الأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ

التجديد والسلوك المسيحى والثبات فيه

 

(1)
السلوك المسيحى (ع1-6):

1فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِى الرَّبِّ، أَنْ تَسْلُكُوا
كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِى دُعِيتُمْ بِهَا. 2بِكُلِّ تَوَاضُعٍ،
وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِى
الْمَحَبَّةِ. 3مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ
السَّلاَمِ. 4جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِى
رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. 5رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ،
مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، 6إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِى عَلَى
الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِى كُلِّكُمْ.

 

ع1: يدعو بولس المؤمنين للتمسك بوصايا الله التى بشرهم بها. ويصف
نفسه
بالأسير
فى الرب
لأنه غير متضايق من السجن بل يقبله من أجل المسيح. وأكثر من
هذا يشعر بفرح أنه يتألم ويقيد من أجله، وهذا الفرح يقوده للتمسك بوصايا الله
فيتحرك قلبه لدعوة كل المؤمنين أن يتمسكوا معه بوصايا الله.

?       تمسك بوصايا الله مهما كانت ظروفك صعبة مثل ظروف بولس فى السجن. لا تلتمس
الأعذار لنفسك فتسقط فى الخطية، بل اطلب معونة الله فتراه أمامك يسندك مثل يوسف
الذى رفض الخطية وتحمل الإلقاء فى السجن فارتفع إلى عرش مصر.

 

ع2: تواضع
: يشعر الإنسان أنه أقل من الكل ولكن بنعمة الله يحيا ويتميز
أيضًا.

وداعة
: هدوء القلب.

طول
أناة
: حسن الإنصات والترفق بالآخرين مهما كانت أخطاءهم.

يعتمد السلوك المسيحى مع الآخرين على التواضع وهدوء القلب
وطول الأناة، فيستطيع الإنسان بمحبة أن يتحمل أخطاء الآخرين.

ع3: لأن الروح القدس وحَّد المؤمنين فى جسد المسيح أى الكنيسة،
فيلزم أن نحافظ على هذه الوحدانية بصنع السلام مع الآخرين قدر ما نستطيع، متنازلين
عن الماديات وبعض الحقوق.

وضعت الكنيسة القبطية الملهمة بالروح القدس هذا النص فى مقدمة
صلاة باكر بالأجبية حتى إذا ما رددها المؤمن ثم خرج للحياة فإنه يسلك فيها بحسب
الدعوة المسيحية.

 

ع4: المؤمنون جميعهم يكونون جسد المسيح الواحد، وفى جسد المسيح
يكون الروح القدس هو معطى الحياة لكل الأعضاء، وجميع المؤمنين لهم رجاء واحد – ذلك
الذى دعانا الله إليه وهو رجاء المجئ الثانى للمسيح.

 

ع5: رأس هذا الجسد هو المسيح الرب، وهو ملك واحد على قلوب الجميع،
ونقر جميعًا بالإيمان بيسوع المسيح فاديًا وربًا وإلهًا، إذ قد دخلنا بالمعمودية
فى عهد واحد مع المسيح ومع بعضنا البعض بوحدانيتنا فى الكنيسة.

 

ع6: للكل
: هذا الإله والآب الواحد يعتنى بجميع خلائقه حتى لو كانوا
ينكرونه.

على
الكل
: أى صاحب السلطان والسيادة على كل خليقته.

بالكل
: يعمل من خلال الجميع وتظهر أبوته فى حياتهم فيمجدونه.

نحن نؤمن بإله واحد وليس بآلهة مختلفة عديدة كالأمم الوثنية،
ولا ننظر إليه بروح العبودية والخوف كما كانت نظرة اليهودية له فى العهد القديم،
بل بأخذنا روح التبنى ندعوه أبًا ونثق فى عنايته بنا ورعايته لنا.

وهكذا تتحقق الوحدانية بين الطوائف والمذاهب المسيحية إن قامت
على إيمان واحد ومعمودية واحدة وعقيدة واحدة. فلنصلِ جميعًا من أجل هذا حتى يعود
الجميع للإيمان الواحد والكنيسة الواحدة.

 

(2)
مواهب الروح القدس (ع7-19):

7وَلَكِنْ،
لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا، أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ
الْمَسِيحِ. 8لِذَلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ، سَبَى سَبْيًا،
وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا.» 9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ
إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10الَّذِى
نَزَلَ، هُوَ الَّذِى صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَىْ
يَمْلأَ الْكُلَّ. 11وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً،
وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً
وَمُعَلِّمِينَ، 12لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ،
لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ، 13إِلَى أَنْ نَنْتَهِىَ جَمِيعُنَا إِلَى
وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ، إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ،
إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ. 14كَىْ لاَ نَكُونَ فِى مَا بَعْدُ
أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ
النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ. 15بَلْ صَادِقِينَ فِى
الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِى كُلِّ شَىْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِى هُوَ الرَّأْسُ:
الْمَسِيحُ، 16الَّذِى مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا
بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِلٍ، حَسَبَ عَمَلٍ، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ،
يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِى الْمَحَبَّةِ.

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة الأقباط الأرثوذكس بطاركة الأقباط الأرثوذكس قزمان الأول ل

17فَأَقُولُ هَذَا وَأَشْهَدُ فِى الرَّبِّ، أَنْ لاَ
تَسْلُكُوا فِى مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ
ذِهْنِهِمْ، 18إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ
اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِى فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ.
19اَلَّذِينَ، إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ، أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ
لِلدَّعَارَةِ، لِيعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِى الطَّمَعِ.

 

ع7: وحدة الكنيسة لا تمنع من أن تكون المواهب التى أعطيت لأعضائها
مختلفة. فلكل عضو أعطيت له موهبة فلا يترك أحد من الأعضاء بدون موهبة. والمواهب
الروحية هى واحدة فى أصلها أى مصدرها ولكنها متنوعة فى صورها، والرب يسوع قد أعطى
لكل واحد من المؤمنين بحسب القياس أو القدر الذى أراده له.

 

ع8: اقتبس الرسول هذا العدد من (مز 68: 18) واتخذه نبوءة بانتصار
المسيح عند صعوده بعد أن أتم الفداء على الصليب.

سبا
سبياً
: انتصر المسيح على الموت بموته وقيامته، وعلى الذى له سلطان
الموت أى الشيطان.

فالبشر الذين سباهم الشيطان وعاشوا فى الجحيم قد خطفهم المسيح
من هذا العدو وحررهم وفداهم بنعمته وجعلهم شعبه، فأصبحوا أسرى المسيح كما قال
الرسول عن نفسه أنه "الأسير فى الرب" (ع1).

أعطى
عطايا
: المسيح الغالب والآخذ الغنائم الكثيرة من انتصاراته، قادر
أن يغنى جنوده بالعطايا الكثيرة من مواهب وثمار للروح القدس.

 

ع9: نزل المسيح إلى الجحيم من خلال الصليب وأخرج أرواح مؤمنى
العهد القديم الذين كانوا فى قبضة إبليس

 

ع10: كون المسيح قد صعد يستلزم أنه نزل، أى الذى نزل إلى الأرض
وأخذ طبيعتنا هو الذى صعد إلى أعلى ما يمكن فوق كل الكائنات المنظورة وغير المنظورة،
فلا نستطيع أن ندرك سمو الرفعة التى رفعه الله إليها لكى يملأ الكل بثمار ومواهب
الروح القدس… هذا هو عمل الرب الخلاصى للمؤمنين.

 

ع11: الروح القدس الذى انسكب يوم الخمسين منح عطايا متنوعة ومواهب
مختلفة للمؤمنين، فأعطى البعض أن يكونوا :

رسلاً
: وهم الذين اختارهم المسيح ليكرزوا للخليقة كلها.

أنبياء
: ليس فقط من يخبرون بالمستقبل، ولكن النبوة فى العهد الجديد
تعنى التكلم عن مستقبلنا وهو الحياة الأبدية فيكون معنى الأنبياء من يعلمون الحياة
الروحية ويعدون الناس للملكوت.

المبشرون
: هم الذين يجولون للمناداة بالإنجيل مثل فيلبس (أع8).

الرعاة
: هم الذين يقيمهم الرب لرعاية الجماعات أو الكنائس المحلية.
والرعاة يمكن أن يكونوا معلمين سواء أساقفة وقسوس أو أعضاء الكنيسة.

 

ع12: هذا التنوع فى المواهب يحقق كمال المعرفة والقداسة والمحبة
للمؤمنين فى الكنيسة، فهذه المواهب تكمل الخدمة للمؤمنين فى الكنيسة حتى ينموا فى
محبة المسيح ومعرفته.

ع13: إنسان
كامل
: الكمال المسيحى المطلوب أن نسعى نحوه.

قياس
قامة ملء المسيح
: مقياسنا فى الكمال هو المسيح فنسعى
نحوه لنصل إلى ما نستطيعه من كمال وليس الكمال المطلق للمسيح، ولا نقارن أنفسنا
بالآخرين بل مثلنا الأعلى الوحيد هو المسيح، فنتعلم من كل القديسين ولكن سعينا
يكون نحو المسيح.

مشيئة الله هو أن ننموا ونتعمق أكثر فى معرفة المسيح حتى
ننتهى إلى الإيمان الواحد، فنعرف الرب يسوع معرفة متزايدة ليكون هو هدفنا الوحيد
وفرح قلوبنا. وهكذا يتكاتف أعضاء الكنيسة ورعاتها لنجاح عمل الرب دون انقسام على
بعضهم.

?       الله يعطى مواهب لكل أولاده فى الكنيسة، فحاول أن تعرف قدراتك ومواهبك،
واعلم أنها أعطيت لك حتى تستخدمها فى خدمة الكنيسة. فالموهبة ليست دليلاً على
صلاحك، بل استخدامها بأمانة ينمى محبتك نحو الله ويفيد الآخرين فيفرح الله
ويباركك.

 

ع14: الله لا يريد أن يكون المؤمنون كالأطفال الصغار الذين لا
استقرار لهم ولا ثبات، فيكونون عرضة للإنخداع باحتيال ومكر المعلمين الكذبة
ليحققوا غاياتهم الخبيثة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ آصيل 2

 

ع15: لنثبت فى حق الله المعلن فى إنجيله، معترفين به محبين له،
مظهرين المحبة للضالين عنه، منذرين إياهم بلطف ورغبة فى خلاص نفوسهم فنصل إلى
النضج الروحى وننموا فى حياتنا الروحية متمثلين بالمسيح رأس الكنيسة.

?       من أهم الوسائل التى تحمينا من التعاليم المضلة التى ينادى بها بعض
الخارجين عن الكنيسة هى دراسة الكتاب المقدس بروح الصلاة وتفسير آباء الكنيسة..
فليتنا نهتم بقراءة الكتاب المقدس كل يوم وحضور اجتماعات الكنيسة وقداساتها، ولا
نقبل تعليماً من أحد خارج عن الكنيسة حتى لو بدا مبهرًا.

 

ع16: حسب
عمل، على قياس كل جزء
: كل مؤمن فى الكنيسة مهما
كان عمله صغيرًا أو كبيرًا ينمو فى محبة الله، وبهذا النمو الذى يبدو أحيانًا
صغيرًا لأن عمل هذا الشخص صغير يحدث نمو لكل الجسد أى الكنيسة.

الكنيسة المؤلفة من أعضاء مؤمنين كثيرين تشبه جسد الإنسان
المؤلف من أعضاء كثيرة مجتمعة مع بعضها ومتحدة، كل مفصل فيه هو عضو حى يساهم فى
حياة الجسد كله بحسب وظيفته ودوره فى إحياء الجسد. فالقوة الروحية التى ينالها كل
عضو فى الكنيسة من المسيح هى مصدر حياة للكنيسة كلها، ونمو الكنيسة فى شبه المسيح
يستلزم أن تكون ممتلئة محبة وكل أعضائها متحدين بالمسيح الرأس وببعضهم البعض.

 

ع17: يناشد الرسول – الذى يتكلم بروح الله – المؤمنين بألا يسلكوا كما
يسلك سائر الأمم الذين يسلكون فى الشر والدنس، منقادين فى ذلك بذهنهم المرفوض
المخدوع بالشر.

 

ع18: النفوس المسكينة البعيدة عن الله هى منفصلة عنه وليس فيها
حياة روحية وذلك بسبب غلاظة وعمى قلوبها، وعقولها مظلمة لأنها خالية من نور الله،
ولإصرار أصحابها على الشر فهم جهلاء ورافضون لمعرفة الله.

 

ع19: الأمم الأشرار الذين ماتت ضمائرهم ولم تعد توبخهم على شر
أفعالهم، يرتكبون الخطايا المنافية للعفة دون مبالاة وبلا خوف من الله، بل يتمادون
فى أعمال النجاسة والزنا بشراهة وطمع فيفسدون أنفسهم.

 

(3)
تجديد الأذهان (ع20-24):

20وَأَمَّا
أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هَكَذَا، 21إِنْ كُنْتُمْ قَدْ
سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِى يَسُوعَ، 22أَنْ
تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ
الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، 23وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ،
24وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِى الْبِرِّ
وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ.

 

ع20: إن معرفتكم بالمسيح أيها المؤمنون وبمبادئه وحياته، واختباركم
لقوته التى عملت على تجديد أذهانكم، هذه المعرفة، لا تسمح لكم أن تسلكوا كالأمم فى
الشر.

 

ع21: لقد سمعتم صوت المسيح، والسمع هنا هو طاعة القلب وليس مجرد
سمع الأذن، وسمعكم صوته يستلزم منكم ألا تسلكوا كالأمم بل بوصايا المسيح أى حقه.

ع22: الإنسان
العتيق
: الطبيعة المائلة للشر فى الإنسان قبل المعمودية والتى تموت
فيها ويولد الإنسان بطبيعة جديدة مائلة للخير.

يدعو الرسول المؤمنين لرفض أعمالهم الشريرة السابقة التى
انغمسوا فى شهواتها، وبدلاً من أن يتوبوا امتلأوا كبرياء.

 

ع23: روح
ذهنكم
: روح الإنسان التى تشمل ذهنه وقلبه والتى يجددها الروح
القدس.

يتم تجديد المؤمنين بنوالهم الطبيعة الجديدة فى سر المعمودية،
ويستمر هذا التجديد من خلال سر التوبة والإعتراف. والتجديد يتم للفكر أولاً فتصير
الأعمال نقية تليق بأولاد الله وكل هذا بعمل الروح القدس.

 

ع24: فى المعمودية ننال الطبيعة الجديدة التى تميل للتشبه بالله
وعمل الخير والصلاح وكل أعمال القداسة.

?       ليتك تشغل فكرك بالصلاة والقراءة الروحية والتأمل حتى تتغير حياتك بقوة
الروح القدس الساكن فيك، فتطرد محبة الخطية بمحبة كلام الله والحديث معه وتميل إلى
الإلتصاق بأولاد الله وتشاركهم فى أعمال الرحمة.

 

(4)
ترك الخطايا والتمسك بمحبة الآخرين (ع25-32):

25لِذَلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا
بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ
الْبَعْضِ. 26اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى
غَيْظِكُمْ، 27وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا. 28لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِى
مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِىِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيكُونَ
لَهُ أَنْ يُعْطِىَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ. 29لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ
أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ،
كَىْ يُعْطِىَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. 30وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ
الْقُدُّوسَ الَّذِى بِهِ خُتِمْتُمْ لِيوْمِ الْفِدَاءِ. 31لِيُرْفَعْ مِنْ
بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ
خُبْثٍ. 32وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ،
مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِى الْمَسِيحِ.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر المزامير خادم المسيح 48

 

ع25: يليق بالإنسان الجديد المخلوق بحسب إرادة الله فى البر
والقداسة أن يكون أميناً وصادقاً فى أعماله وفى أقواله ويترك الكذب حتى لا يخدع باقى
المؤمنين، لأننا كلنا أعضاء فى جسد واحد، فلا يمكن أن يخدع أحد الآخر وإلا سيضر
الجسد كله. وقد يبرر البعض خطية الكذب أو يقسمونها إلى أنواع ولكن كلها خطية كبيرة
تمنعنا من دخول الملكوت (رؤ 21: 8، كو 3 : 9).

 

ع26: الغضب السليم هو الحزم لمصلحة الآخر ويكون مقترناً بالمحبة،
أما الغضب الخاطئ ففيه يفقد الإنسان سلامه الداخلى ويصاحبه خطايا مثل ضعف المحبة
نحو الآخرين بل والغيظ وقد يظهر فى كلمات مؤلمة للناس أو تصرفات مؤذية. ويستكمل
بولس حديثه فينبهنا إن سقطنا فى الغضب الخاطئ ألا نستمر فيه بل نتسامح ونصالح
الآخرين قبل أن تغرب الشمس أى ينتهى اليوم، فنستعيد سلامنا وسلام من حولنا
بالإعتذار وإعادة التفاهم والحب.

 

ع27: إذا أبقينا شيئاً من الغضب فى قلوبنا، فإننا بذلك نعطى منفذًا
لعدو الخير ليدخل إلى حياتنا ويهيمن عليها، فيسلبنا أفراحنا ويغير علاقتنا بالناس
ويملأنا حقدًا.

 

ع28: ينبه الرسول من يسقط فى خطية السرقة لأنانيته وضعف محبته
للآخرين وتكاسله، أن يقوم ليعمل بيديه، ليس فقط ليكفى احتياجاته بل ليتجه إلى
العطاء وسد احتياجات المحتاجين. وهكذا نرى المسيحية تحول الإنسان من الأنانية إلى
العطاء.

 

ع29: التحذير هنا من الكلام الردئ والحث على الكلام الصالح.
والكلمة الردية هى ما تهيج الفكر النجس وتقود إلى الأعمال الشريرة، أما الكلام
الصالح هو ما يكون مفيدًا للسامعين ويحوى تعليمًا ونصحًا وإرشادًا، فيكون محتوى
الكلام بحسب متطلبات السامع ليعطيه المنفعة الروحية حسب احتياجه.

 

ع30: يوم
الفداء :
المجئ الثانى للمسيح.

السلوك الشرير والكلمات الردية تحزن روح الله الساكن داخل
المؤمنين، فلا يصح أن يحدث هذا لأن أعضاءنا قد ختمت بالروح القدس فى سر الميرون
لتكون مخصصة له ونحيا للبر حتى نهاية حياتنا لننال الخلاص والفداء الكامل للمسيح
عندما يدخلنا فى الملكوت الأبدى.

 

ع31: مرارة
: شر وضيق داخل الإنسان.

تجديف
: كلام ضد وصايا الله.

لا تكن من صفاتكم شراسة الأخلاق التى تجعل الإنسان سريع
الغضب، وانزعوا عنكم كل شعور داخلى بالضيق والتذمر وعدم الرضا والذى يظهر فى شكل
سخط أى غضب شديد ممتلئ من المكر والشر ويصاحبه صياح.

 

ع32: اللطف هو من ثمار الروح القدس وكوننا لطفاء بعضنا نحو بعض هو
دليل محبتنا. وإشفاقنا وتسامحنا مع الآخرين هو دليل تمثلنا بالمسيح، فكما غفر الله
لنا خطايانا وسامحنا وأشفق علينا من الهلاك الأبدى، هكذا علينا أن نسامح إخوتنا.

?       ربما نظن أنه إذا أخطأ إلينا أحد أنه لا يستحق أن نسامحه، فهل نسأل أنفسنا
حينئذ هل كنا نحن مستحقين للغفران الإلهى ؟؟… فمهما أساء إليك شخص لا يمكن أن
يصل إلى القدر الذى به أخطأت أنت إلى الله ومع ذلك فقد أحبك وغفر لك ولنا جميع
خطايانا. فهل راجعت موقفك تجاه المسئ إليك ؟‍‍!

          لا تفكر فى مدى الشر الذى صنعه، بل فى مقدار الحب
الإلهى لك بتسامحه معك فتسامح من أخطأ إليك لأجل الله بل تصلى لأجله، لأن الخطية
ضعف وكلنا معرضين للضعف، فتسنده بصلواتك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي