الإصحَاحُ
الثَّانِي

رسائل
إلى أربعة كنائس

 أتجاهات
التفسير: رجاء مراجعة مقدمة تفسير الأصحاح الأول.

 اولا:
كنيسة أفسس: (2: 1 – 7).

أسقف
هذه الكنيسة كان على الأرجح القديس تيموثاوس والكلام موجه إلى الكنيسة كلها وليس
فقط إلى تيموثاوس الذى وصفه بولس بأنه " العامل معى " (رو 16: 21)
و" الأمين فى الرب " (1 كو 4: 17)، " والأبن الصريح فى الأيمان
" (1 تى 1: 2)، و" انسان الله " (2 تى 3: 10).

وكثيرا
ما يكون حديث الرب للأب الراعى لكى يسمعه الأولاد فيصححوا مسارهم الخاطىء.

1- كما ذكرنا تشير الأفتتاحية
إلى ضابط الكل، الممسك السبعة كواكب (الأساقفة) والماشى وسط السبع منائر (الكنائس).

2- وصف الحالة:

+
أعمال مقدسة وتعب وصبر فى الخدمة.

+ رفض
للشر والأشرار.

+
اختبار لمدعى الرسولية والخدمة وكشف لهم.

+
بغضة أعمال النقولاويين اتباع نيقولاوس الذى يرى الشراح أنه كان يدعو إلى "
الزواج على الشيوع ".

+
برودة بدأت تدب فى المحبة الأولى، فمع أن العصر الرسولى انتشرت فيه المسيحية فى كل
العالم إلا أنه لم يسلم من بعض الهراطقة مثل دعاة الردة إلى اليهودية، ودعاة
الخلاص بالمعرفة العقلانية أى الغنوسيين ودعاة النسك المنحرف وقمع الجسد، ودعاة
" عبادة الملائكة " وهكذا.

 3- الرسالة:

"
اذكر من أين سقطت وتب " فهناك نقطة نزل من عندها المنحنى، يجب أن تدرس أين
هى؟ وما السبب فى فى بدء الأنحدار هذا؟ وحين نكتشف أصل الداء يسهل العلاج، أما إذا
عرف الأنسان سر الأنحدار ولم يهتم بإصلاح حاله والعودة إلى محبته الأولى وتكريسه
الأول فإن الله يهدده بأنه سيزحزح منارته من مكانها وبالفعل أين المسيحية الآن فى
تركيا؟ لقد انتهت منذ فترة طويلة وإلى يوم لا يعلمه إلا الله.

4- الوعد:

من
يغلب سيأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله حيث يسوع الماشى وسط المناير
السبعة.

 ثانيا:
كنيسة سميرنا (2: 8 – 11).

أسقف
هذه الكنيسة كان هو القديس " بوليكاربوس " (أى كثير الثمار " أسقف
أزمير – وهو الذى استشهد حرقا بالنار سنة 169 م، ويعتبر تلميذا مباشرا للرسول
يوحنا، وخادما ناريا ممتلئا محبة، لما ثار الأضطهاد أصر تلاميذه على تهريبه ليرعاهم
ويشددهم فرأى الوسادة تحترق تحته فى رؤيا فعرف أن الله يدعوه للأستشهاد حرقا
بالنار، وهكذا سلم نفسه للجند ورفض كل إغراءات الحاكم، كما رفض أن يربطوه فى
العمود الخشبى وسط كومة من الحطب وصلى وأحرقوه، لكن النار كانت كشراع من حوله فلم
يمسه سوء، ولما أندهش الناس طعنه جندى بحربة استنزفت دماءه الغزيرة الطاهرة بقوة
ثم انطفأت النار.

 وصف
عناصر الرسالة:

1- الأفتتاحية: من الأول والآخر،
الميت القائم حيا.. هذا تشجيع للمؤمنين على الموت حبا فى المسيح بكر الراقدين.

2- وصف الحالة:

+ لا
نسمع كلمة تأنيب واحدة، فهى كنيسة الشهداء، كنيسة الحب الباذل حتى الموت.

+
أعمال مقدسة.

+
ضيقة كالطحن.

+ فقر
مادى وغنى إيمان.

+
تجديف اليهود يحتملونه فى صبر.

+
الآم قادمة فى حلقات عشر حسب عدد أباطرة الرومان القساة من نيرون إلى دقلديانوس.

+ سجن،
بإيحاء من الشيطان.

 3-
الرسالة: " كن أمينا إلى الموت " أى إلى حد الأستشهاد، " فسأعطيك
إكليل الحياة " فليس المهم حياة هذا الدهر بل الدهر الآتى.

4-
الوعد: " من يغلب لا يؤذيه الموت الثانى ".. لأن الشهيد يموت الموت
الأول الجسدى، ولكنه لا يموت الموت الثانى الأبدى، وهذا هو الأخطر.

 ثالثا:
كنيسة برغامس: (2: 12 – 17).

أسقف
هذه الكنيسة كان يدعى على الأرجح " كاربوس " وهذا خليفة أنتيباس الأمين
الذى كرز بأسم المسيح بأمانة فى رغامس الممتلئة من فعل الشيطان حيث دعيت "
كرسى الشيطان " وإذ انتصر أنتيباس على الشيطان فى مواقع كثيرة كالكرازة
والطرد من أجساد البشر هيج عليه الوثنيين فطرحوه فى إناء نحاس، وأشعلوا النار تحته
ليعذبوه حتى مات.

 عناصر
الرسالة:

(1) الأفتتاحية: من الذى له
" السيف الماضى ذو الحدين " أى سيف الكلمة، فهذه الكنيسة بها انحرافات
كثيرة وتحتاج إلى سيف الكلمة.

(2) وصف الحالة:

 +
أعمال مقدسة فى مكان نجس يسكنه الشيطان.

+
تمسك بأسم المسيح وعدم انكار للحق الإلهى رغم ضغوط العدو.

+
تقديم شهداء مثل أنتيباس الأمين.

+
البعض يعيشون حسب تعاليم بلعام الذى نصح بالاق أن يلقى معثرة أمام بنى إسرائيل
ليتخلى عنهم الرب وهى أن يأكلوا مما ذبح للأوثان وأن يزنوا (انظر سفر عدد 24، 25،
31، 2 بط 3: 15).

+
والبعض الآخر يتمسكون بتعليم نيقولاوس عن الزواج الجماعى.

 (3)
الرسالة: من يغلب سيأكل من المن المخفى (المسيح فى السماء المن الحقيقى) ويأخذ
حصاة بيضاء (كانت تعطى الظافرين كميدالية أو نيشان) ويعطى إسما جديدا علامة أنه من
خليقة جديدة، من أولاد الله المرتبطين به

رابعا:
كنيسة ثياترا: (2: 18 – 29).

كان
أسقف هذه الكنيسة فى رأى البعض هو ايريناوس تلميذ بوليكاربوس الذى كان بدوره
تلميذا ليوحنا الحبيب وكان ايرياوس غيورا فى محبته وخدمته، ولكن الرسالة موجهة إلى
الكنيسة، أو إلى عصر الشكلية أو المظهرية الذى أتى فيما بعد.

 عناصر
الرسالة:

(1) الأفتتاحية: من الذى عيناه
كلهيب نار " أى الفاحص القلوب والكلى، لا يخفى عليه شىء " وصاحب "
رجلى نحاس نقى " رمز الثبات والصلابة على مر الدهور والأجيال، هى تبيد وهو
يبقى.

(2) وصف الحالة: هذه أطول رسالة
وفيها يتحدث الرسول عن:

+
أعمال وتعب وخدمة حتى أن الأعمال الأخيرة أكثر من الأولى.. أى أن هناك نمو فى
الغيرة.

+ لكن
فى هذا لا يمنع التوبيخ من أجل " أيزابل " التى تغوى المؤمنين أن يأكلوا
مما ذبح للأوثان وبزنوا.. فمن هى إيزابل هذه:

البعض يقول أنها " كاهنة
وثنية " توهم الناس أنها تتنبأ وتعرف المستقبل وهذا خطأ لأن إيزابل هذه ستقوم
من داخل الكنيسة.

والبعض يرى أنها " ليديا
" بائعة الأرجوان وقد عادت بنفوذ كبير لثروتها، وانحرفت وأبعدت الكثيرين. لكن
هذا تجن بلا مبرر ولا سند على ليديا المباركة.

الرأى الأرجح أنها رمز لقوة
تنشر الشر (أكل ما ذبح للأوثان والزنا).. إنها رمز للتعاليم الفاسدة..

ورغم مرور الزمان على هذه
البدع لم يتب تابعوها، لذلك فالله يوجه إليها إنذار بأن تتوب وإلا طرحهم فى الضيقة
والموت والدينونة العتيدة.

 (3) الرسالة: أنها مجرد الحفاظ على التعليم
السليم ورفض هذه التعاليم والمسالك الخاطئة.

 (4) الوعد: من يغلب سيأخذ " سلطانا على الأمم
" أى سينتصر على كافة نزعات الشر، وسيرعى الأمم " بقضيب من حديد "
أى سيخدم ويفصل كلمة الحق باستقامة كل شىء ويميز الأمور المتخالفة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي