:133). لأنه أي شيء يُظهر وحدة الروح مثل السكنى معًا في مكان واحد؟! غير أن
مختلفي الشخصية والهدف عبثًا يحاولون السكنى معًا في سكنٍ واحدٍ، ولا يعوق البعد
المكاني الوحدة بين المتأسسين على صلاحٍ متساوٍ. لأن الاتحاد يتم بالله وليس
بالمكان
ولا يمكن للسلام الثابت أن يبقى متى اختلفت الإرادة بين الناس[1].

الأب يوسف

v  لقد
كتب الرسول: "إنّ الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحًا (هو نفسه أيضًا) يكمِّل إلى
يوم يسوع المسيح" (في 1: 6). وقال أيضًا معلمنا لذاك الذي جاء إليه: "كل
واحد منكم لا يترك جميع أمواله (وأسرته) ولا يُبغض … حتى نفسه أيضًا، فلا يقدر أن
يكون لي تلميذًا" (لو 14: 33 و26). بل إنّ الله يستطيع أن يحقِّق فينا هذا
القول: "هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا" (مز133: 1). بل
إنني أصلِّي أن تبلغ إلى قياس ما هو مكتوب في سفر الأعمال أنّ: "كل الذين
كانوا أصحـاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند
أرجل الرسل" (أع 4: 34-35).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر اللاويين 17

القديس
برصنوفيوس

v      
ليس عند الله شيء أكثر مرة من السلام الأخوي،
وليس ما هو أفضل من الإجماع والتوافق كما هو مكتوب: "هوذا ما أحسن وما أجمل
أن يسكن الإخوة معًا" (مـز 133: 1)[2].

الأب
خروماتيس

مِثْلُ
الدُّهْنِ الطَّيِّبِ عَلَى الرَّأْسِ

النَّازِلِ
عَلَى اللِّحْيَةِ

لِحْيَةِ
هَارُونَ النَّازِلِ إِلَى طَرَفِ ثِيَابِهِ [2].

v  "مثل
الدهن الطيب على الرأس النازل على اللحْية لحْية هرون النازل إلى طرف ثيابه" (مز
133: 2). ماذا
يقصد بهرون؟… كاهن! ومن هو كاهن غير ذاك
الكاهن وحده (السيِّد المسيح) الذي دخل إلى قدس الأقداس؟

من هو هذا
الكاهن سوى ذاك الذي هو ذبيحة، وفي نفس الوقت كاهن؟ ذاك الذي لما لم يجد شيئًا
طاهرًا في العالم ليقدِّمه قدَّم نفسه؟!

إن الدهن
الطيب على رأسه، لأن السيِّد المسيح واحد، تتَّحد به الكنيسة، لكن الدهن الطيِّب
يأتي من الرأس. رأسنا هو المسيح مصلوبًا ومدفونًا ومُقامًا وصاعدًا إلى السماء،
والروح القدس جاء من عند الرأس.

إلى من جاء؟
إلى اللحْية. تشير اللحْية إلى الشجعان، الناضجين، الغيورين، العاملين، النشيطين.
فعندما نشير إلى مثل هؤلاء نقول عنهم إنهم ذوو لحْية.

هكذا نزل
الدهن الطيب إلى الرسل أولاً، نزل على أولئك الذين احتملوا أولاً مقاومة العالم.

القدِّيس
أغسطينوس

v  بعد
هذا تصعدون إلى الكاهن لاحظوا ما تبع هذا. أليس هو ما يتحدث عنه داود:"مثل
الدهن على الرأس، النازل على اللحية، لحية هرون" (مز 133: 2). هذا هو الدهن
الذي تكلم عنه أيضًا سليمان: "اسمك دهن
م هراق، لذلك أحبتك
العذارى اجذبني" (نش 1ك 3-4). كم نفس تجددت هذا اليوم وقد أحبتك أيها الرب
يسوع، وهي تقول:"اجذبنا وراءك، فنجري وراء رائحة ثيابك"، لكي يشربوا من
رائحة ثيابك"، لكي يشربوا من رائحة قيامتك.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر إشعياء 10

تأملوا الآن
لماذا يحدث هذا، لأن "عيني الحكيم في رأسه" (جا 2: 14). لذلك يفيض الدهن
على اللحية، حتى نصير نحن أيضًا جنسًا مختارًا، كهنوتًا، ولنا تقديرنا لأننا قد
مُسحنا بالنعمة الروحية لنشارك في ملكوت الله والكهنوت (العام)
[3].

القديس
أمبروسيوس

v  
كما أن الثوب الذي يفسده العث لا يعود ذا قيمة
تجارية أو ذا نفع على الإطلاق، وكذلك الحال مع الخشب الذي يفسده السوس لا يعود
صالحًا للاستعمال حتى في بناء عادي، بل يلزم أن يصبح طعامًا للنار، كذلك أيضًا
النفس التي تقع فريسة لنوبات الاكتئاب الملحة المهلكة، تصبح غير أهل لذلك الثوب
الكهنوتي الذي هو وفقًا لنبوة داود البار، طيب الروح القدس النازل من السماء،
أولاً على لحية هارون، ثم على هُدب ثوبه، كما جاء بالمزمور: "مثل الطيب على
الرأس النازل على اللحية، لحية هارون النازل إلى طرف ثوبه" (
مزمور 133:
2)
[4].

القديس
يوحنا كاسيان

v  يستحيل
على النفس غير النقية – مهما بلغت أشواقها نحو القراءة – أن تحصل على معرفة روحية.
لأنه لا يقدر أحد أن يسكب دهنًا طيبًا أو عسلاً جيدًا أو أي سائل قيم في إناء قذر
كريه الرائحة. لأن الإناء الممتلئ بروائح كريهة يُفسد ما يوضع فيه أكثر مما يتأثر
هو من الشيء الصالح، لأن ما هو نقي يفسد بسرعة أكثر من تأثير النقي على الفاسد.

 هكذا ما لم
يتنقَ إناء صدرنا من وصمات الخطية الفاسدة، لا يستحق أن يتقبل الدهن المبارك الذي
تحدث عنه النبي قائلاً: "مثل الدهن الطيب على الرأس النازل على اللحية
، لحية هارون
النازل إلي طرف ثيابهِ" (مز 2:133). "لأنهُ أيَّة خلطةٍ للبرّ والإثم؟!
وأيَّة شركةٍ للنور مع الظلمة؟! وأيُّ اتفاقٍ للمسيح مع بليعال؟! وأيُّ نصيبٍ
للمؤْمن مع غير المؤْمن؟!" (2 كو 14:6، 15)[5].

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بنو يعقان ن

الأب نسطور

v  كل
زيوت المسحة مختلفة، كل واحدة لها معناها الرمزي الروحي… ليس شيء يصير مقدسًا
إلا بالمسحة. بهذه النظرة تقول العذارى في نشيد سليمان: "اسمك طيب منشر، نجري
وراءك بأدهانك الطيبة" (راجع نش 1: 3-4)[6].

القديس
جيروم

مِثْلُ
نَدَى حَرْمُونَ النَّازِلِ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ.

لأَنَّهُ
هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ حَيَاةٍ إِلَى الأَبَدِ [3].

v   
في بيت الله، في كنيسة المسيح، يسكن البشر
بفكر واحد يستمرون في انسجام وبساطة[7].

القديس
كبريانوس



[1] Cassian, Conferences 16:3.

[2] Chromatius: Tractate on Matt. 59: 1.

[3] On the Mysteries 6: 29-30..

[4] De institutis caenoborum, Book 9:3.

[5] Cassian, Conferences 14:14.

[6] On Psalms, homily 45 (Ps, 132).

[7] Treat. 1 : 8.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي