الأَصْحَاحُ
السابع عشر

كيف
نستعد لنهاية الأيام

 

(1)             
العثرات (ع1 -2):

1- وقال لتلاميذه:
"لا يمكن إلا أن تأتى العثرات. ولكن، ويل للذى تأتى بواسطته. 2- خير له لو
طُوِّقَ عنقه بحجر رَحًى وطُرح فى البحر، من أن يُعْثِرَ أحد هؤلاء الصغار.

 

ع1:
يعلن
المسيح بسابق علمه وجود العثرات فى العالم، أى يبعد الإنسان غيره عن طريق الله إما
ببدعة أو فكرة رديئة أو قدوة سيئة أو ضغوط نفسية واضطهادات…إلخ، ولكن ينذر
المسيح بالويلات، أى العذاب الشديد، لكل من يعثر غيره لأنه لا يخطئ فقط فى حق
الله، بل يبعد ويسقط الآخرين.

 

ع2: ذكرت هذه الآية
أيضاً فى (مت18: 1)

الصغار هم أى
إنسان ضعيف فى الإيمان أو المعرفة أو فى أى ظروف ضعف، لذا يشدد الله فى هلاك هذا
المعثر، معبراً عن ذلك بأن يعلق فى عنقه حجر ثقيل، وهو حجر الرحى الذى تطحن به
الحبوب، ويطرح فى البحر فلابد له أن يغرق ويهلك، أى ياليته يهلك قبل أن يعثر غيره
لأنه إذا أعثر غيره ينتظره عذاب شديد فى الحياة الأخرى.

 
 
افحص
كلامك وتصرفاتك ومظهرك بل حتى ضحكاتك لئلا تؤذى بها مشاعر البعض وتسقطهم فى خطية.

 

 (2)
التسامح (ع3 –4):

3-
احترزوا لأنفسكم. وإن أخطا إليك أخوك فوبخه، وإن تاب فاغفر له. 4- وإن أخطا إليك
سبع مرات فى اليوم، ورجع إليك سبع مرات فى اليوم قائلا: أنا تائب. فاغفر له."

 

ع3:
ينبهنا المسيح لعثرة واضحة وهى عدم التسامح، ويدعونا لمعالجة
أى خطأ يحدث من أحد بمعاتبته. وفى (مت18: 15) ينبه أن يكون العتاب بعيداً عن
الأعين حتى لا يخجله، وإن تاب يسامحه ولكن إن لم يتب فيسامحه فى قلبه حتى ينال
غفران الله كما نصلى فى الصلاة الربانية "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن
أيضاً للمذنبين إلينا"؛ ولكن قد تصبح العلاقة محدودة جداً بينهما أو قد
يقطعها المخطئ، فلا يوجد أى تعامل بينهما ولكن الإنسان الروحى يحتفظ بسلامة ومحبته
له وصلواته لأجله.

 

ع4:
ينبهنا المسيح أنه إن تكرر الخطأ مرات كثيرة من نفس الشخص إلى
سبع مرات فى اليوم، وسبعة هو عدد الكمال، أى مهما تكررت أخطاءه فلابد من التسامح
والغفران.

 
 
إن
كان الله قد استراح فى اليوم السابع، فراحته أن تغفر لأخيك مهما أخطأ كما يغفر لك
الله مهما أخطأت كل يوم.

 

(3)
الإيمان (ع5 – 6):

5-
فقال الرسل للرب: "زِدْ إيمانَنا." 6- فقال الرب: "لو كان لكم
إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذه الْجُمَّيْزَةِ انقلعى وانغرسى فى البحر،
فتطيعكم.

 

ع5-6:
حبة الخردل
: بذرة سوداء صغيرة تستخدم كتوابل، وعندما تنمو تصير شجرة يصل
إرتفاعها إلى 3 أمتار ونصف، وجذورها كبيرة وثابتة، وكتعبير يهودى شائع فهى تدل على
الأشياء الصغيرة جداً…

طلب التلاميذ من المسيح أن ينمى إيمانهم، فقال لهم أن الإيمان
الحقيقى الحى حتى لو كان صغيراً مثل حبة خردل، يقدر أن يقلع شجرة ضخمة مثل الجميز،
ذات جذور منتشرة فى الأرض وقوية، ويغرسها فى البحر، أى يصنع المعجزات وليس أمامه
مستحيل.

شجرة الجميزة تشير للشيطان أو الخطية المتعمقة فى القلب،
والإيمان قادر أن يتخلص منها ومن سلطانها ويغرقها فى البحر.

 

 (4)
العبيد البطالون (ع7 – 10):

7-
"ومن منكم له عبد يحرث أو يرعى، يقول له إذا دخل من الحقل: تقدم سريعا واتكئ؟
8- بل، ألا يقول له: أعدد ما أتعشى به وتمنطق واخدمنى، حتى آكل وأشرب، وبعد ذلك
تأكل وتشرب أنت. 9- فهل لذلك العبد فضل لأنه فعل ما أُمِرَ به؟ لا أظن. 10- كذلك
أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أُمرتم به، فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما
عمِلنا ما كان يجب علينا."

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر أيوب 41

ع7-8:
إن الوضع الطبيعى الذى اعتاده الناس إذا عاد عبيدهم من
أعمالهم فى الحقل أو الرعى أن يكملوا أعمالهم المنزلية فى إعداد العشاء لسيدهم، ثم
يأكلون هم ولا يستريحون قبل إتمام اعمالهم، فليس فضل للعبد أن يعد طعام العشاء
لسيده بل هو واجب عليه لذا لا يفتخر أحد منا بأى عمل صالح يعمله، فهذا واجب عليه
نحو الله سيده الذى اشتراه بدمه.

تمنطق
أربط ثيابك الواسعة لتستطيع أن تقوم بالخدمة، وهذا يرمز
للجهاد الروحى طوال العمر.

بعد
ذلك
أى فى الحياة الأبدية.

تأكل
وتشرب
السعادة والشبع الروحى فى الملكوت.

من الناحية الروحية، يرمز العمل فى الحقل أو الرعى إلى أعمال
العالم المادية التى يباركنا الله فيها، ولكن إذ نرتفع بالعودة إلى بيت سيدنا وهو
الكنيسة، نُعدّ له العشاء بالخدمة والتبشير للبعيدين فيأكل ويشرب توبة وإعتراف
البعيدين، وبعد هذا يهبنا الطعام السماوى فى الحياة الأبدية.

 

ع9-10:
ليس للعبد فضل فى إتمام واجباته لأنه أُشتَرى بثمن وينبغى أن
يؤدى واجبه. كذلك يلزم أن نشعر نحن أننا عبيد لله إن فعلنا كل البر، فهذا واجبنا
بل نعتبر أنفسنا عبيد بطالين لأننا نقصر فى أعمالنا، والله يستر علينا ويكمل نقصنا
بل بحبه يهبنا نعمة البنوة. وبالتالى لا يدعى أحد أن عنده فضائل زائدة يعطيها
لغيره.

ملاحظة: يؤمن إخوتنا الكاثوليك بتعليم غريب يسمى "بزوائد
القديسين"، يعنون بهذا أن القديسين الكبار قدموا فضائل أكثر مما طلب الله
منهم، ومن حقهم كقديسين إعطاء بعض الناس من رصيدهم الزائد هذا، لتعويض نقائصهم
وتقصيراتهم، وهذا تعليم غريب ترفضه كنيستنا لأنه ليس لإنسان فضل أمام الله أو
زوائد.. ولهذا نطلق علي هذا التعليم الغريب "بدعة زوائد القديسين".

 
 
إذا
عملت أى بر أو خدمة، فاشكر الله باتضاع لأنه وهبك ان تعمل هذا العمل الصالح.

 

(5)
شفاء العشرة برص (ع11 – 19):

11-
وفى ذهابه إلى أورشليم، اجتاز فى وسط السامرة والجليل. 12- وفيما هو داخل إلى
قرية، استقبله عشرة رجال بُرْصٌ، فوقفوا من بعيد، 13- ورفعوا صوتا قائلين:
"يا يسوع، يا معلم ارحمنا." 14- فنظر وقال لهم: "اذهبوا وأروا
أنفسكم للكهنة." وفيما هم منطلقون طَهَرُوا. 15- فواحد منهم، لما رأى أنه
شُفِىَ، رجع يمجد الله بصوت عظيم، 16- وخر على وجهه عند رجليه شاكرا له، وكان
سامريا. 17- فأجاب يسوع وقال: "أليس العشرة قد طهروا، فأين التسعة؟ 18- ألم
يوجد من يرجع ليعطى مجدا لله غير هذا الغريب الجنس؟" 19- ثم قال له: "قم
وَامْضِ، إيمانك خلّصك."

 

ع11-12:
كان المسيح متجهاً نحو أورشليم ليتمم فداءنا على الصليب،
ولأنه قد أتى لخلاص العالم كله اجتاز فى الجليل والسامرة الممتلئين بالأمم ليبشر
الكل ويخلصهم. واتجه نحو قرية صغيرة فى السامرة، فهو يبحث عن المحتاجين حتى من لا
يهتم بهم الناس، فوجد عشرة برص يقيمون خارج القرية لأن هذا المرض وإن كان جسدياً
فى شكل بقع تظهر على الجلد، ولكنه كان يدل فى العهد القديم على نجاسة صاحبه، وإذا
أصيب به أحد فالشريعة تقضى بأن يعتزل خارج المدينة ويشق ثيابه ولا يغطى رأسه
بعمامة ويغطى شاربه وينادى إلى كل من يقترب إليه نجس نجس.

كل هذه مظاهر للخزى حتى تقوده للتوبة.

ومعنى ذلك أن الخطية تبعد الإنسان عن التمتع بالعضوية الكنسية
وبركات الله لأولاده فى الكنيسة.

 

ع13:
لقد سمع هؤلاء العشرة عن يسوع ومعجزاته وتعاليمه، لذا عندما رأوه
من بعيد آمنوا بقدرته على شفائهم، فصرخوا إليه طالبين رحمته ليشفيهم.

 

ع14:
لم يشفهم المسيح بل أمرهم أن يذهبوا إلى الكهنة ويروهم
أنفسهم. وكانت شريعة موسى تقضى بأن الأبرص إذا شفى يذهب إلى الكاهن ليتأكد من ذلك،
ويقدم ذبيحة ويُعطى شهادة بطهارته.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد إنجيل متى بنيامين بنكرتن 13

وقد ظهر إيمان هؤلاء العشرة فى طاعتهم للمسيح، إذ ذهبوا إلى
الكهنة ولأجل طاعتهم وهم فى طريقهم طهروا من برصهم.

  هل تطيع
وصايا الله واثقاً من قوتها قبل أن تعاين بركتها وتلمسها؟ ثابر فى جهادك الروحى
وتنفيذ وصايا الله حتى إن لم تجد تعزيات، وثق أنك ستنال فى النهاية بركات لا يُعبر
عنها.

 

ع15-16:
يمجد الله:
آمن أن يسوع من الله، لذا مجد الله وأعلن إيمانه القوى به عن
طريق التمجيد بصوت مرتفع.

خر
على وجهه
سجد له إيمانا بقوته وأنه من الله.

سامريا من سكان المملكة الشمالية، أصله يهودى ولكنه اختلط بالأمم وابتعد عن
عبادة الله فى هيكله بأورشليم، فكان محتقراً من اليهود ولكن الذى جمعه مع التسعة
اليهود هو اشتراكهم فى مرض البرص الذى يُعتبر نجاسة فى نظر الكل وسبب لعزلهم خارج
المدن.

كان هؤلاء العشرة يهوداً ولكن واحداً منهم كان سامرياً، أى من
الفئة المحتقرة من اليهود لأجل عدم تمسكهم بكل شرائع موسى.

انطلق التسعة فرحين بشفائهم ليقابلوا الكهنة وأقاربهم ويعودوا
إلى حياتهم الطبيعية، ولكن هذا السامرى شعر أن أول شئ ينبغى أن يعمله هو شكر
المسيح الذى شفاه، فرجع إليه وهو يهلل فرحاً، وسجد أمامه باتضاع وشكره على محبته
له.

 

ع17-19:أراد المسيح أن يظهر تميز هذا السامرى، فتساءل أين التسعة الذين طهروا،
ولماذا لم يعودوا ليشكروا، ثم مدح هذا السامرى معلناً تفوق إيمانه ليس فقط فى
الطاعة بل فى الشكر وتمجيد الله. وهكذا صار السامرى الغريب المحتقر أفضل من اليهود
العارفين الشريعة.

إيمانك
خلصك
ليس فقط من مرض البرص، ولكن من الخطايا والانهماك فى الشهوات
لأن قلبه أحب الله وظهر ذلك فى شكره.

 
هل
تحرص على شكر كل من يساعدك ويقدم لك خدمة حتى لو كانت صغيرة؟.. وهل تشكر الله فى
صلواتك على عطاياه اليومية لك؟

 

(6)
ملكوت الله داخل النفس (ع20 – 21):

20-
ولما سأله الفريسيون: "متى يأتى ملكوت الله؟" أجابهم وقال: "لا
يأتى ملكوت الله بمراقبة. 21- ولا يقولون هوذا ههنا، أو هوذا هناك، لأن ها ملكوت
الله داخلكم."

 

ع20-21:
بمراقبة
أى يكون له ظواهر فى الجو أو تحركات بشرية باستقبال عظيم
للمسيا، فليست هناك أمور مادية أعلنها لكم لتراقبوها لأنه ملكوت روحى على القلوب.

هوذا
ههنا
أى فى السامرة أو الجليل يظهر المسيح.

هوذا
هناك
أى فى أورشليم حيث هيكل الله.

 

ملكوت
الله داخلكم
أى فى قلوبكم، فالله يريد أن يملك على قلوب أولاده. ويعنى
أيضاً داخلكم أى فى وسطكم.

سأله الفريسيون عن ميعاد مجئ الملكوت وكان قصدهم الملك الأرضى
للمسيا، فأعلمهم ألا يرتبكوا بمراقبة علامات خارجية للملكوت، لأنه ملكوت روحى وهو
مُلك الله على القلب، لذا قال ها ملكوت الله داخلكم وذلك بإيمان النفس وطاعتها
للمسيح، فيملك عليها ويمتعها بعشرته حتى تصل إلى الملكوت السماوى.

 
إهتم
بعلاقتك الشخصية بالمسيح من خلال صلواتك وقراءاتك حتى تشعر بسكناه داخلك، ولا
تنشغل ببركاته المادية فالمقصود بها أن تقودك إلى محبته وإرتباط قلبك به.

 

(7)
علامات نهاية الأيام (ع22 – 37):

ذكر جزء من هذا الحديث فى (مت 24: 37-41، 24: 28)

22-
وقال للتلاميذ: "ستأتى أيام فيها تشتهون أن تروا يوما واحدا من أيام ابن
الإنسان ولا ترون. 23- ويقولون لكم هوذا ههنا، أو هوذا هناك، لا تذهبوا ولا
تتبعوا. 24- لأنه كما أن البرق الذى يَبْرُقُ من ناحية تحت السماء يضىء إلى ناحية
تحت السماء، كذلك يكون أيضا ابن الإنسان فى يومه. 25- ولكن ينبغى أولا أن يتألم
كثيرا، ويُرفض من هذا الجيل. 26- وكما كان فى أيام نوح، كذلك يكون أيضا فى أيام
ابن الإنسان. 27- كانوا يأكلون ويشربون، ويزوجون ويتزوجون، إلى اليوم الذى فيه دخل
نوح الفُلْكَ، وجاء الطوفان وأهلك الجميع. 28- كذلك أيضا كما كان فى أيام لوط،
كانوا يأكلون ويشربون، ويشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون. 29- ولكن اليوم الذى فيه
خرج لوط من سدوم، أمطر نارا وكبريتا من السماء، فأهلك الجميع. 30- هكذا يكون فى
اليوم الذى فيه يظهر ابن الإنسان. 31- فى ذلك اليوم، من كان على السطح وأمتعته فى
البيت، فلا ينزل ليأخذها. والذى فى الحقل كذلك، لا يرجع إلى الوراء. 32- اُذكروا
امرأة لوط. 33- من طلب أن يخّلص نفسه يهلكها، ومن أهلكها يحييها. 34- أقول لكم إنه
فى تلك الليلة، يكون اثنان على فراش واحد، فيؤخذ الواحد ويترك الآخر. 35- تكون
اثنتان تطحنان معا، فتؤخذ الواحدة وتترك الأخرى. 36- يكون اثنان فى الحقل، فيؤخذ
الواحد ويترك الآخر." 37- فأجابوا وقالوا له: "أين يا رب؟" فقال
لهم: "حيث تكون الجثة، هناك تجتمع النسور."

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ق قامة ة

 

ع22:
تحدث المسيح مع تلاميذه عن علامات نهاية العالم، وأنبأ بأنها
ستحمل ضيقات كثيرة، وسيشتهى الناس وجود المسيح معهم ليعينهم على مواجهتها، ولكن
للأسف لن يفهموا العلامات إذ سينغمسون فى الشهوات وأفكار العالم. ولكن إن تابوا
وعاشوا بالإيمان، سيعمل الروح القدس فيهم كما كان يعمل المسيح ويعين تلاميذه أيام
وجوده على الأرض.

 

ع23-24:
أعلن المسيح لأولاده أنه سيظهر مضلون يقولون أن المسيح قد جاء
فى مجيئه الثانى فى مكان ما من العالم، ولكن حذرهم من تصديق هذه الأكاذيب لأنه
سيظهر للبشر كلهم فى وقت واحد، وأعطى مثلاً لمجيئه الثانى وهو ظهور البرق الذى
ينتقل سريعاً من أقصى السماء إلى أقصاها، ويراه الكل فى وقت واحد.

 

ع25:
ثم نبه تلاميذه إلى ضرورة أن يتألم المسيح ويصلب بيد اليهود
(فى هذا الجيل) ويموت لفداء البشرية أولاً، ويقوم من الأموات ثم يأتى بعد هذا فى
مجيئه الثانى.

 

ع26-30:
يصف المسيح الأيام السابقة لمجيئه الثانى أنها مثل الأيام
التى سبقت طوفان نوح، وأيام سدوم قبل حرقها فى زمن لوط، حيث كان الناس منشغلين
بأعمالهم العالمية، مبتعدين عن الله والتوبة عن خطاياهم، وفجأة جاء الطوفان أو
نزلت النار على سدوم.

هكذا أيضاً سيأتى المسيح فى مجيئه الثانى فجأة، والناس
منشغلين عنه فى شهوات العالم واهتماماته الزائلة، فيحاسبهم ولا ينجو إلا أولاد
الله الأبرار.

 

ع31-33:
ينبه المسيح أولاده المؤمنين ألا يتنازلوا عن سموهم الروحى
(من كان على السطح) بالبحث والإنهماك فى شهوات العالم، ومن يجاهد متقدماً فى طريق
الحياة الروحية وخدمة الرب (العمل فى الحقل)، لا يرجع إلى شهواته القديمة وتعلقاته
المادية مثل إمرأة لوط التى هلكت لأجل تعلق قلبها بالماديات ونظرها إلى الوراء.

فمن يتنازل عن هذه الماديات التى يبحث عنها كل العالم يخلص
نفسه، أى من يبدو أنه يتعب نفسه ويهلكها بعدم اهتمامه براحة جسده ورفاهيته، هو
الذى يخلص نفسه وينال الأبدية السعيدة.

 

ع34-36:
يوضح المسيح أن أولاده الذين يحيون وسط العالم سيأخذهم إليه،
ويترك الأشرار للعذاب الأبدى.

والإثنان اللذان على السرير يرمزان للأغنياء، أما الذين
يعملون على الرحى فيرمزون للعاملين بجهد فى حياتهم العالمية أى الفقراء
والمكافحين، واللذان فى الحقل فيرمزان للكهنة والخدام العاملين فى كرم الرب.

من هذه الفئات الثلاثة سيوجد أبرار وأشرار، فيؤخذ الواحد
للملكوت والآخر للعذاب الأبدى.

 

ع37:
الجثة
ترمز للمسيح المصلوب.

النسور أولاد الله المؤمنون الذين يأكلون جسد الرب ودمه فى الكنيسة ويحيون.

وهناك رأى آخر أن الجثة ترمز إلى الشيطان الذى يوجد فى العذاب
وحوله يجتمع الأشرار ليتعذبوا إلى الأبد.

  من كل ما
سبق، يلزم السهر للتوبة عن كل خطية والاحتراس من الشهوات الخبيثة والاهتمام بمحبة
الله

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي