الإصحَاحُ
الثَّالِثُ

رسائل
إلى ثلاث كنائس

 خامسا:
كنيسة ساردس (3: 1 – 6).

فى
أيام يوحنا الرائى كانت ساردس مدينة غنية ولكنها منحلة.. ونحن لا نعرف من هو أسقف
تلك الكنيسة ولكننا كما ذكرنا نستطيع أن نأخذ من الرسالة الموجهة إليه التعاليم
النافعة لحياتنا أبد الدهر، كما أنها ربما تشير إلى عصر أنتشت فيه الكنيسة
الكاثوليكية بخمر المجد الأرضى واتجهت نحو صكوك الغفران ومحاكم التفتيش، مما أحدث
ثورة إصلاحية من داخلها ومن خارجها، ولكن غيبة العودة الجادة إلى جذور الكنيسة
المتأصلة فى أرثوذكسية الشرق أحدثت انقسامات وحروب وطوائف جديدة؟

ولهذا
يدعو الرب الكنيسة " ساردس " أى بقية الحياة التى فيها والمحتاجة إلى
نفخة وإضرام..

عناصر
الرسالة

1- الأفتتاحية: من الذى له
السبعة أرواح الله " أى من الله والروح القدس الكامل، والسبعة كواكب "
أى الله ضابط الرعاة والأساقفة.

2- وصف الحالة:

+
الأعمال الشكلية تعطى إحساس الحيوية ومظهرها دون حياة حقيقية فى الجوهر.

+
هناك أسماء قليلة حافظت على الأيمان والحياة الحقة، وهؤلاء يستحقون أن يمشوا مع
الرب فى ثياب بيضاء إشارة إلى نقاوتهم ونصرتهم.

3-
الرسالة:

+ أن
يسهر ويراقب نفسه وحالة الخدمة بالكنيسة.

+ أن
يشدد ما بقى، حتى لا يموت، وذلك بأن يضرم فيه نار الروح القدس.

+ أن
يدرس ما عنده من بركات إيمانية وتعاليم مقدسة ويحافظ عليها ويسلك بموجبها، وإلا
فسوف يسقط تحت دينونة فجائية لأن يوم الرب قادم ولكن كلص.

4-
الوعد:

+ من
يغلب " سيلبس ثيابا بيضاء " أى ثياب البر الإلهى الذى يتشح به المؤمنون
فى المجد، " ولن أمحو أسمه من سفر الحياة " أى سيكون له نصيب مع
المفديين، " وسأعترف بأسمه أمام أبى وأمام ملائكته " أى سأعطيه مجدا
أبديا فى حضرة الله والملائكة القديسين.

 سادسا:
كنيسة فيلادلفيا: (3: 7 – 13).

تقع
فيلادلفيا فى آسيا الصغرى، ومع أنها سقطت فى يد الأتراك فى القرن الرابع عشر إلا
أنها تضم بعض المسيحيين يرعاهم أسقفها، والكلمة فيلادلفيا معناها " محبة
الأخوة " مما يجعلها تشير – فيما يبدو – إلى عصر العمل المسكونى الذى يسود
العالم اليوم ويجعل الكنائس تتقارب فى حب تمهيدا لوحدة فى الأيمان نرجو أن يسمح
بها الرب تنفيذا لكلمته " يكون الجميع واحدا " (يو 17: 21).

 عناصر
الرسالة:

1- الأفتتاحية: من " القدوس
" وهى صفة ينفرد بها الله وحده، حتى صارت أسما من أسمائه المباركة يمكن أن
يكون الأنسان قديسا أو مقدسا لكن الله وحده هو " القدوس " أى كلى
القداسة، القداسة بطريقة مطلقة، جوهر القداسة بل ما هو أسمى من ذلك مما يسمو عن
إدراكنا.

"
الحق " فهو الصدق كله، وهو النور ومنه تكون الأستنارة وهو المرشد ومنه يكون
سواء السبيل.

"
الذى له مفتاح داود " أى ضابط لكل شىء عبر التاريخ والأماكن يفتح ولا أحد
يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح، إنه كلى القدرة، وبغيره ليس سوى العدم واللاوجود.

2-
وصف الحالة:

 +
باب مفتوح للكرازة وقوة يسيرة ومساندة إلهية، وذلك لأنه حفظ كلام الرب ولم ينكر
أسمه.

+
الله يحبه ويقدر ظروفه وسيجعل أجناد الشياطين ودعاة التهود يأتون ويسجدون عند
رجليه.

+ لقد
صبر من أجل الرب، والرب لن يتخلى عنه فى ساعة التجربة أى فى أيام حل الشيطان، فى
الأيام الأخيرة أيام الأرتداد.

+
ويدعوه أن يتمسك بما عنده من جهاد وصبر وإيمان وتعليم وحسن حتى لا يفشل ويأخذ أحد
إكليله.

 الوعد:

"
من يغلب سأجعله عمودا فى هيكل إلهى أى سيصير كارزا جبارا تعتمد عليه الكنيسة
"، " ولا يعود يخرج إلى خارج " أى سيكون فى عمق قلب الله وبيت الرب
" واكتب عليه أسم إلهى " علامة ملكية الرب له، " واسم مدينة إلهى
أورشليم " علامة ميراثه الأبدى، " وإسمى الجديد " علامة بنوته
الأبدية لله فصار يحمل أسم الله باستمرار.

 سابعا:
كنيسة لاودكية: (3: 14 – 22).

هى
المدينة التى أسسها أنطيوخس السورى (250 م) ودعاها بأسم زوجته وكانت هذه المدينة
على الطريق التى تصل آسيا ببعضها، لذلك أشتهرت بالتجارة والغنى المادى والأنحلال
الخلقى، كما كانت مركزا لصنع الثياب والطب وكحل العيون، وكانت تحوى جالية يهودية
ضخمة.

أما
أسقفها فغير معروف وإن كان البعض يرى أنه أبن القديس فليمون الذى أرسل له بولس
رسالة.

 عناصر
الرسالة

1- الأفتتاحية: هذا يقوله " الأمين
" وهى كلمة عبرية معناها " الحق " أنا هو الطريق والحق والحياة
" (يو 14: 9). " الشاهد الأمين " أى الكائن فى حضن الآب والعارف
لأعماق الأمور، والأمين الصادق فى كلامه وإرشاداته " بداءة خليقة الله "
أى " أصل ومبدىء الخليقة " أى أنه الخالق الذى خلق كل شىء المنفصل عن كل
الخليقة.

2- وصف الحالة:

 + أعمال هذا الأسقف غير معروف
ليست حارة ولا باردة لكنها فاترة يؤدى العمل بفتور وبلا حرية.

 +
ولذلك فالله مزمع أن يتقيأه من فمه.

 +
ولكن لماذا لا يقبل الله الفتور بدلا من البرودة؟ لأن الفتور يعطى صاحبه إحساسا
بالأكتفاء فلا يفكر

 فى
التوبة أو النمو.

+ ثم
يستعير الرب ما تتسم به المدينة ليصف به حالة الكنيسة والأسقف فهى مدينة غنى وهو
يحس بالغنى الزائف بينما هو فى الواقع فقير، والأسقف يحس بأنه فطين ومبصر لكنه
للأسف أعمى، كذلك فالمدينة كانت مركزا لصنع الثياب، لكنه فى الحقيقة كان عريانا من
ثوب النعمة.

3- الرسالة: يقدم له الرب نصيحة مثلثة:

أن
يشترى من نعمته ذهبا مصفى بالنار أى أن يقتنى النعمة الغنية.

وثيابا
بيضاء أى ثياب النقاوة والبر.

وكحلا
لعينيه أى استنارة إلهية.

 4-
الوعد:

"
من يغلب، يجلس معى فى عرشى " يا للمجد! أن نجلس مع الله فى عرشه الخاص!! ليس
مجرد أن نحيا معه فى بيته الأبدى، بل أن نجلس معه فى عرشه الخاص!! ويشبهنا بالسيد
المسيح نفسه الذى غلب وجلس فى يمين العظمة.

 خاتمة:
" من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس " مما يوضح أن هذه
الرسالة هى لكل الناس فى كل العصور. فليعطنا الرب أن نكون سامعين عاملين بالكلمة
(يع 1: 22).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي