اَلْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالْخَامِسُ وَالثَّلاَثُونَ

هَلِّلُويَا.
سَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ.

سَبِّحُوا
يَا عَبِيدَ الرَّبِّ [1].

الْوَاقِفِينَ
فِي بَيْتِ الرَّبِّ

فِي دِيَارِ
بَيْتِ إِلَهِنَا [2].

سَبِّحُوا
الرَّبَّ لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ.

رَنِّمُوا
لاِسْمِهِ لأَنَّ ذَاكَ حُلْوٌ [3].

لأَنَّ
الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ يَعْقُوبَ لِذَاتِهِ

وَإِسْرَائِيلَ
لِخَاصَّتِهِ [4].

لأَنِّي
أَنَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ

وَرَبَّنَا
فَوْقَ جَمِيعِ الآلِهَةِ [5].

كُلَّ مَا
شَاءَ الرَّبُّ صَنَعَ فِي السَّمَاوَاتِ،

وَفِي
الأَرْضِ فِي الْبِحَارِ وَفِي كُلِّ اللُّجَجِ [6].

v  يا
سيدي، ليتنا دائمًا لا نقبل بخفّةٍ تكدير الأفكار الشريرة، وأن نثور ونتكدّر نحو
قريبنا، لأنّ هذا من عمل الشيطان ليس إلاّ. وماذا فعلنا بالآية: "طوبى للرجل
الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكّى ينال إكليل الحياة" (يع 1: 12)؟ لقد
كتبتُ ذلك لمحبتك ليس لاحتياجك إلى التعلُّم، لأنك لو بحثتَ في الكتاب المقدس فإنه
ستكون لك رزانة وفطنة أكثر منِّي أضعافًا، لأنني بائسٌ وضعيفٌ، ولي فقط الاسم مع
جهالة. ولكنني من وجع القلب والحب المضاعف لله "كتبتُ إليك بدموعٍ كثيرة"
(2 كو 2: 4). فلعل الله يثبِّت قلبك في مخافته ذاك الذي خلق السماء وثبّتها (إش 42:
5 السبعينية)، ولعله يؤسِّس بنيانك على الصخرة الثابتة "الذي أسّس الأرض على
المياه" (مز 135: 6 السبعينية)، ولعله ينتهر التجارب ذاك الذي "انتهر
الرياح والبحر" (مت 8: 26). ولعله يُبعِد عنك نسيان الوصايا ذاك الذي أبعد
المشرق من المغرب (مز 103: 12). لعله يُشفق على نفسك "كما يتراءف الأب على
البنين" (مز 103: 13)، ولعله يُنير قلبك ذاك الذي أضاء الأشياء التي كانت
مظلمة (اُنظر 2 كو 4: 6). ولعله يُعطيك صبرًا أن تسكن محبتك معي في سلام حتى آخر
نسمة في حياتك، كما كشف لنا ذلك في وقتٍ سابق بنعمته ذاك الذي قال: "الذي
يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" (مت10: 22). ولعله يعطينا سلامًا مع بعضنا إلى
المنتهى، السلام الذي أعطاه لتلاميذه (يو 14: 27). ولعله يعطينا أن نبلغ إلى حبه
الكامل ذاك الذي قال: "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي" (يو 14: 15)،
وأيضًا قال: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حبٌّ بعضًا لبعض"
(يو 13: 35). فإن كان لنا هذا الحب فلن يفصل أحدنا عن الآخر شيءٌ حتى الموت.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس د دوناتيّة ة

القديس
برصنوفيوس

v                
لا تقدر الإرادة البشرية أن تمنع (الله) من أن
يعمل ما يشاء، فإنه حتى بالإرادات البشرية يتمم هو إرادته عندما يريد أن يحققها[1].

القديس
أغسطينوس

الْمُصْعِدُ
السَّحَابَ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ.

الصَّانِعُ
بُرُوقًا لِلْمَطَرِ.

الْمُخْرِجُ
الرِّيحَ مِنْ خَزَائِنِهِ [7].

v 
والآن لنترك الأرض والأرضيات ونحلق في الهواء على
أجنحة العقل. من هنا سأحملكم إلى أعلى وأعلى، إلى موضوعات سماوية، السماء نفسها
وما فوق السماء. إن الكلمات تتردد في الاقتراب من مرحلة ما وراء السماوات، ومع ذلك
سنقترب منها على قدر ما تستطيع الكلمات أن تعبر عنه من الذي أوجد الهواء بهذه
الغزارة ووزعه ليس حسب المرتبة أو الثروة، فإنه ليس هناك حدود يحتجز ويكتنز الهواء
داخلها، ولا يخضع توزيعه للسن، لا بل
إن توزيعه
كتوزيع المن والسلوى، يوجد ما يكفي الجميع وأنصبة
الجميع
متساوية (خر

16:
14-16). تمتطي جميع المخلوقات ذات الأجنحة الهواء، وتتخذه الرياح عرشًا لها، هو
الذي يعطي فصول السنة توقيتها، ويعطي الحياة للحيوانات–
أو بالأحرى
يحفظ الحياة في أجسادها. تعيش أجسادنا في الهواء وينتقل الكلام عن طريقه. والضوء
وما يظهره الضوء لنا موجود في الهواء، كما أن تيار البصر يسري فيه. ولننظر إلى ما
يأتي بعد الهواء، فليس للهواء السيطرة على كل ما يعتقد أنه تابع له، ماذا عن مخازن
الرياح (مز

135:
7)، وخزائن الثلج "الب
َرد" (أي 38: 22)؟
ومن ولد مآجل الطل (قطرات الندى)؟ (أي
38: 28) ومن بطن من خرج
الج
َمَد (الثلج)؟
(أي

38:
29) من ي
َصر (يربط)
المياه في السحب؟ (أي
26: 8)، والمعجزة هنا أنه يربط شيئًا طبيعته
التدفق بكلمته في السحب، ومع ذلك فهو يصب بعضه على وجه الأرض كلها للجميع (مت
5: 45) في
الفصل المناسب، وهو لا يطلق مخزون الماء كله–
فقد كان
التطهير الذي تم في أيام نوح كافيًا، وحقًا فإن الله لا ينسى وعده بعدم تكرار
الطوفان (تك

9:
8-17). وفي نفس الوقت فإنه لا يمنع الماء–
وبهذا الشكل
فإنه لا يجعلنا نحتاج لإيليا ثان
ٍ لينهي الجفاف
(1

مل 17: 1-18: 45)
"فإذ
ا أغلق
السماء فمن ذا الذي يمكنه أن يفتحها" يقول الكتاب (أي
12: 14 ، 2 أخ 7: 13) وإذا
فتح كوى السماء فمن ذا الذي يغلقها؟ (ملا
3: 10) من
الذي يستطيع أن يتحمل شدة الجفاف والطوفان لو لم يتحكم الرب في الكون كله بضوابطه
وموازينه (أي

28:
25)؟ أيها الفيلسوف إنك تهدر كالرعد هنا على الأرض، مع أنك لا تملك البريق الذي
يمكن أن تعطيه لك بضع شرارات من الحق؟ كيف تفسر البرق والرعد؟[2]

هل تبحث عن  م الخلاص حتمية التجسد الإلهى 70

القديس
غريغوريوس النزينزي

v    
"من
هو أب للمطر؟! ومن ولد مآجل الطل؟!
" (أي 38: 28)

من اكتنز
الهواء في السحب، وربطها ليحمل مياه الأمطار
، فتأتي
ذهبية اللون (أي 37:
22) من الجنوب، بنظامٍ واحدٍ تارة، وفي شكل
دوائر متعددة وأشكال متباينة تارة أخرى؟!

من يحصي
الغيوم بالحكمة (أي 38
:37)، إذ قيل في أيوب: "يعرف انفصال
السحاب؟!
"
(
أي
37:

16
LXX)

 من هو "المخرج
الريح من خزائنه
" (مز 135: 7)، وكما قلنا
قبل: "من ولد قطرات الندى ومن بطن من خرج الثلج؟!" (راجع مز 135:
7؛ أي 38: 28) فإن مادتها
ماء
، وقوتها
كالحجر! في وقت

ما
يصير الماء ثلجًا كالصوف (راجع مز 147:
16)، وأخرى يذريه
صقيعًا كالرماد، وثالثة يصير مادة حجرية. إنه يحكم الماء كما يريد. طبيعة الماء
واحدة لكن عمله متعدد في القوة، فيعمل في الكرمة خمرًا يفرح ق
لب الإنسان، وفي
الزيتونة زيتًا يلمع وجهه، وفي الخبز يسند قلب الإنسان (مز 104:
15)، ويوجد
في كل أنواع الفاكهة التي خلقها ا
لله[3].

القديس كيرلس الأورشليمي

مقال 9: 9.

الَّذِي
ضَرَبَ أَبْكَارَ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ إِلَى الْبَهَائِمِ [8].

أَرْسَلَ
آيَاتٍ وَعَجَائِبَ فِي وَسَطِكِ يَا مِصْرُ

عَلَى
فِرْعَوْنَ وَعَلَى كُلِّ عَبِيدِهِ [9].

الَّذِي
ضَرَبَ أُمَمًا كَثِيرَةً

وَقَتَلَ
مُلُوكًا أَعِزَّاءَ: [10]

سِيحُونَ
مَلِكَ الأَمُورِيِّينَ وَعُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ

وَكُلَّ
مَمَالِكِ كَنْعَانَ [11].

وَأَعْطَى
أَرْضَهُمْ مِيرَاثًا مِيرَاثًا

لإِسْرَائِيلَ
شَعْبِهِ [12].

يَا رَبُّ
اسْمُكَ إِلَى الدَّهْرِ.

يَا رَبُّ
ذِكْرُكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ [13].

لأَنَّ
الرَّبَّ يَدِينُ شَعْبَهُ وَعَلَى عَبِيدِهِ يُشْفِقُ [14].

أَصْنَامُ
الأُمَمِ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ عَمَلُ أَيْدِي النَّاسِ [15].

v   لذلك
أقبلوا تعليم الكتاب المقدّس. لو قال الكتاب: "أصنام
الأمم فضة وذهب،
عمل أيدي الناس" (مز 135: 15) فهو لا يحرم السجود أمام
الأشياء الغير متحركة، ولا عمل أيدي الإنسان، ولكن فقط أمام هذه الصور التي هي عمل
الشيطان.

القدّيس
يوحنا الدمشقي

v  لذلك
أقبلوا تعليم الكتاب المقدّس. لو قال الكتاب: "أصنام الأمم فضة وذهب، عمل
أيدي الناس" (مز 135: 15) فهو لا يحرم السجود أمام الأشياء الغير متحركة، ولا
عمل أيدي الإنسان، ولكن فقط أمام هذه الصور التي هي عمل الشيطان.

لقد رأينا
أن الأنبياء سجدوا أمام ملائكة، ورجال، وملوك، وهؤلاء الذين لم يعرفوا الله، وحتى
أمام عصا. داود يقول"… ونسجد عند موضع قدميه" (مز 99: 5) وإشعياءء
يتكلّم عن اسم الله "السماء هي عرشي والأرض موضع قدمي" (إش 66: 1) أنّه
من الواضح للجميع أن السماء والأرض من المخلوقات. موسى وهارون وكل الشعب تعبدوا
أمام أشياء مصنوعة بالأيدي. بولس صوت الكنيسة الذهبي قال في الرسالة إلى
العبرانيّين " لأن المسيح لم يدخل إلي أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقة، بل
إلي السماء عيّنها" (عب 9: 24) بمعني أن الأشياء المقدّسة القديمة، الخيمة،
وكل شيء فيها كانت مصنوعة بأيدي، ولا يمكن لأحد أن ينكر أنّها كانت مبجّلة[4].

القدّيس
يوحنا الدمشقي

لَهَا
أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ.

لَهَا
أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ [16].

لَهَا
آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ.

كَذَلِكَ
لَيْسَ فِي أَفْوَاهِهَا نَفَسٌ! [17]

مِثْلَهَا
يَكُونُ صَانِعُوهَا وَكُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا [18].

يَا بَيْتَ
إِسْرَائِيلَ بَارِكُوا الرَّبَّ.

يَا بَيْتَ
هَارُونَ بَارِكُوا الرَّبَّ [19].

يَا بَيْتَ
لاَوِي بَارِكُوا الرَّبَّ.

يَا
خَائِفِي الرَّبِّ بَارِكُوا الرَّبَّ [20].

مُبَارَكٌ
الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ

السَّاكِنُ
فِي أُورُشَلِيمَ. هَلِّلُويَا [21].



[1] Admonition and Grace, 14: 45.

[2] العظة
اللاهوتية الأولى: عظة رقم 27 عظة تمهيدية ضد أتباع يونيموس، 28.

[3] راجع مقال 16: 12، والقديس
الذهبي الفم
Statues 12: 2.

[4] عن الصور المقدّسة، الدفاع الأول،  26، 27.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي