اَلْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالْخَمْسُونَ

هَلِّلُويَا.
سَبِّحُوا اللهَ فِي قُدْسِهِ.

سَبِّحُوهُ
فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ [1].

سَبِّحُوهُ
عَلَى قُوَّاتِهِ.

سَبِّحُوهُ
حَسَبَ كَثْرَةِ عَظَمَتِهِ [2].

سَبِّحُوهُ
بِصَوْتِ الصُّورِ.

سَبِّحُوهُ
بِرَبَابٍ وَعُودٍ [3].

سَبِّحُوهُ
بِدُفٍّ وَرَقْصٍ.

سَبِّحُوهُ
بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ [4].

v      
عندما نرفع أيدينا الطاهرة في الصلاة، دون
نزاعات أو جدال (1 تي 2: 8)، نلعب على اداة ذات عشرة أوتار للرب. نلعب كما كتب
المرتل: بأداة ذات عشرة أوتار وقيثارة، بلحن على قيثارة. جسدنا ونفسنا هما
قيثارتنا يعملان في تناغم معًا بكل اوتارهما في لحن![1].

القديس
جيروم

سَبِّحُوهُ
بِصُنُوجِ التَّصْوِيتِ.

سَبِّحُوهُ
بِصُنُوجِ الْهُتَافِ.

كُلُّ
نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا [5].

المزمور
المائة والخمسون

تسبيح
مسكوني!
[2]

 

 طبقًا للنص العبري هذا المزمور هو المزمور
الأخير لسفر المزامير كله. أما في الترجمة السبعينية فيوجد المزمور المائة والحادي
والخمسون.

يبدأ سفر
المزامير بتطويب الإنسان السالك في الوصية الإلهية والمتجنب للعثرة، خاصة مجالس
الأشرار، وذلك للتمتع بمجاري مياه الروح القدس كي يحمل المؤمن ثمار الروح التي لا
تنقطع. وفي هذا المزمور الأخير (حسب النص العبري) ينتهي السفر بدعوة مسكونية كي
تشترك كل البشرية في الحياة السماوية المتهللة.

قلنا في
المقدمة أن كثير من الدارسين يرون في سفر المزامير تطابقًا مع أسفار موسى الخمسة،
فتتغنى الكنيسة كما بسفر التكوين (مز 1-41) حيث يتمتع الإنسان بالخلاص. وبسفر
الخروج (مز 42-72) حيث يتمتع المؤمن بالعضوية الكنسية كطريق للاتحاد مع المخلص. ثم
بسفر اللاوين (مز 73-89) حيث يُبهر المؤمن بالهيكل الجديد المُقام في أعماقه. ثم
بسفر العدد (مز 90-106) حيث يتقدس الجسد ليكون أرضًا جديدة يسكنها البرّ. وأخيرًا
بسفر التثنية (مز 107-150) حيث يجد المؤمن لذته في كلمة الرب الحية العاملة فيه.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ت تمني 1

هذا وقد جاء
ختام الكتاب الخامس من المزامير يركز على كلمة "سبحوا" في المزامير 146
حتى 150. فإن غاية كلمة الرب الدخول بالمؤمن إلى الحياة السماوية المتهللة، وعودة
الإنسان إلى أصله قبل السقوط. بل وإلى ما هو أعظم حيث يتأهل للشركة مع السمائيين،
فيتحول كما إلى قيثارة ليعزف عليها الروح القدس بسيمفونية الحب والفرح الذي لا
ينقطع. لا نجد في هذه المزامير الخمسة أية نغمة للأنين أو الصراخ بل نتغنى بفرح
مجيد لا يُعبر عنه.

فسّر القدّيس إكليمنضس
السكندري

المزمور 150 الذي تسبحه الكنيسة أثناء التناول بطريقة رمزية جميلة، فيها قدّم
الكنيسة المقامة من الأموات خلال عريسها القائم من الأموات كأداة موسيقيّة حيّة
يلعب عليها الروح ليخرج تسبحة حب صادق لله.

يقول: [في
الخدمة الإلهيّة يترنم الروح…

"سبّحوه
بصوت البوق
"، لأنه بصوت البوق يقيم الأموات.

"سبّحوه
بالمزمار
"، فإن اللسان هو مزمار الرب.

"سبّحوه
بالقيثارة
"، هنا يقصد الفم الذي يحرّكه الروح كالوتر.

"سبّحوه
بطبول ورقص
"، مشيرًا إلى الكنيسة التي تتأمّل القيامة من الأموات خلال
وقع الضرب على الجلود (إشارة إلى الأموات).

"سبّحوه
بالأوتار والأرغن
"، يدعو جسدنا أرغنًا، وأعصابه هي الأوتار التي يضرب
عليها الروح فتعطي أصوات بشريّة منسجمة.

"سبّحوه
بصنوج حسنة الصوت
": يدعو اللسان
صنجًا، إذ يعطي
الصوت خلال الشفتين.

لذلك يصرخ
إلى البشريّة قائلاً: "كل نسمة فلتسبح اسم الرب"، لأنه يعتني بكل
مخلوق يتنفّس. حقًا إن الإنسان هو آلة السلام[3].]

            في نفس الفصل الرابع من الكتاب الثاني من
"المربّي" أوضح أن الكنيسة لم تستخدم في عصره الآلات الموسيقيّة معلّلا
ذلك بأن هذه الآلات استخدمتها الأمم والشعوب لإثارة الحقد والضنينة في الحروب،
فكان
Etruria
غرب وسط إيطاليا كانوا يستخدمون البوق، وشعب
أركاديا Arcadia باليونان يستخدمون
المزمار، والكرّيتيّون يستخدمون القيثارة، والمصريّون يستخدمون الطبول، والعرب
يستخدمون الصنوج في الحرب. "أما آلة السلام الواحدة فهو "الكلمة"
الذي به وحده نكرّم الله هذا هو ما نستخدمه! إنّنا لا نستخدم الآلات القديمة من
مزمار وبوق وطبول وصفارة هذه التي يستخدمها المختصّون في الحروب… وفي
حفلاتهم".

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أرثوذكسية ة

1- أين نسبح
الله؟        1.

2- لماذا
نسبحه؟         2.

3- كيف
نسبحه؟          3-5 (أ).

4-من الذي
يسبحه؟      5 (ب).

1- أين نسبح الله؟        1.

هَلِّلُويَا.
سَبِّحُوا اللهَ فِي قُدْسِهِ.

سَبِّحُوهُ
فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ [1].

2. لماذا نسبحه؟          2.

سَبِّحُوهُ
عَلَى قُوَّاتِه.

سَبِّحُوهُ
حَسَبَ كَثْرَةِ عَظَمَتِهِ [2].

3. كيف نسبحه؟

سَبِّحُوهُ
بِصَوْتِ الصُّورِ.

سَبِّحُوهُ
بِرَبَابٍ وَعُودٍ [3].

سَبِّحُوهُ
بِدُفٍّ وَرَقْص.

سَبِّحُوهُ
بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ [4].

v  كلما
رفعنا أياد طاهرة في الصلاة بدون تشتيت أو جدال، نلعب للرب بآلة ذات عشرة أوتار.
نلعب حسبما كتب المرتل: "بآلة ذات عشرة أوتار وعود، بلحن على قيثارة".
قيثارتنا هي جسدنا ونفوسنا وأرواحنا، الكل في تناغم معًا، كل أوتارهم تقدم نغمًا
[4].

القديس
جيروم

سَبِّحُوهُ
بِصُنُوجِ التَّصْوِيت.

سَبِّحُوهُ
بِصُنُوجِ الْهُتَاف [5 ا].

4. من الذي يسبحه؟

كُلُّ
نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا [5 ب].

v  يوجد
كثيرون أحياء بالجسد لكنهم أموات ولا يقدرون على التسبيح لله… وهناك كثيرون قد
ماتوا بالجسد لكنهم يسبحون الله بأرواحهم.
إذ يقال: "باركوا
الرب يا أرواح ونفوس الصديقين.." (راجع دا 86:3 – الأسفار القانونية
الثانية)، "كل نسمةٍ فلتسبح الرب" (مز
5:150)، وفي سفر الرؤيا نجد نفوس الذين قُتلوا ليس فقط تسبح الله بل
وتطلب منه (رؤ
9:6، 10). وفي
الإنجيل يقول الرب للصدوقيين في وضوح تام: "..أَفما قرأْتم ما قيل لكم من
قِبَل الله القائل أنا إلهُ إبراهيم وإلهُ اسحق وإلهُ يعقوب، ليس الله إله أموات
بل إله أحياءٍ (لأن الكل يحيا فيه)" (مت 31:22-32). وعمن يتحدث الرسول
قائلاً: "..لذلك لا يستحي بهم الله أن يُدعَى إلههم لأنه اعدَّ لهم
مدينةً" (عب 16:11)؟! فانفصالهم عن الجسد لا يجعلهم بلا عمل ولا يفقدهم
الإحساس والشعور
[5]

الأب موسى

v 
الخليقة كلها تحفظ عيدًا يا إخوتي، وكل نسمة
تسبح الرب كقول المرتل (مز 150: 5)، وذلك بسبب هلاك الأعداء (الشياطين) وخلاصنا.

بالحق إن في
توبة الخاطئ يكون فرح في السماء (لو 15: 7)، فكيف لا يكون فرح بسبب إبطال الخطية
وإقامة الأموات؟

آه. يا له من عيد
وفرح في السماء!

حقًا. كيف
تفرح كل الطغمات السمائية وتبتهج، إذ يفرحون ويسهرون في اجتماعاتنا، ويأتون إلينا،
فيكونون معنا دائمًا خاصة في أيام عيد القيامة!

إنهم
يتطلعون إلى الخطاة وهم يتوبون،

وإلى الذين
يحولون وجوههم (عن الخطية) ويتغيرون،

وإلى الذين
كانوا غرقى في الشهوات والترف، والآن هم منسحقون بالأصوام والعفة.

وأخيرًا
يتطلعون إلى العدو (الشيطان) وهو مطروح ضعيفًا بلا حياة، مربوط اليدين والأقدام،
فنسخر به قائلين: "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟" (1 كو 15: 55).

فلنترنم
الآن للرب بأغنية النصرة.

القدِّيس
أثناسيوس الرسولي



[1] Homilies on the Psalms, 21.

[2] اشتركت في الترجمة مريان
فايز 237 851.

[3] Paedagogus 2:4.

[4] Homilies on the Psalms, 21.

[5] Cassian, Conferences 1:14.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي