الأَصْحَاحُ
الخَامِسُ عَشَرَ

الرد على بدعة عدم قيام الأجساد

 

(1) قيامة
المسيح وظهوراته
1 – 11):

1وَأُعَرِّفُكُمْ
أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِى بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ
وَتَقُومُونَ فِيهِ، 2وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَىُّ
كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا!
3فَإِنَّنِى سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِى الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا:
أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، 4وَأَنَّهُ
دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِى الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، 5وَأَنَّهُ
ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَى عَشَرَ. 6وَبَعْدَ ذَلِكَ، ظَهَرَ دَفْعَةً
وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ.
وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. 7وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ لِيعْقُوبَ، ثُمَّ
لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. 8وَآخِرَ الْكُلِّ، كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ، ظَهَرَ لِى
أَنَا. 9لأَنِّى أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِى لَسْتُ أَهْلاً لأَنْ أُدْعَى
رَسُولاً، لأَنِّى اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. 10وَلَكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ،
أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِى لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً، بَلْ
أَنَا تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ. وَلَكِنْ، لاَ أَنَا، بَلْ
نِعْمَةُ اللهِ الَّتِى مَعِى. 11فَسَوَاءٌ أَنَا أَمْ أُولَئِكَ، هَكَذَا
نَكْرِزُ، وَهَكَذَا آمَنْتُمْ.

 

ع1، 2: يظهر أن بعض
الناس فى كنيسة كورنثوس قد أنكروا القيامة مثل اليهود الصدوقيين أو فلاسفة
اليونان.

أعرفكم:
أتعجب
لعدم إيمانكم كأنكم لم تسمعوا من قبل بالعقائد الجوهرية ومن أهمها تعليم القيامة
فى تبشيرى لكم. وإذا كنتم قد آمنتم به وتحيون فيه فهو يخلصكم ما دمتم متمسكين به،
إلا إذا كان إيمانكم نظريًا ولا تطبقوه فى حياتكم.

 

ع3، 4: أعلمكم أيها
الأخوة أن أهم شئ فى البشارة التى آمنت أنا وأنتم بها هو موت المسيح عن خطايانا
ليفدينا، وأنه دفن أمام تلاميذه ثم قام فى اليوم الثالث كما أعلنت النبوات فى
العهد القديم.

 

ع5: فى الأعداد
من 5 إلى 8 يعدد بولس الرسول بعض ظهورات المسيح بعد قيامته بترتيب حدوثها. فظهر
لبطرس ثم للإثنى عشر (الإثنى عشر صار اسمًا لجماعة التلاميذ باعتبار العدد الأصلى
الذى أطلق عليهم بغض النظر عن عددهم فى ظرف ما، فإنهم لم يكونوا يوم هذا الظهور
سوى عشرة لأن يهوذا كان قد هلك وتوما لم يكن معهم).

 

ع6: ثم ظهر
لخمسمائة أخ، وإن لم يشر فى البشائر إشارة واضحة لهذا الظهور، فالأرجح أنه كان يوم
ظهر للتلاميذ فى الجليل كقوله لهم قبل موته "ولكن بعد قيامى أسبقكم إلى
الجليل" (مت26: 32)، وقوله للمرأتين فى صباح قيامته "إذهبا قولا لإخوتى
أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يروننى" (مت28: 10)، فإن أكثر هؤلاء الشهود لم
يزالوا أحياء بعد حوالى ثلاثين سنة من ظهور المسيحية فيمكن لمن يشك أن يسألهم،
وبعضهم قد رقدوا. والكنيسة تستخدم تعبير الرقاد للدلالة على أن أجساد المسيحيين مستريحة
فى قبورها ومنتظرة قيامتها فى اليوم الأخير.

 

ع7: بعد ذلك ظهر
ليعقوب ثم للرسل أجمعين وهو الظهور المذكور فى (يو20: 26) أو فى (أع 1: 4).

 

ع8: بعد سبع أو
ثمان سنوات من صعود المسيح، ظهر لبولس وكان يومئذ ذاهبًا إلى دمشق (أع 9: 3، 4).
وقد شبه بولس الرسول نفسه بالسقط أى الطفل غير مكتمل النمو الذى يولد قبل
ميعاده، لشعوره بعدم استحقاق النعمة التى أظهرها له المسيح.

?  
إن الله يظهر فى حياتك بأشكال كثيرة سواء بعطاياه
السخية أو من خلال الضيقات، فليتك تمسك به ولا تحيد عنه كهدف وحيد لك فى كل
خطواتك.

 

ع9: لأنى أحدث
الرسل جميعًا فى الخدمة الرسولية ولا أستحق أن أُدعى رسولا لأنى اضطهدت كنيسة
الله. وقد قال الرسول هذا لفرط تواضعه وشدة أسفه على ما صدر منه قبل إيمانه. وهذا
التواضع لم يمنعه من التصريح بسلطانه الرسولى وما يحق له من طاعة ليجعل الناس
يطيعون تعليمه لأجل مجد المسيح وإثبات الحقائق التى نادى بها، وذلك حسب ما قال فى
(2كو11: 5، 12: 11).

 

ع10: أناما أنا: ليست قوتى
من ذاتى بل من الله.

هذه
النعمة التى أُعطِيَت له لم تكن غير مثمرة بل منحته قوة للكرازة، فأسس كنائس أكثر
من باقى الرسل وكتب أسفار فى الكتاب المقدس أكثر من الكل؛ ولكنه لا يرجع نجاحه فى
الخدمة إلى ذاته ولكن هذا كله كان بنعمة الله العاملة فيه.

 

ع11: سواء أنا أم
الرسل الآخرون، فإننا نبشر بقيامة المسيح من بين الأموات التى هى الموضوع الأساسى
الذى تبنى عليه كرازتنا، وبقبولكم الإيمان فإنكم تكونون قد آمنتم أيضًا بالقيامة.

?  
إن نعمة الله التى عملت فى بولس الرسول مستعدة
أن تعمل فيك إن كنت تؤمن وتتمسك بها بلجاجة فى الصلوات، وتشعر بضعفك أكثر من الكل
فيكون المجد لله، وتبذل كل جهدك لتعلن جاديتك واهتمامك بما تطلبه من الله.

 

(2) نتيجة عدم
الإيمان بالقيامة
12-18):

12وَلَكِنْ، إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ
قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ
قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ 13فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ، فَلاَ يَكُونُ
الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! 14وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ
كِرَازَتُنَا، وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، 15وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا
شُهُودَ زُورٍ لِلَّهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ
الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ.
16لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومونَ، فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ
قَامَ. 17وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ.
أَنْتُمْ بَعْدُ فِى خَطَايَاكُمْ! 18إِذًا؛ الَّذِينَ رَقَدُوا فِى الْمَسِيحِ
أَيْضًا هَلَكُوا!

 

ع12: إن كنا قد
أثبتنا ب
براهين قاطعة
فى كرازتنا حقيقة قيامة المسيح، فكيف يقول البعض منكم أنه ليس قيامة أموات، أى أن
الإنسان يفنى بموته ولا توجد حياة أخرى بعد الموت.

 

ع13: كل اعتراض
على القيامة العامة هو اعتراض على قيامة المسيح نفسها. فإن لم يكن قيامة أموات،
فهذا يعنى أن المسيح لم يقم
، بينما قيامة المسيح أمر مؤكد للجميع
لأنه أخذ جسدنا وقام به.

 

ع14: إن لم يكن
المسيح قد قام حقًا، فكرازتنا نحن الرسل لا تكون صادقة. لأننا قد كرزنا بأن المسيح
قام، وهو الآن حى وقادر على خلاص من يؤمن به، وبعدم قيامة المسيح يصبح كل ذلك
عبثًا لأن الميت لا يستطيع أن يخلص الأحياء. وأساس إيمانكم بالمسيح هو إيمانكم
بقيامته وأنه الآن جالس عن يمين الآب فى السماء. فإن كان لم يقم فإن أساس إيمانكم
كذبًا ووهمًا ولا جدوى منه.

 

ع15: بذلك نصبح
كذابين ومدعين بالباطل، لأننا نعطى شهادة كاذبة نحو الله إذ نقول أن الله أقام
المسيح وهذا لا يمكن أن يحدث إذا صح اعتقادكم بأن الموتى لا يقومون.

 

ع16: لأنه إن كان
الموتى لا يقومون، فهذا يعنى بالتبعية أن المسيح لم يقم، إذ أنه قدأخذ جسد مثل
جسدنا.

ع17: مات المسيح
نائبًا عنا لكى يدفع ثمن الخطية. فإن لم يكن المسيح قد قام، فمعنى ذلك أن دين
الخطية لم يدفع بعد لأن أجرة الخطية هى موت. أما وقد قام فقد استوفى العدل الإلهى.

 

ع18: كنتيجة
للعدد السابق، يكون الذين ماتوا ولهم إيمان ورجاء فى المسيح قد هلكوا، طالما أنه
ليس هناك قيامة.

?  
تذكر فى كل صباح مع صلاة باكر فى الأجبية قيامة
المسيح لتعطيك قوة للبدء الجديد، فتترك عنك خطايا الماضى وتسلك بتدقيق، وتتمتع
بشركة مع المسيح تملأ قلبك فرحًا مهما أحاطت بك الأحزان، فتكتسب قدرة على اقتحام
الصعاب والنجاح بنعمته.

 

(3) لنا رجاء فى
القيامة (ع 19-23)
:

19إِنْ كَانَ لَنَا فِى هَذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ
فِى الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ. 20وَلَكِنِ الآنَ قَدْ
قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ.
21فَإِنَّهُ، إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ
الأَمْوَاتِ. 22لأَنَّهُ كَمَا فِى آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هَكَذَا فِى الْمَسِيحِ
سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. 23وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِى رُتْبَتِهِ. الْمَسِيحُ
بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِى مَجِيئِهِ.

 

ع19: إن كان
رجاؤنا، من خلال إيماننا بالمسيح، ينصب على هذه الحياة الأرضية فقط فما أشقانا.
فالمسيح لم يعطِ أتباعه وعدًا بأى مجد فى هذا العالم، بل أوضح أن من يتبعه سيجتاز
الضيق والألم ويتعرض لاضطهادات كثيرة، ولكنه وعدنا برجاء فى ميراث أبدى فى ملكوته
بعد القيامة.

 

ع20: لكن المسيح
قد قام حقًا من الأموات، وقيامته هذه هى عربون قيامة الراقدين على الرجاء للمجد
الأبدى.

باكورة
الراقدين:

رغم أنه ليس أول من قام من الأموات، فقد سبقه من أقامهم إيليا وإليشع ومن أقامهم
هو نفسه مثل لعازر وابنة يايرس وابن أرملة نايين ولكنه تميز عنهم بأنه أقام نفسه،
وكذلك لم يمت ثانية، بالإضافة إلى أنه قام ليقيمنا فيه فقد مات، وهو بلا خطية، عنا
ليفدينا.

 

ع21: إن كان
الموت قد دخل إلى الجنس البشرى بواسطة آدم الأول، الذى خالف وصية الله، فهكذا
أيضًا بواسطة آدم الثانى، الذى هو المسيح، تتحقق القيامة من الأموات. فكل ابن لآدم
يرث عنه الموت، وكل ابن للمسيح يرث عنه الحياة الأبدية.

 

ع22: لأنه كما
أورث آدم الموت لأحفاده، هكذا أيضًا باتحاد المؤمنين بالمسيح سيحيون.

وهذا
يوضح أول شروط الخلاص وهو الإيمان بالمسيح وموته وقيامته.

 

ع23: رتبته: فى الأصل
اليونانى جاءت بمعنى بالتتابع أو بالتوالى أى كل واحد فى دوره. فالمسيح قام أولاً
كالباكورة وبعده سيقوم المؤمنون فى المجئ الثانى ليعيشوا المجد الأبدى. فدور البشر
يأتى يوم الدينونة ويتمجدون مع المسيح.

كما
تشير عبارة "كل واحد فى رتبته" إلى أن الأجرة بعد القيامة هى على
حسب تعب كل واحد،
فهناك درجات فى المجد الأبدى، ليدفعنا ذلك إلى بذل
المزيد من الجهد هنا من أجل الله ليكون لنا الأجر الأبدى.

?  
الرجاء فى الأبدية يملأ قلبك فرحًا بما أعده
الله لك، فتحتمل آلام الحياة المؤقتة، فمهما كانت صعبة أو طويلة ستنتهى. ومن ناحية
أخرى تشعر بدافع للجهاد الروحى فى العبادة والخدمة لتنال المكافأة العظمى فى
السموات.

ليتك
تفكر خمسة دقائق كل يوم فى الأبدية التى تنتظرك.

 

 

(4) الله الكل
فى الكل
24-28):

24وَبَعْدَ ذَلِكَ
النِّهَايَةُ، مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ لِلَّهِ الآبِ، مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ
رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ. 25لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ
حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. 26آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ
هُوَ الْموْتُ. 27لأَنَّهُ أَخْضَعَ كُلَّ شَىْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. وَلَكِنْ
حِينَمَا يَقُولُ: «إِنَّ كُلَّ شَىْءٍ قَدْ أُخْضِعَ.» فَوَاضِحٌ أَنَّهُ غَيْرُ
الَّذِى أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ. 28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ
الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا، سَيَخْضَعُ لِلَّذِى أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَىْ
يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِى الْكُلِّ.

 

ع24: بعد المجئ
الثانى للمسيح والقيامة العامة ستكون نهاية العالم الحاضر ونهاية تدبير الخلاص. وتسليم
الملك
يسهل فهمه إذا قارنا بين ملكوت المسيح على العالم الحالى وملكوته
الأبدى، حينما لا يكون هناك أى رئاسة وسلطان لإبليس، وعلى ذلك فتسليم الملك لله
الآب معناه أن المسيح أتم المطلوب منه وهو الفداء وسلمه للآب الذى أرسله لإتمام
هذه المهمة. وتسليم الملك للآب لا يعنى عدم ملك الابن لأن الآب والابن واحد فى
الجوهر.

 

ع25: لأنه يجب أن
يملك المسيح له المجد ملكًا مطلقًا على الكل، الأمر الذى سيتحقق فى الأبدية بعد
المجئ الثانى عندما يخضع جميع الشياطين والأشرار تحت قدمى المسيح ويلقوا فى العذاب
الأبدى.

 

ع26: الموت عدو
لأنه دخل إلى العالم بالخطية وكان عقابًا عليها. وللقضاء على الموت يجب أن تبطل
الأسباب التى أدت إليه. وهذا ما تحقق بالفداء، فالمسيح أبطل الموت بالقيامة بعدما
أبطل كل الأسباب التى أدت إلى الموت، والتى هى بسبب حسد إبليس. أى هزم إبليس
وقواته هزيمة نهائية وبذلك أبطل الموت الذى سببه إبليس.

 

ع27: الآب أخضع كل
شئ تحت قدمى المسيح له المجد، ولكن من الواضح أن الله الآب لا يدخل ضمن المخضعات
للمسيح لأنه هو الذى أخضع كل شئ للابن، فلا يدخل ضمن الأشياء التى تخضع للابن.
وهذا تمهيدًا للآية الآتية.

ع28: الله الكل: الله المثلث
الأقانيم.

فى
الكل:

يكون الله فى كل المؤمنين متحدا بهم ومالكا على قلوبهم إلى الأبد.

المقصود
بخضوع الابن لأبيه هو خضوع البشرية فى الابن للآب خضوعًا كاملاً. لأن الابن
قد لبس جسد الإنسان ومات عن البشر ليرفع كل أسباب العصيان والخطيئة، ويقود الجميع
فى جسم بشريته إلى طاعة أبيه
، فيقدم الابن للآب عالمًا جديدًا كاملاً،
لكى يكون الله الواحد المثلث الأقانيم مالكًا على الكل.

أى
أن الابن سيخضع لل
آب ليس أقنوميًا بل من جهة كونه إنسانًا،
فالأقانيم لا تخضع لبعضها ولكن أعمالها كلها خاضعة لبعضها فى تكامل وتناسق وتدبير
إلهى مسبق. (راجع رؤ11: 15، لو 1: 33، دا 7: 14) عن أبدية ملك المسيح.

فنحن
لنا إله واحد مثلث الأقانيم. وشكرًا لله بالمسيح يسوع ربنا الذى أطاع وارتضى ان
يخضع للموت حتى يتمم خلاصنا
، والذى هو واحد مع أبيه الصالح والروح
القدس إلى أبد الآبدين.

?  
خضوعك لله وطاعة وصاياه تنقذك من عبودية الخطية
وإذلال الشيطان لك، لأن إلهك الحنون عندما تخضع له يرفعك بحبه إلى درجة البنوة
ويمتعك بعشرته بل يمجدك معه فى السموات.

فاسأل
نفسك كل يوم عندما تحاسبها
، إلى أى مدى خضعت
لوصايا الله؟

 

(5) القيامة
تشجع على الجهاد الروحى
29-34):

29وَإِلاَّ، فَمَاذَا
يَصْنَعُ الَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَاتِ؟ إِنْ كَانَ
الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ الْبَتَّةَ، فَلِمَاذَا يَعْتَمِدُونَ مِنْ أَجْلِ
الأَمْوَاتِ؟ 30وَلِمَاذَا نُخَاطِرُ نَحْنُ كُلَّ سَاعَةٍ؟ 31إِنِّى،
بِافْتِخَارِكُمُ الَّذِى لِى فِى يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا، أَمُوتُ كُلَّ يَوْمٍ.
32إِنْ كُنْتُ كَإِنْسَانٍ، قَدْ حَارَبْتُ وُحُوشًا فِى أَفَسُسَ، فَمَا
الْمَنْفَعَةُ لِى؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ، فَلْنَأْكُلْ
وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ! 33لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ
الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ. 34اُصْحُوا لِلْبِرِّ وَلاَ
تُخْطِئُوا، لأَنَّ قَوْمًا لَيْسَتْ لَهُمْ مَعْرِفَةٌ بِاللَّهِ. أَقُولُ ذَلِكَ
لِتَخْجِيلِكُمْ!

ع29: الكثيرون من
الوثنيين كانوا يحضرون موت الشهداء فيؤمنون ويعتمدون. فلماذا يفعلون هذا إن كان
الموتى لا يقومون؟

أليس
تصرفهم هذا بقبولهم الموت أسوة بالشهداء، هو شهادة لحقيقة قيامة الأموات؟

وهناك
رأى آخر فى تفسير هذه الآية، وهو ظهور بدعة فى القرن الأول تقول أنه إن مات أحد
الموعوظين الذى كان يتعلم الإيمان قبل أن يعتمد فيمكن أن يتعمد واحد بدلاً منه،
فيقول بولس لمن يتبعون هذه البدعة لماذا يعتمدون من أجل الموعوظين الذين ماتوا إن
كان الموتى لا يقومون؟ وطبعا بولس لا يوافق على هذه البدعة ولكنه يستخدم خطأهم
لإثبات قيامة الأموات.

ويوجد
رأى ثالث وهو أن الأموات تشير للآلام والاضطهادات التى يعانيها المقبلون على
الإيمان، فلماذا يقبلون المعمودية واحتمال الموت كل يوم إن لم توجد حياة أخرى بعد
هذه الحياة الحاضرة المملوءة آلامًا؟
!

 

ع30: لماذا نعرض
أنفسنا نحن الرسل للأخطار من أجل الكرازة بالإنجيل
، إن لم يكن
لنا رجاء فى القيامة وفى الحياة الأبدية
؟!

 

ع31: بافتخاركم
الذى لى
افتخارى
بإيمانكم
.

فى
يسوع المسيح
بنعمة ومعونة المسيح.

أموت
كل يوم:

أتعرض للموت خلال التبشير والخدمة.

يعلن
بولس فرحه وافتخاره بإيمان أهل كورنثوس، فيدفعه هذا إلى خدمة أكبر وتعرض للآلام
والموت حتى ينمو ويزداد إيمانهم
، وتسنده فى هذا نعمة المسيح.

 

ع32: إن كنت
كإنسان بدوافع بشرية فقط لا يهتم سوى بهذه الحياة
، ولا يعتقد
فى القيامة والحياة الأبدية، فما المنفعة من كل مواجهاتى للحروب الكثيرة
والمقاومات الكبيرة من المعارضين للكرازة فى أفسس؟

إن
كانت ليست هناك قيامة بعد الموت، فليكن شعارنا إذًا هو شعار الذين لا يؤمنون
بالحياة الأبدية وهو: لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت. أى أن عدم الإيمان بالقيامة
سيجعل احتمال الآلام فى الخدمة بلا فائدة ويدفعنا للانغماس فى الشهوات المادية.

 

ع33: لا تخضعوا
لأفكار العالم الشريرة التى تشجع الشهوات الردية. وينصحهم الرسول بقطع علاقاتهم
برفقائهم القدامى الوثنيين لئلا بمخالطتهم تفسد أخلاقهم الجيدة.

 

ع34: يرشدهم أن
يتيقظوا ليعملوا كل ما هو صالح ولا يعرضوا أنفسهم لارتكاب الخطايا، لأن قومًا
يعيشون فى وسطهم ينكرون القيامة ويجهلون قدرة الله وعدالته وصلاحه. وينبههم بهذا
حتى يثير خجلهم من مثل هذه المعتقدات الخاطئة.

?  
المسيح القائم قهر الموت ليدفعنا أن نكون أقوياء
ونقهر كل خطية ولا نستسلم أيضًا لأى عقبات تعطلنا عن عمل الخير. فعندما تقابل أى
مشكلة تذكر مسيحك القائم وأطلب معونته وتقدم بلا خوف فينجيك الله من كل الضيقات.

(6) جسم القيامة 35-49):

35لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «كَيْفَ يُقَامُ الأَمْوَاتُ،
وَبِأَىِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ؟» 36يَا غَبِىُّ! الَّذِى تَزْرَعُهُ لاَ يُحْيَا إِنْ
لَمْ يَمُتْ. 37وَالَّذِى تَزْرَعُهُ، لَسْتَ تَزْرَعُ الْجِسْمَ الَّذِى سَوْفَ
يَصِيرُ، بَلْ حَبَّةً مُجَرَّدَةً، رُبَّمَا مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ أَحَدِ الْبَوَاقِى.
38وَلَكِنَّ اللهَ يُعْطِيهَا جِسْمًا كَمَا أَرَادَ. وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ
الْبُزُورِ جِسْمَهُ. 39لَيْسَ كُلُّ جَسَدٍ جَسَدًا وَاحِدًا، بَلْ لِلنَّاسِ
جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَلِلْبَهَائِمِ جَسَدٌ آخَرُ، وَلِلسَّمَكِ آخَرُ، وَلِلطَّيْرِ
آخَرُ. 40وَأَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ. لَكِنَّ مَجْدَ
السَّمَاوِيَّاتِ شَىْءٌ، وَمَجْدَ الأَرْضِيَّاتِ آخَرُ. 41مَجْدُ الشَّمْسِ
شَىْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا
يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِى الْمَجْدِ. 42هَكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ:
يُزْرَعُ فِى فَسَادٍ، وَيُقَامُ فِى عَدَمِ فَسَادٍ. 43يُزْرَعُ فِى هَوَانٍ،
وَيُقَامُ فِى مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِى ضُعْفٍ، وَيُقَامُ فِى قُوَّةٍ. 44يُزْرَعُ
جِسْمًا حَيَوَانِيًّا، وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِىٌّ
وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِىٌّ. 45هَكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: «صَارَ آدَمُ
الإِنْسَانُ الأَوَّلُ نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا.»
46لَكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِىُّ أَوَّلاً، بَلِ الْحَيَوَانِىُّ، وَبَعْدَ ذَلِكَ
الرُّوحَانِىُّ. 47الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِىٌّ. الإِنْسَانُ
الثَّانِى الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. 48كَمَا هُوَ التُّرَابِىُّ هَكَذَا
التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِىُّ هَكَذَا السَّمَاوِيُّونَ
أَيْضًا. 49وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِىِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ
السَّمَاوِىِّ.

 

ع35: افترض بولس
الرسول أن معترضًا يسأل هذين السؤالين، مبينًا استحالة قيام الأجساد بعد فسادها
وانحلالها، وحتى لو قامت هذه الأجساد فلن تصلح للحالة الروحية الخالدة فى السماء.

 

ع36: نستنتج من
جواب الرسول أن معظم الاعتراض مبنى على توهم
وهو أن جسد
القيامة هو نفسه الجسد الحاضر بغرائزه وأجهزته، فيوبخهم مظهرًا لهم جهلهم برفضهم
عقيدة أظهرها الله للبشر فى عالم النبات. فالبذار لا يمكن أن تنبت السيقان
والأوراق والأزهار ما لم توضع فى الأرض وتدفن لتموت لكى يحدث لها التغير من شكل
البذرة إلى شكل النبات، رغم أن البذرة والنبات لهما نفس الجوهر.

 

ع37: البذرة
تتغير تمامًا إلى النبات الذى يخرج منها. فأنت تزرع حبة قمح فتنبت نباتًا مختلفًا
تمامًا عن الحبة فى شكله ولكنه غير مختلف عنها فى الجوهر، فكل بذر يثمر ثمرًا
كحبته كما قال الله فى سفر التكوين (تك 1: 12).

 

ع38: كل بذرة
يعطيها الله كما أراد الجسم النباتى الخاص بها والذى يميزها عن بقية النباتات
الأخرى، وبالرغم من أن الأجسام النباتية جميعها تشترك فى مكونات واحدة إلا إنها
تتميز عن بعضها البعض فى الشكل الخاص لكل جسم منها.

 

ع39: هكذا أيضًا
فى أجساد الحيوانات، مع كون كل منها لحمًا ودمًا، يختلف بعضها عن بعض كثيرًا. فجسد
الإنسان غير جسد البهائم غير جسد السمك غير جسد الطيور. أى أن الله جعل أجسام
الحيوانات تختلف لتناسب الظروف التى يحيا فيها الحيوان سواء على الأرض أو فى الماء
أو الهواء. هذا يدلنا على أن أجسادنا فى السماء ستختلف فى شكلها عن أجسادنا
الأرضية لتناسب حالتنا السماوية، وإن كانت هى نفس جوهر الجسد الأرضى ولكنه تغير
فصار روحانيًا يحيا إلى الأبد.

 

ع40: يذكر الرسول
التمايز بين الأجسام السماوية (الشمس والقمر والنجوم والكواكب الأخرى) وبين
الأجسام الأرضية (النباتات والحيوانات) كدليل للتمايز بين جسم الإنسان فى الحياة
الدنيا وبين جسمه فى القيامة. فالأجسام السماوية تختلف عن الأجسام الأرضية فى
المظهر وفى طبيعة الخلقة
وكذلك جسم الإنسان المادى على الأرض سيختلف عن
جسمه الروحانى فى السماء الذى سيكون بمجد عظيم.

 

ع41: ضياء الشمس
يختلف عن ضياء القمر.
والنجوم تختلف فيما بينها فى قوة الإضاءة
ولمعانها وخواص أخرى لكل منها. فالاختلاف لا يكون فقط بين الكائنات المختلفة فى
طبيعتها بل أيضًا بين التى لها نفس الطبيعة. فعلى الرغم من أن النجوم لها طبيعة
عامة واحدة إلا أنها تختلف فيما بينها.

هكذا
الأمر بالنسبة للأجسام المقامة، فإن الأبرار سيختلفون فى المجد وكذلك أيضًا
الأشرار فيما بينهم
فى درجات العذاب الأبدى.

 

ع42: هكذا يمتاز
جسد القيامة عن جسدنا الحاضر. فجسم الإنسان فى الحياة الأرضية يتعرض لعوامل
الانحلال والفساد عند دفنه، إلا أنه فى القيامة يصير فى عدم فساد غير قابل للضعف
والموت والانحلال.

 

ع43: متى وضع جسد
المائت فى القبر يفارقه كل ما كان له من جمال وقوة وهيبة، ولكن فى القيامة يقام
على صورة المسيح
، فيكون فى غاية الجمال وكمال القوة كقول الرسول
فى (فى3: 21) "الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده". لا
شئ أضعف من جثة الميت لأنها عاجزة عن عمل أى شئ أو الدفاع عن نفسها، ولكن عند
القيامة يقام المائت فى قوة مناسبة للحياة الخالدة الجديدة، فلا يكون عرضة لأى ضعف
أو تعب.

 

ع44: للإنسان
جسمًا موافقًا لطبيعته وهو على الأرض يشارك فيه سائر الكائنات الحية، وله نفس
حيوانية تحوى الغرائز (المقصود بالنفس هنا الحيوية التى فى الجسد وتحرك كل أجهزته
وتنتهى عند موته). أما فى القيامة فيكون له جسم روحانى تقوده الروح، موافقًا
لطبيعته الممجدة وهو فى السماء يشارك فيه الملائكة الأطهار.

فإذا
صدقت وجود الإنسان الأول وجب أن تصدق وجود الثانى. فعندما يقام الجسد من الأموات
يتغير إلى الجسد الروحانى.

الجسد
الحيوانى تقوده النفس الحيوانية الناتجة من اتحاد الروح بالجسد، أما الجسم
الروحانى فتقوده الروح لأن جسده بلا غرائز. إذ أن النفس الحيوانية لا تشارك الجسد
والروح فى القيامة بل تنحل بمجرد موت الإنسان ولا تقوم.

 

ع45: جبل الرب
الإله آدم من تراب الأرض (تك 2: 7)، ونفخ فى أنفه نسمة حياة أى الروح، وصار لآدم
نفسًا حية من اتحاد الجسد بالروح.

وآدم
الأخير الذى هو المسيح له المجد، بعد قيامته
أصبح له جسد
روحانى وسمى روحا محييا، لأنه له القدرة أن يحيى غيره، وتقوده الروح بعد القيامة
دون وجود نفس حيوانية، فهو روح وجسم روحانى ولا توجد النفس الحيوانية التى تحرك
الجسد المادى بكل غرائزه.

 

ع46: الترتيب
المذكور فى هذه الآية يوافق ما نشاهده فى سائر أعمال الله. نزرع البذرة فى الأرض
فتأتى الثمرة أو الشجرة أسفل الأرض أولاً ثم أعلاها، الناقص يسبق الكامل، ولادتنا
الجسدية تسبق ولادتنا الروحية والحياة الأرضية تسبق السماوية.

ع47: الإنسان
الأول

وهو آدم، كان ترابيًا لأن جسده خلق من الأرض وكان مناسبًا للسكن فيها.

الإنسان
الثانى:

هو المسيح المتجسد، وهو من السماء من ناحية ألوهيته
، بدليل قول
الكتاب "الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو3: 13).

غاية
بولس الرسول أن يقول أن آدم من الأرض ومن الواضح أننا مثله هنا. والمسيح من السماء
وسنكون مثله هناك، أى بأجساد روحانية تقودها الروح بدون غرائز حيوانية.

 

ع48: كما كان جسد
آدم من تراب الأرض ويتسم بالضعف والقابلية للتحلل والفساد، هكذا أيضًا نسل آدم لأن
أجسادنا من التراب كجسده. وكما كان المسيح النازل من السماء، هكذا المؤمنون به
والمعتمدون الذين صاروا أبناءه عند القيامة يكونون على صورة جسد مجده فى السماء.

 

ع49: كما ورثنا
من آدم طبيعته الضعيفة القابلة للمرض والألم والموت، فإننا بالقيامة ستصبح أجسادنا
مثل جسد المسيح الممجد.

?  
جدير بنا أن نستفيد من الإمكانيات التى لحياتنا
الجديدة بالمعمودية والتى تؤهلنا إلى حياة ممجدة سمائية بعد القيامة وتمنحنا قدرة الإنتصار
على العدو الشرير فى العالم الحاضر، فنسلك بنقاوة وحب نحو الكل ونستخدم العالم ولا
نستعبد له.

 

(7) الميراث
الأبدى


50-58):

50فَأَقُولُ هَذَا
أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا
مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ.

51هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا،
وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ 52فِى لَحْظَةٍ فِى طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ
الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِى
فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. 53لأَنَّ هَذَا الْفَاسِدَ لاَ بُدَّ أَنْ
يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهَذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. 54وَمَتَى
لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ،
فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى
غَلَبَةٍ.» 55أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟
56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِىَ الْخَطِيَّةُ، وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِىَ
النَّامُوسُ. 57وَلَكِنْ، شُكْرًا لِلَّهِ الَّذِى يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا
يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 58إِذًا يَا إِخْوَتِى الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ
غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِى عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ
أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِى الرَّبِّ.

 

ع50: الإنسان
الطبيعى يتكون من الجسد (اللحم والدم)، والنفس والروح. والجسد قابل للتحلل والفساد
بحالته الحالية، وبالتالى لا يستطيع أن يخلد فى السماء، فالجسد القابل للفساد لا
يمكن أن يرث ملكوت السموات غير الفاسد.

 

ع51: أعلن لكم
حقيقة كانت مجهولة ولكن روح الله أعلنها لنا، وهى أن البشر الذين يكونون أحياءً عند
المجئ الثانى للمسيح لن يموتوا ولكن جميعنا – سواء كنا من هؤلاء أو من الذين رقدوا
– تتغير أجسادنا وتتخذ خصائص جديدة تلائم حياة الخلود.

 

ع52: وقت هتاف
الملائكة والبوق الأخير فى المجئ الثانى هو لحظة التغير
، التى
ستتغير فيها أجساد الأحياء إلى أجساد عديمة الفساد، وكذلك سيقوم فيها الموتى
بأجساد عديمة الفساد.

 

ع53: هذا التغير
لابد أن يتم، لأن هذا الجسد الفاسد لابد أن يتحول إلى عدم فساد، والقابل للموت
لابد أن يصبح غير قابل للموت وله خصائص الخلود والأبدية.

 

ع54: متى قامت
أجسادنا متمتعة بخصائص الخلود والحياة الأبدية
، وتحول
الجسد من جسد فاسد إلى جسد غير قابل للفساد، لن يعود للموت سلطان علينا ويتحقق ما
سبق وأنبأ به إشعياء "يبلع الموت إلى الأبد" (إش25: 8) وكما أنبأ هوشع
"أين أوباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية" (هو13: 14).

ع55: تساؤل
استنكارى يأخذه الرسول من هوشع النبى
، أراد به أن يقول أن
سلطان الموت والهاوية قد انتهيا إلى الأبد بقيامة المسيح. وقد شبه الموت بلادغ سام
كالعقرب لدغته مهلكة كالوباء. وخاطب القبر أو مسكن الأموات، كأنه سجان قاسٍ تسلط
على الب
شر على مر
العصور لكنه انكسر أخيرًا وأُطلق أسراه إلى الأبد.

 

ع56: الخطية هى السلاح
الذى به تسلط الموت علينا. لأن من لم يخطئ لا يخاف الموت. والناموس يكشف الخطية
ويساعد الإنسان فى التعرف عليها والإحساس بسلطانها القاتل، فكأنها مُنحت قوة أن
تميت الإنسان الذى يرتكبها.

 

ع57: أخيرًا يقدم
الرسول الشكر لله الذى أعطانا الغلبة وأوجد وسائل
نيلها بقيامة
ربنا يسوع المسيح من الأموات.

 

ع58: بناء على ما
سبق من البراهين على صحة القيامة، فإنى أطلب منكم أيها الأحباء أن لا تلتفتوا إلى
المعلمين الكذبة الذين أرادوا أن يحملوكم على إنكار تلك العقيدة الأساسية فى
الإيمان المسيحى، واثبتوا فى إيمان الإنجيل، واكثروا من الأعمال التى غايتها تمجيد
الرب فى كل وقت، فالرب لن ينسى ما عمله المؤمن أو احتمله فى خدمته، فيجازيه بقيامة
مجيدة وحياة خالدة وأجر سماوى.

?  
إن كانت الأمجاد الأبدية تنتظرنا، فليدفعنا هذا
لكل عمل صالح وننتهز فرصة العمر لعمل الخير والرحمة لكل أحد حتى يكون لنا مجد أكبر
فى السماء.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة مذبح ح

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي