تفسير إِنْجِيلِ
مَتَّى

توفيق فرج نخلة

كلية البابا شنوده
الإكليريكية – مطرانية شبرا الخيمة

الكاتب:

هو
القديس متى أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر، وهو لاوي بن حلفى (مر 14: 2)، (لو5: 2729)
ومتى اسم عبري معناه عطية يهوه0 استوطن كفر ناحوم وكان عشارا أي جامع الجباية
للرومانيين (مت 3: 10) دعاه السيد المسيح وهو يمارس وظيفته (مت9: 9، 10) (مر2: 14،
15) (لو5: 27- 29) فترك كل شئ وتبعه. ولكن كيف ترك كل شئ دون أن يأخذ خلو طرف؟ وهل
يكون له فضل في ذلك؟ ولماذا لم تبحث عنه الدولة الرومانية وتتهمه بتبديد الأموال
التي تركها؟

وللإجابة
على هذه التساؤلات: كان العشار في بعض الأحيان يدفع النقود مقدما للدولة الرومانية
(نظام الالتزام) ثم يقوم بتحصيلها من الناس ويظلمهم. فالأموال التي تركها كانت
ملكه هو0

وتعيد
الكنيسة بتذكار استشهاده يوم 12 بابه من كل عام.

 

مكان
كتابته:

يرجح
أنه كتب في فلسطين لأجل المؤمنين من اليهود الذين اعتنقوا الديانة المسيحية0

 

زمن
كتابته:

يرجح
انه كتب ما بين سنة 60، 66 أي قبل خراب أورشليم سنة 70 م. لأنه تحدث عن خراب
الهيكل اليهودي كنبوة وليس كواقعة تمت. ويرى البعض أن إنجيل متى من أقدم الأناجيل
من الوجهة التاريخية لأنه كتب في السنة الثامنة لصعود السيد المسيح إلى السماء أي
نحو سنة 41م (تفسير اللجنة الأرثوذكسية الصادر عن دار المعارف ص44)

ويلاحظ
أن القدماء عينوا تاريخين لكتابة إنجيل متى أحدهما 3745م باللغة الأرامية والثاني
6065م باللغة اليونانية.

 

لماذا
وضع إنجيل متى في مقدمة الأناجيل:

قال
البعض إن إنجيل متى ليس هو أقدم الأناجيل فأقدمها هو إنجيل مرقس ولكن إنجيل متى
وضع أولا لأنه جسر بين العهدين القديم والجديد وفيه تحققت نبوات العهد القديم لذلك
وضع أولا من جهة الترتيب وان لم يكن أولا من جهة تاريخ كتابته وقد كتب قبل سنة 58م.

 

لغة
كتابته:

 كتب
القديس متى إنجيله بالعبرانية الممزوجة بالسريانية أي الآرامية الدارجة كطلب
اليهود الذين آمنوا بالمسيح قبل أن يبرح أورشليم، ثم كتبه باللغة اليونانية لفائدة
يهود الشتات. (الكنيسة المسيحية في عصر الرسل للمتنيح أنبا يوأنس الطبعة الثالثة
ص369، 428، الكرازة22/2/1991، أسئلة حول الإنجيل مهندس يوسف عدلي تقديم أنبا موسى
ص24)

 

غرض
كتابته:

أراد
القديس متى أن يوضح لليهود أن يسوع المسيح هو الملك الوارث لعرش داود (مت1: 1)،
وانه المسيا المنتظر الذي تنبأت عنه الأنبياء ولذلك أورد نبوات كثيرة من العهد القديم0

 

محتويات
إنجيل متى

 (1)
نسب يسوع وولادته ومجيئه لمصر (12):

+
سلسلة انساب السيد المسيح وولادته (مت1)

+
ومجيئه إلى مصر (مت2)

 (2)
رسالة المعمدان وعماد المسيح (3):

+
رسالة القديس يوحنا المعمدان وعماد الرب يسوع (مت 3)

 (3)
تجربة الرب يسوع في البرية (مت 4)

 (4)
خدمة الرب يسوع في الجليل (مت12: 4-35،18):

+
الموعظة على الجبل (مت57)

+
معجزات (مت 89)

+
إرسال الاثني عشر (مت 10)

+
شهادة المسيح للمعمدان- يسوع مريح التعابى (مت 11)

+
الكلام عن يونان النبي (مت 12)

+
سبعة أمثال عن الملكوت (مت 13)

+ قطع
راس المعمدان، إطعام الخمسة آلاف والمشي على الماء ومعجزات أخرى (مت14)

+
شفاء ابنة المرأة الكنعانية، وإطعام الأربعة آلاف (مت 15)

+
اعتراف بطرس بان المسيح هو ابن الله (مت 16)

+
التجلي، ومعجزة الإستار (مت 17)

+ من
هو الأعظم، مثل العبد الظالم (مت 18)

 (5)
الصعود من الجليل إلى أورشليم (مت 1: 19-34: 20)

+
تعاليم السيد المسيح عن الزوجة الواحدة، عدم الطلاق إلا لعلة الزنا، الشاب الغنى (مت19)

+
الفعلة في الكرم، وطلبة أم ابني زبدي (مت20)

 (6)
أحداث الأسبوع الأخير (مت 21-27):

 •
دخول المسيح أورشليم ص21،

 •
توبيخ الفريسيين ص23،

 •
نبوة عن خراب أورشليم ص 24،

 •
حديثه عن الدينونة العامة مت 25،

 •
خيانة يهوذا وإنكار بطرس ص 26،

 •
جريمة اليهود وبيلاطس، وندم يهوذا وشهادته للمسيح وانتحاره، وحلم امرأة بيلاطس ص27

 (7)
القيامة وإرسال التلاميذ ليعمدوا (ص 28)

المميزات
والسمات التي اتسم بها إنجيل متى

 

+ يضع
أمامنا صورة واضحة لإتمام النبوات

+
كثيرا ما يكون ترتيب الأحداث باعتبار مواضيعها وليس بترتيب زمن حدوثها

+
صارح اليهود بأخطائهم فاتحا الباب للأمم

+
يعلن الوجود الدائم للمسيح مع شعبه

+
ينفرد ببعض الأحداث والمعجزات والامثال0

 

وفيما
يلي تفصيل ذلك:

 (1)
إتمام النبوات

يضع
أمامنا صورة واضحة لإتمام النبوات الخاصة بالرب يسوع

1)
ولادته من عذراء (مت1: 22، 23)، (إش14: 7)

2)
مكان ولادته (مت2: 5،6) (مي2: 5)

3)
زمان ولادته: (مت1: 2) (تك10: 49، دا25: 9)

4)
مجيئه إلى مصر (مت 15: 2)، (إش1: 19، هو 1: 11)

5)
تلقيبه بالناصري: لكي يتم ما قيل بالأنبياء انه سيدعى ناصريا (مت 23: 2).
بالأنبياء: إشارة إلى إتمام نبوات كثيرة وليس كلام نبي واحد. سيدعى ناصريا: (يو19:
19، أع24: 5) وكلمة غصن في العبرية معناها ناصر (إش1: 11، زك 8: 3)

6)
مذبحة بيت لحم (مت 17: 2،18)، (إر15: 31)

7)
سابقه المعمدان (مت3: 3، اش3: 40، ملا 1: 3، مر2: 1)

8)
مسكنه في كفر ناحوم (مت14: 4- 16)، إش9: 1، 2)

9)
معجزاته (مت17: 8،اش35: 5، 6)

10)
وداعته وطول أناته (مت 17: 12- 20)، (إش42: 1 4)

11)
تعليمه بأمثال (مت13: 34، 35)، (مز2: 78)

12)
دخوله أورشليم على أتان وجحش ابن أتان (مت21: 4، 5)، (زك9: 9، إش11: 62)

13)
تسبيح الأطفال في الهيكل (مت 16: 21،مز2: 8)

14)
الثلاثين من الفضة (مت27: 3، 9)، (زك11: 12، 13) وهنا يلاحظ قوله: "حينئذ تم
ما قيل بإرميا النبي " علي الرغم من أن هذه النبوة وردت في سفر زكريا وليست
في سفر إرميا. ولتفسير ذلك يرى البعض أن سفر إرميا كان اسما لمجموع من النبوات في
كتاب واحد، ويرى البعض الآخر أن إرميا كان قد ذكرها لفظا دون أن يدونها، وعنه
أخذها زكريا أما القديس متي فنسبها إلى من نطق بها أولا أي إلى إرميا0

15)
صلبه وآلامه (مت35: 27، مز18: 22،اش6: 50،5: 53)

16)
الظلمة التي حدثت وقت الصلب (مت 45: 27،عا9: 8)

 

 (2)
ترتيب الأحداث

كثيرا
ما يكون ترتيب الأحداث في هذه البشارة ليس بحسب زمان حدوثها ولكن باعتبار مواضيعها.
فمثلا يذكر دعوة متى في الأصحاح التاسع بينما كان القديس متى حاضرا كواحد من
الاثني عشر في الموعظة على الجبل المذكورة في الأصحاحات 5-7 فالمسيح له المجد
اختار تلاميذه قبل الموعظة (لو6: 12-49)، والكاتب هنا يجمع أعمال السيد المسيح
وأقواله المتشابهة.

 

 (3)
صارح اليهود بأخطائهم فاتحا الباب للأمم

 (مت8:
10،11)، (مت6: 2و5و16)، (مت1: 12-13)، (مت3: 15-9)، (مت23) وذكر أمميات في سلسة
انساب السيد المسيح، ومجيء المسيح إلى مصر الأممية، وختم إنجيله بأمر السيد المسيح
لتلاميذه بان يتلمذوا جميع الأمم (مت 19: 28)

 (4)
يعلن الوجود الدائم للسيد المسيح مع شعبه

فهو
عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 23: 1)، الموجود في وسطنا (مت20: 18)، الموجود
في كل زمان ومكان (مت20: 28)

 

 (5)
ينفرد بذكر الأحداث الآتية:

 •
زيارة المجوس للمسيح (مت 2)

 •
مجيء المسيح وهو طفل إلى مصر (مت2)

 •
مذبحة بيت لحم (مت2)

 •
نهاية يهوذا الإسخريوطي (مت 3: 27-10) قارن (أع1: 18،19)

 •
حلم امرأة بيلاطس (مت 19: 27)

 •
ختم القبر (مت 62: 27-66)

 •
رشوة الحراس (مت 11: 28-15)

 •
إرسال التلاميذ ليعمدوا (مت 19: 28)

 

 (6)
ينفرد بذكر المعجزات الآتية:

1)
ظهور النجم (مت2: 1،2) تحقيقا للنبوة (عد17: 24):

والنجم
الذي قاد المجوس من بلاد فارس إلى فلسطين لا يدل علي أن التنجيم حقيقة لأنه لم يكن
نجما عاديا بل كان قوة من القوات غير المرئية التي ظهرت بهذا المنظر والأدلة على
ذلك:

• طريقة
سيره: من الشمال إلى الجنوب0

• موعد
ظهوره: في النهار وقد غلب نوره أشعة الشمس0

• كان
يظهر أحيانا ويختفي أحيانا: إذ قادهم إلى أورشليم واختفى ثم عاود الظهور بعد
خروجهم من أورشليم وقادهم إلى بيت لحم0

هبوطه
إلى أسفل ليحدد المكان0

2)
شفاء أعميين (مت 27: 9-31) وهما غير الأعميين اللذين كانا في أريحا (مت29: 20-34)،
(مر46: 10-52) (لو35: 18-43)

3)
شفاء أخرس مجنون (مت 32: 9-34) وهو غير المجنون الأعمى الأخرس (مت22: 12-32)، (مر
20: 3-30)، (لو14: 11-25)

4)
مشى بطرس علي الماء بأمر السيد المسيح (مت28: 14-31)

5)
الإستار في فم السمكة (مت 24: 17-27)

6)
الزلزلة العظيمة (مت51: 27):

 ولم
تكن هذه الزلزلة حدثا طبيعيا، ولا حدثا مدمرا لكنها كانت معجزة، وذكرها القديس متى
ضمن المعجزات الني رافقت صلب السيد المسيح، وكانت لها رسالة لأنها جعلت قائد
المائة والذين معه يؤمنون (مت54: 27).

ليست
كل زلزلة معجزة، وليس كل خبر سار إنجيلا. ولكن قد يتزعزع المكان بالصلاة (أع 21: 4)،
"حدثت زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن " (أع 26: 16)0

وليست
كل ظلمة معجزة، ولكن الظلمة التي رافقت صلب السيد المسيح لم تكن كسوفا طبيعيا
للشمس بل كانت لها رسالة فكانت سببا في إيمان ديونيسيوس الأريوباغي فيما بعد (أع17:
34).

ملاحظة:
الظلمة التي حدثت وقت الصلب لم ينفرد بذكرها إنجيل القديس متى

7)
قيامة بعض القديسين وخروجهم من فبورهم بغد قيامة المسيح (27: 5253)

8)
ظهور المسيح بعد القيامة على جبل في الجليل (28: 16)

ملاحظة:
هناك معجزات رافقت التجسد والفداء، وهناك معجزات باشرها السيد المسيح بنفسه، وهناك
معجزات صنعت باسمه

 

 (7)
الأمثال التي انفرد بذكرها إنجيل متى

والمثل
في الأناجيل يعني حقيقة مادية قصصية لإيضاح حقائق روحية. وأمثال السيد المسيح كانت
من واقع الحياة.

وقد
يكون المثل قصة موضوعة لتوضيح معان روحية كالمثل الذي ضربه ناثان النبي لداود (2صم
1: 12-4) ويعرف هذا النوع بالإنجليزية بكلمة
Parables

وقد
يكون المثل عبارة وجيزة تتضمن معان كبيرة مثل أمثال سليمان الحكيم وتعرف
بالإنجليزية بكلمة
Proverbs أو Wise Sayings

وفيما
يلي الأمثال التي انفرد بذكرها إنجيل متي:

1.
مثل زوان الحقل (مت 24: 13-30) ويقصد بالزوان حشائش أو حبوب ضارة والمثل يرمز إلى
امتزاج الخير بالشر في العالم0

2.
مثل الكنز المخفي (مت 44: 13)الذي يستحق كل تضحية

3.
مثل اللؤلؤة الكثيرة الثمن (مت13: 45، 46)

4.
مثل الشبكة الجامعة (مت47: 13)

5.
مثل العبد الظالم (مت 23: 18-34) ويشير به إلى أن الحكم بلا رحمة لمن لم يفعل
الرحمة (انظر يع 13: 2) ولكن في عمل الفداء الرحمة تفتخر علي الحكم0

6.
مثل فعلة الكرم (مت 1: 20-16) ويشير به إلى المساواة في الدخول للملكوت والحياة
الأبدية ولكن هناك تفاوت في الدرجة وكذلك في شدة العقاب (انظر مت28: 25، لو 12: 19-19،
1كو15: 41، لو12: 47، 48، يو11: 19)

7.
مثل الأب وابنيه (مت 28: 21-32) ويشير فيه إلى الابن الذي ندم علي رفضه العمل في
كرم أبيه وعمل إرادة الأب في حين لم يفعل أخوه الذي أبدى الموافقة كرمز إلى دخول
العشارين والزناة التائبين إلى ملكوت الله ليسبقوا بذلك رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب
قساة القلوب.

8.
مثل عرس ابن الملك (مت1: 22-14) والذي يشير فيه إلى أن الدعوة وجهت أولا إلى
اليهود ثم إلى مفارق الطرق أي إلى الأمم أشرارا كانوا (رذائلهم ظاهرة مثل المرأة
الخاطئة) أم صالحين (مثل نثنائيل وكرنيليوس) وقد ذكره السيد المسيح في الهيكل
بأورشليم) وهذا المثل ليس هو المذكور في (لو15: 14-24) ولكنه يشبهه في بعض الأمور
وهو الذي ذكره السيد المسيح في بيرية (الكنز الجليل)0

9.
مثل العشر عذارى (مت1: 25-13)

10.
مثل الوزنات (مت 14: 25-30) وفيه أعطى السيد عبيده الوزنات للمتاجرة كما في مثل
الأمناء (لو 13: 19)

 11.
مثل الخراف والجداء (مت 31: 25-46): الخراف وديعة أما الجداء فترمز إلى الأشرار
وهم أقل قيمة ونفعا وطاعة.

 

لاهوت
السيد المسيح خلال إنجيل متي

 (1)
ميلاده العذراوي: (مت18: 1-25) – قارن (لو 34: 1-35، إش14: 7) ويلاحظ بشأنه ما يلي
من تساؤلات:

 (أ)
لماذا ولد السيد المسيح من عذراء؟ لكي لا يرث خطية آدم

 (ب)
وهل يمكن أن يرث الخطية عن طريق الأم؟ الروح القدس طهر مستودع العذراء. طهر المادة
التي تكون منها جسد المسيح كالشمس التي تقتل الجراثيم دون أن تعلق الجراثيم بالشمس
(ولكن الكاثوليك يعتقدون ببدعة الحبل بالسيدة العذراء بلا دنس وهو ما ترفضه
الكنيسة الأرثوذكسية)

 (ج)
هل خلقة آدم بدون أب وبدون أم تشبه ولادة السيد المسيح من عذراء بدون رجل؟ كلا
فخلقة آدم بدون أب وبدون أم لا تختلف عن خلقة أي حيوان خلقه الله لأول مرة بدون أب
وبدون أم، هذا مع وجود الفارق بين الإنسان والحيوان ويتمثل في وجود الروح الخالدة
في الإنسان. والضرورة كانت تستلزم هذا حيث لم يكن هناك أب أو أم يولد منهما آدم

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ إثم م

 (د)
لماذا خلق الله حواء من رجل بدون امرأة؟ لأنه لم تكن هناك امرأة قبلها

 (ه)
لماذا لم يخلق الله حواء خلقا مباشرا من تراب الأرض؟ حتى لا يشعر آدم بالغيرة ويظن
أنها ستنافسه في محبة الله وفي خيرات الفردوس، كما يغار الطفل الأول من الطفل
الثاني

 (و)
هل ولادة السيد المسيح من عذراء دون أن يمسسها بشر يعد إكمالا للسميتريا البشرية (التناسق
في عملية الخلق)؟ كلا فلو كان الأمر كذلك لكان الترتيب مختلفا آدم، حواء، المسيح،
الإنسان من أب وأم. ولكن بعد أن رسم الله نظاما للخلق بان يولد الإنسان من أب وأم
وظل هذا النظام ساريا اكثر من خمسة وخمسين قرنا، ثم يكسر هذا النظام ويولد المسيح
بطريقة لم يسبقه فيها سابق ولم ولن يلحقه فيها لاحق.

إن
القائلين بهذا الرأي يتهمون الله بعدم الترتيب، وبأنه كان ناسيا فتذكر أو غافلا
فتنبه أو نائما فاستيقظ ليكمل حلقة ناقصة في سلسلة الخلق بعد اكثر من خمسة وخمسين
قرنا وحاشا لله من ذلك0

 (2)
اسمه يسوع: (مت 21: 1) وتعنى يهوه يخلص، (انظر مت 11: 18، أع12: 4، اش43: 11، 1تي
15: 1، لو 10: 19)

 (3)
اسمه عمانوئيل: الذي تفسيره الله معنا (مت 23: 1) انظر (1تي16: 3، إش14: 7، عب 14:
2،يو14: 1)

 (4)
ابن الله: (مت17: 3، 15: 2، 16: 16، 5: 17، 63: 26-64، 54: 27، 19: 28 وقد أيدها
السيد المسيح أنت قلت الحق أنا هو (مت64: 26)

ولقب
بالابن "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد
الابن أن يعلن له (مت 27: 11)

 (5)
الرب: (مت21: 7 –22، 3: 21، 41: 22-45، 3: 3، (مت37: 25، 22: 26) ولقب ربكم (42: 24)
ولقب رب السبت (مت 8: 12)

 (6)
الموجود في كل مكان: (مت18: 20) انظر (يو18: 1، 48: 1،13: 3، 23: 14)

 (7)
الموجود في كل زمان: (مت 20: 28) انظر (يو23: 14،عب 8: 13)

 (8)
مساو للآب والروح القدس: (مت 27: 11،19: 28) انظر (2كو14: 13، 1يو 7: 5، يو5: 21،23،
يو30: 10، يو14: 14،يو26: 15، رؤ12: 5-13)، يو16: 15

 (9)
صاحب السلطان الغير محدود: (مت 18: 28)

 (10)
الديان: (مت 22: 7، 27: 16، 31: 25-46) انظر (مز6: 50 "الله هو الديان"،
يو5: 22،27، 2تي4: 7،8، أع10: 42، رؤ12: 22، 2كو5: 10، رو14: 10)

 (11)
يتكلم بصفته واضع الناموس: فلا يقول قال الرب بل يقول " وأما أنا فأقول"
(مت5: 23و28و32و34و39و44) ويقول كلامي لا يزول مت 35: 24) ويقول "كل من يسمع
أقوالي" (مت24: 7،26) والآب يأمر "له اسمعوا مت5: 17)0

 (12)
يقدم له الإكرام الإلهي: (مت2: 11) سجد له المجوس (وهذا لم يكن سجودا لملك وإلا
فلماذا لم يسجدوا لهيرودس؟ (مت2: 8،18: 9،33: 14،25: 15،14: 17)

وقبل
السيد المسيح السجود والاعتراف بأنه ابن الله (مت20: 20، 28: 9،17) انظر (يو35: 9-38،
في 10: 2، عب 6: 1، لو24: 50، 1بط22: 3، رؤ12: 5-13، دا13: 7-14، اش6 مع يو41: 12)

 (13)
مريح التعابى: (مت 28: 11)

 (14)
البار: القدوس: مت24: 27 (بيلاطس شهد ببره)، شهادة امرأة بيلاطس "إياك وذاك
البار" (مت19: 27)، شهادة يهوذا الإسخريوطي (مت 4: 27)

ملحوظة:
ترجمت كلمة قدوس ترجمة غير دقيقة (في النسخ المتداولة) في المواضع التالية:

 •
لو23: 2" كل ذكر فاتح رحم يدعي قدوسا للرب" والترجمة الأدق "يدعي
مقدسا" (ترجمة الآباء اليسوعيين)، "يدعي مكرسا" (الترجمة
الأرثوذكسية – دار المعارف)، " يدعي قدسا" (كتاب الحياة)

 •
مز16: 106" هارون قدوس الرب"

 •
إش3: 4" ويكون أن الذي يبقي في صهيون والذي يترك في أورشليم يسمي قدوسا

 •
والترجمة الأدق قديس (الآباء اليسوعيين، الترجمة العربية الجديدة)

 (15)
عالم بالغيب وبالأفكار الداخلية: علم بخيانة يهوذا وبإنكار بطرس، وقال للفريسيين
" لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم" في (مت9: 4، 25: 17،27، مت26: 23، 24،
25، 31، 32، 34، 45، 46، مت8: 16، مت18: 22)

 (16)
غافر الخطايا: (مت9: 2، 5، 6)

 (17)
صانع المعجزات بقدرته: (مت8: 7، 16، مت8: 2، 3، مت24: 23، 24، مت25: 9، راجع يو5: 19،
21، يو10: 37، 38)

 (18)
أعطي تلاميذه السلطان لعمل المعجزات (مت10: 1، 8)

 (19)
سلطانه علي الطبيعة: البحر والرياح (مت8: 26، 27، مت27: 17)

 (20)
صاحب الكنيسة وبانيها: (مت16: 18- قارن أع28: 20)

 (21)
أعظم من الهيكل: (مت 6: 12)

 (22)
حدد موعد موته وطريقة موته: (الصلب) ومكان موته، ومدة بقائه في القبر (مت21: 16،
40: 12، 23: 17، 20: 18،19 الصلب،2: 26"الصلب"- راجع يو14: 3

 (23)
يطلب منا أن نحبه من كل القلب بل أكثر من محبتنا لأنفسنا (مت37: 10) قارن (تث6: 5)
"تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك"

 

العقائد
الأرثوذكسية والأسرار الكنسية

التي
وردت في إنجيل متي

الأسرار
الكنسية:

+
المعمودية: مت19: 28

+
التوبة والاعتراف والكهنوت: (مت6: 3، 19: 16،18: 18، 1: 10-4 قارن يو23: 20، أع18:
19، تث3: 26، يش19: 7، لا1: 5-6، عد5: 6،7

+ سر
الزيجة: (مت 4: 19-6) قارن (أف5: 31،32)

+ سر
الإفخارستيا: مت 26: 26-28)

بعض
العقائد:

+
الثالوث: (مت17: 3،5: 17،19: 28) انظر أيضا (1يو7: 5، 2كو14: 13، لو35: 1، يو26: 14،
يو26: 15

+
الملائكة:

+
أخيار وأشرار (مت25: 31، 41)

+ لا
يتناسلون (مت30: 22)

+
يقومون بعمل الحصادين عند نهاية العالم (مت13: 39، 31: 24)

+
الصوم: صوم الأربعين صوم سيدي صامه الرب يسوع المسيح (مت2: 4)، صوم الرسل (مت15: 9)

+
الصلاة الربانية (مت 9: 6-11) قارن (لو 1: 11-4)

+ لا
طلاق إلا لعلة الزنى (مت32: 5)

+ عدم
تعدد الزوجات: شريعة الزوجة الواحدة (مت4: 19-6)

+
البتولية (مت12: 19) قارن (1كو38: 7)

+
إمكانية ظهور القديسين المنتقلين بسماح من الله (مت3: 17، 52: 27-53)

+
الخدمات الثلاث لصلاة نصف الليل بالأجبية تذكرنا بالصلاة في بستان جثسيماني (مت36:
26-46)

+
الروح لا تموت (مت28: 10) قارن (لو12: 4، 5، لو19: 16-31، لو36: 20-38، رؤ9: 6-11،
جا7: 12، لو43: 23، في23: 1)

+
إضاءة الأنوار أمام أيقونات القديسين في الكنيسة مصداقا لقول السيد المسيح (مت 16:
5)

+
حرية الإنسان في اختيار الطريق الذي يريده (مت37: 23) قابل (2بط3: 9، 1تي2: 4،
مت21: 19)

انظر
كتاب دراسة لعقائد الكنيسة القبطية من خلال الإنجيل المقدس بقلم القمص بيشوي عبد
المسيح

 

شرح
لبعض النقاط الهامة

ما
معني عبور الكأس

 (مت26:
39و42)، لو42: 22)

هي كأس
الموت قبل الوصول إلى الصليب واستجيبت صلاته (عب5: 7، 8) وتم الفداء علي الصليب. وكان
المسيح في بستان جثسيماني بديلا عن الإنسان ولم يدع لاهوته يوقف عمل الناسوت
وخصائصه.

 وحينما
يقول (سمع له من أجل تقواه) فانه يجوز للرسول أن يصف المسيح بالتقوى وهي من صفات
الناسوت، كما جاز له أن يصفه بالطاعة (في8: 2)، وهو في هذه الحالة يطيع لاهوته هو
(كتاب عقيدة المسيحيين في المسيح لنيافة الأنبا يؤانس ص 234)

ولقد
استجيبت صلاة المسيح فلم يمت قبل الوصول إلى الصليب لأن التدبير الإلهي كان أن يتم
الفداء علي الصليب0

 

رقعة
جديدة وثوب عتيق

ما
ورد في مت9: 16و17 يعني أنه لا يمكن أن تضاف تعاليم جديدة علي طقوس وتقاليد
الفريسيين العتيقة وأنه كما أن الديانة الإنجيلية ونموها لا يمكن حصرها في نطاق
ضيق بال كطقوس اليهود الفريسية

 

الختان
كان رمزا للمعمودية

إن
علماء الفريسيين كان من رأيهم فرض الختان علي الأمم ثم جاء في الإنجيل للقديس متى
قول السيد المسيح " لقد جلس الكتبة والفريسيون علي كرسي موسى، فكل ما يقولون
لكم أن تحفظوه فاحفظوه واعملوا به، ولكن كأعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا
يعملون"مت1: 23-3 فلماذا لم يأخذ بطرس ويعقوب وبولس بفتواهم؟ ولماذا رفضوا أن
يسمعوا لهم؟

والإجابة:
بالنسبة لموضوع الختان فأمره أقدم كثيرا من وصايا وتعاليم الفريسيين، بل هو أقدم
من ناموس موسى (تك17)، (يو22: 7) فمن الواضح أن الختان لا يدخل في نطاق وصايا
الفريسيين وأوامرهم0 والختان كان رمزا للمعمودية (كو2: 11و12) نيافة الأنبا
غريغوريوس بجريدة وطني 15يناير 1995

 

آيات
عسرة الفهم

في
أناجيل متى ومرقس ولوقا

هذه
الأمور التي فيها أشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب
أيضا لهلاك أنفسهم (2بط3: 16)

[1]
ثلاثة اختلافات في سلسلتي الأنساب

 (مت
1: 1 – 17، لو 3: 23 – 38)

1-
خلاف في الأسماء

2-
القديس متى يبدأ بسلسلة الأنساب. أما القديس لوقا فيذكرها بعد العماد

3-
القديس متي يسرد الأنساب نازلا من الآباء إلى الأبناء. بينما القديس لوقا يصعد
بالأنساب من الرب يسوع إلى آدم إلى الله.

 (انظر
سنوات مع أسئلة الناس لقداسة الباباج7 سؤال 19ص27 لسنة1993 تأملات في الميلاد
لقداسته ص58 لسنة 1969)

 

1-
الخلاف في الأسماء:

القديس
متى سرد النسب الطبيعي للسيد المسيح، بينما سرد لوقا النسب الشرعي: في إنجيل متى
" يعقوب ولد يوسف رجل مريم " (مت 1: 16) وفى إنجيل لوقا (يوسف بن هالي)
(لو 3: 23).

أي أن
يوسف خطيب العذراء ينسب إلى أبوين، وذلك لأن يعقوب (أقرب الأنساب لهالي) اتخذ زوجة
هالي (بعد موت هالي) ليقيم له (لهالي) نسلاً حسب شريعة موسى (تث25: 5، 6). لذلك
كان يوسف ابنا طبيعياً ليعقوب، وابناً شرعياً لهالي.

و متى
من جانبه ذكر الآباء الطبيعيين ليوسف، ولوقا من جانبه ذكر الآباء الشرعيين.

ووصل
لوقا بالنسب الشرعي للمسيح حتى ناثان بن داود، ومتى وصل بالنسب الطبيعي حتى سليمان
بن داود. وتلاقى الاثنان عند داود. وبهذا سواء من الناحية الطبيعية أو الشرعية
يثبت نسب المسيح.. من حيث أنه ابن لداود، وابن لإبراهيم، وابن لآدم.

الناحية
الطبيعية أو الشرعية يثبت نسب المسيح.. من حيث أنه ابن لداود، وابن لإبراهيم، وابن
لآدم.

 

 

داود

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سليمان

 (داود
ولد سليمان)

مت1:
6

 

ناثان

 (ناثان
بن داود)

لو3:
31

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مت1:
13

زربابل

 (نقطة
التقاء)

لو3:
27

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أبيهود

 (زربابل
ولد أبيهود)

مت1:
13

 

ريسا

 (ريسا
بن زربابل)

لو3:
27

 

 

 

 

 

يعقوب

 

هالي

 

 

 

 

 

يوسف
خطيب العذراء

 (يعقوب
ولد يوسف رجل مريم)

مت1:
16

كان
يوسف ابنا طبيعيا ليعقوب

 

يوسف
خطيب العذراء

 (يوسف
بن هالي)

لو3:
23

كان
يوسف ابنا شرعيا لهالي

 

ملاحظة:

هناك
رأى آخر يقول: إن هالي (لو3: 23) هو يواقيم والد مريم العذراء وأن يوسف بزواجه من
مريم ابنة هالي (يواقيم) اعتبر ابنا لهالي الذي لم يكن له بنون.

 

 (2،3)
الخلاف في الصعود والهبوط وعلاقة ذلك بالعماد:

القديس
متى ينزل بالأنساب مشيراً إلى ربنا يسوع المسيح نازلاً ليحمل خطايانا لأنه من نسل
إبراهيم تتبارك به جميع الشعوب (تك12: 3) وهكذا لم يبدأ بآدم.

أما
القديس لوقا فقد ذكر الأنساب بعد العماد، لأن المعمودية تعطى التبني الحقيقي
السمائي (انظر المرجعين السابق ذكرهما لقداسة البابا شنوده الثالث).

 

ملاحظات
أخرى في سلسلة نسب المسيح

ابن
داود ابن إبراهيم: (مت1: 1)

قدم
داود على إبراهيم لأن إبراهيم أبا لأمم كثيرة غير الأمة التي يولد منها المسيح (تك17:
5، 6). أما داود فكان محصورا في دائرة إسرائيل الموعودة بمجيء المسيح (لو1: 32،
69)

يعقوب
ولد يهوذا وإخوته: (مت1: 2)

لم
يذكر إخوة إسحق [وهم إسماعيل من هاجر، وأولاد قطورة (تك1: 25، 2)] ولا عيسو أخا
يعقوب. ولكنه ذكر إخوة يهوذا لأنهم الأسباط الذين صار لهم الوعد بولادة المسيح (أع7:
8)

ويهوذا
ولد فارص وزارح من ثامار: (مت1: 3)

 ذكر
زارح مع أخيه فارص مع أن زارح ليس من أجداد المسيح، وذلك لأنهما كانا توأمين وخرج
فارص متعقبا، وسمي الآخر زارح (مشرقا) الذي على يده القرمز (تك38: 28 30)

أربع
نساء بعضهن زانيات والبعض الآخر أمميات:

ثامار
(تك38)، راحاب (يش2،عب31: 11)، راعوث (انظر سفر راعوث)، بثشبع امرأة أوريا الحثي (2صم11:
27، 12: 24، مت1: 5، 6) على أنه لم يذكر سارة ولا رفقة. ليبطل افتخار اليهود
الباطل بنسبتهم إلى إبراهيم لأنهم ظنوا أن مجرد انتسابهم إلى إبراهيم يكفي لدخول
الملكوت. ورفضوا الإيمان بالمسيح المخلص الوحيد (أع4: 12) لذلك وبخهم يوحنا
المعمدان (مت3: 9) وقال يوحنا الإنجيلي (يو1: 1113). إن المسيح لا يستحي بالخطاة،
ولا يعيب الزنبقة البيضاء أن أصلها في الطين. أولئك النسوة لم يصرن جدات للمسيح
إلا بعد أن تبن وآمن بالله وتزوجن زواجا شرعيا بأجداد المسيح. فثامار قال عنها
حموها (هي أبر مني تك38: 26) وضم الولدين في جدول أنسابه باعتباره وليا شرعيا له
حق إقامة النسل. وراحاب آمنت بالله إله إسرائيل (يش2، عب11: 31) وراعوث كان لها
إيمان ووفاء (را1: 16) حتى أن الوحي أفرد لها سفرا خاصا في الكتاب المقدس. وامرأة
أوريا تابت هي وداود عن خطيتهما وتزوجها داود زواجا شرعيا وأنجب منها سليمان جد
المسيح (2صم11: 27، 12: 24، مت1: 5، 6).

هل تبحث عن  م الله علم اللاهوت النظامى 24

 

سبب
الاهتمام بسلسلة الأنساب:

 حفظ
ميراث كل سبط، بيان السبط الذي يولد منه المسيح حسب النبوات.

 وإننا
نرى في هذه السلسلة زوال العالم ماثلا في سرعة مرور هذه الأجيال العديدة وزوالها
من هذه الحياة كما تمر أسماء الآباء الواردة في سفر التكوين حيث ختمت حياة كل منهم
بكلمة (ومات) (تك5) المصير الذي ينتهي إليه كل إنسان وهي كلمة (ومات) (جا7: 2) (تفسير
القمص سرجيوس)

ذكرت
سلسلة النسب في إنجيلين:

 وفي
هذا يقول كتاب اتفاق البشيرين: الأمر واضح أن القديس متى فضل أن يصل في السلسة إلى
يوسف، لذلك استحسن الروح القدس أن يلهم بكتابة سلسلة أخرى لا بد أن تكون سلسلة أم
يسوع القديسة مريم

من هو
هالي؟

 هو
الأب الشرعي ليوسف لأن يعقوب اتخذ زوجة هالي بعد وفاته ليقيم لهالي نسلا (تث25: 5،
6). أو أن يكون هالي هو يواقيم والد مريم العذراء فيصير يوسف ابنا شرعيا لهالي
والد مريم الذي ليس له ولد. لأنه قد جرت العادة عند اليهود بأنه قلما توضع البنات
في جدول الأنساب بل يوضع زوج البنت مكانها كابن شرعي لأبيها الذي ليس له ولد.
ولذلك نسب يوسف لهالي والد مريم.

لماذا
ذكر يوسف في سلسلة الأنساب للسيد المسيح مع أنه لم يكن أبا حقيقيا للمسيح بل كان
أبا اعتباريا؟

السبب
قي ذلك أن يوسف كان يعتبر أبا ليسوع بالجسد، وقيل إن سلسلة إنجيل لوقا هي سلسلة
مريم الطبيعية0

 

[4]
ما قيل بإرميا النبي

"
حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي.. الخ " (مت27: 9 مع زك 11: 12، 13) هذه النبوة
موجودة في سفر زكريا وليست في سفر إرميا.

قال
البعض إن سفر إرميا كان اسما لمجموع النبوات في كتاب واحد.

و قيل
إن إرميا كان قد ذكرها لفظا دون أن يدونها، وعنه أخذها زكريا. أما القديس متى
فنسبها إلى إرميا، أي إلى من نطق بها أولا. (لاحظ النبوة الخامسة من باكر الجمعة
العظيمة منسوبة إلى إرميا مع أنها تحتوي على آيات من إرميا ومن زكريا.)

 

[5]
قوما لا يذوقون الموت

إن من
القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت.. الخ (مت16: 28)

لا
يذوقون الموت: شبه الموت بشراب مر حتم على الإنسان أن يشربه. وطبعاً الملكوت
الأبدي ليس هو المقصود هنا (سنوات مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنوده الثالث
ج1ص60 سنة1982) (سؤال رقم38).

 

آتياً
في ملكوته: أي في عظمته وبهائه الملكي. وفى أمر هذا الإتيان ثلاثة آراء:

1-
تجلى المسيح الذي حدث بعد ذلك بستة أيام (مت17: 1). وهذا التجلي كان عربون مجيئه
الثاني، ويوافق هذا الرأي قول بطرس الرسول عن التجلي " عرفناكم بقوة ربنا
يسوع المسيح ومجيئه.. إذ كنا معه في الجبل المقدس " (2بط1: 16 – 18)

2-
حلول الروح القدس يوم الخمسين وتأسيس الكنيسة ونشر الإنجيل (يو14: 18). المقصود
ملكوت الله الذي انتشر بالإيمان بالفداء، وقد أتى هذا الملكوت بقوة، بالقوة التي
نالوها من الأعالي حين حل الروح القدس عليهم.

3-
خراب أورشليم الذي حدث بعد هذا بنحو أربعين سنة (يأتي ويهلك هؤلاء الكرامين ويعطى
الكرم لآخرين) (لو20: 16، مت 21: 40، 41).

 

[6]
أشربه معكم جديدا

 "
إني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذه إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في
ملكوت أبى " (مت26: 29)

لا
أشرب من نتاج الكرمة: لا أحضر معكم هذا العشاء الرباني ثانية على الأرض بالجسد.

أشربه
معكم: كناية عن المسرات الروحية السماوية التي سيستمتع بها القديسون في شركة دائمة
مع الرب يسوع (لا توجد في السماء مشتهيات جسدية).

ما
معنى ملكوت أبى: السماء هناك في ملكوت السموات، كما قال (في بيت أبي منازل كثيرة (يو14:
2). علما بأن ملكوت الآب مت26: 29 هو ملكوت المسيح (لو22: 30، رؤ1: 9) ونقلنا إلى
ملكوت ابن محبته (كو1: 13) جعلنا ورثة ملكوت المجد. كما أن عرش الآب هو عرش الابن
(رؤ3: 21).

 

[9]
ما جئت لأنقض بل لأكمل

"
لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل " (مت5: 17
مع مزمور 19: 7).

لا
ينقض: لا يلغى ولا يبطل الناموس، لأن الناموس تنبأ عنه وعن مجيئه (إن العهد الجديد
مخبوء في العهد القديم. والعهد القديم مكشوف (واضح) في الجديد).

أكمله:

أ-
بطاعته

ب-
تتميم نبواته ورموزه

ج-
بتفسيره وإظهار معناه

د-
يعطى نعمة لتنفيذه: إن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة (فى2:
13). (ولكن ما أنا بل نعمة الله التي فيّ) (1كو15: 10)

 (مقال
في وطني لقداسة البابا شنوده الثالث بتاريخ 25/2/1996]

 

[10]
ما جئت لألقى سلاما بل سيفا

"
لا تظنوا أنى جئت لألقى سلاماً على الأرض.ما جئت لألقى سلاماً بل سيفاً " (مت10:
34)

السيف
لا يمسكه المسيحي بل يتعرض له. هو سيف الاضطهاد، أو سيف المسيح على الشيطان. عندما
رفع بطرس سيفه انتهره الرب يسوع (مت26: 52). " وإذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية
بل قادرة بالله على هدم حصون " (2كو10: 4)

 

[13]
يدعى أصغر في ملكوت السماوات

"
فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات
" (مت5: 19).

المقصود
هنا. بملكوت السموات: ملكوت المسيح، كنيسة العهد الجديد.

أصغر
في ملكوت السموات: أي غير أهل للملكوت السماوي إلا بالتوبة. (أي في نظر الله
والقديسين يعتبر حقيراً وبالتالي غير أهل للملكوت السماوي تفسير القمص سرجيوس).

ملكوت
السموات: ملكوت النعمة، عهد الإنجيل كما جاء في (مت4: 17) قول السيد المسيح "
توبوا لأنه قد اقترب منكم ملكوت السموات ". انظر أيضاً (مت3: 2، مت 10: 7،
مت13: 24، 25: 1)، (ملكوت الله: مت21: 43، أع 1: 3].

ينقض:
يلغى (مت5: 17) والإشارة هنا إلى الناموس الأدبي.

الوصايا
الصغرى: في ذاتها، أو من حيث إمكانية التخلص منها، أو في اعتبار الناس لها. أما في
نظر الله فيكون قد أثم في الكل (يع 2: 10).

ملاحظة:
ملكوت السموات (مت 3: 2): عصر الإنجيل

 (تفسير
اللجنة الأرثوذكسية – دار المعارف).

 

[14]
من له يعطى فيزداد

"
لأن كل من له يعطى فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه " (مت 25: 29).، (مت
13: 12).

الأمين
الذي له الأعمال الصالحة يجازَى بأن يوكل إليه أكثر. ومن ليس له شيء يدل على
اجتهاده وأمانته وحسن تصرفه بوكالته، تؤخذ منه المواهب والوسائل والوكالة. صاحب
الوزنة أخذت منه وأعطيت للذي له العشر وزنات. ولقد أخذ الكرم من الكرامين الأردياء
وأعطي لآخرين (مت21: 41)

 

[15]
أعداء الإنسان أهل بيته

 (مت10:
36، مي7: 6)

هذه
العبارة قيلت في مناسبة معينة، ولا تؤخذ بالمعنى العام، لأن الكتاب يوصينا بأهل
بيتنا (1تى5: 8).

هذه
العبارة قيلت في مناسبة هذا الإيمان الجديد الذي ينشره السيد المسيح، فيقبله بعض
أفراد الأسرة ويرفضه البعض الآخر.

المعاني
الأخرى لهذه العبارة: يكون أعداء الإنسان أهل بيته:

1-
إذا أبعدوه عن الإيمان

2-
إذا أحبهم أكثر من الرب (مت10: 37)

3-
وقوفهم ضد تكريس الإنسان لله

4-
إرغامه على الزواج من شخص معين

5-
التدخل في منعه من الصوم أو الخدمة

6-
إذا طلبت منه الأسرة الدفاع عنها بالكذب

7-
بالقيادة الخاطئة والقدوة السيئة

 (سنوات
مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنوده ج5 سؤال 16)

 

[16]
هل قطف السنابل سرقة؟

 (مت12:
1، مر2: 23، لو 6: 1)

لم
يكن ذلك سرقة، لأن الشريعة كانت تصرح به (تث23: 24، 25). كان مصرحاً للجائع أن
يأكل، ولكن لا يأخذ معه شيئاً من السنابل، ولا يستخدم منجلاً. ولقد وجه الفريسيون
لتلاميذ المسيح تهمة كسر السبت (مت12: 2) فقط وليس السرقة. (انظر سنوات مع أسئلة
الناس لقداسة البابا شنوده الثالث ج1 سؤال 34ص56 لسنة 1982)

 

[18]هل
نحفظ الختان

إن
علماء الفريسيين كان رأيهم فرض الختان على الأمم ثم جاء في الإنجيل المقدس للقديس
متى قول السيد المسيح " على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا
لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا
يفعلون " (مت23: 13) فلماذا لم يأخذ بطرس ويعقوب وبولس بفتواهم؟ لماذا رفضوا
أن يسمعوا لهم؟

الجواب:
بالنسبة لموضوع الختان فأمره أقدم كثيراً من وصايا وتعاليم الفريسيين، بل هو أقدم
من ناموس موسى (تك17)، (يو7: 22). فالواضح أن الختان لا يدخل في نطاق وصايا
الفريسيين وأوامرهم. والختان كان رمزا للمعمودية (كولوسى2: 11، 12). (وطني 15
يناير 1995 لنيافة الأنبا غريغوريوس)

 

[19]
طوبى لعيونكم لأنها تبصر

 (مت
13: 16)

لا
يتحدث عن عيون الجسد، بل عن بصيرة الروح (من هو الإنسان لقداسة البابا شنوده
الثالث ص113) يتحدث هنا عن تحقيق المواعيد ونوالها. أفضلية أهل العهد الجديد على
أهل العهد القديم هي أنهم نالوا المواعيد. أما أهل الإيمان في العهد القديم فلم
ينالوا المواعيد ولكنهم من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها (عب 11: 13)، وذهبت أرواحهم
إلى الجحيم ثم نقلهم المسيح بعد الصلب إلى الفردوس (نزل إلى الجحيم من قِبَل (عن
طريق) الصليب).

 

[20]
علم الساعة (مر 13: 32، مت 24: 36)

"
وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الذين في السماء ولا
الابن إلا الآب " (مرقس 13: 32) "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم
بهما أحد، ولا ملائكة السموات إلا أبى وحده " (مت 24: 36). (ذلك اليوم: أي
يوم الدين. يوم الدينونة وساعتها)

1- لا
يعلم علم من يشهره على الناس، لأنهم لو عرفوا أن ذلك اليوم بعيد لغفلوا عن
الاستعداد له وأهملوا السهر والانتظار. ولو عرفوا أنه قريب لخافوا وعجزوا عن
القيام بما يجب عليهم.

و عدم
المعرفة في هذه الحالة ليس معناه الجهل ولكن معناه الرغبة في عدم إفشاء السر. كما
أن واضع الامتحان إذا سئل عما إذا كان هذا الجزء سيأتي ضمن أسئلة الامتحان يقول: لا
أعرف.

و كما
سيقول المسيح له المجد في اليوم الأخير للأشرار " إني لم أعرفكم قط. اذهبوا
عنى يا فاعلي الإثم. (مت 7: 23). أي لا أعترف بكم كخاصتي أو كتلاميذي.

2-
إنه كان يعرف كل شئ، ولكنه أراد أن يوضح أن هذه المعرفة مصدرها اللاهوت وليس
مصدرها الناسوت.

3- إن
الأفعال الإلهية الخارجية وإن كانت مشتركة بين الأقانيم الثلاثة إلا أن بعضها ينسب
لأقنوم الآب، وبعضها ينسب لأقنوم الابن، وبعضها ينسب لأقنوم الروح القدس.

 

أفعال
التدبير تنسب للأب، والحكمة والفهم والدينونة تنسب للابن، والتعزية والمواهب تنسب
للروح القدس

 أعمال
الدينونة تنسب للابن (يو5: 22، 27) وهذا لا ينفي كون الآب ديانا (لأن الله هو
الديان مز50: 6) كما أن التعزية والمواهب تنسب للروح القدس (يو14: 26)، المواهب (1كو12:
12). هذا لا ينفي أن يكون الآب معزيا وكذلك الابن أيضا (يو14: 16، لو2: 15) وهذا
لا ينفي أيضا أن الآب يعطي المواهب (يع1: 17).

و حيث
أن معرفة يوم الدينونة ورسمه من فعل التدبير فهذا يختص بالآب. غير أن هذا لا ينفى
اشتراك الابن والروح القدس معه، لأن الجوهر واحد. كما أن نسبة التعزية للروح القدس
فإن هذا لا ينفي نسبتها للآب وللابن.

كما
أن اختصاص الابن بالدينونة (يو5: 22) لا ينفى نسبتها للثالوث القدوس، لأن الجوهر
واحد.

فالمسيح
فاحص الكلى والقلوب (رؤ2: 23، مت9: 4، يو21: 17، يو16: 30) وهو القائل: كل ما للآب
هو لي (يو16: 15، 17: 10). وهو الذي قيل عنه أنه (عقل الله وحكمته (1كو1: 24). وهو
الذي يعرف الآب تمام المعرفة (مت 11: 27) وهو المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم
(كولوسي 2: 2، 3).

كما
أن الروح القدس يفحص (يعْلم) كل شئ حتى أعماق الله (1كو 2: 10، 11).

كلمة
(وحده) (مت24: 36)، كلمة (وحدك): (يو17: 3)

انظر
(الكرازة بتاريخ 27/10/1995). هذه الكلمة يقصد بها: وحدانية الله، وأنه ليس كآلهة
الوثنيين أو الذين دعوا آلهة تشريفا (خر 4: 16، خر 7: 1)، (مز 82: 6 مع يو10: 35).
هذه الكلمة: إن وردت عن الصفات الإلهية المشتركة أو عن الأعمال الإلهية: إن قيلت
عن أقنوم فإنها تقال عن الأقنومين الآخرين. فإن قيلت عن الآب فإنها تشمل الابن
أيضاً لأن الآب غير منفصل عن الابن ولا عن الروح القدس فالجوهر واحد.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر اللاويين 03

أمثلة:

1-
قيل عن الآب " الذي وحده له عدم الموت " (1تى6: 16)

هذه
الصفة هي للابن أيضا (فيه كانت الحياة) (يو1: 4)، (أنا هو الطريق والحق والحياة) (يو14:
6). (أنا هو القيامة والحياة) (يو11: 25)، المسيح (له الحياة في ذاته) (يو5: 26).
وطبعاً صفحة (عدم الموت) تطلق على الروح القدس الذي هو أقنوم الحياة.

2-
قيل عن الابن (ليس بأحد غيره الخلاص) (أع4: 11، 12) قارن إش43: 11: فهل معنى هذا
فصل الخلاص عن الآب؟! هل يوجد خلاص بدون الآب؟! (يو3: 16).

3-
هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك.. الخ (يو17: 3): هل توجد حياة أبدية بدون
الابن؟! (يو3: 36، 20: 31، 6: 54)، (يو3: 16، يو10: 28)

4-
" مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد " (مت 4: 10) فهل هذا يعنى
السجود للآب فقط؟! أليس المسيح أيضاً نسجد له ونعبده: مت28: 9، يو9: 35 – 38، دا7:
14، في2: 10، عب1: 6، اش6 مع يو12: 41، رؤ5: 12، 13).

مساواة
الأقانيم: مت 28: 19، 2كو13: 14، 1يو5: 7

5-
معرفة الساعة نسبت للآب (مر 13: 32، مت 24: 36) وهذا لا ينفى معرفتها للابن وللروح
القدس. كما أن الدينونة نسبت للابن (يو5: 22) وهذا لا ينفى نسبتها للثالوث القدوس
لأن الجوهر الإلهي واحد.

6-
قيل عن الآب " لكن لنا إله واحد: الآب " (1كو 8: 6) فهل معنى ذلك نفى
الألوهية عن الابن، وعن الروح القدس؟!

و قيل
عن الابن " ورب واحد: يسوع المسيح " (1كو 8: 6) فهل معنى هذا نفى
الربوبية عن الآب وعن الروح القدس؟!

المسيح
إله (يعبد): اش9: 6، رو9: 5، 1يو5: 20، يو20: 28

المسيح
هو الله: مت 1: 23 مع اش7: 14، 1تى3: 16، يو1: 1، أع 20: 28، عب 1: 8، 9 مع مز 45:
6، 7، أع16: 31، 34

الآب
هو الرب: خر 20: 2، 5، مز 110: 1

الروح
القدس: هو الرب (2كو3: 17). هو الله: (أع5: 3، 4) نسجد له (يو4: 24)

 

[23]
التجديف على الروح القدس (مت 12: 31، 32).

 (1)
من المناسبة التي قيلت فيها، يفهم أن من ينسب معجزات المسيح إلى بعلزبول يكون
مجدفا على الروح القدس، وبالتالي يكون مجدفا على المسيح وذلك لأن معجزات المسيح
تبرهن على أنها بقوة روحه القدوس (مت 12: 28).

 (2)
هي خطية اليأس من رحمة الله (خطية يهوذا)، فقدان الرجاء.

 (3)
الإصرار على الخطية حتى الموت.

 

و هي
خطية لا تغفر، ليس لأن رحمة الله أضيق من أن تتسع لغفران هذه الخطية، ولكن لأن
مرتكب هذه الخطية لا يمكنه أن يقدم على التوبة، فهو لم يرتكب الخطية عن جهل كما
فعل بولس قبل إيمانه بالمسيح " كنت قبلاً مجدفا ومضطهداً ومفترياً. لكنى رحمت
لأني فعلت بجهل في عدم إيمان " (1تى1: 13)، ولم يرتكبها عن ضعف كما فعل بطرس
الذي أنكر سيده أمام جارية. ولكن من يرتكب خطية التجديف على الروح القدس، إنما
يرتكبها عن تحد وعناد ومعرفة وإصرار حتى الموت. إذا فالسبب في عدم المغفرة هو أن
الناس فقدوا القدرة على التوبة لأنهم فقدوا الرغبة في التوبة. قال آباء الكنيسة (ليست
خطية بلا مغفرة إلا التي بلا توبة).

 

[24]
لا تدعوا لكم أبا على الأرض

 (حينئذ
خاطب يسوع الجموع وتلاميذه قائلا.. ولا تدعوا لكم أبا على الأرض لان أباكم واحد
الذي في السماوات مت 23: 9)

 

لو
أخذنا هذا الكلام على حرفيته، لكانت النتيجة إلغاء الأبوة الجسدية أيضاً، لأن هذا
الكلام لم يستثن الأبوة الجسدية. وطبعاً لا يمكن أن يكون السيد المسيح قد ألغى
الأبوة الجسدية لأنه أكد على وصية إكرام الأب والأم (مت 15: 3، 4) قارن (خر20: 13)،
(تث5: 16). وتحدث عن الأبوة الجسدية في (لو15: 12، 18). كم أن بولس الرسول أكد على
أهمية وصية إكرام الأب والأم (أفسس 6: 2،4، كو3: 21).

الأبوة
الروحية: أما بخصوص الأبوة الروحية، فنجد أبوة إبراهيم في العهدين القديم والجديد
تك17: 5، (رومية 3: 11، 12)، (رومية 4: 11)، (غل 3: 6، 7 و29) "ولدتكم في
المسيح يسوع بالإنجيل " (كو4: 14 – 17): أبوة الإيمان، وفى الكرازة والتعليم.
قال القديس استفانوس (أيها الرجال الإخوة والآباء) (أع 7: 2). وكذلك فعل بولس
الرسول (أيها الرجال الإخوة والآباء) (أع 22: 1). قال أليشع لإيليا عند صعوده (يا
أبى يا أبى) (2 مل 2: 12). وقال يوسف الصديق "إن الله جعلني أبا لفرعون وسيدا
لكل بيته " (تك45: 8)

 لا
تدعوا لكم أبا على الأرض بمعنى عدم الاتكال على أحد غير الله وحده.

ويوجد
رأي في (كتاب الكهنوت ج1 لقداسة البابا شنوده الثالث ص76) يقول: إن عبارة "
لا تدعوا لكم أبا على الأرض " موجهة للرسل وحدهم الذين قالوا مرة للمسيح
" ألنا قلت هذا المثل أم قلته للجميع " (لو 12: 41). هذه العبارة للرسل
ولخلفائهم الذين ليس لهم آباء على الأرض.

 

[25]
ولا تُدعَوا معلمين، لأن معلمكم واحد المسيح (مت 23: 10)

لا
يقصد السيد المسيح إطلاقا إلغاء التعليم، لأنه دعا إلى ذلك بقوله " وعلموهم
أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به " (مت28: 19).

ولكنه
يقصد أن لا نقبل من إنسان تعليمه الذاتي لأننا نسير وراء تعاليم المسيح لا تعاليم
بشرية.

ويقول
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنوده الثالث ص62 لسنة 1985: إنما عبارة " معلمكم
واحد هو المسيح " قالها السيد لرسله فقط، وليس لجميع الناس. وتنطبق على
خلفائهم. " أم المعلم ففي التعليم " (رومية 12: 7). " وضع في
الكنيسة أولاً رسلاً، ثانياً أنبياء، ثالثاً معلمين " (1كو 12: 28). "
والبعض رعاة ومعلمين " (أف 4: 11،أع13: 1) من شروط الأسقف أن يكون (صالحا
للتعليم 1تي3: 2 (الكهنوت لقداسة البابا شنوده الثالث ص60)

لا
يصح أن يتخذ أحد التلاميذ لقب (المعلم) لنفسه كما لو كان هو المعلم الأعظم وصاحب
التعليم الأصيل. المقصود عدم التطلع إلى العظمة العالمية (تفسير اللجنة
الأرثوذكسية). على المعلم ألا يتهافت على طلب الكرامة (تفسير إنجيل متى للأنبا
أثناسيوس مطران بني سويف) أن يتهافت المعلم على طلب التوقير ويغتاظ إن لم يقدم له
فهذه خطية (تفسير متى هنري تعريب القمص مرقس داود)

 

 [26]
لا تُدعَوا سيدي (مت 23: 8)

يوصيهم
بالتواضع وعدم التطلع إلى العظمة العالمية ورفض شهوة التسلط. (لا تطلبوا أن يقال
لكم ربي مثل اليهود) فالله هو صاحب السلطان الأعلى (انظر تفسير اللجنة الأرثوذكسية
ص 227

بولس
الرسول قبل من سجان فيلبى أن يدعوه هو وسيلا (سيديَّ) (أع 16: 30). وهذا النظام
موجود في الأرض (مت24: 46). قال يوسف الصديق (جعلني (الله) أبا لفرعون وسيدا لكل
بيته) (تك45: 8). قال الرب لموسى " أنا جعلتك إلها لفرعون " (خر 7: 1)
وقوله أيضاً لموسى عن هرون." هو يكون لك فما. وأنت تكون له إلهاً " (خر
4: 16). إلها: بمعنى سيداً. " كن سيدا لإخوتك وليسجد لك بنو أمك " (تك27:
29) "هأنذا أصيّرهم يأتون، ويسجدون (يخضعون) أمام رجليك، ويعرفون أنى أنا
أحببتك " (رؤيا 3: 9).

ملاحظة:
الأسقف أو البطريرك هو أيضاً يسجد للناس في بداية القداس قائلاً للشعب (أخطأت
سامحوني) (الكهنوت لقداسة البابا شنوده الثالث ص163سنة1985).

 

[27]
وأنتم جميعا إخوة (مت 23: 8)

الاخوة
ليسوا متساوين في المواهب ولا في الاختصاصات 1كو 12: " 28 أف 4: 11

+ كان
يعقوب أخا لعيسو ومع ذلك قال له الرب وكن سيدا لاخوتك وليسجد لك بنو أمك تك27: 29

+ سبط
لاوي كان أخا لباقي الأسباط ولكن كان فيه وحده كهنوت بل تخصص فيه بنو هرون ونقرأ
عن رؤساء كهنة لو 22: 50 يو18: 3 و10 و13

+
والرئاسات في الكنيسة لتوزيع المسئولية وليس للتسلط ومحبة العظمة

+ أن
كان الإنسان يوقر معلمه فهذا أمر ممدوح (1تي5: 17)

 (الكهنوت
لقداسه البابا شنوده الثالث ص 83 لسنه 1985)

 

[28]
شفاء أعميين في أريحا (مت 20: 29 – 34، مر10: 46 – 52، لو18: 35 – 43)

"
وفيما هم خارجون من أريحا تبعه جمع كثير. وإذا أعميان جالسان على الطريق " (مت
20: 29، 30).

و
فيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه وجمع غفير كان بارتيماس الأعمى ابن تيماوس
جالساً على الطريق يستعطى " (مر10: 46)

"
ولما اقترب من أريحا كان أعمى جالساً على الطريق يستعطى " (لو 18: 35).

ملاحظة:
بارتيماوس اسم أرامى معناه " ابن تيماوس " (قاموس الكتاب المقدس). اسمه
وكنيته (مشكاة الطلاب).

تيماوس
معناه (معتبر) انظر كتاب " من الألف إلى الياء في معاني الأسماء – إعداد أحد
رهبان دير السريان تقديم نيافة الأنبا يوسف الأسقف العام ص 34 ".

في
هذه المعجزة نجد صعوبتين:

1-
عدد العميان الذين نالوا الشفاء.

2- هل
حدثت المعجزة عندما كان السيد المسيح خارجا من أريحا، أم عندما كان داخلا إليها؟

 

أولاً:
عدد الذين نالوا الشفاء

ذكر
القديس متى أن السيد المسيح شفى أعميين، بينما اقتصر كل من مرقس ولوقا على ذكر
أعمى واحد (مع عدم ذكر كلمة " واحد ")، وكان بارتيماوس الأعمى أكثر شهرة
فاكتفى كل من مرقس ولوقا بذكره. والقولان ليسا متناقضين كما نقول (نزل البرَد) أو
(نزل البرد والمطر).

و حدث
قبل هذا في أمر المجنونين في جدرة إذ اكتفى مرقس ولوقا بذكر أحدهما، وذكر متى
الاثنين (مت8: 28، مر 5: 2، لو 8: 27).

و
كذلك ذكر متى الأتان والجحش، واقتصر مرقس ولوقا ويوحنا على ذكر الجحش (مت 21: 2،
مر 11: 2، لو 19: 30، 12: 14).

 

ثانياً:
هل حدثت المعجزة عندما كان السيد المسيح خارجا من أريحا أم عندما كان داخلا إليها؟
نذكر أهم الآراء:

 

1- إن
السيد المسيح شفى أعميين (مت 20: 30)، أحدهما عند دخوله المدينة (لو 18: 35)،
والثاني عند خروجه منها (مر10: 46). فذكر متى الآيتين مرة واحدة.

 (حل
مشاكل الكتاب المقدس للقس منسى يوحنا، مشكاة الطلاب ص472 رقم 207 للأنبا إيسيذورس،
شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، حواش ترجمة الآباء اليسوعيين)

 

2-
يحتمل أن بارتيماس الأعمى اجتاز مع الجمع عندما دخل السيد المسيح إلى أريحا. وانضم
إليه أعمى آخر، وصرخا معا إلى المسيح. وشفاهما السيد المسيح حينما كان خارجا من
أريحا. [الكنز الجليل في تفسير الإنجيل، شبهات وهمية حول الكتاب المقدس)،

[Scripture Manuals for Catholic Schools St. Mark (10: 46)]

 

3- ظن
آخرون أن الحادثة التي ذكرها القديس متى هي غير الحادثة التي ذكرها القديس لوقا
ولكنها معجزة منفصلة عنها. ويكون السيد المسيح قد شفى ثلاثة عميان في أريحا. ولعل
السيد المسيح أبرأ الأعمى الذي ذكره القديس لوقا وذلك عند دخوله أريحا (لوقا 18: 35)
وشاع خبره حتى بلغ الأعميين الآخرين فلاقياه وهو خارج من المدينة وشفاهما (مت 20: 29،
30).

 (الكنز
الجليل في تفسير الإنجيل، شبهات وهمية حول الكتاب المقدس)،

 (St Matthew. Edited With Notes for the use of Schools. Cambridge1939)

 

4-
هناك رأى آخر مذكور في (شرح بشارة لوقا للقس إبراهيم سعيد): يقول يوسيفوس (حجة
التاريخ اليهودي) بوجود مدينتين في وقت المسيح باسم أريحا – إحداهما أريحا القديمة،
والثانية أريحا الحديثة. فيكون إذاً من المعقول أن الأعميين كانا موجودين بين
المدينتين. فرآهما المسيح عند خروجه من إحدى المدينتين، وحين اقترابه من الثانية.و
أحد البشيرين. يكتب عن أريحا القديمة، والآخر يحدثنا عن أريحا الحديثة.

 

و في
الغالب كان أحد الأعميين متقدما في الكلام ومشهورا أكثر من الثاني فيكون هو الشخص
الذي ذكره مرقس ولوقا.

 

[29]
الربا (مت25: 27، لو19: 23)

 (لكي
أسترده عند عودتي مع فائدته مت25: 27 كتاب الحياة) (فكنت أستوفيه مع الفائدة عند
عودتي (لو19: 23) كتاب الحياة)

 الربا
من قرض الاستهلاك حرام (قرض الاستهلاك هو ما يعطى لفقير محتاج ليسد به عوزه في
طعام أو شراب أو لباس أو مسكن) ولكن الربح من قرض الإنتاج (في شركة مثلا) فهو حلال.

 تحريم
الربا: خر22: 2527، 18: 5، 8، 17 (خر18: 1113) لا25: 3538، تث23: 19،20، مز15: 5،
أم28: 8

 أما
عائد الإنتاج فلقد مدحه السيد المسيح في أكثر من مثل: مثل الوزنات (مت25: 1430)
ومثل الأمْناء (لو19: 1619) (وطني 9/2/2003 للمتنيح الأنبا غريغوريوس)

 

[30]
لماذا عجز التلاميذ عن إخراج الشيطان؟ (مت17: 1921، مر9: 28،29)

الجواب:
لتقاعسهم في الصلاة والصوم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي